رواية قلب الباشا الفصل الأول 1 بقلم فريدة الحلواني
رواية قلب الباشا الفصل الأول 1 بقلم فريدة الحلواني
رواية قلب الباشا البارت الأول
رواية قلب الباشا الجزء الأول
رواية قلب الباشا الحلقة الأولى
اعشق كثيرا تلك الاحياء الشعبيه التي يتميز قاطنيها بالبساطه و عيشهم جميعا مثل الاسره الواحده
تجدهم جميعا يعرفون بعضهم البعض و يتشاركون معا احزانهم قبل الافراح
دعونا نعيش تلك الاجواء داخل حاره الطيبين او كما اشتهرت مؤخرا بحاره الباشا و نري كيف يعيش ابطالنا داخلها و كيف ستكون حياتهم فيها
داخل احد البنايات المختلفه كليا عن باقي مثيلتها داخل حاره الباشا فهي تتميز بتصميم رائع بعد ان اعاد حسن الباشا ترميمها و تجميل واجهتها لتصبح غايه فالروعه و كانها قطعه من احدي الاحياء الراقيه
حينما نفتح الباب الحديدي الكبير و ندلف منه نجد ساحه ليست بالكبيره مغطاه بارضيه رخاميه ذات اللون البني …..بعد ان تمر من خلالها تجد خمس درجات سلم بعرض المدخل و عندما تنتهي منها تمشي قليلا لتجد امامك بابا لشقه مغلقه في الدور الارضي…..تصعد عدت درجات حتي تصل للطابق الاول و الذي توجد به شقه واحده بمساحه البنايه و هي ملكا لعبدالجواد الصعيدي و قد اسسها بكل تلك المساحه لتكون مركزا للعائله…..اما الطابق الثاني نجد فيه شقتان واحده لعبدالرحيم الصعيدي و المجاوره لها تركوها فارغه حتي يقرر ولده وليد الزواج تصبح وقتها مسكنا له……الطابق الثالث شقتان واحده للحسين و الاخري لخديجه
الطابق الرابع شقتان ايضا لزوجات الباشا
اما الطابق الخامس فترك فارغا كليا و من فوقه سطح البنايه الذي تستخدمه النساء في زراعه بعض النباتات و تربيه الطيور….و لكن يوجد به جزءا مخصص للباشا و قد اقام فيه برجا كبير لتربيه الحمام فهذه هوايته منذ الصغر
كان يبيت ليلته اليوم عند عزه و التي لا تضيع اي فرصه للتقرب منه و تكون هي المفضله لديه و برغم محاولاتها في الثماني سنوات الماضيه وهم عمر زواجها منه الا انها لم تنجح حتي الان و ظل قلبه مغلقا لم تستطع حتي…مواربه بابه
وقف يمشط شعره البني الغزير امام المرأه بعد ان اخذ حماما منعش و ارتدي بنطالا من الجينس الازرق و فوقه قميصا رمادي اللون و بينما انتهي ووقف ينثر عطره الفواح وجدها تدلف له وهي تمسك بين يديها قدحا من القهوه و تقول بدلال مصطنع : قهوتك يا حسن
نظر لها باستغراب و قال : انتي ايه الي مقعدك لحد دلوقت هنا و منزلتيش لامي تحضري معاها الفطاااار
تصنعت الحزن و قالت وهي تقترب منه بعد ان وضعت ما بيدها فوق الطاوله : قولت يمكن تحتاج حاجه كده و لا كده و بعدين ما الكل معاها تحت يعني وجودي مش هيفرق كتير
نظر لها بمغزي و قال : روحي شوفي الي وراكي تحت يا عزه بلاش كيد النسوان ده عالصبح انا مش رايقلك
تصنعت عدم الفهم و قالت بطيبه : ليه مالك يا سيد الرجاله قولي مين عكر مزاجك كده
صرخ بها بنفاذ صبر : عززززززه
انزلي معاهم و اخلصي
انتفضت رعبا و قالت. و هي تهرول للخارج : حاااضر ياخويا انا مشيت خلاص
سحبت وشاحا تغطي به راسها و هبطت الي الاسفل و هي تسبه بداخلها ….فقط و هل تجرؤ علي ان تتفوه بما لا يليق به امام احد …لا و الله
اما هو فقد اخذ قهوته ليرتشفها داخل الشرفه و قال بعدما اشعل سيجاره : نسوان عايزه الحرق عالصبح فكراني مش فاهم لوع الحريم الي بتعملو .. الله يسامحك ياما
تجمعت العائله حول مائده الافطار كما المعتاد دائما من ايام الراحل عبدالجواد و قد اخذ مكانه علي راس الطاوله ابنه البكر حسن و يجاوره عن يمينه امه و بعدها خديجه ابنتها يليها ايناس زوجته الاولي بعدها عزه زوجته الثانيه يليها الاطفال
و عن يساره يجلس اخيه الحسين يليه كرم ابن خالته و زوج اخته يليه وليد ابن عمه و يجاوره صفيه امه و علي راس المائده فالجهه الاخري يجلس عمه عبدالرحيم
بعد ان بدأو الطعام وجدو الباشا يقول لولده الاكبر اياد : ولا اياد انت من النهارده هتنزل معايه الشغل جهز نفسك بعد الفطار
رد عليه الطفل بفرحه : بجد يا بابا ربنا يخليك اخيراااا وافقت
عزه بغيظ : مش لسه بدري عالواد يا حسن ده لسه صغير
رد عليها بفظاظه : انتي ايه الي حشرك بيني و بين ابني بعدين ولاد الباشا مش عيال لازم يدوقو الشقي من صغرهم عشان عضمهم ينشف و يبقو رجاله و مش ولادي بس محمود ابن حسين و بيجو و سيف ولاد.كرم سنه و لا اتنين و هينزلو معانا ادام فالاجازه و مفيش مدارس
ام الباشا بفخر : يسلم لسانك يا ولدي ايوه كده اعمل زي ما ابوك الله يرحمه ما عمل معاكم نزلكو معاه من و انتو لسه عيال و اهووو بسم الله ما شاء الله الكل بيحلف بيكم
عبد الرحيم : و الله جدع يا حسن احسن ماهو عمال طول النهار يلعب فالشارع و مفيش وراه غير المشاكل
اياد : ليه كده يا جدي ماتخليك محضر خير انت بتقوم ابويا عليا
حسين بضحك : ابوك نفسه لو عرف بلاويك هيعلقك
اياد بغيظ : هو كده يعني معرفش الله يكرمك اعمي
ضحكو عليه جميعا و قال جواد ابنه الاصغر : و انا يا بابا عايز اشتغل
ايناس : اسمالله عليكم طلعين رجاله زي ابوكم من يومكم
صفيه بحقد : ربنا يكرمك بالواد الي يخاوي بتك و يبقي معاهم يا بتي
حسن بعصبيه : ما تصطبحووو و قولو يا صبح انتو هتقفلو اليوم بتلقيح النسوان ده حاجه تقرررف…..اعقب قوله بالقيام و الخروج سريعا من المنزل وهو يقول : خلصو و حصلوني عندنا شغل كتير انهارده…كان يقصد بهذا القول رجال العائله
اما في منزل بطلتنا فقد دخلت عليها امها فوجدتها تقف امام المراه تنظر لشعرها بغيظ فقالت بتعجب : مالك يابت انتي اتجنيتي بتتخانقي مع شعرك
ردت عليه و هي تمثل البكاء : الصبغه ملحقتش تقعد شهرين و بدات تروح
ردت عليها امها بقله حيله : يابنتي حرام عليكي شعرك حلو و طويل و تقيل كتر الصبغه هتبوظو انا مش عارفه ايه الي عاجبك في لون الرقاصات ده
ضحكت بميوعه و قالت لتغيظ امها : اصل كان نفسي اووووي اطلع رقاصه بس مجموعي مجبش هههههههه
خلعت الام خفها من قدمها و القته عليها و قالت بغضب : صبرني يااااارب علي بت الجزمه دي
اتي علي صراخها وجيه و قال : مالكم في ايه هو موال كل يوم ده مش ناويين تاخدو اجازه منه
قبل ان ترد تلك الام المسكينه وجدت تلك الشيطانه تقول : ابدا يا بابتي بقولها نفسي اتحجب و هي مش راضيه
نظرت لها الام بصدمه و قالت : يخربيتك دانا صدقتك و ربنا
ضحكا ثلاثتهم معا و قال الاب و هو يتوجه للخارج : طب يلا عشان نفطر اتاخرت علي فتح المحل انهارده
جلس امام احدي المعارض المملوكه له و كان يجاوره صديقه و الذي لاحظ تجهم وجهه فقال : الباشا ماله معفر ليه كده
رد عليه بعصبيه : هو في غير الحريم …تحرق دمك قبل ما تفكر تغسل وشك ياخي الله يحرقهم
قبل ان يرد عليه جاء اليهم عامل القهوه و يدعي سعيد وهو يحمل الارجيله و صينيه صغيره فوقها قدحان من القهوه و كوب ماء وضعهم علي الطاوله الصغيره الموضوعه امامهم وهو يقول بصوته المرتفع كالمعتاد : صباحو فل و منور يا باشاااا حاره الباشا
حسن : حط الحاجه يا سعيد و اخلع عشان مش فايقلك انهارده
سعيد بطيبه : ليه يا باشا الباشاوات قولي مين عكر مزاجك و انا اولعلك في امه
ضحك بيبو علي ما قاله فابتسم حسن بغلب و قال : روح يا سعيد شوف شغلك الله يكرمك
تركهم و غادر سريعا فقال بيبو : مين فيهم الي نكدت عليك يا جوز لتنين مع ان اشك ان حد يقدرلك علي حاجه هههههه
حسن : كنت عجنتهم لو واحده بس فكرت تتعوج بس كيد النسوان ده انا مبحبوش يا صاحبي الواحد دماغو مش فاضي للعمايل الوسخه دي انا اصلا مكنتش ناوي اتجوز بس ابويا الله يرحمه و يسامحو بقي دبسني في بت عمي و بعدها امي ….سحب نفسا عميقا من خرطوم الارجيله الذي يمسكه بيده اليسري و اكمل : ست الحبايب عايزه تشوف خلفه ابنها البكري قامت مدبساني فالتانيه و حاااااجه تقرف هو انا كنت طايق واحده لما اتبلي باتنين
ضحك بيبو عليه بصخب فهو يعلم كل هذا و يعلم ايضا ان صديقه يكره النساء كثيرا
قال بعد ان هدأ قليلا : شوف ربك يا اخي واحد بيكره صنف الحريم ربنا يديلو اتنين وواحد يحب واحده يطلع عين امه علي ما ياخودها ….صمت لبضع ثواني و اكمل : بس عارف يا حسن لو كنت حبيت مكنش ده هيبقي حالك ..كنت هتحب كلامها حتي لو كان تافه و اوقات تلاقي نفسك سايب الدنيا بحالها عشان بس تبقي معاها
نظر له بغيظ و قال : سيبنالك انت الحب يا نحنوح …حب ايه و كلام فاضي ايه يااااض كل دي اشتغالات …الي ميعرفش يطول واحده يقولها بحبك و الي عايز يمشي مع واحده يقولها بحبك حتي الي عايز يتجوز واحده بردو يقول كده عشان بس يخلي الحكايه تحلو بكلمتين من دول بس فالاخر كل الحريم عالسرير واحد ههههههههههه
هكذا اطلق ضحكاته الرجوليه التي توقع النساء من جمالها بعد ان اكمل حديثه الوقح
وقف حسن من مجلسه بغضب و قال : يلعن ابو شكلك ياخي يخربيت ام لسانك الزفر الي عايز قطعه ده …انا رايح اشوف الي ورايا احسن…
اعقب قوله بالمغادره سريعا قبل ان يسمع المذيد من الكلام البذيء الذي يقوله ذلك المتجبر و يصف به اي علاقه حب علي انها مجرد كلمه افتتاحيه لبدأ اي عمليه جنسيه …هكذا رئيه و لم يستطع احدا تغييره …..اممممم حتي الان
بعد ان ساعدت امها في ترتيب المنزل كما المعتاد دلفت الي حجرتها و ارتدت بنطالا من الجينس التلجي فوقه قميصا قطني له قبعه ملتصقه به من الخلف ثم قامت بعقص شعرها علي هيئه كحكه غير مرتبه كما اعتادت فهي لا تخرج به مفرودا ابدا و انتعلت في قدميها الصغيره حذائا رياضي و خرجت لتودع امها و التي قالت بنفاذ صبر بعدما رات تلك الهيئه و التي تصيبها بالجنون : ياااا بنتي يا حببتي نفسي اشوفك لابسه جيبه قبل ما اموت ده ايه الغلب ده يا ربي كل لبسك شبه الصبيان كده انا زهقت منك
اقتربت من امها ثم حاوطتها بزراع و قالت : يا سنسن يا حببتي اللبس ده خفيف و بيساعدني فالشغل مع بابا يعني بتحرك براحتي …ابتعدت قليلا و اكملت بجديه زائفه : و كمان بزمتك الحاره المعفنه دي ينفع البس و لا اتشيك فيها
نظرت لها سناء باقتناع و قالت بطيبه : تصدقي صح بس يا بنتي احنا حياتنا كلها فيها ملناش حد براها عشان نروحله يبقي هتفضلي كده …البسي عشان نفسك يا ندي مش عشان حد يا بنتي
لم تتاثر بهذا الحديث الذي اعتادت علي سماعه و قالت و هي تتجه للخارج بمزاح : حاضر يا سنسن هشتري فستان بربرق و افضل قعدالك بيه عشان تحسي اني بنت ههههههه
اعقبت قولها بغلق الباب خلفها قبل ان يطالها ( شبشب ) امها الغاليه
كانت تمشي وسط الحاره مثل الصبيه و هي تلقي السلام علي رجالها الكبار الذين يجلسون امام محالهم تاركين العاملين لديهم يقومون بمهام العمل
ندي : صباحو فل يا عم سيد
المعلم سيد : صباحك اشطه يا ست البنات
مرت من امامه بعد القاء تحيه الصباح و لكنها وقفت حينما سمعت من يهتف باسمها فالتفتت و قالت بنزق : خلاااص يام احمد الحاره كلها سمعتك و انتي بتندهي عليا
ردت عليها تلك المراه الطيبه و التي تجلس علي احد الارصفه و امامها الكثير من الخضراوات الطازجه حتي تقوم ببيعها لتنفق علي اولادها الايتام : اصل انا عرفاكي ما صدقتي تلاقيني مشغوله مع الوليه ام محمد و كنتي هتخلعي مني و انا موصياكي من بليل صح و لا لا
ندي : هو مفيش غيري يجبلك عيش يام احمد ما تبعتي الواد ابنك الي صايع طول اليوم بالعجله
ام احمد : انتي الوحيده الي ابو صلاح بيديها العيش من غير طابور و كمان بينقيه بالواحده و يدهولك كله قابب و وشه احمر اللهي يسعدك يا ندوش خدي البطاقه اهه و هاتيلي عشره زي كل مره
قبل ان ترد عليها وجدت ذلك السمج يتدخل فالحديث و يقول : لازم يعمل كده يام احمد انتي عايزه برنسيسه الحاره تقف مع شويه الغجر دول …نظر اليها بتسبيل و اكمل : صباحك مسكر يا ست البنات
تخسرت بحده و قالت : صباحك خرااا علي دماغك ايش حشرك فالكلام يااااض انت لو ماتهزقتش مني الصبح متتكيفش باقي اليوم صح
نظر لها ذلك الشاب و الذي يدعي محيي و قد تقدم لخطبتها كثيرا و لكن تقابله بالرفض كل مره فقال بزعل : ليه كده يا ست البنات انا متحمل بس عشان شاري مش قله رجوله مني
ندي : و انا قولت يفتح الله يا محيي مش ناويه اتجوز فوكك مني بقي و شوف حالك يابن الناس …..نظرت الي ام احمد التي تكتم ضحكاتها غصبا حتي لا تحرج هذا الشاب الطيب …سحبت منها البطاقه الخاصه بشراء الخبز و قالت بغيظ : طلعيها بدل ما روحك تطلع يام احمد ….و فقط تركتهم و غادرت و هي لا تري امامها من الغضب الذي ينقاد داخلها كلما فاتحها احد الشباب في موضوع الخطبه او كلما رات نظارات الاعجاب تملأ عيون الماره الذين يتمنون ان تبتسم لهم فقط …الا هو ذلك القاسي متحجر القلب …تتمني ان تري تلك النظره داخل عينه العسليه و التي تذوب من جمالها و لو لمره واحده و لتفارق الحياه بعدها لا يهم
و بينما كانت مندمجه في حديثها الداخلي و الذي دائما ينتهي بالسباب البذيء لذلك ال….باشا ….وجدته يهتف باسمها و يقول : بت يا ندي تعالي هنا مالك ماشيه تتخانقي مع دبان وشك ليه يا جلابه المصايب
…..نظرت له بعيون تقدح شررا وهي تقول بداخلها : و الله ماحد هيجبلي مصيبه تاخد اجلي غيرك …ردت عليه بغضب و قالت : انت متعرفش تقول صباح الخير زي البني ادمين ابداااااا
ابتسم حسن ليغيظها و قال : وهما فين البني ادمين دول هو الواحد بيشوف هنا ايه غير اشكال عكره …المهم العوق كان مع مين انهارده
لمعت عيناها بحزن و لكن سريعا ما اخفته و قالت بنزق : محيي افندي مش عايز يحس علي دمه و يبطل يزاولني فالرايحه و الجايه ..اديتو علي دماغه يمكن يحس علي دم الي جابوه
نظر لها بقرف و قال : دي الفاظ تقولها يعني …نظر لها بتقييم و اكمل باستهزاء استشعرته بسهوله : الي مفروض انها بنت بس هقول ايه الرجاله اتعمت في عيونهم انا عارف هيموتو عليكي ليه
هل تسمعون هذا الصوت ….نعم انه صوت كسرا جديدا داخل قلبها المسكين و الذي يتحطم داخلها ببطىء كلما سمعت منه هذا الحديث المهين و الذي دائما ما يقوله لها دون ان يشعر حتي بذره ندم واحده …و لكن هل تظنون انها ستظهر له هو بالذات ما بداخلها لا و الله …رسمت البرود علي وجهها ببراعه و قالت : و انت مزعل نفسك ليه ان شاء الله
رد عليها بلا مبالاه : عشان المعرض اتقلب موقع للزواج يا قطه كل شويه واحد يدخل عليا عشان يطلب ايدك مني
ندي : قولهم ابوها موجود …سهله اهي و ريح دماغك يا عم المهم
حسن : للاسف عارفين ان انا اخوكي الكبير و ليا كلمه عليكي و علي ابوكي عشان كده بيجولي …المهم رايحه فين
كادت ان تقول له و ما شأنك و لكنها لم تجرؤ فقالت بلامبالاه : رايحه اجيب عيش لام احمد و بعدين هروح لابويا السوبر ماركت
حسن : طب يلا و متغيبيش و بطلي تهزري مع الي رايح و الي جاي
القت عليه نظره مغتاظه و تحركت من امامه و هي تقول بهمس : انا لسه صغيره عالجلطه و ربنا …هتجلطني ببرودك …منك لله يا باشا يا عسل انت
جلست النساء يحضرون طعام وجبت الغداء كما اعتادو و كانت تجلس معهم صفيه بوجه متجهم لاحظته ام الباشا و تجاهلتها كالمعتاد و لكنها انتبهت بغضب حينما سمعت ذلك الحوار الدائر بين سماح زوجه الحسين و بين امها و فضلت ان تنتظر الي اخر الحديث لتحاسبهم جيدا
سماح : مالك يا ماما من الصبح و انتي شكلك زعلان
ايناس : تلاقيها واخده علي خاطرها من رد حسن عليها بس هو ميقصدش و الله
خديجه : انتو عارفين ان حسن بيبقي الصبح مش طايق نفسه و مش بيحب الرغي الكتير يبقي ايه لزومه بقي الي حصل هو قال كلمتين لابنه مكنش المفروض حد يدخل
عزه بكيد : عندك حق يا ديجه يعني هو غلط في ايه لما حب يعلم ابنه اصول الشغل مش بردو ولاده دول هما الي هيبقو في ضهره و سند ليه
سماح بحقد كما اعتادت فالاونه الاخيره : اااااه يا حببتي ولاده امال ايه عايزهم يتودكو من صغرهم عشان يكوشو علي كل حاجه زي ما هو عامل
سماااااااااح
هكذا صرخت الحاجه فاطمه فانتفضت النساء جميعهم بخوف و لكن ما ارعبهم حقا حينما سمعوها تقول : ااااه يا نسوان وسخه ملقيتش الي يربيها ….عايزين تفرقو بين ولادي يا مره منك ليها …
ايناس برعب : ليه بس كده يا ماما م……قاطعتها صارخه بغضب اعمي : اخررررسي مسمعش صوت واحده فيكم …انا سيباكم تتكلمو من الصبح …نظرت لسماح و اكملت : و تبخو سمكم الي فاكرينو هيفرق بين ولادي بس ده بعدكم اللللله فسمااااااه لاخلي الاتنين يطلقوكم و تغورو في داهيه علي بيوت اهاليكم الي مالاساس معرفوش يربوكم و كماااان ملكومش ولاد عندنا زي ما دخلتو فاضيين هتطلعو فاضيين و من بكررررره هقعدهم حاطين رجل علي رجل و قدامهم طابور نسوان ينقو منهم علي عجب عينهم سااااامعين
صفيه بخوف : ليه بس كده يا حجه دول بناتك بردو و تعتبري مربياهم يهونو عليكي تخربي بيتهم
فاطمه بتجبر : اااااايوه ياختي يهونو و اهرسهم تحت رجلي كمان بس ارجع و اقول انتي السبب عماله تبوخي سمك فدماغ الكبيره عشان تجيب الواد و الصغيره الي كان جوزها بيموت فيها بقي مش طايقها بسببك بعد ما مليتي دماغها بكلامك الي يخلي الاخوات تقطع بعض …بس نقبك طلع علي شونه يا صفيه لان ولادي رجاله من ضهر راجل و عمرهم ما يسمعو للحريم و لا يخسرو بعض لو علي ماااال الدنيا
و انتي يا سماح …ميغوركيش طيبه الحسين و صبره عليكي لما هيجيب اخره هيرميكي زي الكلبه و خلي امك تنفعك
يلااااااا انتي و هي كل واحده علي شقتها مش طايقه اشوف خلقه واحده فيكم
انتفضت عزه بزعر و قالت : يا لهوي يبقي انتي ناويه تكبري الحكايه و تحكي لرجالتنا عالي حصل …سايق عليكي النبي يا حاجه بلاش انتي عارفه حسن مش هيستني يعرف مين الي غلطان و هياخد عاطل مع باطل
ايناس : حقك عليا انا يا ماما خلاص و الله
فاطمه : انا قولت كلمه و مش هتنيها هدخل اتوضي عشان اصلي الضهر ارجع ملاقيش واحده فيكم…….و فقط اختفت فالداخل غير عابئه بمن يموتون خوفا مما هم مقبلين عليه
في منزل يدل علي الدفىء بداخله كانت مني تمسك هاتفها و تطلب رقما ما بعد ان تجهزت هي و اطفالها و حينما جائها الرد قالت : عامل ايه يا قلب مني
بيبو : الحمد لله يا حببتي ايه لبستي انتي و العيال
مني : اه يا حبيبي و قولت اكلمك قبل ما انزل …اوعي تتاخر يا بيبو عشان امي متزعلش
بيبو : لو مش هتاخر عشان زعلها مش هتاخر عشان المحشي الي محدش بيعملو زيها يا قلب بيبو
ضحكت بميوعه و قالت : طب خلي المحشي ينفعك انا بايته عندها انهارده
بيبو بوقاحه : بعد الضحكه دي انا ممكن اولع فالمحشي و اجيلك جري هههههه
ردت عليه بحب : متشلش هم يا قلبي العيال هتبات عند امي انهارده و احنا بقي ….الليل و طوله
جلست بجانب امها بعد ان وصلت منذ قليل و جاورتهم ندي بعد ان ابدلت ثيابها فوجدت اختها تقول : يا بت مش ناويه تسيبك من وقفه السوبر ماركت دي امال كملتي علامك و دخلتي كليه التربيه ليه واحده غيرك كانت اجرت اي شقه و عملتها سنتر للدروس ده المدرسين بيكسبو دهب
ندي : انا كنت بذاكر لنفسي بالعافيه هطيق العيال دي كلها هو انا ناقصه عيل يتغابه و افتحله دماغه و تيجي امه تعمل معايه عوق و مش هسكوتلها بردو …الله الغني انا مرتاحه كده
سناء : يعني و لا عايزه تشتغلي بشهادتك و لا عايزه تتجوزي هتفضلي عالحال ده لحد امتي يا بنتي
نظرت لامها بحزن دارته ببراعه و لكن اختها و اكثر من يفهمها و يعرف ما بداخلها قد لمحته و سمعتها تقول : انا عاجبني حالي كده يا ماما لحد ما يجي النصيب
وقفت مني و قالت : تعالي يا ندي عيزاكي في كلمتين
ندي : حاضر ياختي اكيد عيزاني اشتريلك حاجه جديده تشخلعي بيها بيبو عشان يعرف يجيب جون هههههههه
الام بجنون : ااااه يابت الجزمه يالي مشوفتيش ربايه
ضحكت لامها و قالت قبل ان تغلق باب غرفتها : لا شوفتها فالتلفزيون يا سونسون ههههههه…..اغلقت الباب و هي تضحك و لكن قطعت تلك الضحكات و التي حتما لم تخرج من قلبها الحزين حينما وجدت مني تقف و تنظر لها بنظرات ذات مغزي فقالت و هي تمثل عدم الفهم : مالك يا مونه بتبوصيلي كده ليه
مني : ………..
ماذا سيحدث يا ترى
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قلب الباشا)