روايات

رواية غفران هزمه العشق الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق البارت الحادي والعشرون

رواية غفران هزمه العشق الجزء الحادي والعشرون

غفران هزمه العشق
غفران هزمه العشق

رواية غفران هزمه العشق الحلقة الحادية والعشرون

___ بعنــــوان ” جــريمـــة ” ___
فتحت “تيا” عينيها بتعب شديد لتجد “نورهان” جوارها تتحدث فى الهاتف مندمجة فى عملها كعادتها وصوت ضجة من تجاه الباب فكانت “قُسم” ووالدتها جالستين بصحبة “أنس” و”رزان” جالسة تنتظر “نورهان”، تمتمت “تيا” بتعب وخمول من المخدر:-
_ ماما
أنتبهت “نورهان” لصوتها فأغلقت الهاتف بتعجل وقلق على طفلتها تقول:-
_ هكلمك تاني، تيا حمد الله على سلامتك يا حبيبتي
أخذت “تيا” نفس عميق من التعب وبدأت تستجمع أفكارها حول الأمس وتعبها وغياب “أنس” فسأل بذعر:-
_ ابني!!
تنهدت “نورهان” بهدوء شديد تقول:-
_ المهم صحتك يا تيا وإنكِ قومتي بالسلامة
_ابني جراله حاجة يا ماما؟
قالتها بحدة والخوف قد تملك منها كليًا بعد ما عانته من ألم أمس، فصمتت “نورهان” بوجه عابس من الحزن على فقد حفيدها لتنهار “تيا” من الحزن وقد أنتظارت سنتين؛ لترزق بهذا الطفل، سمع الجميع صراخها وبكاءها من الخارج على فقد طفلها ودلفوا إلى الغرفة ليجدوا “نورهان” تمسك يديها بخوف وتقول:-
_ أهدئي يا تيا، أهدئي… الدكتور يا رزان بسرعة
بدأت تمسح على رأسها بلطف وخوف مُنقبضة القلب على فتاتها الصغيرة ، صمتت “قُسم” بهدوء مُمسكة بيد والدتها من الحزن مُشفقة على حال هذه الفتاة، أقترب “أنس” منها بذعر يضمها إليه بوجع وعينيه تبكي على فقد طفله ويقول:-
_ أهدئي يا حبيبتي ، أهدئي ربنا هيعوضنا المهم إنتِ
تشبثت به بوجع وجهشت باكية بأنهيار أكثر وترتجف حزنًا مع ألم جسدها، لم تتحمل “قُسم” هذا المشهد وصوت الصراخ فخرجت من الغرفة إلى غرفة الاستقبال وجلست على الأريكة منكمشة فى ذاتها، دلف “غفران” بعد أن أخبره “عُمر” بيقظة أخته ليجد “قُسم” فى حالتها من الحزن فتلاشي النظر إليها بحدة غاضبًا منها لكن أوقفه صوتها الخافت تقول:-
_ غفران
ألتف إليها بصمت ليخرج “عُمر” تاركهما مُنتظر أمام الغرفة، وقفت “قُسم” تسير نحوه بينما هو ساكنًا محله لم يتفوه بكلمة أو يحرك أنش واحدة من جسده ليُصدم عندما ظلت تقترب حتي لفت ذراعيها حول خصره ووضعت رأسها على صدره، أتسعت عينيه على مصراعيها وتمتم بخفوت:-
_ أعتقد أن جوازنا على ورق بس
_ أمممم بس ثواني
قالتها بهدوء، كانت توافقه الرأى فى عنادها وحديثها السابق لكنها الآن بحاجة إلى عنقه وسماع صوت نبضاته، لم تغفو له عين من الأمس فأخذها من يدها إلى سيارته وصعد بالأريكة الخلفية ووضعت رأسه على قدمها وأغمض عينيه بتعب عاقدًا ذراعيه أمام صدره، أنتفض جسدها بدهشة ولم تتفوه بكلمة واحدة وظلت تحدق بوجهه ليدق قلبها بجنون لأجله وعقلها بدأ يتسائل عن حياتها القادمة وإذا كانت علاقته مع “كندا” مشروخة فهل ستظل هى عالقة فى البُعد عنه لأجل “كندا”، حاولت أن تفهم عنادها معه لكن كبريائها يمنعها من التنازل عن كلماتها فسألت بنبرة هادئة:-
_ غفران أنت نمت؟
_ لا
قالها بنبرة خافتة دون أن يفتح عينيه لتتابع سؤالها بجدية:-
_ مجبتش كندا معاك ليه تزور تيا؟
تأفف بحدة من ذكر أسم “كندا” فى الصباح رفضته وقررت البُعد عنه بفضل “كندا” والآن تتحدث عنها لتقول بجدية:-
_ المفروض تيجي تزورها دى أخت جوزها
شعر بنيران الغضب تحرقه من الداخل حتى حولت صدره لرماد، عقله لا يستوعب أنه ما زال ساكنًا ولم يقتلها على خيانته، لمحت “قُسم” تحول ملامحه وأحمرار وجهه من الغضب لترفع يدها اليمني بلطف تضعها على رأسه وتغلغلت أصابعها بين خصلات شعره الناعمة محاولة إخماد نيرانه وإمتصاص غضبه، شعر “غفران” بدفء يدها وحنيتها التى تأسره وتهزم غروره المتغطرس ليُفتح عينيه أخيرًا وأدار رأسه للأعلي حيث وجه “قُسم” فقال بهدوء:-
_ أنا مش ظالم يا قُسم، مش ظالم عشان تحرمني منك ما دام هجرت كندا، أنا هجرت واحدة خانتني مع راجل تاني وسايبها تتنفس لحد دلوقت عشان خاطر نالا، بنتي الوحيدة واللة مانعني عن قتل كندا حالة نالا النفسية ومتابعتها مع الدكتور النفسي، ولحد ما تتحسني هتفضل تتنفس بفضل بنتي ، أنا دايس على كرامتى ورجولتي وعقلي وإنتِ هنا بتكملي عليا وبدوسي على قلبي عشان خاطر خاينة وحارمني منكِ وحاطة حواجز بينا وحلها الوحيد أنى أصلح علاقتي مع خاينة…. دا يرضي مين ؟ أنا كدة أبقي ظالم وأستاهل قسوتكِ دى
دمعت عينيها بحزن على ما يتفوه به وهذا الرجل الذي حددت علاقته بها بعلاقة زواجه مع “كندا”، سقطت دمعتها على وجنته بألم لتقول:-
_ أنا أسفة
رفع يده يجفف دموعها بحنان وعينيه تحدق بوجهها الباكي ثم قال:-
_ لو عايزاني أقبل أسفك، خليكِ معايا
هزت رأسها بنعم ليغمض عينيه بتعب ويدفن رأسه ببطنها يغوص فى نومه العميق من التعب وهى تداعب خصلاته حتى شعر بالأمان ونام من التعب كليًا، ظل محلها ساكنة ولم تتحرك تتأمله بحُب وعينيها لا تفارق ملامحه…
خرجت “صفية” من المستشفي تبحث عن ابنتها مع “عُمر” ليراها بسيارة “غفران” فألتف إلى “صفية” وقال بهدوء:-
_ ممكن حضرتك تروحي مع صابر ومدام قُسم أنا هوصلها لحد البيت، هى مع مسيو غفران متقلقيش
وقفت “صفية” بحيرة من أمرها أترفض ترك ابنتها مع زوجها أم تذهب وبنهاية الأمر أومأت “صفية” له بنعم ثم قالت:-
_ ماشي أنا همشي عشان عندي ميعاد مع دكتور القلب مع عمك جميل بس متأخرهاش
هز رأسه بنعم لتغادر “صفية” مع “صابر” ووقف “عُمر” أمام السيارة يعطيهم ظهره حتي يستيقظ “غفران” من نومه…..
_______________________
وقف “أنس” فى رواق المستشفي يتحدث فى الهاتف مع “ملك” يقول:-
_ مش هقدر أجي النهار دا، الطفل نزل ومقدرش أسيبها فى الحالة دى لوحدها وكمان مخرجتش من المستشفي
تأففت “ملك” بضيق شديد من تصرفات زوجها وهو يعطي كل الأهتمام إلى “تيا” ويفضلها دومًا على حُبه إلى “ملك”، تحدثت بغضب سافر تقول:-
_ وأنا ذنبي أي فى كل دا؟ حتى اليومين اللى بتجيهم ليا فى الشهر كله هتقعدهم جنب الهانم
كز على أسنانه بضيق شديد من رد فعل “ملك” ليتحدث بنبرة غليظة مُنخفضة خوفًا من أن يسمعه أحد:-
_ خلى عندك دم يا ملك، بقولك ابني مات فى بطن أمه وإنتِ بتقولي أي؟!!
كادت أن تفقد عقلها من رده فصرخت به بانفعال وهى لا تقبل بأي مبرر قائلة:-
_ وأنا مالى مات وعاش، متظلمنيش أكثر من كدة يا أنس لأحسن أنا مجنونة وممكن أطربقها على دماغي ودماغك عادي جدًا
سمع صوت “نورهان” تناديه من الخلف وتقول:-
_ أنس
همس إليها بخوف قائلة:-
_ طيب شوية وهكلمك بس أهدئي دلوقت
أنهي الأتصال وألتف إلى “نورهان” ببسمة خافتة فرمقته بمكر وشكوكها بدأت تستجمع حول ما يخفيه لتقول بجدية:-
_ أدخل لمراتكِ وخلى بالك لأني الديل المعوج أنا بقطعه
مرت من أمامه تاركة تهديدها إليه، خرجت من المستشفي لترى سيارة “غفران” ما زالت هنا و”عُمر” بالخارج فحدقت أكثر بالسيارة لترى “قُسم” بداخلها فصعدت بسيارتها مُدرك أن ابنها أختفي عن الجميع لأجل زوجته المُدللة الجديدة، نظرت “قُسم” وجهه النائم وقد أقترب وقت الغروب لتمسح على رأسه بلطف مُنادية إياه:-
_ غفران
فتح عينيه بتعب بعد وقت طويل من النوم ليراها أمامه أول شيء فقالت بهدوء:-
_ يلا أصحي عشان تروحني هتأخر
رفع يده إلى النافذة الموجودة جواره وطرق عليها ليفتح “عُمر” الباب الأمامي للسيارة فقال “غفران” بتعب:-
_ أركب يا عُمر عشان نوصلها
صعد “عُمر” وأنطلق بالسيارة وهو ما زال نائمًا كما هو و”قُسم” أحمرت خجلًا بقوة من نومه هكذا على قدمها أمام “عُمر” وظلت عينيها عالقة بالمرآة على “عُمر” وتهمس بحرج قائلة:-
-غفران قوم
_ عُمر عارف إنكِ مراتي
قالها بصوت عالى حتى تبسم “عُمر” فضربته “قُسم” على كتفه من الحرج وظل نائمًا حتى وصل إلى شارع سكنها ليعتدل فى جلسته جواره وقال:-
_ خلى بالك من نفسك
أومأ إليه بنعم، فرك عينيه بخفة والسيارة تتوقف أمام المنزل ليترجل “عُمر” يفتح لها الباب بينما نظرت “قُسم” إلى “غفران” ببسمة خافتة وقالت:-
_ تعبتك معايا
_ أول مرة أشوف واحدة بتتعب جوزها لما يوصلها
قالها ببسمة خافتة فتبسمت “قُسم” مع فتح “عُمر” للباب وترجلت من السيارة لتصعد إلى شقتها، بعيدًا كان “حازم” يحدق بالسيارة مُنذ دخولها إلى الشارع والغضب يمزقه أربًا من الداخل وقال:-
_ مبقاش حازم لو مأخدتش حقي
تمتم صديقه وهو يشعل سيجارته بلا مبالاة:-
_ الحق بيبقي حلوته فى وقته، أضرب على الحديد وهو سخن يا زميلي
نظر “حازم” إليه بانفعال شديد مما يدور بداخله من غضب وقهرة، يشعر بخنجر الغدر المغروس فى صدره منها حدد موعد زفافها فى الصباح ومساءًا خطبته لغيره، حدق بسيارة “غفران” أثناء مغادرتها فأغمض “غفران” عينيه من التعب حتى رن هاتف “عُمر” يقول:-
_ رد يا عُمر
تنحنح بحرج وهو يقول:-
_ ايوة يا ليلي…. أهدئي طيب وفهمني حصل أي؟
فتح “غفران” عينيه بعد أن انتبه لكلماته وأن “ليلي” تواجه شيء وتستنجد به فقال ” عُمر” بجدية:-
_ طيب أديني ساعة أوصل للقصر وهحصلك
قاطعه “غُفران” بهدوء يقول :-
_ أركن على جنب يا عُمر
أوقف “عُمر” السيارة جانبًا ليترجل “غفران” من الخلف وفتح الباب الأمامي ثم قال:-
_ أنزل روح لها وأنا هروح
قلق “عُمر” من قيادة “غفران” للسيارة وحده لكنه لا يملك خيار أخرى فترك السيارة إلى “غفران” وأخذ سيارة أجرة إلى محبوبته بقلق….
_________________________
صرخت “ملك” بنبرة عالية مُحتدة:-
_ أعلي ما خيلك أركبه، ما هو أنا مش الجارية عندك يا أنس
_ يا ملك أعقلي، دا ظرف طارئ بلاش تهدي كل حاجة فى لحظة غضب
قالها “أنس” بنبرة غليظة محاولًا تهدئة زوجته، تركته “ملك” وذهبت إلى الأرض تجلس عليها بانفعال ووضعت قدم على الآخر ببرود ثم قالت :-
_ لا يا أنس، هى طلعت فى دماغي بقي وهتبات معايا الليلة يا أما ههد المعبد على دماغك
تأفف بضيق شديد وهو يمسح على رأسه بيده من الغيظ ثم أقترب منها يقول:-
_ هعوضك والله ، يا ستي أول ما هى تقف على رجلها ونعدي الظروف دى أنا مستعد أخدك ونسافر فى أى مكان تحبيه قُلتي أي؟
رفعت يدها إلى وجنته بدلال وبسمة مُشرقة تنير وجهها الجميل ثم قالت بعنادٍ وتحدٍ :-
_ برضو لا، هتبات معايا الليلة يا أنس
قضم شفته السفلية بغيظ من عنادها ثم قال بحدة:-
_ يا ملك أنا مراتي فى المستشفي وأبني مات لأني كنت سايبها لوحدها فى البيت ونايم فى حضنك، أعذرى دا
_ أسفة يا روح قلبي، أنت كمان لازم تعذر أنى مستحملة كل دا وراضية بيومين فى الشهر وهى واخداك منى الشهر كله مع أنى الأولانية وهى التانية
قالتها بجدية صارمة، رفع حاجبه بانفعال ثم وقف من مكانه وهو يصرخ غاضبًا:-
_ وإنتِ اللى قبلتي بالوضع دا من الأول متجيش تشتكي دلوقت بقي
وقفت منفعلة جدًا من حديثه لتقول بغلاظة:-
_ قبلت عشان بحبك لكن تيجي عليا لا، ولا أنت بقي خايفة من المادم هاتهالى على بلتطة وقولى أنك خايف منها
لم يتملك أعصابه أكثر ليصفعها بقوة وهجم عليها يضربها بجنون وهى تتابع أستفزازه بالحديث قائلة:-
_ بتتشطر عليا وأنت مرعوب منها، والله لأهد كل حاجة على دماغك يا أنس وأخليك تيجي لحد عندي راكع ويا أنا يا هى بقي
_ أنا متهددش ست، دا أنا أدفنك قبل ما تفكري تعملى حاجة من ورايا
قالها وهو يضربها بقوة ويسحبها من شعرها، صرخت “ملك” بقوة وتجمع الجيران أمام الشقة من الصراخ لتركها من يده مع حضور الجيران وغادر الشقة مُتمتمًا بضيق:-
_ والله لأوريكي يا بنت الكــ لـــ ــب
__________________________
خرجت “قُسم” من المرحاض بعد أن أخذت حمام دافيء لتجد “قاسم” يستعد للمغادرة فقالت بجدية:-
_ هتتأخر برا
_ ماتش فى السريع قبل ما بابا وماما يرجعوا
قالها بتعجل وهو يربط رباط حذاءه فأومأت إليه بنعم وخرج، جلست أمام المرآة تصفف شعرها المبلل وتضع مربط على ذراعيها وعنقها ليرن هاتفها باسم “غفران” فأستقبلت الأتصال تقول:-
_ أيوة
_ أنا عايز أفهم ليه مراتي تكون بعيد عني
قالها بعناد من شوقه إليها والنوم جوارها كان يحمل الأمان، ضحكت بخفة على سؤاله المفاجئ وقالت:-
_ اي يا غفران، دا لسه ست شهور خطوبة
أجابها وهو يقود سيارته غاضبًا بتذمر على هذا البُعد ليقول:-
_ خطوبة أي، إنتِ مراتي هو فى حد يخطب مراته، أنا هجيلك أخدك واللى يقدر يمنعني يوريني نفسه
ضحكت وهى تقف من أمام المرآة على جنونه بينما “غفران” أدار مقودة السيارة لكي يعود إلى منزلها رافضًا هذا الفراق بينهما، تحدثت بنبرة ناعمة وهى تلقي بجسدها على الفراش:-
_ غفران متعملش مشاكل وبعدين بابا مش هنا مش هينفع تيجي
تبسم بمكر شديد يقول:-
_ أحسن هو أنا هعوزه فى أي وإنتِ حلالي، أنا جايلك
ضحكت بخفة عليه ليدق باب الشقة فسألت بدهشة:-
_ أى دا؟ أنت جيت بجد؟
_ جيت فين؟ أنا قدمي خمس دقايق وأكون عندك
قالها بجدية لتقف من مكانها تمطي جسدها بتكاسل وقالت:-
_أستن يا غفران أفتح تقريبًا بابا جه
فتحت باب الشقة لتُصدم بـ “حازم” أمامها والهاتف فى يدها أنزلته عن أذنه لتقول بصدمة:-
_ حازم!!
_ أيوة حازم اللى غدرتي به وعملتي لعبة فى أيدكِ إنتِ وأهلك
قالها بحدة صارمة، ليسمع “غفران” كلماته ليزيد من سرعة السيارة بخوف على “قُسم” خصيصًا أنه يعلم أنها وحدها بالمنزل، رمقته “قُسم” بضيق ثم قالت:-
_ أمشي يا حازم، امشي لأن الكلام معاك بيعمل مشاكل وبس وعمرك ما شوفت نفسك غلطان وبتشوف عمايل اللى قدامك بس
أقترب أكثر ليدخل إلى الشقة وهى تقف محلها تمنعه من الدخول بضيق قال:-
_ أطلع برا
مسكها من ذراعيها بقوة ليسقط الهاتف من يدها وما زال “غفران” يسمع ما يدور بينهما، هزها بقوة صارخًا بها بغضب من شعوره بدهس كرامته أمامها:-
_ أنا بعمل مشاكل!! ، أنا اللى حددت ميعاد الفرح وبليل خطبتك لواحد تاني، لا يا قُسم على جثتي تكوني لحد غيرى، إنتِ من يوم ما أتولدتي وإنتِ بتاعتي أنا وملكي أنا وبس
صرخت بألم من قبضته المُحكمة على ذراعيها وقوة هزه لجسدها وأرتطامه بالحائط بألم وقالت بعنف:-
_ أنت مجنون وغبي ومستحيل أكون ليكِ حتى لو كان على جثتي، سيبني كدة اااه
رمقه بغضب ونظرة الأشمئزاز فى عينيها إليه تُثير غضبه أكثر وتؤلم قلبه العاشق فأقترب منها بلا وعي خائفًا من فقدها محاولًا تقيبلها لتصرخ بذعر وهى تدفع بقوة بعيدًا وصفعته على وجهه وهى تركض من بين يديه …
سمع “غفران” صراخها وجن جنونه ولأحسن حظها أنه كان بطريقه إليه ليصل أمام المنزل كالمجنون ورأى “قاسم” سيارته تدخل الشارع بسرعة جنونية ولا يبالي إذا دهس أحد أمام عجلات سيارته ليترك أصدقائه ويسرع إلى منزله خلف سيارة “غفران”، ترجل من السيارة كالمجنون وصعد إلى الأعلى دون أن يغلق باب سيارته من الخوف على زوجته ، وصل إلى شقتها ليسمع صوت صرختها فكسر زجاج الباب بيده بقوة وفتحه من الداخل ليرى “قُسم” على الأريكة تدفعه بعيدًا عنها بكل قوتها صارخة بأقصي ما لديها لعل ينقذها أحد، هرع “غفران” نحوهما ليسحبه من ملابسه بعيدًا عنها ولكمه مرات متتالية بقوة حتى كاد أن يقتله فى يده ونزف وجه “حازم” بغزارة حتى سقط على السفرة فلم يتمالك “غفران” أعصابه ومسك المزهرية الزجاجية وكَسرها فوق رأسه ليفقد الوعي كليًا ويسقط على الأرض، هرع إلى “قُسم” التى كانت ترتجف بذعر وجسدها باردًا كالثلج وفور وصوله إليه لفت ذراعيها حول خصره تختبي بيه من هذا الوحش ليطوقها بذراعيه بقوة وأحكام ويده تربت على كتفها بلطف:-
_ متخافيش يا قُسم، متخافيش أنا هنا
دلف “قاسم” إلى الشقة ليرى أخته منهارة من البكاء بين ذراعي زوجها وملابسها ممزقة و”حازم” على الأرض غارقًا فى دمائه ، أحضر “قاسم” روبها من الداخل ليضعه على أكتافها بقلق وقال:-
_ حصل أي؟
_ هاتلها كوباية ليمون
قالها “غفران” بجدية ليفعل “قاسم” ما طلبه، اتصل “غفران” بضابط شرطة صديقه وجاء للقبض على “حازم” فى نفس اللحظة التى وصل بها “جميل” مع زوجته التى تسانده ووجد رجلين من الشرطة فى شقتهما و”حازم” وجهه غارق بالدماء مع العسكري، سأل “جميل” بقلق:-
_ حصل أي؟
لم يجيب عليه أحد وأخذ الضابط رجاله مع “حازم” ليقصي “قاسم” ما حدث إلى والديه، نظر “غفران” إلى “قُسم” وهى نائمة فى فراشها بينما هو جالسًا على حافة الفراش يمسح على رأسها بلطف ثم قال:-
_ أهدئي يا قُسم، أوعدك إنكِ مش هتشوفي خلقته مرة تانية
دلف “جميل” إلى الغرفة حزينًا على ما حدث لأبنته ليرى “غفران” جالسًا كما هو قرب ابنته فسأل بقلق:-
_ إنتِ كويسة؟
أومأت “قُسم” إليه بنعم فوقف “غفران” من مكانه وقال بجدية:-
_ أنا عايز أتكلم مع حضرتك شوية
خرج الإثنين معًا ودلفت “صفية” تطمئن على ابنتها ، أرتشف “غفران” القليل من كوب المياه ثم قال بجدية:-
_ سامحينى فى قلة ذوقي بس أنا هأخد مراتي معايا
نظر “جميل” إليه بدهشة ليتابع “غفران” الحديث بحدة صارمة:-
_ قُسم مراتي وأنا ملزم بحمايتها لكن مراتي مش هتفضل هنا، أسمح لي أخدوها بموافقتك
حاول “جميل” أن يتخيل ماذا حدث مع ابنته؟ وأن سلامتها بوجودها مع “غفران” ليؤمأ إليه بنعم، فتبسم “غفران” بلطف وأنتظر حتى تبدل ملابسها وأرتدت فستان أزرق اللون بأكمام وغادرت إلى القصر معه، دلفت بصحبته شاحبة وخائفة لترى “نالا” تركض إلى والدها بحماس من غيابه الكثير عن المنزل فضمها بلطف وقال:-
_ اميرتي الجميلة لسه صاحية لحد دلوقت ليه؟
_ عايزة أقولك أن مامي مش عارفة تخرج من أوضتها وعاملة تعيط
قالتها ببراءة وهى لا تفهم أن والدها أمر بسجن والدتها داخل هذا القصر، ربت على وجهها بحنان ثم قال:-
_ انا هشوفها يا نالا لكن دلوقت نقول good night ونطلع ننام
_ good night dad
قالتها بلطف وبسمة دافئة طفولية ثم وضعت قبلة على وجنته وذهبت إلى “قُسم” لتبتسم “قُسم” إليها لكن سرعان ما تلاشت بسمتها حين تجاهلتها “نالا” وصعدت للأعلى مع خادمتها فأخذ “غفران” قُسم” من يدها وصعد إلى الأعلي تجاه غرفته وقال:-
_ دى أوضتك مؤقتًا وأنا فى الاوضة دى لو أحتجتني أنا موجود
فتح باب الغرفة لها ولم تدخل فنظر إليها ورآها تمسك بيده بأحكام رافضة ترك يده والدخول إلى الغرفة فتبسم بلطف وأقترب منها بحُب ثم قال:-
_ متخافيش يا قُسم، إنتِ هنا فى أمان
هز راسها بالنفي ولا تصدق وجود أمان فى هذا العالم ، أعتقدت أن زوجها منه سيبقيها فى أمان لكن تجرأ “حازم” على أرتكاب فعلته مرة أخرى دون خوف من “غفران” فتنهد “غفران” بلطف وقال:-
_ طب تعالي
أخذها إلى غرفته وجعل الخادمة تحضر لها ملابس وذهب ليبدل ملابسه لكنه عاد ووجدها كما هى بفستانها، جلس قربها على حافة الفراش وقال:-
_ قُسم
جهشت فى البكاء وقد تركت أسر دموعها تشق طريقها على وجنتها، فضمها إليه فزاد بكاءها وصوت شهقاتها ملأ الغرفة وربت عليها بحنان….
_________________________
فى شقة “ملك” كانت الفوضي تعم المكان والجيران يقفوا على الباب ويضربون أياديهم ببعض من الحيرة ورجال الشرطة تملأ المكان فقال أحدهما :-
_ والله يا بيه ما نعرف حاجة أمبارح بليل فى صوت زعيق وصويت فى الشقة
وصل “محمود” وهو يحاول أن يفهم ماذا يحدث؟ فسأل أحد الرجال الواقفين بقلق:-
_ هو فى أي؟
_ الست اللى ساكنة هنا لاقيناها الصبح مقتولة
قالها الرجل بشفقة فأتسعت عيني “محمود” على مصراعيها ودلف إلى الشقة كالمجنون ليرى “ملك” جثة هامدة على الأرض وهناك سكين فى خصرها وروبها الوردي ملوث ببركة الدماء فظل حادقًا بها بصدمة ألجمته وعينيه مُتسعة على مصراعيها يحاول تمالك أعصابه من هول الصدمة حتى أقترب منه شرطي يقول:-
_ ممنوع الدخول هنا ، أتفضل؟
خرج من الشقة ليسمع البواب يقول إلى الضابط:-
_ أخر حاجة أمبارح بليل كان فى خناقة كبيرة بينها وبين جوزها وصوت زعيق عالي وخرج من الشقة بيحلف ليندمها
سأل الضابط بجدية قائلًا:-
_ اسمه أي جوزها دا ؟
_ أنس بس معرفش أنس اي، أستاذ محمود يعرفه
قالها وهو يشير على “محمود” قبل أن يغادر الشقة …….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية غفران هزمه العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *