رواية حكاوي فرح وكريم الفصل التاسع عشر 19 بقلم ندى وائل
رواية حكاوي فرح وكريم الفصل التاسع عشر 19 بقلم ندى وائل
رواية حكاوي فرح وكريم البارت التاسع عشر
رواية حكاوي فرح وكريم الجزء التاسع عشر
رواية حكاوي فرح وكريم الحلقة التاسعة عشر
-فتحت باب العربية…..اطلع بسرعة.
-بصلي بإستغراب….اطلع فين.
-زعقت…..اطلع بقولك.
“من الخضة والموقف لاقيته حرك العربية وطلع بيها بسرعة والسبب الأكبر لما بَص فـ مراية عربيته ولاقى ناس كتير بتجري ناحيته…..”.
-ممكن افهم انتِ مين وفي إية ومين الناس اللي كانت بتجري وراكِ دي.
-بتعب….لما نبعد هحكيلك كل حاجة.
“سكت وكمل سواقة…..موقف غريب، قاعد فـ عربيتك عادي وفجاة تلاقي بنت لابسة فستان فرح منفوش وبتركب جمبك من غير مقدمات وناس كتير اوي بيجروا وراها، معتقدش إني لو مكانه كنت هبقى بالهدوء ده….”.
-نزلنا من العربية….ممكن افهم دلوقتي؟
-بصتله….عاوز تفهم إية؟
-مش شايفة إني محطوط فـ موقف غريب مع واحدة غريبة معرفهاش لابسة فستان فرح وكان بيجري وراها ناس كتير، اعتقد فيه حاجات المفروض افهمها.
-انا اسمي فرح، والنهاردة كان كتب كتابي وفرحي على أكتر إنسان حبيته فـ حياتي.
-….
-بصتله…..بس خلاص مابقتش عاوزة اتجوزه وقولتلهم كده وهما رفضوا وقعدوا يقولولي الناس والمعازيم، ماكنش فيه حل غير إني اهرب واسيب الفرح خالص وامشي، ومالاقتش غيرك قدامي.
-ايوه يعني إية اللي حصل خلاكِ مابقتيش عاوزة الفرح، انتِ بتقولي إنك بتحبيه.
-بصتله وسكتت شوية وبعدها مشيت ناحية العربية….انا عاوزة اروح.
-تروحي فين، هترجعي عندهم تاني!
“سكتت وبصتله….ماينفعش ارجع تاني هما مش هيسكتوا على اللي أنا عملته وانا كمان مش عاوزة اروح واشوفه ابدًا…..”.
-معندكيش مكان تروحيه صح!
-مشيت من قدامه…..شكرًا إنك ساعدتني تقدر تأخد عربيتك وتمشي وانا هعرف اصرف نفسي.
-قرب مني ومسك إيدي ولفني ليه…..تصرفي نفسك يعني إية، هتمشي بفستان الفرح ده فـ الشارع طول الليل والا هتروحي تخبطي على أي حد يأخدك تقعدي عنده.
-شديت إيدي منه…..مالكش دعوة، انت خلاص ساعدتني وانا بشكرك ممكن تتفضل تمشي.
-تمام، اللي تشوفيه.
” لاقيته راح ركب عربيته ومشي، هو إزاي يمشي ويسبني فـ منطقة مقطوعة زي دي كده!!!!….فضلت ابص حواليا عشان الاقي ناس او طريق امشي منه وانا قلبي بيدق بخوف……كان لازم اعمل فيها ناصحة واقوله يمشي بس هو كمان ماكنش ينفع يفضل موجود…..فضلت اتمشى وانا مشعرفة انا بدور على إية ولا مين ماكنش فيه حد جاي فـ بالي ابدًا لحد ما….”.
-هتفضلي ماشية كده لوحدك.
-قولتلك امشي.
-نزل من العربية ووقف قدامي وإتنهد…..انتِ دبستيني معاكِ فـ الموضوع ده وانا مشهعرف اسيب بنت زيك تمشي بالشكل ده لوحدها.
-بصتله بشك…..انا معرفكش وماينفعش اثق فيك.
-واللهِ!!!، بس ينفع تركبي عربيتي ونهرب مع بعض عادي.
-بصيت بعيد…..
-إتنهد…..معنديش ضمان يخليكِ تثقي فيا، بس مافيش حل قدامك غيري فـ احنا مضطرين نكمل لحد ما تشوفي هتعملي إية.
“كان معاه حق، ماكنش فيه حاجة فـ إيدي اعملها غير اني اكمل معاه لحد ما الاقي طريق تاني او حد تاني اروحله…..ركبنا العربية ومشينا….المشكلة إني مش معايا فلوس اخد اوضة فـ فندق حتى، اعتقد كان لازم اخطط للهروب ده من بدري….”.
-فتح الباب…..اتفضلي.
“دخلت وقعدت ابص على المكان، كانت شقة صغيرة تنفع لحد قاعد لوحده…..مكان متبهدل وهدومه فـ كل حتة زي أي شاب قاعد لوحده برضو…..قعدت على اقرب كرسي وانا بحاول الم فستاني……فستاني الأبيض اللي لونه بدأ يبهت من التراب اللي عليه…..كنت مختاراه بعناية وعيوني بتطلع قلوب عشان احلى يوم فـ حياتي او كنت فاكرة إنه هيبقى احلى يوم فـ حياتي……قعدت أتأمل تفاصيله وافتكر قد إية كنت مبسوطة بيه وانا بختاره وبتخيله عليا وبتخيل هيبقى شكله إية لما يشوفني بيه….بس حلم مكملش، حلم هو اللي كسره وكسر قلبي معاه….”.
-اتفضلي.
-بصيت لأيده…..إية ده.
-حاولت اشوف حاجة تلبسيها، مالاقتش غير البيجامة دي بصراحة.
-بعدت عيني عنه….لا، شكرًا انا هقعد كده.
-حطها على الترابيزة قدامي…..قومي البسيها احسن عشان مش هتعرفي تنامي بالفستان ده…..شاور على مكان اوضة…..ودي الأوضة بتاعتك فيها حمام من جوا عشان تبقي متطمنة وكمان فيها مفتاح ممكن تقفليه وراكِ عادي ولو عوزتي حاجة انا هكون هنا.
“حركت راسي بمعنى نعم وخدت البيجامة وروحت ناحية المكان اللي شاور عليه…..دخلت وقفلت الباب، كانت اوضة كبيرة شوية فيها سرير ودولاب وتسريحة والحمام اللي هو قال عليه…..دخلت الحمام غيرت الفستان وغسلت وشي وطلعت رميته جمب السرير…..روحت وقفت قدام التسريحة وبصيت على نفسي، بشرتي اللي باظت من آثر المكياج وتراب الشارع، تسريحة شعري البايظة اللي تعبت الكوافيرة عشان يطلع بأحسن صورة….شكل ملامحي التعبانة…..صعبت عليا نفسي فـ قعدت على السرير ودموعي نزلت، مقدرتش امنعها المرة دي سبت نفسي لمشاعري ووجع قلبي لحد ما محستش بأي حاجة بعد كده…..”.
-الباب بيخبط…..
-بنعس…..ايوه.
-انا نازل اجيب فطار تحبي اجيبلك حاجة معايا.
-لا، لا شكرًا.
“سمعت صوت الباب وهو بيتقفل، فقومت غسلت وشي وطلعت برة الأوضة….قعدت على أقرب كرسي وانا بتأمل الشقة وتفاصيلها….لحد ما سمعت صوت الباب بيتفتح….”.
-يلا عشا….بصلي وسكت ولمحت ضحكة بيحاول يكتمها….
-إية.
-إبتسم….على مقاسك بالظبط.
-بصيت على البيجامة….فعلًا ممكن كمان اجيب اخواتي يلبسوها معايا.
-قعد….بيجامة هنية تكفي مية…يلا عشان تأكلي.
-لا، شكرًا كُل انت.
-بصلي…..هتفضلي قاعدة من غير آكل.
-مش جعانة.
-براحتك.
-هو انت اسمك إية.
-انا اسمي كريم.
-امممم.
-مش هتأكلي برضو.
-مش جعانة قولت.
-ماشي…..انا خلصت، سبتلك نصيبك لما تجوعي كلي وانا هنزل عشان ورايا مشاوير.
-وقفت….يعني هقعد لوحدي.
-متخافيش هقفل ورايا الباب واي حد يخبط مترديش خالص ولا تعملي أي حركة.
-ماشي.
“قام مشي وانا قعدت مكاني، ولما إتأكدت إنه الباب إتقفل خدت واحدة طعمية أكلها…وفجاة…”.
-انا نسيت الـ….
-اول ما سمعت صوته سبت الآكل وقعدت اكح….
-قرب مني وناولني الكوباية….اهدي، خدي ميه.
-خدت منه الكوباية….
-واضح إنك مش جعانة.
-وشي آحمر وبصيت بعيد….جوعت فجاة.
-إبتسم…..لا يا شيخة ماشي، انا كنت نسيت المحفظة، كملي آكلك.
-كحيت براحة….شبعت.
-ضحك….طيب هنزل وكملي آكلك.
“فـ اللحظات اللي زي دي احب جدًا الأرض تنشق وتبلعني…..مش هنكر إني كنت جعانة بس مبحبش آكل قدام حد غريب……بعد ما نزل وقعدت حوالي 10 دقائق تحسبًا لأنه يفاجئني وييجي تاني، رجعت أكمل اكل خلصت وشلت الآكل وبطبعي مبحبش أقعد فـ مكان متكركب ولأني موسوسة مقدرتش امنع نفسي إني الم كل الحاجات اللي متبهدلة فـ الشقة دي واظبطها…..إبتسمت بحزن وانا بروق وبفتكر لما كنت بقعد مع الدادة بتاعتنا كل يوم عشان اشوف طريقتها فـ التنضيف والطبخ عشان اتعلم عشان لما نتجوز انا وهو، من صغري وانا متدلعة وماما ماكنتش بتخليني اعمل أي حاجة فـ البيت…..بس لما حبيته واتخطبنا وخلاص فرحنا قرب، قررت اتعلم ده عشانه، عشان يكون مبسوط وفخور إنه متجوز ست بيت شاطرة على الرغم إنه مقالش حاجة خالص عن الموضوع ده…..غريب أوي الإنسان لما بيحب بيبقى عاوز يحاول ويتعلم ويعمل حاجات هو مفكرش فـ وقت من الأوقات إنه ممكن يعملها عشان بس قلبه دق لحد تاني، بس كانت إية النتيجة….؟!”.
-معلش إني سبتك لوحدك ده كله.
-لا، تمام مافيش حاجة.
-بَص حواليه…..كان ممكن تسيبيها عادي.
-بصيت على المكان…..مبعرفش اقعد فـ مكان متكركب.
-بس مايبانش عليكِ إنك شاطرة فـ حاجات البيت دي.
-إبتسمت بهدوء…..اه، كله بيقول كده انا ماكنتش شاطرة انا بس اتعلمت عشان…..جيه فـ بالي وقتها فـ إبتسامتي اختفت وبصيت فـ الأرض……عشانه.
-سكت شوية…..أنا لسه معرفتش إية السبب اللي خلاكِ تسيبي الفرح وتمشي كده.
-بصتله وبعدها بصيت بعيد…..حاجة مش مهمة.
-بس من حقي اعرفها بما إني بقيت شريكك فـ الموضوع ده.
-انا……
“قاطع كلامي رنة تليفونه، بصلي واعتذر وبعدها رد عليه…..لاحظت ملامح وشه بتتغير وهو بيسمع اللي بيتقال….”.
-إية!! امتى حصل الكلام ده….طب ماشي اقفل دلوقتي.
-اترددت اتكلم…..هو فيه حاجة.
-بصلي…..اهلك نشروا صورة ليكِ وانتِ بتركبي عربيتي وكمان رقم العربية بتاعتي وبيدوروا علينا احنا الأتنين.
-بخوف…..طب وهنعمل إية.
-دخل من البلكونة…..لازم نمشي حالًا.
-دخلت وراه…..هنروح فين.
-مشعارف مشعارف…..بصلي فجاة…..هنطلع على البلد.
“كان غريب عليا اسمع جملة زي دي، انا مروحتش قبل كده الصعيد او اتعاملت مع حد منهم…..بس ماكنش فـ إيدي حاجة غير إني اسمع كلامه وامشي معاه، وقبل ما يكون عشاني فـ هو عشانه هو لأنه مالهوش ذنب فـ اللي حاصل ده كله، اهلي وهيسمعوا مني ويسامحوني اما هو فـ النتيجة هتكون إنه ممكن يتحبس لأنهم مش هيسيبوه فـ حاله….”.
-انا اسفة إني حطيتك فـ الموقف ده، انت مالكش ذنب فـ أي حاجة بتحصل.
-إتنهد…..المهم انتِ ميجرألكيش حاجة، والمهم كمان دلوقتي نعرف هنقول إية لأهلي لما نروح عندهم، ماينفعش ادخل عليهم ببنت غريبة كده.
-طيب ممكن نقولهم إية.
-هو فيه خطة بس معتقدش هتعجبك.
-بصتله…..إية.
“سمعت كلامه وإتصدمت، بس على حسب كلامه هو ده اللي هينفع مع اهله…..بعدت عيني عنه وانا ببص على الطريق وبفكر فـ كل اللي حصل فـ اليومين اللي فاتوا، فجاة ومن غير مقدمات حياتي إتشقلبت كلها، فرحي اللي مكملش وصدمتي فـ اقرب حد لقلبي وشخص غريب معرفهوش دبسته فـ حاجة مالوش ذنب فيها وهروبي للمرة التانية، وبلد غريبة رايحالها مع خطة اغرب…..اتمنى اكون نايمة فـ بيتنا وكل ده بحلم وبس….”.
-مين دي يا ولدي.
-دي فرح مرأتي ياما.
-بصدمة…..مرتك!!!! اتچوزت من ورأنا يا كريم.
-قرب منها….اهدي ياما وانا هفهمك كل حاجة، تعالي معايا…..خليكِ مع فرح يا سارة.
“خدها ودخلوا اوضة بعيدة وانا قعدت بره مع….سارة انا مشعرفة هي تبقى مين بس شكلها أخته…..كان بيت كبير زي اللي كنت بشوفه فـ التلفزيون، ليه ريحة مميزة وغريبة بس مريحة……كنا قاعدين على الأرض على سجاد غريب مش زي بتاعنا بس مشعرفة اسمه، كنت حاسة إني قلقانة من نظرات والدته وردة فعلها بس حاولت اهدي نفسي و….”.
-انتِ مرت اخويا.
-إبتسمت…..اه، وانتِ سارة اخت كريم.
-إبتسمت…..اه، أنا اخته الصغيرة.
-إبتسمت وبصيت حواليا…..
-انتِ من مصر صُح.
-بصتلها….اه.
-وهي حلوة زي ما بنشوفها فـ التلفزيون.
-إبتسمت….اه، حلوة اوي، انتِ مروحتيش قبل كده؟
-بحزن….لا، امي ماكنتش بترضى خالص إني اخرج بره البلد.
-حطيت إيدي على كتفها….هخلي كريم يوديكِ بعدين، ماشي.
-بفرحة….بجد.
-إبتسمت….اه.
-شكرًا ليكِ جوي.
” قعدت اتكلم معاها، لحد ما كريم يخلص كلام مع مامته……اعترضت لما هو قال خطته دي بس من خبرتي البسيطة عن اهل الصعيد فـ اعتقد إن الموضوع مش هيبقى سهل لما يلاقوا ابنهم داخل عليهم بواحدة ميعرفوهاش ومتقربلوش بشئ، نظرتهم ليها مش هتبقى احسن حاجة ابدًا…..”.
-نورتي البيت يا مرات ولدي.
-وقفت…..منور بحضرتك.
-بصتله…..يلا خد مرتك واطلعوا ارتاحوا لحد مانجهز لقمة تأكلوها.
“لسه مش مرتاحة لطريقتها ونظراتها ليا، بس حاولت اتجاهل ده……طلعت معاه وانا فـ دماغي سؤال واحد، احنا كده هننام فـ مكان واحد؟!!!!”.
-للأسف مضطرين ننام هنا، بس متقلقيش انا هفرش فـ الأرض وانتِ نامي على السرير.
-حركت رأسي بمعنى نعم….مامتك صدقت؟
-وهو بيفرش مكانه فـ الأرض….تقريبًا.
-إحنا هنفضل هنا لحد امتى؟
-لحد ما الأمور تهدى فـ مصر وانتِ تقرري هتعملي إية.
-إتنهدت….ماشي.
-تصبحي على خير.
“نمنا او يمكن حاولت انا انام، كنت بحاول اتوقع إية اللي هيحصل تاني فـ الأيام الجاية بس محبتش اقلق نفسي اكتر ومن التعب روحت فـ النوم……..قعدنا فترة فـ البلد مابين نظرات مامته اللي مش مريحة وعاداتهم الغريبة اللي مشعرفة اتعود عليها، بس يمكن اللي كان مهون عليا هو سارة…..طلعت بنوتة جميلة ودمها خفيف طول اليوم ببقى قاعدة معاها، اما هو بفضل اراقبه من بعيد، ليه حد ممكن يساعد حد غريب عنه بالشكل ده؟ يضحي بشغله وقعدته فـ مصر عشان بنت هو ميعرفهاش، إية اللي جابره على كده؟…”.
-إتفضل.
-إبتسم…..انتِ اللي عملتيه؟
-إبتسمت…..اهو الحاجة الوحيدة اللي بعرف اعملها هنا.
-شِرب بوء…..طعمه جميل.
-إبتسمت…..ممكن اقعد معاك.
-اكيد.
-قعدت….ليه بتعمل معايا كل ده.
-مشعارف، بس اتعلمت مسيبش حد محتاجني.
-متسيبهوش لدرجة تضحي بشغلك وحياتك فـ مصر وتيجي هنا، انت حتى معرفتش سبب إني هربت ولا عرفت اي حاجة عني ولا حتى سألت تاني.
-معرفتش السبب، بس عرفت إنك محتاجة مساعدة ومن اليومين اللي فاتوا إتأكدت إني كنت صح لما ساعدتك وضحيت بالحاجات اللي بتقولي عليها دي.
-بإستغراب…..مش فاهمة.
-بصلي…..سارة بتحبك اوي.
-إبتسمت…..وانا كمان، بنوتة جميلة اوي اختك.
-عارف، بس معندهاش صحاب كتير، انتِ اول صحابها.
-مامتك مش بتخليها تخرج مش كده.
-هو عمومًا محدش بيخلي البنات تخرج هنا.
-بس هي ذكية وشاطرة وبتعرف تتعامل ماشاء الله.
-بتحب القراءة، كل لما اجي جاي من القاهرة بجبلها كتب فـ ده ساعدها شوية.
-إبتسمت….بجد، انا كمان بحب الكتب، هستعير منها ونقرأ سوا على طول.
-بصلي وإبتسم….
-بإحراج….قصدي لحد ما امشي من هنا.
-خلص كوباية الشاي….حلو اوي الشاي.
-شكرًا، هدخل بقى.
“قمت دخلت جوا وانا مكسوفة من كلامي، شكلي حبيت القعدة هنا….مسكت كوباية الشاي ودوقتها ويارتني ما عملت كده…..لأني اكتشفت إني بدل ما احط سكر حطيت ملح…..بصيت عليه لاقيته قاعد ومبتسم….عمال يقولي الشاي حلو وكان بيجبر بخاطري اصلًا….دخلت البيت وانا مبتسمة….”.
-ممكن اعمل مكالمة.
-بصلي….لمين.
-بقلق….عاوزة اكلم ماما اتطمن عليها.
-طلع تليفونه….إتفضلي.
-الو….ايوه يا ماما.
-فرح، انتِ فين يابنتي وجعتي قلبي عليكِ.
-انا كويسة يا ماما متقلقيش ومشهعرف اقولك انا فين، انا اسفة.
-بابا خد منها التليفون….في حد يعمل اللي انتِ عملتيه ده.
-انا عملت كده عشان ماكنتش عاوزة اتجوزه يا بابا ومش هتجوز الإنسان ده ابدًا، انا حتى لما جيت قولتلكم إني مش عاوزاه وانا بعيط مفكرتوش تسألوني إية السبب وبصيتوا لشكلكم قدام الناس وبس….كان لازم امشي، انا عندي إني اهرب ولا إني اتجوز انسان زي ده.
-طب يابنتي قوليلنا انتِ فين ومش هنخليه يقرب منك، قلبنا واجعنا عليكِ.
-شوية وهرجع يابابا، متقلقش انا لازم اقفل دلوقتي مع السلامة.
” قفلت معاه ودموعي بدات تنزل هما وحشوني اوي، بس غصب عني، حتى لو ينفع ارجع دلوقتي…..انا محتاجة ارتاح من كل اللي كنت فيه ده….”.
-قرب مني….ممكن تهدي.
-بدموع…..انا بجد مش عاوزة ارجع واشوفه، انا مقروفة ومخنوقة منه اوي….إنسان خاين ومجرم ومقرف.
-خاين!
-مسحت دموعي بضهر إيدي….يوم فرحنا وانا خلاص بلبس عشان هخرج لاقيت مسدج جاتلي على الموبايل، كانت عبارة عن كذا فيديو ليه مع واحدة فـ مكان مقرف زيهم، وفيديوهات تانية كأنها صفقات لتجارة الآثار وغيرها من الحاجات المقرفة، انا من كتر الصدمة والقرف معرفتش اكمل إني اشوف….قلبي وجعني واتخنقت ومعرفتش اعمل إية…..أنا مستحيل اطلع واكون مع الشخص ده، اول ما لاقيت إنه مافيش حد على الباب طلعت اجري ومالاقتش غيرك قدامي عشان كده ركبت معاك وانا معرفكش.
-طبطب على ضهري…..طيب اهدي، هي الفيديوهات دي لسه معاكِ؟
-ايوه لسه على تليفوني.
-حضني…..متعيطيش خلاص، حقك هيرجعلك بإذن الله.
“قعدت اعيط وهو فضل قاعد جمبي لحد ما نمت، مش من عادتي اني بعيط قدام حد بس كنت مطمنة فـ وجوده…..صحيت من النوم الصبح واول حاجة دورت عليها كان هو….بس مالاقتهوش نايم جمبي، افتكرت اللي حصل امبارح وافتكرت كلامه وإبتسمت بتعب و…..”.
-صباح الخير، يلا عشان الفطار.
-انا كنت هلبس وننزل تحت نفطر عشان طنط.
-حط الصينية…..لا قولتلهم إنك تعبانة شوية ومش قادرة تنزلي.
-بصيت للصينية….إية كل ده.
-كل ده إية، دول شوية فطير وعسل وجبنة وآكل الصعيد الحلو ده، يلا كلي وانا هنزل.
-بصتله…..هتنزل ليه مش هتفطر.
-إبتسم…..ما انتِ مش بتحبي تفطري قدام حد، مش كده.
-بصيت بعيد وإتكلمت بتوتر…..بس ممكن افطر النهاردة.
-تفطري النهاردة إية؟
-بتوتر اكبر…..يعني افطر النهاردة قدام حد.
-قعد على السرير وإبتسم…..عرفتي منين إني جعان اووي.
“إبتسمت وقعدنا نفطر مع بعض وهو بيحاول يضحكني ويهزر….حسيت إنه بيعمل كده عشان يعدل موود الليلة اللي فاتت، لما جيه فـ بالي الكلام ده إبتسامتي وسعت اكتر وكملنا آكل واحنا بنضحك….”.
-هروح اعملك شاي.
-طيب انا بحط معلقتين ملح، متزوديش عن كده ها.
“بصتله وأبتسمت وخدت الصينية ونزلت، ملامحي إتغيرت اول ما شوفت بابا تحت واقف على الباب ومعاه ظابط…..قلبي دق وهو اول حد جيه فـ بالي، قلقت عليه….”.
-قرب مني….فرح، بنتي.
-حمدالله على سلامتك يا آنسة فرح.
-نزل من فوق….في إية.
-هو ده يا حضرة الظابط اللي كان خاطف بنتي.
-خاطف مين ولدي معملش حاجة.
-خوشي جوا يا أمي.
-هاتوه.
-تأخدوه على فين.
-وهما ماسكينه….خوشي يا أمي وانا جاي.
” بابا خدني ومشي قدامهم وانا مصدومة ومشعرفة ارد، وواخدينه هو ورانا وانا كل شوية احاول ابص عليه عشان اشوفه…..وصلنا القاهرة وودوني البيت….”.
-حضنتني….وحشتيني يابنتي.
-وانتِ كمان يا ماما…..بصيت لبابا….انا عاوزة اروحله.
-تروحي لمين، للي خطفك!
-بابا انا محدش خطفني، هو مالهوش ذنب فـ حاجة.
-احنا مصدقنا رجعتيلنا مش هنسيبك تمشي تاني.
-وانا مش همشي، انا هروح انقذ واحد مالهوش ذنب غير إنه ساعدني.
-قرب مني…..لا، يا فرح.
-بعدت عنه…..وانا مش هسيبه يا بابا، وياما توديني ياما ههرب تاني ووقتها مش هرجعلكم ابدًا.
“سمع كلامي المرة دي وخدني وداني عنده….الظابط بعت جابوه من الحبس وانا قاعدة مستنية لحد ما….”.
-فرح…..جري عليا…..اخيرًا رجعتي.
-بعدت…..متقربش مني.
-مالك يافرح.
-ابعد عني ومتقربش.
-بَص لبابا…..في إية يا عمي.
-الباب اتفتح…..كريم.
-مين ده!
-انا جوزها يا عمر بيه.
-وقف….جوز مين يا مجرم انت، انت جوز بنتي.
-ايوه يا بابا، كريم جوزي.
-فرح، إية اللي بيحصل ده.
-هعرفك اللي بيحصل حالًا….إتفضل يا باشا.
” اديت لكريم التليفون واداه للظابط، وراه تفاصيل صفقاته اللي وصلتلي وكمان الفيديو المقرف بتاعه….شاف كل حاجة…..كنت شايفة ملامح عمر بتبهت وهو بيبادل نظراته بيني وبين الظابط وبين كريم، وبابا كمان اللي نظراته كانت مصدومة فـ عمر….”.
-امسكوه.
-انا مش هسكت على اللي بيحصل ده، انتوا مش عارفين بتتعاملوا مع مين.
-خدوه ومشيوا…..
-حضرة الظابط زي ما حضرتك سمعت، كريم يبقى جوزي واعتقد محدش بيخطف مراته ودي القسيمة.
-احنا اسفين على اللي حصل، وبنشكركم إنكم ساعدوتنا إننا نعرف نقبض عليه.
“خرجنا من القسم وبابا بيحاول يفهم كل اللي حصل، غصب عني إني احطه فـ موقف زي ده بس كنا عارفين إن ده هيحصل وكان لازم نأخد احتياطاتنا من كل حاجة…..كانوا مجرد ورقتين كتبناهم وبس مجرد اسم مش اكتر…….روحنا البيت وفهمت وحكيت لبابا وماما كل حاجة، قدروا يتفهموا الوضع ويفهموا اسباب كل اللي حصل….”.
-احنا اسفين يابني، وبنشكرك على اللي عملته مع بنتنا.
-لا شكر على واجب يا باشا وبنتكم موجودة عندكم بخير، دلوقتي اقدر ارجع بلدي وانا مطمن عليها.
-والورقتين.
-إبتسم بحزن…..الورقتين معاها وتقدر تقطعهم فـ أي وقت وتنهي كل ده.
-شكرًا يا بني.
” حرك راسه وبصلي بصة أخيرة وطلع برة، مقدرتش افضل واقفة وطلعت وراه….”.
-انت خلاص هتمشي.
-لف وبصلي وإبتسم….خلاص الموضوع خلص وانتِ بخير ورجعتي لأهلك.
-وجوازنا.
-دول ورقتين تقدري تقطعيهم وهيبقى مافيش حاجة.
-بتوتر….بس….بس أنا مش عاوزة اقطعهم.
-بإستغراب…..مش فاهم.
-إبتسمت…..تشرب شاي.
-إبتسم…..لو بالملح موافق♥.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حكاوي فرح وكريم)