روايات

رواية وكأنها عذراء الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء البارت الخامس والثلاثون

رواية وكأنها عذراء الجزء الخامس والثلاثون

وكأنها عذراء
وكأنها عذراء

رواية وكأنها عذراء الحلقة الخامسة والثلاثون

“لو يعلم المرء ما يخفي له بالغيب لما القي نفسه بالهلاك أبدا، لكنها أقدار الله النافذة، رضينا ام لم نرضى ليس بمقدورنا تغييرها”
_ هنروح فين؟
_ يالا يابنتي ممعناش وقت
_ بس
بين التردد والخوف وقفت روضه حائره، مد محمود يده والتقط كفها بحنو حاسم، لم يأبه، ولم يهتم للخوف الذي ارتسم عل محياها أو بالاحري صب جم اهتمامه على اللحاق بابنه قبل أن يقع في قبضة ذلك الذي لن يرحمه أن وجده..
لكنها استوقفته مجددا بحديثها المضطرب:
_ مجد فين؟
هكذا هتفت بخوف وريبه من طريقه محمود الحسيني لكنه لم يسمعها، ظل ممسكاً بيدها التي تحاول بكل الطرق افلاتها من كفه يده المحكمه عليها..
مع محاولاتها المضنيه هتفت بذعر:
_ سيبني..سيبني، انا خايفه
صاحت به بصوت اعلى، وبنبره ازدادت ارتجافا وعقلها اللعين اختار هذه اللحظه ليذكرها بمن تركته ودعست بمشاعره أسفل قدميها، وكان كل شيء بينهم حدث اختار ليعود بتلك اللحظه ليثنيها عن ما تريد فعله..
_ فارس..!
لم تشعر بنفسها وهي تهمس باسمه، قلبها يؤلمها جدًا، فجأه وكأنها شعرت أنها لا تنتمي لهنا
غيامه سوداء حطت على عينيها، ورغبه ملحه بالبكاء استحكمت بحلقها، غربه قاحلة استحوذت علي كيانها بأكمله..
من قال إن الغربه غربة اوطان وسكن، فهو لا يعلم شيء، لم يجرب بعد التجربه المره، لم يعيش غربة الشعور وقتل الروح ووأد الحب بمكانه، ونزعه من قلوب عاشت عمرا كاملا مؤمنة به بشده..

تصلب جسدها، وهو مازال يحثها على الهرب، والفرار من مصير لا تعلم له وجهه..
حاولت السير على خطى الرجل لكنها لم تستطع، أجبرتها قدمها على الوقوف..
تتمتم فقط باسمه بلا انقطاع وكأنها للتو تذكرت مآسيها وما تركته خلفها ..
_ فارس..وديني ليه دلوقتي، ارجوك ياعمو..
********
_ يزيد..
صراخ فارس شق سكون المكان الذي صمت فجأة..
تاره يصرخ باسم يزيد واخري بإسم إبراهيم وكلاهما ينازعان في معركه يبدو لن تنتهي إلا بليله دمويه.. فجأة هدأت الأجواء بعد تدخل القوات، وانفض العراك مخلفا خلفه العديد من الاصابات والجرحي، لم يشعر بشيء بعدها.. خارت قواه التي كان يصطنعها ، وسقط مغشيا عليه بجوارهم..

اتسعت أعين مسلم ما ان سقطت على ثلاثتهم قلبه هوي بقدميه، الدماء تغرق المكان وكأنها بركه عميقه من الخراب واىدمار، وضحايا لا ذنب لهم إلا أنهم ينازعون من أجل القضيه الوطنيه..
سقط ارضا بجوارهم لكنه ظل متماسكا ، ومد يده يتفقد نبضهم، وسرعان ما صرخ بكل قوته
_ إسعاف..بسرعه..
*******
ساقوها كما تساق الشاه، بل هي اقل منها، تلتقط انفاسها بصعوبه بالغه من اسفل غطاء الراس الذي اخفوا وجهها به، جف حلقها ولم تعد بقادره حتى على التنفس براحه، انها تساق، وكأنها تساق لجهنم للحظه أوشكت تصدق أنها هي حقا..
شردت فدفعتها احداهن بقوه كادت تسقط ارضًا، وصرخت بها
_ تقدمي يا امرأه، سيبدأ السوق الان
سوق..؟..اي سوق، هوي قلبها بقدميها وتيقنت الان أنه عقاب الله ولا مفر منه، وما تلي ذلك كان فرض أمر ولا مفر منه..
_ ستفتتح المزاد علي ١٥٠ دولار..
قال ذلك احدهم، ورفع عنها غطاء الرأس سريعاً، فشهقت وفتحت عينيها وياليتها ما فعلت، كانت الصدمه الكبري.. أو..
_ لااااا..لا…انا
_ اخرسي يا امرأه والا قطعت رأسك..
_ نائل …ارجوك ..لا
كان نائل يشاهد العرض من خلف شاشته بتشفي، وما أن رأي ردة فعلها انفجر ضاحكاً، وكلما زادت صرخاتها ازداد متعه وتشفي
زفر براحة أكبر ما أن وصلت له تلك الرساله التي ينتظرها من ساعات طويلة، تشفي غليله، وها قد أتت باحلي ما تمني..
نهايتهم العادله
صوت صياحه كما لو كان على حق، وقد انتصر على أهل الباطل، والحقيقه أنه العكس والله لا يظلم ابدا..رغم أنها قد تبدو عادله ..
*******
‏بالرُغم من قَلقه الدائم و هُروبه المُستمر،
إلّا أنّه كان يُمثّل مَلاذاً آمِناً لكُل مَن حَوله، كانَ يَنتقِم من القَلق بمَنح الطِمأنينة للآخرين.”
انتشلتها يد شقيقتها من الضياع التي غرقت فيه
_ روضه..روضه
اندفعت ليليا ما أن رأت شقيقتها كالمجنونه، لم يستطع مجد أن يجعلها تعدل عن رأيها، بالذهاب إليها واصطحابها، هرولت ما أن رأت حالة الضياع التي انتابتها
صرخت بشوق جارف أخيرا التقت بها، أخيراً وكأنها عادت بعمرها ايام وايام للخلف، ايام كانت الحياه أكثر دفء، وأكثر أمن..
_ روضه
صوت شقيقتها اخترقت اذنيها مجدداً، للحظه فكرت وأنها تحلم، لكنه عاد ليرن باذنيها لينتشلها من حالة اللاوعي، ما أن انتبهت له وكادت تلتفت وجدت يد تختطفها لاحضانها بشوق:
_ روضه
_ ليليا..ليليا..
**********
وقفت تنظر لنفسها بالمرآه، هنا اليوم يمر بسرعة البرق، كم هي ممتنه لتلك المآساه التي عاشتها بأكملها وما لاقته، انها تشعر وأنها ولدت من جديد، وكأنها تحيا في جنة الله على الارض
_ روح..!
_ ايوا يا خاله سليمه..
_ تعالي ياجلبي عشان تاكلي وتأكلي حبة القلب ده..وتروح لجامعتك اتأخرتِ
_ هوا..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وكأنها عذراء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *