رواية أسرار الماضي لبنت الناس الفصل الثاني والتسعون 92 بقلم رينا الهادي
رواية أسرار الماضي لبنت الناس الفصل الثاني والتسعون 92 بقلم رينا الهادي
رواية أسرار الماضي لبنت الناس البارت الثاني والتسعون
رواية أسرار الماضي لبنت الناس الجزء الثاني والتسعون
رواية أسرار الماضي لبنت الناس الحلقة الثانية والتسعون
في بيت رقية
صدمة الحقائق (٥٠)
رقية واخدة الصالة ذهاب و إياب و كل فترة تبص من البلكونة الي أن وجدت رضا وهي تدخل العمارة ومعاها عربية الاطفال الذي تحوي يحي و عهد وبدأت تطلع السلم مع مساعدة أحد الجيران نزلت رقية دور ووقفت أمام باب شقة رضا وانتظرت الي أن تصعد رضا و أبناؤها .
بعد أن وصلت رضا للدور وشاهدت رقية .
رضا للشاب : تشكر الله يكرمك ماكنتش هعرف أطلع بيهم لوحدي .
الشاب : لا شكر علي واجب هانت وبكرة يعرفوا يطلعوا السلم لوحديهم .
رضا : أيوة إن شاء الله .
مشي الشاب و هو يقول : ربنا يخليهم لك .
رضا : يا رب ,مالك يا أبلة و دانك بنطلع دخان لية ؟
رقية : إحنا امتي يا رضا وإنت طالعة من أمتي ؟
رضا وهي تفتح الباب : إهدي بس يا أبلة مش أنا قايلة لك هتآخر وكمان قولت إتغدي النهاردة إن مش هاجي علي الغدا.
رقية : الغدا يا رضا إحنا العشا وانت طالعة من سابعة الصبح كل دة في المزرعة دي مش فدان يعني وحتي لو،اكتر من اتناشر ساعة يا رضا إية مش عارفة إني بقلق .
دخلت رضا وأدخلت صغارها وهي تقول : ادخلي بس يا أبلة والله مهدودة وما قادرة أقف علي رجلي والعيال طول اليوم زن .
رقية دخلت : إنت فعلا باين عليك الإرهاق ، يا بنت الناس مش فية ولد و ست بيساعدوك و ينظفوا المكان إية بقي مش فاهمة و لا متفهمة إنت كنت فين و أوعي تكذبي أيوة ممكن تكوني روحتي للطير بقيت اليوم روحتي فين يا رضا ؟
رضا : والله إنت ما بتحققي مع نهر كدة, مالك طيب ؟عموما روحت للعطار جبت صبر علشان هفطم العيال خلاص هيكملوا سنتين هجري قريب وجبت دواء من الصيدلية علشان إنت قولتي إني هسخن والنبي صعبان عليا خلاص العيال مش هعرف أضمهم لصدري تاني ويبقوا نايمين طول الليل في حضني والمصحف صعبان عليا نفسي أكثر منهم .
رقية : و بعدين كملي العطار والصيدلية مش هيكملوا ساعة كنت فين بقية اليوم و أيوة يا رضا إنت عندك حق أنا ما بحققش مع نهر كدة و الظاهر إني لازم أقف معها وقفة لان هي كمان مش عاجبني أحوالها و غالبا كدة أنا ههج منكم و مش هتعرفوا ليا طريق مبسوطة كدة ؟
رضا و هي تضحك بتعب : تعالي يا أبلة اقراء لك المعوذتين إنت الشيطان لاعب في دماغك جامد’ و إية أهج دي سمعتيها منين ؟ إنت حتي مش بتفتحي التلفزيون كتير و بقيتي عاملة زي الأمهات هنا لما يجيبوا آخرهم من عيالهم., ألا ما قولتي كدة لعمر أو الدرش تقومي تقولي كدة ليا و نهر مالكيش حق دي نهر عايشة بس علشان تفرحك يا روووقة .
رقية : بحزن تفرحني اية أن مخنوقة منها ومش قادرة آحاسبها بس خلاص أنا لازم أقسي قلبي شوية .
بكي أحد صغار رضا فأخذتة وبدأت ترضعة :ممكن يا أبلة تسختي شوية شمر علي كراوية مفيش لبن كتير راضي ينزل النهاردة و العيال جعانة و أنا والله ما قادرة .
رقية : إنت خسة اليومين دول يا رضا و بتغيبي كتير من البيت بس النهاردة زيادة شوية .
رضا بعد أن إرتفع صوت بكاء الطفلة : أرضع العيال المفجوعة دي و نتصافي يا أبلة .
رقية : ما ناكلهم حاجة أحسن مفيش أكل لهم ؟
رضا :مالحقتش أجيب زبادي والسيريلاك خلص شوية وهقوم وأعمل أي حاجة بس أعطيهم تصبيرة الأول .
بعد فترة قليلة .
رضا : مالك بقي يا أبلة زعلانة من نهر أو قلقانةمن إية ؟ أنا عارفة انه عمرك ما دخلتي حد بينكم بس إنتم أهلي و أنا حاسة بك متغيرة من فترة و صدقني هحاول أفهم أنا عارفة إن تفكيري مش زيكم بس يمكن أريحك يوضع سرة في أضعف خلقة إحكي بس .
رقية : الأول خلينا فيك إنت وتاخيرك كل شوية .
رضا : أنا في نفس العمارة موجودة خالينا في إلي واجع قلبك و لو معرفتش أريحك حاضر هننقل الحفلة عليا أنا قولي بقي ؟
رقية : نهر من كام شهر أخدت فلوس كتير من شغل هي عملتة أنا طبعا ماقولتليش لها أخذتي كام لان دة تعبها فعادي تتصرف فية زي ما هي عاوزة لكن بالصدفة عرفت من إدوارد ، حتي إدوارد خطب و جاب شبكة محترمة من نصيبة ,طبعا مش دي المشكلة أنا كمان معايا فلوس من شغلي مش كتير لكن معايا, من إسبوع ايمري إتصل بيا و قال أنة ناوي يعمل عمرة و في وفد تركي هيروح معاة من ساسة و رجال إقتصاد وكدة فقال لي إن السعودية فاتحة أبوابها لعدد محدود للعمرة و هو حجز أربع أماكن علي أساس هو و أنا ونهر و عمر أنا فرحت طبعا المكان هيكون شبة فاضي ,لكن هنروح تركيا الأول نقعد ثلاث أيام و بعدين السعودية المبلغ إلي معايا يا دوب تذاكرنروح و نرجع أنا و نهر و عمر ,و الإقامةفي السعوديةقلت نهر معاها فلوس و أحنا أصلا كذا يوم هناك بس كلمتها علشان تعمل حسابها لاقيتها بتقول خاليها السنة الجاية و نطلع من مصر وأن الفلوس مش هتكفي, طب عملت إية بالفلوس أنا عمري ما حاسبتها فلوس مين بنصرف منها خصوصا و هي بتصرف علي نفسها و كليتها بس هي عارفة أن نفسي في العمرة من زمان مش قادرة أصدق إن نهر بتبخل بالفلوس نهر عمرها ما كانت مادية .
رضا : طب ما تسأليها مش يمكن عندها عذر كمان صرفت كتير علي مزرعة الطير .
رقية : مش هسأل يا رضا أنا قلبي واجعني منها أوي
رضا قامت و قبلت رأس رقية .
رقية : كدة أنا إرتحت يعني , أهو ما قولتش حاجة تريحني إتفضلي قولي بتتاخري لية كل يوم ؟
رضا : أنا نهر مأمناني علي سر و قالت مأقولوش لك بذات .
رقية : بنتي أنا بتخبي عليا لية ؟
رضا : عقلها قالها تعمل لك مفاجئة بس أنا شايفة إن علي ما المفاجئة تخلص هتكون النفوس شالت من بعضها فهقول السر بس و حيات أغلي ما عندك ماتقولي إني قولت لك حاجة .
رقية : مش حلو تخوني ثقة حد إداك سرة يا رضا خلاص ما دام بنتي أمانتك و أنا لأ .
رضا : يالاااااااهوي علي وجع القلب, نهر من أول مرة إتكلمت معاها و هي قالت حلمي أبني لامي بيت لها لأنها مش بيحب العمارات و مش واخدة علي دوشة الجيران من أول يوم سكنتي فية هنا و هي عارفة إنك بتمثلي إنك تمام علشان كدة هي إشترت أرض و بتبنيها لك و لما تكمل أن شاء الله هتعملهالك مفاجئة و كمان هتنقل ملكيتها لك ,تعرفي قالت هتعمل دور أرضي و دور أول علشان أسكن معاك ما أنا خلاص بقيت من بقية أهلكوا , قالت إنها معظم الوقت في مصر و هتخاف إنك تقعدي لوحدك و لازم يحي و عهد يتربوا في حضننا و أنا النهاردة إتاخرت علشان النهاردة كانت أول صبة بتاع الأرضي و كمان أسبوع صبة الدور اللي فوق إنت عارفة الصبة يعني لازم أكل وهيصة وأنا و الله شرفتكوا و عملت أكل بزيادة حتي فية عمال أخدوا أكل وهما مروحين كمان .
رقية كانت تسمع وهي مذهولة : إزاي تعمل كدة هضيع فلوسها علي بيت كانت لازم تاخد رائي أنا ممكن أستحمل أقعد هنا خلاص إتعودت بس هي لسة بتكون مستقبلها و ممكن تحتاج الفلوس دي بعدين لأ طبعا تبيع المكان و ترجع فلوسها .
رضا : هي واد هتكون مستقبلها ؟ ما تهدي كدة و أستعيذي بالله من الشيطان و ماتكسريش بخاطرها هي زي ما أنت قولتي مش مهم عندها الفلوس بعدين ماشاء الله بتعرف تكسب هي أهم حاجة عندها إنك تكوني مبسوطة و بعدين إنت ماسالتيش البيت فين لية ؟
رقية : هتفرق في إية أنا مش عاوزة أكون حمل عليها المفروض أنا إلي أعمل لها مش هي .
رضا : لا بقي إنت تعبتي كتير , حتي مش بتقدري تشيلي حاجة تقيلة و جسمك بيترعش من أثر التعب إلي كان فيك و مع كل دة برضو بتتعبي و تشتغلي وت ربي و تذاكري و تاخدي بالك من الكل نهر ماعملتش البيت إلي بتبنية علشانك لوحدك لأ و علشانها كمان تعرفي هو فين ؟ هقولك في نفس مكان بيتكوا القديم بيت أبو نهر راحت و رجعت الأرض حتي قالت لي أن نفس نظام الأوض هو هو ،هي ماأشترتش أرض و السلام هي رجعت نفس الأرض إلي هدها مصطفي علشان يحسركم بس هترجعها بدور زيادة بتقول ريحة بابا و ماما فيها .
رقية و قد سالت دموعها بفرحة ولم تحملها قدماها لتجلس بصدمة علي كرسي قريب : بجد يا رضا نفس مكان بيتنا القديم ؟
رضا : آة وربنا أومال أنا طبخت للعمال فين الراجل إللي أسمة إبراهيم ساب ليا المطبخ و الدور كلة أعمل الاكل و أغدي العمال فية حتي مراتة ساعدتي و الناس مبسوطين إنكم هترجعوا تاني و حكوا ليا حكايات كتير حصلت زمان و كل شوية يقول نهر و أمها حبايب الغالين و جيران الخير .
رقية : علشان كدة الفترة الأخيرة بتغيبي كتير عن البيت أول مرة أنصدم صدمة حلوة كدة تعرفي لو أي مكان تاني كنت فعلا هصمم إن نهر تبيع المكان إلا دة يا رضا بجد فرحانة قوي البيت القديم ياما كان لينا حصن و آمان أنا عاوزة أروح أشوفة يا رضا تعالي معايا .
رضا : آة و مالة بس حد يشيلني و ربنا ما فيا نفس أخطي خطوة واحدة أنا جسمي كل عظمة فية بتقول إعتقيني لوجة الله الصباح رباح و النبي تنامي هنا الليلة العيال دولوهما هيعملوا دورية عليا وأنا تعبت قوي النهاردة .
رقية : لا تعالي عندي فوق إشتالي يحي وأنا عهد و نتعشي فوق أنا عاملة أكل وإنت أكيد مااكلتيش كويس وناموا إنتم معايا فوق دة إن جالي نوم اصلا.
في القاهرة
نهر تتكلم في الفون وهي توصل بعض الاشياء للفندق ومعها إدوارد
نهر : بجد يا عمو يعني خلاص عرفت تتصرف ، يااااااة ربنا يخليك ليا يا حبيبي مش عارفة من غيرك كنت عملت اية أنا عاوزة نسختين واحدة صغيرة احطها في المحفظة وواحدة كبيرة احطها في البوم……. شكرا يا عمو ربنا يخليك يا حبيبي ……..تمام هروح بعد بكرة أن شاء الله سلام لا اله الا الله .
آدو : إية بقي وصلة الحب دي مع مين وصور إية ؟
نهر : وإنت مالك ما تخليك في البرنسيسة ميرا بتاعتك اللي طالع بيها القمر .
آدو : مالكيش دعوة بميرا, وبعدين ميرا خطيبتي وهتكون مراتي أحب فيها براحتي إنت هتبدئي شغل الحموات من دلوقتي .
نهر : حموات إية إنت كمان ؟ تعرف لو حاسة ٱن ميرا دي سالكة و الله كنت باركت و فرحت لك بس يا إبني دى مادية قوي وهتقشطك وهتخلع دي ٱتخطبت ثلاث مرات قبلك وبيدعوا عليها .
آدو : ميرا خط أحمر يا ريت ما تتكلميش عليها تاني لا بحلو ولا بوحش علشان ما نزعلش من بعض .
نهر وهي تنفخ بغضب وعلي مراحل : ماشي كنت بكلم عمو أمجد لما البيت بتاعنا هدة مصطفي كان فية البوم زفاف آنة وبابا مستخبي , آنة كل ما تبقي حزينة تطلعة ودة راح في الوبا فية البوم تاني بتاعي أنا وهي دة عمو إبراهيم قدر ينقذة المهم آنة كانت حكت لي أن عمو أمجد بعت لهم الصور بعد الجواز فكدة يبقي ٱتصوروا في الاقصر فقولت لعمو أمجد لو ينفع يوصل للنيجاتف بتاع الصور ويطبعةتاني أبقي ممنونة منة وكمان لو فية لآنة اي صور قديمة في الفندق زمان أيام شغلها يا ريت علشان لما البيت يخلص هحطهم هناك علشان آنة تفرح هو عرف يتصرف الحمد لله وهيطبعهم وهروح احبهم بعد بكرة أنا كمان إتفقت هعمل عفش عمولة عند نجار في البلد رسمت لة حاجات زي العفش القديم وبيعملها فهمت .
آدو : لو محتاجة فلوس قولي, من رائي خدي فلوس سلف مني وروحوا اعملوا العمرة الي ماما عاوزة تروحها دي وابقي رديهم في أي وقت.
نهر : فكرتني أنا دبرت الموضوع دة أصلا وهتصل بها كنت غبية لما رفضت بص هو ممكن الفلوس تقصر معايا لما ارجع هبقي استلف منك لو الدنيا باضت مني يلا وصلنا ننزل الحاجة ونكلمها نفرحها .
آدو : ماشي بس لسة معرفتش دبرتي الدنيا ازاي لنا كلام تاني علشان أفهم .
نهر : إنت هتتشطر عليا أنا يا عم روح حقق مع خطيبتك مش أنا .
آدو: خطيبتي لها أهل يسالوها أنا لما أتجوزها أبقي أحاسبها مادام في بيت أهلها هما يحاسبوها إنت هفضل طول العمر أسألك فاهمة ولا لأ .
بعد عشرة أيام في تركيا
دخل برهان البيت بعد يوم عمل رغم كبر سنة إلا أنة يصر علي ذهابة للشركة علي الأقل ثلاث أيام بالاسبوع و يتابع باقي الأسبوع من علي شاشة كبيرة في مكتبة .
عندما دخل كان صوت بكاء عالي من أعلي فنادي هو بصوت قوي : آسيل بتبكي لية ؟
إيزل بصوت غاضب : أنا تعبت يا جدي البنت لغاية دلوقتي بتعمل علي روحها مش فاهمة إمتي هتكبر بقي أنا إرفت .
برهان : إنت لسة جاية حالا من الشغل فوراً صبيتي غضبك علي البنت مافكرتيش إنها ممكن تكون حالة نفسية أو حتي عضوية قولت كتير روحي بها لدكتور (نادي بصوت عالي ) نازلي هاتي آسيل و معاها غيار علي المكتب بسرعة ليدخل المكتب و تأتي نازلي بعدة بدقائق معها الطفلة و غبار لها .
برهان :غيري لها اللبس وهاني ألبسها .
كانت الصغيرة تبكي و تكتم أنفاسها حتي لا يعلو صوتها .
دخلت فيروزة بغضب : إية دة يا برهان إزاي تنزل البنت بالحالة دي أمها لازم تشد عليها و تربيتها و إنت منزلها مبلولة و في المكتب .
برهان : أخرجي برة فيروزة و إقفلي الباب وراك كان أولي بدل الصراخ علي البنت و إنكم ترعبوها تشوفوا السبب و تروحوا بها لدكتور إتفضلي .
فيروزة خرجت بغضب و هي تقول : إللي بتعملية دة غلط والبنت بتتمادي لإنك مدلعها .
كانت نازلي قد خلعت ملابس الصغيرة و دخلت بها حمام المكتب و شطفتها و لفت منشفة حولها ليجلس برهان علي كرسي مريح و يزيد حرارة التكييف .
خرجت نازلي مع الصغيرة ليقول برهان إتفضلي و إقفلي الباب معاك .
وقفت الصغيرة بارتعاش و هي تقول : آسفة جدو حاولت و قدرتش أتحكم في نفسي .
فتح برهان ذراعة لتدخل الصغيرة في حضنة و هي تبكي بعنف .
برهان : يكفيني إنك بتحاولي وأنا مش بزعل منك أبدا .
آسيل : أبدا أبدا .
برهان : أبدا أبدا صغيرتي الجميلة مكانك في كل قلبي .
نظرت لة و هي تبكي مجددا : أنا بحبك قوي جدو أكتر حد في الدنيا علشان إنت الوحيد إللي بيحبني مفيش حد خالص خالص بيحبني ولا حتي حبة صغيرة .
برهان وهو ياخذ لبس الصغيرة و بدأ في لبسها : إزاي دة ماما و أكيد بابا بيحبوك و أكتر واحد بيحبك ربنا و إلا ماكنش خلقك .
آسيل : ربنا كمان خلق الكفار و أكيد مش بيحبهم و ماما و بابا مش بيحبوني أبدا أبدا تعرف آخر مرة بابا قال لماما مش تاخدني معاها مع أن مش شوفتة من زمان حتي مش جاب لي حاجة خالص .
برهان كان يعتقد أنها تتكلم عن مكالمات الفيديو التي تحدث بينهم و رؤيتة لابنتة من خلالها .
برهان : أولا إنت مسلمة مش كفار و شطورة و تحفظي قران كويس قوي و ذكية و علشان فية خلاف بين بابا وماما فهما تعبانين شوية لكن طبعا بيحبوك جدآ هما مش عندهم غيرك هيحبوا مين يعني أنا مثلا .
لتنظر لة الصغيرة وتقول : يا جدو أنا كنت عطشانة قوي مش رضي يجيب لي عصير زيهم أو حتي ماية لأن آنة قالت شرب كتير ممنوع علشان مش أعمل علي نفسي مش عرفت آكل لأني كنت عاوزة اشرب .
نظر برهان بإنتباه للصغيرة : إنتم قابلتوا بابا يا حبيبتي ؟
آسيل : من يوم ويوم لكن من فضلك مش تقول لآنة لأنها هتعاقبني قالت لو قولت لحد هتنزلني غرفة العقاب وأنا بخاف لوحدي ممكن يكون دة سرنا .
إحتضن الصغيرة بحب و إسودت عيناة و هو يقول : طبعاً حبيتي دة السر بتاعنا و لو إن المفروض نحاول نحافظ علي أسرار غيرنا ما دام إستآمنونا عليها بس علشان إنت صغيرة خلاص .
آسيل: ممكن أقعد معاك و نلعب شوية ، شوية صغيرين آد كدة وأشارت بمقدار صغير بين إصبعيها .
برهان : أحنا هناكل كمان عشر دقائق ناكل و أشرب شاي و نرسم مع بعض إطلعي جهزي كراسة التلوين والألوان وهاتيهم هنا نلون مع بعض إية رائك ؟
قبلت الصغيرة يد جدها و هي تنط فرحا : هجهز كل شيء واجي هنا و هغسل ايدي اوك.
برهان : أوك .
آسيل وقفت أمام الباب قليلا وقالت : مش عارفة أفتح الباب .
ليضحك برهان : فاضل كم سنتيمتر بس و تعرفي و إتجه للباب فتحة وأخرج راسة منة وقال : هعمل تلفون وجاي .
إتصل فورا بإيمري و أبلغة أنة يريد منة أن يعرف أن كان معاذ طليق حفيدتة بتركيا ام لا وأن كان فيها يعرف اين يسكن و هل يعمل أو لا و يريد المعرفة باقصي سرعة لآنة يثق بة ولا يريد أن يعرف أحدا لانة طلب ذلك ولا حتي زوجتةانهي المكالمة ثم فتح الباب وتركة مفتوح لتستطيع الصغيرة أن تدخل وتضع اشيائها .
بعد ثلاث أيام
كانت إيزل تخرج و هي في قمة أناقتها و برهان و آسيل في حديقة البيت حيت تمرح بالدراجة وبرهان يراقبها ويضحك معها .
برهان : علي فين إيزل ؟
إيزل : هقابل صحباتي ونسهر شوية جدي ؟
برهان : ممكن تاخدي آسيل معاك البنت زهقانة و ممكن تلاقي ركن اطفال تلعب فية .
ايزل :هتاخر جدو لانها لسة هتغير غير لازم أجهز غيار و الاهم مش بحب أخدها و أنا بقابل صحباتي هقعد معاهم ولا هقعد أغير لها .
برهان بغضب قام و ٱقترب منها : كلامك و أسلوبك معها خلي البنت و حيدة و مش واثقة في نفسها و بيدمرها نفسيا و إنت و لا علي بالك إزاي إنت أم مش عارف إمشي إيزل و بعد كدة حاولي تخرجي بنتك معاك شوية إتفضلي من قدامي .
نظر لآسيل و قال : تعبتي ولا لسة ؟
آسيل بحزن : لو تعبت جدو ندخل .
دخل سائق برهان وهو يقول : السيارة جاهزة أغا .
برهان : إنتظر قليلا لاري لما الجميلة حزينة ثم نزل لمستواها و قبلها .
آسيل : مفيش جدو أنا هروح أغسل يدي و إطلع غرفتي إنت كمان خارج .
برهان : عندي ميعاد حبيبتي وإن كنت مستيقظة ساجلس معك قليلا إن لم أكن متعبا هل تحبي أن آتي لك بشي من الخارج .
فكرت آسيل قليلا : آيس كريم و شبس .
ليقبل يدها و وجنتها : احلي آيس و شبس لاحلي بنوتة في العالم كلة يلا إركني الدراجة و إدخلي .
نظر برهان للسائق : عفوا بني نسيت إني قلت لك أن تاتي لي لذا ساصعد و أغير ملابسي وٱنزل .
السائق : تحت أمرك يا فندم .
كان ايمري بعث لبرهان بالامس مكان إقامة معاذ و أبلغة انة يشتغل حاليا في نفس المشفي التي كان يعمل بها قبل سفرة لمصر فادرك الأغا ان معاذ نوي المكوث في تركيا لذلك نوي بعد أن علم مواعيد عملة التي أصبح يواضب عليها أن يزورة في بيتة ليحذرة وجها لوجة من إعادة المحاولة في جذب حفيدتة لأنهم جميعا تعبوا إلي أن إستقرت حالتها و رجعت لعملها .
صعد برهان مع سائقة لشقة معاذ وطلب برهان منة أن يرن لة الجرس و يقف أمام الباب فهذا السائق عينة برهان بعد أن رجع من مصر ولا يعرفة معاذ فقد كان قبل ذلك يذهب العمل مع فيروزة و عمران التي كانت تهوي أن تقود السيارة و كما حسب برهان فقد فتح معاذ ظنا منة أنة عامل الدليفري و ما إن فتح حتي قال برهان أهلا معاذ ( نظر للسائق و قال : إتفضل إنتظرني باسفل بني ) لتخرج بنفس الوقت إيزل من الداخل و هي ترتدي بيجامة حريرية و تقول : الفيزا في الشنطة معاذ حاسب بسرعة جعانة موووت إلي أنها تسمرت مكانها و هي تري برهان يزيح معاذ بيدة و يري حفيدتة بلبس غير التي خرجت بة .
أغلق الباب ونظر لهم و حاول أن يبدوا هادئ عكس نيران صدرة .
برهان : كنت جاي أقول لك خليك راجل و أبعد عن حفيدتي لأنها نسيتك بس واضح إني فهمت و ربيت غلط .
كادت إيزل أن تتكلم لكنة أشار بيدة لها ان لا تتكلم ليكمل هو كلامة بإستحقار : يا تري حفيدتي المتربية حامل للمرة الثانية من غير جواز ولا لسة عموما هكلم فيروزة و عمران يرتبوا لحفل زفاف صغير علشان ترجعوا متزوجين ولا نوايين تقضوها زنا .
إيزل وهي تبكي : حضرتك فاهم غلط أنا أول مرة آجي لمعاذ البيت مفيش إلي في راسك …..ليقاطعها للمرة الثانية صحيح أنا راجل كبير بس يا محترمة مش واخدة بالك إنك لابسة لبس بيت و غيرتي لبسك مش واخدة بالك إنك كذبتي عليا و قولتي رايحة لأصحابه .
ايزل : إحنا إطلقنا غصب عننا و معاذ إتغير .
برهان : أبسط تفصيلة صغيرة حتي الأكل إلي كنتم هتاكلوة كنتي هتدفعي حسابة إدخلي فورا البسي و علي القصر و يا ريت يبقي فية بقية أخلاق و دين وماتختلوش ببعض غير بعد الزواج إتفضلي أنا مستني سيادك .
دخلت لتغير ملابسها ليرن جرس الباب و يفتح معاذ فيجد أمامة عامل الدليفري فينظر الية برهان الجالس علي كرسي و يضحك بوجع و يدخل معاذ بالطعام علي رخامة المطبخ و يدفع .
ويتصل برهان بفيروزة و يطلب منها أن تدتبر أمر إعادة زواج إيزل و معاذ و أن تنزل خبرا في أي صحيفة أو مجلة تختارها برجوعهم و أن تاخذ ميعاد عاجل من قاضي الزواج عندهم فالزواج في تركيا لابد من وجود قاضي و بميعاد مسبق .
خرجت إيزل مع جدها .
برهان : كلمت فيروز تدبر أمر جوازكم في أسرع وقت إرجعي القصر و ساعديها و أعتقد إن عربيتك قريبة وأنا هرجع مع السائق إتفضلي .
بعد حوالي ثلاث ساعات كان القصر ملئ بالضراخ والغضب من أدم لأختة لأنة غير موافق برجوعها لهذا المعاذ كما أنة حاو لالوصول مرارا و تكرارا علي جدة وسائقة وكان هاتفهما مغلق ليدخل برهان و قد أسندة سائقة ليجري علية الجميع .
برهان : انا كويس مجرد شوية إرهاق بس و نطر لادم و أنا إللي أمرت التلفونات تتقفل .
اسندة علي أقرب كرسي وجلس علية بتعب .
ادم : إنت كويس يا جدي ؟ مش مجبرين نجوز إيزل لمعاذ تاني أنا عارف إنت حزين قد إية ؟
برهان و هو ينظر الية بابتسامة : لأ يا حبيبي مجبرين أكيد أختك حكت لك إني لاقيتها عندة بلبس البيت لوحدهم فقولي يا أدم هقول إية لربنا خصوصا إن العمر خلاص معدتش فية هقولة كنت عارف إنهم عايشين في الحرام و منعت عنهم الحلال أوعي تنسي إننا مسلمين والزنا من الكبائر وأختك مش صغيرة لا كبيرة و عاقلة لدرجة إنها بترأس قسم الحسابات في الشركة و لا عاوزني أستني طفل تاني .
ادم بعصبية : تتحبس ما دام هتجيب لينا العار تتحبس وما تخرجش برة .
لتصرخ كلا من عمران و إيزل علية وهما يقولان : إنت بتقول إية ؟
ليدق برهان بعصاة الارض ويقول : لية أحبسها هل هي فاقدة الاهلية، لأ الإسلام أعطها حق الاختيار و مش هحرمها من حقها لكن مش هغصب علي نفسي أشوفهم في بيتي .
فيروزة بانتباهة : قصدك إية يا برهان ؟
برهان : أقصد إنهم كبروا و بيخدوا قرارات في حياتهم لية أضغظ علي نفسي و أحرق في روحي كل ما أشوف حد منهم إيزل هتروح تعيش مع جوزها في أي مكان هما يقرروة و ياخدوا بنتهم معاهم و طبعا مكانها في الشركة زي ماهو لو عاوزة تفضل فية تفضل عاوزة تمشي و مالة براحتها الحساب المشرك أنا و قفتة و أول ما تستلمي دفتر الزواج أدم هيكون حدد لك راتب شهري منصف بعد ما يقعد مع القسم المالي و هيعطيك مرتب شهر كامل و مع أول الشهر الجاي لو إستمريتي بالعمل هتستلمي مرتبك عادي و من الزواج لاخر الشهر أجازة لك ما أنتم عرسان جداد دبري نفسك هتاخدي من هنا متعلقاتك إنت و آسيل و العربية .
ايزل بعند : ودي تبقي جوازة وآسيل معانا مين هيعقد بيها يا جدو أنا وهو بنشتغل و أنا ……قاطعها
ادم : في حضانات في كل منطقة .
برهان : لو عاوزة تتركيها هنا و تيجي تشوفيها أو تخرجي بها لما تحتاجي ما عنديش مانع لكن إسالي أبوها الاول و تشاورا في الموضوع و بالمرة قولي لة إنك هتعيشي معاه مش هو إلي هيعيش معانا علشان يعمل حسابة علي الوضع الجديد .
ايزل : اوكية جدي قريبا هتعرف إنة إتغير أنا فاهمة ان حضرتك بتعمل كدة علشان معاذ يرجع بكلامة ومانتجوزش لكن متاكدة انة هيكمل .
أدم : طبعا هيكمل جدي ماحرمكيش من الميراث و إنت هتساعدية في المصاريف فلية يلغي هو عينة علي بعيد .
ايزل :لية ظالمينة كدة ؟ عموما أنا موافقة أعيش أنا و هو لوحدنا و بمرتبنا عن إذنكم طالعة أكلمة و إتفق معاة .
أدم : غبية .
نظرت لة عمران نظرة عتاب فهي دائما تقول لة أنة حاميها و يجب أن يكون الصدر الحنون لاختة .
برهان : آدم إنت هتكون مع أختك في الزواج أنا مش هحضر لكن كلكم هتكونوا معاها .
عمران : لكن يا ……. قاطعها برهان : عارف هتقولي إني هسبب الأقاويل إني مش موافق زي المرة الاولي لكن أنا اسف أسبب الاقاويل بدل ما أموت من قهرتي ,صدمتي كبيرة في إيزل أنا طالع أنام .
صعد لغرفة نومة و إتصل بايمري ليرد ايمري فورا .
إيمري : كيف حالك أغا .
برهان : سيئ جدا إيمري إتصلت بك لأرجوك أن تكون بجانب ادم الفترة القادمة فأنا لا أطمن لردة فعلة أبدا و أنت الوحيد الذي من الممكن أن يهدءة خصوصا أنني لن أكون معة , بإختصار إيزل سترجع لمعاذ,فيروزة وعمران سيقوموا بالاجراءات كي يتم الزواج في اسرع وقت .
إيمري : فهمت أغا أنا بالفعل ساتي غدا لاسطنبول لكنني ساغادر بعدها باربع أيام تركيا فان تم الزواج في هذة المدة ساكون موجود لأنني للأسف لن أستطيع أن ألغي السفر خصوصا أنني ضمن فوج محدود للسفر للسعودية .
برهان : عمل مهم ؟
إيمري : بل عمرة أغا وافقت المملكة لعدد محدود فانت تعرف كرونا لم تنتهي بعد رغم أن عدد المصابين في إنخفاض .
برهان : بلهفة هل تستطيع ان تدبرلي حجز لهناك انا بحاجة شديدة لهذة العمرة إيمري قلبي مثقل بالهموم أحب أن أخرج من دائرة العمل والمشاكل روحي تحتاج لزيارة الكعبة وقبر الرسول أرجوك إيمري حاول .
إيمري : العمرة ستكون سريعة أغا لن تتعدي الأربع أيام سنذهب اولا لمكة وثاني و ثالث يوم بالمدينة ثم نرجع بثالث يوم لمكة ونبيت بها ورابع يوم مساءا رحلة العودة هذا مرهق جدا لك خصوصا مع مرضك المتكرر اري ان تصبر قليلا .
برهان : بل هي بوقتها المناسب فقد ضاقت عليا الدنيا ولم اعد احتمل اكثر ساحاول انا وتحاول إنت , ان لم أستطع أن آتي معكم فيكون في أقرب وقت ممكن في الماضي كنت أذهب باي وقت أريد لكن اليوم يوجد الكثير من القيود من فضلك ايمري مكان واحد فقط .
إيمري : حسنا ساحاول و ساتي لك غداً لاطمئن عليك الي القاء اغا .
دخلت فيروزة بعد إنتهاء المكالمة مباشرة
فيروزة : كنت بتكلم مين اغا ؟
برهان دون أن ينظر لها : ماتخافيش مش بدبر شئ يبوظ الجوازة لاني عارف ان أكيد إيزل قالت لك عن رجوع معاذ تركيا وكالعادة اخفيتوا عليا الأمر يا هانم , أنا فقط أحاول مع إيمري ان يساعدني لاسافر عمرة لان البيت والشركة والدنيا كلها بقت بتخنقني عاوز أبعد شوية إحتمال روحي الي حرقتوها تستريح في بيت الله او قبر الرسول .
فيروزة : أنا أخفيت خوفا عليك معاذ قال أنة هيحاول يرجع ثقتك بة .
برهان بإبتسامة حزن : ثقة كل يوم بينزل من نظري و المشكلة انة مش بينزل لوحدة أيوة بنعتبر نفسنا دولة اروبية لكن إحنا إتربينا غير أوروبا يا هانم إتربينا علي الأخلاق و الدين محتاج ارتاح من فضلك اغلقي النور ( تركيا معضمها في اسيا جزء صغير منها في أوروبا وكثير من الالمان والسوفيت يعيشون بها لذلك يعتبر كثير من الاترال انفسم اوربيون )
حضر إيمري الزواج مع الاسرة و إستطاع ان يحجز للأغا تذكرة سفر لكن بعدة بثلاث ايام ليكون ايمري ورقية ونهر والاغا بمكةفي اخر يوم لإيمري ورقية واول يوم لبرهان حيث وصلت طائرة الوفد الاول من المدينة ليلا وايضا طائرة برهان اغا من تركيا لمكة .
أستيقظ الاغا قبل الفجر لينزل الي الحرم و يصلي الفجر بة بينما كانت رقية تصلية في غرفتها بعد ان علمت من ايمري وصول الاغا لمكة فخافت من النزول و ذلك بالرغم كم ارتداء الجميع للكمامات و عدم كشف الوجهة سواء للرجال او النساء بينما نهر إستأذنت امها للنزول للحرم ووالمكوث بة فترة فاذنت لها لانهم سيتركون مكة قبل المغرب للتوجة الي تركيا و بعدها الي مصر .
بعد صلاة الفجر بفترة
جلس برهان ووجهة إلي الكعبة و هو يدعي و يبكي بقهر ٱلي أن علا صوتة كانت نهر تراقبة من بعيد دون أن تعرف من هو فهي تراة من ظهرة تحركت إلية فمن شعرة الأبيض يبدوا أنة كهل قد أثقلتة هموم الدنيا و جاء ليخفف همومة هنا عندما إقتربت سمعت صوت بكائة لتربت علي ظهرة وتعطية منديل من حقيبتها .
نظر برهان ليدها وهو يقول شكرا
نهر : آسفة علي المقاطعة هل ممكن أساعدك بشئ .
أحس برهان أنه سمع صوتها قبلا لكن تجاهل الامر وهو يقول بالعربية : لا شكرا كيف أشكي لمخلوق وأنا في معية الخالق .
رغم إختلاف صوت الأغا من أثر البكاء لكن نهر عرفتة .
نهر : برهان أغا أهذا إنت ثم رفعت الكمامة ليري وجهها .
برهان : معقول رينا كيف أتيت إلي هنا لقد أتيت بصعوبة، مكان رائع للاتقاء يا فتاة و لكن إنت وحدك هنا .
نهر : أخي وأمي معي لكن بالفندق أنا من أردت الصلاة هنا ساساعدك لترجع تستريح هل طوفت طواف القدوم .
برهان : نعم أمس فقد كنت مشتاق للمجئ انا في فندق الحرم تعالي معي لنفطر سويا ساعزمك .
نهر : موافقة .
في مطعم الفندق بعد ان فطرا
نهر : قرات ان إيزيل رجعت لزوجها اغا هو دة الي مضايقك ؟
برهان :ما زلت متابعة أخباري أنا و أسرتي مش فاهم لية لكن لا رينا أنا مضايق أن أقرب ناس ليا هما إلي بيطعنوني رغم معرفتهم أن معاذ كان هياذي سمعتي لكن سامحوة و بدوا يقفوا بجانبة عادي و فجاءة بقيت إلي بقيد حرية حفيدتي و بخطط حياتها و بقي الجميع يخفي عني و عن ادم كل شئ .
نهر : أحمد ربنا و أشكر فضلة رغم إن الوجع إلي بيجي من أقرب الناس لك دة صعب, لكن فية الأصعب منة إسالني أنا تخطيت الوجع دة من زمان و بقيت في المرحلة إلي بعدة و برضو من زمان مرحلة, بقيت كارهة فيها نفسي لكن مش هكذب إرتحت كتير لما جيت هنا .
برهان : إنت سنك قد إية علشان توصلي لوجع أكبر ومين وجعك قوي كدة ؟
نهر : باختصار أخويا الصغير ياما وقعني أنا وأنة في مشاكل و إتخلي عننا كتير و كل مرة نقول معليش صغير و بكرة يكبر و يقدر لا بكرة بيجي و لا هو بيعقل و ديما يختار الإريح لة عارف إننا هنسامحة , كان ليا صديقة مقربة ياما ذاكرنا و مرينا بمواقف مع بعض لدرجة كنا بنام مع بعض لو حد منا مرض و نخفف عن بعض مع أول فرصة بعدت عني إتصلت وقالت مش عاوزة أعرفك تاني و جوزها إلي كان في مقام أخويا و إتربينا وعدت عليا مواقف كتير فرح و حزن مش بس قطع علاقتة بيالأ كمان أجبر والدتة إلي هي تقريبا بعتبرها خالتي و أمي بتعتبرها أختها تقاطعنا لكن بصراحة بنتكلم من وراة ون شوف بعض كمان دة في موضوع القريبين إلي بيطعنوك و أنت مستسلم لا قادر ترد و لا عارف تؤقف الوجع منهم .
برهان: و إية هو الوجع الاكبر من كدة ؟
نهر : الأكبر من كدة إنك تكون سبب أذية أحب الناس اليك مجرد و جودك في الحياة من غير ما تعمل أي شي هو اذية لة , تعرف أنا لولا وجودي في حياة أمي كانت أمي مثلا ممكن تكون سيدة أعمال ناجحة وجودي خلاها خايفة عليا بزيادة كل خطوة بتعملها تحسبها من منظور مصلحتي و بعدين جة أخويا و برضوا كان سبب لقرارات خاليتها تعيسة و التعاسة بتجيب مرض أنا أمي جالها من كتر الحزن السرطان مرتين مرة سرطان دم و المرة الثانية إستاصلت الثدي صعب إحساس إنك موذي ما بالك لو الإحساس دة ملازمك طول حياتك تقريبا الإحساس عندي من و أنا تقريبا ست سنين مسحت نهر عينها بعنف بعد أن لاحظت وجع عينها من البكاء .
برهان بتعجب :سن ست سنين دة يعني مهما عملتي مش هتكوني موذية لكن فكري إن ربنا إلي خلقك مش بمزاجك تجي الدنيا, و بعدين زينة الحياة المال و البنون مهما كان معاك مال مش هتكون سعيد من غير بالبنون فلأ ربنا مش بيقدر شئ سئ للبشر يمكن وجودك أصلا معاها أقواها و إنت مش واخدة بالك سمعتك كتير بتكلميها لما كنا في مصر نبرتك معاها كلها حنان ودة لوحدة كفيل باسعاد اي أم او أب مش عارف حياتك كانت ماشية إزاي لكن الاكيد إنها سعيدة بك, في سنك كتير في الوطن العربي و إكبرمنك مش عارفين يكونوا مسئولين عن نفسهم إنت غير , مثلا زوج إيزل لغاية اليوم معتمد عليها في مصروفة تخيلي .
نهر : عارف أغا انا أنة كانت أيقونة جمال قبل ما تخلفني وبعدين بدات تدبل شوية شوية لغاية فعلا ما بقت أكبر من سنها بكتيير قوي ، و صحتها ديما في النازل صح روحها هي هي وروحها بشوفها ديما في عينيها لكن أنا نفسي ترجع تضحك علي طول هوريك صورتها و هي صغيرة في زفافها مع بابا و كمان مع أصدقائها في الفندق و صورتها من يومين رغم إني مش بوري إمي لحد لسة من فترة قريبة طبعت الصور في محفظتي لتخرج نهر أربع صور و يلبس برهان نظارتة و يري ما جعلة ينصدم بشدة بينما كانت نهر تخرج صوره لامها أمام الحرم من فونها
برهان بصدمة و توهان : هذة هي أمك ؟
نهر : نعم اليس بي اي شبة بها هل أخذت كل الجينات المصرية ؟ و أعطتة الهاتف و هي تقول دي بقي صورتها حاليا .
أخذ برهان الهاتف بيد مرتعشة ونظر لة و هو يقول بسخرية: أهذة هي تلك كيف هذا ( أمسك الهاتف وهو يشير إلي الصورة و يكمل ) هذة أكبر من فيروزة زوجتي لن أنكر الشبة بين الصور الورقية و صورة الهاتف لكن ليسو شخص واحد لا أنا غير مقتنع .
نهر بحزن : السنين بتغير كتير والحزن و التعب بيغيروا أكتر و بعدين حضرتك كدة بتواسيني و لا بتوجعني أكتر و أكيد زوجة حضرتك و إبنتك عملوا أكتر من عملية تجميل غير إستعمالهم لمستحتضرات التجميل أنا أمي لأ ، مع إن مكياجها بسيط في فرحها بابي .
برهان : أريد مقابلتها أليست معك في العمرة ؟
نهر : لية ؟هي مش بتحب تتعرف علي حد جديد و خصوصا لو راجل .
برهان : هتعرفي بعدين لكن لازم أشوفها دلوقتي قبل كمان شوية .
نهر : دلوقتي آنة زمانها صلت الفجر و نامت عارف الساعة ماكملتس ستة لسة وب عدين ما تخلنيش أرجع أشك فيك تاني ؟ إنت تعرفها طيب ؟ إتعرفت عليها من الصور ؟
برهان وهو يعقد حاجبية ؟اتعرفت عليها من الصور ( ثم رنت في اذنة جملة نهر لسة من فترة قريبة طبعت الصور) ليفكر هل تستغل رينا الشبة بين أمها و أبنتة و قامت بعمل فوتوشوب لصور زفاف أمها بالطبع فعلت فهي كما عرف عملت في مجال البرامج و التكنولوجيا فترة كما قالت غير كونها طالبة في عمارة فهي بالتاكيد تعلمت برنامج الفوتوشوب و غيره و لو أضاف إلي ذلك ملاحظتة بأنها منذ أول دقائق تعرفت علية أعترفت أنها تتابع أخبارة وأخبار عائلتة إبنتة ماتت و دفنها و كان بيدها خاتم أمة الذي أعطاة لها قبل سفرها يا الله أيعقل أن تدبر لة جريمة تزوير و في الحرم لما لا من أراد التزوير و بيع ضميرة لن ينظر ألي أي مكان هو , نظر بحزن لرينا و هو يري توترها و يقول في نفسة ( خسارة كنت بدات أحبك لكن واضح إنك مثل معاذ حبكم للفلوس عماكم ) .
نهر : روحت فين و عاوز تقابل أنة لية ؟
برهان : أعتقد أني بشبة عليها جايز لو شوفتها أعرفها .
نهر بتفكير : هدبر معاك وقت تشوفها بس نتفق الأول .
برهان : نتفق علي إية ؟
نهر : لو عرفتها بجد تقولي و الأهم إنك مش تقولها إني سبب مقابلتكم أو إني بحاول أعرف هي مين ؟لانها ممكن نزعل مني خصوصا إنها حذرتني أحاول ابحث في الموضوع دة وقالت هيجي يوم وتقولي بس في الوقت المناسب .
برهان بانتباة : لية انت ما تعرفيش كنية والدتك معقول ؟
نهر : أنة فقدت الذاكرة فبل زوجها من والدي و والدي إلي سمها و الذاكرة رجعت من حوالي ست سنين و ساعتها سافرت تركيا بص الموضوع معقد لكن لا معرفش كنيتها و لا حتي إسم حد من عيلتها و متاكدة انها ماحاولتش تتواصل مع عائلتها ، في شئ منعها هي قالت رجعت علشاني وعلشان اخويا لقيت ان من الانسب تكون معانا مع إن امانها مع اهلها انا هقوم اتاخرت ، معايا رقم الواتس هحدد معاد تشوفها النهاردة بس الأول وافقت علي أهم شرطين للمقابلة .
برهان : تمام وافقت .
غادرت نهر ودبرت معاد أمام إحدي الاماكن التجارية التي أرادت رقية شراء بعض الهدايا منها و كانت نهر تراقبها من بعيد عندما خرجت وتفاجئت ببرهان أغا امامها وهو يناديها بصوت قوي : عائشة جول .
لتتسمر قدمها في الأرض ثم يتكلموا حوالي خمس دقائق فقط لتخطو رقية خطوات واسعة سريعة وقد إمتلئت عينها بالدموع راتها نهر كانت ستلحقها لكنها رجعت فاجئة و إتجهت لبرهان أغا.
نهر : حصل اية يخلي أنة تمشي كدة؟ وهي باين عليها حزينة وهل عرفتها ؟
برهان بسخرية : اللعبة بتاعك إنت وأمك لعبة رخيصة دي مش عائشة و أنسي إنك تعرفي حد أسمة برهان لأني لو هعاقبك مش هتستحملي يا شاطرة و علاقتك بحفيدي تنتهي حتي لو علاقة فيس أو واتس من ورا شاشة موبيل .
نطرت لة نهر بذهول : أوك موافقة, مين بقي عائشة جول؟ إنت مدين ليا بتفسير .
ابعدها بيدية وهو يقول : مليش مزاج ولا وقت أضيعة معاك .
نهر : أنا وثقت فيك وإنت أحزنت أمي و أخليت بأتفاقك ، وما اقولتش تعرف عائشة جول منين , اوكية هعتبرة درس ليا إنك مش قد ثقتي ( قالت كلماتها الأخيرة بتحدي واضح لة و مشت سريعا لتلحق بامها .
كان برهان متاكد من أنها ستحاول معة بأي طريقة أن تتواصل معة و خصوصا أن الشك بدأ يتسرب الية أن من قابلها ربما تقول عائشة قلبة يحن لها لكن عقلة يقول مستحيل ولم يستطع عقلة أن يستوعب ان ابنتة حية ولم تتواصل مع اسرتها بل فضلت العيش بابناءها بعيد عنة .
بعد أن اتجهت نهر لرقية كانت تقريبا في حالة إنهيار وتكلمت مع إيمري قليلا ليري مدي إنهيارها ويزعن لطلبها بضرورة طواف الوداع والاتجاة إلي المطار وقد كان رغم وصولهم مبكرا ساعتين كاملتين .
اما نهر فقد أحست بالذنب لانها سبب لما وصلت لة رقية من إنهيار فلا بد أنة نتيجة مقابلة برهان ،
بسرعة كلمت إدوارد واخبرتة أنها لن تكون علي إتصال بة الفترة القادمة ولا وقت لديها للشرح وأن وصل الية أي حد يريد أن يعرف أي معلومات عنها و أمها لا يجاوب و يقول أنة لا يعرف أين كلتاهما وأنها نقلت من السكن التي تمكث بة وهي بالفعل ستفعل إلي أن تستقر الأحوال وسوف تتواصل بة باسم سمير وتغير صوتها وأنها سوف ترمي الشريحة وقد كانت باسم إدوارد بالاساس .
اغلقت كل حسابتها من إيميل و واتس وفيس وماسنجر بعد أن حذفت كل شئ و أخيرا رمت الشريحة .
برهان إتصل بصديقة طاهر بعد عودتة لتركيا وبعد أن خاب ظنة بأن تتصل بة رينا و حكي لة كل ما حدث و ذلك لحب طاهر المسبق برينا و حاولا كلاهما الإتصال بها لكن كل حسابتها مغلقة أقترح طاهر فتح قبر عائشة كما كانوا يعتقدون و عمل تحليل DNA من الرفات مع مقارناتها ببرهان و فيروزة وأخذ عينة دم من فيروزة دون معرفتها و هي تقوم بالتحليل الدوري علي صحتها بأحد المستشفيات الخاضعة لملكية برهان أغا وكم كانت الصدمة لبرهان وطاهر عندما علم أن من تم دفنها ليست إبنتة و إصرار كلاهما بالبحث والتحري عن نهر بل أنهما اتفقا بالنزول إلي مصر دون معرفة كلا من عائلاتهما عن السبب الحقيقي لذلك
هيحصل إية نشوف الفصل الجاي هيكون باذن الله فصل خفيف ولطيف كفاية شدة اعصاب
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرار الماضي لبنت الناس)
مفاجآت وتشويق واثاره عنجد روووووووووعه
أتمنى لك التوفيق من كل قلبي عزيزتي رينا