رواية عقيق آل دورادو الفصل الأول 1 بقلم منة ممدوح
رواية عقيق آل دورادو الفصل الأول 1 بقلم منة ممدوح
رواية عقيق آل دورادو البارت الأول
رواية عقيق آل دورادو الجزء الأول
رواية عقيق آل دورادو الحلقة الأولى
جربت قبل كده تصحى من نومك تلاقي نفسك في عالم مختلف؟
الوقت فيه غير الوقت في عالمنا
والزمن بيمر فيه بشكل مختلف عننا
الناس فيه غريبة
وتقاليدهم أغرب
جربت قبل كده تعيش حياة مش حياتك؟
أنا ضي القمر، ودي حكايتي…
انتهت أخيرًا من ترتيب كل حاجاتها في الشنط والكراتين، بتستعد للانتقال اخيرًا بعد ما قضت اكتر من عشرين سنة من عمرها في قلب الشقة دي عاشت فيها طفولتها ومراهقتها وشبابها، كانت واقفة بتتأمل معالمها بعيونها الخضرا الواسعة اللي كانت بتلمع بحزن واضح، رابطة شعرها البني على شكل كعكة مشعثة، ملابسها كان طاغي عليها اللون الاسود
بالفعل ده معداش عشر أيام على وفاة والدتها اللي كانت كل حياتها تقريبًا من بعد موت والدها وهي في سن صغير، فجأة ومن غير مقدمات لقت نفسها لوحدها بطولها في مكان بعيد من غير أهل أو سند أو عيلة تكون واقفة في ضهرها
بتشكر ربنا إن لسة فاضلها من عيلتها جدتها مامت والدتها، من غيرها كانت هتبقى وحيدة تمامًا
رغم إن وجودها مش هيعوض غياب مامتها وباباها اللي كان غيابهم قاسي عليها بشكل رهيب، مسحت بسرعة بضهر كفها قطرة من الدموع خانتها ونزلت على وشها، ورفعت وشها لسقف الشقة وهي بتحاول تاخد نفس تقدر تتمالك بيه نفسها
لازم تحارب في الدنيا دي لوحدها، وبمساعدة جدتها اللي مبقاش ليها غيرها بعد ما أهل باباها رموا طوبتها من زمان
_إحنا خلصنا يا آنسة ضي فاضل بس الكراتين اللي هنا ننقلهم، تقدري تتفضلي أنتِ وعلى بال ما توصلي البلد هنكون وراكي
اتلفتت على صوت واحد من العمال اللي واقفين وراها، هزت راسها وهي ضامة شفايفها مع ابتسامة خفيفة وقالت_تمام
ياريت حد ينزلي شنطة هدومي وحاجتي عشان مقدرش اتحرك من غيرهم
هز العامل راسه بسرعة_أكيد
تحت أمرك
رمت نظرة أخيرة للشقة وهي بتستنشق ريحتها لآخر مرة، وبعدها اتحركت لتحت وهي بتقاوم دموعها
كان احساس صعب عليها، قضت طفولتها ومراهقتها هنا
كل ذكرياتها مع باباها ومامتها
مكانتش تتخيل إن الدنيا هتكون قاسية عليها بالشكل ده
غربة حاسة بيها وبتزيد في قلبها كل ما بتفكر إن خلاص مش هتشوف حد فيهم تاني
كل الوقت ده بتحاول تشغل دماغها على قد ما تقدر
التفكير هيقودها للجنون قريب!
سرعت من خطواتها لحد ما وصلت للشارع، كانت شايفة عربية نقل كبيرة العمال بينقلوا فيها عزال الشقة، ووراها كان تاكسي هيقلها للبلد اللي عايشة فيها جدتها
ركبته واستنت لحد ما العمال نزلولها شنطها وحطوها في شنطة العربية، وبعدين اتحرك السواق بيها للمكان المنشود اللي راحته لعدد مرات قليلة..
الطريق خد منهم ٣ ساعات تقريبًا، لحد ما لقت نفسها في مدخل قرية ريفية، كان المنظر قدامها بيبعث راحة، الأراضي الخضرا بالمساحات الشاسعة، أشجار النخيل اللي مالية المكان، حست إنها في قلب مسلسل من اللي كانت بتتابعهم، فتحت شباك العربية في الوقت ده وهي بتغمض عينيها وبتستنشق ريحة الخضرة بعمق، بنسيم الهوا اللي بدأ يكون بارد إلى حد ما بيداعب قسمات وشها، خلاص داخلين على بدايات الشتاء تقريبًا
فتحت عينيها تراقب الناس اللي ماشيين في الشارع، والفلاحين اللي في قلب الأراضي، الأطفال الصغيرة اللي بتجري وتلعب في الماية اللي بيسقوا منها الأرض، لوهلة حست بدفئ رهيب في المكان عكس الإحساس في المدينة تمامًا
بعد مدة لقت العربية بتدخل لبيت عتيق بدورين وجنينة صغيرة مليانة نجيلة وورد ونخيل برضه!
نزلت من العربية وهي بتتأمل المكان من حواليها بتقييم، لحد ما ابتسمت بعيون لامعة لما شافت جدتها واقفة على الباب مستنياها، فتحت دراعتها ليها كنداء لبته هي بسرعة وهي بتجري عليها وضمتها بقوة وهي بتقول_وحشتيني يا تيتة
وحشتيني أوي أوي
طبعت قبلات متفرقة على شعرها وجبينها بحنان وهي بتقول_وأنتِ كمان وحشتيني يا ضي عين تيتة
الدار نور بيكي
بعدت عنها وهي بتتأمل ملامحها اللي كانت تشبه لحد كبيرة ملامح والدتها، حتى هي نفسها ورثت لون العيون منها
هي بالفعل كانت معاها من اسبوع لحد ما قررت ترجع البلد ولكن احساس إن مفيش غيرها في عيلتها مخليها متمسكة بيها واقنعتها تيجي تعيش معاها
جذبتها جدتها لجوا وهي بتقول_تعالي يا ضي عيني، عاملالك محشي ورق عنب وفراخ بلدي يرموا عضمك
مالك بقيتي هفتانة كده ليه!
ضحكت ضي وهي بتدخل معاها وبتتأمل البيت اللي كانت عتيق ولكن جواها دفيء بشكل
من البيوت القديمة اللي بتبعث الراحة
فاقت على صوت جدتها لما قالت_هتلاقي أوضتك اللي جمب السلم على طول فوق، اطلعي خديلك دش وغيري هدومك على بال ما أجهز الطبلية
هزتلها راسها وخدت شنطتها الصغيرة اللي كانت حاطة فيها أعداد قليلة من الملابس وطلعت على فوق
كانت سلالم البيت من الخشب العتيق بيصدر صوت وهي طالعة لوهلة ممكن تبعث شعور إن السلالم ممكن تقع ولكن كان على العكس تمامًا، اتحركت بحذر وهي بتتفرج على المكان اللي عاجبها لحد كبير
اتجهت للأوضة اللي جمب السلم، فتحت الباب ولوهلة قابلتها ريحة معطر ورد قوي، ابتسمت بحنية لما شافت قد إيه جدتها تعبت في ترويق الأوضة وتجهيزها علشانها
اتجهت لباب البلكونة اللي كان في الأوضة وفتحته وهي بتستقبل النسيم القوي، دخلت لجوا وهي بتتأمل مساحات الاراضي الزراعية اللي حواليها، لوهلة لقت نفسها بتمد ايديها وبتفك شعرها عشان يداعبه الهوا، وغمضت عينيها وفتحت إيديها الاتنين وهي بتستنشق الهواء بقوة
بداية جديدة؟
يمكن…
قضت وقت لطيف مع جدتها اللي كانت بتحاول على قد ما تقدر تعوضها عن الوحدة اللي حاسة بيها
لوهلة سألت نفسها ليه كانت دايمًا بتتحجج ومبتجيش مع مامتها هنا؟
لوهلة ندمت على الوقت اللي قضته بعيد عنها ورغم ده معاتبتهاش نهائي!
_يلا يا ضي عينيا، اطلعي ناميلك شوية عشان الصبح هاخدك تتمشي في البلد
هزت راسها وقامت طبعت قبلة على جبهتها وهي بتقول_تصبحي على خير يا تيتة
طبطبت على إيديها وهي بتقول_وأنتِ من أهله يا ضي عيني
اتسعت ابتسامتها ولمعت عينيها، قد إيه اضافتها لاسمها بيديله رونق خاص
رونق دافي
رغم إنها مكانتش بتفضل اسمها دايمًا لإنه غريب
ويمكن نادر ولكن لوهلة حست إنها حبته بسبب جدتها
اتمددت على السرير وهي باصة للسقف بشرود، بتعيد كل الأحداث اللي حصلتلها، مدت إيديها والتقطت تليفونها من على الترابيزة جمبها، فتحته وطلعت صورة لمامتها وهي بتتأملها بعيون لامعة، اترقرقت عينيها بالدموع اللي خانتها ونزلت غصب عنها وتمتمت_وحشتيني أوي يا ماما
محتاجاكي أوي جمبي
الوحدة دي جديدة عليا!
ليه سيبتيني بدري كده!
ضمت الموبايل لصدرها وغمضت عينيها وهي بتبكي، لحد ما راحت في النوم..
_ضي القمر
ضي..
أخيرًا جيتي
أنا مستنيكي من زمان
صوت ذكوري مبيفارقش أحلامها، بملامح مش واضحة، ولكن كانت هيئته رجولية ضخمة
راقبت المكان من حواليها، كإنها طايرة في السماء، حواليها سحاب كتير مداري ملامحه عنها ولكن ضوء القمر كان منعكس على عينيها بقوة فمخلي رؤيتها ضبابية، اتوترت وهي بتحاول تميز ملامحه وبتقول_أنتَ..
أنتَ مين؟
بصوته اللي مصاحب بصدى صوت قال_أنا قدرك يا ضي…
اتململت بضيق من نومها على أشعة الشمس القوية اللي استقرت على وشها مع صوت جدتها_يلا يا ضي كفاية كسل
قومي الفطار هيبرد
فتحت عينيها بكسل وراقبت جدتها اللي بتشيل الستاير من على بلكونة اوضتها وفتحت بابها يدخل الهواء عشان يجدد جو الأوضة
اتعدلت بتكاسل وهي بتتمطع وبتقول_صباح الخير يا تيتة
اتحركت للباب وهي بتقول_صباح النور يا ضي عيني
قومي يلا اغسلي وشك واجهزي
يا دوب نفطر ونخرج
_حاضر
قالتها وهي بتشيل الغطاء من عليها وبتتجه للحمام، في حين خرجت جدتها من الأوضة عشان تجهز الأطباق
نزلت بعد مدة قليلة واتجهت لجدتها اللي كانت في المطبخ، قربت منها وطبعت قبلة على راسها وهي بتقول_تعباكي معايا يا تيتة من ساعة ما جيت
ابتسمتلها وهي بتديها الأطباق عشان تحطها على الطبلية الصغيرة اللي في الصالة وقالت_تعبك راحة يا ضي عيني
أنا عندي كام ضي برضه!
ده أنتِ اللي باقيالي من ريحة امك الغالية!
اتنهدت بحزن وقعدت على الأرض بعد ما جهزوا الأطباق، راقبت جدتها ملامحها اللي اتبدلت بآسى، وتمتمت_كانت بتحبك اوي يا ضي
متعرفيش عافرت قد إيه عشان أنتِ بس تيجي للدنيا
نكست راسها وهي بتغمض عينيها بألم، فكملت جدتها وهي بترجع بذاكرتها_راحت لبدل الدكتور عشرة، لحد ما عرفت بوجودك جواها بعد ٧ سنين، وقتها استحملت ألم الإبر اللي خدتها طول فترة حملها فيكي عشان بس تشيلك بين إيديها وتسمع كلمة ماما منك
وقتها لما شرفتي قررت تسميكي ضي القمر عشان أنتِ اللي نورتي حياتها بعد سبع سنين قضتهم في ضلمة..
نهت كلامها بابتسامة دافية بتتأمل ملامحها، نزلت دمعة من عيون ضي مسحتها بسرعة بطرف إيديها، وتمتمت بصوت متحشرج_ربنا يرحمها…
أمنت جدتها على دعاها، وابتدوا يفطروا رغم عدم رغبتهم، ولكن ضي كانت بتحاول متزعلهاش على قد ما تقدر، كفاية المجهود اللي بتعمله من ساعة ما جت عشان تسعدها ومتحسسهاش بالوحدة
بعد ما انتهوا خدتها جدتها واتمشوا في البلد اللي كانت صغيرة مش كبيرة كعادة قرى الأرياف، كانت بتتأمل الأرضي من حواليها اللي بتتجول وسطهم، من حين لآخر بتقطف فراولة تاكلها رغم توبيخ جدتها عن كونها مرشوشة ومحتاجة تتغسل
ولكن كانت بتعاندها وهي بتاكلها وبترفعلها حواجبها بعبث فتتنهد التانية باستسلام،
قعدت على طرف ساقية الماية اللي بتروي الأرض وهي شايفة جدتها بتقطف خضرة من بعيد، اتنهدت بعمق وهي بتمد إيديها للماية اللي كانت باردة بشكل ملحوظ ورشت شوية منها على وشها، لازم تتقبل قدرها، هي بقت هنا وانتهى الأمر..
كانت قاعدة في البلكونة على الكرسي وهي ضامة رجليها لصدرها ومحاوطاها، شاردة في الأجواء المظلمة من حواليها إلا من عواميد إنارة وضوء القمر اللي كان بدر ونوره قوي
اتعدلت بسرعة لما سمعت صوت طرقات خفيفة وبعدها الباب اتفتح، ابتسمت واتحركت لجوا لما شافت جدتها بتقرب منها وبين إيديها صندوق عتيق مقفول بقفل
اتنقلت نظراتها بين جدتها وبين الصندوق بفضول، فقعدت جدتها على السرير وحطت الصندوق قدامها، وبعدين طبطبت بإيديها على طرف السرير فاتجهت ضي بسرعة وقعدت مكان ما شاورتلها
طلعت جدتها مفتاح صغير كانت عاملاه سلسلة ولابساه في رقبتها، وابتدت تتكلم وهي بتفتح الصندوق_من أيام جدة أمي والصندوق ده موجود
تقدري تقولي تراث بتتنقله الأجيال، جدة أمي سلمته لأم أمي، وبعدين خدتها أمي، وبعدها وقع في إيدي، بس ملحقتش أديه لمامتك للأسف
يمكن اتأخرت
أو يمكن نسيت، بس جه الوقت أسلمك أنا التراث اللي ملحقتش أديه لوالدتك
لمعت عيون ضي بالدموع، ففتحت جدتها الصندوق اللي كان جواه مراية عتيقة مرصعة بالأحجار الكريمة وحوافها مصنوعة من الدهب، ومعاها سلسلة غريبة بحجر داكن شكله ملفت، أخدت السلسة من بين إيدين جدتها وهي بتبص للحجر بتعجب، كان موشوم جواه رمز غريب مش مفهوم ولكن شكلها كان جميل لدرجة أعجبتها، اتكلمت جدتها في الوقت ده وقالت_تبان إنها غالية كقيمة مادية، ولكن بالنسبالنا كان أهم حاجة قيمتها المعنوية، إنها ذكرى من ستات عيلتنا، سواء أنا أو والدتي كنا بنخاف نلبسها لتضيع مننا وسط شغل الأراضي هنا، فكان كفاية علينا إننا نستلمها وتفضل معانا بس، كان أساسها إننا أخيرًا خدنا ميراثنا العتيق
وأنتِ كمان مش واجب عليكي تلبسيها لو مش حباها
ولكن كفاية إنك خلاص ورثتي تراثنا
ابتسمتلها ضي بسعادة وهي بتنقل نظراتها بين السلسة وبين جدتها اللي رفعت إيديها وطبطت على رجل ضي وهي بتقول بحنان_تصبحي على خير يا ضي عيني
قالتها وسابتها وخرجت من الأوضة بخطوات بطيئة تليق على سنها، فضلت ضي تتأمل في السلسلة والمراية، قد إيه احساس إنها تمسك حاجة بقالها سنين طويلة جميل بشكل!
سابت المراية وخدت السلسلة واتجهت لمراية أوضتها الكبيرة ووقفت قصادها وهي ماسكة السلسلة، ورغم عنها لقت نفسها بتلبسها ووقفت تملس عليها وهي مزينة رقبتها وتتأمل انعكاسها في المراية، ولكن مخدتش بالها من العلامة الغريبة اللي في حجر السلسلة، واللي ومضت بشكل غريب بمجرد ما حطته على رقبتها، وكإنه لقى الشخص المنشود!
ابتسمت بسعادة وراحت حطت المراية في الصندوق وقفلته بالمفتاح وحطته على الترابيزة جمبها، واتمددت على السرير وهي بتملس على حجر السلسلة اللي كان لونه مختلف لحد ما غلبها النوم بعمق….
رمشت كذه مرة عشان تحاول تتعود على الضوء القوي اللي ضرب عينها لحد ما قدرت تفتحها، كشرت باستغراب وهي شايفة السماء في وشها فتمتمت بتعجب_أنا نمت في البلكونة ولا إيه!
اتعدلت وهي بتدعك عيونها بارهاق، سرعان ما اتجمدت تمامًا أول ما شالت إيديها وهي بتراقب المكان من حواليها باستغراب، أرض مليانة عشب باللون الوردي واسعة جدًا ومهولة من غير حدود تبين نهايتها، ولكنها كانت فاضية وخالية من الناس، اتوسعت عينيها بدهشة بعد ما أدركت إن دي عمرها ما هتكون القرية
اتلفتت حواليها وظهر على ملامحها الهلع وهي بتقول_أنا…
أنا فين؟!
اتحاملت على نفسها وقامت وفضلت تمشي وهي مش عارفة هي راحة فين، مش قادرة تستوعب المكان اللي هي فيه، المكان على قد ما شكله جميل ولكنه مهيب في نفس الوقت، شافت سور من بعيد كإنها قلعة تشبه للأفلام القديمة اللي كانت بتشوفها، ولكن السور ده كان باللون الدهبي كإنه مصنوع من الدهب الخالص، اتحركت ببطء لحد ما ابتدت تشوف الكلام المكتوب على حجر كبير
_مملكة إل دورادو!
تمتمت اللي مكتوب وهي بترمش كذه مرة بدهشة، وكملت_مملكة إيه؟
أنا بحلم ولا إيه؟!
إيه اللي بيحصل ده!!
اتحركت بخطوات مترددة لجوا المملكة، لوهلة شافت الناس اللي كانوا بملابس غريبة عن عالمها، واللي كانوا بيتأملوها بنظرات متفحصة وكإنهم عارفين إنها غريبة خاصة بملابسها اللي أول مرة يشوفوها
كانت بداية المملكة سوق على طول الشارع الطويل بياعينها بيهتفوا بصوت عالي عشان يجذبوا الناس، سجاد وأقمشة، خضار وطيور وحيوانات، تقريبًا كل حاجة موجودة، كانت بتبصلهم بدهشة وبعيون متسعة، ركنت على جنب بهلع لما سمعت صوت بيؤمرها تبعد، وجهت أنظارها ليه فلقته شخص متحرك بعربية عتيقة بحصان تشبه للي كانت موجودة زمان
رمشت كذه مرة وهي بتكمل حركة وبتتعمق أكتر لجوا، الشوارع بتوسع أكتر وابتدت المملكة تظهر أكتر، كان شكلها مهيب، لحد ما وصلت لمكان يشبه الميدان واتحول السوق لمحلات راقية صغيرة مختلفة عن البي في عالمنا اتحركت لحد ما لقت نفسها قصاد نافورة ضخمة عليها علامة حست إنها شافتها قبل كده
شهقت بدهشة ورفعت إيديها ومسكت السلسلة اللي كانت لسة على رقبتها، رفعت الحجر الكريم قصاد عينيها وللدهشة…
كانت نفس العلامة!
اتنفضت وهي بتسيب السلسة برعب لما لقت العلامة اللي في حجر بتومض بألوان مختلفة ومعاها العلامة اللي موجودة على النافورة، اتراجعت بهلع لدرجة إنها اتكعبلت في حجر ووقعت على ضهرها، اتحاملت على نفسها واتعدلت لحد ما وقفت مكانها وسط الزحمة والصوت العالي وهي مش مستوعبة أي حاجة من اللي بتحصل، حاسة إنها بتحلم أو وقعت على دماغها، المظهر اللي قدامها مشافتهوش غير أيام ما كانت بتسمع مسلسل حريم السلطان!
وقفت وهي بتلف حوالين نفسها بتنقل نظراتها على المكان اللي كان غريب ومجهول بالنسبالها، حطت إيديها على دماغها اللي كانت بتدور، صداع رهيب وألم عنيف اتملك منها من الدوشة والربكة والهلع اللي حاسة بيه، محستش بنفسها غير وهي واقعة على الأرض وغايبة عن الوعي تمامًا….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عقيق آل دورادو)