رواية عقيق آل دورادو الفصل العاشر 10 بقلم منة ممدوح
رواية عقيق آل دورادو الفصل العاشر 10 بقلم منة ممدوح
رواية عقيق آل دورادو البارت العاشر
رواية عقيق آل دورادو الجزء العاشر
رواية عقيق آل دورادو الحلقة العاشرة
_حريـق
حريـق..
صراخ اتملى في القصر الملكي، انتفض بدر بصدمة من غرفة والدته اللي كان رجعلها تاني عشان يتطمن عليها، وخرج بيجري وهو حاسس بالصدمة والذعر، صدع في الوقت ده صوت جرس الانذار في المملكة، انتفض الضيوف على اثرها وخرجوا عشان يشوفوا ايه اللي بيحصل أو يلحقوا ينجوا بحياتهم، أما الملك ضرغام وزوجته والأميرة داريا فضلوا واقفين مكانهم ومتهزوش، اتجهت الملكة آريا ناحيته وهي بتقول_مكنتش متوقعة إن رئبال ينجح!
ابتسملها بزاوية فمه وقال_متستهونيش بقدرات ابنك
ابتسمتله باتساع فكمل هو_ولسة، نهاية رسلان وسلالته هتبقى على إيدي…
كان رئبال مازال موجه خنجره على رقبة ضي القمر اللي كانت بتتنفس بسرعة برعب، شاور رئبال ناحية الحريق وهو مبتسم بشر وقال_شايفة الحريق اللي هناك ده؟
ده ميجيش نقطة في بحر اللي هعمله فيهم، مش هرتاح غير ومملكة إل دورادو بقت ماضي
وفي النهاية تبقى ولاية من ولايات مملكة ازتلان
ودلوقتي يا ضي القمر هاخد روحك على إيدي، عشان تبقى الضربة بالضعف لبدر لما يلاقي خليلته مقتولة وفي قصره!
رفع إيده اللي شايلة الخنجر وهو ناوي يطعنها، غمضت ضي القمر عينيها في استسلام بعد ما ادركت إن دي نهايتها بالفعل، ولكن لوهلة اتجمدت إيد رئبال في الهواء لما حس بحركة قريبة منهم، وبالفعل كان عدد من الحراس اللي بيجروا ناحية مكان الحريق، حس هو بالارتباك وقتها من إنه يتكشف، فدفع ضي القمر بعنف خلاها وقعت على الأرض وهي بتتأوه بألم وجري بأقصى سرعته بين الأشجار
اتجه الحراس ناحيتها أول ما شافوها، ساعدها واحد منهم إنها تقوم وهو بيقول_سمو الأميرة
أنتِ كويسة؟!
هزت راسها ليه واتعدلت وهي بتحافظ على توازنها، فرجع قال_ياريت ترجعي على القصر، المكان هنا مش أمان خاصة واحنا لسة منعرفش الفاعل
قالها وسابها وجري هو واللي معاه، اتلفتت هي حواليها بخوف وهي بتدور بعينها على رئبال، خافت ليرجع ليها تاني وينهي قتلها بالفعل، فشالت فستانها وجريت بأقصى سرعة وهي بتبكي بعنف، مكانتش متصورة إنها ممكن تتعرض لموقف زي ده
زودت من سرعتها، متلاشية تمامًا الصراخ والدوشة والجلبة اللي حاصلة بسبب الحريق، ومنها اتجهت للسرداب وهي بتكمل جري ومحاولتش حتى تشعل مصباح يساعدها في الانارة بل فضلت تجري في الضلمة، كان كل اللي في بالها إنها لازم تمشي من هنا، هي مش قد كل اللي بيحصل ده، هي شخصية مسالمة مش بتاعة مشاكل ورغم ده كانت هتتعرض للقتل، كل ذنبها إنها خدت دور مش دورها، الناس اللي هنا ميشبهوهاش، المملكة والعالم ده هي مش بتنتمي ليهم، خرجت من السرداب وجريت في الغابة
وقفت عند البحيرة وهي بتتنفس بعنف وبتتلفت حواليها تتأكد إذا كان فيه حد بيتبعها ولا لأ، حطت إيديها على صدرها وخدت نفس طويل عشان تقفز
ولكن للصدمة إيديها اللي على صدرها لمست فراغ
اتوسعت عينيها برعب لما أدركت إن
السلسلة مش في رقبتها!!
_يا نهار اسود!!
قالتها بصدمة وهي بتملس على رقبتها وصدرها بجنون وقالت_السلسلة
لا لا لا
السلسلـة!
قعدت على الأرض بانهيار وهي بتبكي بعنف، السلسلة كانت هي الرابط الوحيد بينها وبين عالمها، من غيرها مش هتقدر ترجع لبيتها!
فضلت تخبط إيديها على الأرض بإنهيار، كل حاجة ضدها، حتى السبيل الوحيد لخلاصها ضاع!!
اتحاملت على نفسها وقامت وقفت، بصت لانعكاسها في الماية، كانت حالتها لا يُرثى لها، عينيها منتفخة ومحمرة، شعرها مشعث وهدومها شبه متقطعة من اغصان الاشجار، مدت إيديها هي بعصبية، وخلعت الوشاح بالتاج على على راسها بعنف وحدفته على الأرض وهي بتصرخ بقهر
لازم ترجع
لازم تلاقي السلسلة بأي طريقة، هي السبيل الوحيد لعودتها، ووقتها عمرها ما هترجع هنا تاني..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان واقف مشدوه من المشهد اللي قدامه، مخزن عملاق مليان بكل ذخيرة وأسلحة المملكة مشتعل والنار طالعة منه بقوة منعكس ضوئها على عيونه اللي كانت مليانة غضب رهيب كافي يحرق العالم، جز على أسنانه بغيظ وبأعصاب مشدودة ضم قبضة إيده وهو شايف الكل بيتعاون عشان يطفوا النار، اتلفت بنظره للملك رسلان اللي مكانش يقل صدمة عنه، فاتبادلوا النظرات لحد ما اتكلم الملك رسلان وهو حاسس بالقهر على اللي صابهم_أنا متأكد إن الحريق بفعل فاعل، استحالة اشتعال النيران ده يكون طبيعي
بالفعل بدر كان متأكد هو كمان من إن فيه ملعوب، شدد على فكه وقال_استغلوا انشغالنا في الاحتفال وقدروا يحققوا اللي عايزينه
رجع بص الملك رسلان قدامه وهو مشبك كفوفه ورا ضهره وبيتابع اللي بيحصل وسأل بجمود_ضرغام وابنه؟
رد بدر بغضب رهيب_مفيش غيرهم، حتى لو مقدرناش نثبت ده، فصدقني يا مولاي هنتقم بنفس طريقتهم الحقيرة
هضربهم في وقت اطمئنانهم
هستغل شعورهم بالامان
هدور على أكتر وقت سعداء فيه أنغص عليهم حياتهم
كل مدى كانت بتزداد شراسة جملته لدرجة خلت الملك يقلق منه، فقربله وحط إيده على كتفه وقال_انتقم
بس انتقم بذكاء
والأهم…
خليك بخير
غلب على نبرة الملك الحنان الأبوي اللي بدر محسش بيه من زمان، لوهلة نقل نظراته بين كفه اللي على كتفه وبين نظرته الأبوية اللي منعكس عليها النار
شال الملك رسلان إيده بسرعة، ففضل بدر باصصله شوبة وبعدين سابه واتحرك عشان يخطط هيعمل إيه
في أثناء طريق عودته، لاحظ وجود شيء بيومض في الظلام من وسط الأشجار على بُعد، ضيق عيونه بيحاول يميز إيه هو، واتحرك ببطء وحذر وهو حاطت إيده على سيفه المتعلق في خصره تحسبًا لأي حركة غدر، لحد ما وقعت عينه على السلسلة اللي في الأرض واللي كان رمز المملكة بيومض فيها، اتلفت حواليه عشان يشوف اذا كان حد موجود وبعدين انحنى ومسكها بين ايديه، ولوهلة اتسعت عيونه بتعجب
كانت السلسلة بتاعة عقيق واللي كانت ضي القمر لابساها دايمًا، عقد حواجبه باستغراب من سر وجودها هنا وفي موقع قريب من موقع الحريق
ده غير..
اختفائها المفاجئ!
حاول يفتكر آخر مرة شافها، وبالفعل كانت آخر مرة لما كانت بتتلفت حواليها في طرقات القصر، لوهلة حلت معالم الدهشة على وشه
هو كان متأكد إن وراها سر ميعرفوش
ولكن معقولة يكون ليها يد في الحريق اللي حصل؟!
ولو مكانش ليها يد فمختفية ليه لحد دلوقتي!
خرج من وسط الأشجار وبصوت عالي قال_يا حـراس!
ركض العديد من الحراس ناحيته وانحنوا باحترام وهما حاطين إيديهم على صدرهم كتحية عسكرية
قرب منهم بدر وهو بيبص لوشوشهم المنحنية وقال_حد فيكم شاف الأميرة ضي القمر؟
اتقدم واحد من الحرس وأدى تحيته فسمحله بدر يتكلم لما شاورله براسه فقال_كنت واقعة على الأرض وسط الأشجار يا مولاي، ساعدتها وطلبت من جلالتها ترجع للقصر عشان المكان خطر عليها.
اتقدم واحد كمان من الحرس وقال_شوفتها بعد الحريق وهي بتجري في ساحة القصر يا مولاي وكان ظاهر عليها الهلع
وقف بدر مكانه بجمود تام، لوهلة كان حاسس إنها بريئة، كان جواه شعور إنها مش شريرة، متعرفش تعمل مكائد أو تئذي، بالعكس كانت بتتسم بالبلاهة دايمًا!
ولكن من خلال ربطه للاحداث فهي أول المشتبهين بيهم
شبك إيديه الاتنين ورا ضهره، ورفع راسه بشموخ، وقال وهو بيتحرك رايح جاي قصاد الحرس_اسمعوني كويس
الأميرة ضي القمر مشتبه بيها
ابحثوا عنها كويس
عاملوها معاملة المجرمين
هاتوها من تحت الأرض وخدوها للزنزانة الداخلية
مش عايز أي تهاون معاها
رفع الحراس راسهم يبصوا لبعض بتعجب، ازاي معتبر خليلته وزوجته المستقبلية من المجرمين!
ولكنه كمل كلامه بحسم_وده أمر ملكي واجب التنفيذ
اعتقلوا الأميرة ضي القمر!
أدى الحراس تحيتهم وهما بيقولوا في صوت واحد_أمرك يا سمو الأمير
اتحرك الحراس بالفعل للبحث عنها، أما هو فطلع السلسة اللي كانت في قبضة إيديه، ورفعها قصاد عينه وهو سايبها متدلية، وتمتم_الظاهر إني استهونت بيكي زيادة يا ضي القمر
شيء متوقع من واحدة بتحمل دم عقيق!
اتحرك ورجع لمكان الحريق، لقاهم قدروا بالفعل يطفوه ولكن لسة مش قادرين يدخلوا لان المخزن كان لسة طالع منه دخان، قرب بدر للملك وقال_هنقدر نلحق نعوض الخسارة؟
هز الملك راسه واتنهد بقلة حيلة، وبعدين قال_هخلي صناع الاسلحة يعملوا كل اللي يقدروا عليه عشان يعوضوا حتى نص الأسلحة والذخيرة اللي اتدمرت
رفع راسه ليه وسأل_قدرت توصل لحاجة؟
رفع بدر السلسلة قدام عيون الملك وابتسم بسخرية وهو بيقول_الظاهر إن فيه جاسوس بينا!
اتوسعت عيون الملك بدهشة، واتنقلت نظراته بين السلسلة وملامح بدر اللي مليانة شماتة، وهتف بعدم تصديق_أنتَ متأكد من اللي بتقوله ده؟!
ضم بدر السلسة لكفه تاني ونزل إيديه، ورفع كتفه وهو بيقول ببساطة_علشان لقيت السلسلة في مكان قريب من الحريق وكمان الحراس شافوها وهي بتجري واختفائها الغريب؟
فـ آه متأكد
بص الملك قدامه بدهشة، كان آخر حاجة ممكن يتوقعها فردد_تفتكر ليها علاقة بمملكة ازتلان؟
مط شفايفه ورد_وليه لأ
مش بعيد تكون منهم أصلا
لوهلة حس الملك بالصدمة، هو الظاهر خلط بين عقيق وبينها، لمجرد الشبه اللي بينهم اداها الأمان وخدها خليلة لابنه وكمان كان هيخليها ملكة!
هو حتى مكانش يعرف عن عقيق حاجة والغريبة إن عمره ما شك فيها
ولكن اختفائها المفاجئ ده خلى عنده اسئلة كتيرة
معقولة ضي القمر جاية تكمل اللي عقيق مقدرتش تعمله!
كان بدر بيراقب كل التخبط اللي باين على ملامح والده ده وهو حاسس بالانتصار، أخيرًا جه الوقت اللي يثبت ليه إنه كان غلط، والأهم هياخد بحق والدته…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رجعت خطواتها تاني وهي بتدور بين الأشجار اللي كان صعب جدًا بالنسبالها بسبب الضلمة في الغابة، ولكنها حاولت على قدر ما تقدر تدور بحذر، لحد ما لقت نفسها بترجع لبوابة سرداب القصر تاني، اتلفتت حواليها بحذر، وقبل ما تدخل اتنفضت بهلع لما سمعت صوت من وراها بيقول_ضي القمر المسكينة
ضي القمر صاحبة الحظ السيء
بلعت ريقها بعد ما حست لوهلة إن قلبها هيقف من الخضة، لقت قدامها الكاهن سلطان ظهر من العدم فجأة، بصتله باستغراب، فقرب هو منها بشكل ملحوظ وهو بيبص على رقبتها، فاتراجعت لورا وانكمشت على نفسها بقلق، أما هو بِعد فجأة وقال_ضيعتي بوابتك بإيديكي
رفع ضهر إيده على جبهته وقال بنبرة درامية ظاهرة إنها تمثيل_آه يا ضي القمر المسكينة
ضي القمر صاحبة الحظ السيء
زفرت بضيق عشان يوقف مسرحيته وقالت_بقولك إيه
من غير رغي كتير لو تعرف مكان السلسلة قولي عشان امشي من هنا
وصدقني عمري ما هفكر ارجع تاني
اتحرك حواليها وهو بيقول بسخرية في نبرة حزينة_مسكينة يا ضي القمر
فاكرة إن الأمر بمنتهى السهولة؟
جيتي هنا بإرادتك ولكن خروجك من هنا مش بإرادتك
المكتوب هيحصل يا ضي القمر
كانت حست بالدوار من كتر ما لف حواليها، فجزت على أسنانها وقالت_لو هتقول حاجة مفيدة قولها، مش هتقول سيبني أدور على السلسلة اللي وقعت مني دي!
قالتها وسابته ونوت تدخل للسرداب ولكنها اتجمدت مكانها لما قال_آه ضي القمر اليتيمة صاحبة الحظ السيء
مكتوبلها الصعاب في كل حياتها
مش كفاية موت والدتها
حتى حبها الحقيقي طريقه مليان بالشوك!
اتلفتت وهي مضيقة عينيها بتعجب، وقربت منها وهي بتقول_أنت تعرف الكلام ده منين
ابتسملها وقال_أنا اعرف عنك كل حاجة يا ضي القمر
كل حاجة
زي ما عارف بالمشاعر اللي بتتسلل جواكي
حب عذري واقف على باب قلبك وهيقتحمه من غير استئذان
لوهلة اتوترت وحست بالارتباك من كلامه، هي بالفعل ابتدت تحس بمشاعر ناحية بدر ولكن بتنكر ده، فحاولت تتوه على الموضوع وهي بتقول بعصبية_أنتَ…
أنتَ بتقول أي كلام على فكرة
أنا ماشية
قالتها وسابته ومشيت، ولكنها سمعته بيقول من وراها_الماضي حائل بينكوا يا ضي القمر
خلي صبرك طويل
وبعد الصبر جبر
ليكي
ولقلبك…
مردتش على كلامه بل وكملت دخولها للسرداب، رغم إنها عارفة إن كلامه صح ولكن هتفضل تنكر ده، مينفعش أي حاجة تربطها بالعالم ده، حياتها هنا في خطر، هي هترجع لحياتها المسالمة تاني مع جدتها واهل البلد
مش هتفضل هنا
دخلت للقصر ومنها اتجهت للمكان اللي جت منه، لما حست إن الاجواء هديت شوية أدركت إنهم قدروا يسيطروا على الحريق
فكرت إنها تشوف بدر أو الملك وتحكيلهم على اللي حصل ولكن لازم تلاقي السلسلة الأول
خرجت لساحة القصر، ولكن بمجرد ما خطت برجلها هناك اتفاجئت لما الحراس اتجمعوا حواليها في شكل دائرة ورفعوا سيوفهم ليها، حست هي بالرعب وهتفت بارتباك_انتوا…
انتو بتعملوا إيه؟!
نزلوا سيوفكم
أنا الأميرة ضي القمر
ظهر قائد الحرس من وسطهم واتجه ناحيتها بخطوات بطيئة، جريت هي ناحيته وكإنها بتتعلق في قشاية وقالت_قولهم ينزلوا اسلحتهم يا قائد الحرس
قولهم إنهم هيتعاقبوا على اللي بيعملوه ده!
ولكنه كان باصصلها بجمود تمامًا، وقف قدامها وقالت بنبرة مفيهاش أي شفقة_أميرة ضي القمر
مطلوب القبض عليكي بتهمة التآمر مع الأعداء لتدمير المملكة
شهقت بهلع واتوسعت عينيها برعب_إيه اللي بتقوله ده؟!
تآمر إيه واعداء مين!!
وجه نظره للحراس وقال بأمر_خدوها للزنزانة الداخلية لحد ما يتم محاكمتها
مسكها اتنين من الحراس واتحركوا بيها، ولكنها كانت بتصرخ وتحاول تتملص من بين إيديهم_سيـبوني، أنا معملتش حاجة
ابعدوا
زنزانة إيه
يا قائد الحرس
يا ملك رسلان
يا بــدر!
لقت نفسها في النهاية بتترمي في زنزانة تحت الأرض وبيتقفل عليها بالقضبان، اتحاملت على نفسها وقامت وقفت ومسكت في القضبان الفاصل بينها وبين الحراس وهي بتقول بإنيهار_بالله عليكم
والله ما عملت حاجة
خرجوني من هنا!
ولكنهم سابوها وخرجوا، فضلت تصرخ وتضرب على القضبان بكل قوتها لحد ما حست بالتعب، سندت براسها على الحديد وهي بتتنفس بعنف من التعب، اتأملت المكان من حواليها، كان مظلم إلا من ضوء المصابيح الشمعية البسيطة، مهترئ ومش نضيف، كل حاجة فيه قديمة، قعدت بإنهيار مكانها وسندت بضهرها على القضبان الحديدة، واحتوت وشها بين كفوف إيديها وهي بتبكي بعنف لدرجة إن جسمها كان بيهتز من الانفعال
مكانتش تتخيل إن كل ده يحصلها، بداية من محاولة قتلها وبعدين رميها في السجن، ده غير وسيلة نجاتها الوحيدة اللي ضاعت، هي كانت واخدة الموضوع مجرد لعبة مش أكتر
مكانتش عاملة حسابها على كل ده
سمعت صوت خطوات بتقرب منها لحد ما وقفت وراها، شالت إيديها ورفعت عيونها الوارمة واللي ما زالت مليانة بالدموع واتنفضت بسرعة لما لقته بدر اللي كان واقف باصصلها بجمود، مسكت في الحديد اللي فاصل بينهم وقربت وهي بتقول بتوسل_بدر
بدر الحقني بالله عليك
أنا معملتش حاجة والله
رئبال هو اللي عمل كده، شوفت الملك ضرغام وهو بيشاورله كإنهم متفقين، وبعدين شوفته وهو حاطت حاجة مخبية وشه وادى لواحد حاجة وبعدها ظهرت النار
خرجني يا بدر بالله عليك والله ده اللي حصل
ولكنه كان باصصلها بجمود تام كإنه مستنيها تخلص، سكتت وهي بصاله بدهشة من رد فعله، فابتسم بزاوية فمه وقال_آخيرًا وقعتي يا ضي القمر
قولتلك مش هسيبك
هنتقم من عقيق اللي دمها بيجري في عروقك
هنهيكي وهنهي أي حاجة ليها علاقة بيها
اتراجعت لورا بصدمة من كلامه، اكتشفت إن هو اللي ورا ده كله، فقرب هو من القبضان وقال بشر_أوعدك هتخرجي من هنا
بس على حكم اعدامك…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عقيق آل دورادو)