روايات

رواية أشواك الورد الفصل الحادي عشر 11 بقلم قوت القلوب

رواية أشواك الورد الفصل الحادي عشر 11 بقلم قوت القلوب

رواية أشواك الورد البارت الحادي عشر

رواية أشواك الورد الجزء الحادي عشر

أشواك الورد
أشواك الورد

رواية أشواك الورد الحلقة الحادية عشر

•• فلتخرجى … ••
تعاقبت الأيام حتى مر أسبوع آخر ، سبعه أيام تحامل بها “عبد المقصود” إخفاء ما إتضح له من حقيقه زوجته وإبنها حتى يستطيع التصرف دون المساس بـ”ورد” خاصه بعد معرفته بمرضه الذى زاده هماً وتوتراً ….
بعد أن إطمئن “عبد المقصود” لخروج زوجته من المنزل وأصبح الوضع هادئ إلى حد بعيد أجرى تلك المكالمه التى ينتظر إجرائها منذ الصباح لمحادثه المحامى الخاص به …
ابو محمد: أيوه يا أستاذ حنفى عملت إيه ….؟؟؟
حنفى : كله تمام والمشترى خلاص جاهز …. إن شاء الله بكرة نروح نمضى العقود ونستلم الفلوس فى البنك على طول …
وأخيراً أهلت الراحه ليضمن حق إبنته الغاليه وأخيها الصغير بعيداً عن تلك المستغله وولدها ، أغمض “عبد المقصود” عيناه براحه لوهله قبل أن يستكمل مكالمته قائلاً …
ابو محمد: كويس أوى .. يا ريت برضه زى ما فهمتك محدش ياخد خبر إننا حنبيع المصنع …
حنفى : تمام يا “عبد المقصود” بيه …
بعد إنتهاء تلك المحادثه نكس رأسه قليلاً لتملك هذا الدوار من رأسه مرة أخرى لينتبه على صوت مزعج آت من خارج البيت …
كان صوتاً أشبه بمجادله وربما حدة بالحديث تحول لإنفعال أحد العاملات بالمنزل بصوت عالٍ ينهر أحدهم بشده …
قضب حاجبيه بقوة وهو ينهض من جلسته متطلعاً نحو مصدر الصوت الذى كاد يتحول لمشاجرة بباب بيته ….
تفحص الأمر قليلاً ليجد “نجاح” المربيه الخاصه بولده “محمد” تقف بإنفعال مع إحدى السيدات قرابه باب البيت …
كانت سيده أربعينيه هزيله الجسم ترتدى جلباب أسود رث للغايه وتلف رأسها النحيل بشال أسود أيضاً كاد يلتهم معظم وجهها خلفه …
كانت تلك السيدة منفعله للغايه محتده إلى حد كبير لا تتوانى ولا التراجع عن الذهاب مع محاولات “نجاح” المستمرة ….
تقدم نحوهم ببضع خطوات ليستمع بوضوح أكثر حين هتفت تلك السيدة بحده …
السيده: أنا لازمن أشوفها دلوقتى …!!!
نجاح: الست مش هنا خرجت والله … يا ست إفهنينى بقى ..
جلست تلك السيده بإنفعال غير مبرر وإصرار واضح أمام البوابه قائله …
السيده: أنا مش حمشى من هنا .. أنا قاعده أهو لحد ما تيجى …!!!
إتسعت عينا “نجاح” بغير تصديق لإصرارها لهذا الحد وهى تضرب كفيها بعضهم ببعض بقله صبر حين دنا منهما “عبد المقصود” متسائلاً ….
ابو محمد: خير يا نجاح …؟!!!
نجاح: الست دى مصممه عايزة الست أم “حسام”…. وعماله أفهمها إنها خرجت عماله تزعق ومصممه برضه تستناها …!!!!
ابو محمد: طيب روحى أنتى ….
تفحص برويه تلك المرأه الغريبه التى يرها لأول مرة ليتسائل بإستراب وفضول إنتابه لإصرارها وتشبثها بالبقاء بتلك الصورة…
ابو محمد: خير … أنتى مين و عايزة إيه …؟؟
نهضت السيده لتحدثه وقد لانت ملامحها بشكل غريب وتهدج صوتها حتى البكاء بلحظه واحده …
السيده: عايزة الست فى حاجه ضرورى …
ابو محمد: قولى طيب أنا جوزها …
زاغت عينا السيدة قليلاً ثم هتفت بإنكسار مصطنع ونبره مهتزه مختلفه تماماً عن تلك الحاده المنفعله منذ قليل …
السيده : معلش الست منبهه عليا إنى مجيش لحد غيرها …
إنتابه الشك بتلك المرأة ذات اللكنه الغريبه فيبدو أنها ليست من قاطنى القاهرة فلها لكنه مميزة لم يسمعها من قبل ليصمت قليلاً قبل أن يرسم إبتسامه خفيفه فوق ثغره قائلاً بذكاء محاولاً إظهار ما تخبئه هذه السيده …
ابو محمد: متقلقيش هى قايلالى على كل حاجه .. قولى بس إنتى عايزة إيه ….؟؟
تفكرت تلك السيده للحظه فيما داخلها ولم لا … فهى تحتاج ذلك وهذا الرجل الثرى لن يبخل عليها خاصه وقد أخبرته زوجته بما بينهما لتردف بطمع …
السيده: إذا كان كده يا بيه … ماشى … أنا جيت مزنوقه فى قرشين الفلوس إللى هى بعتتهملى معملوش حاجه .. وأنا عايزة فلوس مديونه ولازم أدفع …
شعر بالغرابه لإرسال “ناهد” مالاً لتلك السيدة دون معرفته ليستكمل “عبد المقصود” وكأنه يدرك تماماً عما تتحدث لتستمر بالحديث بأريحيه معه …
ابو محمد: ليه هى قالتلى إنها بعتت لك إللى يكفيكى وزياده …
بإنفعال بسيط وإستكانه تميل للنحيب أردفت …
السيده: زياده إيه يا بيه !!!! … هو إنتوا واخدين منى هدمه ولا جزمه ده عيل !!! … لحم ودم …!!!
إتسعت عيناه بصدمه ليدب الشك بقلبه لكنه إستكمل لمعرفه الحقيقه كامله مقرراً مجاراتها بالحديث …
ابو محمد: أيوه بس إحنا إديناكى كتير …
السيده: لا يا بيه لا كتير ولا حاجه يا تراضينى كويس يا حروح أبلغ إنكم خطفتوا “محمد” إبنى ومش راضيين ترجعهولى أه … ده أنا جايه من الشرقيه مخصوص مينفعش تمشونى كده إيد ورا و إيد قدام ….!!!!
حاول إستيعاب الأمر وربط بين الأمور وبعضها ليخرج بشرود محفظته ويمد يده لها ببعض المال ليدلف بعد ذلك للبيت مباشرة وهو يتذكر ما حدث منذ ثلاث سنوات …
تذكر سعادته حينما أبلغته زوجته “ناهد” أنها حامل فقد كان متعجباً من سنها وأنها تجاوزت الخمس والأربعون عاماً إلا أنها حامل وبعد عدة أشهر تفاقمت بينهم مشكله أصرت فيها “ناهد” على ترك المنزل والذهاب إلى الشرقيه لدى عائلتها حتى أبلغته بخبر ولادتها لإبنهما “محمد” مبكراً …
لكن الآن فهم الحيله وأنها قد أخذت إبن هذه السيده لتحتال عليه وتوهمه إنه إبنه حتى يتسنى لها أن ترثه .. مجدداً المال .. هو كل ما كانت تسعى إليه !!! … كيف عُميت عيناه عنها طوال هذه السنوات … كيف لم يرى طمعها وجشعها وإصرارها على زواج ولدها من “ورد” … كيف لم ينتبه …..؟!!
وفى ظل حيرته عادت “ناهد” من الخارج للتو ليقابلها بنظرات غير مفهومه فأخذ يحدجها لفترة طويله يحدث بها نفسه فقد علم الآن لم كانت تكره إسم (أم محمد) .. فهو ليس ولدها من الأساس حتى تسمى به ….
ام حسام: واقف بره ليه كده يا أبو “محمد” ..؟؟؟
أطلقت شرراً بذكرها للإسم بتلك الصورة ليصرخ بها بإنفعال غاضب ….
ابو محمد: إوعى أسمعك تنطقيها تانى على لسانك فاهمه …. أنا أبو “ورد” وبس … يا كدابه يا طماعه …!!!!
إبتلعت ريقها بصعوبه لهذا الإنفعال الشديد لتقابله بحده حتى لا يتمادى بصراخه أكثر من ذلك ..
ام حسام: فيه إيه ..؟؟ إيه إللى حصل … ؟؟ إنت عمرك ما كلمتنى كده ….؟؟
ابو محمد: وفوقت … أخيراً فوقت …. أنتى إنسانه طماعه و إنتهازيه … أنا عرفت كل حاجه …وعرفت إن “محمد” مش إبنى … من النهارده مالكيش مكان ولا عيش فى البيت ده … غورى من هنا يلا … إنتى طالق … طالق … طالق …
لم تصدق “ناهد” ما تسمعه أذنها لتهتف بصدمه وعدم إستيعاب …
ام حسام : عرفت …!!!
لتستطرد بإستجداء وترجى شديد …
أم حسام : إسمعنى بس … أنا …
لحقها “عبد المقصود” غاضباً يدفعها للخروج من البيت كاملاً …
ابو محمد : أنتى إيه ….؟؟ حتألفى كدبه تانيه !!!! … خلاص مبقتش طايق أبص فى وشك … غورى من هنا وعلى الله أشوف وشك هنا تانى … برررره …
جرجرت ساقيها إلى خارج البيت تشعر بالقهر الشديد لطردها بتلك الصورة ساخطه على تلك الزيجه التى لم تستفيد منها بأى صورة ….
أخذت تتوعده بالإنتقام فلم يعد أمامها حل آخر غير “ورد” تلك التافهه التى ستحضر لها المال على طبق من ذهب … يجب أن تنتقم منه فى هذه الفتاه … لكن بعد أن تأخذ كل ما تملك هذه الضعيفه أولاً ….
____________________________________
شقه حسام ….
تفاجئ “حسام” بعودة والدته فقد تركته منذ ساعه أو أقل ليضيق عينيه بإستراب ..
حسام: ماما …!! إيه إللى رجعك تانى ….؟؟؟
ام حسام: “عبد المقصود” … طلقنى …!!!
فغر فاه بقوة وقد صدمت ملامحه هاتفاً بعدم تصديق …
حسام: إيه …!! إتجنن ده ولا إيه …؟؟؟
جلست “ناهد” بدون تركيز وهى تتحدث بصدمه لم تفارقها منذ طردها “عبد المقصود” من منزله …
ام حسام: مش عارفه عرف منين موضوع “محمد” وطلقنى … إحنا لازم نتصرف يا “حسام” لازم … لازم أقهره زى ما قهرنى …
حسام: واحده واحده هو حيروح مننا فين …؟؟
ضمت شفاهها بغيظ وهى تضغط بكفيها بعضهم البعض ..
ام حسام: أنا متغاظه أوى يا “حسام” …حاسه أنه غلبنى … بس لأ … هى …. هى مفيش غيرها “ورد” إللى حتكسره … لازم ننتقم …
حسام : متخافيش .. تطلع بس من المستشفى ونحاول نوقعها …
ام حسام: أيوه كده .. هو ده إبنى حبيبى …
إنتبهت “ناهد” للتو بالغرفه من حولها لتعلو نظرات مشمئزة من تلك الفوضى التى تعم شقته فهى لم تأتى إلى الشقه منذ ما يقرب من عشرة أيام وإكتفت بلقائه بأماكن عامه قريبه منها ثم أردفت بتقزز …
ام حسام: إيه البهدله إللى إنت عاملها فى الشقه دى …!!
حسام: يا ماما بقى … سيبينى براحتى هو أنا كمان حقعد أنظف وأظبط فيها … عموماً إنتى جيتى أهو إعملى إنتى إللى إنتى عايزاه …
إنتفضت “ناهد” كالملسوعه أبعد هذا الثراء تبقى بتلك الشقه الكريهه تنظف وترتب خلف هذا الفوضوى ، أبعد أن كانت تأمر وتطاع يذلها الزمن ويحط من قدرها لتردف بإنزعاج …
ام حسام: إيه …!! وهو أنا كنت بعمل هناك حاجه لما أعمل هنا ….؟؟ لا إنت تشوفلك حد ينظف ويظبط الدنيا كده … أنا حروح أقعد فى شقه مفروشه أحسن لى … متنساش إن إنت حتجيب “ورد” هنا وأنا مش حينفع أقعد معاك ..
حسام بتملل: ماشى ماشى …
____________________________________
شركه الأقصى ….
نظر “شريف” بتملل تجاه ساعه يده ثم أعاد بصره نحو “يوسف” المتعمق للغايه بهذا العقد الموضوع أمامهما ليزفر “شريف” بإختناق ناظراً نحو العقد بيد “يوسف” قائلاً …
شريف: أبوس إيدك يا أخى أنا تعبت … من الصبح قاعدين على العقد ده وأنا ولا فاهم حاجه …
ترك “يوسف” العقد من يده وهو يرسم إبتسامه وهو يدرك تماماً مقصد “شريف” قائلاً بفراسه ..
يوسف: مالك يا “شريف” … إنت جعان ولا إيه …؟؟
إعتدل “شريف” وعلت إبتسامته تشق وجهه لفراسه صديقه وفهم مقصده …
شريف: حبيبى يا فاهمنى ….
يوسف: بس ده لسه بدرى على معاد البريك …
شريف: ما هو ده إللى مجننى … إيه إللى مجوعنى بدرى …؟!!!!
ضحك “يوسف” وهو يتراجع بجزعه للخلف قليلاً قائلاً …
يوسف : طيب أصبر على نفسك شويه .. أنا مش فاهم مع كميه الأكل الرهيبه إللى بتاكلها دى مبتتخنش ليه …؟؟
شريف: ده كرم ربنا بقى … بس بقولك إيه … بطنى وجعتنى من أكل الكشرى … نغير بقى …!!!!
يوسف: أنا لو أكلته كل يوم ما أزهقش …
شريف: يا أخى معدتى حجرت … ما المطعم عندهم أكل كتير .. إشمعنى الكشرى ده …؟!!
يوسف: كل واحد و إللى يحبه بقى …
رفع “شريف” أنفه ممتعضاً ليسخر من “يوسف” وما يحبذه …
شريف: يحبه ….!! أما انت صحيح فقرى … يوم ما تحب تحب كشرى .. ما تحب لحمه و لا فراخ ولا بطايه حلوة كده …!!!!
يوسف: يا جدع إنت حد مسلطك عليا … أنا حر …
شريف: ماشى يا أخويا على راحتك … بس ناكل …
تطلع “يوسف” نحو الساعه المعلقه بالمكتب ثم أردف متمهلاً …
يوسف: باقى ساعه على البريك .. إستنى شويه .. حتى نخلص العقد المعقرب ده …
تكتف “شريف” وهو يزم شفتيه بضيق قائلاً …
شريف: صابرين أهو ….
____________________________________
عبد المقصود …
إستقل سيارته ليتجه إلى المستشفى شارداً بما حدث مع “ناهد” منذ قليل ، كم صدمه معرفته بتزييفها لحقيقه إبنهما وكذبها وخداعها له ، كم كان ساذجاً بتصديقها ، لكنه حمد الله أن ظهرت الحقيقه قبل أن يضع الوديعه بإسم “محمد” بالبنك غداً وأنه قد إتضحت له كل تلك الحقائق قبل وفاته وتورط “ورد” مع “ناهد” وولدها مره أخرى ….
____________________________________
المستشفى …
نظرت “سماح” لتلك الحقيبه الصغيرة الموضوعه بمقدمه السرير المعدنى قائله بضيق بسيط فهى لا تنكر سعادتها بتلك الخطوة الجديده لـ “ورد” …
سماح: خلاص حتمشى ….!!!
أومأت “ورد” بخفه وهى تردف بإيضاح …
ورد: بابا زمانه جاى فى السكه .. حفك الجبس بتاع ذراعى ده و أمشى …
سماح: معاكى رقم تليفونى العادى والخاص .. لو فيه أى مشكله كلمينى فى أى وقت … ومعادنا هنا زى النهارده تمام …
ورد: تمام .. بجد مش عارفه أشكرك إزاى يا “سماح” على إللى عملتيه معايا فى الأسبوعين إللى فاتوا ..
سماح: أنا بجد حبيتك زى أختى الصغيره يا “ورد” … وده كان أأقل حاجه أعملها معاكى … وأنتى دلوقتى بقيتى أحسن كتير من الأول … ويا ريت متخليش أى حاجه تأثر فيكى وتزعلك بسرعه .. خليكى قويه …
ورد: إن شاء الله …
وصل “عبد المقصود” لطبيبه المعالج أولاً قبل أن يمر بـ”ورد” ليلقى التحيه فور دخوله ..
عبد المقصود: السلام عليكم ..
الطبيب : أهلاً يا أبو “محمد” ….
أثار الاسم غصه و ألما فى نفسه بعد إكتشافه أن “محمد” ليس ولده فطلب من الطبيب مناداته باسم غاليته “ورد” …
عبد المقصود: قولى أبو “ورد” …
الطبيب : زى ما تحب يا أبو “ورد” … أخبارك إيه النهارده …؟!!!
أبو ورد : الصداع بقى يزيد أوى وألمه صعب .. كنت عايزك تكتبلى نوع مسكن قوى يساعدنى …
الطبيب : يا أبو”ورد” المسكن ده مش علاج .. إنت كده إتأخرت جداً فى جلسات العلاج إللى قلت لك عليها ..
ابو ورد: ورايا حاجات مهمه أوى أخلصها و آجى المستشفى هنا أقعد فيها وأخد العلاج وكل إللى انت عايزه …
الطبيب : بس أنا بحذرك إن الفتره إللى جايه الموضوع ممكن يزيد عن مجرد دوخه أو صداع … الموضوع ممكن ييجى بنوبات إغماء أو لا قدر الله غيبوبه … وكده مش كويس أبداً …
ابو ورد: ربنا هو الشافى المعافى …إكتب لى بس نوع المسكن وإن شاء الله قريب أوى حتلاقينى هنا …
لم يحبذ الطبيب إهمال “عبد المقصود” لنفسه وعلاجه لكنه كان مرغم على أن يلبى طلبه مؤقتاً …
الدكتور: أنا مش موافقك بصراحه .. بس أدى إسم المسكن ويا ريت تسمع نصيحتى … العلاج أهم حاجه ….و أى حاجه تانيه تيجى بعدين …
ابو ورد: إن شاء الله …
قالها “عبد المقصود” بلا إكتراث لحالته فما يشغله الآن هو “ورد” فقط …
إتجه لغرفتها الخاويه فيبدو أنها ذهبت منذ قليل لإزاله تلك الجبيرة الموضوعه بذراعها فجلس قليلاً فى إنتظارها ….
دلفت “ورد” بعد قليل تمسك بعكاز تستند عليه ومازالت جبيرة قدمها كما هى بينما إستبدلت الجبيرة الموضوعه بذراعها بلفافه من الشاش الخفيف تعلقها برقبتها …
إتجه “عبد المقصود” تجاهها يساعدها على الحركه قائلاً بمحبه عطوفه ….
ابو ورد: حمد الله على السلامه يا “ورد” …
ورد: الله يسلمك يا بابا …
ابو ورد: هى إيدك لسه مربوطه ليه كده مش خلاص فكيتى الجبس …؟؟!
ورد: أيوه بس الدكتور ربطلى الرباط الضاغط ده وقالى يومين بس وأفكه …
أومأ بإيجاب وهو يشير لحقيبه صغيرة أحضرها معه قائلاً …
ابو ورد: الحمد لله على كل حال … المهم أنتى بخير .. خدى الشنطه دى “نجاح” حضرتهالك فيها هدوم تانيه … غيرى بقى هدومك عشان نروّح وتنورى بيتك تانى …
ورد : حاضر يا بابا …
أبدلت “ورد” ملابس المستشفى بملابسها التى أحضرها والدها وإرتدت فستانها الطويل ذو اللون الإسود يعلوه جاكيت باللون الوردى فكم إشتاقت للألوان بعدما تحلت أيامها السابقه بألوان المستشفى الباهته …
أسدلت شعرها الذهبى لأول مره بعد إزاله عصابه رأسها من الشاش الذى أحاط برأسها منذ مجيئها للمستشف ، لكن وجهها مازال متعب … نعم قد زالت آثار التورمات كلها ما عدا هذه الرقعه من اللاصق الطبى فوق حاجبها الأيمن .. لكنها مازالت جميله كما هى من الظاهر …
تطلعت بإنعكاس صورتها بالمرآه وهى ترى ما لم يراه غيرها ، هى الوحيده التى ترى تلك الجروح الأخرى لم تزال جبيرتها بداخلها مازالت محطمه مهشمه .. لكنها لن تستسلم مثلما إتفقت مع “سماح” …
خرجت من المرحاض يعلو وجهها بسمتها الرقيقه حين هتف بها والدها بإشتياق بعودتها …
ابو ورد: بسم الله ما شاء الله … إنك واقفه على رجلك تانى دى أكتر حاجه تسعدنى فى الدنيا …
ورد بإمتنان: وأنى أشوفك مبسوط … دى أكتر حاجه بتمناها فى الدنيا … أنا حاسه إن فيه حاجه إنت مخبيها عليا مش عارفه ليه حاسه إنك تعبان ومش مبسوط يا بابا …
ابو ورد: مين إللى قال كده !!!!! … ده أنا مش قادر أوصف لك فرحتى النهارده قد إيه وأنتى خارجه من المستشفى … عشان كده إحنا مش حنروح على طول …
ورد: أمال إيه ….؟؟؟
ابو ورد: إيه رأيك أعزمك على الغدا زى زمان أنا وأنتى بس ..؟؟
إتسعت إبتسامتها العذبه بإشراقه وهى تجيب بالايجاب على الفور …
ورد: بجد …!! … بس ..أأأ ….
ابو ورد: بس إيه …؟؟
ورد: ورجلى دى حمشى كدة قدام الناس ..؟؟
ابو ورد: ولا يهمك وده باقى أسبوع واحد بس ونفك الجبس ده كمان وتبقى زى القمر …
تحركت “ورد” مستنده على عكازها قائله بمزاح …
ورد: ماشى .. بس إمشى معايا واحده واحده زى العواجيز بقى ..
ابو ورد بضحك: على أساس مين إللى عجوز .. أنا ولا أنتى ..؟؟
بفخر شديد به أجابته غاليته بمحبه وإمتنان لوجوده بحياتها ….
ورد: أنت ….؟؟؟!!! … هو فيه فى الدنيا زيك أنت يا بابا .. ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك ابدااااااااا …
نظر لإبنته بحزن بالغ كيف سيتركها ببساطتها وبرائتها ونقيها الشديد تصارع الدنيا بمفردها خاصه بعد ما حدث ، شرد للحظات حين تسائلت “ورد” بإهتمام ….
ورد: فيه حاجه يابابا ..؟؟
ابو ورد: لا يا بنتى … يلا بينا …
تحركا معاً وهو يسند إبنته إلى خارج المستشفى لتستقل “ورد” السياره بمساعده والدها من ثم ذهبا إلى المطعم القريب من المستشفى لتناول الطعام …
جلسا بإحدى الطاولات بعدما ساعدها للجلوس أولاً ثم إلتف نحو المقعد المقابل لها لينظر لوجهها العذب الذى يملأ دنياه بالسكينه ….
مدت ورد قدمها المجبره أمامها فهى مازالت غير معتاده على الجلوس بهذا الشكل على المقعد فقد كانت طوال الوقت ممده بفراشها بالمستشفى ….
ابو ورد: المطعم ده مع إنه صغير إلا إنه بيعمل أكل جميل جداً .. حيعجبك أوى … إختارى بقى إللى نفسك فيك وأنا حجيبهولك ….
مد ابو محمد يده بقائمه الطعام لهذا المطعم لتنظر بها “ورد” تحاول أن تختار الطعام الذى تشتهيه ….
____________________________________
شركه الأقصى …
بتحايل شديد وقف “شريف” بمقابله مكتب “يوسف” يحثه على الإنتهاء من عمله فقد تأخرا على موعد طعامهما ….
شريف: يلا بقى .. الساعه خلصت من بدرى … عايز أكل …
يوسف: تمام .. ححفظ بس الملف ده وننزل على طول …
شريف: أيوه كده .. عصافير بطنى بتصوصو يا أخى ….
أغلق يوسف الحاسوب الخاص به بعد حفظ الملف ثم تحرك برفقه “شريف” بإتجاه المطعم لتناول غذائهما …
دلفا لداخل المطعم يبحثان عن إحدى الطاولات الشاغره لتناول وجبتهما حينما طرق إلى آذان “يوسف” صوتاً مألوفاً للغايه ينادى بإسمه ….
تلفت يوسف نحو مصدر الصوت ليجد “عبد المقصود” يلوح له بيده وهو يناديه بوجه مبتسم …
تمعن “يوسف” قليلاً للتأكد أن هذا هو “عبد المقصود” بالفعل فقد لاحظ جلوس إحداهن معه لا يستطيع رؤيتها بوضوح فقد أولته ظهرها …
ابو ورد: إيه ده … ده باينه يوسف …. يوسف …. يوسف ….
إنتبه “شريف” بنداء أحدهم على صديقه ليلكزه بخفه …
شريف: فيه حد بينادى عليك يا “يوسف” ..؟!!
يوسف: ااه … ده أبو “محمد” …. تعالى يا “شريف” …تعالى أعرفك عليه …
شريف: مين ده ….؟؟
يوسف: حقولك يا أخى إمشى بس الراجل بينادى …

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أشواك الورد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *