رواية عيسى القائد الفصل الثاني عشر 12 بقلم آية محمد
رواية عيسى القائد الفصل الثاني عشر 12 بقلم آية محمد
رواية عيسى القائد البارت الثاني عشر
رواية عيسى القائد الجزء الثاني عشر
رواية عيسى القائد الحلقة الثانية عشر
“مش فاهم حضرتك.. مراتي تخصك ازاي!! “..
وقف سليـم فتفاجأ عيسى و وقف أمامه هو الأخر يسأله بصدمه:
” مراتك!!! “..
” اه مراتـي! ممكن أفهم حضـرتك تعرفها منين! زين أصلا مش من هنا “..
” أنا صاحب أخوها “..
تحـركت زيـن للخارج بعدمـا استمعـت لحديثهـم تنـظر لعيسـى بحرج و تحدثت بخفوت:
” عيسـى! هو.. هو خالد عرف مكـاني!؟ “..
أجابهـا عيسى بحده:
” اه عرف، أخوكي بكـرا هيكـون قدامك هنا هو اللي يتصـرف معاكي “..
قال سليـم بحده:
” يتصـرف معاها يعني اي اتكـلم كويس!! “..
اقترب عيسـى يقول بحده:
” اه يتصرف.. يتصرف مع اللي بيقول علي اخته انها مراته وهو من يومين بس كان فاكـرها راجل و بيشتغل عنده!! “..
نظـر الإثنيـن لبعضهـم بصدمـة ليضحك عيسى بسخريـة و هو يجلس من جديد ثم سألهم بضيق:
” و دلـوقتي هتفهمـوني كل حاجه ولا أعرف بطـريقتي!! “..
سأله سليم بصدمه:
” أنت عرفت إزاي!! “..
” بطـريقتي.. قدامكم اختيـارين يا تفهمـوني كل حاجه، يا هاخدها من هنا حتي لو عافيـه “..
” عافيـة!! ليه حضـرتك فاكر نفسك مين؟! أولا اللي واقفه دي مـراتي علي سنة الله ورسـوله، متجوزين من تلات شهـور وكنـا قاعدين في شرم الشيخ حوالي تلات أسابيع وبعديـن حصلت بينـا مشكـلة و اختفت معرفتش أوصلهـا فرجعت القاهرة، و بعد ما رجعت بأسبوع لقيتها عاملـة في نفسها كدا علشان هي ملقتش مكان تروح فيه وعرفت من البواب اني محتاج راجل بيعرف في شغل البيت يساعدني فيه.. بس أنا كنت عارف ان هي وسايبها براحتها لحد ما المشكلة تتحـل “…
” ما شاء الله، بعد ما اختها ماتت بأسبوع هربت وقومت انت واخدها بصدر رحب كدا واتجوزتها وقولتلها يلا يا حياتي نروح شهر العسـل!! “..
” أومال اسيبها في الشارع!! “..
” لا حنين بصحيـح! اي واحدة ماشيـة في الشارع مش لاقيه مكان تروح تتجوزها!! عبيط أنا بقي علي كدا!؟ “..
اقتـربت زين تقـول بهدوء مزيف:
” بس أنا كنت عارفـة سليم يا عيسـى “..
وقف سليـم يقول بجدية:
” وأنا كمـان أعرف زين كـويس أوي، جوازنا كان ليـه أسباب و أنا متأكد لما خالد يقف قدامي بكرا هعرف أشرحله أسبابي كويس أوي يا أستاذ عيسـى “…
وقف عيسـى من جـديد وتجـاهل سليم وأتجه يقف أمام زين يقول بجديه:
” اتأكـدي اني علشان خـاطر أخوكي مستعد أحميكي من أي حاجة وأي حد مهمـا كلف الأمر “…
ثم تحـرك للخـارج تحـت نظرات سليـم الغاضبـة تجـاهه ولكن عيسـى لا يهمه أمر سليم أو نظراته الغاضـبة، كل ما يُشغل عقـله هو كيف سُيخـبر خالد بأمر زواج أخته، لا يعرف حتي ان كان سيُخبره أم سيتـركه يكتشف الأمر بنفسـه…
عـاد عيسـى وأخيرا لمنزلـه بعد يوم مُرهق، وجـد والدته تجـلس بالخـارج بإنتظـاره أمام أحد البرامج التليفـزيونيه المفضـله لديها فرحبت به بحب:
” الحمد لله علي السلامة يا حبيبي، اتأخرت كدا ليـه يا عيسـى؟! “..
” الله يسلمك يا ماما.. كان عندي مشوار مهـم و زي ما أنتي عارفة الشغل فوق دماغي كله بسبب غياب منتصـر “..
” ربنا يعينك يا ابني، هقـوم أسخنلك الأكل “..
سألها بتعجب:
” زمرد فيـن!؟ ”
“قالتلـي هتنزل تتمشي شـوية، زمانها راجعه”..
” الساعه 11!! و بعدين ازاي تنزل من غير ما تقـولي! “..
” أنا حسيتها مخنوقـة، عاوزة تشم شويـة هواء فسيبتهـا بس مش عارفه اتأخرت ليه.. زمانها راجعه مش هتتأخر عن كدا متقلقش “..
تأفف عيسى بضيق وهو يخـلع عنه سُتـرته ثم رمـاها ارضا بغضب و تحرك للخارج من جـديد، ألن ينتهـي هذا اليـوم!!!!
فضل البحث عنها سيـرا بدلا من السيـارة، فهي لم تبتعـد بالتأكيد ان كانت خرجت للتمشيـه، ظل يهـاتفهـا ولكنها لم تُجيب إتصـالاتـه..
وقف بمنتصف الطريق يفكـر جديا في العودة لسيارتـه فقد أقتربت الساعة من الثانية عشر وهي لم تظهر او تجيب اتصالاته!!
ولكن قبـل أن يُعيـد أدراجه لمحـها تقف بعـيدا بجـوارها رجلا عجـوزا يمتلك عربة صغيرة لبيع الطـعام السريع علي جانب الطريق…
أقتـرب منها ينظر لما تفعـله بصـدمه فقد كـانت تُسـاعد ذلك الرجل في عمله وكأنها تعمل معه منذ سنـوات وتقدم الطـعام للزبـائن بكـل ود…
أقتـرب عيسـى منها يسحبهـا من يدها بغضـب:
” هو اي دا!!! “..
نظـرت له زمـرد بضيق وهي تسحب يديها:
” متشدنيش كدا إحنا في الشارع “..
” والله! لا كويس إنك عارفة إننا في الشارع وإن الساعه دلوقتي 12 و حضرتك برا البيت ومن غير إذني، لا وبرن عليكي مبترديش و كمان مش عاجبك رد فعلي!! المفروض أعمل اي أقف اسقفلك!! “..
” أولا الموبايل في الشنطـة فمسمعتوش و مخدتش بالي من الـوقت، ثـانيا أنا كنت نازلـة اتمشي شوية وراجعه مكنتش ناوية علي التأخيـر “..
أوقف عيسـى سيـارة الأجري قبل أن ينفعـل أكثـر وأمرها بحده:
” ادخلي “..
أجابـته برفض:
” عيسى أنا مش هروح معاك طـول ما أنت بتزعق كدا!
قال بسخـرية:
“حضرتك مراتي مش صاحبتي ولا حتي خطيبتي عشان تقوليلي الكلمتين دول، فحالا قبل ما افقد اعصابي اقعدي في التاكسي يا زمـرد..”
جـلست أمام نـظراته الغاضبـة ولهجته الحاده برغم سخـريته وكل تفكيـرها معه ومع غلظتـه تلك، ربما هو محقـا ولكنـها لم تتعـمد فعل شيئ لا يُرضيـه…
كـانت تعلم بداخلها أن تلك الليلة لن تمـر مرور الكرام عليهـم فهـو حاد الطبـاع و حـاول بكـل طاقته أن يكون معهـا حنونا متفهـما ولكنهـا هي من أخرجت تلك الحده في تصرفاته معهـا…
ربمـا تلك النزاعات بينهـم ستُقـرب المسافات إن استطـاعا التعامل معها، أو إنهاء أمر زواجهم و يكتشف كلا منهم بأنهم غير ملائمان لبعضهـم بأي شكـل..
وربمـا عليهم إيجاد حلا الآن…
بمجـرد غلق البـاب اتجـهت زمرد تجـلس بجـوار زينـات والتي لفت ذراعهـا حول زمرد عندما وجدت عيسى يأتي خلفها بأعين غاضـبـه و كانت هي من بدأ بالحديث:
” إهدي يا عيسـى متكبرش الموضوع يا ابني “..
” لا يا ماما هو كبيـر، الهانم فاكرة نفسها في طنطـا!!! فاكرة ملهاش راجـل تستأذنه!! نقـاب اي بقي اللي لابساه وأنتي مش عارفه ان الست لازم تستأذن جوزها قبل ما تخرج؟! وحتي لو خرجتـي يبقي بالعقـل يا دكـتورة مش لحد الساعة 12!! “…
” أنا مش محبوسه هنا يا عيسـى! “..
صرخ بها بغضب:
” متحوريش الكـلام علشان تقلبي الترابيـزة، أنا لسه لحد دلوقتي هـادي ومفقدتش أعصابي “..
” كدا وهادي!! أومال اما تتعصب بقي هتمد إيدك عليا يعني ولا اي!! “..
صرخ عيسـي بصوت حاد غاضب:
” ما تتعدلي يا زمرد مالك اي اللي حصل، ما كنتي كويسـه!! ”
أجابـته بضيق:
” أنت النهـاردة اتصـرفت معايا بطريقـة مش كويسـة، أنا كنت بسألك رايح فيـن وأنت اتضايقت، تخيل أنا زوجتك يعني عادي اسألك السؤال دا، بس لا ازاي عاوزة تسألي القائد بجـلالته هو رايح فيـن ويجـاوب!! تخـيلي يا ماما زينـات إنه زعقلـي عشان بس سألته كدا وسابني ومشي!! “..
قالت زينات بلوم:
” لا يا عيسى ملكش حق، الكلام أخد وعطا مش كدا “..
جـلس عيسـى ينـظر تجـاههم بضيق و قد أخفت زمـرد وجهها في زينـات التي ضمتهـا بحب حتي استمعت لكلمات عيسى الهـادئة:
” صح.. صح يا ماما عندك حق… أنا داخل أنام تصبحـي علي خيـر، يلا يا زمرد “..
نظـرت زمرد تجـاهه بخـوف وقلق فأقتـرب عيسـى يسحب يديهـا بنفس وتيرته من الهـدوء و العقلانيـة المزيفـة فتحـركت خلفه بإضطـراب وهي تكرر الشهـادة..
بمجـرد إغلاقـه للبـاب تحركـت زمرد بعيـدا عنه تجـلس علي الأريكـة بزاوية الغرفـة و تحمل مصحفها بين يديها فأقتـرب منها وأخذه من بين يديها و وضعه بهـدوء علي الطـاولة بجوارها….
” اعتذري الأول وبعـدين أعملي اللي أنتي عاوزاه، إنما متفكريش انك هتتهربي مني بالطريقة دي يا زمرد “..
” أعتذر عن اي يا عيسى؟! اني نزلت اشم شوية هواء!!! “..
” اه إنك نزلتي من غير إذن وإنك اتأخـرتي “..
” تمام أسفة “…
” وأنا قابـل إعتذارك بس لازم تسمعيني كـويس… أنا مش حابسك هنا يا زمرد و طبعا ليكي الحق تخـرجي سواء معايا أو لوحدك وأكون عارف مكانك وأكون قادر أتطمن عليـكي، مخوفتيش علي نفسـك؟! يعني أنا مهرب أختي و التـانيـة وديتها الصعيـد علشان خاطر أحميهـم علشان في الأخر أنتي تعملي التصـرف دا!! “..
” أنا مفكـرتش في كل دا، أنا كنت حابة أخرج أتمشي شوية و بعـدين ساعدت عمو دا علشان كان تعـبان و فضلت واقفه معاه والوقت أخدني و ركنت التليفون في الشنطة، وأنت مش فاضي ليا يا عيسى! “..
” أنا مش فاضي يبقي تتصلي بيـا وهبعتلك سواق بحراس بالعربيـة أو هفضي نفسي وأجيلك أو هقولك أستني لما أكون فاضي “…
” حاضر بعد كدا هبقي أكلمك “…
أقتـرب عيسى جوارها يقـول بجدية:
” أنا كنت خايف عليكي وأنا متعودتش أخاف يا زمرد، أنا دلوقتي بعترف إني جوازي منك في التوقيت دا كان مخاطـرة، مكانش لازم أتعلق بحـد جديد “..
قالت بحزن:
” أنا أسفة لو زودت مسؤلياتك “..
هز رأسا نفيا وأمسك بيدهـا يضعها علي صدره:
” مكانش ينفع يخاف ولا ينشغـل و برغم الخوف اللي ماليه إلا إن القلب دا لأول مرة يكـون فرحان و مرتاح كدا، كل المشـاعر دي جوا قلبـي اللي مبقاش عارف يتعامل خلاص.. أنا عارف إني مشيت أميال في علاقتنا وأنتي يدوب كام خطـوة “..
” مهو أنا مش فاهمـة، مش فاهمة إزاي قدرت تاخد الأميـال دي، عيسى أنا حمدت ربنا إنك أنقذتنـي من جوازتي دي، و حمدته مليون مرة إن كان نصيبي أنت و شوفت فيك راجـل محترم برغم كل حاجه قدرني واحترمني وحفظلي كرامتي وعزة نفسي، وكنت فاهمة إن هناخد وقتنـا ونعرف بعض و نحب بعض كمـان، والمشاعر اللي أنت بتتكلم عنها دي أنا مش قادرة أشوفها غير إنك بتدور علي حقوقك الشرعيه وأنا..
قاطـعها عيسـى بعدما ابتعـد عنها بـل وقف علي مسافـة منها يسألها بإستنكـار:
” اي؟! “…
” فاطمـة قالتلي ان….
” فاطمـة مين؟! “..
” واحدة صاحبتي “…
” وصاحبتك تعرف اللي بيني وبينك ليـه؟! إذا كان أنا يوم ما دخلتك بيتي قولتلك أمي متعرفش عننا حاجه! أمي اللي هي هتعيش معانا في نفس البيت؟ تروحي تقولي لصاحبتك!! هي تعرفني منين!! تعرف أنا حاسس ناحيتك ب اي منيـن؟! هي متعـرفنيش علشان تُحكم عليـا إني بضحك عليكي بكلمتين علشان خاطر رغباتي، مش دا اللي هي فهمتهولك يا زمرد!!! “..
قالت بحزن:
” أنا آسفـة “..
” وآسفك مش مقبول المره دي “..
تحرك عيسـى ليُنهـي الجـدال واتجـه لغرفـة الثياب يأخذ منها ثياب مريحـة ثم تحرك لخـارج الغرفـة بأكملها وقد قرر ترك الغرفـة لها فبقيت زمرد و حيرتها بمفردهم..
…………………………………………….
في اليـوم التـالي…
” فاضل كتيـر! “..
” نص ساعـة ونكون في محطـة مصر “…
اومأت برأسها بمـلل شديـد فقد انتصف النهـار و لازال الإثنين بالقطـار فقـد تحركوا بعد صلاة الفجر مبـاشرة و هـا هي خطبـة يوم الجمعـة تتمكن من سماعها من مذيـاع يدوي صغير يحمله أحد المسافـرين…
_عسليـه يا أستاذ، خد عسليـة للمدام…
” شكرا مش عاوزين “…
نظـرت لـه حنة بعبـوس ثم استدنت بذقنهـا علي يدها وعادت تنظر للخارج من جديد بعـدما كانت اعتدلت وهي تنظر لما يحمله ذلك البائع بحمـاس قتـ.لـه خالد الآن ولكن عـاد البائـع يقول من جديد:
” شكلك زعلت المدام “..
نظـر خالد تجـاه حنة يسألها بإربتبـاك:
” عاوزة؟! “..
أجابتـه بحرج:
” لا شكـرا “..
استطاع خالد تميز حرجهـا فأخذ من البائع اثنيـن ثم أعطـاهم لها يقـول بهدوء:
” جربيهـا كدا أهو نتسلي في الطريق “..
أخذتهـا حنة بإبتسامة واسعه وهي تنـظر له بإمتنـان، لا تدري متي طـالت نظراتهـا لـه و شعـور بالإرتبـاك سرى بداخلهـا، وحزن رحيـله أخفته بداخـلها…
وأخيـرا تـوقف القطـار بالمحـطه فأخر هاتفـه يطـلب سيـارة من أحد تطبيقـات التوصيـل فأتته بعـد دقائق…
” الزمـالك يا اسطـا “..
علي الجهـة الأخري كـانت تفتح عيناهـا بصعـوبة كبيـرة، حاولت تحريك جسدها ومنعتهـا ألامهـا حتي وجدت يـد تساعدها ترفعهـا من خصـرها لتستند بجسـدها علي ظهـر الفراش فنظـرت لهـا فردوس بإضطـراب ثم انتفضت تبحث عنـه:
” أنتي مين؟! فين منتصـر! “..
أقتربت زمرد تحـاول مساعدتها ولكن دفعتها فردوس بكـل ما تبقي لها من قـوة:
” أبعـدي عني، فيـن منتصـر!! عملتـوا فيه اي؟! “..
أجابتها زمرد بشفقـة:
” أنا مرات عيسـى أخوكي “..
” كدابـة، عيسى مش متجـوز أصلا.. وسعي ابعـدي عني، أنا فيـن! عملتوا فيا اي؟ منتصـر فين خليني أشوفـه “..
” يا حبيبتـي إهدي محصـلش حاجه أنتي كويسـة و منتصـر برا “…
” أوعي أنتي بتـكدبي، وسعـي بعيد عني “…
تحـركت فردوس بألم للخـارج وهي تدفـع زمـرد التي وضعت نقابهـا علي وجهها ثم تحركـت خلفهـا، دفعت فردوس الباب لتـري منتصـر أمامهـا يجلس علي الأريكـة وبجـواره عيسـى بالفعـل فأقتربت منـه بأعين دامعـة وضعفت قواهـا أكثر حتي كادت تسقط فأسندهـا عيسى ثم حملها عن الأرض و تحرك بهـا يضعها علي الأريكـة و بدلا من الإبتعـاد عنه ظلت فردوس متمسكـه بـه فضمهـا عيسى بقـوة يربت علي رأسها بحنان و هي تشبثت به وبدأت في البكـاء تُخفي وجهها بصـدره..
” أنا مكنتش عاوزة فـلوس أنا كنت عاوزاك أنت،كان نفسي يكـون ليا سند وضهـر، يكون ليا حضن أترمي فيه يا عيسـى، كان نفسي لما أتعب مفكرش كتير وأقع وأنا عارفه اني هلاقي اللي يقومني من تـاني و يسندني، أنت ليه سيبتنـي وأنا مليش غيـرك، أنا مكانش ليا ذنب في أي حاجه “..
سألها بحزن:
” كنت أخدك من أبوكي؟! “..
” هو مكانش أب، مكـانش أب أبدا يا عيسـى، كان محـتال سابنا محتاجين و مش معانا اي حاجه نسند بيها نفسنا و اما رجـع كان علشـان يستغل حنـة و يأذيهـا و لما الموضـوع أنتهي سابنا من تـاني وماما ماتت من القهر و الزعل علي بنتهـا ومستقبلها اللي ضـاع، هما وقعـوا وكان لازم أنا أفضل واقفه علي رجلي، بس أنا مش قـادرة علي دا و مش عـارفة، ولولا الكافية كـان زماني بمد إيدي لكل الناس “..
” لا مكنتش هسمح بـكدا أبدا، ومن النهـاردة أنتي مش هيكون عليكي أي مسئوليات و هتعيشى أميرة في بيت أخـوكي وهعوضك عن كل الوحش، و صدقينـي هيندم علي كـل اللي هو عمله دا “…
تركـته فردوس و ابتعـد تنظـر له وقد إمتلأت عيناها وكل وجهها بالدموع:
” أنت مش فـاهم وجودك جمبي هيفرق إزاي في حياتي، بس.. أنا مقدرش أسيب حنـة “..
” لا طبعـا مش هتسيبيهـا و هتفضـلوا معايـا، الشقـة اللي فوقنا هي نص مساحـة الشقة دي أنا كتبتها بإسمك و هتقعدي فيها أنتي وأختك، والله وأنا بنقل هنا وأنا عامل حسابي إني هاخدكم بس أبوكي كان ليه خطط تـانيه “…
” هو كـان ممكن يخليهـم يأذوني كدا يا عيسـى؟! “..
نظـر لها عيسـى بحيـره ثم نظـر تجـاه منتصر فأنتبهـت لـه فردوس فقد كـان مضمد الرأس و اليـد و هناك علامات جروح متفرقـه علي وجهه…
فـلاش بـاك…
” يـلا يا فـردوس هنتأخـر “..
“مش هتحرك غير لما تقـولي هنروح فين؟! مهو أنا هفضل زي الجاموسه اللي ساحبها وراك طول اليوم؟!”..
” محتاجيـن نتحرك قبل ما الفجر يطـلع، هنرجع القاهرة خـلاص، وجودنا هنا كان لحد ما عيسى يعرف مين اللي ورا كل القصة دي و خلاص مفيش داعي نفضـل هنا “..
” يعني اي؟! أنا لسه متفسحتش! هو أنا كل يوم باجي بور سعيـد؟! “..
” اي التلوث السمعي دا!؟ حضرتك كنتي مخطو’فـة ودلوقتي هربانة وأنا متكـدر معاكي و تقوليلي فسحه!! ليه واخد بنت أختي حديقة الأسماك!! “…
” والله إنك بومـة.. خـلاص نصلي الفجر و نتحرك فاضل عشر دقـايق “…
” تمام روحي إعمليلك شوية ساندوتشات عشان تتلهي فيهم في الطريق ومتقرفنيش “..
” أوفر صراحه يا جدع مش كـدا، عن.يف في الرأ………
صرخـت فردوس مع كلمتهـا الأخير آثر دفعـة قوية علي بـاب شقتهـم جـعلت بابهـا يكاد يسقط فوق رؤوسهم لولا أن سحبهـا منتصـر خلفـه ويسحب سلا’حـه بنفس الوقت ولكن جحظت عينـاه بصدمه عند رؤيـته للعدد المُقتحم للمكـان…
“إرمي السـلا’ح يا حـلـو، خلاص دي القاضيـة و هناخد البت يعني هنـاخدها”…
قال منتصـر بغضب:
” علي جثتي. “..
أقترب الرجـل وقد بدا لعـوبا، خبيثـا.. قـال بنظرات مـاكره:
” ما هي علي جثتك فعـلا، بس لأجل التعب واللف وراك أنت والسنيـورة يبقي نتسلي شويـة، يلا نـزل السلا’ح في الأرض “…
” فكـر مليون مرة قبل ما تلعب معـايا وأعرف أنا ورايا ميـن الأول، لا أنت ولا رجـالتك اللي أنت بتستخبي وراهم دول هتخوفوني “..
أشار الرجـل بعينـه لرجـاله فأقتـربوا يأخذوا فردوس يسحـبوها بالقوة يقيدون حـركتهـا و حاولت هي الإفلات منهم بكـل طاقتها ولكن أين هي وجسـدها الضئيل أمام أجسـادهم الضئيلـة…
وكـل ما يُفكـر بـه منتصـر بأن والدها لن يترك رجاله لأذية إبنته بالتأكيـد…
” طبـعا أنت فاهم إننا مش هنتمـادي، بس مفيش داعي ندلع الرجـالة شوية، قـدام كـل ضـربة هتصـرخ فيها أو يطلعلك صوت هناخد من لبسها الجميل دا حاجه.. بس كدا هنلعب شوية لحد ما النهار يطـلع.. يـلا يا رجـالة “..
إنهـالوا عليـه بالضر’بـات القوية والقاسيـة وهو يحـاول كتم تأوهاته رغم الألم و لكن رغما عنه صرخ متألما عند ضربة قاسيـة بصدره فصـاح الشاب بإستمتاع:
” عااااش… يلا نبدأ بالطرحة “..
نـازعت فردوس الباكيـة و هي تحـاول الفرار من بين أيديهـم وهي تنـظر لمنتصر و قد غطـت الد’مـاء كل وجهه بالكـامل وبالكاد يلتقط أنفاسـه ورغم ذلك قال بضعف:
” لا… متقربش منها “..
ابتسم الرجـل بخبث وهو يُشير لرجـاله بالتوقف:
” استنـوا، الحكـاية شكلهـا هتحـلو أكتـر، اي يا منتصـر نكمـل ضرب ولا تريح نفسك، كدا كدا مش هنعملها حاجه هنتفرج بس “..
” أنا قدامك.. محدش يقربلها “…
بـاك….
قـالت فردوس ببكـاء:
” ولولا إن في ناس جهـم لحقونا كان ممكـن يروح فيـها، هو قـالي إنهم تبعـك بس مش عارفـة اي اللي حصل بعـد كدا “….
أجابها منتصر هذه المره:
” واحد منهم إدالك حقنة مخـد’ر علشان لما ياخـدوكي متعمليش أي شوشـرة، هي اللي تعبتك كدا “…
قـالت فردوس بإمتنان:
” أنا مش عارفه من غيرك كان هيحصل اي! “..
” كـان زماني نايم في بيتي سليـم مش متدشول كـدا “..
قالهـا منتصـر بمزاح فأبتسـمت علي حديثـه وتابعته وهو يقف متحـركا تجاه الباب ثم ألتفت لعيسى يقول بهدوء:
” بكرا هـكون في الشركـة.. “.
ابتسم له عيسـى وأومأ بهـدوء، بمجـرد فتحـه للبـاب انتبـهوا جميعهم علي صـوت حنـة التي خرجـت للتو من المصعـد…
” فـردوس!! “..
حـاولت فردوس الوقـوف ولكنها لم تقـوي علي الحركـه، فركضت حنـة للداخـل لا تري أمامها سـوي أختهـا و أقتربت منها تأخذها بين يديهـا بإشتيـاق…
” وحشـتيني أوي يا حنة، وحشتيني أوي “..
” أنتي كويسـة؟! مالك ليه جسمك بيرتعش كدا “..
” أنا كويسة الحمد لله، خـلاص كل حاجه بقت كويسه ة هنعيش في الشقة اللي فوق شقة عيسـى وهنبقي كلنا عيلـة، محدش هيقدر يأذيني طول ما أخويا معـايا “..
قـال عيسى بهـدوء:
” محدش هيقدر يأذيكم طـول ما أخوكم معاكم “.
قالت حنة بإمتنـان:
” مش عارفه من غيرك كان اللي ممكن يحصلنا، ربنا بعتك لينا مُنقذ حقيقي هفضل شايلة جميلك دا طـول العمر يا عيسى “…
” لسه بقـول عليها اختي ودي تقـولي جميـل!!! قومي، قومي خدي فردوس الأوضة هي تعبانة شوية خليكي معاها هتفضلوا فيها لحد ما الشقة تتنضف “….
تحـركـت فردوس مع أختها و أتجهت زمـرد تُسـاعدها فقـالت فردوس بمزاح:
” تعالي يا مرات أخويـا ساعدي عمتك تعـالي “..
قالت زمرد بضحك:
” علفكرا إحنا ولاد عم “…
سألتها فردوس بصدمه:
” بجد!!! لا طب يبقي تيجي تحكيلي بـقي “…
تحـركـوا ثلاثتهـم للداخـل.. بينمـا في الخـارج اتجـه عيسـى لخـالد الذي وقف بمكـانه لم يخطو لداخل المنزل إحتـراما لأهله، ضمـه عيسى بإشتيـاق:
” وحشتنـي يا دكـتور، اي الغيبة الطويـلة دي!! تعـال أدخل “..
رحب بـه منتصـر أيضـا ولكنه استأذن بالرحيـل و تحرك بالفعل مغـادرا المنزل…
” تعـال اقعد “..
” لا مش هقعـد، خـدني علي أختي علطـول، عاوز اشوفها، أنا كلمت أبويا وأمي، هما خلاص علي وصول، أنا هجيبها علي ما هما يوصلوا “….
سأله عيسى بهدوء:
” أنت تعـرف دكتور شغال في الطب الشرعي اسمـه سليم صادق مغـاوري “…
” أيوا.. أعرفه كويس، بس بقالنا فترة متواصلنـاش، يمكن أكتر من سنة “..
قال عيسى بحيرة:
” مش عـارف بس أعتقد ان زين كانت علي تواصل معاه، لأنها لما هربت راحتلـه و… وهو اتجـوزها “..
” اتجوزها!! يعني اي! طب لما هو لقاها أو هي راحتله ليه مكلمنيش!؟ “..
” جايز خافت يا خالد انكم تخلـوه يرجعها وتضطر تتجوز الشخص دا و… في كمـان حاجه عاوز أقولهالك “..
” اي تاني؟! “…
” أنا يعتبر لقيـت زين بالصدفـة، هي مكـالمة متشفـرة معظم الكلام اللي فيها كان مش واضح..دكتور سليم دا ليه عم اسمه سليم مغـاوري تعرفه! “..
” ايوا، زمـان سليم قعد عندنا سنتين لحد ما عمه دا جه من برا وأخده، كان اسمه سليم مغاوري “..
” دكـتور سليم كان بيطـلب منه يدور علي أدله في قضية قت.ل عمران، قـاله انـه مش عاوز أي دليل ضد اللي قت.لـه، لأن زيـن هي اللي قت.لتـه “..
” ااااي؟! ازاي يعـني!! “…
” معرفش يا خالد، المكالمة مكانتش مفـهومـة، كانت متشفرة و دا أقصي حاجه قدرت أوصلهـا، أنا أساسا كنت براقب الدكتور علشان أوصل لعمه، لأن عمه دا تاجـر مخد’رات كبيـر “..
” اي المصيبـة دي يا عيسى!! أعمل اي!! و ديني عندها خليني أفهم منهـا ومنـه “..
أومـأ له عيسـى و بالفعـل تحرك معـه، وكـأن المشاكل لا نهـاية لها و حيـاة عيسى ومن معه مليئـة بالمتـاعب، الطريق طـويل و الصحبـة قليلـة فأصبحت الرحـلة شاقـة مُتعبـة…
بـعد عدة طرقـات علي البـاب فـتح سليم الباب و هـو يعلم جيـدا من الطـارق، نظـر له خالد بـلوم و كانت نظراته أكثر من كافيـه لتمنع سليم عن الحـديث و أكتفي فقط بدعوتهم للدخـول:
” اتفضـلوا “..
” أختي فيـن يا سليـم!! “…
أتت زيـن من الداخـل تنظـر تجـاه أخيهـا بأعين دامعه، لم تستطـع إطاله النظر لـه فخفضت عينيها أرضـا و وقفت تنتظر عقابـه علي فعـلتها…
أقترب خـالد يقف أمامهـا ينظر لها بتأنيب و وصدي صوت صفـعة قاسيـه وقعت علي وجنتهـا ثـم سحبهـا لصدره يضمهـا بإشتيـاق و حزن وآسى لأجل حـالهم..
” والله ما كنت هخـلي الجـوازة تكمل، مكنتش هسمحـلهم، أنتي موثقتيش فيا يـا زيـن “…
كانت تأخذ أنفـاسهـا بصعـوبة بيـن يديـه فأبتعـدت تنـظر له بأعين زائغـة، حاولت التماسك وتشبثت بثيـاب خالد فأقتـرب سليـم يـأخذ بيدها يقول بإرتباك:
” متقلقش… هي بس.. دا بسبب الحمـل “…
نظـر خالد تجـاهه بصدمه، هو لم يتخطي صدمة زواجـها حتي الآن لتأتيـه صدمة حملها، ماذا سيُخبر أبيه!!!..
قـال سليـم بهدوء مزيف:
” زيـن لما كلمتنـي قالتلي إنهـا مش هترجـع تاني الأقصـر و….
قاطـعته زين تُكمـل كذبته:
” سليـم حـاول كتيـر يقنعني إنه يكـلمكم يا خالد بس أنا منعته وكـان أسلم حل طبعـا علشان نفضـل سوا هو الجـواز، هو فكر كويس قبل ما يعرض عليا وأنا وافقت و بقالنـا شهـرين ونص.. “.
” وجوزتي نفسك وكأنك ملكيش أب، كأنك يتيمـة وهو بيعطف عليكي، و البيه كان بيرد الجميـل صح!! اتجـوزك شفقة “…
قالت بتعب:
” حتي لـو سليـم اتجوزني شفقـة، لكنه في النهاية بيحترمني وبيقدرني، وجوازنا بالنسبالي ناجح مش فاشل، أنا عارفـة إني غلطـت لما هربت بس أنا مكانش ينفع أتجوز ضاحي دا، إزاي النار دي هتطفي بين العيلتيـن بجـوازة!! ما أكيد مصيري معاهم كان هيبقي سواد، أنا مش أنانيـة إني اختارت أعيش يا خالد “….
” إختارتي تعيشـى بعـد ما وسختي إيدك بيـه!!! أنتي اللي قت.لتـي عمران يا زين؟!!!! “…
” كـان يستاهـل “….
” كـان يستاهـل بس مش بإيدك أنتـي!!! إزاي قدرتي أصلا تعـملي كدا!! و بعدين دا مـيت بجـرعة مخد’رات!! جبتيهـا منين!! “..
كـانت الكذبـات كثيـرة ومتتـاليـة و لم تكن تعـلم بأنها ستكـون بتلك الصعوبة، مع كل كلمـة تنطق بهـا تشعر بثقلها علي لسانهـا، يغزو الألم قلبهـا، تشعـر بالذنب وهي حياتها الهادئة أصبحت مليئـة بالذنـوب فلم تجـد أمامهـا سوي أن تبكـي لتُفرغ كـل ما بداخلها…
تابعهـا سليـم بشفقـة فأقتـرب يقف أمامهم يقول بجـدية:
” خالد سيبني أنا أفهمك كل حاجه لأن زين نفسيتهـا تعبانـة و وضعهـا ميستحملش “….
بـدأ سليم في الحـديث يراقبـه كلا من خالد و عيسـى، شعر عيسـي بكذبـاته ولكنه في النهاية لا يملك دليل قوي ضده و تأييـد زيـن له جعـله يتغاضي عن الحقيقة الكـاملة ليتـرك الأمر لخالد يتعامل معه بطـريقته…
وفي النهاية تمكـن سليم بإقناع خـالد بأمر زواجـه من أخته و أن قتـ.لها لذلك الشاب كـان دفاعا عن ذاتها وليس إنتقـاما، وهروبهـا خوفا من العادات و خوفـا من انتقام عائلة الشاب منهـا وليس لعـدم ثقتهـا به…
” أنا مش هقـول إن تصرفات زين كانت صح، بالعكس يمكن معظم قراراتها كانت غلط بس هي صغيـرة، وكانت خايفـة، وكانت قرارتها كلها في قلب الموقف مكانش عندها رفاهية التفكير، أنا كل اللي عاوزه إننا ننسي اللي فات وأنا أوعدك ان أختك معايا في أمان واللي أنت شايفـة إعمله يـا خالد “…
” هننسى إزاي؟! و القضيـة؟! “..
” متقلقش، محدش هيوصـل لحاجـة، أولا مفيش أي أدلة ضدها، ثانـيا لو فيه إعتبره اتبخر “…
وقف خـالد يبتعـد عنهم قليـلا ليُفكر بالأمر، ربمـا كل ما يحدث خطـأ لكن زواجهـم قد حدث بالفعـل و الجر’يمة قد انتهـت و لا فرار الآن من العواقب…
اقتـرب عيسـى يقف جـواره يقول بهدوء:
” خليك مع أختك هي محتجـالك، اتحطت في مواقف أكبر منها بكتير يا خـالد و العتـاب دلوقتي ملـوش داعـي “..
أومـأ برأسه ثم ألتفت لسليم يسأله بضيق:
” ولا وجودي هيضايقك يا دكـتور سليم!؟ “..
قال سليم بهدوء:
” البيت بيتك طبعـا تشرفني “…
تحرك عيسـى للخـارج بعدمـا ودع صديقـه وبقي الثـلاثة بمفـردهم فقـالت زين بهدوء:
” هروح أجيبلك لبس تقعـد بيـه “…
تحـركت زيـن لغرفة سليم الذي لحق بهـا بعـد دقائق ليجـدها جالسـه تأخد أنفاسها بصعوبة فسألها بإهتمام:
” مالك!! “..
” مفيش حسيت بدوخة مرة واحـدة، خد لو سمحت لبس لخـالد.. كويس إننا نقلنا حـاجتي كلها هنا بس أنا هفضل بالإسـدال ازاي!؟ “..
” مش هينفع تفضلي بيـه طبعـا “..
” ومش هينفع أفضل من غيره، أنا ممكن ألبس تيشرتات وبناطيـل من اللي كنت بلبسهم دول “..
” أحسن حـل إنك تلبسي من عنـدي، هتلاقي عندي تيشرتات بكـم واسعه وهنقـول إنك مستوليـة علي دولابي وهزار وكدا “..
” ماشي “..
” أنتي مالك شكلك تعبان أوي لي كدا!! عرقانـه ليه كدا!! “..
قالت بدموع:
” أنا بطني بتتقطـع.. وحـاسه.. حاسه اني.. “.
صـرخ بصدمه:
” أنتي بتنـز’في!!! “…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عيسى القائد)