روايات

رواية صعود امرأة الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم آية طه

رواية صعود امرأة الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم آية طه

رواية صعود امرأة البارت الخامس والعشرون

رواية صعود امرأة الجزء الخامس والعشرون

صعود امرأة
صعود امرأة

رواية صعود امرأة الحلقة الخامسة والعشرون

فيصل كان لسه واقف في الأوضة بعد ما قفل المكالمة، عينيه مش ثابتة على حاجة معينة، التفكير شغال بأقصى سرعته، لكن الإجابات غايبة. فجأة نجاة قربت منه، حطت إيدها على كتفه:
– “فيصل، إنت هتعمل إيه؟ مش وقت الانتظار.”
فيصل بص لها وقال:
– “أنا عارف يا نجاة، بس الموضوع ده مش بالساهل. اللي ورا الرسائل دي عايز يلعب بأعصابنا. ما ينفعش أتصرف من غير تفكير، وإلا هنقع فالمصيبة الكبيرة.”
نجاة كانت عينيها مليانة دموع، ما قدرتش تمسك نفسها وهي تقول:
– “بس وعد في خطر! ما ينفعش نقعد مستنيين كده!”
فيصل قرب منها وحاول يهدِّيها:
– “هعمل اللي أقدر عليه، بس لازم نفكر صح، ما ينفعش نتسرع. إحنا هنلاقيها، وعد مش هتروح مننا.”
في اللحظة دي، الباب خبط، نجاة جريت بسرعة تفتحه. كانت سعاد، خالتها، واقفة برا وعلى وشها علامات القلق:
– “في إيه يا بنتي؟ أنا سمعت إن في مشكلة.”
نجاة حكيت لسعاد كل حاجة، من الرسائل لحد اختفاء وعد، وكانت الدموع مش بتوقف من عينها. سعاد مسكت إيدها بحنان وقالت:
– “يا بنتي اهدي شوية، ما ينفعش تكسري قبل ما نعرف اللي ورا اللي بيحصل ده.”
فيصل كان واقف جنبهم، بيحاول يربط الأحداث فدماغه، لكن مفيش حاجة كانت بتوضح الصورة. فجأة الموبايل رن تاني، فيصل بص للرقم ولقى نفس الرقم المجهول. فتح المكالمة بسرعة:
– “ألو؟”
الصوت اللي كان بيتكلم هادي وغامض:
– “فاكر لما قلتلك إن الدنيا دوارة؟ دلوقتي الوقت خلص، لازم تختار.”
فيصل بص بتوتر وقال:
– “إنت مين؟ عايز إيه مننا؟”
الصوت ضحك ضحكة خفيفة وقال:
– “إنت اللي هتعرف قريب… لكن خلي بالك، الوقت مش في صالحك.”
المكالمة قفلت، وفيصل كان واقف مكانه مصدوم. نجاة قربت منه وقالت بخوف:
– “قالك إيه؟”
فيصل اتنهد وقال:
– “عايز يلعب معانا لعبة خطيرة. بس أنا مش هسكتله.”
سعاد حاولت تفهم أكتر:
– “طب يعني إيه الحل دلوقتي؟ هنفضل واقفين كده؟”
فيصل بص لهم وقال بجدية:
– “لازم نتحرك وندور على أي خيط. هنروح نتتبع أماكن الرسائل دي، لازم يكون في حاجة.”
سعاد هزت رأسها وقالت:
– “ماشي يا ولدي، بس خد بالك من نفسك ومن نجاة.”
فيصل خرج بسرعة، وكان نجاة مصممة إنها تروح معاه، رغم إنه حاول يقنعها إنها تفضل في البيت:
– “لا يا فيصل، أنا مش هقعد هنا لوحدي وأنت في وسط الخطر. أنا جاية معاك.”
فيصل حاول يقنعها بس لما شاف الإصرار في عينيها، وافق:
– “ماشي، بس خليكي جمبي.”
ركبوا العربية وبدأوا يدوروا في الأماكن اللي ممكن يكون لها علاقة بالرسائل. الطريق كان هادي، بس الجو مليان توتر. فجأة، فيصل لمح عربية واقفة على جنب الطريق، والعربية دي كانت شبه العربية اللي وعد كانت راكباها آخر مرة شافوها.
فيصل قرر يقرب منها وقال لنجاة:
– “استني هنا، هبص وأشوف في إيه.”
نزل من العربية وقرب من العربية التانية، كان الباب مفتوح نص فتحة، وهو قرب أكتر، حس إن في حاجة مش مريحة. فتح الباب على الآخر، ولقي موبايل مرمي على الكرسي الأمامي، موبايل وعد.
فيصل قلب الموبايل في إيده، لكن مفيش أي حاجة واضحة. رجع بسرعة وركب العربية تاني وقال لنجاة:
– “ده موبايل وعد… معناها إننا قريبين منها.”
نجاة:
– “طب إيه اللي نعمله دلوقتي؟ هنفضل ندور كده لحد إمتى؟”
فيصل حط إيده على الموبايل وقرر إنه يروح للنيابة عشان يحاول يستفيد من أي خيط ممكن يكون في الموبايل ده.
لما وصلوا النيابة، قابل زميله المحقق اللي شغال معاه، ووراله الموبايل. المحقق بص في الموبايل وقال:
– “ده ممكن يكون دليل مهم، هنفحصه ونشوف لو في أي حاجة نقدر نوصلها.”
فيصل شكره، وقرروا يستنوا النتائج. الجو كان مشحون بالتوتر، لكن فجأة الموبايل رن تاني. الرسالة الجديدة كانت مكتوب فيها:
– “فاكر لما قلتلك إن القرار قريب؟ دلوقتي لازم تختار بين الحقيقة أو الخسارة.”
فيصل بص لنجاة اللي كانت قاعدة جنبه وقال:
– “واضح إن الشخص ده عايزنا نتحرك بطريقة معينة… بس أنا مش هسيبه يسيطر عليا.”
نجاة بصت له بقلق:
– “يعني إيه؟ مش فاهمة.”
فيصل حاول يهديها وقال:
– “احنا هنلعب على خطته، بس بطريقتنا. مش هنتصرف باندفاع، هنفكر في كل خطوة.”
وفي وسط كل ده، المحقق رجع ومعاه تقرير عن الموبايل. قال لفيصل:
– “فيه رسائل جات من أرقام مختلفة، بس كلها مرسلة من نفس المكان… مكان قريب من هنا.”
فيصل قرر إنه يروح يشوف المكان ده بنفسه. قال لنجاة وهي متوترة:
– “استني هنا، مش هطول.”
لكن نجاة ما قدرتش تستنى، أصرت إنها تيجي معاه:
– “أنا مش هسيبك لوحدك.”
وصلوا للمكان اللي كان مُرسل منه الرسائل. كان مكان مهجور، شوارع ضلمة ومباني قديمة. فيصل دخل بحذر، ونجاة كانت ماشية وراه بخطوات هادية.
وفجأة، سمعوا صوت خطوات جاية من وراهم. فيصل اتلفت بسرعة بس ما لقاش حد. الصوت كان بيملى المكان، وكل ما يقربوا من مصدره، كان بيزيد.
لحد ما وصلوا لآخر المبنى، ولقوا باب مقفول. فيصل قرب منه بحذر، وحاول يفتحه، لكنه كان مقفول بإحكام. قال لنجاة:
– “استني هنا، هحاول أفتح الباب.”
فتح الباب بصعوبة، ولما دخلوا، لقوا غرفة فاضية تقريبًا، لكن كان فيها حاجة غريبة… ورقة صغيرة مكتوب عليها:
– “القرار اللي هتاخده النهارده هيغير كل حاجة.”
فيصل بص لنجاة وقال:
– “واضح إنهم كانوا هنا قريب… بس مش هنستسلم.”
رجعوا بسرعة للنيابة، وفضلوا يشتغلوا مع فريق التحقيق، لكن كل ما يلاقوا خيط، يلاقوا إنه بيضيع منهم. كان واضح إن اللي بيلعب اللعبة دي ماهر جدًا في التلاعب.
وفي آخر اليوم، رجعوا للشقة وهما متعبين جدًا، بس فيصل كان عنده إصرار إنه لازم يوصل لحاجة.
نجاة وهي قاعدة على الكرسي قالت:
– “فيصل، الوقت بيعدي، وإحنا لسه مش عارفين حاجة.”
فيصل بص لها وقال بثقة:
– “مفيش حاجة بتيجي بالساهل، هنلاقي وعد، بس لازم نتحلى بالصبر.”
فيصل فضل ماسك الموبايل في إيده، بيقرأ الرسالة وهو متجمد في مكانه. نجاة بصت له بخوف وقالت:
– “إيه؟ قالك إيه؟”
فيصل اتحرك من مكانه، ورجع يقعد على الكرسي وقال:
– “واضح إن اللعبة قربت تخلص… الشخص ده عايزني أختار، بس ما قالش إيه الاختيارات اللي قدامي.”
نجاة كانت على وشك الانهيار، قلبها مليان خوف على وعد، وعلى نفسها. سكتت لحظات، وبعدين قالت:
– “فيصل، يمكن يكون في طريقة نفهم بيها اللي هو عايزه. لو عرفنا مين هو الشخص ده، يمكن نقدر نحل الموضوع.”
فيصل فكر شوية وقال:
– “صح، لازم نعرف مين ورا ده كله. إحنا ما نقدرش نفضل نتحرك في الضلمة.”
في اللحظة دي، الموبايل رن مرة تانية، لكن المرة دي كانت مكالمة فيديو. فيصل بص للشاشة، شاف إن الرقم المجهول بيتصل. ضغط على زر القبول، وظهر قدامه وجه شخص ما يعرفوش كويس، لكن نجاة بصت للشخص ده وعينيها اتسعت من الصدمة.
الشخص قال بصوت بارد:
– “سلام عليكم يا فيصل… يا نجاة.”
فيصل رفع عينه وقال:
– “إنت مين؟ وعايز إيه؟”
الشخص ابتسم ابتسامة خبيثة وقال:
– “مش مهم مين أنا، المهم إن أنا اللي في إيدي القرار دلوقتي. والقرار ده ممكن يغير حياتكم للأبد.”
نجاة كانت لسه واقفة متجمدة، بس عينيها ما قدرتش تبعد عن الشخص ده. فجأة قالت بصوت مكسور:
– “إنت… إنت كمال؟!”
فيصل بص لها باستغراب:
– “كمال؟ مين كمال ده؟”
نجاة كانت متوترة جدًا، قالت بصوت مرتعش:
– “ده أخويا… اللي اختفى من زمان.”
فيصل اتفاجئ وبص للشخص في الموبايل، كمال كان لسه مبتسم وقال:
– “أيوة، أنا كمال. وكنت مختفي عشان أجهز للمفاجأة دي. أبويا في السجن، وانتو اللي كنتو السبب في كل ده، وده وقت الحساب.”
فيصل قال بغضب:
– “إنت بتتكلم عن إيه؟ أبوك اللي دخل السجن بأفعاله، إنت مالكش حق تدخل في حياتنا بالشكل ده!”
كمال كان لسه هادي جدًا، قال:
– “ما تفتكرش إنك هتحل الموضوع بالصوت العالي. أنا خططت لكل حاجة، ووعد في إيدي دلوقتي. واللي هيحصل بعد كده متوقف على القرار اللي إنت هتاخده.”
نجاة كانت مش قادرة تستوعب اللي بيحصل. دموعها كانت نازلة من غير توقف وهي تقول:
– “كمال، ليه؟ إنت أخويا، المفروض تكون واقف جنبنا مش ضدنا.”
كمال بص لها بنظرة مليانة بالكره وقال:
– “إنتو اللي اخترتو تقفوا ضدي لما سكتتو على اللي حصل لأبويا. أنا مش هسكت، أنا هنتقم لأبويا وهدمركم كلكم.”
فيصل قال بحزم:
– “لو لمست وعد أو أذيتها، مش هسيبك. الكلام ده مش تهديد، ده وعد مني.”
كمال ضحك ضحكة خفيفة وقال:
– “مستني أشوف هتعمل إيه يا بطل. الوقت قدامك، إما تنقذ وعد أو تخسرها للأبد. القرار في إيدك دلوقتي.”
المكالمة اتقطعت، وفيصل رمى الموبايل على الترابيزة بغضب، وقال بصوت عالي:
– “المجنون ده مش هيسكت إلا لما نوقفه.”
نجاة كانت قاعدة على الكنبة، مش مصدقة اللي بيحصل. قالت بصوت ضعيف:
– “فيصل، لازم نلاقي وعد قبل ما يحصل لها حاجة. مش هقدر أعيش وأنا عارفة إن أخويا هو اللي عمل كده.”
فيصل قرب منها، مسك إيدها وقال:
– “هنلاقيها يا نجاة، بس لازم نتحرك بسرعة. كمال عايز يلعب لعبة خطيرة، لكن إحنا مش هنسكت.”
في اللحظة دي، فيصل جاله فكرة، قال:
– “لازم نحدد مكان كمال، هو مش بعيد عننا. الرسائل والمكالمات جاية من مكان قريب. هنتتبع الموبايل ده ونوصله.”
اتحركوا بسرعة على النيابة، وبدأوا يتابعوا تحركات كمال من خلال التكنولوجيا المتاحة. المحققين كانوا شغالين بسرعة، وكلهم مركزين على حل اللغز. بعد ساعات من البحث، قدروا يوصلوا لإشارة من مكان مهجور على أطراف المدينة.
فيصل قال بحزم:
– “هنروح دلوقتي، مش هنضيع وقت أكتر.”
وصلوا للمكان، كان الظلام مسيطر على المنطقة، والمكان هادي بشكل مرعب. فيصل كان ماسك مسدسه، ونجاة كانت ماشية جنبه وهي بتصلي إنها تلاقي وعد سالمة.
فتحوا الباب الحديدي اللي كان بيصر بصوت مرعب، ودخلوا جوا. المكان كان شبه خالي، إلا من شوية صناديق قديمة، لكن في آخر الغرفة سمعوا صوت ضعيف. فيصل قرب ببطء، ولما وصل للمكان، لقى وعد مربوطة بإيدها ورجليها، وعينيها مغطاة بقطعة قماش.
فكها بسرعة وهي كانت في حالة من الهلع، بس لما شافت فيصل ونجاة، بدأت تهدى شوية.
لكن قبل ما يخرجوا، سمعوا صوت خطوات جاية من وراهم. كمال كان واقف عند الباب، ماسك سلاح في إيده وقال بصوت غاضب:
– “فاكرين إنكم هتهربوا؟ أنا مش هسيبكم تاخدوا وعد من هنا.”
فيصل رفع مسدسه وقال:
– “كمال، اهدى، اللي بتعمله ده مش هيحل حاجة. هتضيع حياتك وحياة الكل.”
كمال ضحك ضحكة هستيرية وقال:
– “أنا حياتي ضاعت من زمان، ومش فارق معايا أي حاجة تانية.”
لكن في اللحظة دي، سمعوا صوت عربيات الشرطة وهي بتقرب من المكان. كمال بص برا بنظرة خوف وقال:
– “مش هتقدروا تقبضوا عليا… مش هتقدروا!”
وفي لحظة سريعة، حاول كمال يهرب من الباب، لكن الشرطة كانت محاوطاه من كل اتجاه. قبضوا عليه، وهو كان لسه بيصرخ:
– “هندمكم كلكم! أبويا هيخرج وهيرجع ينتقم!”
فيصل حضن نجاة ووعد وهو متأثر، وقال بهدوء:
– “خلصت، اللعبة خلصت.”-

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية صعود امرأة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *