روايات

رواية أشواك الورد الفصل السابع عشر 17 بقلم قوت القلوب

رواية أشواك الورد الفصل السابع عشر 17 بقلم قوت القلوب

رواية أشواك الورد البارت السابع عشر

رواية أشواك الورد الجزء السابع عشر

أشواك الورد
أشواك الورد

رواية أشواك الورد الحلقة السابعة عشر

•• رد الجميل …••
المطعم …
تباطئت خطوات “عبد المقصود” ليسقط أرضاً بوضع ساكن مريب للغايه ، لوهله تصورت “ورد” أنها تتخيل ما حدث لتنظر تجاه والدها بإستراب لسقوطه الفجائى لتهب منتفضه بخطوات أشبه للركض سقط لها المقعد المجاور لها بعد إصطدامها به بدون شعور فلم تكن تهتم سوى لوالدها الذى سقط أرضاً …
جثت على ركبتيها بإنفعال وقد إرتعش جسدها بقوة فور إقترابها منه وقد شحب وجهه للغايه قاطعاً الأنفاس …
إنهار حصنها المنيع بلحظه أمام أعينها لتنهار له قواها وتصرخ مرتعبه وهى تهز والدها تحثه على أن يفتح عيناه وينظر إليها …
ورد: بابا …. بابا …. رد عليا يا بابا !!!! … فوق وكلمنى …!!!!
كانت يد “يوسف” أسرع من يدها وهو يربت بخفه على وجنة “عبد المقصود” الشاحبه محاولاً إفاقه هذا الرجل الطيب …
مع محاولتهم لبضع دقائق لم يتأثر لها “عبد المقصود” مطلقاً هتف “شريف” بنبره عقلانيه عمليه للغايه …
شريف: يلا يا جماعه نوديه المستشفى .. المستشفى قريبه أهى … مش لازم نسيبه كدة …!!!!
وافق “يوسف” بشده ما تفوه به “شريف” ليميل نحو “عبد المقصود” ماداً ذراعه أسفل رأسه ليحمل جسده الضئيل فوق ذراعيه بجسارة ليتحرك صوب المستشفى بعجاله وهو يطلب من “ورد” بلهجه آمره فلا وقت للبكاء ووالدها متعب بهذا الشكل …
يوسف: يلا يا “ورد” ورانا على المستشفى …
إتجه “يوسف” حاملاً “عبد المقصود”الهزيل فوق ذراعيه يساعده “شريف” على ذلك بينما كانت تلحقهم “ورد” بخطوات متعجله وقلب منفطر ….
____________________________________
المستشفى …
أسرع المسعفون يدفعون بأحد المقاعد المتحركه ذوى العجلات بإتجاه “يوسف” الذى دلف للتو يحمل شخصاً غير واعى مطلقاً …
إندفع به المسعف إلى غرفه الطوارئ فى الحال يتبعه الطبيب لفحص “عبد المقصود” …
إنتظرت “ورد” التى تعلق بصرها بغرفه الطوارئ بهذا الرواق لا تتمالك دموعها التى تتساقط كما لو كتب عليها الحزن بقيه حياتها فهى لا يمر بها يوماً إلا وإمتلأ بالأشواك …
تعلقت عينا “يوسف” بـ”ورد” لكنه فضل الصمت لبعض الوقت لحين الإطمئنان على والدها وما أصابه …
لم يمر وقت بعيد حتى خرج الطبيب إليهم وقد أرتسمت على محياه علامات الإمتعاض والضيق ، إلتف حوله ثلاثتهم بتوجس شديد فملامحه لا توحى بالخير مطلقاً …
زفر الطبيب بقوة وهو يتابع نظراتهم المتعجله لمعرفه ماذا أصاب هذا الرجل ليردف بأسف لما وصلت له حالته ….
الطبيب: للأسف …. أنا كنت متوقع ده !!!! …. هو مسمعش كلامى … دى نوبه ألم مقدرش يستحملها … فأغمى عليه …
تطلعت به “ورد” بذهول للحظات تحاول فهم عما يتحدث بالضبط لتهز رأسها بجهل تام متسائله بإستراب وتوجس …
ورد: متوقع … متوقع إيه …؟؟ ونوبه إيه …؟!! أنا مش فاهمه حاجه خالص …!!!!
لحقها “يوسف” بسؤاله للطبيب يحثه على التحدث بدلاً من تلك الإيحاءات الغامضه …
يوسف: قصدك إيه يا دكتور … وضح كلامك لو سمحت … مش مستحمله ألغاز هى …..!!!
رفع الطبيب كتفه وأهدله موضحاً حاله “عبد المقصود” بالضبط لهم …
الطبيب : للأسف … والدكم مخبى عليكم إنه مريض بالكانسر ومه الأسف رافض يستجيب للعلاج …
فغرت “ورد” فاها بصدمه وهى تشهق بقوة وضعت لها كفيها فوق فمها تمنع صوت شهقاتها العاليه من الخروج ، بإنكار تام لتلك الحقيقه بمرض والدها الخبيث رافضه تصديق هذا الحديث وإعتباره ما هو إلا كذب فأبيها سليم معافى وسيبقى إلى جوارها إلى الأبد ….
ورد: لأ … لأ طبعاً .. لأ بابا مش عيان !!!!! .. لأ بابا كويس … بابا معندوش المرض الخبيث ده !!! ..
طرقت بكفها بضعف على باب غرفه الطوارئ بحاله من الهلع أصابتها بعدم تصديقها لتشخيص هذا الطبيب المجحف …
ورد: قوم يا بابا .. قوم قولهم إن إنت كويس !!! … على فكره دة شويه ضغط عالى بس .. هو كويس .. بابا مش عيان .. بابا مش حيسيبنى لأ … لأ يا بابا …!!!!
حاول الطبيب من تهدئه “ورد” التى إنفعلت بهلع لمعرفتها بحقيقه مرض والدها الذى أخفاه عنها ليتأكد لماذا طلب منه “عبد المقصود” بإخفاء الأمر ، فيبدو أن “ورد” قدرتها على تحمل الصدمات ضعيف للغايه ، نظر الطبيب بإتجاه “يوسف” لمساعدته بتهدئتها قليلاً …
الطبيب : مينفعش كده .. إنتى لازم تهدى .. وتحاولى معانا تقنعيه إنه لازم يتعالج عشان يقدر يخف ويقوم من تانى بالسلامه … مش كدة برضه يا حضرة ولا إيه …؟!!
أومأ “يوسف” بتفهم لمقصد الطبيب ليحث “ورد” على الهدوء والتفكر بمصلحه والدها وصحته أولاً ….
يوسف: أه طبعاً … لازم يا “ورد” نهدى كدة ونفكر فى علاجه أهم حاجه …
ورد: أه .. لازم بابا ياخد العلاج .. لازم ..
بقلق حقيقى ومشاعر إبن صادقه عقب “يوسف” بأمل فى الله قائلاً …
يوسف: إن شاء الله حيتعالج ويبقى أحسن من الأول … بس مينفعش إللى إنتى فيه ده !!! .. لازم تهدى هو محتاجك جنبه … مش تزودى عليه …!!!
تطلعت به “ورد” تومئ بإيجاب محاوله السيطرة على إنفعالها وقلقها ، هى بالفعل تحتاج لتلك المشاعر الصادقه لتقويها وتبث بها القوة والصبر لتتحمل شدة والدها وأن تبقى إلى جوار والدها الذى يحتاجها الآن …
إستكمل الطبيب إيضاحه قائلاً …
الطبيب : عموماً إحنا إديناه جرعه مسكنه قويه وعلقنا له محلول لأنه ضعيف جداً بإذن الله حيفوق لكن لازم يبقى هنا تحت الملاحظه والعلاج … حالياً وجودكم مالهوش لزوم لأنه حينام وقت طويل وممنوع المرافق … تقدروا تتفضلوا دلوقتى وتيجوا بكرة فى معاد الزيارة …
نظر “يوسف” تجاه “شريف” طالباً منه العودة للشركه بينما بقى “يوسف” مرافقاً لـ”ورد” لبعض الوقت حتى يطمئنا على والدها حتى لو كان غير واعى لهما …
بعد إنتهاء موعد الزيارة إضطرت “ورد” للخروج من المستشفى فهى لن تبقى معه اليوم …
بنبره محبطه للغايه تحدثت “ورد” مجامله لـ”يوسف” الذى ترك عمله وبقى برفقه والدها حتى الآن …
ورد: إنت تعبت أوى معانا النهارده …
يوسف: إنتى متعرفيش غلاوة والدك عندى إيه !!! … ده جِميله فى رقبتى مقدرش أوفيه طول عمرى مهما عملت …
جاهدت نفسها لتخرج فوق شفاهها إبتسامه باهته قائله بإمتنان …
ورد : شكراً ليك بجد … إتفضل معايا السواق يوصلنا بما إن طريقنا واحد …
لوح “يوسف” معترضاً على إقتحام خصوصيتها بهذا الشكل وفرض نفسه عليها لإيصاله لمنزله …
يوسف: لأ طبعاً …. خليكى إنتى على راحتك .. أنا حروح لوحدى …
ورد: طب ليه ؟!! .. ما العربيه والسواق موجودين أهم … إتفضل معايا …. كفايه وقفتك من الصبح معانا …
بإيجاب أومئ “يوسف” بخفه دون الإثقال عليها لأكثر من ذلك ليتخذ المقعد المجاور للسائق بينما جلست “ورد” بالمقعد الخلفى ناظره كعادتها إلى السماء تدعوا الله بالشفاء لوالدها فهى لا تدرى كيف ستكمل حياتها بدونه لو لا قدر الله حدث له أى مكروه ….
أوصل السائق “يوسف” أولاً لبيته ليتخذ طريقه لبيت “عبد المقصود” لإيصال”ورد” التى بقيت بغرفتها بقيه الليله دون الخروج منها …
___________________________________
علا …
لقاءها بـ”يوسف” اليوم لم ينمحى للحظه واحده بل ظلت تتذكر رؤيته مع تلك الفتاه بالمطعم وقد ثارت الدماء بعروقها وأخذت تنفعل بغيظ شديد لرؤيتهما معاً …
دق هاتفها لتجيب على الفور بإنفعال …
علا : إنتى فين من الصبح رنيت عليكى خمسميه مرة .. !!!!!!
لمياء: بالراحه بس … إيه إللى حصل …؟؟!! ها … روحتى زى ما قلت لك .. ؟!!
علا : متفكرنيش .. أنا من ساعتها مش على بعضى والله …
لمياء : ليه إيه إللى حصل صوتك متضايق أوى ليه كدة …؟!!
هوت بقوة فوق الفراش تتحدث بضيق وإنفعال وهى تتذكر مشهد حديثهما معاً حين دلفت للمطعم أنام أعينها كما لو أنها تراهم حقيقه أمامها الآن …
علا : رحت لقيته قاعد فى المطعم إللى قصاد الشغل مع واحده يالهوى … مش عارفه أقولك إيه …. واحده تغيظ كده …!!!!
لمياء : ليه يعنى … ؟؟
إمتعضت ملامحها بتقزز وهى تصف “ورد” بغيره شديده …
علا : حاجه ملزقه عينيها ملونه وشعرها طويل كده .. أوووف .. أعمل أنا معاها إيه دى … ؟!!!!!
حاولت “لمياء” بث الثقه بصديقتها وهى تتسائل بإشمئزاز …
لمياء : حلوة أوى يعنى !!!!! .. وبعدينى يا بنتى إنتى قمر …
علا : متكدبيش عليا أنا عارفه أنا إيه .. أينعم مش حلوة أوى بس دى فظيعه ….أخليه يبص لى إزاى بس ودى قدامه كده …
لمياء : أنا عارفه لك بقى … موضوعك ده متعقرب كده ليه ….؟!!
علا : ولا أنا كمان عارفه !!!! … أدينى حفكر فى حاجه جديده ونشوف ..
لمياء : ماشى يا “علا” لما توصلى لحاجه أبقى قوليلى … أنا عايزة أنام … هلكانه طول النهار فى الشغل …
علا: خلاص ماشى .. سلام ..
لمياء : سلام …
____________________________________
شقه حسام ….
أخذ يحك شعره الطويل بأصابعه وهو يتسائل بعدم فهم بعدما إنتهت والدته من تلك المكالمه الطويله …
حسام : أيوه إيه بقى إللى حصل وخلاها مجتش إمبارح ..؟؟
ام حسام: “نجاح” بتقولى إن “عبد المقصود” جه و”ورد” مش هناك وطلع على طول ورجع وهى معاه .. يبقى شكله لحقها قبل ما تيجى هنا …
أغلق عيناه بتملل ثم تسائل بقله صبر …
حسام : وبعدين طيب … حنعمل إيه دلوقتى … إحنا ما صدقنا كانت حتيجى …؟!!!
ام حسام: إستنى أفكر فى حاجه تانيه لأنه أكيد حذرها مننا عشان متجيش تانى لوحدها .. ده غير أنى سمعت أنه تعبان فى المستشفى …
لمعت عينا “حسام” وهو يلقى بفكرته بمكر …
حسام: حيموت يعنى !!!! …. يلا خلينا نخلص منه ونعرف نستفرد بيها ..
ام حسام: يا ريت …
____________________________________
اليوم التالى ….
المستشفى …
منذ ساعات الصباح الأولى وجدت “ورد” راحتها بالتوجه للمستشفى للبقاء إلى جوار والدها الذى مازال يغط بنوم عميق …
إتخذت مقعداً إلى جواره تستمد الأمان ليغمض جفناها غافيه بعدما جافى عيونها النوم ليله الأمس …
بعد مرور الوقت بدأ “عبد المقصود” يستفيق بإستراب فهو لا يدرى ما الذى جاء به إلى هنا …
ابو ورد: إيه ده .. أنا فين …؟؟؟
فتحت “ورد” عيونها فور سماعها صوت والدها الحنون لتهب إلى جواره تعاتبه على إخفاءه مرضه عنها …
ورد: كده برضه يا بابا … ؟؟ … كده تبقى تعبان كده ومتقوليش وترفض العلاج …؟؟
لاحت إبتسامه منهكه فوق ثغره وهو يمسك بكفها الناعم بين راحتيه …
ابو ورد: هو الدكتور قالك .. ؟؟
ورد: أيوة .. أنت قلقتنى عليك أوى إمبارح ….!!!
ابو ورد: حقك عليا … أنا بس مكنتش عايز أقلقك كفايه إللى أنتى كنتى فيه ….!!!
قلبت “ورد” شفتيها بإستياء من إهمال والدها لصحته بهذا الشكل …
ورد: تقوم متاخدش العلاج !!!! … أنا معرفش أعيش من غيرك … لازم تاخد العلاج عشان خاطرى .. كده غلط ….
بإحتساب شديد لمصابه أردف “عبد المقصود” بإيمانه بالمقدر له …
ابو ورد: كل واحد له أجل .. المهم أطمن عليكى …
ورد: يا بابا أنا كويسه طول ما أنت كويس .. عشان كده لازم تقعد فى المستشفى وتاخد العلاج …
لم تكن تعلم أن والدها عنيد للغايه حين هتف بها بإعياء شديد وإصرار بالرفض على البقاء …
ابو ورد: أنا عايز أطلع من المستشفى دلوقتى و أوعدك أعمل حاجه مهمه أوى بعدها أرجع بنفسى أخد العلاج لحد ما أخف ….
ورد: تانى يا بابا …!!!!
ابو ورد: أيوة إسمعى أنتى بس الكلام ….
زمت شفتيها بضيق لعند والدها وتشبثه برفضه لتتكتف عابسه للغايه حين سمعا طرقات خفيفه بباب الغرفه وأطرق “يوسف” رأسه ببطء مستأذنا للدخول ، تلاشت تلك التعبيرات العابسه ليشرق وجهها ببسمه لطيفه وسط ترحيب “عبد المقصود” بقدومه ….
ابو ورد: تعالى يا “يوسف” يا إبنى …
يوسف : لا إنت ما شاء الله عليك النهارده .. أحسن كتير …
ابو ورد: الحمد لله …
رفع “عبد المقصود” عيناه نحو إبنته طالباً منها أن تحضر لهم أى مشروب من الخارج …
ابو ورد: ما تنزلى يا “ورد” للبوفيه تجيبى كوبايه شاى ولا حاجه لـ”يوسف” ….
كانت إجابتها سريعه للغايه متحليه بخجل لطيف …
ورد: لا حجيب له قهوة .. مش كده يا أستاذ “يوسف” …
إبتسم “يوسف” لود لتذكرها حديثهم بالأمس ثم أردف بالرفض فلا داعى للإثقال عليهم وهم بالمستشفى …
يوسف: لا مفيش داعى تتعبى نفسك ..
أعاد “عبد المقصود” عناده بإصراره بطلبه …
ابو ورد: لا بقى .. أنت فاكرنا بخلا ولا إيه !!!! .. يلا يا “ورد” من غير سؤال شوفى حتجيبى لنا إيه ….
ورد: تمام ….
تركتهم “ورد” باحثه عن (البوفيه) لإحضار القهوة ومشروب لوالدها ليترقب “عبد المقصود” تلك الفرصه داعياً “يوسف” للجلوس بالقرب منه …
ابو ورد: أقعد يا “يوسف” .. أنا عايزك فى موضوع مهم أوى ..
نبرته الجاده إسترعت إنتباه “يوسف” الكامل ليهتف بإنصات …
يوسف : خير .. إتفضل يا أبو “محمد” …
بنفس متقطع وإجبار لنفسه على الحديث أمسك “عبد المقصود” بكف “يوسف” يحدثه بحميميه أب ربما تتحلى ببعض الرجاء …
ابو ورد: أنا عايز أطلب منك طلب .. ولو مش فى إستطاعتك عادى يا إبنى أنا حفهم …!!! … أنا دلوقتى زى ما أنت شايف خلاص حموت …
يوسف: بعد الشر عنك متقولش كده …
ابو ورد: يا إبنى ده أجل وأنا حاسس خلاص إن نهايتى قربت … لكن أنا خايف أوى على “ورد” …. بنتى مش حتقدر تعيش فى الدنيا دى والناس طمعانه فيها بالشكل ده .. وأنت يا أبنى شايف هى طيبه وعلى نياتها قد إيه !!! … ونفسى أطمن عليها قبل ما أموت ….
إبتلع “عبد المقصود” ريقه بغصه فلم تكن تلك هى الطريقه التى يريد بها سعاده إبنته ، لم يرد أن يحط من قدرها لكن الوقت لن يسعفه بالإنتظار ليكمل بإستحياء شديد من طلبه …
أبو ورد: عشان كده يا أبنى أنا عايزك تتجوزها !!!! .. تحميها وتعيش تحت جناحك وفى رعايتك .. أنت ونعم الأخلاق والدين … حتعرف تصونها وتحميها …. ولو مش حتقدر يا أبنى ….. براحتك ده طلب مش إجبار .. فكر وبلغنى بقرارك وصدقنى أنا مش حزعل ولا أى حاجه لو إنت رفضت ….
مجرد إحساس “يوسف” بترجى “عبد المقصود” له لم يفكر للحظه بأن يرد طلبه حتى ولو فوق رقبته ، فهو لن ينكر صنيعه وجميله معه ليردف على الفور بدون أى تأخير …
يوسف : طلبك أمر … ووصيتك دين فى رقبتى … مقدرش أرفضه …
شعور بالراحه سرى بعروقه بلحظه موافقه “يوسف” ليستطرد موضحاً قبل عودة “ورد” …
ابو ورد: بص يا أبنى “ورد” باقى فى عدتها من جوزها الأولانى أأقل من شهر .. بعدها على طول نكتب الكتاب عشان أطمن عليها ….
إحساس بالغصه جعله ينتفض من داخله حين تذكر موضوع زواجها الأول ، لكنه وعده وعداً قاطعا بالحفاظ عليها وحمايتها ….
يوسف : تمام … بس سيبنى كام يوم أبلغ والدتى و أعمل ترتيباتى وطبعاً والدتى لازم تشوف العروسه …
ابو ورد: تمام يا أبنى وبعد زياره “ورد” لوالدتك إحنا حنسافر ونرجع يوم كتب الكتاب ونعمل فرح على الضيق كده موافق …
يوسف: موافق يا عمى …
صمت “عبد المقصود” لوهله قبل أن يكمل برجاء آخر …
ابو ورد: طيب ممكن نبلغها إنك طالب تتجوزها … عشان بس مكسرش نفسها …!!!
يوسف: طبعاً يا عمى … ولا أنا حقول أى حاجه لأى حد …
إجابته للمرة الثانيه أعاده الحياه لوجهه ورفعت من قدر “يوسف” لديه ليثنى متفاخراً به ..
ابو ورد: راجل يا أبنى … وعشمى فيك طلع فى محله …
____________________________________
بعد قليل ..
قدمت “ورد” فنجان القهوة لـ”يوسف” الذى إرتشفها سريعاً و إستأذن منهم ليعود للشركه بعدما أصر “عبد المقصود” بالعودة للبيت وترك المستشفى …
____________________________________
شركه الأقصى ….
بعد تركه للمستشفى عاد لمكتبه ليجلس بهدوء متفكراً بما إتفق مع “عبد المقصود” عليه منذ قليل …
أخذ يحدث نفسه بشرود تام دون الإنتباه لـ”شريف” والمحيط من حوله …
” أنا إيه إللى عملته ده !!! … بس أنا مكنش ينفع أرفض … الراجل ده جِميله فى رقبتى ودى أأقل حاجه أقدمها له … بنته أمانه فى رقبتى .. بس …. موضوع جوازها الأولانى ده مش عارف أبلعه !!!!!!! … بس هى فيها كل حاجه أنا عايزها شريكه حياتى … رقيقه وهاديه وطيبه .. أنا محتار !!! … دماغى خلاص … حتنفجر …”
لم يدرك “يوسف” حين تلفظ بجملته الأخيرة بصوت عالٍ إنتبه لها “شريف” …
يوسف: دماغى خلاص حتنفجر …!!!
شريف: مالك يا “يوسف”… أنت مش طبيعى خالص …؟!!
يوسف: مش عارف يا “شريف” محتار ومش عارف أفكر …
شريف: طب ما تقولى يمكن أفيدك ..
تفكر “يوسف” لبضع لحظات فهو لن يفشى هذا السر الذى إئتمنه “عبد المقصود” عليه ليحاول إشراك “شريف” معه بطريقه أخرى لا تمس “ورد” وتحط من قدرها أو قدر والدها …
يوسف: أصل … ااا …. أبو “ورد” تعبان أوى .. و … أنا كنت بفكر أطلبها منه … بس موضوع جوازها الأولانى ده مش قادر أعديه ..
إعتدل “شريف” بجلسته وهو يتحدث بجديه لأول مرة …
شريف: إنت عايز الحق …؟!!
يوسف: طبعاً …
شريف: العيب مش فيها …. العيب فيك إنت …
ذهل “يوسف” للغايه من رأى “شريف” الصادم …
يوسف : أنا ….!!!
شريف: أيوة .. ولنفترض إنها تجوزت واحد وما إتوفقتش معاه …. تفضل طول عمرها منبوذه مستنيه تموت … ولا يمكن واحد ييجى يعوضها عن التجربه الفاشله دى وتعيش حياه طبيعيه ؟!!!! … أنا عن نفسى مش شايف عيب فيها … قولى يا “يوسف” … غير موضوع جوازها ده .. إنت شايف فيها عيب تانى …؟!!!!
تفكر “يوسف” لأقل من لحظه ليردف بإجابه قاطعه …
يوسف: الصراحه .. لأ …
شريف: يبقى بتُحكُم عليها بحاجه ملهاش يد فيها ليه ؟!!! … ما هى أكيد وقتها مكانتش عايزة تطلق وكانت عايزة تبنى بيت وحياه .. صح …. ؟!!!
يوسف: أه ..
نهض “شريف” من مقعده ليتجه صوب مكتب “يوسف” وهو يحدثه بصرامه يوضح له الضبابيه التى ينظر بها إليها ….
شريف: شوف يا “يوسف” …. يا تقرب منها وتنسى الحاجز الوهمى إللى إنت حاطه ده … يا إما تسيبها لنصيبها …. وواحده زى دى مش حتتساب وألف من حيجرى وراها ومش بعيد كلها شهر ولا شهرين وتلاقيها متجوزة من واحد تانى … ها …. عندك إستعداد تسيبها لواحد تانى …؟!!!!!!!!!
أثارت جمله “شريف” الأخيره إحساس دفين بداخله بأنه لا يريد أن يضيعها من يده .. مهما كان السبب … يريدها إلى جواره هو .. سواء طلب والدها ذلك منه .. أو طلبها هو بنفسه .. فهو بالفعل يريد القرب من “ورد” … ولا يتحمل رؤيتها أو حتى التفكير بأنها ربما ترتبط بأخر ….
ليهمس “يوسف” متوافقاً مع ما قاله “شريف” ….
يوسف: عندك حق … عندك حق يا “شريف” ….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أشواك الورد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *