روايات

رواية أبو الرجالة الفصل الثامن 8 بقلم شيماء سعيد

رواية أبو الرجالة الفصل الثامن 8 بقلم شيماء سعيد

رواية أبو الرجالة البارت الثامن

رواية أبو الرجالة الجزء الثامن

أبو الرجالة
أبو الرجالة

رواية أبو الرجالة الحلقة الثامنة

بصباح اليوم التالي بسيارة كمال المتجهة لشرم الشيخ، طوال الطريق وهي صامتة شاردة تشاهد الشارع الخارجي بعيون بها الكثير من الحديث، أوقف كمال السيارة بأول أستراحة وسألها :
_ تحبي تأكلي إيه؟!..
لم تنتبه إليه، نظر إلى حالتها تلك بتعجب، لأول مرة تصمت حتى لو كانت غاضبة، حاول النظر لعينيها ليعلم ما بها الا إنها هربت منه سريعا، رفع حاجبه ورفع يده لذقنها يحثها على النظر إليه قائلا :
_ ثريا حكايتك إيه بالظبط من الصبح مش سامع لك صوت؟!.
ماذا تقول وكيف تقول لا تعلم، نفت برأسها ثم أردفت بنبرة متحشرجة :
_ تعبانة النهاردة شوية مش أكتر، كنت عايز حاجة؟!…
شعور غريب دلف لقلبه من فكرة مرضها، مسح على خصلاتها بحنان ثم أردف :
_ طيب أنزلي كلي أي حاجة وبعدين هأخدك لأقرب دكتور يقابلنا..
طبيب؟!.. يستحيل أن تضع نفسها بموقف مثل هذا، هي الي الان بداخل حالة من الصدمة لا تعلم ما عليها فعله، كيف ستقول اليه والكارثة الأكبر كيف ستقول لبناتها، هل هي قادرة على قتل روح اما قادرة على مواجهة الجميع به؟!.. بالحقيقة هي غير قادرة على فعل أي شيء.
حاولت التحلي بالقوة وقالت بهدوء :
_ مفيش داعي لدكتور يا كمال دول شوية برد مش أكتر، يلا ننزل نأكل هبقي كويسة بعد الأكل..
رغم ان العلاقة بينهما يطلق عليها إسم ” تيكويه” الا إنه يعلمها من كلمة، من رجفة كفها، أخذ نفس عميق قبل أن يقول :
_ أنا عارف إنك بتكذبي عليا يا ثريا بس هعمل نفسي مصدق يلا نأكل ولو تعبتي أكتر هنروح للدكتور حتى لو غصب عنك..
أومات إليه بملامح باهتة وخرجت من السيارة، خرج هو الاخر ودلف بها لمطعم هادية على مطل على البحر، مع رائحة السمك الموجودة بالمكان اتي إليها شعور ملح من معدتها بتقيع لتمسك بيده سريعاً قبل أن يجلس على المقعد مردفة :
_ أنا مش عايزة سمك يا كمال يلا بينا نروح أي مكان تاني، بس أنا نفسي في كشري إيه رأيك نجيب من على أي عربية..
صدم من رفضها لاكلتها المفضلة والصدمة الأكبر طلبها للكشري التي كانت تكره ريحته، رجل مثله وبخبرته تغلغل الشك بقلبه بقوة، قام من مكانه مردفا :
_ أنتِ شكلك تعبانة جامد ومعدتك مش مظبوطة الأفضل نروح أي صيدلية قريبة لحد ما نوصل ونروح للدكتور..
_ لأ لأ يا كمال مش عايزة حتي دي هتكون معاك بالاجبار أقولك على حاجة أنا مش أكلة أكل أنت خلينا نغور بقى..
كانت تتحدث بغضب وسرعة حاولت بقدر المستطاع السير بمبدأ ” خدوهم بالصوت”، رسمت على وجهه إبتسامة خالية من أي مشاعر قبل أن يجذبها من يدها ويخرج بها من المكان مردفا :
_ العصبية غلط عليكي، نأكل كشري وماله إحنا تحت أمر السلطانة ثريا..
______ شيماء سعيد ______
بمنزل نوح..
أستيقظت عطر من الصباح الباكر بابتسامة مشرقة، أعدت الفطار ووضعته على صينية متوسطة الحجم، دلفت للغرفة بخطوات بطيئة حتى لا تفعل أي صوت ييقظه من النوم، وضعت الطعام بجوار الفراش وذهبت لخزانة الملابس، حركت شفتيها بحيرة مردفة لنفسها :
_ وبعدين يا بت يا عطر عايزة أول ما يصحى من النوم يشوف قمر قدامه، أيوة هي دي تحفة وهو بيحب اللون ده..
قالت ذلك بعدما رأت منامة باللون الأزرق بنصف أكمام، جذبتها سريعاً ودلفت بها للمرحاض خرجت بعد عشر دقائق وهي بكامل أنوثتها من وجهة نظرها، أخذت نفس عميق تحاول التغلب به على خجلها وجلست بجواره على الفراش، أول ما وقعت عينيها عليه أخرجت قلوب وقلبها رفرف وكأنها تراه لأول مرة، مررت أحد أصابعها على ذقته هامسة بنبرة رقيقة :
_ نوح، يلا يا حبيبي أصحى أنا عملت لك الفطار بنفسي..
رنين صوتها جعله يستيقظ بتلهف لينعم بأحضان تلك الجميلة، فتح عيناه لها بابتسامة رجولية قدرت مثل العادة على خطف روحها، ابتسمت هي الأخر إبتسامة خجولة ليقول بغزل :
_ يا صباح الطعمة وهو في حلويات كدة يا ولاد؟!..
دفنت وجهها بداخل عنقه هامسة :
_ بس بقى يا نوح أنت عارف انى شخصية خجولة..
رفع حاجبه إليها بسخرية واضحة قبل أن يقرص أنفها مردفا :
_ بصي بقى يا قلب نوح كنت زمان بعدي موضوع الكسوف ده عشان احنا على البر أما دلوقتي لأزم تعرفي اللي يريحك جوزك يا حبيبتي مش كدة؟!..
أومات إليه ببعض الريبة ليكمل هو بابتسامة واسعة :
_ شطورة عايزك بقى من هنا ورايح أول ما أدخل البيت أحس إني في كبارية النجوم بكل فقراته وعروضه..
شهقت من المفاجأة ثم أبتعدت عنه بعدما ضربت بكفها الصغير على صدره العاري صارخة :
_ إيه اللي أنت بتقوله ده يا وقح أياك تفكر فيا بالطريقة دي..
جذبها وضمها لصدره وهو يضحك عليها بمرح قبل أن يرد عليها ببراءة :
_ يا بت أنا بقولك كدة عشان بحبك وعايز نبقى مبسوطين مع بعض، اوعك تسمعي كلام اللي يقول قلب الراجل معدته ده حمار أنا بقولك قلبي فين وعايزك تحفظي عليا..
عضت على شفتيها من شدة خجلها، ما قاله وما عاشته ليلة أمس كان بالنسبة إليها غريب رغم كونه لذيذ، شعرت برجفة ممتعة بظهرها مع حركة يده عليه، ابتلعت لعوبها وقالت ببراء تجعله يشعر بالانتصار :
_ يعني اللي أنت عايزه ده مش عيب ولا حرام؟!..
حرك رأسه نافيا ووضع قبلة حانة على عنقها، خبير وبيده قطعة من العجين بيده هو فقد ستشكل كما يرغب ويحب، ابتسم بحلاوة من كم المشاعر الذي يخوضها على يديها مردفا :
_ مفيش بين أي اتنين متجوزين حاجة حرام، ربنا خلقنا لبعض عشان نبقى لبعض كل حاجة، عايز كل ما أشوفك أحس إني عيني مليانة، أصلي بصراحة بتاع ستات ونفسي استكفي بيكي..
ردت عليه بخوف مردفة :
_ طيب أنا مش بعرف أعمل حاجة..
غمز إليها بمكر وهو يجذبها لتبقى أسفل جسده، ركز عيناه على شفتيها مردفا :
_ أنا هعلمك يا حياتي أنتِ بس سيبي ليا نفسك..
____ شيماء سعيد _____
بمنزل راقي دلفت فيروز خلف فريد، دارت بعينها بالمكان وهي متحسرة على حالها، أهي هي أخذت منه كل طلباتها، العيادة، منزل، مال، يا ليته يعلم انها كانت ترغبه هو، جلست على أقرب مقعد واضعة ساق فوق الآخر قبل أن تفتح هاتفها وتفعل به شيء معين ثم رفعت رأسها عندما سمعته يقول بهدوء :
_ نفذت البند بتاعي وكل حاجة نفسك فيها بقت بأسمك فاضل بقى البند بتاعك أنتِ..
تركت هاتفها على المقعد وقامت لتقف أمامه، ظلت صامته لمدة خمس دقائق قبل أن تقول بتردد :
_ لما كنا بنحب بعض كنت بتضحك عليا يا فريد والا كان في جواك مشاعر ليا فعلاً؟!..
صدم من سأله ليس له أي إجابة لديه وخصوصاً بالوقت الحالي، حاول أن يبقى هادئ كما هو وقال :
_ مش نقفل اللي فات أحسن يا فيروز؟!..
حركت رأسها برفض وهي تنظر داخل عيناه بشكل مباشر، بداخلها شعور يرفض الإجابة على هذا السؤال مازال قلبها الأحمق مرتعب من سماع ما يقتل أي حبل للوصال بينهما، بللت شفتيها بطرف لسانها لتعطي لها بعض التروة بعد شعورها بالجفاف قائلة :
_ هنقفل اللي فات وصدقني هو مش فارق معايا في حاجة أنا بس عايزة أقفله صح وأفهم كانت الدنيا بدور من حواليا إزاي وأنا زي العبيطة..
تنهد بتعب أعصاب قبل أن يقول :
_ أنا معرفش يعني إيه حب بس كنت عايزك وبالنسبة ليا هو ده الشعور بالحب إني أبقى نفسي في واحدة..
قطع آخر أمل لها بكل بساطة، أومات إليه وهي تدور بعيناها بداخل المكان تحاول الهروب مردفة بسخرية من حالها :
_ ولما طلقني واتجوز هالة كنت شبعت مني وعايزها هي مش كدة؟!.. طيب دلوقتي بقي رجعت ليه؟!..
قبل أن يرد عليها بكلمة واحدة وضعت يدها أمام فمه تمنعه من قول أي كلمة تجعلها تنفر من قلبها الذي احب وجسدها الذي كان يلبى رغباته وقالت هي :
_ أقولك أنا أنت حالياً شوفتني فرجعت أحلو جوه عينك من جديد مش كدة فقولت تدلع نفسك يوم في السر وتخسر قرشين مفيش مشكلة، مش دي الحقيقة؟!..
دموعها ألمته ورغم ذلك طغى عليه الكبرياء، ما قالته حقيقة وهو لا يود الهروب منها، جلس على الاريكة مردفا بجدية :
_ وفيها إيه لما تبقى دي الحقيقة؟!.. طالما بالحلال يبقى إحنا مش بنعمل حاجة غلط اللي عايز يأخد حاجة من التاني ياخدها ونخلص..
يكفي، كرامتها سقطت أمام عينيها للمرة المليون، لعنت تلك الدمعة التي وقعت على وجهها لتظهر ضعفها أمامه، دق باب المنزل لتمسح دمعتها سريعا وهي تقول بابتسامة ساخرة :
_ روح أفتح الباب ده أكيد المأذون خليني أنفذ البند الخاص بيا وأخلص بقى..
قام من مكانه بخطوات متلهفة على قربها وفتح باب المنزل صدم من وجود هالة أمامه وهي تقول بقهر :
_ أنت رجعت للبنت دي بجد يا فريد؟!..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أبو الرجالة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *