روايات

رواية أسرت قلبه الفصل الثامن 8 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه الفصل الثامن 8 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه البارت الثامن

رواية أسرت قلبه الجزء الثامن

أسرت قلبه
أسرت قلبه

رواية أسرت قلبه الحلقة الثامنة

 (يكفي )
كتمت انفاسها وهي تنظر إليه بصدمة …هل تحلم يا ترى …هل هذا حلم مجنون تحلمه كعادة احلامها ما ان رأته …هل تهلوس….لا يمكن أن يكون هذا صحيحاً…اخذت تتنفس بعنف بينما جسدها بأكمله يرتعش ….ضرب من السعادة هز قلبها ….شعرت ان قلبها سوف يقفز من مكانه ….بالتأكيد امجد أستمع لدقات قلبها…مستحيل الا يكون سمع هدير قلبها ….
-آنسة اريام …هتديني رقم والدك ولا لا ؟؟حضرتك موافقة اتقدملك ؟!
سألها عندما وجدها شاردة لم تنبت بحرف…وهذا اقلقه ان يكون كلام صديقه خاطئ …الا تكون لديها مشاعر له كما هو لديه مشاعر …وان هذا هو وهم …وهم سوف يحطمه …لان رجل مثله …صعب التعلق بأمراة…وهو لن ينكر قد تعلق بها …ووجد نفسه يفكر بها كثيرا …لذلك قرر ان يتبع الطريق الصحيح …يريد الزواج منها اليوم قبل الغد …هذا ما يريده هو ….لا يريد ان ينزلق في الخطأ….هو يريدها فسيتزوجها…..هذا هو الأمر….
لم تستطيع منع ابتسامتها من الظهور….كانت تشعر ان قلبها ينبض بعنف …رباه ..هل هذا حلم جميل كباقي احلامها….هل حقاً يعرض عليها الزواج ….ارتاح قلبه وهو يرى تورد وجهها…الابتسامة الخجولة على شفتيها تلك إشارات انها راغبة…هي تريد الزواج منه …ابتسم وعينيه العسلية لمعت ولكنه وضع عينيه في الارض وقال:
-رقم الوالد ممكن ؟!
امسكت ورقة ودونته بسرعة وهي تعطيه اياه ثم تختفي من امامه بسرعة ….
ضحك وهو يضع الورقة بجيبه ….ثم اتجه الى صديقه عثمان وهو يعانقه بقوة ويقول:
-عثمان اخدت رقم والدها وخلاص هتقدملها ….
ضحك عثمان وهو يربت على ظهره ويقول :
-مبروك يا صاحبي ….
……..
-هيتقدملك!!
صرخت بها سلوى بحماس لتضع اريام كفها على فمها وتقول :
-بس اسكتي …اسكتي فضحتيني …
ابعدت سلوى كف اريام وقالت :
-خلاص هيتقدملك يعني …
ابتسمت اريام بسعادة وهي تهز رأسها وتقول :
-هو اللي قالي ….
ضحكت سلوي وهي تعانقها وتقول :
-الف مبروك يا روحي. ..ألف مبروك …بجد فرحتلك اوووي ….
ابتسمت اريام وقالت:
-الله يبارك فيكي يا عمري وعقبالك يارب …
ابتسمت سلوى ببهوت وقال؛
-خلاص أنا اخدت نصيبي الحمدلله وراضية بيه …ربنا يراضيكي يارب …انتِ بنت حلال وتستاهلي
نظرت اريام بحزن الى صديقتها سلوى …تمنت ان تواسيها ولكنها فشلت كعادتها فاكتفت بالدعاء لها أن يعوضها الله عن كل لحظة حزن عاشتها ….
…….
-دلوقتي يا بطل الاهم ازاي هتفتح الموضوع مع اهلك…أكيد هيتصدموا…
قالها عثمان وهو. يمازح.امجد …فجأة بهتت ابتسامة امجد وكأنه تذكر شئ وقال:
-عثمان أنا كده أناني صح ؟!
-ليه بتقول كده؟!
قالها عثمان عابساً ليرد هو :
-انا قررت اتجوز واشوف حياتي …مش كان اولى اطمن على اختي الأول ….رحيق لازم تتجوز وبعدين أنا …
-ايه اللي أنت بتقوله ده يا صاحبي…متخيلتش تكون بالتفكير ده ..يا أمجد دي قدر وربنا كاتبه…واختك بإذن الله نصيبها موجود وهتشوف هتتجوز قريب بإذن الله …لكن حرام توقف حياتك …انت ادعي ربنا وقول يارب …
-بس أنا كده بجرحها …
ربت عثمان على كتفه…
-لا بتجرحها ولا حاجة …اختك.طيبة وهتتمنالك الخير …انت توكل على الله بس …هو لو عرفت أنك عايز توقف حياتك عشانها هتزعل والله …انت كده هتزعلها مش هتقف جمبها…وبعدين خلاص قولت للبنت.انك.هتتقدم حرام عليك تكسر قلبها…
تنفس امجد بعنف وهو يحاول تهدئة ضميره….هو يخاف على مشاعر رحيق ..لو اخبرها بهذا الأمر…هل من الممكن ان تحزن ….رباه هو لا يريد احزانها …يتمنى من كل قلبه ان تتزوج من يقدرها
…….
تجمدت للحظات وهي تنظر إليه بصدمة …لا يمكن أن يكون جدي!!!ماذا يقول هذا …هل فقد عقله !!!
ظلت تنظر إليه للحظات وقالت :
-افندم حضرتك بتقول ايه ؟!
ارتبك وهو ينظر إليها وقال:
-ايه اللي قولته غلط …أنا عايز اتقدملك حسب الشرع والأصول …أنا غلطت ولا ايه !!!
هزت رأسها وهي تشعر أنها فقدت عقلها ….ثم قالت :
-أنت عندك كام سنة؟!
-خمسة وعشرين سنة ….
ابتسمت بسخرية وقالت:
-وأنا هكمل التلاتين بعد شهرين …يعني اكبر منك بخمس سنين…..انت ازاي بس فكرت كده …
ثم تركته مصدوم ….لا يصدق أن المرأة الوحيدة التي أُعجب بها اكبر منه بخمس سنوات ….شعر بالإرتباك وكأن جميع الأحلام التي رسمها تدمرت أمامه الان وهي تلقي الحقيقة في وجهه …خمس سنوات …رباه …هذا كثير!!!
……
ولجت رحيق ال. غرفة المعلمات قبل الطابور المدرسي وهي تنهت بإنفعال ولحسن الحظ لم تجد أحد ….اقتربت من المنضدة الكبيرة وجلست عليها وهي تشعر بنفسها ترتعش بقوة…
رباه …هل ما حدث منذ قليل حقيقي…هل عرض عليها الزواج شاب اصغر منها …..
ابتسمت ساخرة وهي تردد:
-الراجل من همه هيتجوز قد امه…..
ثم اطرقت برأسها وهي تنظر أرضا …
-صباح الخير يا جميل …
قالتها مادونا بإبتسامة سعيدة وهي تلج للغرفة ولكن الابتسامة تلاشت من شفتيها وهي ترى حالة رحيق المتوترة….اقتربت منها وهي تقول :
-فيه ايه يا رحيق ؟!
تنفست رحيق بتوتر وقالت:
-لا مفيش حاجة …..
-مفيش حاجة ايه يا بنتي …باين على وشك التوتر ليه ؟!….رحيق أنتِ مخبية عليا ايه …بجد هزعل منك لو متكلمتيش …يالا انطقي …ايه اللي حصل وخلاكي في الحالة دي ….
ازدردت رحيق ريقها وقالت :
-مش هتصدقي اللي حصل ….
-يا بنتي ما تقولي ايه اللي حصل؟!أنا اكيد مش هنجم واعرف من نفسي يعني …ايه اللي حصل وزلزلك كده …فيه حد ضايقك ….
أغمضت رحيق عينيها بتعب وهي تفرك عينيها بينما كفيها يرتعشان بشكل واضح …..كيف تخبرها بهذا الهراء …من المؤكد أن مادونا سوف تسخر منها الآن…..
-نظرت إليها مادونا بحيرة وقالت:
-يا بنتي ما تنطقي فيه ايه؟!هنقعد طول العمر واحنا باصين لبعض كده….
-أنا فيه واحد عايز يطلب ايدي؟!
-مين ده…حد من طرف.مس وفاء تاني ….
هزت رحيق رأسها وهي تقول :
-لا حد تاني ….
توسعت عيني مادونا وهي تقترب منها اكثر وتقول بفضول :
-مين ها….قولي مين ؟!
أطرقت برأسها وهي تحاول ان تجمع كلامها….ما زالت تشعر ان جسدها بالكامل يرتعش …
-يا بنتي ما تقولي مين بس …
-استاء الفيزياء الجديد…
قالتها بسرعة. هي تفرك كفيها بتوتر …ثم اكملت:
-وقفني النهاردة وطلب مني رقم حد من عيلتي عشان يتقدملي…أنا اتصدمت …
-طيب وكان رد فعلك ايه ؟!
-رفضت طبعا يا مادونا ….الراجل اصغر مني بخمس سنين…خمس سنين بحالهم !!!!
-وفيها ايه يعني؟!
قالتها مادونا بإعتراض …لتتسع عيني رحيق وتقول :
-سامعة نفسك بتقولي ايه يا مادونا …بقولك اصغر مني بخمس سنين …ازاي بس اتجوزه…لا طبعا …
-هو حرام يا رحيق….مادام الراجل عايزك على سنة الله ورسوله خلاص …لا حرام ولا عيب ….
-لا عيب يا مادونا …لو حصل وارتبطت بيه مش هخلص من كلام الناس …
-يا روحي الناس كده كده بتتكلم انتِ مش هتقدري تمنعيهم….
-بس كلامهم هيأثر للأسف …هيخلونا تحت ضغط …وانا الوحيدة اللي هخسر لما يتكسر قلبي تاني !!!متحاوليش تقنعيني يا مادونا … الموضوع ده مرفوض !!!
…………….
فتحت عينيها وهي تجد نفسها بمفردها في الفراش…..ظلت لثواني لتستوعب ماذا حدث بالأمس وسرعان ما تخضب وجنتيها باللون الاحمر …شعرت بأن قلبها ينبض بعنف داخل صدرها ….هل ما حدث حقيقي ؟!هل لمسها جورج بتلك الطريقة …..غطت وجهها وهي تشعر بالخجل من تدافع الذكريات لعقلها .
.كانت الذكريات تندفع بقوة لعقلها دون ان تستطيع ايقافها …..هزت رأسها وهي تحاول نفس تلك الافكار عنها ثم بحثت عن ملابسها كي تنهض ….
…….
خرجت من الغرفة وهي تزرر منامتها الحريرية بينما عينيها تبحث عنه …أخيرا وجدته في المطبخ يعد له كوب قهوة…ابتسمت بسعادة وهي تقترب منه بهدوء …ثم برفق عانقته وهي تحاوط خصره بينما تضع رأسها على ظهره وتقول :
-صباح الخير يا حبيبي …
تجمد جسده كليا بينما هي تطبع قبلة على ظهره ….
-انت بتعمل ايه ؟!
سألته وهي غير مدركة لتجمده بين ذراعيها ….
-هكون بعمل ايه يعني ؟!بعمل قهوة عشان اروح الشغل !!
نبرته الساخرة دمرت اللحظة التي تعيشها ….ابتعدت قليلا ليستدير هو …نظراته العاطفية اختفت تماما وحل محلها البرود …..كان ينظر إليها ببرود وسخرية …كان مختلف تماماً عن هذا الرجل الذي كان بين ذراعيها أمس…
-فيه حاجة يا جورج ..أنا عملت حاجة غلط…
-لا معملتيش….اهتميتي بيا وانا مريض وانا بشكرك على ده رغم أنك.مش ملزمة خالص. .
-مش ملزمة!!!
قالتها بصدمة ليرد هو ببساطة:
-ايوة مش ملزمة ولا حاجة …ده كلامك …مش قولتي ان حياتنا هتبقى منفصلة …كل واحد يعتمد على نفسه …بس كتر خيرك يعني مش هنسى جميلك ده طول حياتي ….
توسعت عينيها وهي تنظر إليه وكأنه فقد عقله….وقالت :
-انت بتقول ايه ؟!
-بقول ايه ؟!ده.كلامك …..
تراجعت قليلا وهي تشعر بالتشويش …ماذا يعني كلامه …وماذا يعني ما حدث بالأمس بينهما ….
-مالك مصدومة كده ليه ؟!أنا بردد كلامك مش اكتر من كده ….
-واللي حصل بيننا امبارح ؟!
قالتها ببهوت ليهز كتفيه ببرود ويقول :
-غلطة !!!
-غلطة!!!شايف اللي حصل امبارح غلطة !!
قالتها بصدمة الدموع تملأ عينيها ولكن بطريقة ما حبستها قهراً…كانت تشعر انها بكابوس….رباه ماذا يقول …هي تحلم بكل تأكيد ….
كان الشعور بالذنب يكسو وجهه …كان عاجز عن التحدث او التبرير …لا يعرف أين كان عقله ….
-ماريانا ممكن تسمعيني…
-لا لا متبررش …انت كرر اللي قولته ..اللي حصل بيننا امبارح غلطة صح …على أساس اني صاحبتك مش مراتك …انت مختل عقلياً مستحيل تكون انسان طبيعي !!!
-ماريانا لو سمحتي …
-اخرس بقا !!!
صرخت بها والدموع تنفجر من عينيها ثم اخذت تحطم الاكواب الزجاجية وهي تصرخ بكل انهيار …خاف من ردة فعلها القوية …وكأنها أخيراً قررت تنفجر به ….
غطت اذنها بقوة وهي تصرخ:
-لحد امتى …لحد امتى هتموتني وانا حية …لحد امتى مصر تحرق قلبي …أنا عملتلك ايه …بتعاقب ليه ؟؟
-ماريانا ابوس ايديكي اهدي …
-اخرس …اياك تتكلم …أنا بكرهك ….بكرهك يا جورج ….اطلع برا مش عايزة اشوفك …مش عايزة خلاص !!
ثم سقطت على الأرض وهي تغطي وجهها بكفيها وتبكي كما لم تبكي من قبل …
ارتعب وهو يراها في تلك الحالة وجلس بجوارها وحاول لمسها الا انها انتفضت وهي تنتحب وتصرخ ؛
-متلمسنيش …اياك تلمسني …انت فاهم …اياك!!!
كانت تصرخ به وهي تشعر وكأنها سوف تموت …..
لقد خذلها مجددا …حطمها مجدداً….
لم يتكلم وهو ينظر إليها وهي تموت ….كانت مجروحة كجندي خسر اهم معركة بحياته…لقد خسرت مجدداً…في قصة حبهما تلك كانت هي الخاسرة دوما …هي المحطمة للأبد…
نظرت إليه بخيبة أمل وقالت؛
-أنا بكرة قلبي عشان حبك…..وبكره الحب….بكره الحب اللي مخليني ضعيفة قصادك للدرجة دي ….ادفع عمري كله وابطل احبك وساعتها مش هتردد لثانية اني أمشي …صدقني يا جورج اليوم ده هيجي …هيجي اليوم اللي هقولك اني بطلت احبك …هيجي اليوم اللي هقول فيه اني اتحررت منك !!!
………
في المساء
وقفت امام المرآة وهي تسرح شعرها …كانت تنفخ بضيق …لقد فعلت ما قالته نوران لها ولكن لا فائدة …لم تتغير لا نظراته ولا تعامله …كل ما نالته هي نظرة الدهشة التي تلقتها منه عندما ارتدت الخمار…هي الآن تختنق …تشعر انها منافقة …ترتدي واسع لكي تعجب امجد…تلك الحقيقة تجعلها تشعر بالإختناق …تلك الحقيقة تثقل ضميرها حقاً…..لا يمكنها العيش في صراع اكثر من هذا …صحيح انها بدأت هذا الطريق من أجل أمجد ولكنه سوف تكمله للنهاية لانها احبت القرب من الله …..سواء حصلت على امجد ام لا هذا هو سيكون نمط حياتها …لا مزيد من الملابس التي لا ترضي الله او من العطور…او مستحضرات التجميل …لن تغضب ربها أبداً…وكما انها سوف تضع النقاط على الحروف اليوم. …ستعترف بحقيقة مشاعرها لامجد….ستخبره انها تراه اكثر من شقيق ….لن تنتظره ليعترف……
انتهت من تمشيط شعرها ثم ارتدت فستانها الكريمي ثم اتبعته بالخمار ….ابتسمت وهي تنظر لشكلها دون مساحيق تجميل…انها جميلة حقاً دون اي شئ …وعينيها الواسعة هي أساس جمالها ….
خرجت من غرفتها وامسكت حقيبتها وهي تقول :
-ماما أنا رايحة اقعد مع نوران شوية ….
ابتسمت شربات من التغير الملحوظ لابنتها ….جيلان تغيرت كلياً بالفعل ..نضجت قليلا و اصبحت ملابسها محتشمة …حتى انها توقفت عن وضع مساحيق التجميل …بدأت تهتم بدروسها وصلاتها….لا تعرف كيف تغيرت ابنتها بهذا الشكل…ولكنها حقاً ممتنة للسبب مهما كان ….
……
في غرفة نوران …
كانت نوران متسطحة على فراشها تنظر للسقف بينما الدموع تحرق عينيها …ضميرها لا يتوقف عن جلدها …يخبرها كم أن هي أمرأة رخيص لانها كادت ان تسلم نفسها لهذا الحقير..منذ ما حدث وهي تحبس نفسها بغرفتها …حتى لم تذهب إلى الجامعة …ادعت المرض وقررت ان تنام.لتنسى ما حدث …ولكن عادل لا يتركها …كان يتصل بها كالمجنون ولكنها لم ترد…ولن ترد عليه…ولن تسامحه على ما فعله بها …هي تكرهه وتكره نفسها …..
تكورت على نفسها والدموع تنسكب من عينيها دون توقف ….فجأة انتفضت وطرقة خفيفة على الباب …
نهضت بسرعة وهي تمسح دموعها وقالت:
-اتفضل…
ولجت جيلان للغرفة وهي تقول :
-مالك يا نوران فيه ايه ؟!
ابتسمت بشحوب وقالت:
-مفيش يا روحي بس أنا تعبانة شوية …
نظرت إليها جيلان بقلق وقالت؛
-طيب تحبي نروح الدكتور …
هزت نوران راسها وهي تقول:
-امي من الصبح بتضغط عليا بس أنا مش عايزة ..مجرد ارهاق بس …فكك مني أنا …انتِ ايه الجمال ده …برافو عليكي ماشية في الطريق الصح …
ابتسمت جيلان بإيجاز وقالت:
-تعرفي…أنا فعلا دخلت الطريق ده عشان اخوكي وعشان اعجبه..بس بجد دلوقتي أنا حبيت نمط حياتي ده …حبيت اووي اني قريبة من ربنا …القرب من ربنا يا نوران بيخلينا حاسيين براحة ملهاش زي …
ابتسمت نوران وقالت والذنب يثقل ضميرها :
-عندك حق
وكادت ان تتكلم مرة آخرى الا انهما انتفضا على صوت زغرودة !!!
عبست جيلان وهي تنظر الى نوران …وسرعان ما نهضا وهما.يخرجان …
كان امجد يقف ورحيق تعانقه وهي تبارك له بإبتسامة سعيدة حقيقية ….
-هو فيه ايه ؟!
قالتها نوران بحيرة …لتبتسم والدتها وتقول:
-اخيرا امجد ربنا كرمه …خلاص اخوكي هيتجوز ….رايح الأسبوع اللي جاي عشان يتقدم لزميلته في الشغل …
بهتت نوران بينما تراجعت جيلان للخلف وهي تشعر وكأن احدهما مزق قلبها….حاربت الدموع.كي لا تتسلل من عينيها وقالت بصوت مرتجف وهي تطرق برأسها أسفل :
-مبروك يا أمجد ربنا يتمملك بخير
ابتسم لها وقال:
-الله يبارك فيكي يا جيلان عقبالك يارب …
………..
-كل سنة وانتِ طيبة .
قالها أمير بلطف لسما التي تجلس على الاريكة تقرأ احدى رواياتها الرعب المفضلة …
نظرت إليه بحيرة ليرد :
-مش النهاردة عيد ميلادك…
-مبحتفلش بعيد ميلادي …
قالتها ببرود وهي تكمل قراءة رواياتها …ابتسم وه. يسحب الرواية منها ويقول :
-خلاص نحتفل بيه لأول مرة …
نهضت وقالت بإنفعال :
-انت عايز ايه يا أمير ؟!ايه الحنية الغريبة دي ….
-سما ممكن نتكلم مرة من غير ما نتخانق …مرة واحدة بس …عشان خاطر عمر على الأقل ….
زفرت بضيق وجلست مكانها وهي تقول :
-خير عايز ايه ؟!
-عايز نبدأ صفحة جديدة أنا وانتِ …من غير تجاوز او مشاكل مع بعض ….أنا عارف ان كنت سخيف اووي معاكي …وانا بعتذر …وجاي امد ايدي ليكي عشان نبدأ من جديد…
نظرت إليه بتوجس وهي تقول :
-انت عايز ايه بالضبط…أصل اللي في دماغك مش هيحصل …جوازنا مش حقيقي …
-لا لا مخك راح بعيد أنا أقصد أننا نبقى اصدقاء بس ….يعني بلاش نتخانق ونحافظ على الور بيننا أنا عمري ما هنسى أنك اهتميتي بإبني … جميلك هشيله فوق راسي طول عمري ..عشان كده أنا بمد ايدي وبقول:
-خلينا نبقى اصحاب او اخوات زي ما تحبي …ايه رأيك…جربيني مش هتخسري..
نظرت إليه بتوجس وهي تصافعه وتقول:
-اوك خلينا اخوات…ممكن تجيب الرواية بتاعتي بقا عايزة اخلصها …
-طيب مش هنحتفل بعيد ميلادك …
-لا الاحتفال الحقيقي أنك تسيبني اقرا روايتي بسلام …
ثم اخذت منه الرواية وبدأت تقرأ وهي تسحب اهتمامها عنه ..
……….
-ولا واحدة فيهم تنفع تكون زوجة …ولا واحدة فيهم تنفع تكون ام ….أنا عايز زوجة وام مش عارضة أزياء….
صرخ عاصي في المساعد الخاص به ليرتجف الشاب وهو يتلعثم ويقول:
-عاصي بيه اديني فرصة تانية …ابوس ايديك …المرة دي هجيب طلبك بالضبط …..
لمعت عينيه الزرقاء بغضب وهو ينظر إليه …كان غضبه مخيف ….الفترة العصبية التي يمر بها غيرت هذا الرجل اللطيف لذلك الوحش الكاسر…جلس عاصي على مقعده وكفيه يرتعشان بتوتر …كان غاضب …لا الغضب كلمة قليلة مقارنة ما يشعر به ….لم يكن غاضب ….بل يشتعل…تلك هي الكلمة المناسبة وكأن النيران بداخله لا تهدأ…
نيران الخيانة تقتله ….لقد عشق حد الموت …ومات بفعل العشق ولن يسمح لهذا الخطأ ان يتكرر…..لن يسمح به ابدا !!
……
-اكبر منك بخمس سنين ؟!لا يا بني كتير اوووي ايه اللي يرميك الرمية دي بس …
قالتها متى بصدمة لمؤيد الذي فرك كفيه بتوتر ليقول:
-ماما أنا عاوزها ….
-يا بني انت شوفت شكلها ؟!
هز مؤيد راسه لترد هي ؛
-يعني ممكن يكون باين عليها السن …اتعلقت بيها ازاي بس …ما البنات كتير يا بني …سيبها لصاحب نصيبها وانت شوف بنت اصغر منك مش واحدة أكبر منك بخمس سنين …
-ماما أنا عايزها هي !!
ضربت منى.كف على كف وقالت:
-ما تتكلم يا محمد مع ابنك و عقله أنا مخي.هيشت …معرفش بيفكر ازاي !!!
نظر محمد الى ابنه وقال:
-يا بني لو أكبر منك بسنة ماشي …سنتين نتقبلها لكن خمس سنين كتير اوووي …صعب لا انت ولا هي هتكونوا مبسوطين ….انت مش هتفهمها ولا هي كمان …فرق السن بينكم كبير ….
-انا كل ده ميهمنيش ومش فاهمة…هو حرام اني اتجوز اللي عايزها …
-يا بني انت بس مبتبصش لقدام….صدقني الجواز ده محكوم عليه بالفشل….
عبس مؤيد وقال:
-بتحكموا عليا بالفشل ليه ؟!طيب ما تخلوني اتقدم يمكن هي اللي تكون من نصيبي ….يمكن ابقى مبسوط …ليه.حكمتوا عليا وعليها يا ماما …أنا مش عايز غيرها …ساعدوني …متقفوش في طريقي….
هزت والدته رأسها بيأس وهي تنظر إليه …ثم نظرت الى والده وقالت :
-حاول تقنعه انت …أنا مش هتدخل …خلاص …
نظر مؤيد الى والده وقال:
-بابا انت عودتني اني لما اسمع قلبي …وقلبي عايزها….فرق السن ميهمنيش …أنا حاسس أن دي هي اللي هحبها ….أنا عايزها…هي مش غيرها…لو عايز واحدة اصغر.كنت اخدت اصغر.عادي …بس في لحظة بتقابل شخص قلبك بيقول هو ده….وقلبي بيقولي هي دي ….
-للاسف يا مؤيد اللي بيفكر بقلبه دايما خسران …لازم تحكم عقلك …انت وهي مش هتتفقوا …الست بتحب الراجل يكون أكبر منها …كده يا بني هتشوفك عيل ….
-انتوا بتحكموا بناء على ايه نفسي افهم بتحكموا عليها وعليا وعلى حياتنا ….هو أنا مليش راي …
-لا ليك بس احنا اهلك وخايفين على مصلحتك ….يا بني افهم…مش هنقدر نشوفك بتدمر حياتك ونسكت كده ..الجواز ده محكوم عليه بالفشل …مش بنفكر فيك بس …بنفكر فيها كمان .. مش هتتحمل كلام الناس …
-طز في الناس …ميهمنيش رايهم …أنا هتجوزها وخلاص انتهى الموضوع …لو سمحتوا محدش يحاول يقنعني بالعكس ….هتقفوا جمبي ولا لا ….
زفرت منى بضيق من عناد ابنها ولكن محمد قال :
-طيب يا ابني هنروح نتقدملها ….بس لازم تعرف ان ده قرارك انت واحنا نصحناك .
هز رأسه وقد تشكلت ابتسامة رائعة على شفتيه …لا يصدق…هو يحلم بكل تأكيد …
اقترب من والده ووالدته ثم ضمهما بقوة وهو يقول :
-شكرا …بجدا شكرا …شكرا أوووي !!!..
…..
ولج لغرفته وهو يكاد يطير من السعادة …لا يصدق متى يأتي الغد كي يخبرها بهذا الخبر الرائع …لقد تيقن انه يريدها….لا يهم.شكلها او سنها…هو يشعر بإنجذاب غريب نحوها ….يريد ان يمر الوقت سريعاً كي يأخذ منها رقم والدها ويتقدم لها …لن يتركها….سيجعل والديه يقتنعان انه لن يفشل …وانه جدير بالثقة….سيحمي رحيق من كلام الناس….سيكون حارسها الأول …
تسطح على الفراش وهو يغمض عينيه بينما يتخيل وجهها….يا ترى كيف ستبدو…..يجب أن يعترف انه لم يرى الا عينيها فقط ولكن رغم ذلك اضحى يفكر بها دوما ….ربما هي جميلة فاتنة او متوسطة الجمال…حسناً لا يهتم …المهم أنه يريدها في حياته بأي طريقة….
………….
في احد المقاهي الراقية…
-عايزني اتجوز على مزاجه يا نوال ..طول عمره كده عايزني أعمل اللي على مزاجه وبس …
قالها سيف بغضب ثم اكمل :
-لا اهتم بمشاعري ولا بمشاعر مياس …أنا هتجنن يا نوال ليه بيعمل كده…
نظرت إليه بحزن ليقول :
-انا بحبك انتِ يا نوال وهتجوزك …مهما قال ومهما حاول يضغط عليا انتِ هتكوني اختياري الوحيد …أنا هحارب عشانك ….
كانت تنظر إليه والذنب يثقل ضميرها …تنهدت وقالت:
-سيف متحاربش باباك عشان أي حد ولا حتى عشاني …انت فاهم…صدقني مستاهلش ده كله !!!
وقبل ان يفهم قصدها نهضت مسرعة وهي تغادر المقهي
…………
-انتِ مانعاني من ابني !!!
صرخ لطيف بماجدة التي وقفت امامه بكل قوة وهي تقول :
-ابنك تقدر تشوفه هنا وقدام عيوني …أنا مأمنش انه يروح معاك في مكان….وده.كان شرطي عشان احفظ سرك فجاي دلوقتي تتكلم ليه ؛!!
توسعت عينيه بغضب وقال:
-ماجد متنسيش ان كريم يبقى ابني….
-انا فاكرة كويس …بس أنت اللي نسيت يا لطيف…وخلاص كفاية مش عايزة اقلب في الماضي ….تشوف ابنك هنا قدام عيني ….
-ما انت في معظم الاوقات مش موجودة لا انتِ ولا ابنك …
-عشان بشتغل….
-وبتحضري دبلومة كمان …
رفعت رأسها بقوة وقالت:
-ايوة بحضر دبلومة عشان اقدر اشتغل في مكان كويس وأمن مستقبل ابني ….
اغمض لطيف عينيه وقال:
-طيب وليه العند يا بنت الناس …ارجعيلي وانا معايا خير كتير مش هتحتاجي تتبهدلي بالشكل ده …
-مستحيل ارجعلك لو هموت من الجوع أنا وابني…انسى الموضوع ده يا لطيف ..ولو سمحت امشي دلوقتي يالا الوقت اتأخر …
ثم دون انتظار اغلقت الباب بوجهه!!
……..
في اليوم التالي ….
انتظرها في بهو المدرسة وهو يرسم ابتسامة رائعة على شفتيه ….اليوم سوف يأخذ خطوة رسمية …لن يتراجع ابدا ….خفق قلبه داخل صدره بعنف وهو يراها تتقدم ما ان رأته حتى ارتبطت واطرقت رأسها في الارض وكادت ان تتجاوزه لتذهب الا انه اوقفها وقال:
-انسة رحيق أستني لو سمحتي ….
تكلمت بإنفعال وقالت:
-استاذ مؤيد مينفعش كده…مش كل شوية توقفني …شكلي هيبقى وحش قدام زمايلي والطلبة…أنا بحاول بقدر الامكان اني مضايقش حضرتك فلو سمحت متضايقنيش ….
ابتسم بسماحة وقال:
-حقك عليا …أنا بس عايز رقم والدك…عايز اتقدملك …
توسعت عينيها بصدمة وقالت بإنفعال:
-هو حضرتك مفهمتش اللي قولته ولا ايه ؟!يا فندم أنا أكبر منك بخمس سنين …ولسه مصر …..
ابتسم وهز رأسه وقال:
-ده مغيرش رأيي خالص ما زلت حابب اخد رقم والدك عشان اتقدملك …لو سمحتي …..
تجمدت مكانها…ارادت ان تهرب ولكنه بدا.جدي للغاية ….خافت حقا أن تفعل ما يطلبه وعندما يراها يبتعد ويهرب كما فعل آخر رجل تقدم لها …تخاف ان تُكسر مجددا …
ابتلعت ريقها وهي تقول :
-اسفة حضرتك …أنا اصلا مش موافقة …حضرتك اصغر مني سناً مش شايفة ان فيه توافق …
ثم حاولت أن تذهب الا انه وقف في طريقها وقال :
-انسة رحيق …ليه متدنيش فرصة واحدة بس …خلينا نقعد ووقتها اعرفيني كويس وبعدين ارفضيني براحتك….لكن مترفضنيش كده من غير أي فرصة ..حرام …أنا بجد عايز اتقدملك في الحلال ونيتي خير …صحيح ممكن اكون اصغر منك بس ممكن تلاقي تفكيري انضج…واقعدي معايا وليكي الحق ترفضيني لو لقيتي العكس…بس لو سمحتي اديني فرصة واحدة بس ….فرصة بس لو سمحتي !!
نظرت إليه وقلبها يعتصر من الألم. .الخوف كان يسيطر عليها …خوف الرفض …وخوف ان تضيع تلك الفرصة منها ….هي مشتتة …لا تعرف ماذا تفعل ….ولكنها قررت ان تخاطر….اسوأ ما سيحدث انه سيرفضها عندما يراها وهي اعتادت على الرفض …اصبح انكسار قلبها هو شئ اعتيادي تواجهه كل يوم ….
-والدي متوفي …هديك رقم اخويا …
قالتها بخفوت ثم ذهبت من أمامه ليبتسم بكل سعادة ….
……….
-طيب جاية اهو!!
قالتها بتول بسرعة وهي تتجه نحو باب المنزل …فتحت الباب سريعا لتتجمد وهي تجد.شقيقتها أمامها …
-سيلا!!!انتِ رجعتي!!!
…….
امسكت الهاتف وهي تنظر إليه بشرود ….هو حتى لم يحضر جنازة خالته…هل يعقل ان تتصل به ليساعدها….علاقة مياس بإبن خالتها معاذ انقطعت منذ زمن …لانها رفضت الزواج منه…لذلك ابتعد عنها وسافر وتزوج أيضا ….ولكن رغم هذا لم يتصل بها مرة …لم يحاول مساعدتها….هل مناسب ان تطلب مساعدته الآن …كانت حائرة حقاً….اغمضت عينيها وهي تتصل به بالفعل ….انتظرت بصبر الى ان فتح الاتصال وقال بصوت مصدوم:
-مياس!!!!
-معاذ أنا محتاجاك ..لو سمحت تعالى خدني من هنا …لو سمحت !!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرت قلبه)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *