روايات

رواية غفران هزمه العشق الفصل التاسع عشر 19 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق الفصل التاسع عشر 19 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق البارت التاسع عشر

رواية غفران هزمه العشق الجزء التاسع عشر

غفران هزمه العشق
غفران هزمه العشق

رواية غفران هزمه العشق الحلقة التاسعة عشر

___ بعنــــوان ” جميلتي الوردية ” ___
ترجل “غفران” للأسفل بعد أن تركها فى حيرة لأتخاذ القرار الأنسب لها رغم أنه يعرف قرارها، وجد “عُمر” يقف أمام الدرج وعلى اليسار فى الصالون يجلس “جميل” بصحبة “قاسم” طفله الأصغر، تنحنح بهدوء ووصل للأسفل فأقترب “عُمر” منه وقال بلطف:-
_ أنا جبتهم زى ما حضرتك طلبت
أومأ إليه بنعم ثم قال بجدية:-
_ خلى الخدم يعملوا عصير وأدخل أقعد مع المأذون عشان ميزهقش
تقدم “غفران” إلى “جميل” الجالس فى هدوء منتظر على نار بفضول ظهور “غفران” ليعرف سبب طلبه لرؤيته مُدركًا ان الشيء الوحيد الذي يجعله يفعل ذلك هو ابنته “قُسم” ، تحدث “غفران” بنبرة هادئة جدًا:-
_ مُتأسف على التأخير
صافح “قاسم” وهكذا “جميل” ثم جلس على المقعد المقابل لهما فبدأ “جميل” الحديث بتعجل وقد فاض به الأمر ونفد صبره:-
_ خير طلبتني ليه؟
_ عرفت أن حضرتك بدور على قُسم من أمبارح وفى الحقيقة هى عندي أنا راجل صريح
قالها “غفران” بوضوح شديد فهز “جميل” رأسه بفهم وقال بعبوس حاد:-
_ يعنى بنتي فعلًا هربت من بيتي وجيت تستخبي عندك
تنحنح “غفران” بهدوء وهذه الفتاة التى يتحدث عنها بالسوء هى محبوبته فقال بجدية ملتمسٍ له العُذر كونه والدها:-
_ أحب أوضح لحضرتك من البداية أنها مهربتش من بيتك، انا أتصلت بيها لأنها أتاخرت فى الدفع
_دفع!!
قالها “قاسم” بعدم فهم ليُجيب “غفران” قائلًا:-
_اه ، أستاذ جميل أنا عرضت على بنت حضرتك أتحمل تكاليف العملية كاملة فى مقابل ….
_ فى مقابل تدرس لبنتك؟
قالها “جميل” بهدوء ليتحدث “غفران” بثقة أكبر:-
_ دا حقيقي، لكن أنا راجل دوغري، وأنا بحب بنتك وشاريها ويشهد ربنا أنى ملمحتش بالحُب دا ولا بصت ناحيتها بصة راجل لبنت ألا لما كانت لوحدها وكانت فسخت خطوبتها من ابن خالها، قُسم مضيت على عقد العملية مقابل أنها تدفع مليون جنيه
_ مليون جنيه؟! منين؟
قالها “جميل” بصدمة ألجمته ليقول “غفران” بلطف:-
_ مش عايزاهم، فداها كل مالى وأملاكي وصحتي بس تكون معايا ، أنا شاريها هى بس
_ وهى الأصول بتقول أنك تجيبني لحد عندك عشان تقولي أنك بتحب بنتي
قالها “جميل” بغطرس وحدة صارمة ليتابع “غفران” قائلًا:-
_ أنا عرضت عليها أجي لحد عندك وأطلبها رسمي منكقدام العالم كله وهى رفضت
_ عشان بنتي متربية، عشان بنتي متسرقش راجل من مراته وتهدم بيت واحدة تاني وتبني سعادتها على كسرة قلب بنت زيها
قالها “جميل” بفخر برفض أبنته ليتابع “غفران” الحديث بجدية:-
_ لا، قُسم رفضت عشان خاطرك أنت، عشان بتحب أهلها وخايفة عليكِ، قُسم بتحبني وانت عارف دا ويمكن دا اللى خلاكِ تحدد ميعاد فرحها من واحد هى كارهاه وحاول يعتدي عليها، بذمتك مش حرام تكون هى بتعمل كل حاجة عشانك وعشان بتحبك لدرجة أنها تمضي على مليون جنيه عشان تنقذك من الموت وأنت ترميها كدة
دمعت عيني “جميل” بحزن على ما يفعله بأبنته التى تحملت كل شيء لأجله ولأجل مرضه فعله كل شيء يمكنها فعله، تحدث “غفران” بلطف وترجي قائلًا:-
_ أرجوك، أنا لأول مرة فى حياتي أرجو حد، أنا دايمًا كلمتي أمر بس لأجل قُسم وسعادتها أنا راضي أنى أرجوك، بعد أذنك جوزلها وأنا أوعدك أعيشها سعيدة وملكة ولو يوم دمعة منها نزلت تعالي أضربني بنار أو خدوها مني
نظر “جميل” إلى “غفران” بصمت لا يعلم ماذا يفعل؟ وهذا الرجل تنازل عن الكبرياء والغرور لأجل ابنته فقط فسأله “جميل” بهدوء:-
_ بنتي فين؟
_ فوق، أنا جبتها بالقوة غصب عنها
قالها “غفران” بهدوء ثم تابع الكلمات بحنان:-
_ أنا مش هقولك جوزهالى عشان أى حاجة، لكن قُسم تستاهل أنك ترد حزء من اللى عملته ليك فى مرضك، وحضرتك تعرفها أكثر مني وتعرف أنها تستاهل تعيش فى حياة مبسوطة عن أنها تعيش تعيسة عمرها كله بسبب قرار منك بأنك تجوزها لراجل مبتحبهوش
_ وبنتك ومراتك اللى ذنبها اللى هيبقي فى رقبتي
قالها “جميل” بأسف وخوف ليقاطعه صوت “نورهان” التى أقتحمت القصر دون أذن تقول:-
_ مراته الخاينة هى اللى دمرت حياتها مش بنتك
وقف “غفران” من مكانه مُصدومٍ من دخول والدته وهكذا “جميل” الذي صُدم من كلماتها، لهذا السبب لم يبالي “غفران” بزواجه وحياته مع زوجته لأنها قامت بخيانته، أقتربت “نورهان” منهما وقالت بجدية:-
_ غفران مش هتلاقي أحسن منه لبنتكِ، غفران مراته خانته وصاينها عشان خاطر بنته ما بالك لما تكون بنتك حبيبته هيكرمها أزاى
_ إنتِ أي اللى جابك؟
قالها “غفران” بنبرة خافتة وعينيه تشتعل من النار لترمقه “نورهان” بهدوء وقالت:-
_ جيت عشان أباركلك على جوازك ، أنا دكتورة نورهان والدة غفران أتشرفت بحضرتك
_ أهلا وسهلا يا هانم
قالها “جميل” بلطف وعقله شاردًا فى حديث “غفران” عن “قُسم” وتذكر كلمات زوجته أمس عن إجبار فتاته على الزواج ليقول :-
_ قُسم فين؟
_ مقولتليش رأى حضرتك
قالها “غفران” بقلق من خسارتها وهو لأخر لحظة يسعى للزواج منها بطريقة طبيعية لطيفة حتى يُهدم شيء بينهما ويخسرها من جبروته حين يتزوجها بالإكراه فقال “جميل”:-
_ أنا عايز بنتي، يا ريت تبعت تجبهالى ….
قاطعه صوت “قُسم” تقول بتلعثم:-
_ بابا
ألتف للصوت فوجد طفلته ترتدي فستان زفاف ولا تضع مساحيق تجميل من عجلتها وهى تسارع الوقت، حدقت بـ “قاسم” بدهشة وهو يقف أمامها هنا لتُدرك أن “غفران” زيف كل شيء حتى يتزوجها فقط، أقترب “جميل” من ابنته مُندهشٍ من رؤيتها بالأبيض وكانت جميلة حقًا وفاتنة، سأل بقلق:-
_ أى اللى لابساه دا؟
أستدارت “قُسم” إلى “غفران” بغضب سافر وقالت بعصبية:-
_ أنت هددته بأي هو كمان، خطفت بابا كمان وهو تعبان
_ غفران بيه طلبلك للجواز منى؟
قالها “جميل” بنبرة جادة فألتفت “قُسم” له بدهشة وقالت:-
_ وحضرتك وافقت، متوافقش أنا هتجوز اللى أنت أخترته أنا رأي من رأيك ومستحيل أكسرك أو أكون السبب أنك تنحني لحد أبدًا
حدقت بوجه طفلته البريء وعينيها الباكيتين فتبسم رغم أوجاعه على فتاته الجميلة وقال بلطف:-
_ أنا كمان مستحيل أغصبك على جوازة إنتِ مش عايزاها يا قُسم، إنتِ فرحتي الأولي
مسح دموعها بلطف ثم قبل جبينها وأخذها إلى خلف ظهره ثم قال:-
_ أنا موافق يا غفران أجوزك بنتي بس بالأصول، تدخل البيت من بابه وتطلبها وخطوبة وشبكة وفرح زى باقي البنات أنا بنتي زينة بنات الأرض
تبسم “غفران” بلطف وقال:-
_ موافق
دُهشت “قُسم” من قرار والدها ورغم غضبها من “غفران” وأفعاله لكنها شعرت بفرحة تغمرها بإلغاء زواجها من “حازم”، أقترب “غفران” منه بهدوء وقال:-
_ بس أنا ليا طلب عند حضرتك
_ أتفضل
قالها “جميل” بهدوء ليتابع “غفران” الحديث بثقة وعينيه تحدق بـ “قُسم” الواقفة خلف ظهر والدها :-
_ نكتب الكتاب دلوقت، بصراحة بنتك عنيدة وبتغير رأيها بسرعة
تبسم “جميل” على ابنته وقال بحدة:-
_ طالعة لأمها فى العناد
ضحكت “قُسم” على حديثهما وقالت بزمجرة:-
_بابا !!
_ نكتب الكتاب دلوقت والساعة سابعة بليل أكون عندك أطلبها منك قصاد الناس كلها ونلبس دبلة وحدد الفترة اللى تعجبك للخطوبة وميعاد الفرح ونعلن الجواز فى الفرح معنديش مانع
قالها “غفران” بهدوء فظل “جميل” صامتًا قليلًا يفكر فى حديث “غفران” ، رن هاتف “قاسم” برقم “حازم” فلم يجيب ليرسل له رسالة تحتوي على صورة “غفران” مع “قُسم” فى فرنسا ورسالة محتواها
( قول لأبوك لو مجوزنيش بنت الليلة أنا هفضحكم فى المنطقة كلها)
تحدث “جميل” بهدوء قائلًا:-
_ خلي كتب الكتاب بعد أسبوع حتى أكون خلصت موضوع حازم
أومأ “غفران” بنعم رغم عدم موافقته على التأجيل فقال:-
_ مفيش مانع زى ما حضرتك تحب
_ جوزهاله يا بابا
قالها “قاسم” فنظر الجميع إليه لتقول “قُسم” بضيق من حديث أخيها:-
_ أنا عارفة أنك عايز تخلص منى بس مش لدرجتي مش مستحمل أسبوع
أقترب “قاسم” من والده وأعطاه الهاتف ليري رسالة “حازم” مما جعله يُصدم من هذا الرجل، غفر له محاولة أعتداءه على ابنته والآن يسعى لفضحها أمام الجميع فأهتز جسده بتعب ليمسك “غفران” بيده وجعله يجلس على الأريكة وجلست “قُسم” بجواره بقلق تقول:-
_ بابا أنت كويس؟
_ الندل الخسيس
قالها “جميل” فلم يفهم “غفران” الأمر فأشار إلى “عُمر” حتى يُصرف والدته بالقوة وقال بهدوء:-
_ فهمني فى أي؟
أعطاه الهاتف ليرى الرسالة مما جعل “غفران” عاجزًا عن فهم أى شيء وعينيه لا تميز سوى قُسم” حتى نفسه عاجزًا عن التعرف عليه ، وقفت “قُسم” بقلق ونظرت فى الهاتف لتتحدث بغضب سافر قائلة:-
_ هو حازم صورنا فى فرنسا
أدرك أن هذه الصور لـ “قُسم” معه، وقرأت كلماته مما جعله كالبركان الذي أشتعل من الغضب بسبب هذا الرجل وقد وصل لنهاية الأمر معه لُيغلق قبضته بأحكام و”جميل” يقول:-
_ أخرتها أتفضح على أيد كلب زيه
جلس “غفران” بجانبه وقال:-
_ جوزهالي، جوزهالى وبعدها قُسم مراتي وهو ميقدرش يقف قصادي ولا هيعرف يطلب أنه يتجوزها
نظر “جميل” إليه وهو يضع يده على قلبه ثم إلى ابنته الواقفة خلفه خائفة من القادم وقد تحملت الكثير ويكفي ما مرت به لأجلهم فقال بهدوء:-
_ خلي بالك منها، أنا معنديش أغلي منها وكل اللى عندك دا ميساوش حاجة قصادها فى نظرى
_ ولا كنوز الدنيا كلها تساوي حاجة فى نظري قصاد قُسم ويشهد على فى اللى ليها ربنا
قالها “غفران” بنبرة دافئة ليهز رأسه له موافقًا على الزواج، أشار “غفران” إلى “عُمر” ليحضر المأذون من المكتب ويضع يده فى يد والدها وبدأ المأذون فى عقد قرآنهما وعينيه لا تفارق “قُسم” التى تقف هناك قربه خائفة وعقلها يتذكر “حازم” الذي تجرأ على فعل الكثير معها والآن يسعى لدهس شرفها فقط من أجل الزواج، رفع المأذون المنديل مباركًا لهما ثم غادر فوقف “غفران” أمامها وقال بنبرة هادئة ودافئة:-
_ مبروك يا عروسة
_ أنا خايفة
قالتها “قُسم” بنبرة خافتة حتى لا يسمعها والدها ليبتسم “غفران” عليها ووضع قبلة على جبينها بلطف وقال:-
_ إنتِ دلوقت مراتي، مرات غفران الحديدي ، كلمة خايفة دى متطلعش منك تاني أبدًا، دوسي فى الدنيا وإنتِ مطمنة أني فى ضهرك
وقف “جميل” من مكانه وقال بهدوء:-
_ يلا يا قُسم
_ عُمر معاهم توصلهم للبيت وترجع
قالها “غفران” بجدية ثم ألتف إلى “جميل” وقال:-
_ أنا سابعة بالظبط هكون عند حضرتك
أومأ إليه بنعم وصعدت “قُسم تبدل ملابسها ثم غادرت مع والدها و”عُمر” ……
_________________________
[[ شقة أنس ]]
وصل “أنس” إلى الشقة لتركض إليه “ملك” بسعادة تعانقه بأشتياق وقد مر وقت طويل على رؤيتها له، ظلت مُتشبثة بعنقه بقوة وهو يضمها بأستماتة حتى بات يعتصر عظامها بين ذراعيه ويتمتم بحُب:-
_ وحشتيني، وحشتيني أوى يا ملوكة
_ أنت أكتر يا حبيبي
قالتها بحُب شديد ليتركها حتى يتأمل وجهها وعينيها الجميلتين التى أشتاق إليها وأخذ يدها فى يده وهو يقول:-
_ الشقة عجبتك؟
_اه أحسن من التانية جدًا وحيوية والعفش جميل أوي المهندسة فرشتها حلو أوى تعال افرجك عليها
قالتها بحماس ليوقف قدميه دون حرك فنظر إليه بدهشة وقالت:-
_ أي
_ أنا عايز أضمك بس يا ملك، مش عايز أعمل أى حاجة تانية ولا قادر أعمل أى حاجة تانية غير أنى أشم رائحتك بس
قالها بشغف مُشتاقًا لزوجته التى تغيب عنها كثيرًا بسبب “تيا” ، جلس على الأريكة وهى جواره يتحدثان كثيرًا فقال:-
_ شغلتي الرقم الجديد
_اه والتاني رجعته لـ محمود زى ما قالي
قالتها بلطف ليؤمأ إليها بنعم فقال بحزم:-
_ وأنا كمان شغلت التليفون التاني وعلى طول فى العربية، شوية بس لحد ما تيا تبطل تدور وتتعب
_ ماشي يا حبيبي
قالتها “ملك” بلطف ليخرج من جيبه علبة زرقاء مستطيلة وقال بحنان:-
_ شوفي جبتلكِ اى؟
فتحت العلبة لتجد بها قلادة من الألماس بها حجر أزرق ناعمة ورقيقة فقالت بأنبهار وإعجاب:-
_ الله يا أنس، جميلة أوى يا حبيبي ، تعيش وتجبلي
أخذها من العلبة ليضعها فى عنقها وهو يقول:-
_ تعيشي وتلبسي يا روحي
أستدارت إليه لكي يضع القلادة فى عنقها ورفعت شعرها جانبًا ونبضات قلبها تتسارع بحماس وفرحة من أهتمامه بها ومحاولات الدائمة فى أسعادها رغم لقاءاتهما القليلة لكنه فى كل لقاء يجعلها كالحورية فى الجنة لا تعرف سوى السعادة والحُب فقط، شعرت بشفتيه تقبل عنقها لتنتفض بسعادة وبدأت يديه تتسلل حول خصرها لتغمض عينيها بأستسلام لقشعريرتها وشعورها الدافئة معه وجنبه……..
_________________________
وصلت “قسم” مع والدها إلى شقتها لتعانق والدتها بقوة التى بدأت تربت عليها بحنان فقال “قاسم” بقلق:-
_ هنعمل أي؟
نظر الجميع له فقال “جميل” بجدية صارمة ولا يبالي بشيء:-
_ هنعمل أي يعني، أختك هتدخل مع أمك يجهزوا غداء للناس اللى جاية وبعدها أختك تجهز
صرخت “صفية” بانفعال شديد معترضة على هذا الزواج:-
_ برضو يا جميل، برضو هتجوزها لحازم غصب عنها
ربتت “قُسم” علي كتفها حتى تحد من حدتها لتصرخ مُنفعلة بها:-
_ متغمزنيش سيبني اقوله الحقيقة ، ما أنا مش هستني أشوفك تعيسة طول حياتك مع جحش زيه
_ ماما قُسم أتجوزت غفران بيه
قالها “قاسم” يقاطع والدته فنظر الجميع إليه ليتابع الحديث بمرح:-
_ أي ما هى مش صابرة أننا نمهدلها الموضوع، حطه خبط لزق أحسن
_ مين اللى أتجوزت؟ اتجوزت مين؟ أنت بتقول أي
سألت “صفية” بعدم أستيعاب فجلس “جميل” يشرح لها الأمر مع أولاده ورغبة “غفران” فى الزواج من ابنته وتهديد “حازم” فنظرت “صفية” إلى ابنتها وقالت:-
_ أتجوزتي من غيري؟
تحدث “جميل” بهدوء يحسم الأمر وينهي الحديث بهذا الموضوع:-
_ أنا اللى جوزتها، خلى جوزها يقف له عشان يبقي يعمل راجل عليها ويجي يهددني دلوقت، وبعدين من غيرك أي يا أم قاسم، ما هو جاي النهار دا يطلبها مننا وأعملى الخطوبة اللى تريحك
ضربت يديها ببعضهما بحيرة وقالت:-
_ واحد عايش فى قصر وهيأخدها تعيش معاه ومش عايز مننا أى جهاز وكتب كتابه عليها ، أقعدها معايا ليا وأعمل خطوبة ليه؟ أديهاله ربنا يسعدها
_ ولو أنا برضو لازم أعمل فترة خطوبة لناس تفكر حاجة ، الناس كلامها وحش وهيفهموا الجوازة المستعجلة غلط على الأقل نخلي الخطوبة ستة شهور ولا أى رأيك يا قُسم
قالها بجدية فنظرت إلى والدها بهدوء وقالت:-
_ اللى تشوفه حضرتك يا بابا
أومأ إليها بنعم ثم وقف من مكانه يقول:-
_ يبقي على خير الله، أنا هدخل أنام شوية وأنتوا جهزوا غداء للضيوف وأنت يا زفت أدخل ذاكر وإياك تنزل تلعب كورة
أومأ إليه بنعم ليدخل إلى غرفته….
_________________________
[[ قصـــر اللؤلؤ ]]
لم يمرر “غفران” دخول والدته القصر دون أذن فأقتحم قصرها بالقوة بعد أن ضرب رجل الأمن الذي حاول منعه فوجد والدته على السفرة تتناول الغداء ليصرخ بها مُنفعلًا:-
_ أوعي تفكرى أني ممكن أمرر دخولك لقصري بالطريقة دى بالساهل كدة
مسحت “نورهان” فمها بالمنشفة الصغيرة ووقفت من مكانها ببرود شديد ثم قالت:-
_ هتعمل أي يا غفران؟ هتضربني وتكومني على الأرض زيه
أشارت بيدها على الحارس ليكز على أسنانه بغضب سافر شديد وقال:-
_ متحاوليش تختبري صبري كتير يا دكتورة، حضرتك مش قد الحرب معايا ، وموضوعي مع كندا او قُسم ميخصكيش، أنا حياتي كلها متخصكيش ولا يحق لكِ التدخل فيها، أنا بحذركِ للمرة الأخرى أبعدي عن حياتي
دمعت عيني “نورهان” بخفة من كلماته ليلتف كي يغادر القصر فصرخت بألم غاضبة تاركة العنان لوجعها:-
_ هتفضل لحد أمتى تعاملني كدة، أنا أمكِ يا غفران طلعت أو نزلت أنا أمكِ ، مكانتش غلطة عملتها من 12 سنة هتفضل تعاقبني عليها لحد امتى
توقف عن السير وهو يعطيها ظهره بألم حين تحدثت عن الماضي الذي لم يمحي من ذاكرته حتى الآن وقال بوجع يجتاحه:-
_ مش كل الماضي بيتمحي، فى ماضي بيكون حاضرنا ومُستقبلنا واللى عملتيه لسه معلم جوايا، اللى اتكسر مش قادر حتى أصلحه رغم كل ما أملكه
غادر القصر غاضبًا وهى يسير فى الحديقة نحو قصره موجوعًا فسقطت على الأرض وهو يتذكر الماضي وبدأ يلهث بقوة ويضع يده على صدره فهرع إليه “عُمر” يأخذ بيده لأقرب مقعد وقال:-
_ حضرتك بخير؟
_ أنسي !! ، عايزاني أنسي أزاى وأنا بسببها بقيت أعمي
قالها بوجع ويديه تضغط على صدره من الوجع وعينيه تؤلم رأسه بقوة من ذكريات الماضي المسجون بداخله، تنهد “عُمر” بهدوء وقد فهم الأمر ليجلس بجواره وقال:-
_ يمكن لأنها متعرفش أن الغلطة اللى بتتكلم عنها طول الوقت خلت ابنها أعمي ومش قادر حتى يشوف وش بنته ولا وشها، هى بتتطلب السماح لأنها متعرفش أن أثر الغلطة دى لسه قائم وحضرتك بتعاني منه، أعتقد كونها أم لو عرفت أنها أتسببت فى مرضك هيكون الموت أهون عليها من الحياة ، أنها اللى أذيت ابنها
ظل يتنفس بصعوبة ويشعر بضغط أنفاسه كأنها تمزق صدره، جلس صامتًا بتعب حتى بدأت أنفاسها تعود لطبيعتها فقال بجدية:-
_ جهز العربية أنا هغير هدومي عشان نروح لقُسم
اومأ إليه بنعم ودلف إلى القصر فوجد “كندا” فى أنتظاره على الدرج جالسة حافية القدمين ، تجاهلها لكنها أوقفته بكلماته:-
_ برافو عليكِ، ضحكت عليها صح بدل ما كنت خاطفها وهتتجوزها بالقوة وتكسر أهلها، روحت جبت أبوها وطلبتها منه رسمي وخليه يقولك أتجوزها أنا موافق وبقيت فى نظرها بطل بتهتم بسعادتها، كون بطل معايا بقي وطلقني
حدق بها بعد أن وقفت أمامه بجراءة تطلب الإنفصال عنه بشجاعة فقال بدهشة:-
_ أطلقكِ !! ، جبتي الشجاعة دى منين عشان تطلبي الطلاق منى ولا هو اللى أديكي حبوب الشجاعة
لم تتمالك أعصابها وهو يضغط على جرحها أكثر ويتهمها فى شرفها فرفعت يدها كي تصفعه بجنون لكنه مسك يدها على اللحظة الأخيرة وقال:-
_ إنتِ واخدة حبوب الشجاعة بجد لدرجة أن عقلك المريض صورلك أنك ترفعي أيدك فى وشي بدل ما أنا اللى أعمل كدة
صفعها بقوة حتى سقطت على الدرج من قوة صفعته وخرجت من شهقة قوية من الألم فصرخ بغضب سافر بها قائلًا:-
_ بتنكشي على موتكِ يا كندا، ورحمة أبويا لأدفعك الثمن غالي بس لما أفضالك
تركها على الدرج مُنهارة من البكاء وصعد يستعد للذهاب إلى محبوبته…..
_______________________
وقفت “قُسم” أمام المرآة تضع القليل من مساحيق التجميل بعد أن أرتدت فستان وردي اللون وصففت شعرها على ظهرها ورفعته من الجانبين بدبابيس الشعر وتركت خصلتين على الجانبين من غرتها، أقتربت “ملك” منها بفضول شديد وقالت:-
_ بتحبيه؟
نظرت “قُسم” إليها وهى تضع أحمر الشفايف وأحمرت وجنتيها خجلًا لتقول “ملك” بلطف:-
_ الحُب مبيستغباش يا قُسم
جلست على الفراش بتنهيدة هادئة وتنظر إلى صديقتها بسعادة وعقلها يتذكر أيامها معه لتتحدث بسعادة:-
_ مرتاحة معاه يا ملك، مطمنة وأنا طول الوقت كنت خايفة وقلقانة من بكرة وشايلة المسئولية لكن مع غفران أنا مطمنة ومش شايلة هم أى حاجة فى الدنيا ولا عارفة يعنى أى مسئولية تتشل وتقطم ظهرى، غفران محسسني أنى بنت زى البنات أتخلقت عشان أتحب وأدلع وأتبسط، محسسني أنى أستاهل أنى حد يعافر عشاني وحد يعمل المستحيل عشان عايزنى معاه ويحبني ويدور أنا بحب اى ويعمله، مش حد يقولى روحي لصنايعي ولا شوفي تشطيب الشقة ، غفران محسسني بالآمان يا ملك، كنت فى بلد غريبة معرفش حد وتايهة وعاملة أعيط لكن كنت مُطمنة لأن غفران موجود وعارفة أنه جاي وهيدور عليا ، إحساس الأمان حلو أوى أول مرة أحسه
جلست “ملك” بجوارها بلطف وقالت:-
_ يبقي بتحبيه يا قُسم بتكابري ليه؟ قولي بحبه دا حقكِ
تبسمت “قُسم” بلطف فدق الباب بخفة ودلف “قاسم” يقول:-
_ الناس جم، تعالي يا قُسم لو خلصتي
أومأت إليه بنعم وتركت أحمر الشفايف من يدها وخرجت مع أخاها لتراه جالسًا مع “تيا” أخته و”عُمر”، وقف من مقعد فور رؤيتها وكانت جميلة جدًا فى اللون الوردي وعينيها التى رسمتهما بمستحضرات التجميل باتت أكثر جمالًا وسحرًا، أقترب من “تيا” أولا لتصافحها فتبسمت “تيا” بعفوية وقالت:-
_ أنا أخته
_ أهلا بيكِ
ألتفت “قُسم” نحوه بخجل شديد ليبتسم عليها فأمس كانت عنيدة وتصرخ به رافضة هذا الزواج والآن هى تقف أمامه زوجته وتخجل من رفع نظرها به ليصافحها برحب فأقتربت لتصافح “عُمر” لكن أخذ “غفران” يدها بغيرة تلتهم قلبه وقال بجدية:-
_ أنا بس
أومأت إليه بنعم وجلست جوار والدها ليبدأوا بالحديث العام حتى جاءت “صفية” تقول:-
_ العشاء جاهز أتفضلوا
وقف الجميع وتقدموا نحو السفرة لكن أوقفهما فى المنتصف دقات على الباب ليذهب “قاسم” يفتح ووجد “حازم” الذي دفعه بقوة ودلف فوقفت “قُسم” تلقائيًا خلف “غفران” بخوف من جنان هذا الرجل فوضع “غفران ” يده فى جيبه بغرور ولا يبالي بشيء، رمقها “حازم” بغضب سافر وقال:-
_ ممكن تفهمني يا جوز عمتي اللى بيحصل؟ أعتقد انك أديتني كلمة أمبارح
أقترب “جميل” منه بغضب سافر من تهديده الصباحي وقال:-
_حصل لأني كنت شايفك راجل هديك بنتي لكن تهددني وتطلع ندل وواطي يبقي مالكش عندي غير الجزمة
مسكه “حازم” بغضب سافر من ملابسه دون أن يهتم لسنه أو صلة القرابة بينهما وقال بانفعال:-
_ لكن أديتها للى يدفع أكتر، أنت كدة بقيت راجل دفعلك كام عشان تبيعها له …..
قاطعه يده “غفران” التى مسكت يده يبعده عن “جميل” وقال بهدوء مُرعب ونبرة خشنة حادة:-
_ حذاري تنطق كلمة تانية عنها لأنك مش هتلحق تكملها
أبتلع لعابه من الخوف أمام “غفران” وهو يتذكر أخر مرة رآه فى الفندق كان سيقتله………..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية غفران هزمه العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *