رواية عقيق آل دورادو الفصل الحادي عشر 11 بقلم منة ممدوح
رواية عقيق آل دورادو الفصل الحادي عشر 11 بقلم منة ممدوح
رواية عقيق آل دورادو البارت الحادي عشر
رواية عقيق آل دورادو الجزء الحادي عشر
رواية عقيق آل دورادو الحلقة الحادية عشر
بدر
ما تظلمنيش بالله عليك!
قالتها بدموع وهي بتتوسله بنظراتها، مكانتش مصدقة إنه بيكرهها بالشكل ده، لوهلة رقت نظراته ليها وهو شايف الإنهيار اللي هي فيه، هو بيحارب مشاعره اللي بتقوده ليها غصب عنه ولكن كل حاجة بتمنع علاقتهم، احساس إن تم اجباره عليها مش سايبه، رافضها بكل قوته، ده غير صورة والدته اللي قدام عينيه، مال براسه بين القضبان بعد ما رجعت ملامح وشه للشراسة وتمتم بهسيس_أنتِ اللي ظلمتي نفسك لما جيتي هنا برجلك!
قربت من القضبان ومسكتها بإيديها وهي بتقول ببكاء_همشي، صدقني كنت همشي ومش هتشوفوا وشي تاني، من ساعة ما رئبال حط خنجره على رقبتي وأنا اقسمت إني همشي ومش هرجع هنا تاني
المكان هنا مش ليا، صدقني أنا اللي بقولك استحالة انفع افضل هنا!
لوهلة اتجمد تمامًا قصاد كلامها وبعدين سأل بتحفظ_خنجر إيه؟
بكت بإنيهار وبنبرة مرعوبة وهي بتفتكر اللي حصل وكإنها بتشتكيله_لما عرف إني شوفته وعرفت إن ليه يد في الحريق كان هيقتلني بالخنجر لولا الحرس اللي ظهروا قدامه فجأة وقتها زقني وجري
احساس من جواه كان بيقوله إن كلامها صح، إنها بريئة، إنها صادقة ومبتكدبش، نظرة عيونها اللي بتتوسله يصدقها، دموعها اللي مبتقفش، ملامح وشها المنهارة، ولكن رغم ده رفض عقله الاحساس ده، بل ونهره، ابتسم بسخرية بزاوية فمه وقال_من أول ضربة قلم بتغدري على شريكك؟
تمتمت بصدمة_شريكي!
ربع إيديه قصاد صدره وبراس مرفوع قال_أنا عارف بل ومتأكد إنك جاسوسة من مملكة ازتلان، المسرحية اللي عملتيها أنتِ ورئبال في الحفل وملامح وشك المذعورة لما قربلك بصراحة ابدعتي فيها
اتبدلت الابتسامة لملامح مليانة شر، وزعق بحدة_لكن اللي قدامك مش غبي عشان يفهم ده كله
أنا ولي عهد مملكة إل دواردو، الأمير بدر رسلان
متفتكريش إنك ممكن تتفوقي عليا بألاعيبك!
الاعتراف هيكون افضل ليكي، على الأقل قعدتك هنا متطولش
فكري في كلامي كويس، كل ما انكرتي
كل ما معاناتك زادت
خلص كلامه واداها ضهره عشان يمشي، اتشبثت اكتر في القضبان وصرخت بتوسل_بدر، بالله عليك، أنا عارفة إنك بتكرهني بسبب عقيق
صدقني أنا مش هي ومليش علاقة بيها، أنا معرفهاش، والله أنا مش عقيق، أنا معرفش هي عملت إيه ومش عايزة أعرف، ارجوك متاخدنيش بذنبها
أنا عايزة سلسلتي بس، والله بمجرد ما أخدها همشي ومش راجعة تاني صدقنـي يا بـدر!
نهت جملتها وهي بتتنفض بقهر، كان واقف مديها ضهرها وهو بيشد على اعصابه وبيضغط على جفونه، صراع عنيف جواه مش قادر يسيطر عليه، خرجت جملتها الأخيرة بتنهيدة مليانة ألم وبين دموعها قالت_بالله عليك متعملش فيا كده!
اتلفت ليها براسه بس، رماها بنظرة أخيرة مليانة تخبط مزيج بين الكره والغضب والحزن في نفس الوقت، وفي النهاية سابها وخرج بسرعة قبل ما يضعف قصادها
بدر رسلان ملوش نقطة ضعف غير والدته
ومش هيبقى فيه
صرخت وهي بتخبط على الحديد بعنف وبقهر لما شافته مشي_بـدر..
يا بـدر!
خبطت إيديها لآخر مرة في القبضان ولكنها اتألمت بسببها، ضمت كفها لصدرها وهي بتبص في اثره بعيون باكية ووش شديد الاحمرار، وبعدين اتجهت لزاوية في الزنزانة، قعدت فيها بإنهيار وضمت رجليها لصدرها ودفنت راسها بينهم وهي بتبكي بعنف….
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج في طريقه لساحة التدريب في القصر كعادته، جواه طاقة غضب محتاج يطلعها قبل ما تولد انفجار، وكعادته بمجرد ما شافوه الحرس متجه ناحيتهم انحنوا وادوا التحية باحترام، دخل لجوا وهو بيخلع ملابسه زي ما اتعود لحد ما بقى عاري الجذع، مد إيده فاداله الحارس بسرعة سيفه، وهنا ظهر مبارزه وهو بيبصله بقلق، كان واضح عليه الغضب لدرجة إنه قلق لوهلة يقع صريع بين ايديه، ولكنه حاول يهدي نفسه، وعلى عكس العادة شاورله بدر هو بالبداية، ركض المبارز ناحيته وبدأ القتال بينهم اللي بدر كان عنيف فيه بشكل لا يصدق، صوت زمجرته الغضبانة مع اصطدام السيفين في بعض بمنتهى العنف كان بيدوي في الارجاء لدرجة إن الحرس كان بيبصوا لبعضهم بقلق، وقبل ما يتمادى ويقتل المبارز وهو بيوجه سيفه لرقبته من غير ما يكون واعي اتلفت لما لقى قائد الحرس بيجري ناحيته وهو بيقول_سمو الأمير!
وقف قصاده فاتعدل بدر ووقف وخصلاته الفاتحة لازقة على وشه ده غير جسمه اللي كان شديد التعرق، اتنفس المبارز الصعداء هنا بعد ما كان مذعور لما لقاه على بُعد قليل من إنه يلقى حدفه
اتكلم قائد الحرس باستعجال_الحراس بلغوني إن الملكة زمرد رجعت لوعيها!
رمى سيفه واخد هدومه وجري لمكان جناحها وهو بيلبس ثيابه على عجله، فتح الجناح بعنف ووقف اتجمد مكانه، كانت قاعدة على سريرها وساندة رجليها على الارض، وجمبها الطبيبة بتفحصها، لوهلة اتجمد بدر لما رفعت عيونها الدبلانة ليه، اتجه ناحيتها ببطئ وسط نظراتها اللي كانت متعلقة بيه، قعد على ركبه قدامها، في الوقت ده استأذنت الطبيبة وخرجت عشان تسيبلهم مجال، اتملت عيونه بالعبرات اللي كان رافض رفض تام إنهم ينزلوا وهمس_أمـي…
لوهلة اتوسعت عينيها بدهشة وهي بتتفرس ملامحه بحذر شديد، لحد ما رفعت كفها المرتعش، وحطته على خده وهي بتقول بصوت ضعيف مش مصدق_بـدر؟!
هز راسه بهدوء بالإيجاب، حست هي بالتشتت، مش مستوعبة إن طفلها الصغير كبر بالشكل ده وبقى رجل وسيم بالغ، اتملت عيونها بالدموع ورددت_بدر
ده أنتَ؟!
ابتسم من وسط انفاسه العنيفة، فنزلت هي من على السرير وجذبته لصدرها ضمته بقوة وهي بتقول_بدر
مش معقولة!
أنتَ بدر؟
أنتَ ابني؟!
اتشبث هو بجسدها وهو بياخد شهيق طويل بيحفظ ريحتها اللي اتحرم منها، بيستمتع بنبرة صوتها وهي بتنادي اسمه، شهق بتأثر وهو بيقول_وحشتيني، ليه سيبتيني كل المدة دي لـيه!
بكت بتأثر وهي بتضمه لصدرها، رفعت وشها بين إيديه وطبعت قُبل متفرقة على وشه وشعره، مش مصدقة إنها طولت بالشكل ده فعلًا لدرجة إن ابنها بقى رجل بالغ، مسك هو كفها وطبع عليه قبلة، فمسدت على وشه بحنان من بين دموعها وهي بتقول_سامحني يا بدر
سامحني على ضعفي، سامحني إني مكنتش الأم اللي تخلي بالها منك، سامحني إني سيبتك تكبر لوحدك من غيري
ضمها بقوة وهو بيقول_مسامحك
كفاية إني سامع صوتك
صدقيني يا أمي هجيب حقك، هنتقم من أي حد كان ليه يد في الوضع اللي وصلتيله
بعدت عنه فجأة كإنها استوعبت حاجة، وبعدين تمتمت بصدمة_عقـيق!
أنا شوفت عقيق!!
احتوى وشها بين إيديه عشان يطمنها وقال بابتسامة_دي مش عقيق يا أمي
دي ضي القمر
هزت راسها بالرفض وقالت_لا
مش معقولة، هي عقيق أنا متأكدة!
فرد بدر بتأكيد_صدقيني مش هي
سلطان قال إنها بتحمل دمها، قال إنها جاية تحقق النبوءة
ولكن المرادي النبوءة تخصني أنا مش الملك رسلان
بصتله بصدمة واتوسعت عينيها بدهشة وتمتمت_مش ممكن!
ابتسملها عشان يطمنها وهو بيقول_متشيليش هم أنتِ، مش عايزك تقلقي من حاجة
اتأكدي إن أي حاجة عندي ولو ذرة شك ناحيتها إنها هتئذيكي
همحيها من على وش الدنيا!
رفعت إيديها وربتت على خده بحنان وعيونها بتلمع بدفئ، اتمرمغ بين ايديها مستمتع بالمشاعر اللي اتحرم منها طول طفولته، مش مصدق أخيرًا إن دار حوار بينه وبين والدته، ضمها ليه، وسمع صوتها بتنادي باسمه
مكانش يتخيل إن أخيرًا معاناته هتنتهي
أخيرًا والدته قدام عينيه بعد سنين حرمان.
صوت خبط على الجناح تليه فتحه فصلهم عن بعض، دخل الملك رسلان في الوقت ده بهيبته، وقف بدر وانحنى باحترام، أما الملكة زمرد ففضلت مكانها بصاله بجمود بعد ما قدرت تتعرف عليه كويس، رغم التجاعيد اللي ملت وشه والشيب اللي غزا شعره ولكنها قدرت تميزه كويس
مش هتعرفه ازاي وهي ما زالت فاكره ملامحه، يمكن هي الحاجة الوحيدة اللي فاكراها
اتصال بصري طويل دار بينهم، كل واحد فيهم كانت جواه مزيج من المشاعر المتضاربة، لوم، عتاب، ممزوج بغضب وحقد!
اتحرك الملك وقرب منها أما هي فاتحاملت على نفسها ووقفت وهي ما زالت بصاله بجمود، فقال بنبرة عملية_مبسوط إني شايفك واقفة قدامي أخيرًا بعد السنين دي كلها
ابتسمت باستهزاء من كلامه، فاتلفت هو ناحية بدر وقال بأمر_سيبنا شوية لوحدنا
اتحرك باعتراض_بس…
ولكنه شاف نظرة والدته التشجيعية كإنها بتطمنه، اتنهد بقلة حيلة وبعدين خرج وهو بيبص عليهم بنظرة أخيرة وبعدها قفل الباب وراه، ربعت الملكة زمرد إيديها وهي بتقول بسخرية_ملك رسلان!
لوهلة مكنتش هعرفك
كبرت وعجزت وقربت تشيخ!
قرب خطوتين منها وهو بيقول بتريقة_لو شاخت الملامح…
رفع إيده وشاور بصوباعه على دماغه وكمل_فالعقل لسة شباب يا زمرد!
ضحكت بصوت عالي أما هو كان واقف بيبصلها بسخرية وشموخ، رفع راسه بكبرياء بعد ما سكتت وقال_بما إن الظاهر رجعتي لسابق عهدك تاني
فياريت منفتحش القديم تمامًا
لإن زي ما هتحكي أنا كمان هحكي يا زمرد
اتبدلت قسماتها للضيق وومضت عيونها ببغض، مال ناحيتها ورفع إيده وهو بيضرب على وجنتها بخفة_متحاوليش تاخديني عدو يا زمرد وإلا هتخسري ابنك يإيدك
حطي عقلك في راسك وفكري كويس في اللي قولتهولك
خلص كلامه ورمقها بنظرة أخيرة وبعدين سابها وخرج من الجناح، أما هي ففضلت واقفة مكانها تبص لاثره بغضب وكره رهيب بيشع من عينيها….
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صباحًا
نامت مكانها من الارهاق، على نفس وضعها اللي فضلت عليه امبارح، لفة دراعها حواليها كإنها بتحتوي نفسها، دموعها الناشفة ملتصقة على وشها، اتأوهت بألم لما اتحركت من تيبس جسدها بسبب نومتها الغلط، اتلفتت حواليها باستغراب في الأول لما شافت المكان اللي هي فيه، ولكن بعد كده استوعبت، قامت وقفت وهي بتتحامل على ألم جسمها لما سمعت صوت فتح باب الزنزانة الخارجي، وقفت بترقب فظهر واحد من الحراس اللي كان شايل بين إيده صينية خشبية صغيرة محتوية بأكل، فتح الزنزانة ودخل حط الأكل على الأرض من غير ما يتكلم وخرج تاني قفلها، اتحركت ناحيته وهي بتقول_أنا عايزة أقابل الملك رسلان
مردش عليها فاتشبثت بالقضبان وهي بتقول بصوت عالي_بقولك لازم اشوف الملك ضروري
ارجوك بلغه إن لازم اشوفه
سابها الحارس ومشي من غير ما يرد، فضربت بقبضتها على القضبان بغضب وهي بتشتم وبتلعن دماغها إنها فكرت تيجي المملكة، ولكنها اتجمدت تمامًا لما شافت الملكة زمرد قدامها، واقفة ضامة إيديها الاتنين في بعض في حين بصالها بابتسامة واسعة مليانة كره بيشع من عينيها وكإن الماضي بيتعاد قصاد عينيها، تمتمت ضي القمر بصدمة_ملكة زمرد!
قربت منها بخطوات بطيئة لحد ما وقفت قدامها بتتأملها من فوق لتحت وبتتفحصها بعمق، فقالت بلهفة_ملكة زمرد، بالله عليكي خرجيني من هنا، صدقيني أنا مليش علاقة بأي حاجة حصلت، أرجوكي اقنعي بدر إنه ظالمني
كانت واقفة صامتة وهي بصالها بابتسامة مليانة سخرية، لحد ما اتكلمت_غريب الشبه اللي بينكم
حتى النظرة
نفس نظرة التوسل والرجاء اللي كانت في عيونها
اتجمدت ضي القمر وهي بتحاول تستوعب كلامها، ولكنها هزت راسها وهي بتقول بروية_بصي أنا عارفة إنك افتكرتيني عقيق، بس أنا مش هي صدقيني، أنا معرفهاش ولا عمري شوفتها في حياتي، صدقيني أنا قولت الكلام ده لبدر وهقوله ليكي، أنا مليش علاقة بعقيق اقسملك!
مالت الملكة زمرد ناحيتها وهي بتقول_الماضي بيتكرر قدام عيني، زمان كانت عقيق بتتوسلني، أما دلوقتي فنسخة عقيق بتتوسلني برضه
أنا عارفة إن ممكن ميكنش ليكي علاقة بيها، ولكن كفاية إن بتشبهيها بشكل كبير.
بتكرري نفس ماضي عقيق لما فرضت نفسها علشان نبوءة برضه، لحد ما في الآخر قدرت إني أخلص منها
اتوسعت عيون ضي القمر بصدمة هتفت_قتلتيها؟!!
ضحكت زمرد بشدة وبعدين قالت_ياريت
كانت في الخطة، ولكنها للاسف هربت بلا رجعة، ومن وقتها اختفت عقيق وأي أثر ليها
اتراجعت لورا وهي مش مستوعبة إنها بعد ما كانت شايفة زمرد ممكن تكون ضحية طلعت هي الشر بعينه، فقالت وهي بتهز راسها_أنتِ مش طبيعية!
أنتِ مريضة، أنا معرفش ممكن تكوني عملتي لعقيق إيه، بس أنا متأكدة إنك أذيتيها جامد، زي ما دلوقتي هتخلي ابنك يبقى ظالم والسبب في قتل بريئة وبسببك برضه
عشان ينتقم ليكي!
متهزتش زمرد من كلامها، بل بالعكس كانت بتزداد نشوة، وكإنها شايفة صورة عقيق قدامها وقالت_مبسوطة إني فُقت دلوقتي بس عشان أشوف نهاية عقيق للمرة التانية
وبعدين سابتها وخرجت من غير ما تضيف أي كلمة تانية، كانت ضي القمر مشدوهة من الوضع اللي هي فيه، مكانتش متخيلة إنها بالشكل ده، اسلوبها وكلامها اللي مبيحملش أي شفقة اكدتلها إن عقيق كانت ضحيتها لدرجة إنها هربت بسببها!
متأكدة إن زمرد وراها أسرار كتير، وهي الوحيدة اللي معاها سر اختفاء عقيق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ساند ضهره على جذع شجره، في حين كان بيصنع وتد من الخشب باستخدام أداة حادة، كانت بيدور على أي وسيلة يسكت صراخ عقله وقلبه، الصراع القائم جواه مبينتهيش، رفع عيونه لما حس بحركة قدامه، متخضش زي ما كان بيحصل مع الباقي لإنه خلاص قدر يحفظ حركات الكاهن سلطان، اتسند على عصاه وقعد جنبه، أما بدر فرجع صوب كامل اهتمامه على اللي بيعمله، كان الكاهن سلطان باصصله بخبث كإنه عارف الصراع اللي بيدور جواه، لحد ما اتكلم بدر ببرود_اتكلم من غير لف ودوران
بنفس اسلوبه المعتاد قال_آآه سمو الأمير بدر الذكي
الأمير بدر الفطين
فطين لدرجة إنه عارف بل ومتأكد من جواه إن ضي القمر بريئة
اتجمدت إيد بدر اللي كان بيشتغل بيها، عرف الكاهن سلطان إنه قدر يستماله فقال_الظلم ظلمات يا سمو الأمير
وأكيد آخر حاجة نتمناها هي إن ولي عهد وملك مملكة إل دواردو المنتظر يكون ظالم واتسبب في اعدام بريئة، والأهم من ده بيحارب قلبه كمان
ولكن هتدرك إن قلبك انتصر بعد فوات الأوان!
اتنفض بدر وبصله بحدة وهو بيقول_بس أنا مبحبهاش!
ابتسم الكاهن سلطان باتساع وكإنه، وصل للي عايزه وقال_ومين جاب سيرة الحب يا مولاي، أنا أقصد صراع ضمير قلبك مع عقلك
للحظة تدارك اللي قاله فتنحنح بإحراج، أما الكاهن سلطان فقال_الماضي له خفايا كتير يا سمو الأمير، اعبث في الماضي الأول قبل ما تغلط في المستقبل…
بص بدر قدامه في الفراغ وابتدى يفكر في الكلام اللي قاله سلطان اللي كان متابعه بابتسامة عريضة، اتلفت بدر ليه ولكن لقاه اختفى فجأة من غير ما يحس، فابتسم وهو بيهز راسه بقلة حيلة، رفع معصمه يبص في ساعة إيده فعرف إن بالفعل ده وقت محاكمة ضي القمر، فضل متجمد تمامًا مش قادر ياخد قرار سليم….
خدوها الحراس من السجن بعد ما قالولها إن ده وقت محاكمتها، مشيت معاهم وهي حاسة بالارتباك والخوف من اللي مقبلة عليه، ضربات قلبها تكاد تصم آذانها، جملته بإنه مش هيسيبها غير على اعدامها مش بتفارقها، معقولة هينفذ تهديده، دخلت قاعة المحاكمة، اتنفضت برعب لما شافت شخص شكله مرعب واقف بيراقبها وماسك سيف بين إيديه وقدامه خشبة مستديرة كإن دي اللي هيتنفذ عليها حكم الاعدام، فضلت واقفة مكانها بتبصلهم برعب، لحد ما اتفتح الباب اللي قدامها ودخل منه الملك رسلان ووراه الملكة زمرد اللي بصتلها بابتسامة واسعة وشمتانة
_جلالة الملك…
قالتها ضي بلهفة وهي بتحاول توصله ولكن الحراس منعوها، فبكت بتوسل وهي بتقول_جلالة الملك، صدقني أنا بريئة، أنا معملتش حاجة
قعد الملك على عرشه واتكلم كإنه مسمعهاش_ضي القمر، أنتِ متهمة بتآمرك على مملكة إل دورادو العريقة مع الأعداء لهدم استقرار المملكة
_ضي القمر بريئة…
اتلفت الكل على الصوت اللي كان وراهم، اتوسعت عيون ضي القمر بفرحة، لما شافته قدامه
كان هو
بدر…..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عقيق آل دورادو)