روايات

رواية أسرت قلبه الفصل الحادي عشر 11 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه الفصل الحادي عشر 11 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه البارت الحادي عشر

رواية أسرت قلبه الجزء الحادي عشر

أسرت قلبه
أسرت قلبه

رواية أسرت قلبه الحلقة الحادية عشر

(تخضع للإبتزاز)
رأت بريق الدموع الشفاف في عينيه وازدردت ريقها وهي تشعر بالألم يعصف بها …رباه لقد رأى كل شئ …سمع كل شئ ….عرف ما كانت تحاول تهرب منه أنها تحب صالح …وان طوال الوقت حاولت أن تحبه…ولكنها فشلت …لقد طعنته هي أيضاً….لم تتخيل ابدا ان تكون المرأة التي سوف تؤذي سيف مرة أخرى….
كان سيف ينظر إليها بصدمة …لقد اذته اخر امرأة من أنها قد تفعل هذا …لقد أعطاها قلبه وهو مطمئن أنها سوف تحافظ عليه ولكنها خانته …اقترب منها ..ينظر إلى وجهها …دموعها كانت تهطل بغزارة…تنظر إليه…تطالب بالغفران…تجعدت ملامحه بإشمئزاز قتلها …أرادت أن تنفي عنها كل الاتهامات ولكن هل تُكذب الحقائق…هل تنكر أنها خائنة …هل تتجرأ من الأساس على تكذيب الحقائق …والإجابة كانت واضحة …لا بكل تأكيد …هي مذنبة …اخطأت بحقه …ابتلعت ريقها وهي تحاول تشكيل الكلمات على شفتيها ولكن لسانها كان يخذلها في كل مرة تحاول فيها الدفاع عن نفسها ….
بدأ هو بالكلام وقال:
-توقعت من الكل الخيانة الا أنتِ يا نوال !! للاسف أنتِ زيهم كلهم …متفرقيش عنهم ..
هزت رأسها ودموعها تنهمر بقوة ولكنه لم يشفق عليها وقال:
-اكيد لما شوفتي المشاكل بيني وبين بابا قولتي اكيد هيحرمني من ثروته وتروحي لضحية تانية يكون مغفل زيي …يظهر انك نسيتي أنا اللي لميتك من الزريبة اللي كنتِ عايشة فيها…بس فعلا الرخيص بيفضل طول عمره رخيص….
هنا لم يتحمل صالح أكثر من هذا وأمسكه من قميصه القطني وهو يصرخ به:
-أنت ازاي تتكلم معاها بالطريقة دي ؟!!
قم كادا ينخرطا في عراك إلا أن نوال أبعدت صالح عنه وهي تصرخ به بقوة :
-خلاص ابعد عنه سيبه …امشي من هنا واطلع برا حياتي !!!..
بهت صالح وهو ينظر إليها ….ظل متصنماً مكانه وهي تصرخ به بتلك الطريقة …ازدرد ريقه وهو ينظر إليها …كم كان مصدوماً متألماً ……
-ابعد انت السبب في كل حاجة …امشي !!!
قالتها بغضب والدموع تطرف من عينيها ….
نظر إليه بجمود ثم انسحب بالفعل ….نظرت الى سيف الذي كان ينظر إليها بقرف وقال:
-فعلا رخيصة ….
شهقت وقالت بصوت مختنق:
-سيف متقولش كده …ابوس ايديك متقولش عليا كده …انت بالذات مش هتحملها منك ….
ابتسم بسخرية وقال:
-دي حقيقتك يا نوال….اللي تخون الراجل اللي حبها وكان مستعد يعمل اي حاجة عشان يبقى معاها يبقى رخيص وأنتِ رخيصة …رخيصة أووي ….وللاسف دلوقتي أنا بضيع وقتي مع واحدة زيك….بس هنساكي يا نوال …انتِ متستحقيش حتى اني اكرهك !!!
ثم تركها وذهب ليعلو صوتها بالبكاء وسط الشارع دون أن تهتم بالنظرات الفضولية من حولها …شعرت حينها أن قلبها يُنتزع من مكانه …لقد خسرت سيف ….سيف رغم أنها اكتشفت أن حبها له لم يكن حقيقي ولكنه كان اغلى شخص على قلبها ……كان الشخص الذي وقف بجوارها عندما تخلى الكل عنها….وكانت هي اغلى ما يملك …كيف فعلت هذا …كيف دمرت شئ بهذا الجمال !!!
…..
كان يقود سيارته بسرعة والدموع تنهمر من عينيه ..كان يشعر وكأن احد طعنه في قلبه ….والتي فعلت هذا هي أغلى إنسانة بحياته …تلك المرأة التي كان مستعد للتخلي عن كل شئ من أجلها …كم هو سئ الحظ كل ما يحبه يتركه…كل من يتعلق به يخونه هل كُتب عليه أن يكون تعيس طوال حياته !!!!
فاضت الدموع من عينيه ثم اوقف السيارة فجأة وهو ينهت بقوة ….ثم أخذ يضرب المقود بقوة وهو يبكي ويصرخ !!
،……….
-أنت…انت جايبني هنا ليه؟!
قالتها بصوت مرتجف والدموع تلسع عينيها بينما تنظر إلى غريمتها …أليس لديه اي قلب ليفعل هذا بها …يؤتي بها حتى منزل حبيبته …أليس لديه مشاعر ….كانت تتنفس بعنف وهي تشعر بأنها مهددة أن تبكي في اي لحظة. …
كادت أن تذهب…أن تهرب …لا يمكنها أن تواجه الأمر …لا يمكنها أن ترى نظرات العشق في عينيه وتصمت ….ولكنه أمسك كفها قبل أن تذهب وقال :
-استني لازم اقول اللي عايزه وبعدين قرري …..
كان وجه سيلا مكسو بالحيرة …كانت حقاً لا تفهم ماذا يفعل ….
نظر إليها جورج فجأة …. عينيه أسرت عينيها للحظة …. الذكريات في قصتهما كانت الأقسى …احيانا تكون الذكريات الجميلة نيران تشب في القلب وهذا ما كان يشعر به في تلك اللحظة …ذكرياتهما الجميلة كانت تحرقه …أخذ يتساءل لماذا لم تكن له …لماذا انفصلا ….لقد عشقا بعضهما ولكنها ظلمته .. وهو بدوره ظلم ماريانا ..ولكنه الآن انسان ناضج متزوج …وهو ليس برجل خائن …رغم أنه لا يحب ماريانا ولكنه لن يخونها …لن ينجرف بمشاعره نحو سيلا …لن يُخطئ ….تنهد وقال :
-انا جاي عشان احط النقاط على الحروف ….جاي عشان اريح الكل من التشتت ….
كلاهما كانا ينظران إليه بحيرة ….دموع ماريانا هزمتها وانسابت على وجنتيها ….لن تتحمل ما سيقوله …بالطبع سيخبرها أنه يحب سيلا ….بالطبع سوف يتركها !!!!هذا ما فكرت به.رغم تأكدها من الأمر إلا أن يحدث هذا أمامها فهو عذاب من نوع اخر …..
-انا عايزة امشي …
قالتها بهياج وهي تحاول أن تفلت من بين يديه ولكنه كان يقبض على كفها بقوة ويقول :
-مش هتمشي الا لما اقول اللي عايزه …الموضوع انتهى يا ماريانا …لازم تسمعي الكلام اللي أنا هقوله …لاني هقوله لآخر مرة …فاهماني ….
تحولت نظراته إلى سيلا …عينيها الزرقاء كانت ترمقانه بذهول بينما تشعر وكأن ما سيقوله لن يعجبها…تشعر أنه سيحطم قلبها الان ….ابتلعت ريقها وهي تنتظر بخوف ما سيقوله …
-انا متجوز يا سيلا…وأنتِ عارفة كويس أن شخص زيي مستحيل يعمل حاجة غلط او يخون اللي متجوزها….
لسعت الدموع عينيها ونظرت إليه بصدمة وقالت :
-أنت بتحبني أنا ….
ضغطت ماريانا على أسنانها بقوة …تلك الحقيقة تقتلها ….تمنت أن تكون في تلك اللحظة مكان سيلا …تمنت أن يحبها جورج …وان ينظر إليها بنفس الطريقة التي ينظر بها إلى سيلا ….
-مهما كانت حقيقة مشاعري ده مينفيش حقيقة واضحة يا سيلا ..اني راجل متجوز …وماريانا هي الست اللي هكمل معاها واجيب منها عيال كمان …هي اللي هعجز معاها وهموت معاها…ماريانا وبس …
سالت الدموع من عينيها وقالت بصوت مختنق :
-وأنا ؟!
-أنتِ ملكيش تعريف في حياتي …أنا مراتي هي ماريانا …دي الإنسانة اللي حلفت اني مخونش ثقتها ابدا واهتم بيها …ودي الإنسان اللي وقفت جنبي….
وضعت كفها على قلبها …كانت تشعر أنها سوف تموت وهو يتكلم بتلك الطريقة …
-وقلبي …قلبي اللي اتكسر بسببك …
-افتكري انك اللي في البداية قررتي تكسري قلبك وقلبي …. رجوعك مش هيغير حاجة يا سيلا ….أنا حبيت بس اقول الكلمتين دوول عشان متحاوليش تاني …محاولاتك كلها هتفشل وأنتِ اللي هتزعلي في الاخر ….
قال كلمته الأخيرة واستطاع اخفاء انفعالاته خلف نظراته الجليدية
ثم سرعان ما سحب ماريانا خلفه وهو يذهب بينما هي في حالة ذهول غريبة ….
……
-ها يا رحيق قولتي ايه يا بنتي؟!مش مش شارط الجمال خالص
قالتها وفاء بإرتباك وهي تنظر الى رحيق بعد أن انفردت بها في استراحة الغداء ….نظرت رحيق إليها وهي تخفي دموعها…صحيح انها تعرف وفاء جيدا وأنها لا تقصد هذا ولكن كلمتها تلك ضربتها في الصميم …بسبب كلام الجميع عن شكلها أصبحت ترى نفسها حقاً قبيحة …تدمرت ثقتها بنفسها ….فركت كفيها لتمسك وفاء كفها وقد استوعبت اخر جملة قالتها ..ثم استرسلت بلطف :
-على فكرة أنتِ حلوة اووي ….بجد مش كل الناس بتشوف كويس عشان تعرف قد ايه أنتِ جميلة…. وعاصي بيه اكيد في يوم من الايام هيحبك لما تعاملي بنته كويس يا رحيق يا بنتي …أنتِ هتتجوزي واحد ملياردير …يمكن يكون ده العوض ليكي فكري كويس ….
هزت رحيق رأسها وقالت بإختناق :
-حاضر هفكر ….
ابتسمت وفاء وربتت على كفها وقالت :
-ربنا يوفقك يا بنتي ….وانا هبعتلك صورته على الواتس فكري عليا وردي بكرة الراجل مستعجل …
ابتسمت أسفل نقابها بإنكسار…أنها تشعر بالذل…وكأن ليس لها قيمة …كي تتزوج وتتخلص من لقب العنوسة لابد أن تتنازل ….عينيها وقفت برهة على مؤيد الذي كان يتكلم ببساطة مع أحدي المعلمات الجديدة ….حتى الشخص الوحيد الذي ظنت أنه رأى شئ مختلف فيها …رفضها بسبب والدته والآن يتقرب من امرأة أخرى …هي صحيح لم تكون أي مشاعر له ولكن هذا الأمر احزنها…تمنت أن يحبها أحد …أن ينظر إليها بحب …يخبرها فقط أنه يحبها وهي تقسم أنها كانت شوف تعطيه حياتها ليس قلبها فحسب …ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه …فكرت ببؤس ….ربما لن تحصل على الحب ابدا …ربما تلك السعادة ليست من نصيبها
…………
في قاعة المحاضرات …كانت تدون بنشاط كل ما كان يقوله …صغيرها مع جارتها ترعاه ….أنها تدعو لها دوما لأنها تساعدها…فحينما تذهب للجامعة هي تجالسه مع أطفالها.. العالم ما زال بخير …
فكرت وهي تشعر براحة البال … فجأة توترت عندما وقعت أنظار الدكتور يوسف عليها شعرت بأن دقات قلبها أخذت في الازدياد ….لا تعرف لماذا ينظر إليها بتلك الطريقة …..هو يكرهها بطريقة لا تفهمها حقاً. ….ابتلعت ريقها هي تضع رأسها أرضا ليكمل هو كلامه وعينيه لا تتركها …. لا يحب تلك المرأة …لا يعرف لماذا ولكن وجودها يستفزه ….تثير أعصابه بشده …هذا شئ لم يختبره من قبل خاصة وأنها لم تفعل شئ خاطئ لكي يعاملها بتلك الطريقة…..
شعرت ماجدة بإهتزاز الهاتف الصغير في جيب بنطالها. …توترت أكثر ونظرت الى يوسف لتجده ينظر إليها …لما نظراته مثبتة عليها لماذا ….أرادت أن ترد على الهاتف …لابد أن تلك هي جارتها….رباه يجب أن ترد …لكنها حتى لا تمتلك الجراءة لتطلب منه أن تخرج وترد على الهاتف لمده دقائق …الجميع يفعل هذا …ولكن لا تعرف لماذا يخيفها هو ……
رفعت كفها بتردد وقالت؛
–بعتذر يا دكتور ممكن ارد على التليفون ….
نظر إليها دون رضا للحظات …لدرجة أنها ارتعشت بقوة ولكنه قال اخيرا بفظاظة :
-أطلعي برا وردي هي دقيقتين وتيجي تاني فاهمة …..
هزت رأسها وخرجت من قاعة المحاضرات وردت على جارتها ….
لحظات ودخلت قاعة المحاضرات مرة أخرى وهي تهرول مثل المجنونة…
-ايه اللي بتعمليه؟!
هدر يوسف بغضب وهو يراها تلملم أشياؤها وتكاد تخرج ….وقف أمامها فجأة وهذا التصرف منه صدمه اكثر مما صدمها …
-خير رايحة فين …لو طلعتي متحضريش محاضراتي تاني …
-مش عايزة احضرها …
قالتها وهي تتجاوزه وتخرج بينما الدموع تغرق وجهها!!!
………
-كانت بتقولك ايه الست دي ؟!
قالتها مادونا وهي تجلس بجوار رحيق بعد أن ذهبت وفاء …هزت رحيق رأسها وهي تقول ببهوت:
-مكانتش بتقول حاجة ؟!.
نظرت إليها مادونا بدون تصديق ولوم لتتنهد رحيق وتقول :
-جايبالي عريس …
-تاني !!!مش كفاية اخر مرة …والعريس المرة دي عنده كام سنة سبعين !!!!
قالتها مادونا بغضب لتتمتم رحيق:
-عنده ستة وتلاتين سنة !
توسعت عيني مادونا وقالت:
-قولي والله …
هزت رحيق رأسها لتقول مادونا بدون تصديق :
-مستحيل … اكيد فيه حاجة غلط …الست دي كل اللي بتجيبهم ..اكيد في مشكلة في شكله أو جسمه …شوفتيه يا بت قبل ما تتدبسي …
ضحكت رحيق رغماً عنها وقالت :
-أنتِ مصيبة …عارفة كده ولا لا …
-عارفة ..عارفة ..المهم شوفتيه….
كادت أن ترد الا ان صوت قدوم رسالة على تطبيق الواتس أب جعلها تتوقف …نظرت إلى الهاتف وابتسمت وهي تقول.:
-اهي الست وفاء بعتت صورته …
-عايزة اشوفه ..عايزة اشوفه ..
قالتها مادونا بحماس لتضحك رحيق بتعب وتفتح لها الهاتف لكي تنظر إلى الصورة دون أن تكلف نفسها وتراه …توسعت عيني مادونا بإعجاب وافلتت منها صرخة صغيرة وهي تقول:
-اتجوزيه …بجد اتجوزيه…ايه العيون الحلوة دي !!
عبست رحيق وهي تدير شاشة الهاتف لتراه …توسعت عينيها وهي تنظر إلى اوسم رجل ؤأته في حياتها …شهقت بالفعل بخفوت وهي تنظر إلى عينيه الزرقاء الحاده…شعره الاسود الطويل قليلاً وملامحه القوية….غضت الطرف عنه وهي تغلق هاتفها بينما أمسكت مادونا كفها وهي تصرخ بها :
-وافقي بجد وافقي يا رحيق …
قالتها مادونا بحماس لتبتسم رحيق بحزن…لو فقط تعرف الحقيقة بالطبع لن تكون متحمسة لتلك الدرجة . بل ستوبخها على الطريقة التي تريد إلقاء نفسها بها إلى أي رجل. ..والمبرر التخلص من لقب كريه بات يلاحقها …ولكنها هل تجرؤ على اخبارها الحقيقة …بالطبع لا ….هي لن تستطيع فعل هذا لا تريد أن ترى نظرات الشفقة بعينيها…هي لن تتحمل هذا …لن تتحمل التوبيخ أو كلمات المواساه منها أنها جميلة …أنها تستحق الافضل …لقد اقتنعت أنها لم تحظى بالجمال …وهذا لا يضايقها بعد الان …هي تقبلت نصيبها .. ولكن ما لا تستطع تقبله هو كلام الناس …اقرب ما لها يقتلونها بنظراتهم قبل كلماتهم وهي لن تنسى أبداً ما قالته لها نوران منذ يومين !!
………
-نوران كنتِ بتكلمي مين ؟!
قالتها رحيق بشك بعد أن ولجت لغرفة نوران وسمعتها وهي تقول لأحدهم أنها تحبه …
احمر وجه نوران وصرخت بها :
-أنتِ ازاي تدخلي اوضتي من غير ما تخبطي على الباب مش هتبطلي عادتك الزفت دي ولا ايه ؟!!ولا خلاص عشان امي بدأت تعاملك حلو هتتفرعني؟!!!
-أنا سألتك سؤال يا نوران وعايزة إجابة لو سمحتي …كنتِ بتكلمي مين ؟!
نظرت إليها بصدمة لوقاحتها ثم ضحكت وقالت:
-بجد مش مصدقة كمية الوقاحة بتاعتك…مين أنتِ عشان تهدديني …ملكيش دعوة …ملكيش فيه …بطلي برود بقا وتحشري مناخيرك في اللي ملكيش فيه ….
كلماتها اوجعتها ولكنها لن تستسلم…نوران ترتكب خطأ ما وهي لا يمكنها أن تسكت ….
-نوران متخلنيش ألجأ لأمجد لو سمحتي قوليلي مين اللي كنتي بتقوليله الكلام ده …
انفجرت فجأة بها وهي تصرخ :
-أنت إنسانة غلاوية وحقودة صح ….عايزة تقولي لأمجد قولي بس مش هيصدقك عارفة ليه لاني انا مش من نوع البنات دي وهيعرف انك بتتبلي عليا عشان غيرانة مني أنا ….
-انا غيرانة منك ؟!أنا خايفة عليكي …
قالتها رحيق بصدمة لتبتسم هي بسخرية وتقول :
-ايوة غيرانة مني …لاني كذا عريس يتقدملي لكن أنتِ مفيش حد اصلا بيبصلك ولا هيبصلك ….اخرك أما هتقعدي وتخللي اكتر ما أنتِ مخللة أو هتلفي على راجل متجوز زي أمك !!!
عادت من شرودها وهي تتنهد ..لقد أذتها كثيرا نوران ولكن رغم هذا رحيق قلقة جدا عليها ….هل يمكن ان ترتكب نوران خطأ بحق نفسها ….وهل أخطأت عندما لم تخبر شقيقها …للاسف أمجد الآن يواجه مشاكل مع عائلة خطيبته وهي لا تريد أن تزيد المشاكل عليه ولكنها خائفة …الطريقة الوحيدة هي أن تتقرب من نوران لكي ترشدها للطريق الصحيح
……..
-أنت بقالك فترة بعيد …بطلت تسأل أن تيجي البيت من ساعة ما ماما اتكلمت معاك في الموضوع بتاع الشقة…
قالتها أريام لأمجد الذي يدفع رأسه في الملف الذي أمامه …هو لم ينظر إليها حتى وهذا حطم قلبها بالفعل …لم يرد عليها وبقا متجهما …لسعت الدموع عينيها وهي تقول بصوت مختنق :
-انا اسفة أن ماما اتكلمت معاك بالشكل ده …بس الحقيقة دي كانت رغبتي أنا لما روحت بيتكم محبتش المنطقة هناك …فكر فيا ومستقبلنا وأولادنا إن شاء الله ازاي هيتربوا في المكان ده….
نظر إليها فجأة …عينيه العسلية كانت مشبعة بالبرود…زم شفتيه وهو يحاول تمالك نفسه …ثم قال اخيراً:
-افندم مالها المنطقة بتاعتنا ….لا فيها مجرمين ولا حاجة وكلنا جيران وقرايب هناك …أنا معرفش ليه تدخلي والدتك لما كنتي قادرة توضحي وجهة نظرك ليا ونوصل لحل….لكن كون تدخلي والدتك في شئ بسيط زي ده …يبقى ازاي اديكي الامان تحافظي على سر بيتي ….
بهتت وهي تنظر إليه وقالت بإرتباك:
-انا بس …أنا ….
-أنتِ افتكرتي لما والدتك تقول لاما تجيب شقة أو تفسخ الخطوبة كده بتلوا دراعي بس للاسف أنا مش من النوع اللي بتهدد …لو كنتي اتكلمتي بهدوء معايا كنت هحترمك …لكن أنتِ بتنهي اللي بيننا بسرعة
شحب وجهها بشكل أكبر وقال :
-ت…تقصد ايه ؟!
-اقصد اني مضطر افكر مرة تانية في موضوع جوازنا ده !!!!
…….
-اتفضلي …
قالها بهدوء وهو يفتح الباب …ولجت للمنزل وما زالت علامات الدهشة على وجهها ….
اتجهت بآلية إلى غرفتها ولكنه أوقفها بصوته الجامد وهو يقول :
-استني لو سمحتي محتاج اتكلم معاكي شوية …
توقفت واستدارت ونظرت إليه …ثم ضربها الإدراك …هو لم يفعل ما فعله من أجلها …بل من أجله….نعم هو اتخذها درع ليحمي نفسه من تأثير سيلا …التفكير في هذا جعلها تشعر بالغثيان …حقيقة أنه تم استغلالها من قبل الإنسان التي أحبته كانت تقتلها ….كان الغضب يتصاعد داخلها كبركان خطير على وشك تدمير كل شىء..وجدت نفسها تمسك سكين صغيرة كانت على الطاولة ملقية بإهمال ثم رمتها نحوه …تدارك الأمر في آخر لحظة وابتعد….ثم اتسعت عينيه الزرقاء بصدمة وبريق مخيف ثم هدر بها:
-أنتِ مجنونة !!!كنتِ هتموتيني؛!!!
-وانت لسه شوفت حاجة يا عديم الشرف !!!
صرخت به ليبهت ويقول بصدمة :
-عديم الشرف …
ثم تراجع بصدمة وهي تتقدم نحوه تنوي خدشه بوجهه … أمسك كفها وصرخ بها ؛
-بس خلاص كفاية يا ماريانا ايه اللي أنتِ بتعمليه ده !!!
-أنت لسه شوفت حاجة …أنا هقتلك ….أنا هموتك وأخلص منك ….
كانت تصارعه بإهتياج….كان الغضب يعمي عينيها …لا يهم حتى لو قتلته طالما سوف تفرغ غضبها ….هذا الحقير يفقدها صوابها !!!
كان يحاول هو أن يمسكها …يهدئها كي لا تتأذى….كان حقاً خائف عليها وهي بتلك الحالة ….اخيرا استطاع السيطرة عليها وقام يإدارتها ثم جذبها نحوه حتى اصطدم ظهرها بصدره ثم حاوط خصرها وهو يقول بلطف:
-اهدي يا ماريانا…خافي على صحتك …لو مش عشان نفسك يبقى عشان اللي في بطنك …
توسعت عينيها بصدمة بالغة …ولسعت الدموع عينيها …هو يعرف …يعرف انها حامل ..لهذا أتى …لهذا فعل كل هذا….هي لك تكن أبدا في حساباته ….هو حقاً لا يهتم بها …..سكنت بين ذراعيه بينما دموعها أخذت تنساب من عينيها …وشهقاتها الخافتة تخرج من بين شفتيها …..
-أنت عرفت !!
-اغمض عينيه وهو يدفن وجهه في شعرها ويقول:
-ايوة …الدكتورة اللي روحتي كشفتي عندها تبقى زميلة ليا …وهي اللي قالتلي …كنتي عارفة أن الموضوع مش هيبقى سر …خبتيه عليا ليه ….
لم ترد بل أخذت تبكي بشكل أقوى
أدارها بلطف وهو يمسح دموعها …كان يشعر بالشفقة عليها …لقد عانت الكثير وهو السبب لن ينكر الأمر …عانق وجهها وهو ينظر إلى عينيها …يعد ما يقوله جيداً…سيطبق ما قاله لسيلا….ماريانا هي زوجته وكفى …وكما أنها والدة ابنه القادم …لن يدمر حياته بسبب مشاعره تلك أبداً
-مش هقول اني بحبك لأن دي هتكون كذبه وأنتِ متستحقيش الا انك تعرفي الحقيقة …بس كلامي قدام سيلا انك مراتي ومش هخونك صح مية في المية …أنا عايز ابني حياتي معاكي ومع ابني …مش عايز ابني يتحرم مني ولا أنا اتحرم منه ….
-هتعيش معايا وانت مش طايقني ولا بتحبني ؟!كل اللي فشلت اعمله الفترة اللي فاتت فشلت فيه ..بس كون اني حامل اخيرا قررت سيادتك تدينا فرصة عشان جوازنا…ومفروض أنا افرح واسكت …
ابتلع ريقه وقال:
-أنا عايزك !!!.
توسعت عينيها بصدمة ليجذبها نحوه وهو يدفن يديه في شعرها :
-عايزك فاهماني …
كانت ترتجف بين ذراعيها بصدمة ….زادت صدمتها وهو يهبط بشفتيه ليقبل خدها ثم تحرك نحو عنقها ليقبلها برفق …..ارتجفت ودموعها تتساقط بعنف ….
ثم فجأة ابتعدت ….ابتسمت بسخرية وهي تنظر إليه وقالت :
-بس أنا اللي مش عايزاك دلوقتي ….
ثم تركته مصدوما وذهبت لغرفتها ….كان يفكر كيف تقاومه الآن
………
في اليوم التالي ….
-مش عايزة اتجوز …قولتلك مش عايزة اتجوز …
قالتها جيلان وهي تبكي ….وجهها الابيض احمر من الانفعال وتلهث بقوة بينما الدموع تلطخ وجهها…
-يا بنتي اسمعي بس ….
قالتها والدتها بتعب ولكن جيلان هزت رأسها :
-يا ماما قولتلك مش عايزة اتجوز…
-مين اتكلم على جواز يا بت المجانين انا بقول بس تقعدي مع العريس اللي جالك ….مش بتكلم على جواز خالص ….
-مش عايزة اقعد معاه ومش عايزة اتجوز …ومش هتجوز ….
أمسكت شربات ذراعها وهي تقول :
-يعني ايه الكلام ده يا بت أنتِ هتفضلي طول عمرك تبكي عليه ؟!هو خلاص خطب وهيتجوز وأنتِ هتعنسي يعني ؟!!فاكرة لما تعملي كده هيبصلك ولا هيهتم اصلا فوقي…أنتِ بالنسبة لأمجد مش اكتر من أخت ….عمره ما هيشوفك غير كده ….امجد شايفك لسه عيلة صغيرة …وبعدين هو اكبر منك بكتير يا بني….اتجوزي واحد قدك ….
-كفاية يا ماما …كفاية …
قالتها بنحيب ثم أكملت :
-حرام عليكي أنا بموت هنا وأنتِ بتقتليني بكلامك ….أنا عارفة أنه مش هيبصلي دي مش حاجة جديدة …ومش مستنية حاجة….بس انا مش عايزة اتجوز …قلبي مش متقبل حد دلوقتي …استني بس شوية …اكيد مش هقعد ك.ه واتجوز …بس مش دلوقتي يا ماما …خليني اخلص تعليمي الاول وبعدين نشوف الموضوع ده ….
نظرت إليها والدتها بدون رضا ….كانت حقا غاضبة من تفكير ابنتها بهذا الشكل ….لو فقط تعلم متى تعلقت به ….وكيف !!!
-مش عارفة اقولك ايه يا جيلان ….خايفة تضيعي حياتك وأنتِ بتجري ورا سراب …أنا فاهماكي يا بنت بطني …أنتِ لسه عندك امل فيه …الراجل خطب وأنتِ لسه عندك امل ….
كادت أن تنفي ولكن الكلمات تجمدت على شفتيها …ما الذي ستنفيه …هل تجرؤ من الاساس أن تنفي ما تقوله ….هل هذا كذب …بل هي الحقيقة بعينيها….أنها ما زالت تأمل ما زالت ترسم احلام لهما سويا في مخيلتها ….الأمر يسعدها ويجعلها تعيسة في ذات الوقت …هي تعيسة وتشعر بالذنب لأنها تنظر إلى من ليس لها …
أمسكتها والدتها وأخذت تهزها بقوة وتقول:
-انطقي يا بت اللي بقوله صحيح …أنتِ بتفكري بجد لسه فيه …لسه عندك أمل ….
انهمرت الدموع بغزارة من عينيها وقالت بصوت مختنق :
-بحبه ….بحبه ….
سقط كف شربات على وجه ابنتها ….انتحبت جيلان وهي تنظر أرضاً…كانت لا تستطيع أن تنظر إلى والدتها ….كانت تشعر بالخجل حقاً…
-انا مش مصدقة انك بنتي …مش مصدقة انك بتفكري بالشكل ده …الرجل خطب يا جيلان …خطب ….ايه اللي بتفكري فيه ده …عقلك فين …أنتِ اتهبلتي ….ازاي عندك امل ….
نظرت إلى والدتها وزعقت :
-معنديش أمل يا ماما …بس انا بحبه…دي حاجة مش بإيدي …
أمسكت والدتها فكها وهي تصرخ بها وتقول :.
-بس …بس اخرسي ..اخرسي يا قليلة الحيا…اسكتي متتكلميش….هتقابلي العريس يا جيلان غصب عنك والا اقسم بالله لا أنتِ بنتي ولا اعرفك….
ثم دفعتها عنها وذهبت بغضب لتجلس جيلان على الأريكة وتنفجر بالبكاء…قلبها يؤلمها …لا يفهما احد….لا يريد أحد أن يفهمها…. ليتها لم تحبه …ليتها !!!
انها تتألم بسبب هذا العشق وهو لا يشعر بها أصلا …لا يراها…تشك انها غير مرئية بالنسبة له …لماذا لم يحبها هي …لماذا لم يراها …تلك الاسئلة كانت تدور بعقلها وتؤلمها اكثر !!!ما يؤلمها اكثر انها ما زالت تأمل….احيانا تتخيل انه سوف ينفصل عن خطيبته ويرتبط بها هي …وتلك الافكار تجعلها تشعر انها بشعة !!!
……..
منذ ايام وهي لم تخرج لتناول الطعام معه …حبست نفسها في غرفتها بعد ما حدث مع ابن خالتها …لقد ظنت أنه سوف ينقذها ولكنه يريد الزواج منها وهي لا يمكنها أن تفعل هذا …لا يمكنها أن تكسر قلب أخرى ….بالإضافة إلى أنها لا تحب معاذ…ولن تحبه ابدا…هي تتعافي مما فعله عمر بها …..لقد أهملت أهدافها ما أن أتت إلى هنا …لم تكمل دراستها ولم تفعل أي شئ لكي تستقل بحياتها عن عمها …يجب أن تكون قوية لكي تستقل بشكل كامل عنه دون أن تخاف على نفسها …نظر إليها جلال وابتسم وهو يقول :
-اخيرا رضيتي عني وقررتي تشاركيني الاكل …أنا مبسوط جدا …
نظرت إليه ببرود من تحت نقابها…لم يرى وجهها ….ولكن عينيها كانت باردة للغاية ….جلست على طاولة الطعام وهي تتناول طعامها يصمت وتقول :
-انا عايزة اكمل تعليمي ….أنا كنت بدرس في حقوق بس بعد الحادثة اللي حصلتلي مقدرتش اكمل طبعا….
نظر إليها بآسف وقال:
-سامحيني يا مياس …
أمسكت شوكتها وقالت بالامبالاة :
-معرفش هسامحك على ايه ولا ايه …انت عملت كتير اووي….
-بس بحاول اصلح غلطتي …
ابتسمت بسخرية وقالت:
-وغلطتك هتصلحها لما تجوزني ابنك اللي مش عاوزني ؟!
-سيف هيحميكي …أنا مش هعيشلك العمر كله …
-الحامي هو ربنا يا جلال به ….كنتوا بعاد عني لسنين كتيرة وعيشت اهو مموتش ولا حاجة ….جوز ابنك للبنت اللي بيحبها…متكسرش قلبه ….صدقني هيكرهك طول حياته لو عملت كده ….
كاد أن يتكلم ويرد عليها إلا أنه توقف فجأة وهو يرى ابنه يقترب منهما ….
-اهلا بيك يا بيه بقالك كام يوم مش بشوفك الا قليل…يدوب تخلص شغلك في الشركة وتجري تقفل على نفسك الباب …ورافض حتى تقولي مالك …قررت اخيرا تحن علينا وتاكل معايا أنا ومياس ….
رفع عينيه بتعب ونظر إلى والده …ثم إلى مياس …أعاد نظره إلى والده مرة أخرى وقال:
-بابا أنا موافق اتجوز مياس !!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرت قلبه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *