روايات

رواية وسولت لي نفسي 2 الفصل السابع والعشرون 27 بقلم روان الحاكم

رواية وسولت لي نفسي 2 الفصل السابع والعشرون 27 بقلم روان الحاكم

رواية وسولت لي نفسي 2 البارت السابع والعشرون

رواية وسولت لي نفسي 2 الجزء السابع والعشرون

وسولت لي نفسي 2
وسولت لي نفسي 2

رواية وسولت لي نفسي 2 الحلقة السابعة والعشرون

وما فقد الماضون مثل محمدٍ
ولا مثله حتى القيامة يُفقدُ
والحبُّ يُسْقِمُ قلبًا بعد عافيةٍ.
_________________________
“فيه ايه يا سهير!!”
نطق أحمد بريبة وهو ينظر إلى توترها الشديد والقلق الواضح في نبرتها حتى شعر بالقلق هو الآخر فما هو السبب القوي الذي جعلها تعلق زواجهما على موافقته! بينما هي أبتلعت ريقها وقد هربت منها جميع الكلمات حتى ما عدت تستطيع الحديث وفكرت في التراجع للمرة التي لا تعلم عددها ولكن ما عاد يفيد التراجع بشيء لذا هتفت وهي تضغط بأظافرها على يدها قائلة:
“انت مش أول حد في حياتي يا أحمد”
نظر لها أحمد بجهل فهي لم توضح مقصد حديثها وماذا تريد منه! ورغم أن عقله ذهب إلى شيء آخر ولكنه نفى هذا الشيء تماماً فهي يستحيل أن تقترف اي شيء من هذا القبيل.
“كنتي مخطوبة لحد قبلي تقصدي؟”
هتف أحمد بترو وهو يستفسر عن طبيعة تلك العلاقة بينما هي هزت رأسها بالنفي مما جعله ينتبه لها جيداً وهو يصب كامل إنتباهه لها بينما هي تابعت وهي تقول:
“لأ مش خطوبة يا أحمد… كانت علاقات محرمة انا مكنتش نفس الشخص اللي قدامك دا وكل مرة بتمدحني بحس إني بخدعك”
فتح أحمد فاه وهو ينظر إليها بصدمة ماذا تعنى علاقات محرمة تلك؟ وماذا تعني بأنها ليست الشخص الذي أمامه الآن! كيف كانت اذا!. حاول التماسك قدر الإمكان وهو يسألها مستفسراً:
“يعني اى كانت علاقات محرمة ويعني اى مكنتيش نفس الشخص اللي قدامي! انا مش فاهم اى حاجه”
تساقطت دموعها بألم وهي تتذكر ما أقترفته من ذنوب وكيف كانت عاصية وسيئة وتفعل كل ما يحلو ببالها من محرمات وكلما أستحضرت تلك النسخة منها كلما أحتقرت ذاتها بشدة وتحمد الله الذي هداها إلى طريق التوبة وألهمها التقوى والمغفرة.
ولكن أحيانا قد يؤدي الجهل بأحكام ديننا إلى الهلاك وعدم أتباع طريق الصواب وهذا ما تفعله هي تماماً فعلى الرغم من أن الله سترها إلا أن هي من فضحت نفسها بغية أنها لا تريد خداعه..
“انا مكنتش ملتزمة وكنت بلبس لبس سيء وعملت حاجات كتير وحشة وصاحبت ولاد كتير واتخطيت حدودي معاهم وكان بيحصل بينا تلامس… انا كنت وحشة بكل المقاييس يا أحمد”
شعر أحمد بتسارع دقات قلبه وهو ينظر إليها فقط لا يستوعب ما تقوله وقفد فقد القدرة على النطق… فهذا الكلام لا ينطبق على من تجلس أمامه الآن وياليتها توقفت عند هذا وحسب لكان الأمر هين بل ما ذاد الوضع سوءًا هو عندما تابعت بصوت مهزوز ودموعها تتساقط:
“انا عملت الأبشع من كل دا لما غدرت بصاحبتي وجبتها شقة لواحد زميلنا رغم إني مشوفتش منها اى حاجه وحشة ولا عملتيلي حاجه كنت ضحية صحبة سوء وإن كان دا مش مبرر”
شعر أحمد بدلو ماء يسقط على رأسه مما يسمع.. فحتى بخياله لم يكن ليتوقع أنها تفعل هذا ومازالت صورتها الملائكية داخل رأسه ترفض تصديق ما تقوله هل هذه هي التي أحبها قلبه وأختارها من بين الجميع! وهو الذي صان نفسه وحفظ مشاعره لها! فاق على صوتها وهي تقول بإزدراء:
“صاحبتي دي تبقى روان مرات زين صاحبك زين ورغم إن هي سامحتني بس انا مش قادرة أسامح نفسي”
وأخيراً أنتهت مما كانت تريد قوله ويثقل كاهلها حتى شعرت بأن هذا العبء زال عنها ولكنها أصبحت عارية تمامه الآن تشعر بأن لا شيء يسترها هي فقط إرادت أن تريح ضميرها فهي دوما تشعر بأنه تخدعه وهي لا تستحق شخصاً مثله.
تكره ذاتها وبشدة وتستحقر نفسها أيضاً فكانت تريد أن تسمع منه بأنها ليست سيئة كما تظن وأن الله غفور رحيم وغفر لها ما فعلت بمشيئته… تريد أن يخبرها أن ما مضى لن يكن عائقاً بعلاقتهما وأنه يتقبلها بأي وضع كانت عليه وأنه معها ولن يتركها ولكنه لم يفعل بل سمعت ما حطم قلبها إلى أشلاء وهو يهتف بنبرة مميتة قائلاً:
“انتِ أسوء شخصية انا عرفتها في حياتي يا سهير وعمري ما كنت أتخيل إنك تطلعي بالدناءة دي”
خرجت شهقة صغيرة منها وهي تضع يدها على فمها
بينما أحمد كان يشعر بأن كل شيء توقف عندما أخبرته بحقيقتها… بل مازال بحالة صدمة وبالتحديد عندما أخبرته ما فعلته ما صديقها وقد تذكر مع فعل مع إبنة عم صديقه وكيف كانت حالته وماذا كان سيحدث لها لو لم يذهب إليها زين في الوقت المناسب وهذا كله بسببها!.
“حقك تقول كدا بس والله العظيم انا أتغيرت وإلا مكنتش قولتلك وندمانة على اللي عملته”
كان في حالة من الغضب الشديد لم تجعله حتى ينتبه للندم الطاغي في صوتها.. لم يكن غضبه وحسب بسبب علاقتها المتعددة ولا ماضيها السيء بل أكثر شيء هو ما فعلته بصديقتها وأنها لا تؤتمن لذا هب من مكانه وهو ينظر إليها بغضب قائلاً:
“انتِ خاينة وغدارة يا سهير وملكيش أمان.. انا لحد دلوقتي مش قادر أستوعب جالك قلب ازاي تعملي كدا في صاحبتك وهي بنت زيك! انا مستحيل آمن ليكي يوم واحد بعد اللي عرفته عنك”
رمقها بإحتقار ثم خرج مهرولاً وهو في حالة صدمة شديدة من سمعه بينما هي رأت جيداً كيف كان ينظر إليها بإحتقار حتى حُفرت تلك النظرة داخل عقلها إلى حتى أن يقبض الله روحها.
ماذا كانت تنتظر اذا بعد ما روته له.. أن يطبطب عليها ويخبرها أن مكانتها عنده مازالت كما هي! ومن العاقل الذي سوف يكمل معها بعدما يسمع ماضيها!.
لم تبكي هذه المرة بل مسحت دموعها بجمود وهي تتنهد فعلى الأقل هي لم تخدعه بشىء بل نزعت دبلته من يدها بهدوء ثم وضعتها جانباً دون أن تبدي اى رد فعل لمَ حدث.
🌸أستغفر الله العظيم وأتوب إليه🌸
دخلت المنزل وهي تغلق الباب خلفها دون أن تصدر اى صوت كي لا تيقظه ولكنها وجدته مستيقظ بالفعل ومازال أثر النوم على وجهه حتى فرك عينيه وهو يقول بتعجب:
“كنتي فين ياروان صحيت ملقتيش”
أبتلعت ريقها بتوتر ولا تدري بماذا تجيبه.. أتخبره بأنها كانت عند والدته وأنها لم تقبل إعتذارها؟ بل طلبت منها أن تتركه!.
“كنت عايزه أشوف ياسمين ولما ملقتهاش طلعت تاني”
“انتِ كنتي عايطة!؟”
سألها زين وهو يقترب منها بعدما سمع صوتها وعلم من نبرتها أنها كانت تبكي ورغم أنها هزت رأسها بالنفي إلا أنه تقدم منها يزيل نقابها حتى أبصر وجهها الباكي وتأكد من ظنونه فضيق عينيه وهو يقول:
“روان انتِ نزلتي عند ماما!؟”
لم تتعجب علمه بالأمر فهيئتها لا توحي بشيء غير هذا فأخفضت رأسها أرضا وهي تقول وكأنها مذنبة:
“والله يا زين انا روحت علشان أعتذرلها واحاول اصال…”
قاطعها زين وهو يقول بنرفزة قليلة فشل في السيطرة عليها:
“انا مش قولتلك يا روان متنزليش تحت تاني؟ انا طلبت منك تروحي تعتذري؟ وبعدين انتِ مغلطيش علشان تعتذري”
أردف زين حديثه وهو يشعر بالغضب.. يكره نظرة الإهانة التي تتوسط عيناها الآن فقط لأن والدته رفضت تصديق مع حدث معها لذا فهو لن يجعلها ابداً مهانة حتى ولو كانت والدته..
“مهي مخاصمك بسببي انا وهي اللي طول عمرها ما زعلت منك..، حاسه إن انا السبب في كل المشاكل دي”
“حاسه بس مش متأكدة!”
سألها زين بتوجس بينما هي نظرت لما يقول بريبة هل يؤكد حديثها ام ماذا! وما إن رأى صدمتها حتى أبتسم بخفة فقد أراد أن يمازحها كي يغير مجرى الحديث وهو يقول:
“انا بضحك معاكي.. ياريت تشيلي اي أفكار من دماغك وهي ماما شوية وهتروق”
تركها ثم ذهب إلى المرحاض بينما هي ظلت تنظر لأثره بشرود وما إن عاد حتى رأت جسده مبتل فعلمت أنه كان يتوضأ لذا سألته وهي تقول:
“انت بتتوضى ليه مش انت صليت؟”
أنتبه زين لما تقول ثم نظر لنفسه وقد تفآجأ أيضاً بأنه توضأ فهو قد أعتاد على الوضوء حتى كلما دلف يقضى حاجته يتوضئ فأبتسم وهو يقول:
“ايوه صليت الحمد لله.. بس انا متعود كل ما أدخل الحمام لازم أتوضي لدرجة إنه بقى شيء روتيني عندي حتى لو رايح أغسل ايدي بلاقي نفسي بتوضى”
أبتسمت روان وهي تدعو له بالثبات وتدعو لنفسها بالهداية وأن تصل إلى المرحلة التي وصل إليها زوجها بينما جلس زين على الأريكة ثم أمسك مصحفه وأخذ يقرأ بعض آيات الله بصوته العذب وهي تستمع له وتنظر إليه حتى شردت في ملامحه.
بشرته بيضاء صافية خالية من اى شوائب او حبوب فنظرت إلى نفسها في المرآة حتى وجدت وجهها ملئ بآثار الحبوب ورغم أنها أيضا بيضاء البشرة ولكنها ليست مشرقة وصافية مثل وجهه رغم ما تضعه على وجهها من مرطبات وغسول للبشرة.
نظرت على عيناه فقد كانت أهدابه كثيفة وطويلة بينما نظرت إلى رموشها التي أخذت في التساقط رغم ما تضعه عليها وأهتمامها بها..، نزلت ببصرها إلى شفتيه فقد كانت مكتنزة مائلة للحمرة بينما هي شفتيها مائلة للبياض من إرهاقها فنظرت آخر شيء إلى شعره الناعم والمنسدل حتى أذنه بينما هي شعرها قصير للغاية وغير مهندم.
شعرت بالغيظ منه والضيق دون سبب واضح فعله حتى زفرت بنرفزة وهي تقول:
“طب قولي روتين اى حاجه”
رفع زين رأسه من على المصحف وهو ينظر إليها بريبة ولا يفهم ما تقوله.. عن اي روتين تتحدث! بينما هي تابعت وهي تقول بغيظ مشيرة على ملامحه:
“بسم الله يعني مفكش ولا غلطة كل حاجه فيك برفكت إلا ما فيه في وشك حباية حتى وبعدين اى الرموش الطويلة دي انا مش فاهمه امال انا شبه العواجيز ليه”
نظر لها زين بدهشة ولتغيير هرموناتها بهذا الشكل بل ما ذاد دهشته أنها كانت تتحدث بشكل جادي ولا تمزح بينما هي أكملت:
“وانا اللي مخلصة فلوسك على الإسكرين كير وياريته جاى بفايدة وانت يادوبك بتغسل وشك بس وعامل كدا
احنا لازم نبدل الأدوار على فكرة”
قهقه زين ما إن انتهت على تفكيرها فهي كانت صامتة طوال قرآته لأنها تقارن ملامحه بملامحها وليست لأنها تستمع له كما كان يظن..، نظر لها وهو يقول مدعياً الغيظ منها:
“انتِ بتقري عليا يا روان؟ ”
هزت رأسها وهي تقول ببساطة:
“لأ انا بحسدك بس”
وما إن أنتهت عبارتها حتى وضع زين مصحفه جانبا وبدون قصد منه حرك المزهرية من مكانها حتى سقطت على قدمه بقوة فتأوه بألم من إصطدامها به بينما هي أقتربت منه بفزع وهي تقول:
“والمصحف ما جبت سيرة رجلك… انا كنت لسه هجيب”
نظر لها بغيظ حقيقي هذه المرة وإلى المزهرية التي تحطمت على قدمه ورغم ما يشعر به من ألم إلا أنه قال:
” حرام تحلفي بغير الله.. قولي لا إله إلا الله”
هزت رأسها بتوتر ثم رددت الذكر كما قال كفارة لحلفها بغير الله ثم أخذت تتفحص قدمه التي يبدو أنها تورمت من أثر الإصطدام حتى شعرت بالذنب وهي تقول:
“والله يا زين ما كان قصدي أحسدك”
هز رأسه بتفهم وهو يوضح لها قائلاً:
“عارف إنك مش قصدك تحسديني لكن عينتيني”
نظرت له بجهل ولهذا المصطلح الذي ربما تسمعه لأول مرة وهي تقول:
“يعنى اى عينتك!”
“فيه فرق بين الحسد والعين… الحاسد دا لما بيحسد بيكون قاصد ونيته زوال النعمة… اما العين دا بيعينك زي حسد كدا لكن مبيكنش قصده زوال النعمة هو حسدك بدون ما يقصد وانتِ ممكن تعيني نفسك او تعيني اى حد بتحبيه بدون ما تاخدي بالك علشان كدا ربنا سبحانه وتعالى ذكر (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله) لما تعملي حاجه جديدة أو تحسي إنك عملتي إنجاز قولي ماشاء الله لإنك ممكن تعيني نفسك بنفسك.. ولما تشوفي حاجه عاجبكي او على شخص قولي ماشاء الله اللهم بارك وأتعودي دايما تخلي الجملة دي على لسانك”
هزت رأسها بتفهم ولأول مرة تعلم هذا الكلام بينما ذهبت تحضر مرهم للكدمات حتى تدهن به قدمه بينما أخذه زين ثم دهن منه قليلاً على قدمه وما إن أرتاح حتى وقف كي يستعد للذهاب إلى المسجد.
🌸اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد🌸
“عبيد النعم كثيرون… وعبيد المنعم قليلون”
**عبارة لن يفهمها الكثير.
“مفيش سبب معين لتأخر الحمل.، لسه ربنا مأمرلكيش بالحمل والتحاليل اللي قدامي كلها سليمة”
أغمضت حور عيناها وهي تتنهد براحة اذا فإن المسألة مسألة وقت لا أكثر بينما إستدرات إلى ليث الذي كان يجلس بهدوء وهي تهتف:
“الحمد لله يا ليث طلع معاك حق”
للم يتحدث ليث بل كان صامتاً ينظر أمامه بشرود بينما حور تطالعه بتعجب وهي تهزه برفق قائلة:
“ليث.. انت معايا؟”
“اها معاكي سرحت بس شوية كنتي بتقولي اى”
هي تفهمه جيداً وتعلم أن به شيى ما ورغم ذلك تجاهلت ما تشعر به وهي تقول:
“كنت بقولك الحمد لله كلامك تطلع صح والمسألة مسألة وقت بس”
تطمئن نفسها بهذا الحديث رغم أن داخلها لن يطمئن إلا عندما تنجب بينما إبتسم لها ليث بسمة صغيرة وهو يقول:
“الحمد لله.. علشان بعد كدا تبقي تسمعي الكلام وتصبري”
وقف من مكانه حتى وقفت هي الأخرى بينما هو إستئذن من الطبيبة كي يرحل وهو يشكرها بإمتنان ثم رحل على عجالة وأخذها معه فسارت نحو الخارج حتى وصلا إلى السيارة وما إن صعد جواره حتى ظلت تثرثر طوال الطريق بينما هو يكتفي فقط بإيماءة بسيطة دون أن يجيب عليها بينما هي لاحظت شروده وأنه ربما هناك شيء يشغله فالتزمت الصمت حتى وصلت بهدوء.
نزلت من السيارة ثم دخلت المنزل واول شيء فعلته أنها ذهبت تتوضأ كي تصلي ركعتين شكر لله أنها بخير وأن ما كان يقلقلها كان من عقلها الباطن لا أكثر.
أفترشت سجادة الصلاة ثم أردت إسدالها ووقفت تصلي حمدًا لله وتشكره بينما وقف ليث يراقبها وما إن أنتهت حتى سألها:
“كنتي بتصلي اي؟”
أبتسمت له وهي تجيبه بهدوء قائلة:
“كنت بصلي ركعتين شكر لله علشان كنت خايفه لأحسن يطلع فيا حاجه ومبخلفش”
لم يجيبها بل ظل ينظر إليها بغرابة وقد طال صمته حتى سألها مجدداً وهو يقول مستفسراً:
“طب لو الدكتورة كانت قالتلك إن مش بتخفلي كنتي هتيجي تصلي ركعتين لله شكر برضو!”
نظرت له بصدمة ومجرد التخيل فقط يشعرها بالرعب لمَ يذكر لها أشياء لن تحدث بإذن الله… الم تخبرها الطبيبة أنها بخير اذا لم هو يخيفها!.
“مش عارفه..”
أجابته بإرتباك وقد أخافها سؤاله حقاً بينما ليث لم تعجبه إجابتها بل أردف وهو يقول بإنكار:
“يعني اى مش عارفه يا حور؟ متعرفيش اذا كنتي هتحمدي ربنا ولا لأ؟ هو مش المؤمن اللي عارف ربنا بيحمده دايما على السراء والضراء ولا مش هنحمد ربنا غير على اللي احنا عايزينه بس!”
شحب وجهها وقد شعرت داخلها بالضيق من حديثه لمَ يضغط عليها بهذا الموضوع تحديداً! أردفت بنفاذ صبر وهي تقول:
“انت ليه بتفكر كدا يا ليث المهم إن الدكتورة طمنتني وخلاص وبعد إذنك يا ليث متكلمش معايا في الموضوع دا تاني”
لم يصمت ليث ولم يتركها وشأنها بل أقترب منها حتى أصبح أمامها مباشراً وهو يقول:
“لأ يا حور مفيش حاجه أسمها متتكلمش معايا في الموضوع دا تاني مش هشوفك بتضيعي نفسك وأسكت”
نظرت له بدهشة اي تضيع هذا الذي يتحدث عنه!؟ فهي لم تقول شيء وكل ما فعلته أنها صلت لله تحمده وتشكره لذا سألته بتوجس وهي تقول:
“شوفتني بضيع نفسي ازاي يا ليث!؟
تنهد ليث ولا يعلم كيف يشرح لها الأمر وأن ما تفعله بداية غير مبشرة بتاتا ورغم ذلك عليه تنبيها:
” انتِ مؤمنة بالله ياحور وملتزمة وعمري في حياتي ما قابلت حد زيك وواثق إني مش هقابل… بتنصحي ناس كتير وربنا جعلك سبب لهداية ناس كتير، بتعملي خير طيب كتير وسايبة ليكي أثر لحد بعد ما تموتي كمان.، فكرك بقى الشيطان هيسيبك تعملي كل دا؟ لأ هيفضل يدور على نقطة ضعفك ويبدأ يستغلك بيها واهو عرف نقطة ضعفك وهيبدأ يوسوسلك وانتِ هتستجيبه ليه لحد ما يسحبك ويبدأ يزعزع إيمانك وثقتك بربنا
علشان كدا لازم تقفيله وتصديه وتجاهدي نفسك ومتسمعيش لاي وساوس وانتِ على يقين إن ربنا بيختارلك اللي فيه الخير وعلى فكرة دا مش كلامي لأ انتِ بنفسك اللي قولتيلي الكلام دا كله قبل كدا وجه وقت إني أقولهولك مش برضو ربنا قال وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين! ”
نظرت له حور بصدمة هل هي بالفعل تسير على خطى الشيطان الآن نحو الهاوية كي يزعزع ثقتها وإيمانها بالله؟ لا هي لم ولن تسمح لها بأن يفعل معها هذا.، وكانت صدمتها الأكبر بأن هذا الكلام يخرج من ليث زوجها بالتحديد ولكن يبدو أنها تجنى ثمار ما حصدته فيه.
“انا بس يا ليث نفسي أكون أم ومش عايزة حاجه من الدنيا تاني”
ربت على كتفها وهو يفهم تخوفها قائلاً:
“وهتكوني أحسن أم لكن لسه ربنا مأمرش وطالما لسه ربنا مأمرلكيش يبقى لسه مش خير ليكي أدعي وبس”
أومأت له وهي تهز رأسها بتفهم وقد هدأت مخاوفها قليلاً وأستعادت ثقتها وإيمانها بالله مجدداً ثم نظرت له بإمتنان وهي تقول:
“شكراً يا ليث انا كنت محتاجة فعلا للي يفوقني من اللي انا فيه”
أبتسم لها دون أن يجيب ثم حمل مفاتيحه وأردف قبل أن يغادر:
“جهزي نفسك لما أرجع علشان نروح نزور عمي محمد”
القى عبارته ثم غادر دون أن ينتظر ردها وقد تعجبت ذهابه الآن بهذه العجالة دون حتى أن يخبرها أين هو ذاهب ولكنها لم تهتم لربما جاء له أمر هام فقط بقيت تفكر في حديثه وتعيد ترتيب أفكارها من جديد..
🌸سبحان الله وبحمده وعدد خلقه ورضى نفسه وزينة عرشه ومداد كلماته🌸
“إيثار هي اللي عملت السحر لروان”
أردفت چنة بنبرة ممية وهي تفصح عما فعلته أختها وهي تشعر بالإنهيار بينما توسعت عيني ياسمين بصدمة وهي تشهق واضعة يدها على فمها ولم تأتي إيثار إلى ذهنها قط بل كانت تظنها زوجة عمها هي من فعلت ذلك! فكيف أتت لها الجرأة كي تفعل هذه الجريمة الشنيعة بل وتذهب إلى دجالين!؟ يالله ابنه عمها والتي تربت معها تحت سقف منزل واحد أشركت بالله!
وقع قلب ياسمين من هول ما سمعت ثم وجهت بصرها نحو چنة والتي لم تكن حالتها تقل عن حالة ياسمين بل كانت أسوء فمن فعلت هذا تكن أختها.
“انتِ.. انتِ كنتي عارفه يا چنة وقت ما عملته ومخبية علينا؟”
سألتها ياسمين بتوجس وهي تخشى الإجابة بينما هزت چنة رأسها بالنفي سريعاً وهي تقول:
“لأ لأ والله يا ياسمين ما كنت أعرف انا كنت مستحيل أسيبها تعمل كدا انا سمعتها وهي بتتكلم ومقدرتش أخبي ورغم إني كدا بفضح أختى بس مش قادرة أشوف روان والكل كان ظالمها”
مسحت ياسمين على وجهها بتعب من كل شيء حولها
بل خوفها الأكبر على ابنة عمها من هذا الذي أوقعت نفسها فيه.. نعم هي لا تحبها ولكنها سوف تظل إبنة عمها وتخشى عليها عقاب الله فما فعلته ليس بهين..
“وهنعمل اى دلوقتي؟”
أردفت ياسمين بنبرة متعبة وهي تنظر نحو چنة فهي لا تريد أخذ أي خطوة دون أن تخبرها فمهما وصلت دناءة إيثار فسوف تظل بالأخير أختها.
“هنعرف الكل الحقيقة وبالأخص مرات عمي أحمد علشان مقاطعة زين وروان”
نظرت لها ياسمين دون أن تتحدث وقد تغيرت فكرتها تماماً عن چنة فهي لم تتوقع أن چنة هي من طلبت هذا بينما الأخرى ما إن لاحظت نظرات ياسمين حتى فهمت ما نظراتها فأردفت وهي تقول:
“لما روان مشيت وسابت البنت انا كرهتها أكتر.. اصل اى علاقة موت أمها بإنها تبعد عن الكل وتكره جوزها اللي مبيسبهاش لحظة! كل دا علشان راح شغله وسابها إسبوع
ولما روحتلها البيت عند خالتها وشوفت حالتها بالشكل دا كانت صعبانة عليا وبرضو مكنتش لاقية مبرر للي هي بتعمله غير إنها بتدلع وبتستغل حب زين ليها..، ولولا إني سمعت إيثار بنفسي بتتكلم انا مكنتش هصدق إن اللي هي فيه دا غصب عنها علشان كدا لازم مرات عمي هي كمان تعرف”
“طب وفكرتي اى اللي هيحصل لإيثار بعد ما العيلة كلها تعرف؟”
سألتها ياسمين بهدوء.، فيجب أن تضع النقط على الحروف قبل البدء في اى شيء بينما هزت چنة رأسها وهي تدعي اللامبالاة قائلة:
“مبقتش فارقة معايا..، هي اللي عملت في نفسها كدا”
نظرت لها ياسمين بشفقة وحزن وتعلم أنها تقول هذا من وراء قلبها فقط.، فإيثار بالأخير شقيقتها وتحب چنة كثيراً وتخاف عليها وهذا يجعل ما فعلته چنة ليس بهين.
“هوني على نفسك يا چنة وكل حاجه هتكون بخير وبلاش تضغطي على نفسك، إيثار في الأول والأخر هتفضل أختك.. وانا مش هعرف غير ماما علشان تسامح روان وتعرف إنه غصب عنها وحتى مش هقول لزين ولا لروان انا بس هبقى انبهم ياخدوا بالهم بطريقة غير مباشرة ومش هجيب برضو سيرة لبابا ولا عمي ولا مصطفى إيثار في الأول والآخر فرد من العيلة واللي حصل هيعمل مشكلة لو اتعرف”
إلتفت إليها چنة تنظر بداخلها إلى ياسمين بسخرية فرغم كل ما فعلته أختها إلا أن ياسمين مازالت تخشى عليها وإن كان العكس لكانت إيثار أول من أحدثت ضجة في العائلة.
“شكراً يا ياسمين انتِ مش متخيلة شلتي هم كبير من على قلبي ازاى”
وضعت ياسمين يدها على يد چنة ثم أردفت بحنو وهي تقول:
“انتِ أختي يا چنة متقوليش كدا..، فاكرة زمان كنا قريبين لبعض ازاى وبنحكي لبعض كل حاجه بس انتِ اللي بدأتي تبعدي عني”
أبتلعت ريقها بألم فكانت ضحية والدتها والسم الذي تضعه برأسها من أبناء عمومتها.
“انا آسفه ليكي يا ياسمين على كل حاجه كنت بعملها”
أبتسمت لها ياسمين في حنان ورغم كل تلك المشاكل التي يمران بها إلا أنها سعيدة لتغير چنة وأنها بدأت تعود لرشدها مجدداً وقد ذكرها هذا بروان عندما بدأت في التغير هي الأخرى.
اما الآن فعليها إخبار والدتها بما حدث كي تصلح ما أفسدته مع ابنها وما أخطأت في حق زوجته..
🌸اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد🌸
كان عمر يعمل وعقله مشتت فيما حدث مع ياسمين وهو في أشد حالته حزناً.، لا يعلم كيف أستطاع فعل هذا وتركها ولكنه أيضاً لن يستطيع أن يتزوجها وهي لا تبادله نفس الشعور هل يرغمها عليه لأنه يحبها فقط!.
كان صديقه محق لربما وافقت لأنها رأته شخص مناسب لا أكثر وهو لا يريد هذا.، بل أهم شيء عنده أن تكون علاقتهما مبنية على الحب وإلا كيف تصبح حياتهما مثالية اذا.
قرر أنه سوف ينهي العمل ثم يذهب إلى والدها كي يخبره بأن كل شيء إسمه ونصيب ولكن قاطع عمله عودة صديقه مصعب ووجهه متهجم فنظر له عمر وهو يسأله قائلاً:
“فيه اي يا مصعب مالك؟”
جلس مصعب على المقعد وهو يضع وجهه بين كفيه دون أن يتحدث فأقترب منه عمر يزيل يده وهو يقول:
“يابني فيه اى ما تنطق مش ناقصك انت كمان”
رفع مصعب وجهه نحو عمر وهو يقول بحزن:
“انا وعلا سيبنا بعض”
نظر له عمر بصدمة.، كيف حدث هذا وهو تركهما منذ قليل وهو يمدحها؟ سأله عمر بدهشة وهو قول:
“اى اللي حصل.. انتوا مش كنتوا لسه مع بعض من شوية؟”
“طلعت بتخوني!”
تفوه مصعب بحزن فجحظ عمر عينيه بصدمة فكيف تحبه وتخونه في آنِ واحد! بل وقد أقترب موعد زفافهم أيضاً؟.
“كان لازم أفهم من الأول إنها مش كويسة… اللي سلمتلي نفسها بسهولة وفرطت في مشاعرها أكيد عملت كدا مع غيري ولو كانت مخطوبة قبلي فأكيد عملت كدا معاه برضو بس انا اللي كنت مضروب على دماغي وفاكر إنها بتعمل كدا بدافع الحب”
أبتلع ريقه وهو يشعر بالخزى كيف تخونه وهو من فعل كل شيء يسعدها؟ حتى أنها شككته في رجولته وأنه لم يكن كافياً لها.، بينما عمر يستمع له بصدمة كيف يخبره هذا الحديث بعدما كان هو السبب في أن يترك ياسمينته لأنها لا تحبه!.
“تعرف يا عمر طلع اللي زي خطيبتك هم اللي صح..، هي دي اللي هتأمنها على بيتك وولادك لأنك واثق إنها هتصون غيابك.، أنها حافظت على نفسها منك وهي معاك فأكيد هتحافظ على نفسها مع غيرك.، طلعت هي اللي صح واحنا اللي غلط يا عمر”
تراجع عمر للوراء قليلا وكأن أحد صفعه للتو.، هذا الكلام أصبح متأخراً للغاية فهو كان يعلم كل هذا ولكن غلبه شيطانه بأن صدق ما قاله مصعب عنها وأنها لو كانت تحبه لكانت أسجابت له كيف يفعل هذا؟ يريد أن يطعن نفسه الآن على تسرعه وغبائه.
نعم هي كانت محقة عندما أخبرته بالضوابط فهذا مصعب بعدما فعل كل شيء مع خطيبته تركها ببساطة شديدة لأنه مازال لم يتزوجها بعد.
بينما كان هذا جزاء ياسمينته التي حافظت على نفسها ومشاعرها؟ أخذت يتذكر خجلها في كل مرة تقابله..، نظراته الخفيه له من بعيد ثم تعود وتغض بصرها عنه
كيف له أن يفرط في هذا الكنز الثمين بل أين كان عقله حينئذن؟ هل هو صغير كي يأثر عليه حديث أحد!.
ترى هل ياسمين أخبرت والدها الآن ام لا؟ سوف يذهب الآن ويصلح كل ما أفسده ولكن قبل أن يفعل اى شيء وجد هاتفه يرن فالتقطه يجيب على المتصل الآخر حتى وصله آخر شيء قد يتوقع سماعه الآن.
من حادثه وما تلك المكالمة يا ترى؟
🌸أستغفر الله العظيم وأتوب إليه🌸
أنهى زين الصلاة ولكنه ظل مكانه يستغفر ويسبح الله حتى وجد ظل يقترب منه فرفع رأسه فإذا به يوسف فنهض زين من مكانه وهو يستقبله بترحاب ويساله عن أحواله حتى أعتذر له متذكرًا وهو يقول:
“انا آسف جداً يا يوسف حقيقي لما كنت بتكلمني المرة اللي فاتت جاتني مكالمة ضرورية واضطريت إني أمشي ونسيت أكلمك بعدها”
هز يوسف رأسه بتفهم وهو يقول بحرج:
“لأ طبعاً يا دكتور متقولش كدا انا اللي آسف علشان جتلك في وقت مش مناسب”
ربت زين على كتفه ببسمة بأن وجوده مرحب به بينما نظر له يوسف في توتر وهو يقول:
“انا جيت لحضرتك علشان نفس الموضوع”
ضيق زين عينيه يريد منه التوضيح فتنهد يوسف وقد ظهر على ملامحه الحزن والأسى على ملامحه وهو يقول:
“نفس الحلم بيتكرر معايا بقاله شهر… كل ما بنام بشوفها في الحلم انا وهي عند الكعبة لدرجة مبقتش فاهم اى حاجه وبقت طول الوقت على بالي طب ازاي وهي مخطوبة لشخص تاني؟ عندك تفسير للي بيحصل معايا يا دكتور!”
🌸سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم🌸
وعند روان كانت جالسة بالمنزل تقوم بإحضار بعض الطعام لها ولزوجها حتى يعود وقد قامت بتشغيل مردد الصوت على سورة البقرة كما أمرها زين أن تفعل وأثناء ما هي منهمكة في التحضر حتى رن جرس المنزل فتعجبت من الذي سوف يأتي الآن وإن كان زين لكان دخل بنسخة مفاتيحه! ولكن ربنا نسيهم لذا ذهبت نحو الباب تفتحه ولكنه تفآجأت عندما وجدت أمامها زوجة عمها فنظرت لها بصدمة وهي تبلع ريقها بخوف من السبب الذي جعلها تأتي الآن.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وسولت لي نفسي 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *