روايات

رواية حواديت الطب الشرعي الفصل الثالث 3 بقلم حبيبة ياسر

رواية حواديت الطب الشرعي الفصل الثالث 3 بقلم حبيبة ياسر

رواية حواديت الطب الشرعي البارت الثالث

رواية حواديت الطب الشرعي الجزء الثالث

حواديت الطب الشرعي
حواديت الطب الشرعي

رواية حواديت الطب الشرعي الحلقة الثالثة

“أنا عالمٌ ولستُ جثة، أنا بحرٌ ولستُ قطرة، ترانِي هامدًا، وفي الحقيقةِ راكِضًا، كل حرفٌ يمثِلُ أسطورة، فَسحري لا ينتهي، في الأحلامِ كُنتُ أم العَلَنِ، أخذُ الأرواحَ بالميثاقِ، وعهدِي أنكَ المُقبِلُ”
مكُنتش مستحملة اللي قرأتُه، حسيت ان نبض قلبي ورعشة جسمي زادوا، الكلام كان مكتوب بالدم على ورقة غريبة، مهرية والزمن جاي عليها، جنب الكلام كان في حروف ورموز مرعبة، اول مرة اشوفها، كل حاجة عبارة عن دم، بصيت في عيون مرام، كانت مخضودة والتوتر باين على وشها
_دة.. ممكن يبقى عمل؟
_دة عهد يا مريم، عهد بالدم مستحيل يتفك
بصيتلها بدموع وقولت:
_دم مُراد؟
قالت وهي بتطمني بنظراتها:
_الجواب فيه ورقة تانية، يمكن يكون فيها حاجة تطمنّا
مسكت الجواب وفتحت الورقة، وبدأت اقرأ اللي فيها بصوت عالي:
_”عارف انك مستغربة من الجواب، ومن كل حاجة بتحصل من يوم ما جيبتلك الجثة المشرحة، كان نفسي اقولك كل حاجة من الأول، بس انا غبي، خبيت علشان خايف عليكي، خايف انك تتأذي، كان ممكن ألحقك قبل ما تدخلي المشرط في جسم الجثة، لو مكناش فتحناها مكانش حصل دة كلُه!
الجثة.. أو خليني أقول “المارد” هرب من المشرحة، وانا فوقت زيي زيك مش فاهم حاجة، كان بيجيلي في الأحلام كل ليلة، مكنتش بقدر اشوف حاجة من الضلمة، لكن كُنت بشوف عيونُه المرعبة وهي متابعة كل تصرفاتي، كل اللي كان بيقولُه “عهدي أنك المُقبل” مكنتش فاهم معنى كلامُه، مبقيتش عارف انام، وحتى الشغل بدأ يحصل فيه مشاكل كبيرة، جيبنا جثة الست اللي كان بينهش في لحمها، وقبل ما توصل عندكوا المشرحة.. اختفت، من كُتر الأفكار اللي تعبت راسي، روحت أقعد على البحر، تعمدت انه يكون نفس مكان الواقعة، وشوفت مشهد بشع، شوفت “المارد” واقف في نص البحر، في إيدُه شنطة لونها أسود بتنزل دم في البحر، كان باصصلي ومبتسم، وفي صوت همس بيتردد في ودني “إنَهُ العهد، عهدُنا الدم”
“المارد” فتح الشنطة السودة، وظهر اللي فيها، كانت راسي..
من هول المنظر حاولت اجري، لكن فجأة قرب عليا وحسيت اني اتكتفت، همسلي وقال: “دمك عهد، لو عايز رحمتنا، عاهدنا”
كان قصدُه اني أقتل نفسي، لكن مطلبش دة عادي، هو طلب اني أفتح جسمي بنفسي، أفتحُه بالسكينة من تحت الرقبة لبعد البطن، على حرف Y، تمامًا زي الفتحة اللي عملتيها في جسمُه، ومن يومها وهو بيظهرلي في كل حتة وفي كل الوشوش، كان مفروض يكون بيطاردك أنتِ، لكن انا وعدتُه.. وعدتُه أوفيلُه بالعهد مقابل انُه يبعد عنك..
انا بكتب الرسالة دي، علشان أعرفك اني هوفي بالعهد، والعهد هو الدم، ودمي فداكِ”
دموعي زادت أكتر، كنت بعيط زي الأطفال، صوت بُكايا عالي لدرجة ان الدكاترة اتلموا عليا، حاولوا يهدوني لكن مفيش فايدة، كإني في كابوس، ياريتني ما مسكت مشرط في حياتي..
“أنا بحرٌ ولستُ قطرة”.
_أنا عايزة أتكلم مع وكيل النيابة الجديد
قالتلي بيأس:
_هتعمليها ازاي دي؟ مفيش فرصة
رجعت سألتني باستغراب:
_عايزاه ليه؟
_عايزة أجيب جثة مُراد المشرحة، لازم أفهم كل حاجة
قالت بتردد:
_بس.. هو مفيش جثة.
كنت هتحرك لكن وقفت بعد جُملتها، بصيتلها بصدمة وسألت:
_يعني ايه؟ فين جثتُه؟
_ملهاش أثر، حاولنا ندور عليها كتير بس فشلنا
غمضت عيني بيأس، دموعي نزلت وأعصابي فكت، حاولت أخُد نفسي، مسكت شنطتي وخرجت برة المستشفى، كنت بمشي في الشارع زي المجذوبة، لا عارفة انا رايحة فين ولا بعمل إيه، دموعي على خدي وبدعي وبكلم ربنا..
وفي اقل من عشر دقايق، لقيتني على شط البحر، تحديدًا في مكان الواقعة، كنت بتلفت بعيوني في كل حتة على أمل اني ألاقي أي دليل يثبت على الأقل وجود الجثة
مكُنتش حاسة بنفسي ولا بتحرُّكاتي، لكن حسيت ان الجو برّد أوي، والدنيا غيّمت بشكل يرعب برغم ان احنا مش في شتا، لَفت نظري ضل طويل جاي عليا من بعيد، تحديدًا من نص البحر، حاولت ادقق في الهيئة والملامح.. وكان زي ما توقعت بالظبط “المارد” لكن شكلُه كان أغرب و.. مرعب أكتر!
كان بيجُر في المايّة شنطة لونها أسود، ومع كُل خطوة ليه.. الدم كان بيملى البحر، لدرجة ان لون البحر الصافي أتحول أحمر مايل للسواد
كُنت براقب المشهد بخوف، رجلي بتخبط في بعض وعيوني مبحلقة، مش مصدقة اللي هي شايفاه، وبعد ما كان بيقرب عليا، وقف فجأة، كإنُه كان مركز في حاجة تانية غيري، والحاجة دي هي الشنطة السودة، اللي فجأة خرّج “المارد” منها جثة مراد المتقطعة، وبدأ ياكل لحمُه زي ما كان بيعمل في الست، حاولت أشغل دماغي شوية، طلعت الموبايل وفضلت أصوّر
كان الفيديو حوالي دقيقتين، ومازال “المارد” مكمّل في الوليمة
فتحت الفيديو علشان أتأكد اني مش بحلم، وانُه موجود فيه فعلًا، بس الفرحة متمتش، فجأة حسيت اني بتكتف من كُل اتجاه، حركتي اتقيّدت والموبايل وقع من ايدي في المايّة، من قوة الضغط عليا فضلت أصرخ، لغاية ما “المارد” لاحظ وجودي
بصلي للحظات قبل ما يختفي، وتفضل جثة مراد عايمة على وش المايّة
حاولت أقاوم التُقل اللي في جسمي، كُنت بردد بصوت يكاد يكون مسموع “وَمَاهُم بِضارّينَ بِهِ من أحدٍ إلَا بإذنِ اللَّه”
وصلت لجثة مراد، حاولت ألمسها لكن كُنت خايفة جدًا، فضلت ادور على الموبايل بتاعي، الفيديو دة لو اتشاف من وكيل النيابة أكيد هيساعدني، لمحتُه عايم جنب الجثة، جريت عليه علشان أخدُه، لكن فجأة الماية بدأت تتحرك، بيحصل حركة غريبة انا مش فاهماها، الجثة اتشدت لتحت البحر في دوّامة، كنت بتشد معاها لكن انا قدرت أقاومها وأبعد، وأول ما خرجت من البحر الموبايل اتشد مع جثة مراد، وبكدة الدليلين الوحيدين الموجودين في ايدي أختفوا، ودة معناه إني مش هثبت اللي شوفتُه واللي حصلي دة لحد، وهيفضل “المارد” ورايا لحد ما نهايتي تكون زي نهاية مُراد..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حواديت الطب الشرعي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *