روايات

رواية سرداب غوانتام الفصل السابع 7 بقلم نور

رواية سرداب غوانتام الفصل السابع 7 بقلم نور

رواية سرداب غوانتام البارت السابع

رواية سرداب غوانتام الجزء السابع

سرداب غوانتام
سرداب غوانتام

رواية سرداب غوانتام الحلقة السابعة

اندهشت قالت بصدمه: ازاى قادر تعرف انى بكدب
بصلها واتقابلت عينهم حسيت بتوتر كبيره كحت بصوت عالى
: ماذا قلتى
: من اين لك بعلم بهذا، اعتذر اعانى من ارتباك لسانى
صمت قليلا نظرت له باستغراب ليسترسل قائلا
: لا احد يفعل ما تفعلينه ، وقوفك فى وجهى، تحدثك معى الان وتلك الجرائه فى نبرتك
رفع اعينه إليها قائلا : اخبرينى من اين انتى، اكذر سوف يكلفك الكثير ولن اتهاون معك
شعرت بالخوف من تحذيره الجدي.. اننى محاصره، هل ان كذبت سوف يكتشف.. لا شك بهذا
تذكرت العجوز وهوةيقول لها
” انتظرى حدثا ينقلك”
الحدث.. هل هنام حدث اكبر من هذا … انى اقف امام ذاك الملك، لماذا لم اعود بع.. هل افتعل انا الحدث بنفسي، تقدمت وهى تقول
: لست من هنا
: اعلم ذلك
: لكن ما اقصده انى لست من غوانتام فقط انا لا انتمى لهذا العالم بصله
نظر لى بشده وقال : كيف
: انا من عالم اخر غير هذا، اختفى واظهر بدون فعل فاعل
: اتسخرين منى
قالها ببرود من كلامها تعجبت “لينا” قالت
: لا، اننى اقول الحقيقه هذه المره
صمت ولم يرد علها التفت وذهب وكأنه يقفل الحديث الذى لم يعجبه، اقترب منها الحارسان، اخذوها فتح الباب وكانت تنظر الى ظهره الذى يعطيه اياها
خرجت من ذلك الجناح العملاق وسارت معهم بقلة حيله، لا تعلم لماذا لم يحدث شئ حتى الان.. اكن الى اين اذهب.. معقول ظن اننى اكذب وسوف يعاقبنى.. هل سيعدمونى هل سيعيد نظره ويفرج عنى ام سيقتلنى؟!
سمعت صوت داخلها لتشعر بشعور الغريب.. ذلك الشعور وحراره جسدها، سريان الدماء وتدفقها إلى عقلها.. شعور وكأنها خفيفه كمثقال ذره.. لا تصدق لقد كانت محقه واصابت، سوف تسلب.. ستعود لعالمها
فتح الحارس الزنزانه وما ان دخلت حتى وجدت رؤيتى تتلاشي من أعينى وضباب كثيف يحيط بى ولم اعد ارى شيئا
فتحت اعينها وجدت ظلام دامس، اعتدلت ونظرت حولها لم تكن ترى شيئا.. كان عتمه وسواد حالط فقط، شعرت بالخوف الشديد فأين هى، هل داخل قبر ما شبه..لا يوجد ايه ضوء
دمعت عيناها وهى تنادة بأمى لعلها تظهر لها من اي جانب، لقد انتقلت من ظلام لظلام ، تنادى لاى احد ولا تجد ردا .. تشعر بخفقان قلبها لا تستطيع الصمود فى ذلك الظلام الداكن
فزعت على صوت رنين هاتف، لحظه اليس هذا رنين هاتفها ، كان يوجد صوت اهتزاز وضوء من اسفل شئ، لقد كانت حقيبتها والهاتف بداخلها.. اقتربت سريعا انتشلتها لتخرج الهاتف وتضيء المصباح الخاص به ، فظهرت الغرفه.. لقد كانت فى المدرج…انا فى الجامعه يا إللهى
سمعت رنيت الهاتف الذى لا يصمت اجابت على المكالمه
: لينا .. انتى فين
كان ذلك صوت اخيها “حسام” فاطمأنت وقالت
: فى الجامعه، الدنيا ضالمه هنا اوى وانا مش شايفه حاجه
: انا جايلك حالا
وقبل ان تجده يقفل صاحت به قائله
: متقفلش، خليك معايا على التليفون
: حاضر متخافيش
جلست وهى خائفه وتسمع صوت الضجيج من الهاتف لمكالمه “حسام” الذى لا يزال معها، وقفت وادرت بالكاشف على زوايا الغرفة وما ان وجدت زر الضوء اسرعت اليه لكنه لم يكن يضئ .. هل فاصلين الكهرباء ،ماهذا الحظ لما ليفصلوها الان
: لينا
سمعت صوت اخيها ذهبت اليه لتجيب
قال “حسام” : معاكى رقم اى حد من أمن الجامعه او حد اكلمه يجى معايا
: لا ، اتصل بسهيله هى تقريبا معاها
: طيب هقفل معاكى دقيقه عشان اكلمها
: بسرعه
: حاضر
اقفلت المكالمه وساد الصمت قليلا لكن سمعت صوت من الهاتف واتسعت اعينها لقد كانت البطاريه على وشك النفاذ ، ليس وقتك انت الاخر ارجوك
نظرت حولها وجدت نوافذ مغلقه ذهبت لتفتحهم ليدخلو بعضا من الهواء او اى ضوء خافت ، لكن لم تلاحظ اى اختلاف فقد كان الهاتف يقوم بالواجب وبعد قليلا سينتهى امره هو الاخر
جلست وهى تنظر لهاتفها من وقت لاخر ، صدر رنيت رديت سريعا على اخيها
: اتأخرت ليه
: عقبال مكلمنا الامن وزمانه جاى
: بسرعه يا “حسام” الجامعه مفهاش حد غيرى والتلفون هو كمان هيقفل
: خمس دقايق وجاى
كانت تمسك الهاتف بشده واخيها معى على المكالمه سمعت صوت محرك السياره وضوضاء من الطريق، وفى لحده انقطع الضوء ليسود صمت رهيب بظلامه
نظرت للهاتف وجدته قفل ضربت به وكانها تجعله يشتغل رغما عنه ،شعرت بالخوف نظرت وجدت النوافذ تبعث بضوء القمر الخافت للغايه لكن كانت بين الظلام تشعر بالخوف… اين انت يا اخى لما تأخرت تعلم كم ارتعب من الظلام
: لينا
سمعت نداءه من الخارج ركضت الى الباب
: حسام
: هتخرجى دلوقتى
: بسرعه
اشتعلت الانوار فهدأت من روعها وزال الخوف الذى كان يحل عليها… سمعت صوت فتح الباب وما ان فتح وجدت اخيها يظهر أقترب منى احتضنته بخوف فضمنى هو الاخر
قال “حسام” بقلق : انتى كويسه
قالت “لينا” بحزن : افتكرت انى مش هشوفك تانى
: بس اهدى انا معاكى
: كنت هموت كان هيعدمونى هناك ، مكنتش هرجع تانى يا “حسام”
نظر اليها بشده قال : بتقولى ايه
ابعدها ونظر الى اعينها الدامعه قال
: عيدى الى قولتيه
لم ترد عليه، لا تعلم لماذا تفوهت بذلك الكلام، المهم انها عادت من ذلك الجحيم
: لينا
اندهشت فهى تعرف ذلك الصوت جيدا، نظرت وتفجات من رؤية “معتز” وحارس الامن.. كانا ينظران الي وإلى ملابسي بصدمه مزودجه
قال “معتز” : انتى كنتى فين
كنت متعجبه جدا من وجوده لكن لا اعلم بماذا ارد عليه، اشعر وكانى محض سخريه
: عايزه اروح
قال “حسام” : حاضر يلا
توقفت فجاه ثم قالت بخوف وقلق : الكتاب .. فين الكتاب
: معايا
اخذت نفسا وذهبت معه، ادخلها الى السياره ثم وجدته يتحدث مع الامن وخصيصا ” معتز” كانو يتبادلان السلام لاجد “معتز” ينظر اليها ثم ذهب، اقترب اخيها وهى متعجبه من حديثه معه وما سر وجوده حتى الان، قاد السياره وغادرو من المكان بأكمله
وصلو إلى المنزل فتح والدتهم الباب كلت بلهفه ضمتها بقوه داخل اضلاعها لتشعر بدفئ وحنانها الذى ينبع من صدرها الدافئ احتضنتها هى الاخره وبكيت بدون قصد فقد شعرت برغبه كبيره فى البكاء لم تكن ستعود إلى عائلتها … لم تكن لتعود إلى هنا مجددا .. كانو سيقتلوها ، ابنتك كانت ستعدم بوحشيه
ربتت امها عليها قائله : كنتى فين يا لينا ، كده كل شويه تخوفينا عليكى
: اسفه.. مش بإيدى يماما
نظرت لابيها الذى كان عابس بوجهه ويرمقها نظرات متضايقه
قال “حسام” : ماما خدى لينا على اوضتها ، وانا جيلكو بعد شويه
: ماشى
اخذتها امى وادخلتنى لغرفتى ذهبت لخزانتى واخذت لى ثياب وهى تقول
: اى موضوع لبسك الغريب اوى ده كل ما تروحى مكان بترجعلنا بشكل
لم ترط عليها ، أقفلت هاجر الخزانه واقتربت منها لتأخذ الملابس لتبدل هندامها لاحظت وقوفها
: ماما في حاجه
: مالك يا لينا مخبيه اى عليا
: مفيش حاجه يماما
كانت تنظر اليها وانها لن تعطيها الاجابه، تنهدت ثم قالت
: غيرى لبسك عشان عايزين نتكلم معاكى
: حاضر
ذهبت واقفلت الباب قامت بتغير ملابسها ثم خرجت وجدتهم جالسون وكأنهم فى انتظارها نظر ابيها اليها قال
: اعقدى
اومأت براسى وجلست معهم
: كنتى فين؟!
نظرت اليه ومن نبرته فى الحديث معها لم تعلم ما تقوله
: فى الجامعه
: اخوكى راح مع الدكتور ودورو عليكى هناك وملوقكيش
نظرت إليه قال “حسام” بتوضيح : دكتور “معتز” جه وقال انه شافك بتجرى ولما لحقك عشان يسألك فى اى ملقوكيش وكان بيحسبك جيتى ع هنا ، روحت معاه الجامعه دورنا وكلمنا الامن يدورو معانا مكنتيش موجوده اتصلت عليكى تليفونك كانت مغلق، استنيتك لحد اما رجع الخط اشتغل ولما عرفتينى انك فى الجامعه، اتصلت بدكتور “معتز”
: اتصلت عليه ازاى؟!
: خدت رقمه الصبح كنت بس بساله يدينى رقم حد معاه مفاتيح الجامعه ولما سألنى فقولتله انك جوا، اتصل هو بالأمن وصل هناك قبلى مرطتش اتصل بصحبتك … هو إلى ساعدنى كتر خيره
تعجبت وهى تريد أن تسأله عن من يتحدث، هل يقصد “معتز”، هل ساعده وكان قلق عليها ام أنها تتوهم، هل فعل ذلك وأتى من اجلها..ل هذا الدكتور الذى يهنها، جاء لمنزلها لسؤال عنها وجاء للجامعة بعدما اتصل بلامن ، لماذا اتى للجامعه، لم يكن هناك داعى لمجيئه
قالت “غسان” : لينا كنتى فين ردى
كانت نبرت ابيها غاضبه قالت
: لو قولتلك مش هتصدقنى
: مش هصدقك لى
: قولتلكو قبل كده بس انتو بتحسبونى مجنونه
قالت “هاجر” : قولتى ايه، احنا مستنينك تتكلمى
: اا .. انا كنت فى العالم الى قولتلكو عليه، لما مبتلاقونيش بكون هناك
: عالم !!
: دى الحقيقه انا بتنقل لعالم تانى غريب وانتو شفتو لبسي هو ده البس هناك والعمله الى انت شفتها يا “حسام” ، دى عملتهم
نظر لها “حسام” بشده ولكنه لم يكن مصدوم كما ينظر ولداى الي بصدمه، انتظرت اى كلمة منهم
: ارجعى اوضتك
كان ابيهل من يتحدث نظرت له بتعجب وعدم استيعاب قال
: بابا انت مش مصدقنى لسا..
: يلا يا لينا على اوضتك
شعرت بتلخيبه للمره الثانيه ومن مقاطعته لها وقفت ودخلت لغرفتها وتركتهم نظر “حسام” اليها ثم نظر الى والديه
: عن لذنكم
غادر ايضا وكانت “هاجر” جالسه نظرت إلى “غسان” الذى كان شارد الذهن
: مش بيفكرك الكلام ده بماما
نظر إليها قالت بتفسير: نسيت يا غسان، لينا بتقول نفس الكلام الى جه فتره على ماما كانت بتقوله
: ده نفس الى شاغل تفكيرى
: ده معناه اى
نظرو الى بعضهم وعيناهم تتحدث بالكثير من الكلام الذى تنطقها افواههم
كانت جالسه على سريرها وهى تشعر بالضيق
: لو مش هما الى هيصدقونى مين الى هيصدقنى… مين
تنهدت بحزن فهى ليست مجنونه انها لا تتفوه بالخرافات، انها لا تدعى خيال من راسها.. ما يحدث معها حقيقة، لماذا تجعلونها تظن نفسها مجنونه بالفعل وأنكم على صواب وأنها على خطأ، هل تكذبون اعينها هل تكذبون ما عشاته وما رأته
قاطع صوت افكارها طرقات على الباب سمحت له دخل “حسام”
قالت “لينا” : جاى تضحك عليا تانى
: لا جاى اسمعك
تعجبت كثيرا اقترب وجلس بجانبها قال
: احكيلى الى بيحصل معاكى
: مش فاهمه؟!
: احكيلى بكل إلى شوفتيه، أنا مصدقك
اندهشت منه كان ينتظر حديثها لم تجد غير فمها يفتح ولسانها ينطق وشفاهها تتحرك وتسرد عليه كل شئ عما مرت به هناك من اول يوم ذهبت به، النساء، العبيد ، العمل، غابينه، الخبز، الصفع،، الضرب وقص الشعر …. سردت له كل شئ وتبوح ما لديها ، لعل احد يصدقها ويعلم انها ليست بمجنونه ، كان اخيها متضايق وغاضب بشده عندما اخبره عن ما عانيته فتقوم بتغير الحكايه لحدث اخر
قال “حسام”: وانتى بتنتقلى ازاى وترجعى ازاى
: لما الكتاب بيعوزنى بروح ، اما لما برجع .. فدا صعب محتاجه حدث يحصل فأرجع تانى
: وهتروحى امتا
قلت بانفعال: معرفش بس انا مينفعش ارجع … مينفعش
: ليه
: هيقتلونى، هتعدم
: مش انتى حكيتى للملك وقولتيله انه كان دفاع عن النفس
: ايوه بس هو مقلش اى حاجه بخصوص الحكم، حتى الجندى الى قالى انى هتعدم قالها بصيغه عميا ‘ القتل بالقتل ‘ يعنى حكم عندهم.. بتين ان ملكهم مش بيستوهن بعقاب حد ويحترم شعبه حتى لو مصدقنى هينفع الحكم لانه معروف بالعدل
: بس محدش قالك واكد انه حكم عليكى بلإعدام
سكتت قليلا بالفعل لم تسمع حكم مهذا بصدر عليها، فقط كلام الجندى تلاعب براسها
قالت “لينا” : لا
: ممكن ميكونش ده الحكم
: معرفش المهم انى مش عايزه ارجع هناك تانى انا خايفه.. لو رجعت مش عارفه أى إلى ممكن يحصلى وانا بعيده عنكو
ربت اخيها على يدها قائلا
: مفيش حاجه هتحصلك اهدى .. مش دى اختى “لينا” الى بتغرق فى الكتب
: بقيت اكرهها، معرفش ولا فاهمه اى حاجه.. حتى العجوز ده إلى أشك بسنه اصلا كأنه متنكر
: ازاى
: شكله عجوز بس هو لو شافته تحسه شاب قدك
: خلينا فى إلى بيحصل لحد ما يقابلك تانى.. انتى دلوقتى داخل عالم مش كتاب مش ده كان نفسك فيه.. الخيال وانك مميزه ، طلعتى مميزه فعلا
كانت تعرف انه يحاول مواستها وتقويتها بينما كانت نبرت قلقه تشعر به، صمتنا وانا لا اعلم ما اقوله
وقف “حسام” قاى بحزم : مش هتروحى هناك تانى
تعلقت عيناها به : بجد
: اه
: طب ازاى
: هحرق الكتاب
اتصدمت من قوله وقفت قائله: بتقول ايه
: هحرقه عشن ميجلكيش تانى انا خوفت منه زيك بظبط
: بس ..
: عايزه تروحى لهناك
: لا
: خلاص
لا تعلم لماذا ترددت لوهله وكأنها غير موافقه، لا بد أنها قلقه من كلامه بخصوص امر حرقه ، كلام ذلك العجوز عنه ‘ تدوينين احداثا ، انكى صديقة الكتاب، انتى بمثابة قلما له الان ”
لكنه صديق سيء كاد أن يذهب بها الى الحافه، مادام سينتهى امره ولن تعود لهناك مجددا وهذا ما تريده.. لحظه الن تعود لهناك مجددا
لوهله تذكرت “فرناس” ذلك الرجل الوسيم الذى لم ترى مثله قط، الن تراه مجددا.. وكانما ريمتي لقاءات كثيره داخل عقلها.. هل حزينه من اجله، انها لا تعرفه حتى
لن تعود لهناك هذا افضل حل لها، فلتفعل ذلك يا اخى وتبعده عنى للأبد، فلتبعدنى عن تلك البلاد العجيبه، فى كل مره اذهب فيها يكون اليوم اسوء من الذى قبله، اقابل اشياء تثير خوفى ودهشتى ففى يوم سأعود بلا عقلى بكل تأكيد
فى اليوم التالى خرجت من غرفتها لتجدهم يفطرون انضمت إليهم وكان الصمت يسود بينهم، هذا الصمت الذى لم تعهده من عائلتها من قبل
ذهبت إلى جامعتها وهى تدخل الى المدرج وجدت دكتور “معتز” بالداخل نظر إلى وتقابلت اعينها
: اسفه
ألتفتت وهى تغادر المدرج فلا داعى أن تهان
: ادخلى
توقفت بدهشت من ما قاله إليها، هل يحدثها هى؟! هل خاطبها ويدعوها للدخول ، اقفلت الباب وجلست على مقعدها وجدته مزال ينظر اليها توترت حم حمم وعاد إلى المحاضره
انتهى بوم. الدراسي حملت دفاترى لاغادر وجدت من يعيقنى وكانت “يارا” ورفيقاتها نظرت لهم بأستغراب
قالت “يارا” ساخره: اتحسنت علاقتك مع دكتور “معتز” اوى
قالت “لينا” : قصدك اي؟!
: من يومين دخلتو مع بعض وكنتو بتبتسمو وانهارده شوفنا ازاى دخلك رغم انك حيتى بعده، اى غيركو كده
ابتسمت وهى تضيق عيناها قالت : خيبت توقعاتك
: لا دا انتى رفعتى توقعاتى اكتر، طلعتى مش سهله
لم تفهم نبرتها المقصوده واصدقاىها الذين يضحكون عليها
قالت “يارا” : هو فى حاجه بينكو ولا اى
شعرت بالغضب لكن تحليت بالهدوء قالت : ده الدكتور بتاعى وياريت كل واحده فيكم تخليها لنفسها وانتى بذات يا يارا
: شيفانى هموت نفسي من تفكيرى فيكى
ابتسمت بثقه قلت : مقولتش كده بس انتى اعترفتى بنفسك وانتى ادرى
غضبت “يارا” وضاقت ملامحها ذهبت ولم تعيرها اهتمام لكن وجدتها تقف فى وجهها وامامها مباشره تنهدت قالت
: فى اى تاتى
: انتى ازاى تضربى “يوسف” قدام الكل انتى نسيتى نفسك
نظرت لها وابتسمت وانا اتذكر البارحه وهذا الكف الذى صفعت “يوسف” به
: ياترى انتى عارفه انا ضربته لى ؟
: ايوه
ابتسمت قلت بثقه : انا متأكدة انك متعرفيش بس انا هقولك مش حبا لا عشان انا عايزه كده
اكملت بسخريه : من يومين “يوسف” كلمنى وكان عايز يعقد معايا بس انا رفضت وسبتله المكان كله ومشيت وامبارح وقفنى عشان يتكلم معايا وبيستظرف بحديث تافهه شبه، عشان اكون صريحه.. كان عاوز يوصلنى ولما مشيت وسبته مسك ايدى .. انتى عارفه الباقى
قالت بأستهزاء : عايزه تفهمينى انه هو هيعمل كده ومعاكى انتى
: الكل شاف .. فاتك المشهد ده يا يارا مش مشكله تتعوض
ابتسمت عليها حينما شعرت انها اغضبتها، تخطتهم لتغادر المكان بأكمله، قابلت دكتور “معتز” نظر اليها اكملت سيرها
: لينا
توقفت على ندائه لها قالت : نعم يادكتور
: ينفع نتكلم
: اتفضل
: مش هنا
نظرت له بأستغراب وعدم فهم أشار لى ذهبت معه
جسلنا فى مقهى وهى مستغربه من صمته كانت تشعر بأنه يريد قول شيئا ما بل اشياء، كانت محرجه من نظراته لها قالت
: حضرتك عايز تقول حاجه
: اشربي عصيرك الاول
: شكرا
ارتشفت شرفه وهو ينظر إليها قال
: عايزه اسألك عن حاجه
: اتفضل
: انا عارف انى مليش انى اسأل بحاجه عنك وده شئ ميخصونيش
: هو فى حاجه؟!
: انتى كنتى فين امبارح ؟!
تعجبت فهى بالفعل لم تتوقع أن يسأل هذا، لكن بتأكيد يتسائل عن البارحه، كيف سمحت له بالمجال فى سؤال هى لن تجد له اجوبه وتعلم اسألته كيف ستكون ولن تستطيع ارد
قال “معتز” : لى كنتى بتجرى ودخلتى المدرج، وازاى لما فتحت ملقتكيش، ومش فى المدرج بس دورت عليكى فى الجامعه كلها ومكنتيش موجوده
شعرت بلارتباك اكمل وهو يقول : أزاى ظهرتى بليل وفى نفس المدرجه الى دخلتى فيها واختفيتى منه
صمتت ولم تعلن ما تقوله، كان يجب ان تجهز اكاذيب حول امورها العجيبه تلك، تنهد “معتز” وضع يده على الطاوله يأخذ وضعيته قال
: دخلتى الاوضه ازاى وهى مقفوله اصلا
ابتسمت ساخره قالت : هكون اختفيت وظهرت تانى مثلا
: احتمال
اتسعت عينى بدهشه منه وهل يضع هذا الاحتمال حقا
قال ” معتز” : كل الاحتمالات جايزه
: انت حاطط احتمال انى ممكن اختفى، الى هو احتمال مستحيل اصلا
: تسمى الى حصل ده اى
صمتت تنهد لتقرر انهاء الحديث
: امبارح انتهى واحنا فى النهارده
: ونا بسألك عن امبارح ينفع تجاوبينى عشان كنت بفكر كتير ومش لاقى جواب
: وبتفكر ليه
: عشان انا ..
صمت ولم يكمل كلامه تعجبت من صمته المفاجئ وماذا كان سيقول
: معلش يا لينا عايز جواب، لو خايفه اقول لحد أوعدك هيكون مبينا
قالت بجديه : عايز تعرف
: ايوه
اقتربت واشارت له ان يقترب تعحب لكن اقترب بإهتمام وهو يصغى اليها
: سافرت لبلد عجيبه، مختلفه عن عالمنا ده جدا.. فى التوقيت، والزمن، فى العصر، وفى كل حاجه.. مكنتش المره إلى اختفيت فيها حصلت معايا قبلها، لما كنت بغيب عن محاضراتك كنت هناك … مكنتش معاكم هنا كنت على ارض تانيه
كان يبحلق بهع٠ا من شدة صدمته ولم يتحدث ثانيا ضحكت ليتعجب من تعبيراتها التى انقلبت
قالت “لينا” : كنت بهزر مالك
: بتهزرى !!
: ايوه اكيد، عالم تانى قال… خدت الموضوع جد لى
كان صامتا بينما هى تضحك على تصديقه لها
: بتهزرى ولا بتقولى الحقيقه ؟
توقفت عن الضحك عندما سمعت كلماته ونبرته الجديه لتجد اعينه تثقبها، انكهشت منه هل حقا ما قاله.. هل يظن ان كلامها حقيقا.. هل لديه ذرة صدق من كلامها ووجوب تصديقه
: حقيقه ازاى يعنى.. انت مقتنع بالى قلته
: لى لا
قلت بدهشه : حضرتك دكتور جامعه، مثقف ومتعلم.. بعيدا عن الوهم ازاى سمعتلى
: قصدك انك كنتى بتكذبى
: انا قولتلك بهزر
: يعنى بتكذبى
تضايقت وقالت: انا مش بكذب وبقول الحقيقه و…
سكتت بصدمه لقته بيبصلها

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سرداب غوانتام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *