روايات

رواية وسولت لي نفسي 2 الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم روان الحاكم

رواية وسولت لي نفسي 2 الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم روان الحاكم

رواية وسولت لي نفسي 2 البارت الثالث والعشرون

رواية وسولت لي نفسي 2 الجزء الثالث والعشرون

وسولت لي نفسي 2
وسولت لي نفسي 2

رواية وسولت لي نفسي 2 الحلقة الثالثة والعشرون

‏لا يُوجد سَكَن لحيَاة الإنسَان إلّا مَع زَوجه.
– ياسر الحزِيمي
____________________
أكره أن أرىٰ شخص خامد
بعدما كان شُعلة من النشاط…«كما فعلت انا»
لا غيب الله شُعلة أَحد..
نهض من على الفراش بهدوء ثم خرج من الغرفة بأكملها دون أن يوجه لها كلمة واحدة بينما هي وضعت يديها على وجهها تمنع شهقاتها وهي تضم ركبتيها إلى صدرها
لقد ظنت بأن حياتها عادت هادئة كما كانت وأنها أصبحت بخير اذا ما الذي حدث معها الآن؟ هل هذا جزاءه بعد كل ما فعله معها بل وترك والدته لأجل الا يتركها بتلك الحاله وبالأخير ماذا!؟ نفرته مجدداً.
أنتفضت من مكانها على ذكر هذا لا هي لن تسمح لنفسها أن تعيد مع حدث معها مؤخراً فهي قد شفيت تماماّ لذا قامت من مكانها تخرج من الغرفة كي تبحث عنه فوجدته في الصالون يجلس على الأريكة وهو مستنداً برأسه إلى الوراء مغمض العينين وقد كان الإرهاق ظاهر عليه فهو لم ينم منذ يومان بسببها وهذا جعلها تشعر بتأنيب الضمير أكثر.
أقتربت منه حتى جلست أمامه تنظر له بندم بينما هو شعر بها ورغم ذلك ظل على وضعيته ولم يكلف نفسه عناء النظر إليها وهذا جعلها تشعر بالحزن الشديد .
“زين”
هتفت اسمه بهمس بين شفتيها ولكنه لم يجيبها بل ظل مغمض العنين ولم يتحرك إنشاً واحداً فتساقطت دموعها وهي تقول بألم:
“انا فعلا مستاهلكش يا زين انت تستاهل حد أحسن مني”
“قومي نامي يا روان”
أردف بهدوء وهو مازال يحاول التحكم بأعصابه كي لا ينفجر بها بينما هي لم تستمع له بل تابعت حديثها وهي تقول بخوف:
“زين انت لسه بتحبني؟ حتى بعد كل اللي عملته دا؟”
“مش وقته الكلام دا ياروان وأدخلي نامي وسيبني انام لو سمحتي”
يبدو أنه مل منها ومن بكائها المستمر فهي ماعادت تفعل شيء سوى البكاء وأيضاً وسوس لها شيطانها بأنه لم يعد يحبها بل ربما يبقى معها من باب الشفقة فقط.
“كنت عارفه إنك مش هتفضل طول الوقت تحبني وهتزهق مني ومش هلومك علشان انا كمان زهقت مني”
فتح زين عيونه بإرهاق شديد وهو يتابعها بريبة فهي من نفرته وهي من تتهمه بأنه لم يعد يحبها رغم ما فعله معها؟ مسح على رأسها ثم هتف بحدة قليلاً وهو يقول:
“انتِ شايفه إن دا وقته؟ وبعدين انا مبقتش عارف انتِ عايزاني أبعد عنك ولا أفضل جنبك انا مبقتش فاهمك يا روان”
“انا.. انا مكنتش أقصد أعمل كدا والله”
“طيب وانا أحترمت رغبتك إنك مش عايزاني جنبك وخرجت وسيبتلك الأوضة خالص جاية ورايا ليه؟”
حادثها بهدوء وهو ينظر إليها ينتظر ردها بينما هي أبتلعت ريقها ثم أردفت بدموع قائلة بحسرة:
“من.. من اول ما دخلنا هنا وانا حاسه بخنقة ولما دخلت الاوضة دي بالذات ذادت لحد ما انت نمت جنبي ووقتها لقتني مش قادرة أتنفس وغصب عني لقتني ببعدك مرة واحده”
هو أيضاً منذ أن دخل الشقة وهو يشعر بطاقة سلبية هنا ولكنه تجاهلها بينما حديثها أكد له أن هناك شيئاً ما فأجابهت وهو يهز رأسه بهدوء قائلاً:
“وانا مصدقك أدخلي انتِ نامي جوه وانا هنام هنا”
نظرت له برفض فهي لا تستطيع النوم دونه وأيضاً لا تستطيع بجواره ولا تعلم ما الحل ولكنها أردفت وهي تهتف:
“بس انا عايزاك جنبي”
“علشان تكرهيني للمرة الكام يا روان؟”
أجابها بلوم رغم أن الأمر ليس بيدها ولكن هذا أغضبه رغماً عنه وما حدث مع والدته جعله غاضب بشده منها ومن نفسه أيضاً أنه رفع صوته عليها ولكنها لم تقدر حالته ولا طاقته التي أستنزفها مع زوجته طوال تلك الفترة الماضية.
كان يحاول أن يتحكم بغضبه ولكنه لم يستطع فهو بالأخير بشر يراكم داخله فينفجر دفعة واحدة لذا أردف بغضب مكتوم وهو يقول:
“مش مكفيكي كل اللي حصل ف جاية تكلمي عليا؟ قولت أدخلي وسيبني لوحدي شوية علشان مش حابب إني أخرج عصبيتي فيكي دلوقتي ف يارت تدخلي او هخرج انا من الشقة كلها”
كانت نبرته غاضبة ويتحدث بعصبية فتراجعت هي للخلف مبتعده عنه تنظر له قليلاً ثم وقفت من مكانها وهي تعود غرفتها دون أن تضيف اى شيء آخر.
بينما هو مسح على رأسه بعنف هي ليس لها ذنب بما يحدث معها ولكنه الآن غاضب ويخشى أن يثور عليها
لذا عندما دفعته تركها وغادر قبل أن ينفجر بها.
أخذ يستغفر ربه وهو يدعو الله أن يهديه ويهدي سرهما ويبعد عنها كل مكروه فهي بالتأكيد تبكي الآن فمكث مكانه حتى مر بعض الوقت وهو يستغفر وقد بدأ يهدأ فقام من مكانه ثم ذهب يحضر الكاست الخاص بتشغل الموسيقي
ثم قام بتشغل سورة البقرة وبدأ الصوت يتردد في أرجاء المنزل حتى وصل إليها.
تركه على المنضدة ثم توجه نحو غرفتهما ففتح الباب بهدوء فوجدها راقدة على الفراش وهي تضم يدها حول بطنها ودموعها تتساقط فأقترب منها حتى جلس جوارها ثم رفع يده على رأسها وأخذ يتلو عليها الرقية الشرعية وكلما قرأ كلما وجد جسدها يهتز قليلاً والعجيب أنه شعر بالخنق وقد ضاق صدره أيضاً وهو يقرأ.
فقرأ اولا الفاتحه وخواتيم سورة البقرة ثم آيه الكرسي ومعهم الإخلاص والمعوذتين ثم بدأ يتلو عليها بعض الأدعية.
بسم اللهِ أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفسٍ أو عين حاسدٍ، الله يشفيك، بسم الله أرقيك)، (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق).
(بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم).
(اللهم رب الناس أذهب البأس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يُغادر سقمًا).
(أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عينٍ لامّة).
كان جسدها يتصبب عرقا فأخذ يردد تلك الأدعية ثلاث مرات حتى بدأت بالتراخي فتوقف عن القراءة وهو يمسح على وجهها يزيل دموعها وهو يهمس:
“حقك عليا انا آسف انا بس كنت تعبان شوية وعايز ارتاح”
قًبل مقدمة رأسها ثم نهض من مكانه كي يخرج فأوقفته وهي تقول بدموع:
“طيب انت رايح فين وسايبني؟”
أستدار لها وهو يقول بهدوء:
“نامي هنا وانا هنام بره”
هزت رأسها بالنفي وهي تقول بترجي:
“لأ خليك هنا علشان خاطري..”
عاد إليها ثم أستلقى على الفراش ولكنه أحتفظ بمسافة مناسبة بينهما ثم أخذ يمسح ثلاث مرات على الفراش وهو يسمي الله ثم وضع كفيه بين وجهه وهو يقرأ الإخلاص والمعوذتين وما إن انتهى حتى مسح على وجهه وعلى جسده كما فعل أيضاً ذلك معها وهو يمسح بيده على وجهها وجسدها ثم أبتعد مكانه وهو يغمض عيناه لدقائق حتى ذهب في سباتِ عميق من كثرة إرهاقه.
بينما هي كانت تتأمل وجهه بهدوء وتتسآل ماذا كانت لتفعل لو أنها تزوجت برجلِ آخر غيره؟ فما كان لأحد أن يتحملها ولا يصبر عليها كما يفعل هو… يالله كم أن الله رحيماً بها حتى تتزوج من شخصِ مثله.
لم تشعر بالرغبة في النوم بل قامت من مكانها وهي تتسل بهدوء حتى لا يشعر بها ثم توجهت نحو المرحاض كي تتوضئ وما إن خرجت حتى أخذت تردد:
” غفرانك… اللهم أجلعني من التوابين وأجعلني من المتطهرين…”
لاحت على شفتيها بسمة صغيرة وهي تتذكر تلك الأدعيه التي يقولها زين دوما كلما توضأ حتى باتت تفعل مثله.
تحركت ببطء نحو سجادة الصلاة ثم أرتدت إسدالها ووقفت تصلي ركعتين شكر لله على شفائها وهي تحمد الله وتدعوه أن يهديها ويهدي سرها هي وزوجها ثم أخذت تدعي لوالديها بالرحمة وتدعو الله أن يحفظ طفلها ويأتي على الدنيا بخير حتى أنتهت.
ظلت على سجادة الصلاة وهي تذكر نفسها بنعم الله عليها حتى لا يتسلل الشيطان إليها ويوسوس لها ويخبرها بكم الابتلاءات التي تمر بها وينسيها نعم الله عليها.
فرغم ما تمر به إلا أنها لم تنس نعم الله عليها الذي هداها
والبسها حجاب أمهات المؤمنين وأيضاً تزوجت شخصاً مثل زين ما كانت لتحلم به وقد رزقها الله بطفلاً وأيضاً لديها منزل جميل هكذا وتتمتع بصحه جيدة اذا ماذا تريد بعد ذلك؟ فإن كان الله قد حرمها من بعض الأشياء وأسترد أمانته فإنه عوضها بالبعض الآخر لذا هي سوف تصبر وتحتسب ما مرت به ومازالت تمر به عند الله تعالى وتذكر نفسها بأن تلك جنة وفانية وأن الآخرة هي دار الخلود.
مسحت دموعها بعدما شعرت براحه كبيرة أفتقدتها لأيامِ عدة ثم نهضت من مكانها وتوجهت إلى غرفتها فوجدته نائماً بسلام فتسللت جواره ثم أقتربت منه شيئاً فشيء حتى شعرت بأن تلك الخنقة قد قلت كثيراً فوضعت رأسها على صدره رغم شعورها ببعض الخنقة والضيق ولكنها ظلت على وضعتيها حتى ذهبت في النوم هي الأخري بينما هو شعر بها جواره ولكنه لم يستيقظ بل ظل مكملاً في نومه وقد لاحت على وجهه بسمة صغيرة.
🌸أستغفر الله العظيم وأتوب إليه🌸
“حوور يا حور”
هتف ليث بصوت مرتفع وهو يناديها فتركت حور ما بيدها ثم هرولت إليه مسرعه حتى توقفت أمامه وهي تنطق:
“نعم يا ليث بتنادي ليه”
“فين الأوراق اللي كانت هنا في درج المكتب”
تفوه ليث وهو يشير بيده على أدراج مكتبه بعدما بحث عن تلك الأوراق الهامة ولم يجدها فعقدت حور حاجبيها وهي تقول بجهل:
“مش عارفه يا ليث انا مبجيش جنب المكتبة غير علشان أروقها بس”
أشتد غضبه وهو يلقى الأوراق الأخرى التي كانت بيده وهو يقول بصوتِ عالِ:
“امال يعني هتكون راحت فين أختفت من البيت”
أبتلعت حور ريقها وهي تراه غاضباً بهذا الشكل فأردفت بهدوء وهي تحاول تهدئته قائلة:
“أهدر بس ياليث وإن شاء الله هتلاقيهم دور كويس بس”
“قلبت المكتبة كلها عليهم ومش لاقيهم”
“طب مش يمكن نسيتهم في الشركة أو سيبتهم في العربية!”
هز ليث رأسه بالنفي وهو يؤكد حديثه قائلاً:
“لأ انا حطيتهم بنفسي هنا هيكونوا خرجوا من المكتبة لوحدهم مثلا؟”
أقتربت منه حور حتى وقفت أمامه مباشراً ثم هتفت بلين وهي تقول:
“طب قولي دا ورق اى وانا هدور عليه تاني وإن شاء الله هنلاقيه”
“يعني انتِ هتلاقيه وانا بقولك دورت عليه أكتر من مره وملقتوش حد قالك إني أعمى”
أردف ليث بغضب وهو يضغط على يده كمحاولة للتحكم بأعصابه بينما زفرت حور بضيق من تصرفات زوجها في الاونه الأخيرة وغضبه حتى على أبسط الأشياء ورغم ضيقها منه إلا إنها هتفت بهدوء بعدما تذكرت امر تلك الأوراق وأنها بالفعل هامة بالنسبه له:
“بعد الشر عليك انا قصدي بس إن ممكن تكون مخدتش بالك هجرب أدور عليهم مش هنخسر حاجه”
جثت حور على ركبتيها تبحث عن الأوراق وهي تقول بسرها:
“اللهم يا جامع الناس في يومِ لا ريب فيه أجمع بيني وبين ضلالتي”
ثم تابعت البحث وهي تحوقل بنية أن تجدهم وبعد مرور أكثر من عشرة دقائق من البحث هتف ليث بحنق قائلاً:
” قومي يا حور قولتلك مش هتلاقيهم ”
ظلت حور مكانها منكبة على تلك الأوراق حتى أخيراً أمسكت واحداً منهم وهي تقول بتسآل:
“هم دول؟”
أقترب منها ليث يأخذ منها الملف مخرجاً الأوراق التي بداخله فوجد أنها نفس الأوراق التي يبحث عنها فهز رأسه وهو يقول بدهشة:
“أيوه هم…، لقتيهم ازاي انا قلبت المكتب كله عليهم”
أبتسمت حور وهي ترفع رأسها بغرور مصطنع مشيرة على نفسها وهي تهتف:
“لأ دي من أسرار المهنة مقدرش أفشيها”
ضحك عليها ليث بسخرية وهو يقول:
“ولا حتى لجوزك؟”
لوت حور شفتيها بحنق وهي تقول بضجر:
“دلوقتي بقيت جوزي ما انت لسه من شوية مهزقني”
تنهد ليث وهو يعلم بأنها محقه فهو أصبح سريع الغضب ويخرج جّل غضبه بها ورغم ذلك غير مجرى الحديث وهو يقول:
“حضرتي الغدا؟”
أنتفضت من مكانها بفزع بعدما تذكرت أنها تركت الطعام يُطهى على النار وأنشغلت في امر تلك الأوراق فصرخت وهي تركض نحو المطبخ قائلة:
“يختاااي الأكل زمانه أتحرق الله يسامحك ياليث ابن أم ليث”
هرولت نحو المطبخ مسرعة وهي تشم رائحة شياط فعلمت أن الطعام قد أحترق لذا أطفئت النيران وهي تحاول إنقاذ من تبقى من الطعام الغير محترق وهي تقول:
“قدر الله ما شاء فعل…، إن لله وإنا إليه راجعون”
أخرجت الطعام الغير محترق من القدح ولكنه قد التقط رائحة الشياط فوضعته على الرخام وهي لا تدري أتقدمه هكذا أم تطهي طعاماً غيره؟ ولكنه لم ينتظرها حتى تحضر غيره وسوف يغضب.
وضعت حور الطعام في الأطباق وحاولت تزينه قدر المستطاع ثم خرجت وهي تدعو الله بالا يغضب زوجها.
قامت بتوزيع الأطباق على طاولة الطعام ثم نادت ليث كي يأتي فجلس على المقعد وهي تجلس جواره تترقب رد فعله عند تناول الطعام فأمسك ليث الملعقة ثم بدأ بتناول الطعام وما إن وضع واحدة في فمه حتى أمتعض وجهه وهو يقول بضيق:
“اي يا حور دا الأكل كله شايط”
“معلش ياليث لما ناديت عليا علشان الأوراق أنشغلت وانا بدور ونسيت الأكل على النار”
بان الضيق على ملامحه بشدة ولم يعجبه الطعام فترك الملعقة على الطاولة ثم قام من مكانه وهو يهتف قبل أن يرحل نحو الشرفة قائلاً:
“طب خلصي أكلك واعمليلي شاي”
لم تكمل طعامها هي الأخرى بل مضغت ما في فمها بصعوبة وقد فقدت شهيتها ثم أخذت الطعام ووضعته مكانه مجدداً وصنعت له الشاي وهي تستغل انشغالها وترطب فمها بذكر الله حتى أنتهت ثم عادت إليه مجدداً وهي تعطيه الشاي وهمت لترحل ولكنه أوقفها وهو يقول:
“خليكي معايا لحد ما اشرب الشاي الأول وبعدين اخرج”
أومات له حور بطاعة دون أن تجيب ثم خرجت دقائق وعادت وهي تحمل مصحفها كي تقرأ وردها ففتحته على السورة ثم بدأت بالقراءة بعدما جلست جواره وهي تسمي الله قائلة:
“بسم الله الرحمن الرحيم
وَٱلنَّٰزِعَٰتِ غَرۡقٗا (1) وَٱلنَّٰشِطَٰتِ نَشۡطٗا (2) وَٱلسَّٰبِحَٰتِ سَبۡحٗا (3) فَٱلسَّٰبِقَٰتِ سَبۡقٗا (4) فَٱلۡمُدَبِّرَٰتِ أَمۡرٗا (5)”
أوقفها ليث عن القراءة وهو يقول بإستفسار:
“هو يعني اى معنى الآيات دي؟”
أبتسمت حور برضى لإهتمامه فهي تعمدت أن تقرأ بصوتِ يصل إليه كي يسمع ولكنها لم تتخيل بأنه سوف يسأل عن معانيها وهذا شيء أسعدها فهتفت وهي تقول بتوضيح:
“دول أول آيات سورة النازعات واللي ربنا سبحانه وتعالى بدأها بالقسم بالنازعات اللي هم الملائكة وربنا هنا أقسم بخمس أصناف من الملائكة وبدأ باول نوع وهم النازعات ودول الملائكة اللي بتنزع أروح الكافرين بقسوة ووغلظة وعكسهم الناشطات اللي بتنزع أرواح المؤمنين بسهولة ويسر ف ربنا بيقسم بالملائكة اللي بتنزع أرواحنا منهم النازعات اللي بتنزل أرواح الكفار بقسر ومنهم الناشطات اللي بتقبض أرواح المؤمنين برفق..،
اما السابحات فربنا بيقسم بالملائكة اللي بتنزل بأمر منه سبحانه وتعالى بوحيه من السماء كالذي يسبح في الماء مسرعين لتنفيذ أمر الله سبحانه وتعالى..،
(فالسابقات سبقا) دول الملائكة اللي بتسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنه)
(فالمدبرات أمرًا) دول الملائكة اللي بتدبر شئون الكون بأمر من الله تعالى..،
والآيات اللي بعدها يوم ترجف الراجفة، تتبعها الرادفة وهنا يوم ما ينفخ في الصور النفخة الأولى التي يترجف ويزلزل لها كل شيء وتتبعها لرادفة ودي النفخة الثانية
النفخة الاولى تميت كل شيء اما النفخة الثانية فتحيي كل شيء بإذن الله تعالى”
أومأ لها ليث بهدوء وهو يشرد في معاني ما قالته ولأول مرة يعلم بأن المقصود بتلك الآيات هم الملائكة بينما أكملت حور قراءة السورة حتى وصلت إلى قوله تعالى:
” (14) هَلۡ أَتَٰكَ حَدِيثُ مُوسَىٰٓ (15) إِذۡ نَادَىٰهُ رَبُّهُۥ بِٱلۡوَادِ ٱلۡمُقَدَّسِ طُوًى (16) ٱذۡهَبۡ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ (17) فَقُلۡ هَل لَّكَ إِلَىٰٓ أَن تَزَكَّىٰ (18) وَأَهۡدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخۡشَىٰ (19) فَأَرَىٰهُ ٱلۡأٓيَةَ ٱلۡكُبۡرَىٰ (20) فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ (21) ثُمَّ أَدۡبَرَ يَسۡعَىٰ (22) فَحَشَرَ فَنَادَىٰ (23) فَقَالَ أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ (24) فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلۡأٓخِرَةِ وَٱلۡأُولَىٰٓ (25) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّمَن يَخۡشَىٰٓ (26) ”
أوقفها ليث مجدداً عند هذه الآيات ورغم أن تفسيرها واضح إلى حد ما لا يحتاج إلى شرح ولكنه أراد أن يسمع تفسيرهم منها فتوسعت بسمة حور ثم بدأت بالشرح وهي تقول ببساطة:
“ربنا سبحانه وتعالى بيذكر لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قصة فرعون وما فعله مع موسى كليم الله عندما ناداه ربه بالواد المقدس وهو وهو الوادي المبارك أسفل طور سيناء ف ربنا سبحانه وتعالى أمره يذهب إلى الطاغية فرعون ويسأله لو عنده رغبه وميول إنه يتوب إلى الله ويطهر من ذنوبه وآثامه..، وأهديك إلى ربك فتخشى اى يرشده إلى معرفة ربنا فيتقيه ويخشاه
فقولا له قولا لينا اي يدعيه إلى ربنا بلطف ولين حتي يستجيب ثم أراه الآيه الكبري عندما أمتنع فرعون عن الإيمان بالله وهو إنه قلب العصاية بتاعته فتحولت لحية تسعى بإذن الله تعالى بينما فرعون كذب وعصى ثم أدبر يسعى وهو يولى مدبراً وهارباً من الحية فحشر فنادى يعني جمع جنوده والسحرة والأتباع ووقف يقولهم أنا ربكم الأعلى اي ما علمت لكم من إله غيري وكانت النتيجة إن أخذه الله نكال الأخرة والأولى ربنا أهلكه وانتقم منه أشد الأنتقام
إن في ذلك عبرة لمن يخشى يعني الآيات دي تذكير للناس اللي بتخاف ربنا وربنا كان بيذكر القصة دي لسيدنا محمد بسبب كفر المشركين وقت دعوة الرسول فربنا سبحانه وتعالى قص عليه قصة فرعون علشان تكون زي تنبيه وتحذير لنهاية المشركين والكفرة أمثال الطاغية فرعون وفي نفس الوقت أنها تصبر سيدنا محمد وإن ما على الرسول إلا البلاغ”
أبتسم ليث وهو ينظر إليها بحب وقد نسي ما كان يعكر صفو مزاجه وهو يقول:
“انتِ ازاي جميلة اوي كدا يا حور؟ ازاي بتقدري تبسطي كل حاجه وازاي بتقدري تحتويني وقت عصبيتي! انا بزعلك كتير وبتعصب عليكي كتير وانتِ برضو صابرة وبتستحمليني”
يالله صدق من قال بأن القرآن يهذب صاحبه فهو منذ قليل كان غاضباً عليها وبشدة ام الآن وبعد أن أستمع لآيات الله ومعانيها فقد هدأ بل وأعترف بخطأه أيضاً.
بادلته البسمة وهي تقول برقة:
“كل واحد فينا بيمر عليه أوقات ضغط بيكون فيها عصبي غصب عنه وجواه تراكمات ومن واجب الطرف التاني إنه يستحمله ودا اللي انا بعمله زي ما هييجي عليا أوقات ابقى مضغوطه فيها وانت واجبك تستحملني”
هز ليث رأسه وهو يقول بتأكيد:
“حتى لما بتكوني مضغوطه يا حور عمرك ما هتكوني وحشه ولا هتزعلي حد منك لأنك بتفكري في الكلمة من قبل ما تقوليها”
“سبق وقولتلك إني مش ملاك يا ليث أكيد هييجي عليا أوقات هتكون مش طايقني فيها حتى”
تذكرت عندما سألها كيف وجدت الأوراق ولأنها كانت منزعجه منه فلم تخبره لتتحدث وهي تقول موضحة:
“صح لما سألتني ازاي لقيت الأوراق رغم إنك دورت عليها كويس بس انا هقولك انا عملت اى اولا لما تيجي تدور على حاجه ضايعة منك قول دايما اللهم يا جامع الناس في يوم لا ريب فيه أجمع بيني وبين ضالتي وطول ما انت بتدور أفضل أستتغفر وحوقل بنية أنك تلاقيها وإن شاء الله هتلاقيها”
هز ليث رأسه ببسمة وهو يقول:
“كل مرة بتعلم منك حاجه جديدة ياحوري”
*تقريبا أغلبكم هيشوف رد فعل حور مبالغ فيها بسبب صبرها على ليث (والحقيقة انا واحدة منكم😂) حقيقي أتمنى كلنا نكون بصبر وحكمة حور وإنها في كل مرة بتقدر تحتوى الموقف مهما كان زوجها متعصب..،
بحاول اتخيل لو مثلا روان اللي تزوجت ليث كانت هتعيش معاه ازاي وهو بطبعه عصبي وروان طايشة ومتهورة وأعتقد مكنوش هيكملوا يوم واحد مع بعض بس في الحقيقة ربنا دايما بيختار لكل واحد فينا اللي يشبه واللي يقدر يكمل معاه.
انا مش حور ومعرفش لو كنت مكانها كنت هتصرف كدا ولا هتعصب انا كمان خصوصا لما اشوف شخص بيتعصب عليا وانا مش غلطانه بس الجواز مش حرب ومحتاج حكمة وصبر ف انا بتعلم من حور زيي زيكم واتمنى بجد نخلى عندنا صبر ونفكر الأول واللي في الغالب ليث زيه زي أزواج كتير موجودة وأغلب اللي بيبتعولي مشاكل زوجية بتكون بسبب عصبية أزواجهم
🌸سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم🌸
فتحت عيناها بتعب وهي ترمش بأهدابها عدة مرات وكأنها تريد التأكد بما تراه أمامها فوجدته بالفعل يجلس أمامها وهو يصب بصره عليها بالتحديد وكأنه ينتظرها منذ مدة أن تستيقظ فما فائدة أنتقامه إن التهمها وهي فاقدة الوعي؟..
أغمضت عيناها مجدداً كإشارة منها على إستسلامها وكأنها تدعوه أن ينقض عليها كي يريحها من هذا العذاب الذي تشعر به الآن فجسدها بأكمله مغطى بالجروح وآثار أنياب تلك الوحوش مازالت بجسدها وهذا يجعلها شبه مغيبة عن الوعي وكأن جسدها متخدر من شدة الألم.
شعرت به يقوم من مكانه وهو يقترب نحوها فقبضت يدها وهي تنطق الشهادة بينما هو وقف يزجرها بيده ولكنها لم تتحرك فأقترب منها يلعق وجهها بلسانه يزيل عنها هذا الدماء ولعابه يسيل عليها في مشهد مقزز ورغم إشمئزازها إلا إنها لم تقاومه حتى بل كانت فاقدة لكل معاني الحياة وهذا شيء لم يعجبه بل يريدها أن تقف وتحاربه لذا أقترب الذئب من قدمها ثم وضعها داخل فمه وأخذ يسحبها قليلاً حتى دفعها فجأة في المياة مما جعلها تشهق بفزع وهي تصرخ بمجرد أن لامست الماء جروحها فذادها الماً.
بدأت تستعيد وعيها تدريجاً وحاولت التماسك حتى لا تغرق ففتحت عيناها على وسعهما فإذا به يقف ينتظرها حتى تستفيق وتخرج له بينما هي في هذا الوقت قد شعرت باليأس من كل شيء حتى أنها تركت جسدها يعلو على سطح المياة وهي تغمض عيناه لا تعلم كم من الوقت مر عليها حتى أستفاقت على صوت عويله لقد مرت بأصعب من هذا كله وبقي آخر شيء حتى تخرج ولكن طاقتها قد نفذت حتى أنها لم تعد قادرة على المواصلة أكثر من هذا.
أخذت تسبح ببطء حتى خرجت من بركة المياة بصعوبة شديدة وهي تزحف بألم فأقترب منها الذئب ثم أخذ يهزها يمينا ويساراً بمخالبه فتأوهات بالم ثم أبتعدت عنه وهي تحاول الوقوف وما إن وقفت حتى هجم عليها بقوة أوقعتها أرضاً يالله لمَ لا يقضى عليها مرة واحدة كي تنتهي من كل هذا؟ أندفع نحوها مجدداً ثم كرر حركته وهو يحركها بمخالبه كي تنهض مرة ثانية فلملمت شتات نفسها ثم وقفت ولكن هذه المرة حاولت المقاومة وقد أستعادت توازنها وتماسكها وقد عزمت على أن تخرج من تلك الغابة مهما كلفها الأمر.
أمسكت بعصى غليظة كانت جوارها ثم أشهرتها في وجهه كعلامة على عدم خوفها وأنها قادرة على مواجهته بينما هو كشر عن أنيابه الحادة ونظراته الثاقبة تفترسها من الأعلى لأسفل تقسم أنها رأت بسمة خبيثة على وجهه ثم وعلى حين غفلة أندفع نحوها بينما هي تصد ضرباته بتلك العصى حتى بدأت مهاجمته تشد شيئاً فشيء حتى أوقعها أرضاً.
بينما هي لا تتستوعب شيء مما يحدث حولها حتى ظنت للحظات بأن من أمامها هو انسان منتكر في هيئة حيوان لا أكثر فهو لا يريد قتلها بسهولة بل يتلذذ بتعذيبها ويستمتع برائحة الخوف التي تخرج منها فدفعته بقوة بالعصى حتى أرتد جسده إلى الوراء ويبدو أنه تألم من تلك الوقعة وما إن وقف وأستعاد توازنه حتى أنقض عليها بقوة ولكن هذه المرة غير كل مرة بل رأت بصيص في عينه بأن هذه هي القاضية سوف يزهق روحها الآن وبالفعل هاجمها بشراسه حتى أوقعها أرضاً ثم أقترب من رقبتها واضعاً أنيابه الحادة عليها ثم قام بالضغط عليها حتى توقف كل شيء حولها وهي فاقدة لكل معاني الحياة ثم وقعت صريعة له.
🌸سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم🌸
توقفت سهير بسيارتها وهي تصف على جانب الطريق ثم نزلت بهدوء وهي تغلقها خلفها بعدما أبصرت سيارته الصغيرة على بعد صغير منها فتقدمت نحوه ببسمة وقد كان يجلس في المقعد الأمامي وبجواره أسماء أخته التي أتت معه كي لا يذهبا وحدهما وما إن رآها حتى نزل من سيارته يستقبلها فاقتربت منه أكثر وهي تقول ببسمة:
“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أزيك”
ردد أحمد السلام ضاحكاً ثم هتف وهو مازال يضحك قائلاً:
“نفسي افهم هو انا أسمي عورة ولا حاجه ما تكملي الجملة وتقوليلي يا أحمد عادي او حموكشة مثلاً اي حاجه كدا”
أبتسمت سهير بخجل وهي تطرق رأسها أسفل بينما هو توسعت بسمته وهو يراقب حركاتها جيداً وقد كان سعيد لأنه سوف يصطحبها معه إلى منزل صديقه فسمع صوتها تقول معتذرة:
“انا اسفه لو كنت أتاخرت عليكم بس الطريق كان زحمة”
أجابها أحمد مازحاً وهو يقول بضحك:
“لأ انتِ تتأخري براحتك زي ما انتِ عايزة”
وما إن انهي عبارته حتى هم ليفتح لها باب السيارة ولكنه تفآجأ بمن يقترب منه من الخلف وهو يهتف:
“شيخ أحمد بذات نفسه هنا”
أستدار له أحمد ثم ضحك وهو يقول بمزاح مماثل له:
“ومولانا يوسف بذات نفسه هنا”
أحتضنه يوسف بخفة وهو يربت على كتفه ثم أردف قائلاً:
“فينك يا أحمد مختفى بقالك فترة ليك وحشة والله”
“انت اللي مخفتي يابني منا موجود اهو”
“يوسف!؟”
تفوهت سهير بهمس وهي تتعجب علاقة يوسف بخطيبها بينما سمع احمد صوتها فأستدار إليها وهو يقول متعجباً:
“انتِ تعرفيه يا سهير!؟”
انتبه لها يوسف فنظر نحوها فوجدها سهير حتي ضيق حاجبه وقد أستشف بأن احمد يكون خطيبها بينما هي لعنت غبائها من تسرعها ولا تدري بماذا تخبره فرفع هو عن كاهلها عبء الرد وهو يجيب:
“الآنسه سهير كانت صديقة أختي الله يرحمها وزي أختي الصغيرة ويعتبر كانوا متربين سوا”
ثم رفع يده يضرب على كتف أحمد بخفة وهو يقول بمزاح:
“يعني ياريت تخلي بالك منها بقى علشان لو زعلتها هتلاقيني واقفلك”
هز أحمد رأسه ثم ضحك هو الآخر وهو يجيبه:
“مش محتاج توصيني عليها كدا كدا”
أومأ له يوسف ثم تحدث وهو يقول قبل أن يرحل:
“طيب هسيبكم انا بقى علشان معطلكوش”
غادر وقبل أن يرحل وجد أحمد يفتح لها باب السيارة من الخلف فعلم أن هذه مازالت خطبة فقط وليس عقد وهذا شيء أزعجه فإن كانت ماتزال خطبة فقط لمَ تذهب معه حتى لو أتى بأخته معهما؟ ولكنه لم يعلق فهو ليس له اي ولاية عليها.
بينما أسماء مازالت تجلس بالسيارة وقد أحمر وجهها خجلاً ما إن رأته ثم أخفضت بصرها أرضاً وهي تستغفر
يالله كلما رأته يخفق قلبها وتتدعو الله أن يرزقها شخصاً مثله.. ولمَ مثله! لمَ لا تدعو الله أن يرزقها هو بالتحديد فهو صديق أخيها منذ زمن وتعرف أخلاقه جيداً وليس مثل بقية شباب هذا المستقبل واهذا أكثر ما يعجبها به.
🌸أستغفر الله العظيم وأتوب إليه🌸
كان زين جالساً يقرأ ورده بعدما أستيقظ وقد شعر بالراحة عندما نام يالله إن النوم نعمة كبيرة من الله عز وچل لا ندركها فأخذ يردد الحمد على نعمة النوم وعلى نعمة السكن وعلى نعمة الزوجة وعلى نعمة الصحة وعلى نعمة الهداية كل تلك النعم التي لا تعد ولا تحصى ينبغى أن نشكر الله عليها فالقليل من العباد هم الشاكرين فقط.
سمع طرق على الباب فقام من مكانه يفتحه فوجد ياسمين تقف أمامه فأفسح لها الطريق وهو يدعوها للداخل حتى جلست على الأريكة وهي تقول:
“عامل اى يازين دلوقتي وروان أخبارها اى؟”
“الحمد لله يا ياسمين بخير وفي زحام من النعم”
ابتسمت له ياسمين ثم أمسكت يده وهي تقول بحنو:
“متزعلش من ماما هي بس خايفه عليك يا زين ومش شايفه اللي حصل مع روان ف هي ليها عذرها”
“فاهم يا ياسمين كل اللي بتقوليه لكن دي مراتي في الاول والاخر كان لازم تقدر اني مش بسهولة اتخلى عنها وخصوصا أنها مبقاش ليها حد غيري”
“هي بس علشان متعصبة شوية لكن هتهدى إن شاء الله وتروق انت بس متزعلش”
أومأ لها زين وهو يهز رأسه بينما هي نظرت له قليلاً وهي تقول:
“عرفت مين اللي عمل فيها كدا؟”
رفع زين رأسه لها بتعجب فمن أين يعلم بهويته؟ رغم انه يشك بالفعل في أحد ولكنه اجاب:
“لأ يا ياسمين هعرف منين؟ وبعدين مش مهم مين اللي عمل اد ما مهم إنها خفت الحمد لله”
لم تقنتع به ياسمين لذا هتفت وهي تقول:
“لأ يا زين مهم نعرف مين علشان نخلى بالنا منه وانا شاكة إنها مرات عمي رأفت أصل مين اللي ليه مصلحة إنكم تبعدوا عن بعض غيرها؟ ويوم ما روان مشيت من البيت شوفت إيثار فرحانة ومبسوطة وكأنها كانت عارفه ان دا هيحصل وكمان القميص بتاعك اللي خده حد من البيت ويوم ”
نعم لقد فكر بكل هذا وهي الشخص المشكوك به ولكنه رغم هذا أجاب:
“إن بعض الظن إثم يا ياسمين وطالما مش معانا دليل قاطع يبقى مينفعش نظلم ح….”
قطع حديثه عندما سمع صراخها من الداخل فانتفض من مكانه بفزع وهو يركض إليها مسرعاً.
🌸اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد🌸
كان يقف وهو يرتدى ثياب الإحرام وهو يشعر بالسعادة وقلبه ينبض ومازال لا يصدق بأنه امام الكعبة المشرفة حلمه منذ زمن وها هو تحقق
يالله يشعر أنه يحلم وسوف يستيقظ الآن ما هذا الجمال!؟ فالكعبة أجمل بكثير مما كان يتصور .
تتساقط دموعه ويرتجف جسده وقلبه يخفق من هول الموقف حتى تفآجأ بما يأتي من خلفه يضع يده على كتفه فأستدار نحوه فإذا بها فتاة ولكن ملامحها ليست واضحة له بسبب غطاء وجهها فسمعها وهي تقول:
“انا مش مصدقة نفسي اني هنا بجد”
يشعر بأن تلك النبرة ليست غريبة عليه من تلك الفتاة وماذا تفعل معه هنا؟ ولمَ هي قريبة منه إلى هذا الحد!
يشعر أنه يعرفها ولكنه لا يستطيع تحديد هويتها حتى تحدثت مجدداً وهي تهتف:
“انا نفسي نيجي هنا على طول يا يُوسف وكمان لما يبقى عندنا عيال نجيبهم معانا”
ذادت حيرته أكثر وذاد فضوله فأقترب منها حتى بدأت
يدرك لمن يعود هذا الصوت فتوسعت عيناه بصدمة عندما تعرف عليها إنها إنها هي نفسها سهير!؟ ما الذي تفعله معه! وما ذاد دهشته أنها أقتربت منه حتى أحتضنت كتفه وهي تقول ببسمة:
“تقريبا انا أسعد انسانة دلوقتي… تخيل إني موجودة في أجمل مكان على وجه الأرض ومعايا أحن وأجمل زوج في العالم”
كانت ترتدي ثياب الإحرام هي الأخرى ومازالت تقف جواره وتنظر أمامها والعبرات تتساقط من عيناها فإذا به يستدير نحوها وهو يقول:
“وانا… وانا كمان مبسوط انك معايا”
رفع يده يضم يدها هو الآخر ثم رفع بصره ينظر أمامه ثم أعاد نظره نحوها وهو ينظر إليها بحب شديد وكأنه تناسى سبب وجودها معه هنا.
أستيقظ يوسف من نومه بفزع وجسده يتصبب عرقاً
يالله ما هذا الحلم الذي رآه!؟ كيف يحلم بها وهي على وعد للزواج بشخصِ آخر!. لقد غفى لدقائق معدودة بعدما عاد من الخارج فحلم بها.
مسح على وجهه ثم أخذ يستغفر ربه ولا يدري ما سبب هذا الحلم أم أنها رؤية! يشعر بقلبه يخفق بعنف كلما تذكر هذا الحلم وكلما تذكر قربها منه ولمساتها له كلما أرتجف جسده لا لا يجب أن يفكر بها بتاتا فهي على وعد بالزواج من شخصِ آخر فما هذا الذي رآه!.
🌸سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم🌸
تقف وهي تشعر بالغضب الشديد بعدما علمت بعودتها له بل وأنها فضلها على والدته أيضاً كان هذا كفيل لأن يفقدها صوابها فماذا تفعل أكثر من هذا كي تبعدهما عن بعضهما البعض؟ لقد فعلت ما بوسعها وأيضاً عادت له.
أمسكت هاتفها ثم قامت بالضغط على عدة أرقام وأنتظرت قليلاً حتى أتاها الرد فأردفت بعصبية شديدة وهي تقول:
“رجعتله تاني وانا زي المغفلة مصدقاكي وعماله أبعتلك في فلوس وتقوليلي سحر مقابر ومش مقابر اتاريكي واحدة نصابة وانا هوديكي في داهيه”
كانت تأخذ أنفاسها بصعوبة شديدة والغضب يأكلها بشدة بينما سمعت صوتها من الطرف الآخر وهي تقول ببرود:
“انا عملت شغلي على أكمل وجه والسحر أندفن في المقابر لكن اتبطل مفعوله لأن حد فكه وانا مش مسؤله عن دا”
تتحدث ببرود أهلك أعصابها فصرخت بها وهي تقول بغضب جامح:
“يعني اى مش مسؤله عنه امال انا بديكي فلوس لييه
وفمهتيني إن عمرهم ما هيرجعوا لبعض تاني”
“مشيئة الله فوق كل شيء ودي حاجه منقدرش ندخل فيها وياريت تبعتي باقي الفلوس”
أنتفضت من مكانها وهي تقول بصوتِ عالِ:
“وليكي عين كمان تقوليلي على فلوس تانية”
تغيرت نبرة المدعو صباح وهي تقول بصوتِ خشن:
“أسمعي يابنت لو باقي الفلوس موصلتنيش ف اتفرجي على اللي هيحصلك مني”
أغلقت المكالمة دون أن تسمع باقي حديثها ثم القت الهاتف أرضاً بعنف وهي تصرخ بشدة وما إن إستدارت خلفها حتى تراجعت للوراء وهي تنظر لمن أمامها بصدمة.
ترى من علم بفعلتها؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وسولت لي نفسي 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *