روايات

رواية عيسى القائد الفصل الرابع عشر 14 بقلم آية محمد

رواية عيسى القائد الفصل الرابع عشر 14 بقلم آية محمد

رواية عيسى القائد البارت الرابع عشر

رواية عيسى القائد الجزء الرابع عشر

عيسى القائد
عيسى القائد

رواية عيسى القائد الحلقة الرابعة عشر

” في مصيبـة يا عيسى.. أبـوك مش نـاوي يتهـد!! بكـرا عـاوز يهـرب مجموعه من البنات بـرا مصـر و… لازم نتحـرك دلـوقتي علشـان في حاجه كمـان “..
اشتـدت عروقـه و تغيـرت ملامح وجهه الهادئـة لتُصبـح أكثـر جـديـة، تحـرك للداخـل ليُبـدل ثيـابـه ثم خـرج سريعـا يقـول بنبـرة أمر:
” فيـفي.. محـدش يخطي بـرا باب البيـت “..
أومـأت فـردوس التي وقفت في الزاويـة تستمتـع لما يحـدث ثم إنتفضـت علي صوت إغـلاق عيسـى للبـاب، أصبحت الأجواء مضطربة ومتشاحـنة فأرتصت الثلاث فتيـات بجـوار بعضهـن البعض و أمامهـم زينـات التي قالت بتعب:
” حسابه مع ربنـا هيكون عسيـر، قومـوا يا بنات نـاموا بلاش شد الأعصاب دا “..
انتهـي اليوم المُرهق وأخيـرا، ربما بتلك الفترة أصبحت أيامهم جميعهـا مُرهقه و لكنهـا بالنهاية أيام و تمـر..
كان الليـل طويـلا بـعدما انتظـره الجميـع لينعمـوا ببعض الراحه والسلام وجدوه كغيـره لم تغـفو أعينهم حتي..
خالد، زين، عيسى، زمرد، منتصر، فردوس و حتـي حنة، كان النائم الوحيد بتلك الليلة هو سليـم فبرغم كـل شئ سيئ حـدث فإجهـا’ض زين أزال الكثير من العقبـات أمامهـم….
هـو بالفعـل يُحبهـا.. زيـن.. ولكنه عندمـا أخبرها بذلك كـان استمتـاته منه لإقناعهـا بالمثول لرأيـه فهـو يرغب حقـا في مساعدتهـا، يكفيـه ما رآه والده” عبد الشافي ” من الآسي مع ابنته الأكبر، ذلك الحادث الأليم و وفاتها بعـد ذلك، يكفيـه ذلك الرجـل من الألم لن يدعـه يتألم من جـديد، في النهـاية زين ليست فتاة سيئة بل هي أكثـر من رائـعه فقط ما تمر به هو السئ، يحبهـا ولكن لأجـل ما فعـله والدها معه، حب إنسـاني…
في الصبـاح البـاكر…
كـان كـلا من عيسـى ومنتصـر الشارد بجـواره علي مقـربه من منطقـة حصـار الفتيـات المفترض خروجـهن بعـد نصـف ساعـة، خلفهـم عدد كبيـر من الحراس ثم انضـم بعـدها قـاسم وعدد من رجـال الشرطـة…
ثم وأخيرا ظهـر المُخبر الخاص بهـم وقـد وضعه عيسـي بيـن رجـال والده ليمدهم بالمعـلومات المطـلوبة…
فاق منتصـر من شروده يسأل عيسى بملامح جامده:
” هتحبس أبوك! “..
قال عيسـى بسخريه:
” أنا معرفش يعني اي أب “..
أقتـرب قاسم من عيسـى يقول بجـديه:
” سيبلي الأمور من هنا يا عيسـى “…
سأله عيسى بتجـاهل:
” قدرت توصـل ميـن اللي وراه! “..
أجابـه قاسم بتعب:
” من إمبـارح وأنا بحـاول، كل اللي وصلتله إنه راجـل خليجـي تقيـل، ملهـوش أي سجـلات تبع الداخليه، بيجي مصر كل فتـرة تحت مسمي السيـاحة “…..
” وإزاي بيقـدر يخرج البنات!؟ “..
” يا عيسى هو شغال علي الخفيف، بياخد بالخمس أو ست بنـات بس بجـوازات سفـر مضـروبة.. بس علي الهادي كـدا علشان محدش يكشفـه “..
” مهـو سته الشهر دا و سته كمـان شهـرين يعني دي مهـزله بتحصـل وللأسف أنتم نايمين علي دماغكم يا حضرة الظابط.. أنت بتعمـل اي!! أنا اللي بوصل لكل حاجه وأنت مكـانك قاعد!! “..
” يعني اي قاعد مكـاني!! الجر’يمـة مبتنتهيش يا عيسى ومبتخـلصش، في اليوم اللي بتخلص فيه من كيـان بيظهـرلك كيـان غيـره.. الضلمـة في البلد اكتر من النور يا عيسى بيـه و بعـدين أنا لسه ماسك القضيـة من يوميـن بس واللي أنت عملته هو جـزء من مهمـتك مع الشرطـة اللي أنت بنفسـك اخـتارتها من سنين “…
تقـدم منتصـر يقف بينهـم يقـول بحده:
” مش وقتـه الكلام دا.. خلـونا نركز علي اللي إحنا جايين علشـانه “..
تـوقفـوا عن التشاحن و أنتظـروا لدقائق حـتي استطـاعوا رؤيـة أحـد الأفراد من علي مسافـة بعـيدة يتحـرك لخارج ذلك المبني الذي وضعـت به الفتيـات…
تحـرك عيسـى ومنتصـر برجـالهم وبقي قـاسم ينتظـر اللحظة المنـاسبة لهجـومه الأخيـر…
كم كـانت تلك اللحظة قاسيـة علي عيسـى ولكنه لم يستطـع سوي الشعـور بالغضـب والكـره الذي كتـمه بنجـاح في داخـله واظهر البرود التـام وهو يقف امام والده يقول بسخريـة:
” مجـدي!! مالك كدا متلهـوج لتكـون بتعمـل مصيبه؟! “..
نظـر مجـدي تجـاه عيسى بصدمـة فتلك هي المره الأولي التي يلتقـي بها ب عيسـى منذ سنـوات طويـلة، اللقـاء المنتظـر بين الإبن وأبيـه قـد آتي وآخيـرا…
” عيسـى!! أنت اي اللي جـابك هنـا! مش عملت اللي أنت عاوزه وخـدت أختك! “..
” فضـلت عمري كلـه بتجنبك علشـان لحظـة ما هشوفـك مش هعرف ارجع عن قـراري إني أربيـك، خـلي الكل يشهـد بقي عن إبن هو اللي هيعاقب أبوه عن كل عمايله السـودا سواء فيـه، او في اخواته التلاته أو في كل ست اتجـوزها ورمـاها أو في اللي عملته في حنـة واللي أنت عاوز تعمـله وتكرره تاني مع كل بنت من دول!! “..
ضحـك مجـدي يقـول بسخـرية:
” أو في اللي هعمـله في فـردوس!! مش تبـارك لأختك يا عيسي، لسه مكتوب كـتابها من نص ساعـة “….
أجابه عيسـى بسخـرية:
” و دي تفوتنـي بردو يا مجـدي!!! ما أنا عارف يا جدع و عارف كمـان إن رجـالتك دلوقتي وصلوا شقتـي، متخافش في هناك اللي هيقوم معاهم بالواجـب و يسقيهم شـربات كمـان “..
برغم غضب مجـدي إلا أنه أجاب بثقـه:
” والله هتخبيهـا مش أنا اللي هجيبها يا حبيبي، جوزها اللي هيجيبهـا بالقـانون، عـادي أنا أبوهـا ويحقلي أجوزها “..
” ابقي إقرا في القانون الأول يا مجـدي وبعدين ابقي تعـالا كلمني “…
ظل مجـدي يُراوغـه حتي يستطيـع حراسه تهريب الفتيات من باب خلفـي ولكن كـان قاسم في استقبـالهـم وتعـالى صـوت تبادل النيـر’ان وعلي اثـره رفـع مجدي سلا’حه بوجـه عيسى…
” صدقني انا ورايا ناس تقيلة أوي! “..
” وراك ميـن! الشيـخ صبيح اللي جوزت بنتـك لإبنه، متقلقش هما الإتنيـن دلـوقتي مقبوض عليهم وقريب هتشرف معاهم في ابو زعبل، يلا بقي نـزل السلاح دا بدل ما تلبس قضية قت.ل لإبنك الغير شـرعي و تبقي فضيحتك بجلاجل علي كل لسان، مش مقامك يا جدع تموت مشنوق بعد كل دا “…
صاح مجـدي بحنق:
” مش هسيبك يا عيسـى، والشيخ صبيح مش هيسيبك وأوعي تفكر إن قضية تافهـه زي دي اللي هتقعدني في السجـن، بكرا أطـلع وكـله هيجي علي أختك في الأخر “..
ابتسـم عيسى يقول ببرود:
” هنشوف يا مجـدي، صدقني فردوس أنا خبيتهـا ورا سـور كبيـر أوي، لو راجـل وريني هتوصلها إزاي “…
تحـرك عيسـى وأخيرا من أمامه بينما أقتربت رجـال الشرطـه وقيـدوا مجـدي ومن معـه لينتهـي أمره بالذهاب للسجـن…
قال عيسي بتعـب:
” عـندنا اجتماع في الشركة كمان ساعـة.. متتأخرش ثانية واحدة “…
أومأ منتصر بهدوء:
” أوامرك يا قائد.. “.
…………………………………………………………….
” البـاشا بعتنـي أرجعـكم الشقـة، بس هو قالي لو حابين تفضـلوا في القصر براحـتكم “..
أقتربت زمرد تسأله بخـوف:
” هو عيسى كويس؟ “..
قال الحارس بإحترام:
” أيوا يا هانم متقلقيش، العصابة إتقبض عليهـا والباشا اتحرك علي الشـركة، وقالي ابلغـكم بالرسالة دي “..
قالت زينـات بهدوء:
” إحنـا هنرجع الشقة يا ابني “..
” أوامرك يا سـت هانم .. هستنـاكم “..
تحـرك الحـارس للخارج فعادوا للجـلوس من جـديد كمـا فعـلوا طوال الليل بجوار بعضهم البعض تواسي كلا منهما الأخري….
أقتربت زمـرد من فردوس تُمسك بيدهـا:
” لعلـه خير يا فردوس، المهم إنك بخيـر يا حبيبتي ولحقنا الموضـوع، متتعبيش نفسك وسيبي أمورك لله “..
كانت فردوس شـاردة فرفعت عينيها بتعـب تري الجميع يواسيها هي التي اعتـادت علي رسمة البسمه علي وجوه من حـولهـا، تجولت بعينيها في صالة القصر الواسعه تـقول بحنق:
” يعني عيسى عنـده القصر دا كـله ومقعدنا في الشقـة دي! “..
ضحـكت زمرد ثم أجابتهـا بحنان:
” المكـان ميهمش في حاجه، المهم إننا مع بعض يا فـيفي، وصدقيني الشقـة مريحة أكتر من القصـر بكتيـر، يـلا قومي نروح ننـام كلنـا تعبـانين “..
” بقـولك اي يا زمرد بمـا إنك تعـرفي إخواتي التانيين ممكن تكـلميهم عاوزة أشوفهم “…
” حاضـر عيوني ليـكي، يلا قومي”..
ثـلاثة من السيـارات المليئـة بالحراس المدربين علي أعلي مستـوي، أمامهـم سيـارة وخلفهم سيـارتيـن، كل ذلك لأجـل حميـاتهم…
شعـور رائع هو، العـودة للمنـزل..
خطـت فردوس للداخـل وألقت جسـدها المُرهق علي الأريكـة تتخذهـا فراشا للنـوم، فأغلقت زينات الأضواء وتركتهـا لترتاح، بينمـا ذهبوا بقيتهم لغرفهـم…
في الطابق العـلوي كانت عـاملات النظـافة تعمـل بكـل جهـد لتنظيـف الشقتيـن.. كانت بدايـتهم في شقـة فردوس و حنه كمـا طلب منهم خـالد فهو الآن في وضـع لا يُحسـد عليـه….
“بـابا ارجـوك أنت مقولتش أي حاجة من ساعة ما وصلت، قـولي بتفكـر في اي!!”..
قـال عبد الشافي بتعب:
” الناس هتقول أختك هر’بت مع واحد يا ابني “..
” نـاس مين يا بابا!! خلاص إحنا مش هنـرجع تـاني الأقصـر ولا بلـدنا، وحياتنا هتبدأ من هنا، من المكـان دا.. أنا كلها إسبـوع وهمضي عقد إيجـار الشقـة مع عيسـى، و زيـن هترجع لبيت جـوزها و حياتها بس بعد كام يوم لحد ما نفسيتها تتحسن من اللي حصـل، سليـم قالي إنه هيحـاول ياخد أجـازة أول ما ترجعـله البيت.. صدقني كـل حاجه هتكـون كويسـه “…
قال عبد الشافي بحيرة:
” أنا كنت شايـل مبلغ لجـوازة إخواتك البنـات يا خالد، خد نصـه حطه بإسم زين في البنك و النص التـاني هفتح بيـه مكتـبه علشان اساعدك في المصاريف “..
” فكـرة حلوة أوي يا بابا، انا هاخد خطـوة في الموضوع دا ولو عـليا متقلقش ان شاء الله هشتغـل بردو قريب في مستشفي كـويسة.. بس دلـوقتي زين محتاجـاك أوي يا بابا، إدخلها طبطب عليها وقـولها كلمتين “..
أومـأ عبد الشافي بـرأسه وتحرك للداخـل وخـالد خلفـه، بالطبـع لم يُخبـره بأمـر القـت.ل وإلا لفقـد والده اعصابه بالكـامل، اكتفي بالتفاصيل القليـلة فقط…
كـانت علي الفراش، في احضان والدتهـا التي تشبثت بهـا فهـاهي استعـادت جوهرتهـا الضائعـة، تحـرك عبد الشافـي تجاه الجهـة الأخري من الفراش يجـلس بجوارها في صمت فنـظرت له زين بأعين دامعـه فأخذها عبد الشافي بين أحضانه لتنفـجر بالبكـاء تفرغ كل ما بجعبتهـا، كل الآسى و المصاعب التي واجهتهـا، كل الألم بدأ في التبخـر، لم تكـن فقط عائلتهـا التي عـادت لهـا، بـل الحيـاة، تتمني لو تُخبرهم بالحقيقـة ولكن بعض الأمور من الأفضل أن تندثر تحت التـراب…
” ربنـا هيبعتـلك تاني يا حبيبتي عيـال يملوا عليكي الدنيـا.. والواد سليم دا حسـابه معايا عسيـر، إزاي يهـاودك في الجـنان دا!! وهو أنتي فكـراني هسلمك ليهم ولا اي! انا يا بنتي عمري ما كنت هقدر أعمل كدا، أنام ازاي وأنا مش متطمـن عليكي، أنا يا بنتي دوقت في غيابك دا وجع أكتر من اللي دوقته في مو’ت أختك، علي الاقل أنا عارف إن أختك راحت للي خلقهـا، قلبي حاسس إنهـا في نعيم الجنـة… إنما أنتي كنت خايف عليكي من الدنيـا أوي “..
” وأنا كنت مر’عوبـة وأنا لوحـدي، مكنتش عارفة أصلا إزاي هكمـل حياتي من غيـركم يا بابا “…
” الحـمد لله إن ربنا بعتـلك سليـم.. اللي عملته زمـان جنيتـه دلـوقتي، بس كان أولي يكـلمني يا بنتي “..
ارتبكـت فقالت بكـذب وهي تشعـر بالحزن لفعلها ذلك:
” أنا اللي أصـريت، سليـم مكانش عـنده حل غير اني افضل معـاه عشان يكون متطمن عليـا، هو كان خايف عليا من كل حاجه ومن كلام الناس اللي حوالينا بردو فقـالي نتجـوز وافضل معاه وأنـا وافقـت بعد ما عرفت ان دا احسن حل “…..
” حقك عليـا أنا يا بنتي، أنا ضغط أهل البلد عليا عشان أوافق علي الجوازة و خـوفي علي أخوكي منهـم.. مع إن إحنا اصحاب الحق وإحنا اللي من حقنا نخوفهم وندوس عليـنا، أنا سكت عشان ربنا رد حق اختك و الظالم مـا’ت واتحر’ق قلب أهله عليـه “…
” خلاص يا بابا متجيبش سيرتهـم، خلاص كل حاجه خلصت، خليني في حضـنك بس نفسي اغمض عينيا وانام مرتـاحه “…
ضمهـا والدها يغمض عينيه هو الأخر بسـلام فقـالت والدتها بهـدوء:
” ربنـا يرجع الراحـة لقلوبنـا كلنا من تـاني، أنا هنزل أنا وخالد نشـتري خضار وخـزين و هجيبلك فرخة بـلدي تقوي قلبك كـدا.. يـلا يا خـالد “..
قال خالد بإبتسامـة هادئة:
” مـاشي وهجيبـلهـا مانجـا تعمليلها عصير هي بتحبـها “..
” هنجيبـلها كل حاجه يا حبيبي “..
…………………………………………………
قـد تأتي الريـاح بمـا لا تشتهـي السُـفن..
زواج، اتفـاق، انجـذاب، صداقة، حـب..
علاقـات متعـددة والمُسميـات أكثـر والوقـت هو المُتحـكم في تطـورهـا، وربمـا بعد مـرور اسبـوعين قـد تتغـير كل الأقدار، ربمـا بدايـات جديدة أو نهـايات اخري!!
كـانت تسنـد بظهرها علي قـدمه بينمـا يجـلس هو خلفهـا يحيطـها بيـديـه، فقط يُطـالعها وهي تقـرأ في كتابهـا الجديد الذي ابتـاعه لهـا، يُشاركهـا بالقرأه تارة و يعبث بخُصـلاتها السـوداء تـارة أخري….
صـرخت زمرد بحماس:
” طـلع صاحب البطـل هو اللي معاه دليل البراءة، كان مخبيـة علشان يعرضه في اللحظة الأخيرة، شوف خبيث ازاي مخلاش اي حد يعرف إنه معاه معـلومة عشان ينقذ نفسه هـو و صاحبـه… هي بجد الصداقـة كدا يا عيسى! “..
” اه طبـعا.. كـدا وأكتر كمـان، يعنـي بالنسبالي خـالد و منتصـر ممكن أفديهم بحياتـي “…
” طيب منتصـر انت اتعـرفت عليه بأي شكـل مش مهم، دلوقتي خـالد اللي من الاقصر دا تعرفه منين!! “..
أجابها عيسى بإبتسـامة:
” في الفترة اللي خالد كان بيدرس فيها هنا أنا كنت بشتغل في كافتيريا الجامعه بردو جمب دراستـي، هو أكبر مني فكنت بسمـع دايما نصايحـه و بقينا أكـتر من صحـاب، بعـد فترة واحد من دكـاترة الجـامعه شغلني في بيزنس خـاص بيه وفي فترة قليـلة كـان بيعتمد عليا في كـل حاجه تقريبـا، بس أنا من جوايا مكنتش حابب اشتغل عند حد، كنت اكتفيت من خدمة الناس و عاوز يكـون ليا شغـلي، ولما بدأت اموري كانت متيسـرة، اه تعبت بس لـولا كرم ربنا مكنتش عملت حاجه يا زمـرد، أنا اتعوضت عن كل تعب السنين في الشغل دا و الشركة اللي بنيتهـا بنفسي دي، عشان كدا بخـاف اي حاجه تحصل تبوظـه، وعاوز ولادي من بـعدي يكبروها اكتر وأكتر، علشان كدا شركتي إسمها آل عيسى “..
قـال بإبتسامة هادئـة:
” قولتلي قبـل كدا، يوم ما جيتلك الشركـة فاكـر!! “..
” لا مش عـاوز أفتكـره اليوم دا، لما قابلنا الزفت دا اللي اسمه كـريم “..
فتحت عينيها بصدمه وسألته:
” صحيح يا عيسـى!! انت عملت معاه اي!! “..
” سلمته للبوليس هما بقـي يقولوا مجنون ولا لا “..
” أنا نسيتـه خالص بجـد!! أنا كنت وعـدت أخته إني مش هسجنـه “..
” بعـد ما كان عاوز يمـو’تك!!! كان عـاوز يحر’قك يا زمرد!!
فـلاش بــاك…
” لازم نتحـرك دلـوقتي حـالا، هـو قدامه نص سـاعة ويرجـع “..
” بس الباب مقفول من برا!!! “…
” في باب خلفي، بس أنا مش معايا المفتاح، هنحاول نكسر القفل و نخـرج منه ”
بالفعـل تحركت الإثنتين تجـاه ذلك البـاب وتوقفن لثواني يبحثن عن أداة لكسر قفل البـاب، من سوء حظهم فقد عاد كريم مبكرا هذه المره وتفاجئ بهم يحاولون الهـرب فصـرخ بجنون:
“زمرد!!!”..
اقتـرب يمسك بيـدها فصرخت بألم آثر قبضته القويـة، تركها لتسقط علي الأرض واتـجه يأخذ أختـه للخارج غا’ضبـا فسحبت يدها بضيق وهي تصرخ به:
” كفـاية بقي يا أخي!! كفاية جنان؟ اه أننت مجنون يـا كريم، من ساعة ما مراتك طفشت بإبنك وأنت عندك عقـده!! أنت بتعذ’ب الكل وأنت فاكر إنك مش بتأ’ذيهم وبتحبهم؟!!!
كل واحده منهم بتشوف فيها حاجه شبـه مراتك تقـوم تخطفهـا وأنا علشان أحميك زي الهبلة أهربهم بشرط محدش يشتكيك للبوليس، بس طفح الكيل خلاص!!! والجـنان دا لازم ينتهي ”
كـانت تُحـاول إفاقته ذهنـه الغائب ولكنـها لم تعلم بأنها استحضـرت اكثر لحظاته قسـوة، ليشتعل الغضب و تُثير الجنـون أكثر ليقول بصوت هامس:
“صح، الجنان لازم يخلص”…
تحرك للخارج لدقائق فنظرت الإثنتين لبعضهم البعض بقلق وخوف، خوف زاد واشتد عنـدما عاد مجددا وهو يحمـل إناء بـه سائل علمت من رائحتـه انهـا مادة قابل للإشتعـا’ل أفرغ منه علي ثـلاثتهـم و زمرد فقط تنظر له بصدمـه وقد بدأت صفحات السيناريو الأسوء من تلك الدرامـا…
و بإشعـاله للنيـر’ان وجـدوا العديد من الاشخاص يقتحـمون المكـان، كانت النير’ان قد نـالت من بعض ثيـاب زمـرد و اصابت كتفها الأيمـن فحمـلها احد أفراد الشرطـة للخارج لتـجد والديهـا و عمـار و عمر الذي اقتـرب يخـلع جاكيتـه ويضعه عليهـا…
الشئ الوحيد الذي تذكـرته قبل الإغمـاء هو نظراتها لذلك الحرق الذي أصاب جسدها الناعم…
بـاك…
” وبعـد كدا هرب.. وشوفتـه بقي في الشركة عنـدك “..
سألها بإهتمام:
” طب والحرق دا كبير؟! “..
سألته بحـزن:
” يفرق معاك الموضوع دا أوي!! “..
سألها مجددا بهـدوء:
” ممكن أشوفه؟! ”
بأيدي مرتجـفـه رفعـت يدهـا تكشـف جزء من كتفـها ليظهـر آثـر ذلك الحـرق واضحـا، كانت تحـاول وضع يدهـا لتخبئـته ولكنه أمسك بيدهـا يقـول بإبتسامة هادئه:
” لو كنـت عارف إنك اتصابتي كان زمـاني مو’لع فيـه مش اتصرفت بشكـل قانوني “..
طبع قبـل هادئه علي تلك النـدبه ثم ابتعـد يتحرك للخارج يقـول بهـدوء:
” هروح اتكلم شوية مع فيفي قبـل ما نروح القسم “..
اومـأت بهدوء وخجـل ثم تحـركت هي الأخري للخـارج خلفـه لتنشغل بأعمال المنزل و عقلهـا وربما قلبهـا ايضا ينشغل به فقط وبالتفكيـر بـه..
بالأعلي إلتقي عيسـى ب سليـم والذي بات يتـردد كثيـرا علي منـزل خـالد حيث اقامت زين طيـلة الأسبوعين الماضيين، صافحـه عيسى بهـدوء ثم ألتفت يدق باب الشقـة المقابـله فخرجت له فـردوس بعد قليل وكانت قد ارتدت ثيابها استعداد للذهاب لقسم الشرطـة فسألها عيسى بهدوء:
” جاهزة، عارفـة هتقـولي اي كويس؟! “..
أومأت برأسهـا وقبل ان يتحدث عيسى قالت بهدوء:
” متقلقش يا عيسى، انا معنديش ذرة مشاعر ناحية الراجل دا، أنا يمكن بكرهه أكتر منك بكتير، أنا اللي عشت معاه فيكم وأنا اللي عانيت اكتر واحده، فكرهي ليه أضعاف “..
أخذ عيسى بيـدها ثم تحـرك للأسفل فلا داعي للحديث الآن، أخذها لمركز الشرطـة و بعـد دقائق كانت تجلس وأمامها والدها تنظر له بكـره و أمامهم الضابط..
” أستاذة فردوس، الأستاذ مجـدي بيقول إنه ملهوش علاقه بقضيـة البنات، وإن في الوقت دا كـان بيتم عقد جـوازك علي خيـري صبيـح باريش… دا صحيح؟!
قبل أن تتحـدث قـال مجدي بتسرع:
” أنا محتاج أقعد مع بنتي لوحدنا يا حضرة الظابط “.
قبل أن يُجيب قـاسم قاطعتـه فردوس تقول بثقة:
” مفيش داعي يا حضـرة الظابط لأن الراجـل دا كداب.. مهـو يا فـندم مش معقـول الكـلام دا وأنا ست متجـوزة “..
صاح مجدي بصـدمه:
” اااي؟! “..
قالت فردوس بثقـة:
” دي حقيقـة يا فـندم، و زوجـي برا معايا.. الاستـاذ منتصـر عـلي إدريس….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عيسى القائد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *