روايات

رواية سكان البيت الفصل الثاني 2 بقلم وردة رضا

رواية سكان البيت الفصل الثاني 2 بقلم وردة رضا

رواية سكان البيت البارت الثاني

رواية سكان البيت الجزء الثاني

سكان البيت
سكان البيت

رواية سكان البيت الحلقة الثانية

– انتى لابسة كده ليه؟!
“قالتها بتعجب”
– جايه معاكى الشغل
– نعم يأاختى؟! شغل ايه دا اللى تروحيه معايا؟!
“قولت بصوت غير مسموع ”
– ما أنا على جثتى أقعد فى البيت دا لوحدى
“كملت بعدها بسخريه”
– وهقولهم ايه؟! جايبه بنت أختى معايا
– اتريقى اتريقى بس برضو هروح معاكى يعنى هروح
– على فكره بقى انتى معطلانى وأنا متأخره أساسآ
– انتى إللى معطله نفسك أنا مالى ….
قاطعتنى بنفاذ صبر :
– وبعدين فى شغل العيال دا إللى مش هيخلص؟؟
“بصيتلها بدموع وأنا بقول بصوت خافت ”
– عيال عيال المهم مبقاش لوحدى مع عفريت
– منى ياحبيبتى أنا شايفه ان أحوالك متغيره ،انتى كويسه؟؟ “قالتها بقلق وهى بتبصلى بتعجب ”
جاوبتها بتوتر :
– كل دا عشان قولتلك خدينى معاكى
– اعقلى يامنى شغل ايه إللى تروحيه معايا؟! واقولهم ايه وأنا واخده شحطه معايا ،معلش جايبه أختى معايا عشان خايفه اسيبها لوحدها؟!
فركت أيدى بتوتر وأنا بقول بخوف :
– ما أنا بصراحه كده مش حابه أقعد فى البيت لوحدى
“لوت فمها بسخريه وهى بتقول بتعجب ”
– ودا من أمتى أن شاء الله؟! دا أنا كنت بتحايل عليكى تنزلى من البيت تقعدى مع أصحابك وكنتى بترفضى
“ابتسمت بتوتر وأنا بقول لنفسى”
– طيب دى اقولها ايه دلوقتى ….وبعدها قولت بهدوء :
– ما أنا قولت اسمع كلامك وأنزل اغير جو
“ضيقت عينيها بشك”
– جو ايه إللى تغيريه فى الشغل ،بت يامنى انتى اديلك كام يوم حالك مش عاجبنى ،داهيه لتكونى كنتى بتتكلمى بجد أمبارح لما قولتى أسم الزفت دا
“سألتها بعدم فهم وأنا بفكر هى تقصد بكلامها مين”
– زفت ايه؟! انتى قصدك على مين؟؟
– الشاب يا أختى إللى قولتى أسمه أمبارح ،جاد او جواد اهى حاجه زى كده مش فاكره بقى كان أسمه ايه .
– قصدك جلال “حطيت أيدى بسرعه على بوقى وأنا بلوم نفسى على غباءى وتسرعى إللى بيودينى فى داهيه ”
بلعت ريقى بتوتر وأنا بقول بلجلجه :
– دا أنا كنت بهزر معاكى أنتى صدقتى
“بصيتلى بعدم تصديق وابتسمت بسخريه”
– واشمعنا أسم جلال بالذات؟!
– اهو إللى جه على بالى بقى
– عليا أنا برضو الكلام دا ” قالتها بخبث ”
” رمت الشنطه من أيدها وقعدت على الكرسى إللى قدامى مستنيه انى احكيلها الحقيقه ”
-نهى ياحبيبتى روحى شغلك أنا خلاص هقعد فى البيت ،دا كنت اتشل فى لسانى قبل ما اقول انزل معاكى
– انتى نهيتى الكلام ليه أول ما جبت سيره سى زفت؟!
” بصيتلها بحنق وقولت فى سرى بحسره”
– اشتمى اشتمى ما كل دا هييجى على دماغى أنا فى ألاخر ،منك لله يانهى دا هينفخنى
“عليت صوتى وأنا بحاول أنهى النقاش دا”
– انتى مش كنتى متأخره على شغلك ؟!
“لقيتها فكت الطرحه وخلعت الكوتشى من رجلها وقعدت براحه ربعت على الكرسى إللى قصادى”
– لا ما أنا غيرت رأيى وقررت أقعد معاكى وأفهم ايه حكايه جلال دا
بصيت فى كل مكان وأنا بقول برعب :
– انتى بتقولى ايه ،أنتى مش فاهمه حاجه
– ومالك اتحمقتى أوى كده ليه؟! يبقى فيه حد فى حياتك ،أنا قلبى كان حاسس ،دا انتى وقعتك سوده
” لويت بوقى بسخريه وأنا بقول بهمس ”
– وانتى وش أحساس أوى
– بتبرطمى تقولى ايه يابت!!
أخلصى مين جلال دا؟؟
“جاوبتها ببساطه”
– دا عفريت
– هنرجع لشغل الجنان دا تانى؟؟
– مش انتى إللى سألتى وعايزه تعرفى مين جلال دا
– يعنى جلال دا عفريت؟؟
– اه
قطع كلامنا صوت التليفون إللى بيرن فى شنطتها فأتناولتها بضيق وهى بترمينى بنظرات حارقه عشان تتحول نظراتها بعدها لضيق وهى بتجاوب ببرود :
– نعم ،خير فيه حاجه؟!
– ايه إللى أخرك لغايه دلوقتى؟!
– عشان مش جايه الشغل مثلآ
– يعنى ايه مش جايه ،ولما الاستاذه مش جايه مدتنيش خبر ليه قبلها؟؟
– تعبانه ،ايه مينفعش اتعب ،متزعلش المره الجايه قبل ما اتعب هبقى أستأذنك
– والشغل يتحرق مش كده؟!
” بصيتلها بتعجب من طريقتها وإللى لأول مره بشوفها بتكلم حد بالأسلوب دا ،ياترى مين دا؟! وعاملها ايه؟!
– تنزلى حالآ انتى سامعه
– بقولك تعبانه يابنى أدم
– ربع ساعه والاقيكى على مكتبك
اتكلمت بصوت عالى غاضب :
– يعنى ايه الكلام……
شالت التليفون من على ودنها بصدمه وقالت بغيظ :
– دا قفل فى وشى
“سألتها بحذر وهدوء ”
– هو مين دا؟!
“جاوبتنى وهى بتلبس الشراب والكوتشى وبتظبط هدومها”
– دا يبقى صاحب الشركه إللى بشتغل فيها
“برقت بصدمه”
– وبتكلميه كده إزاى؟! انتى مش خايفه ليرفدك ؟!
– ميقدرش لأنى ببساطه أنا إللى ماسكه الشغل كله ،ومن غيرى الشركه دى تتهد فوق دماغه ” نهت كلامها وهى بتلم حاجتها ووقفت عند الباب وهى بتقول بهدوء”
– أنا همشى بقى خلى بالك من نفسك ،ولما ارجع نبقى نكمل كلامنا ،سلام
– سلام
“قفلت الباب وبعدها ساد الهدوء فى المكان كله ومبقتش سامعه غير صوت نفسى العالى”
– وبعدين بقى؟!
“ومكملتش كلامى وسمعت صوت حاجه بتتهبد فى المطبخ ،حطيت أيدى على قلبى وأنا بلزق فى الكرسى بخوف وبتلفت حواليا فى كل مكان وبقول بتلعثم ”
– احنا هنبتديها كده!! دا أنا حتى لسه مفطرتش
“صوت الهبد زاد فصرخت برعب”
– مش عايزه أفطر خلاص
“الصوت هدى مره واحده عشان اسمع بعدها صوت البوتاجاز بيشتغل ”
– لا كده مبدهاش بقى
” قولت كده وخدت الخطوه السريعه وجريت دخلت أوضتى وقفلت الباب كويس ،قال كده يعنى هو مش هيعرف يدخل ،وفضلت على الحال دا ساعتين حابسه نفسى فى ألاوضه مع أن مفيش حاجه غريبه حصلت ”
قومت من مكانى وأنا بقول بغيظ :
– لا ما انا مش هفضل حابسه روحى فى ألاوضه وهو بيتسمم بره “سكت بتفكير وأنا بقول بعدها بتشجيع”
– جمدى قلبك يامنى يعنى ايه إللى هيحصل؟! كلها قلم ولا وقعه على وشك يعنى حاجات بسيطه المهم تأكلى
“نهيت كلامى وأنا بفتح الباب بحذر عشان ميسمعش وخرجت على طراطيف صوابعى وأول ما دخلت المطبخ فتحت التلاجه بسرعه عشان اتفاجئ بعدها بحاجه ورايا ،هى مش ورايا هى تحت رجلى حرفيآ
بلعت ريقى بخوف وأنا بترعش وببص أشوف فى ايه ”
– طنط
“فتحت بوقى بصدمه عشان الأقى عيل صغير مكملش الخمس السنين ماسك فيا وبيبصلى ببراءه”
رجعت لور بخضه وأنا بحط أيدى على قلبى وبقول بخوف :
– بسم الله الرحمن الرحيم ،انت مين انت كمان؟!
– أنا جعان
– نعم؟! “بصيتله ببلاهه وأنا بغمض عينى وبضرب أيدى على وشى بحاول أتاكد ان إللى بشوفه دا حقيقه ولا حلم وبعدها فتحت عينى ببطئ عشان الاقيه بيبصلى بنفس البراءه ،يعنى ايه؟! دا مش حلم”
– طنط
– سيب يابنى الجيبه هتوقعها
– طنط
“رجع عمل نفس الحركه وقرب منى”
– طنط مين؟! هو أنا بقيت بسمع غلط كمان
“جاوبنى ببراءه وهو بيرفع نفسه يقعد على الرخامه الموجوده فى المطبخ ”
– مش انتى كبيره تبقى طنط
بصيتله بحسره وأنا بشاور على نفسى بسخريه :
– فى حالتك دى أنا مينفعش ابقى طنط خالص ،طنط دى ليها احترامها لكن انت كنت هتوقف قلبى من ثوانى
لقيته بيبصلى بتركيز ،فبلعت ريقى برعب وأنا بقول بهدوء معرفش جبته منين :
– أسمك ايه ياحبيبى؟؟
– جلال
– اييييييه؟! “برقت بصدمه”
– جلال
– يا صلاه النبى ،هو أنا كنت قادره على واحد عشان يبقوا اتنين جلال “سقفت بأيدى بدموع ومره واحده قومت زغرطت”
– انتى بتعملى ايه ياطنط؟!
سندت بأيدى على الرخامه قدامه وقولتله وأنا بحاول أشرح وجهه نظرى :
– كل ما بتضيق الدنيا معايا بديها زغروطه
– ومش بتضيق تانى؟؟
– لا بتضيق أكتر “قولتها وأنا حاطه أيدى على وشى وببكى ومش قادره أصدق كل إللى بيحصلى ”
– بتعيطى ليه ياطنط؟!
– ولا متقوليش طنط دى بتعصبنى “قولتها بغيظ وأنا برفع وشى وبمسح دموعى بكم التيشيرت بتاعى ”
– أومال اقولك ايه ياطنط ؟!
– هيقولى تانى طنط
– هى طنط وحشه يا طنط
– طنط اما تنططك ،وأنت كنت زى الشحط كده أمبارح
– أنا مش فاهم حاجه؟!
– مش لما اتنيل أفهم أنا
مفهمش كلامى ونزل من مكانه قرب منى وقال ببراءه :
– عايز لبن
– سيب الجيبه يابنى بقى هتقلعهالى
– عايز لبن “كرر طلبه تانى”
– ايييييه!!
– لبن “قال كده وشاور على التلاجه بأيديه”
– تعمل بيه ايه؟!
– أشربه “قالها ببساطه وهو مازال بيشاور على التلاجه”
– نعم؟! دا ازاى يعنى؟!
– جعان ياطنط؟!
– عارف لو قولت طنط دى تانى هسفخك على وشك .
كان جالس على الكرسى بيشرب من كوب اللبن وبينظر لها بين اللحظه والأخرى بأستفزاز لتصيح هى بغضب:
– نزلنى يلا نزلنى
” طنش كلامى وهو بيكمل كوبايه اللبن إللى قدامه”
– طيب نزلنى يا أستاذ عفريت لو سمحت
– لا “قالها ببرود ميليقش مع طفل فى عمره”
– طيب نزلنى ونتفاهم
– لا
– هسيبك تقولى طنط براحتك ” قولتها بلطف وهدوء ”
– لا
– هعملك اللبن إللى انت بتحبه كل يوم
التفت وبصلى بسخريه وقال ببرود :
– مش محتاج مساعدتك أقدر أعمله بنفسى
– يلا دا انت لسه عيل صغير جبت الجبروت دا منين؟!
صحيح عفاريت أخر زمن ……
قاطعنى بضيق :
– متقوليش عفريت أنا مش عفريت
– دا انت العفريت جمبك ملاك “قولتها بهمس”
– طنط هو انت عندك مشكله مع العفاريت ليه؟هو انتى بتخافى منهم؟؟ نهى حديثه وظل يقفر على الكنبه وهو يردد:
طنط جبانه طنط جبانه
– أنزل يلا من على الركنه هتبوظها ،دا أختى لو شافتك هتشلوحك .
سكت وأنا بقول بعدها بضيق :
– وهى هتشوفك فين ما أنا إللى هتشلوح
توقف عن ما كان يفعل وهو يسأل بفضول :
– انتى عندك أخت؟؟ وحلوه كده زيك ؟؟
– هستنى ايه من طفل أسمه جلال يعنى “قولت كده بسخريه ولويت بوقى بضيق ”
– بس حتى لو هى أحلى هتفضلى انتى الأحلى فى نظرى
” نهى كلامه بغمزه مشاكس ”
“فتحت بوقى بصدمه”
– انت بتعاكسنى يلا!! ضربت أيدى بالأيد التانيه وأنا بقول بسخريه :
– أحباب الله ايه إللى حصلهم؟!
– أنا صريح بالذات مع الحلوين وخصوصآ لو زيك
– أخرتها بتثب من عيل
“تجاهلنى وفتح التلفزيون وقعد قدامه يتفرج على فيلم كرتون ”
– خد هنا انت رايح فين وسايبنى؟!
“بس كان خلاص اندمج مع الفيلم ومبقاش مركز معايا
حاولت أنزل وأفك نفسى بس معرفتش دا لو لازقنى مش هتعلق التعليقه المنيله دى ،اتنفست بضيق وأنا بحاول اتحرك من مكانى بس فشلت للمره إللى معرفش عددها فأضطريت استسلم للأمر الواقع ولحد ما يخلص ويفكنى ،وأخيرآ الفيلم انتهى عشان الأقيه بيبصلى بتفاجئ ،قال يعنى مش الواد إللى عمل فيا كده ”
صرخت بعلو صوتى وأنا بتحرك فى مكانى بغيظ :
– نزلنى دلوقتى والا هجيب شيخ يصرفك وساعتها ابقى ورينى هتعمل ايه؟!
– انتى بتهددينى؟! “قالها بغضب وعينيه بتطق شرار”
– دا مش كلام عيل ولا دى نظره عيل ،ولا انت عيل من أساسه ،دى الطفوله بتبكى فى زوايه
– أنا هنزلك مش عشان خايف منك تؤتؤ ،دا عشان صعبتى عليا بس ،وأنا ضعيف قدام الحلوين
– لا فيك الخير يا …..
“وقبل ما أكمل كلامى كنت بتهبد على وشى فى الأرض وبصرخ بعدها بألم”
– اه ياوشى الجميل إللى باظ
قومت بتعب وأنا بتسند على الحيطه وضهرى واجعنى ،دورت عليه بس كان خلاص أختفى فقولت بأستغراب :
– هو العفريت اتسخط وبقى عيل ،ولا هو بليل شاب وبالنهار عيل ،دا ايه الوقعه السوده دى بس؟!
” كنت قاعده على الكنبه وحاطه تلج على وشى لما لقيت الباب بيتفتح ودخلت نهى وأول ما فتحت عينى وشافتنى لقيتها صرخت برعب ”
– شبح شبح ياماما
“نطيت من مكانى وأنا بجرى وراها وبصرخ برعب”
– هو فين؟؟
“وأول ما قولت كده لقيتها صرخت وشاورت عليا وهى بتنادى بأسمى”
– منى انتى فين يامنى الحقينى؟!
– أنا اهو وراكى
” وقفت عن الجرى وهى بتبص وراها وبتقرب منى بحذر وبتدقق فى ملامحى عشان بعدها تقول بصدمه ”
– ايه اللي عمل فى وشك كده؟!
بلعت ريقى بتوتر وأنا بقول بعدم فهم :
– ماله وشى؟!
– بصى فى المرايا وانتى تعرفى
– يا نهار أبوك منيل “قولتها بتلقائيه عشان افتح عينى بصدمه وأنا شايفه وشى كله ميكاب أسود وتحت عينى أحمر ووارم وشكلى يرعب حرفيآ ”
– انتى بتقولى ايه ؟!
– أصلى كنت قاعده زهقانه وقولت اما أحط ميكاب على وشى بس نسيت امسحه ونمت فالكحل ساح
– وانتى مسميه إللى انتى حطاه على وشك دا ميكاب؟!
– على فكره بقى كان شكله حلو بس الحر بوظه
– ماشى يا أختى أنا داخله ألاوضه عشان أغير هدومى وانتى جهزى العشا عشان واقعه من الجوع
نهت كلامها وقبل ما تدخل اوضتها وققتنى وهى بتقول بتعجب :
– استنى انتى ماشيه كده ليه ؟!
– مفيش دا أنا وقعت بس من على السرير ،أنا هروح بقى أحضر العشا “نهيت كلامى وأنا بجرى من قدامها قبل ما تسألني اى سؤال تانى وساعتها مش هعرف أجاوبها عليه ”
بالليل كنت نايمه فى أوضتى وفى سابع نومه وفجأه حسيت بالبرد الشديد ،جيت اسحب اللحاف عشان اتدفى ملقيتهوش ،ببص ادور عليه لقيته على ألارض ،زفرت بضيق وأنا بقول بغيظ :
– ولما يجيلى برد هترتاحوا كده يعنى؟
” اتناولته من ألارض ولفيت نفسى بيه كويس عشان ميعرفوش يشدوه تانى ،ورجعت أكمل نومى عادى ولا كأننا شوفنا حاجه خالص ،وفى ساعه متأخره سمعت همس بينادى بأسمى ”
– منى أصحى
– لا عايزه أنام “قولتها بنوم”
– منى منى منى
فتحت عينى ببطئ وأنا بقول برعب :
– دى باينلها ليله مش فايته
انت مين انت كمان هو أنا ناقصه؟!
-هو فيه حد غيرى بيظهرلك؟!
“فتحت كل انوار ألاوضه وأنا بدور بخوف ”
-الصوت دا جاى منين ،انت فين ؟!
– أنا وراكى
– نعم؟! ” ومنتظرتش ثانيه واحده ورميت نفسى من على السرير عشان الأقيه قاعد مربع وأيده على خده وباصصلى ببرود ”
– اه ياضهرى يانى إللى أتقطم ،أشوف فيك يوم على الرعب إللى معيشهونى ،يعنى مش مكفيك إللى عملته فيا أمبارح لا وجاى النهارده تكمل عليا
– دا انتى خرعه أوى
– وانت عفريت لسانك طويل أوى
– ايه هنقبح من أولها؟!
” قومت مسكت ضهرى وأنا بعدل هدومى وقعدت على الكنبه إللى فى ألاوضه بعيد عنه وأنا بقول بوجع ”
– مينفعش تبقى عفريت عاقل وتظهر بهدوء ولا لأزم يعنى قطمه الضهر بتاعت كل يوم؟!
تجاهل كلامى ورفع حاجبه بسخريه وقال بأستفزاز :
– شايفك يعنى قعدتى بعيد ،متقوليش انك خايفه أوعى تكونى خايفه أزعل
“رديت بسخريه”
– أنا أخاف منك ،دا أنت يادوب بتطفى وتفتح الأنوار وبتظهر وبتختفى فى الليل ،وبعد دا كله جاى تقولى أخاف ،أنا أخاف !! دا احنا بقينا عشره ياراجل
تجاهل كلامى وفضل ساكت فبصيتله بغيظ وأنا بقول لنفسى بصوت خافت :
– دا انت عفريت مستفز كمان
– دا أنا كده مش مستفز خالص
– لا ما هو واضح أوى
“بصلى بأستفزار ومردش عليا كالعاده ،ففضلت أبصله بزهق على أمل انه يتكلم ويقول حاجه بس كان ساكت”
– انت مصحينى من النوم عشان نفضل نبص فى خلقه بعض ،ما تنجز وتقول عايز ايه فى الليله إللى مش عايزه تعدى دى ؟!
– لا دا احنا اتطورنا وبقى قلبنا جامد وبنرد
قال كده واختفى من قدامى فجأة ،فاتلبشت مكانى وأنا بقول بهمس :
فى ايه يامنى هى أول مره يعنى …..
“ومكملتش كلامى ولقيت كف رن فى نفوخى ونزل على قفايا ،دى ايد حد أنا عرفاه بس عايز قطعها،حطيت أيدى على قفايا وأنا بتلفت حواليا وبقول بصوت عالى ”
– حرمت والله خلاص مش هعيدها تانى ولا هشتم ولا هطول لسانى بس انت خف أيدك شويه أنا اتهريت
“وأول ما نهيت كلامى لقيته ظهر وبعدها الأنوار كلها اتقفلت ،لطمت على وشى وأنا ببص حواليا مش شايفه اى حاجه بسبب العتمه وقولت بدموع ”
– يعنى كان لأزم أتكلم ،فيها ايه لو كنت سكتت كان هيجرى حاجه يعنى والله ما كان هيجرى حاجه
“نفخت بضيق وأنا بتحسس بأيدى فى المكان عشان أقدر أوصل عند كبس النور وخلال ما أنا بحط أيدى حسيت بحاجه صلبه تحت أيدى هى مش حاجه دا جسم بنى أدم عشان الاقى بعدها نور هادى ظهر قدام عينى دا مكانش نور عادى دا كان نور ازرق جاى من عينيه الزرقا إللى بنفس اللون ،فضلت متنحه بخوف مش قادره اتحرك من مكانى وأيدى ثابته على صدره ”
نطقت بتلعثم وأنا بحاول اتحاشى النظر لعينيه :
– عينك ؟! انت عينك بتنور؟!
– عادى “قالها ببساطه ورجع بعدها انوار الأوضه ”
– هتفضلى لازقه فيا كده كتير؟!
“وما صدقت قال كده وجريت بسرعه أفتح باب ألاوضه عشان أخرج وقبل ما رجلى تخطى خطوه واحده ”
– أياك تفكرى تطلعى بره وتحكى لأختك إللى شوفتيه .
” قال أخر جمله بتحذير فلفيت بهدوء ورجعت قفلت باب ألاوضه ووقفت فى زوايه بعيده عنه وقولت بيأس”
– هو انت مينفعش تظهر فى النهار ولا لأزم يعنى تظهرلى فى الليل وترعب إللى جابونى
قاطعنى بغضب :
– ها احنا قولنا ايه؟؟
– مفيش قباحه
– وايه تانى؟؟
– ولا طوله لسان
– شاطره يامنى
رفعت عينى وأنا ببصله بتركيز فى عينيه عشان الاقى لونها اتغير وبقيت حمرا وهو اخد باله من نظراتى فأبتسم ببرود وهو بيقول ببساطه :
– متتفجأيش هى بتتغير على حسب مزاجى
– نعم؟! “قولتها بصدمه”
– اقفلى بوقك ،هو انتى كل ما هتسمعى حاجه هتتخضى
– انت مين؟! وعايز منى ايه؟! وليه ظهرتلى أنا بالذات؟!
– عشان انتى الوحيده إللى مخوفتيش منى
“بصيتله ببلاهه وأنا بتلفت أشوف حد غيرى فى ألاوضه
هو يقصد مين بالكلام دا ،نطقتها بهمس ”
– دا أهبل دا ولا ايه ،مين دى إللى مخافتش ،هو بيتكلم على مين؟!
– اقصدك انتى مفيش غيرك اساسآ فى الاوضه
– بس أنا خوفت مين قالك انى مخوفتش ،اى بنى أدم طبيعى فى مكانى هيخاف “قولت الأخير بتأكيد”
قرب منى وحط ايده على عقلى ،للحظه خوفت بس معرفش ليه كل دا اتلاشى لما أبتسم وحط أيده على قلبى وقال بهدوء :
– عقلك إللى خاف منى لكن قلبك مخافش بدليل أنا واقف قدامك وانتى مش خايفه بالعكس بتبتسمى
“بوزت أول ما قال كده ورجعت كشرت تانى وهو أول ما شاف شكلى ضحك بصوت عالى وقعد على الكنبه”
– ما انتى كنتى حلوه وبتضحكى من شويه
تجاهلته وأنا بسأله بتعجب :
يعنى انت مش عفريت؟!
– أنا روح
– وهى فرقت كده يعنى؟!
– طبعآ تفرق ،الروح دى بتظهر لو مظلومه “قالها بحزن ”
سألته بتعجب وأنا ببصله بتركيز :
– وانت روح مظلومه؟!
– حاجه زى كده
-والله ما أنا فاهمه حاجه ،يعنى انت روح ولا مش روح؟
قاطعنى بهدوء :
– بس مش عفريت ودا إللى يهمك ويخليكى تطمنى
– طيب لو مكونتش عفريت تبقى ايه ؟!
– دا ايه التصميم الرهيب فى إنك تخلينى عفريت ،هو بالعافيه يابنتى .
– لو انت مش عفريت ولا روح تبقى ايه؟!
– بس أنا مقولتش أنى مش روح …. “قاطعته بسرعه”
– يعنى روح؟!
– ومقولتش برضو أنى روح
– انت هتجننى ازاى بتقول انك روح ومش روح؟!
– بعدين هتفهمى كل حاجه
– بعدين دا أمتى؟!
– هتعرفى فى الوقت المناسب
“قالها وأختفى من قدامى”
– ايوه خليك كده تظهر وتختفى
– منى “قالها بتحذيز”
حطيت أيدى على بوقى وأنا بزعق فى المخده بغيظ
“تانى يوم بالليل بعد ما نهى نامت كنت فى المطبخ بعمل أكل والساعه كانت داخله على ٢ وسمعت صوته ”
– ريحه ألاكل حلوه
“وطبعآ مش محتاجه أعرف واقف فين ،التفتت وأنا ببصله بفرحه طفله وبقول بأبتسامه ”
– بجد؟؟
– أنتى اكلك حلو وأنا مدوقتش حد أكله جميل زيك
أتكسفت ونزلت رأسى بخجل وقولتله بهدوء :
– شكرآ
– ألاكل دا هيخلص أمتى؟؟
– نص ساعه ” التفتله بتعجب وأنا معرفش ازاى مفكرتش فى دا قبل كده ”
– انت ازاى بتأكل زيينا؟!
– يمكن عشان أنا زيكم
ضيقت عينى وأنا بسأله بعدم فهم :
– زيينا ازاى يعنى؟! انت بنى أدم؟؟
– لا
– تبقى زيينا ازاى بقى؟!
– ألاكل هيتحرق على فكره “وطبعآ كان بيتوه فى الكلام”
– متخافش أنا واخده بالى ،جاوبنى انت بس على سؤالى
– وأنا جعان ولما بكون جعان مبحبش أتكلم
– طيب ….. ” قاطعنى بحزم ”
– قولت مش حابب أتكلم يامنى
” بصيتله بيأس من أنى أفهم حاجه المرادى كمان ورجعت أحرك المعلقه وبعد وقت ألاكل كان جهز ،جبت الأطباق وحطيت ليا وليه،وهو أخد طبقه ودخل البلكونه وأنا روحت وراه وقعدت جمبه بهدوء وبدأت أكل بس لقيته سرحان ومبيأكلش وزى ما يكون بيفكر فى شئ شاغل باله ”
– مش بتأكل ليه؟! ألاكل هيبرد
” أخد معلقه من الطبق وبعدها حطه على التربيره وقال بأبتسامه حنينه ”
– الأكل طعمه حلو تسلم أيدك
– انت مش هتكمل أكلك
– مش جعان “قال كده وبعدها بص للسماء بتوهان ،سبت ألاكل من أيدى وأنا بعدل الكرسى وبقول بهدوء :
– مش عايز تقول حاجه؟؟
– لا
– طيب مش حابب تشارك حد همومك يمكن لما تحكى ترتاح ” لأول مره أتكلم معاه من غير خوف كنت حاسه ان فيه حاجه مضيقاه ومحتاج حد يتكلم معاه ”
“لقيته انتبه لكلامى وبصلى بنظره مفهمتهاش مكونتش عارفه دى نظره سعاده ولا حزن وبعدها لقيت عينيه لونها بيتغير ،معرفش ليه اتوترت لما شوفت عينيه بقيت بتلمع وخارج منها بريق لامع جميل ،اتشديت وتوهت فى لونهم ومحستش بالوقت وفضلت مركزه معاه ،معرفش عدى قد ايه وأنا الحال دا ”
قوقت لنفسى وأنا ببعد عينى عنه وبقول بهمس :
– هى عينيه مالها وليه لما ببصلها بضيع وبتشتت كده
“فوقت على صوته الهادى ”
– يمكن عشان أنا عينى جميله .
“قال كده واختفى من قدامى ،فحطيت أيدى على عينى بكسوف من أفعالى ،ازاى بقيت بحب عين عفريت ”
– ما قولت مش عفريت بقى
اتنفست بغيظ من طريقته وأنا بقول بيأس :
– أمتى هتبطل العاده المنيله دى وانك تدخل جو أفكارى
” مر يومين وكان بطل يظهرلى ،محطتش فى بالى أوى ومهتمتش بالعكس كنت حاسه براحه وان حياتى رجعت طبيعيه من تانى ،وفى يوم كنت نايمه وصحيت مخضوضه وأنا بتنطر من على السرير وبقول بضيق ”
– صوت الأغانى دا جاى منين؟!
” عشان أسمع بعدها كلمات الأغنيه بوضوح ”
بحبك أوى ياعيوني
بحبك مهما لامونى
طب وأنا مالى ،وأنا مالي ،وأنا مالى
– ورده هى حصلت؟!
– أطفى الزفت دا يامنى عايزه أنام
” انتفضت برعب وأنا سامعه صريخ نهى ”
– هو اى حاجه تحصل يبقى منى ،ما تقومى تشوفى عفاريتك .
” رفعت اللحاف بغضب وأنا بقوم بالعافيه ،بفتح الباب فتحه صغيره وببص فى كل مكان وأنا بدور بعينى ،فأتجرات وطلعت براحه ادور على مصدر الصوت لكن وقفت مكانى بعد ما عرفت ان الصوت جاى من البلكونه”
وقفت ورا الستاره بتابع بعينى إللى بيحصل وأنا شيفاه بيردد كلمات الاغنيه فقولت بسخريه :
– ياروقانك يعنى أنا مرعوبه وانت قاعد تسمع ورده
“انتبهت وأنا سمعاه بيكمل بصوت جميل”
مالى طب وأنا مالى ،وأنا مالى
بالأحزان أنا مالى
مالى طب وأنا مالى ،وأنا مالى
بالأحزان أنا مالى
عايشه فى أحلى ليالى
وياحبيبى الغالى
بصيتله بحنق وقولت بسخريه :
-أحزان ايه فى نص الليل مش كفايه الحزن إللى أنا فيه
“ليستكمل هو بعدها ينظر إلى السماء ”
الحب ومدفينا
والورد ومغطينا
الشمس وطالعه لينا
– ورد ايه؟!وحب ايه؟!وشمس ايه!! إللى انت بتغنالهم
دا ايه جو عبد الحليم إللى انت عايش فيه هو مفكر نفسه عبد الحليم بجد ،دا عفريت ايه دا؟! أمبارح يشغلى فيلم رومانسى والنهارده مشغل ورده ،هو جاى بعد نص الليل يحب عندنا!! ما يروح يحب فى اى داهيه بعيد عنى عايزه اتخمد أنام .
-ما انتى نايمه بقالك كتير وأنا زهقت من القعده لوحدى
“حطيت أيدى على قلبى وأنا بلف وشى وببصله بخضه ورجعت بصيت لمكانه إللى كان قاعد عليه عشان الاقيه فاضى ،عملها ازاى؟!دا أنا يادوب بعدت عينى عنه ثوانى
– أنا خضيتك؟! “قالها بسخريه”
– والله حرام عليك بقى مش كده ،هو أنت متعرفش تظهر مره واحده قدامى أشمعنا قفايا نفسى أعرف؟!
– بيعجبنى
– نعم!! هو ايه دا؟!
– قفاكى “قالها بأبتسامه مستفزه”
– متبتسمش بالطريقه انت سامع
انتى بتكلمى مين يامنى؟!
بلعت ريقى بتوتر وأنا بفتح عينى عشان الأقيه أختفى زى العاده ،رفعت رأسى لنهى عشان الأقى اتنين منها ،ايوه هى نفس البنت إللى شوفتها أول مره بنفس الفستان ،كنت واقفه بنقل نظرى بين الاتنين وأنا مش قادره أفتح بوقى من الصدمه وبسأل نفسى بخوف :
– هى مين دى إللى شبه أختى بالملى وايه حكايتها!!
“كانت بتبصلى بصه كلها غل معرفش ايه سببها ،وجنبها أختى إللى عمال تناديني وأنا مش عارفه أتكلم ولا ارد ،مقدرتش أتحمل الصدمه ولقيتنى بقع من طولى ونهى بتجرى عليا ودى كانت أخر حاجه شوفتها قبل ما أغمض عينى “

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سكان البيت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *