رواية ملاك الأدهم الفصل الثالث 3 بقلم عادل عبدالله
رواية ملاك الأدهم الفصل الثالث 3 بقلم عادل عبدالله
رواية ملاك الأدهم البارت الثالث
رواية ملاك الأدهم الجزء الثالث

رواية ملاك الأدهم الحلقة الثالثة
تنام ملاك ممسكة بيد أدهم بكلتا يديها ” كطفل صغير متعلق بأمه ” ويظل أدهم جالسا بجوارها مستيقظا يتأملها ويخاطب نفسه ……
: أنتي طلعتيلي منين يا ملاك !! انا مش عارف ايه اللي بيحصلي ده وانا مع البنت دي !!! بحس كأنها بنتي وانا باباها بحس أنها مسئولة مني !!! انا حتي مش عارف أقولها الحقيقة !!! أنا خايف عليها كأنها حتة مني !!! أنا اول مرة في حياتي احس بالاحساس ده !!
: ثم يجيب علي نفسه بغضب وانت مالك ؟ مفيش اي علاقة بينك وبينها علشان تهتم بها بالشكل ده !!!
فينظر الي ملاك وبرائتها ويقول ازاي أتخلي عنها وهي اللي بتطلب مني أفضل جنبها ؟!
يرد علي نفسه ساخرا ومن أمتي حنيتك دي يا أدهم بيه ياللي الكل بيخاف منك و بيعملك ألف حساب !!!
ثم ينظر لملاك التي تنام كالملائكة ويقول لأ مش هقدر أتخلي عنها ، دي ملهاش حد غيري دلوقتي علي الاقل طول ما هي فاقدة الذاكرة ومش عارفة هي مين لازم افضل جنبها ، ثم يرد علي نفسه مرة أخري ماشي يا أدهم خليك جنبها لكن أوعي تنسي أنها ممكن تكون متجوزة أو مخطوبة أو بتحب حد تاني !!!
ويظل ساعات مستيقظا بجوارها يعاني من هذا الصراع حتي يغلبه النعاس وينام .
في مكان اخر في القاهرة
في فيلا كبيرة في احد أرقي أحياء القاهرة يجلس جميع افراد ( عائلة عز الدين ) في صمت تام بينما تقف ” جودي ” وتوجه خطابها لأمها ” نجلاء ” وتقول لها غاضبة : أنتي السبب يا ماما ، لو يارا حصلها حاجة هيبقي ذنبها في رقبتك .
نجلاء : ليه ؟ هو أنا اللي قولتلها أمشي و أهربي يوم خطوبتك ؟!!!
جودي : لأ مش قولتلها كده لكن مليون مرة هي ترفض خطوبة جاسر وأنتي بردو مصممة تجوزيها له غصب عنها .
نجلاء : أنا بعمل لمصلحتها ولمصلحتكم كلكم .
جودي : مصلحتها تخطبيها وتجوزيها لأنسان مش بتحبه ولا طايقاه !!!! لا يا ماما معلش انتي بتعملي لمصلحتك أنتي وابنك وبس .
نجلاء : احترمي نفسك يا بنت ، أنتي بتكلمي مامتك يعني لازم تتكلمي بأسلوب أحسن من كده .
جودي : اسفة يا ماما لكن انا بقول الحقيقة يارا مش بتحب جاسر ولا يمكن في يوم هتوافق تتجوزه .
نجلاء : كمان ياريت متنسيش أن جاسر ده اخوكي .
جودي : ايوه عارفة ان جاسر اخويا ، صحيح هو اخويا من الأم بس لكنه بردو اخويا .
جاسر : كفاية بقي قلة ادب ، أنا أخوكي غصب عنك واحترمي نفسك بقي .
جودي : أنا مقولتش أنك مش اخويا ، انا قولت اخويا من الام بس ، انا اسمي جودي عز الدين لكن أنت اسمك جاسر الغمراوي .
جاسر : بردو أنا اخوكي والمفروض أنتي أكتر حد تفرحي أني أتجوز يارا ، أخوكي من الأم هيتجوز أختك من الاب المفروض تكوني أسعد حد بجوازنا ده !!
هيا بنا نتعرف علي أسرة يارا عز الدين ( ملاك )
يارا عز الدين : بطلة قصتنا وهي نفسها ” ملاك ” ، فتاة جميلة بيضاء ذات عيون زرقاء رقيقة مرحة ، بعد شهور قليلة تكمل عامها ال ٢١ وتستلم ثروتها التي ورثتها عن أمها ” التي ماتت و كان عمرها وقتئذ مازال سنتين ” بالأضافة لارثها عن والدها ، لها أخ وأخت من أبيها ( يحيي وجودي ) ، تحاول نجلاء زوجة ابيها جاهدة اقناعها بالزواج من ابنها الاخر جاسر ( لتفوز بثروتها الضخمة ) الا ان يارا رفضت بشكل متكرر وقاطع مما جعل نجلاء تمارس عليها الضغوط بكل الأشكال و الطرق للموافقة .
نجلاء : ٤٦ سنة زوجة أبو يارا ، تزوجت عز الدين الأسعد والد يارا بعد وفاة زوجته الاولي ام يارا ، و كانت مطلقة ولها طفل ” جاسر ” من زواجها الأول ، وانجبت من عز الدين أبنائهما جودي ويحيي ، هي أمرأة جميلة ولكنها مادية تحب المال للغاية وترغب في زواج ابنها جاسر ” ابنها من زوجها الاول ” بيارا أبنة زوجها الثاني عز الدين الأسعد للفوز بثروتها الطائلة التي ورثتها عن والدتها .
يحيي عز الدين : ابن عز الدين ونجلاء والأخ الأصغر ليارا ١٩ عاما ، شاب مستهتر خاصة بعد وفاة والده حتي انه ترك دراسته ويغيب عن منزل الأسرة بالأيام والأسابيع ويعيش في عزلة تامة عن باقي الأسرة .
جودي عز الدين : ١٨ عاما ابنة عز الدين ونجلاء والأخت الصغري ليارا ، فتاة جميلة وبرغم صغر عمرها الا انها ذات شخصية قوية ومستقلة ، وتعد بئر أسرار أختها يارا وتساندها في مقاومة محاولات نجلاء الضغط عليها للزواج من جاسر .
جاسر الغمراوي : ٢٤ عاما الابن الأكبر لنجلاء من زواجها الاول قبل زواجها من عز الدين ، والاخ الأكبر لكلا من جودي ويحيي .
فلااااش بااااااك
في فيلا عز الدين الأسعد ….
نجلاء : يارا يا حبيبتي أنا بعتبرك زي بنتي بالظبط ، ده أنتي بنتي فعلا زي أخواتك جودي ويحيي بالظبط ، ومتنسيش أني انا اللي ربيتك وانتي عمرك سنتين .
يارا : أنا عارفة يا طنط وانا كمان بعتبرك زي ماما الله يرحمها .
نجلاء : يبقي المفروض تسمعي كلامي لأني أنا أدري بمصلحتك .
يارا : يا طنط أحنا اتكلمنا في الموضوع ده كتير وحضرتك عارفة رأيي .
نجلاء : وكمان أنا عارفة مصلحتك اوي اكتر من اي حد وأكتر من نفسك انتي كمان ، أنتي لسه صغيرة ومتعرفيش كل حاجة في الدنيا وباباكي الله يرحمه لو كان عايش كان هيكون رأيه من رأيي بالظبط .
يارا : يا طنط لكن انا قولتلك كتير اني مش بحب جاسر .
نجلاء : وليه مش بتحبيه ؟! جاسر ابني شاب ووسيم وغني وبيحبك عايزة ايه تاني أكتر من كده ؟!!
يارا : يا طنط أنا مقولتش جاسر وحش بالعكس هو شاب كويس جدا لكن انا حساه زي اخواتي جودي ويحيي بالظبط مش هينفع اتخطبله او اتجوزه .
نجلاء : يبقي كده اكيد في حد تاني في حياتك وعلشان كده بترفضي جاسر .
يارا : مفيش يا طنط اي حد في حياتي ، وانتي عارفة انا مش بخبي عنك حاجة ، ولو كان فيه حد في حياتي كنتي حضرتك اول واحدة هتعرف .
نجلاء : مادام مفيش حد في حياتك يبقي خطوبتك علي جاسر يوم الخميس الجاي .
يارا : يا طنط لكن أنا …..
نجلاء : مفيش لكن أنا خلاص عزمت الناس علي حفلة خطوبتكم ، ومش ممكن بعد ما عزمتهم أرجع ألغي الخطوبة ، أنتي عايزة الناس تقول علينا ايه ؟!!!!
تنصرف يارا غاضبة وتدخل غرفتها تبكي وتلحق بها اختها جودي .
جودي : خلاص يا يارا متعيطيش ، يمكن تحبيه لما تتخطبوا .
يارا : يا جودي انا مش برتاح لجاسر اصلا هتخطبله ازاي ؟؟!!
جودي : خلاص بعد الخطوبة لو شعورك فضل زي ماهو كده افسخي الخطوبة وخلاص .
يارا : لو اتخطبت له غصب عني مش هعرف افسخ الخطوبة بعد كده و هتجوزه بردو غصب عني !!!
جودي : والعمل يا يارا ؟؟
يارا : مش عارفة .
يوم الخطوبة مساءا
تقف يارا تبكي أمام المراه وبجوارها اختها جودي تساعدها في ارتداء فستان الخطبة و تحاول تهدئتها وتقول لها : كفاية عياط بقي يا يارا الميكاب كل شوية دموعك تمسحه !!
لا ترد عليها يارا وتستمر في البكاء ، واذا فجأة تمسح يارا بايديها دموعها ثم تهم بالخروج من غرفتها مسرعة فتسألها جودي : رايحة فين ؟
يارا : هتعرفي كمان شوية .
تتسلل يارا وتخرج من الفيلا دون أن تراها نجلاء زوجة ابيها حتي تخرج من باب الفيلا وتجري في الشوارع حتي لا تلحق بها نجلاء او ايا من أسرتها ، و بينما هي تخرج جارية من احد الشوارع الجانبية الي الشارع الرئيسي تفاجئ بسيارة مسرعة امامها مباشرة….
باااااااك
في المستشفى
استيقظت ملاك لترى أدهم نائم بجوارها ، ابتسمت بلطف ثم أمسكت يده وقبلتها بسعادة بالغة .
ابتسم أدهم ” فقد استيقظ قبلها ليتأملها وحين شعر بها حين بدأت تستيقظ انتظر ليري ماذا ستفعل ” .
يسمعها تقول ” بطفولة ” : أدهم ، أدهومتي قوم يلا….يلا بقي اصحي .
أدهم ” يصطنع النوم ” : بس يا ملاك نامي .
ثم تلاعبه اثناء اصطناعه النوم حتي يبتسم ويفتح احدي عينيه ببطئ .
ملاك : صباح الخير حبيبي .
ادهم ” بغضب مصطنع ” : لا انا زعلان منك ومخاصمك متتكلميش معايا .
ملاك “بحزن طفولي ” : ليه ؟ ملاك مش عملت حاجه !!
يفتح أدهم عينيه ويقول لها :
بجد ؟ آومال مين اللي بيصحيني من النوم ؟
ملاك ببراءة : وحشتني يا أدهومتي ، خلاص بقي متزعلش .
لم يستطع أدهم الا ان يبتسم بسعادة ويضمها اليه في عناق طويل لينتبة علي دقات باب الغرفة !!! ثم يسمع صوت الممرضة تقول : صباح الخير ، ممكن أدخل ؟
يبتعد أدهم عنها فترد ملاك : صباح النور .
ويقوم أدهم من السرير ويأذن للممرضه بالدخول : اتفضلي ادخلي .
الممرضة : يلا يا مدام عشان ميعاد الدواء .
ملاك ” بطفولة ” : لأ مش عايزة .
أدهم بجديه : لا يا ملاك مفيش حاجه اسمها مش عاوزه لازم تاخدي الدواء علشان تخفي بسرعة .
ملاك : طعمه مر اوي .
أدهم : معلش يا حبيبتي عشان خاطري لازم تاخدي الدواء .
ملاك : حاضر .
تاخد ملاك من يد الممرضة الدواء وتقول لها : ممكن تخرجي .
تخرج الممرضة من الغرفة .
أدهم ” بتعجب ” : قولتلها تخرج ليه ؟؟
تضحك ملاك وتقول : عشان اخد الدواء .
أدهم : بجد !! طب يلا خدي الدواء .
ملاك : انت اللي تديني الدواء بايدك .
أدهم : ماشي لما نشوف اخرة الدلع ده .
ثم يعطيها الدواء بيده ، تبتسم ملاك و تقول : كده الدواء بقي طعمه حلو .
ينظر لها أدهم و يقول ” في نفسه ” : انا مش عارف البنت دي بتعمل فيا ايه ؟! اول مره أكون مش عايز أبعد فيها عن بنت وأحس اني بتعلق بيها أوي !!! أنا عمري ما بنت شغلت تفكيري او أتعلقت بيها !!! ليه قدامها مش بقدر اعاملها بقسوه زي أي بنت بتحاول تقرب مني ؟؟ بس هي بحس معاها اني عاوزها متبعدش عني ابدا !!!
يمر بعض الوقت
يجلس أدهم بجانب ملاك ويلاحظ أنها تبدو حزينة !!!
أدهم : مالك يا ملاك ؟
ملاك ( بضحك ) : أنت بتنسي كتير ليه ؟ قولتلك قولي يا حبيبتي !!
أدهم يضحك : أسف يا حبيبتي ، قوليلي بقي مالك شكلك حزين ليه ؟
ملاك : أنا زهقت من المستشفى دي ، احنا هنرجع بيتنا امتي بقي ؟؟
أدهم ” بتعجب ” : بيتنا !!!!
ملاك ” بطفولة ” : أيوه بيتنا ، مش أحنا لازم نروح بيتنا ولا هنفضل هنا في المستشفي علطول ؟!!
أدهم يضحك : لأ طبعا مش هنفضل هنا علطول ولازم نرجع بيتنا .
ملاك : أمتي بقي ؟ أنا زهقت من المستشفي دي وعايزة أمشي !!
أدهم : لما الدكتور يقول .
ملاك ” بضجر طفولي ” : والدكتور هيقول أمتي بقي ؟؟
أدهم : معرفش .
ملاك : طيب لما الدكتور ييجي أسأله .
أدهم يضحك : حاضر يا حبيبتي .
يخاطب أدهم نفسه : طب انا هتصرف ازاي دلوقتي ؟؟ ولما تخرج من المستشفي معقول أسيبها في الشارع كده بدون ما حتي تعرف هي مين ولا أهلها فين ؟؟!! دي كمان فاكرة انها مراتي !!!!!
ملاك بصوت عالي قليلا :
أدهم انت ساكت و مش بترد عليا ليه ؟
ينتبة أدهم لصوتها : كنتي بتقولي ايه ؟؟
ملاك : انت سرحان في ايه ؟
ادهم : أنتي الجرح اللي في راسك مكان العملية لسه بيتعبك ؟
ملاك : بسيط مش بيوجعني اوي زي الأول .
أدهم : بردو لازم تفضلي هنا لحد ما تخفي خالص يا ملاك ، يلا بقي علشان ميعاد الدواء دلوقتي .
ملاك : بلاش يا ادهم علشان خاطري وتنظر له بعينيها الزرقاء تستعطفه ليرق قلبه بشده لها لكنه يقول محاولا عدم التأثر : متحاوليش ، هتخدي الدواء يعني هتخدي الدواء .
ملاك : حاضر .
يحضر أدهم الدواء ويعطيه لها وفجأة يرن هاتفه .
أدهم : ثواني .
ملاك : ماشي .
يخرج أدهم من الغرفة ويرد علي هاتفه …….
أدهم : ازيك يا ماما عاملة ايه ؟
الأم بحزن : لسه فاكر يا أدهم ان ليك أم ؟!! يعني لو متصلتش بيك متتصلش بيا ولا تسأل عني ؟! حتي باباك وأخواتك متسألش عنهم خالص ؟!!!!
أدهم : معلش يا حبيبتي ، حصلت ظروف في الشغل .
الأم : ربنا معاك يا حبيبي ، طيب هتيجي امتي يا أدهم ؟؟
أدهم يفكر للحظات ويحسم أمره …….أن شاء الله بكرة راجع اسكندرية يا ست الكل .
الأم : بجد يا حبيبي هتيجي بكره ؟؟
#ألف_قصة_و_قصة
أدهم : ايوه يا أمي أن شاء الله هوصل بكره ، يلا يا ست الكل ، لازم اقفل دلوقتي .
يغلق أدهم هاتفة ويفكر في قراره الذي اتخذه بشأن ملاك ولن يتراجع عنه !!!
( يا تري قراره هيكون ايه ؟ )
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ملاك الأدهم)