روايات

رواية وكأنها عذراء الفصل الأربعون 40 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء الفصل الأربعون 40 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء البارت الأربعون

رواية وكأنها عذراء الجزء الأربعون

وكأنها عذراء
وكأنها عذراء

رواية وكأنها عذراء الحلقة الأربعون

ومع اذان الفجر دوما تتجدد الامنيات، تتبدل الأقدار لمن يجيدون رفع أيديهم بالدعاء، لمن يلحوا، ويتضرعوا لله ..الحياه ليست طريق مستقيم يا صديقي جميعا نعرج الي الله، ونتذلل له ..ليرضي فيرضينا ويدهشنا بالعطاء..
لم يكن صعب علي يزيد أن يجد مكان ابراهيم، هو يراه يوميا يتسلل لهنا لذلك المكان الخاوي من البشر الا هما
هو لا يعلم أنه يفعل المثل لكن يحرص ان يعطيه مساحته الخاصه
وهو كذلك ..ثلاثتهم بحاجه للاسترخاء ..بعد دوام شاق وطويل
لكن لا يعلم لما دفعه القلق اليوم ليتفقده، ابراهيم يجيد التظاهر وان يشعرك بأنه بحال ممتاز وسعيد
عكسه هو يشبه فارس.. قليلا لكن فارس متهور تماماً
ولكن منذ فتره وهو يلمح تغيره الواضح..لا يعلم ما به طيلة الحفل يراقب ملامحه المتجهمه، وهمومه المرسومه علي وجهه
ببراعه..
أنه يشعر وكأنه فقد صبره ولم يعد يستطيع التظاهر
اقترب من مكان جلوسه ولكنه تفاجئ به، منهارا تماما، لم يشعر بقدميه، ولا بأن ذلك الجمود الذي استولي علي مشاعره، قد تبخر وهو يهرول ليسقط خلفه ويحتويه بين ذراعيه كطفل بحاجه للاحتواء
_ ابراهيم..
تسلل لابراهيم الذي انتفض من ذلك الهجوم وتلك الذراعين التي حاوطته..
صوت يزيد، فتسللت الراحه لقلبه، هو يعلم أنه علي درايه بمكانه، لانه ببساطه يفعل المثل، يظن أنه لا يعلم، لكنه يعلم منذ اتوا لهنا..
احتواه يزيد وهو يتمتم له بعبارات تفتت القلب ..الي أن هدأ كان بحاجه لذلك العناق وان أنكر..أنه بحال بئس
فاستسلم ابراهيم وانفجر باكيا بقوة أكبر.
_ ابكي وخرج اللي جواك انهار دلوقتي ولملم جراحك لاني مش هسمح بانهيارك تاني..انت فاهم..
_ تعبان..تعبان يا يزيد
ايظن أنه لا يعلم..ذلك الثقل الذي اثقل كاهله هو خير من يعلمه..
_ عارف سبب وجعك يا صاحبي
انتفض كالملدوغ ابتعد كطفل يخشي أن يكون افتضح أمره
نظر ليزيد بريبه، قبل أن يبادله بحزن عميق
_ كنت فاكر اني اخوك وصديقك…الحمل بيبقي سهل لما يشيلوه اخين..
_ بس احنا مش اخوات يا يزيد..
استقام بجبروت، لم يعرف من أين اتاه الان، وهو يجز علي اسنانه، يكتم ألمه وخيبته وخذيه..
بصمت استقام يزيد، نظرة عيناه كانت غير مفهومه لابراهيم، اقترب منه وبلحظه كان يمسك بذراعيه مردفاً بقسوه:
_ ولما انت مش اخويا كنت بتقولي كده ليه
اهتزت أعين ابراهيم بخزي، بات يملأ صدره..
_ رد..سكت ليه، فاكر اول مره اتقابلنا في الخدمه..فاكر كنا انا وفارس ازاي؟
طيب مش فاكر أو خناقه بينا وكلمتك اللي لسه بترن في وداني ياابراهيم وانت بتسلكنا من بعض .
شرد بالماضي، يتذكر الموقف..حينما جمعتهم وحده واحده، كان يزيد المسؤل عنهم..كاد فارس يخسر عمله من كثرة شجاره مع فارس، الي أن اشتعلت الأجواء فجاه ادي لشجار خفيف لولا تدخله وهو يصرخ بهم:
_ انتوا مجانين..انتوا فاكرين نفسكم في البلد هنا..افهم ياغبي أنت وهو احنا هنا ايد واحده ..اخوات..برا الباب ده..ابقوا زي ما تبقوا لكن احنا اخوات هنا…طول ما احنا لابسين المموه احنا كلنا ايد واحده..
_ ايه سرحان في ايه..افتكرت مش كده؟
هتف يزيد بسخريه وهو ينظر لابراهيم الذي استدار يخفي وجهه بعيدا عنه..
_ امشي يا يزيد..خلي اللي في القلب جواه، وان كان عالعقل فهو مش ناقص..انا انتهيت …
_ انت بداية لكل شيء قادم.. ياابراهيم..بلاش تشاؤمك ده
القي يزيد كلماته بحماس زائد الحد، هو بالفعل صادق..ابراهيم عمله نادره يجب الحفاظ. عليها..
_ بلاش كلام التعبير ده يا يزيد..انا كتبت وصيتي من زمان..
نظر له يزيد بريبه، وقد وصل له ما وراء الحديث
_ انت بتقول ايه؟
*********
_ ابعد عني وسيبني..
_ ليه أكده بس ياقمر انتي..
_ انت عارف..
_ لااه مهعرفش
لوت كوثر فمها، وهي تميل بغنج تتحسس صدر ابو فارس وتهتف بخبث:
_ اخص عليك يا قلبي أكده بردك مهتعرفشي
الحيره تملكته ورأسه ما زال يترنح من أثر الكحول يمينا ويسارا..
اقتربت أكثر وهي ترمي شباكها عليه بمهاره
_ عجبك عمايل اختك دي ياابوفارس، غير اختك الغلبانه اللي حبستها و نفتها دي، احنا لازم..نحررها منها..دي عامله زي عشماوي ياراجل..
اتسعت عيناه ما أن اردفت بهكذا الحديث، وكمم فمها سريعا بكفه
_ بااااه، باااه اجفلي خشمك انتي عاوزه راجيه تسمعنا جبر يلمك
دفعت بيده بحده وغضب، كاد يسقط من قوتها أرضا، لكنها أمسكت به بآخر لحظه، وهتفت بغيظ:
_ انت لازم تسمع اللي هقوله كويس، والا
ارتعبت أوصالها ، والشر الذي اندلع في عيونها ارعبه حقا، خاف منها، وقرر أن يهاودها ، هو هكذا وسيظل فاقد لشخصه ولا قرار له
_ ها قولت ايه هتسمع مني..؟
_ حاضر هسمع منك..
أبعدته بغلظه، وبدأت برسم مخططها الذي تريده أن يسير ببراعه، الي أن انتفض هو صائحا:
_ ايه..جتل..جتل مين، جنيتي عاد..
_ اقفل بوقك احسن اقسم بالله هتحصله حالا
_ بس
_ مبسش قول
**********
ابتسمت ساليمه بحنو، وهي تقف خلف باب غرفتها، تتأملها بسعاده.. بعدما أخرجت تلك الحقيبه الذي أتت بها ديما للطفله المنتظره..
تتأمل ملابس طفلتها بسعاده سعاده أدخلت الفرح والسرور بقلب سليمه..
لقد تبدلت المتهوره كما يناديها الراوي، وظهر عليها بعض التعقل، ووجهها ظهر الرضا عليه، لقد كانت تخشى عدم تقبل روح للمزرعه
خشت ان ترحل هكذا ، قبل أن تعطي فرصه لنفسها بأن تكتشف نفسها وما حولها
روح تذكرها بنفسها، لا تعلم لما تري بروح سليمة صغيره بذات المرحله
كانت كرامتها، وكبريائها هي كل ما تملك، ولا تسمح لأحد أن يقلل منها ابدا، عاشت عفيفة النفس، ولم تقبل ابدا الشفقة، حتي علي عدم وجود أطفال بينهم، تمردت علي عادات أهلها واختارته، الفرق الوحيد بينها وبين روح
أنها اختارت رجلا احتواها وجعلها عالمه، وفعلت هي المثل، بينما روح
لم توفق أو ربما خلف الحكايه مفردات لم تفهمها تلك الصغيره فأسرعت بالحكم وظلمت مجد..
علي كل حال…
الوقت كفيل بإصلاح الخراب الذي طال القلوب، كما يخبرها الراوي لا تسرعوا بالحكم عليه…لربما لديه من الأسباب ما يجعلنا نغفر له وكان ما كان لم يكن يوم…
علي الراوي يبني أحكامه علي ما يفسره عقله بحكمه بالغه، يدرس الأمور ويحللها، يبحث داخل حكايا الصغيره روح، ويبحث عن سبب الفراق
وللامانه هو متعجب من تلك الحكاية العجيبة، ذلك الشاب وحكايته ومواقفه وأفعاله معها نابعه من قلب رجل عاشق لا شاب فاسد مدلل كما تنعته المجنونه سلمي..
بكل موقف تتذكره روح وتحكيه بلا تزييف ولا تهليل لهم ،كطبيعتها البريئه، ينتابنا الحيره
الفتيات عاطفيه بطبعهن، يحللن المواقف بمعاني قد تجعلنا نحن النساء نجن، فما بالك الرجال
أما الرجال يحكمون علي الأشخاص بالعقل وفقط. ..
لذا كان الراوي واضحا بحكمه، يحترم رأيه الكبير والصغير..
واخبرها صراحةً..
انها تسرعت بالحكم، ومؤكد هنا شيء خلف الحكايه أو ربما أشياء كان لزاما عليه تفسيرها لتقتنع بها
أما عنه..فهو اخطيء الخطأ الأكبر بترك البلاد ويأسه في البحث بعدما علم أنه ظل لأشهر يبحث عنها..
ولكن يبقي العذر معه..والتفسير الوحيد لما فعل معه هو..
ربما لم يحن الوقت بعد للتفسير المنطقي..
ابتسمت ساليمه باتساع، وروح تقبل ذلك الفستان الصغير..
تذكرت نفسها والماضي، واحلام اتعبتها كثيرا وانتظرت تحقيقها بشوق
ليالي قضتها تتخيل أنها تفعل المثل…تقبل كل ما به رائحة للطفل..
كما تفعل روح الان..؟
انها تري بها نفسها القديمه، روح نسخه مصغره من أحلامها البريئة التي وأدت بمطرحها..ولكنها والله راضيه..راضية جدا..
انتفضت علي تلك اليد الحنونه التي أحاطت كتفها
_ خضتني يا حاج
_ بتعملي ايش يا ساليمه
ابتسمت باتساع وهي تدعو الله ان تستطيع أن تعدل من نبرة صوتها المختنقه..حتي لا يفهم عليها
أشارت بيدها حيث روح، واتسعت ابتسامتها وخرج الحديث عفويا
_ شايف الصغيره المجنونه ايش عم تساوي
شرد قليلا، وهو ينظر لصغيرتهم كما يسمونها، هو طيلة الوقت يخبرها بأنها صغيره، وستنجب صغيره،
يتعجب بكيف ستربي طفله طفله
فتعبث، وتغضب منه، فيراضيها ويخبرها الا تقلق، وأنهم سيربونهم معا..
_ بتذكرني بيكي يا سليمه
فاجئها، لقد ظنت ان لا احد سيلاحظ مدي التشابه
لكنه الراوي دوما ما كان مرآتها..
ابتسمت بعشق، وهي تريد تغير وجهة الحديث التي تعلم أنه سيؤول الأمر إليه..وعلي الرغم من أنهم علي بعد خطوات من الموت باي لحظه
إلا أن ذلك الموضوع دائما ما يسبب حزن له..فهتفت بغيظ مصطنع:
_ انا مالي شبيه يا راجل يا عجوز ، اني وبس ..
اتسعت ابتسامة الراوي، ومال براسه كي يجيبها، ولكن صوت ممتعض متألم آفاقهم:
_ اه..واقفين تحبولي في بعض هنا..وانا لايصه لوحدي
استدارت لها ساليمه وهتفت بلهفه وذعر عليها، ما أن رأت ملامحها المتالمه:
_ روح حبيبتي ايش بيكي
أدمعت عيناها، وهي تسحق شفتيها بقوه:
_ هولد يا تيته..تعبانه مش قادره نادولي فريده…اه..
صوت الصراخ ملا قصر الراوي…تزامنا مع صوت الطفله التي خرجت للتو فاتنه كمن خرجت من داخل أحدي اساطير البحار..
_ ولدت ..
_ ايوه ياحاج..
_ الحمدلله..ايش جابت .
_ فاتنه..جابت فاتنه فتنه يا حبة الجلب
*****
_ مالك ؟
_ مش عارف ..حاسس اني..
_ انك ايه..؟
_ مش عارف اوصفلك..بس حاسس ان في حاجه جوايا ..سعيده وحزينه
_ حاجه ناقصاك صح، زي فرحه غايبه، أو حتي حزن من غير حبايب خالص..
_ طول عمرك فاهماني يا لي لي..
_ انت اخويا يا مجد..وان مكنتش احس بيك مين يحس بيك يا اخي الغالي ..
_ اه فقره التلزيق بدأت
_ قصدك فقره الهبل والرخامه
_ ليليا..
_ روضه..
_ بس انتوا الاتنين انتوا هتتخنقوا
زهقتوني…
#####

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وكأنها عذراء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *