روايات

رواية ادم ويارا الفصل الثالث 3 بقلم يورا آدم

رواية ادم ويارا الفصل الثالث 3 بقلم يورا آدم

رواية ادم ويارا البارت الثالث

رواية ادم ويارا الجزء الثالث

ادم ويارا
ادم ويارا

رواية ادم ويارا الحلقة الثالثة

“يا ترى جاب رقمي منين؟”
أخذت قضمة من الساندويتش وقالت:
“ممكن من باباكي.”
“أمم، ممكن.”
“أنا مش عارفة لو قابلته هقوله إيه، ولا إيه ردّة فعلي، أو هتصرف إزاي… أنا متلغبطة أوي.”
“بصي يا يارا، دا طبيعي. هو بعيد عنك بقاله كتير، أكيد هتحسي إنك بتتكلمي معاه لأول مرة. دي طبيعتنا. بس أنا واثقة إنك هتعرفي تاخدي القرار الصح.”
أخذت نفس عميق وقُلت:
“ربنا يستر، عشان أنا خايفة أوي.”
“سيبيها على ربنا. وأنا، يا ستي، مش هسيبك. لما تيجي تقابليه هبقى أجي معاكي.”
“خلاص، اشطا.”
“اشطا. أما هدخل بقى… سلام.”
“سلام.”
كملت لآخر الشارع لوحدي. وصلت وطلعت.
“ماما، أنا جيت!”
قلت وأنا بخلع الكوتشي وبرميه في الجزامة. بس اللي استغربته إن البيت في صمت غريب.
“ماما!”
نديت بصوت أعلى، يمكن تكون في المطبخ، لكن لفت انتباهي نور أوضة الضيوف.
“غريبة! إزاي ماما تسيبني من غير ما تطلع وتقولي ‘وطي صوتك، عندنا ضيوف’؟”
دخلت الأوضة وكانت الصدمة من نصيبي أنا.
“إنت! إيه اللي جابك هنا؟!”
“يارا، عيب كده!”
“أنا آسفة يا بابا… بس مين سمح للبني آدم دا إنه ييجي هنا؟”
“هو كلّمني وقالي إنه عايز يتكلم معاكي شوية، وأنا وافقت.”
“بس أنا مش موافقة، ومش عاوزة أتكلم معاه.”
“إنتي فاقدة الذاكرة، يا بنتي؟! أنا مش بعتلك وإنتي قولتي ماشي؟”
“أنا قولت هفكر، ما قولتش ماشي.”
“طب، وهفكر وماشي، إيه؟ الاتنين واحد!”
“إنت إيه البرود دا؟ لو سمحت، امشي من هنا!”
“يارا، احترمي نفسك! إيه؟ مش مالي عينيكي ولا إيه؟”
“أنا آسفة يا بابا، بس أنا مش مستعدة أقعد معاه دلوقتي.”
“معلش، يا عمي، ممكن تسيبنا شوية؟”
كنت بتسحب وخرج، بس بابا مسكني كأنه قابض على حرامي. مال جنب راسي وقال:
“الواد راجع وشاري… اسمعيه، ومش هتندمي.”
عدّلت هدومي بعد ما تكرمشت، لقيته بيضحك بس بيحاول يكتم ضحكته.
“نعم! بتضحك عليّ؟ شايف أراجوز قدامك؟”
الضحكة اختفت بسرعة، وحلّ محلها ابتسامة باردة وقال:
“لا… شايفك إنتِ.”
“طب، اترزع!”
“قولتي إيه؟”
“اتفضل اقعد!”
“ناس تخاف ما تختشيش!”
“خلص، قول اللي عندك، مش فاضية.”
“بت انتي، اظبطي كده بدل ما أظبطك. مالك سايقة فيها كده ليه؟”
“أولًا، أنا أعمل اللي أنا عايزاه. وثانيًا، خلص، قول اللي عندك عشان أنا خلقي ضيق.”
“ما تخلص، قول!”
“مستني تقولي ثالثًا.”
“لا، هما اتنين بس… اتفضل اتكلم.”
“يارا، انتي عارفة إني لسه بحبك، وعمري في يوم ما فكرت في غيرك. بس انتي أهملتيني، سبتييني لدماغي وأفكاري. وفي الآخر، عايرتيني بحاجة أنا ما حكيتهاش لحد غيرك.”
“حقك عليا، أنا آسف.”
“بس والله الفترة دي فعلًا كانت صعبة. تعب أبويا وأبوكِ كان هيروح. تعب وشقى سنين كان على وشك الانتهاء. عشان كده ما كنتش فاضي. انتي أكتر واحدة أنا برتاح لما بكلمها. أكتر واحدة ببقى مبسوط وأنا معاها. ربنا وحده اللي عالم أنا عدّيت السنتين دول إزاي من غير ما أسمع صوتك. وعلى فكرة، كل أخبارك كانت عندي.”
دموعي كانت بتنزل بصمت لما افتكرت إزاي قضيت الأيام والشهور دي كلها من غيره.
“لو لسه ليا غلاوة عندك، ما تعيطيش… عشان خاطري.”
مسحت دموعي وكملت:
“ليه ما قولتليش؟ ليه ما جتش تحكيلي زي ما كنا متعودين؟”
“ما كنتش عايزك تقلقي أو تضايقي. أنا قولت لأبوكِ ما يقولش حاجة قدامك.”
“سبتني أشك فيك، وأبعد عنك، وأفسخ الخطوبة.”
“لا، على فكرة، انتي لسه خطيبتي. أنا ما أخدتش الحاجة… وما وافقتش على فسخ الخطوبة.”
“يعني إيه الكلام دا؟ أنا دلوقتي مش خطيبتك.”
“خطيبتي، وغصب عنك كمان.”
لقيته مرة واحدة قام ولبسني الدبلة اللي قلعتها من سنتين. كنت بحاول أشد إيدي منه، بس من جوايا كنت مبسوطة أوي.
لّبسني الدبلة، وأنا كمان لبّسته دبلته. ولقيت ماما ومامته وأخته وباباه، اللي مش عارفة ظهروا منين، بيباركولنا والفرحة مرسومة على وشوشهم.
جه جمب وداني وقال:
“بصي المفاجأة دي… عمي، أنا عايز كتب الكتاب إن شاء الله يوم الجمعة الجاية.”
“نعم؟ جمعة إيه؟ دي بعد ٣ أيام، لا، مش موافقة!”
“تركني… بس انتي دلوقتي على جنب.”
“ها، يا عمي، قولت إيه؟”
“على بركة الله، يا بني.”
“بابا، أنا ما وافقتش!”
أخته جت وقرصتني في دراعي:
“ما خلاص بقى، واضح جدًا إنك هتموتي وتبقي مراته!”
اليوم خلص، وعدى الـ ٣ أيام بسرعة، والنهاردة اليوم اللي اسمي هيتكتب على اسمه.
“ماما، شكلي حلو؟”
“قمر يا حبيبتي، ما شاء الله.”
“إيمان، الطرحة مظبوطة؟”
“آه، يا قلبي، زي القمر.”
“سندس، الميكب حلو؟”
“يا حبيبتي، مالك متوترة كده؟ والله شكلك زي القمر.”
“مش عارفة، أنا خايفة أوي… أنا مش موافقة، الغوا كل حاجة!”
“نعم يا أختي؟! دا أنا مستنية اللحظة دي بقالي سنين!”
الصوت دا طالع منين؟
لقيت أخته بتضحك وبتديني التليفون وبتقولي: “كلميه.”
هو أنا ناقصة توتر أكتر من اللي أنا فيه؟
“ألو.”
“إيه يا حبيبتي؟ مالك؟ ما تتوتريش كده… شكلك زي القمر، من غير ما أشوفك كمان.”
“أنا خايفة أوي.”
“معقول تخافي وأنا جنبك؟ أدينا أهو بنحقق حلم السنين، واليوم اللي بنتمناه خلاص جه. وبعدين فين سباعي اللي جواكي؟ قلبتي قطة كده مرة واحدة ليه؟”
“بقى أنا سباعي؟ طب مش متجوزة ومش جايالك!”
“يا روحي، أنا بنكشك بس.”
رديت بكسوف وقلت: “طب، أنا عارفة.”
“والله العظيم بحبك، وعمري ما حبيت حد غيرك. إيه السكوت دا؟ مافيش أي حاجة كده تصبيرة؟”
“بعد كتب الكتاب، إن شاء الله… سلام.”
“بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير.”
الكل فرحان، مباركات وفرحة وزغاريط كتير. حاسة إنّي هطير من الفرحة.
“سيبوني بقى، دا أنا مستني اليوم دا بقالي كتير!”
أي؟
أي؟
‘في، متهيألي حضن اسمه حضن كتب الكتاب!”
“ولا عيب، بابا والناس!”
“أنا مليش دعوة، أنا ليا حضن، وهاخده يعني هاخده… دا أنا هرمت من أجل هذه اللحظة!”
“وأنا كمان، والله!”
ادّاني حضن، حضنه جميل أوي، فيه راحة واطمئنان.
“خلاص يا حبيبي، كفاية… بابا حبيبي!”
اترميت في حضن بابا.
“مبروك يا حبيبتي.”
“الله يبارك فيك يا حبيبي.”
“على فكرة، أنا بغير!”
“بس يلا، دي بنتي وأحضنها زي ما أنا عايز.”
عدت الأيام والشهور والسنين، أيام حلوة وأيام لا. حياة لا تخلوا من السعادة والقليل من مشاكل المتزوجين، بس أهي بتعدي.
“يارا، تعالي خدي بنتك دي، مش عايزة تبطل عياط!”
“حبيبي، سكتها، أنا بعمل الأكل ومش فاضية.”
“أبو الجواز، على اللي عايز يتجوز! أنا كنت عايش براحتي، أنا اللي جبت وجع الدماغ دا لنفسي!”
“بتقول حاجة يا حبيبي؟”
“لا يا روحي، بقول أجمل حاجة حصلت لي في حياتي هي الجواز منك.”
وتوته توته خلصت الحدوته

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ادم ويارا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *