روايات

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الفصل السادس عشر 16 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الفصل السادس عشر 16 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) البارت السادس عشر

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الجزء السادس عشر

جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى)
جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى)

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الحلقة السادسة عشر

كريم صحي من نومه على صوت مؤمن بيصحيه ، فتح عينيه باستغراب : في ايه يا ابني وبتصحيني كده ليه ؟ اطلع برا
مؤمن هزه بغيظ : قوم يا كريم في مصيبة وسيادتك نايم ؟!
كريم اتعدل بسرعة وسأله بقلق : في ايه حد من الولاد حصله حاجة ؟
مؤمن بنفي: لا لا كله بخير مش حد اطمن
كريم اتنهد براحة : وقعت قلبي يا شيخ امال مصــيبة ايه ؟
مؤمن بتردد : مصــيبة هتقع أو وقعت فوق راسك انت
كريم بصله بحيرة ومؤمن حط الموبايل قدام وشه على صورته هو وناريمان ، كريم أخد الموبايل منه ولسه هيقول انها صورة عادية بس لاحظ المكتوب تحتها فاتصدم
مؤمن كمل : في مقالات كتيرة وصور أكتر وإشاعات أكتر وأكتر يا كريم
رفع راسه بصله بغضب مكتوم من اللي مكتوب: ما انت اهو بتقول إشاعات يا مؤمن ، مين هيصدقها يعني ؟
مؤمن بتردد : أمل مش هتصدق يعني ولا هتتضايق من الصور والمقالات دي ؟
كريم بصله وبص للصور اللي قدامه وبيفتكر خناقتهم أول ما عرفت انه قابل ناريمان وعرفت الحوار كله ، هل أمل هتضايقها الإشاعات دي ؟ واللي زاد وغطى رفضه انها تيجي معاه بس هو ما رفضش هو مافكرش أصلا تيجي معاه ، وهو رفض انه يعتذر ، أمل مش هتتضايق لا .
حاول ينطق ويطمن نفسه ويقول لمؤمن ان أمل مش هتتضايق بس لسانه ما طاوعهوش يتكلم .
مؤمن ربت على كتفه بتفهم: كلم أمل أو امسح كل الليله دي قبل ما حد يشوفها
كريم بصله بتوتر : ولو كانت شافتها ؟
مؤمن أخد نفس طويل ومش عارف يقوله ايه فحرك راسه بعدم معرفة وماردش .
كريم بص حواليه : اللاب بتاعي فين ؟
مؤمن بص حواليه لحد ما شافه وجابه حطه قدام كريم اللي لسه قاعد على السرير متلخبط وقلقان ، أخد اللاب وفتحه وفضل باصصله بدون ما يعمل حاجة.
مؤمن مراقبه ولما لاحظ حالته اقترح : طيب قوم الأول فوق كده ، وبعدها نفكر مع بعض هنعمل ايه .
كريم بصله وقفل اللاب بحزم : مش هعمل حاجة يا مؤمن .
بصله بعدم فهم : يعني ايه مش هتعمل ؟ مش هتمسح الصور ؟
قام من مكانه ورد بجمود: مش همسح ، لو مسحت يبقى أنا خايف من الإشاعات دي أو الكلام ده لمس وتر من الحقيقة وأنا خايف منه ، كل الصور عادية من الافتتاح وكل الكلام ده هبل في هبل ومش هديله أكبر من حجمه .
مؤمن بصله وبيوزن الكلام وجزء منه عارف ان كلامه صح بس جزء تاني عارف غيرة الستات وجنانهم فقال: طيب أمل هتعرف تتعامل معاها ؟
كريم اتنهد قبل ما يبصله بعجز : مش عارف يا مؤمن مش عارف بس أتمنى .
مؤمن مسك دراعه قبل ما يخرج : كريم انت عارف ان الإشاعات دي ما طلعتش كده لوحدها لازم يكون في حد وراها وحد قاصد يشوشر على حياتك.
كريم بصله وعقله بيحاول يخمن مين اللي عايز يضره للدرجة دي وليه ؟
سأله : تفتكر مين ؟ مين بيحط كاميرات في مكاتبنا ؟ ومين عايز يغــرق شركتنا ، ودلوقتي مين اللي عايز يدمــر حياتي الشخصية وليه ؟
مؤمن ماكانش عنده إجابة ولا كريم نفسه عنده إجابة .
أول يوم دراسي عند هند وبدر ما اختلفش كتير عن أختها ، نفس الحماس ونفس الحيرة في اختيار لبسها لانه يوم مميز وكأنها أول مرة هتروح شغل .
حتى أنس كان متحمس انه هينتقل لمرحلة جديدة وكمان عند أبوه وهند وهيكون طول النهار معاهم في مكان واحد .
مها وأسماء أول ماشافوا هند جريوا عليها وكان سلام حار، زميلها هاني باركلها هي وبدر وجواه نظرة حزن لهند اللي كان دايما بيتمنى قربها .
في وقت البريك بدر دور على هند بعينيه لحد ما شافها وراح ناحيتها وقف فوقها وقال :المرة دي أقف أتأمل جمالك من غير ما أخاف حد ينتقد وقفتي معاكي .
رفعت عينيها وبصتله بابتسامة : وأنا أقدر أقولك اقعد نفطر مع بعض وأتكلم وأضحك وأهزر معاك براحتي .
قعد قصادها وقال بصدق: ما تتخيليش فرحتي قد ايه يا هند بارتباطي بيكي ودخولك حياتي .
هند اتحرجت من كلامه ونظراته اللي بيربكوها دايما ، مسكت شنطتها وحاولت تهرب من عينيه وطلعت الساندوتشات وبصتله : نفطر مع بعض يلا .
ابتسم بتفهم لحرجها وماحبش يحرجها أكتر فأخد من ايدها الساندوتش وغير الموضوع : أنس شوفتيه ؟
ابتسمت : اه شوفته واديته حصة كمان ، كان مبسوط أوي وشكله اندمج مع زمايله الجداد .
اتكلموا في أمور عادية وفجأة هجم عليهم أنس وقف قصادهم بحماس : المدرسة دي جامدة
بدر ابتسمله : ايه اللي عجبك فيها أوي ؟
أنس بصله وضيق عينيه : ده سؤال خبيث على فكرة
استغربوا الاتنين إجابته ونظرات الذهول في عيونهم واضحة فضحك و وضحلهم : هقولكم بدل بصاتكم دي ، المفروض أكتر حاجة تعجبني وجودي هنا معاكم انتم الاتنين بس ممكن ما أكونش انتبهت لحاجة زي دي وأنطلق وأقول المدرسة حلوة والمدرسين حلوين وكده فعرفت بقى انه سؤال خبيث ؟
بدر ضحك ووضح : والله يا ابني أنا نفسي مافكرتش في كل ده وكنت مستني فعلا تقولي المدرسة والمدرسين واصحابك مش أنا وهند خالص فده معناه ايه ؟
أنس بفضول : ايه بقى ؟
بدر بضحك : ان انت اللي خبيث لتفكيرك ده مش سؤالي البريء اليتيم .
قعد معاهم وقت البريك يهزر ويضحك وبيضحكوا معاه .
كريم اتصل بأبوه علشان يشوف الأخبار؛ لان أمل موبايلها مغلق ، سلم عليه ولسه هيتكلم بس حسن سبقه : كريم احنا في الطريق وراجعين
الصدمة لجمته لوهلة وفكر ازاي راجعين وليه ؟!
سأل بعدم استيعاب: راجعين ازاي ؟ العربيتين مش هيكفوا
حسن وضح بتردد : ركبنا أنا و والدتك مع عمتك وجوزها والولاد معانا وطه معاه أبوه وأمه .
كريم وقف بسرعة وقلقه زاد : وأمل فين ؟
حسن اتنهد قبل ما يجاوب ابنه : أمل هتيجي في أتوبيس ( كريم لسه هيعترض بس أبوه ماسابلهوش فرصة ) أي كلام هتقوله قلته قبلك ، هي أصرت وراحت المحطة
كريم أخيرا نطق بالسؤال اللي كان خايف يسأله : هي أمل ..
ماكملش السؤال بس أبوه فهمه وجاوبه : شافت الصور والمقالات ، ما علقتش ولا اتكلمت مع أي حد ، أنا توقعت هتمسح الصور دي
كريم قعد مكانه وبرر : أمسحها ليه ؟ فيها ايه الصور يا بابا علشان أمسحها ؟ والكلام المكتوب كله هبل في هبل لو مسحته يبقى هزني وخايف منه أو له أساس من الصحة ولا انت عندك رأي تاني ؟
حسن كان محتار ومش عارف يقول ايه لانه عارف ابنه كويس وعارف ان كل دي إشاعات لا راحت ولا جت، فقال بهدوء : عمري يا ابني ما اهتميت بالصحف الصفرا وإشاعاتها بس معرفش دماغ أمل مراتك وهي رفضت تتكلم .
كريم بتيه : تيجي ونتكلم ، توصلوا بالسلامة .
همس قاعدة مع سيف وفجأة قالت بلوم : ايه ده ؟ انت ليه ماجبتليش شاورما ؟ اخص عليك يا سيف .
ابتسم ورد بهدوء : مش عايزك بصراحة تاكلي شاورما
بصتله بذهول واستغربت رده : ليه ؟
بص حواليه قبل ما يقرب منها أكتر ويهمسلها بمغزى : علشان بتغرقيه تومية وما بحبش ريحتها
فضلت باصاله ومش عارفة تربط الكلام ببعضه ايه علاقته هو بأكلها هي ؟
لاحظ نظرتها فضحك على منظرها وحيرتها وحرك دماغه بيأس : مفيش فايدة فيكي صح ؟
مسكت كم بدلته بتاعه بإصرار : لا فهمني ايه علاقتهم ببعض ؟
قهقه بخفوت وبعد ايدها عنه بمرح: لما تكبري شوية هقولك
قبل ما تعترض اتصــدموا الاتنين بمايا بتشد كرسي وتقعد فبصولها بذهول من جرأتها بالشكل ده .
همس لسه هتتكلم بهــجوم بس تراجعت وطبقت ايديها وبصت لسيف في انتظار انه يتعامل .
سيف سألها بحـدة : هو مين سمحلك تقعدي معلش ؟
مايا ما تخيلتش انه ممكن يحرجها فبصتله باستغراب: حضرتك قلت في المحاضرة لو لقيتك أسألك .
سند ظهره على كرسيه و وضح بتعالي: في مكتبي ، قلت لو لقيتيني في مكتبي اسأليني أعتقد اني مش في مكتبي ولا ايه ؟
مايا بصت لهمس بغيظ واضح : ماهي قاعدة اهيه وبتاكل معاك كمان ولا هو ناس وناس يا دكتور ؟
همس استغربت أما سيف فعلق ببرود: اه هو كده بالظبط ناس وناس فاتفضلي حضرتك لاني بفطر ولو عندك سؤال يا إما في المحاضرة أو السكشن أو المكتب لو وقتي يسمح – كمل بتهكم – دلوقتي بعد إذنك يعني أكمل فطاري ؟
مايا وقفت وهي متغاظة منهم الاتنين بس من همس أكتر ؛ لانها مبتسمة وقبل ما تمشي شاورتلها بايدها عملتها باي علشان تضـايقها أكتر .
مايا راحت لاصحابها بغــضب: تخيلوا مشاني بكل بجاحة ويقولي ناس وناس ؟
نانيس ضحكت وحذرتها : ابعدي عنه وعنها لانها مميزة واللي بيضايقها بيمحيه .
مايا بتحدي : أنا مش أي حد ودي ما تيجيش جنبي حاجة قال بتبتسم تغيظني قال، ماشي لما نشوف مين هيبتسم في الآخر ، ان ماخليته يحبني أنا وأقعد مكانها ماأبقاش مايا .
نانيس ربتت على كتفها بتهكـم: الحلم مش وحش يلا المحاضرة
مايا بصت لساعتها : لسه بدري خلينا شوية هنا وبعدين لما الهانم دي تقوم .
سيف قام هو وهمس وراحوا ناحية عربيته ولمحت شلتها واقفة فسألته : انت وراك محاضرات تاني ؟
نفى بهدوء : لا يا حبيبي أنا رايح الشركة روحي لزمايلك ولما تخلصي كلمي نصر يجيلك أو كلميني أنا الأول .
سألته بابتسامة : هتيجي تاخدني ؟
بادلها ابتسامتها : لو ينفع هاجي أكيد .
وصلها عند زمايلها وهي سلمت عليهم بعدها بصتله : خلاص تمام يا سيف روح انت الشركة .
كان ماسك ايدها وقبل ما يسيبها نبه عليها: لو في أي حاجة كلميني ، تمام ؟
قبل ما يبعد وقفته بحـرج وبعدت عن اصحابها خطوة وقالت بتردد : سيف أنا مش معايا فلوس
بصلها باستغراب : يعني ايه مش معاكي ؟ ومش معاكي ليه ؟
حركت كتفها : معرفش انت ما اديتنيش
استغرب نفسه : بجد ؟ وانتِ ما طلبتيش مني ليه ؟
حبت تشاكسه فردت ببراءة: بابا عمري ما طلبت منه كان على طول هو يديني من نفسه ، حتى نادر كمان ، ما تخيلتش انك هتبقى بخيل كده ياسيف
رفع حاجبه بتهكم : أنا بخيل ؟ أنا يا همس ؟
قبل ما ترد موبايله رن فطلعه كان إمام المحامي ، بصلها : لحظة واحدة
رد عليه وهي وقفت مع زمايلها يتكلموا
سمعوا كلهم صوته وهو بيقول بغــضب: يعني ايه يا أستاذ إمام لا طبعا ما ينفعش ، أنا عايز أنهي الموضوع ده بأي شكل ، خلصني منه انت .
سكت شوية بعدها كمل : خلاص تمام ( كان هيقفل بس افتكر ) اه صح قبل ما أنسى افتحلي لهمس حساب في البنك ومحتاج فيزا ليها بأسرع وقت .
سمع إمام بعدها رد: النهارده تفتح الحساب وأنا هاخدها بكرا أو أي وقت نكمل الإجراءات بس انت انجز المطلوب .
قفل وبصلها بغــيظ: بقى أنا مش زي أبوكي وأخوكي ؟ ماشي يا ستي
قبل ماترد موبايله رن تاني فاعتذر منها ورد : أيوة يا مريم
سمعها بعدها اتنهد بصوت عالي وقال بضجر: مريم انتِ عارفة كويس شروطنا ايه فما تكلمينيش في أمور زي دي وتضيعي وقتي
مريم : عز بيه كان بيتعامل معاه وهو طلب مني أفكرك انه صاحب والدك
سيف بحزم : مريم بلاش تخليني أغير نظرتي ليكي وبعدين من امتى المجاملات في حاجات زي دي ؟ أنا غير أبويا هو ممكن يهتم بالأمور دي أنا لا
مريم : طيب هو عايز يقابلك بشكل شخصي يقنعك بنفسه
سيف رد بملل: و وظيفتك هي انك تمنعي حد يقابلني علشان يقنعني بأي حاجة ، شروط الانضمام لينا من ٥٠٠ وفوق أقل من كده يبقى بنضيع وقت بعض
مريم بتوضيح: هو عايز يقابل باشمهندس كريم وباشمهندس مؤمن ويقنعهم
سيف بدأ يتنـرفز : مريم انتِ بدأتي تعصـبيني أنا ما بتكلمش بلسان حد هو هيروح وهما هيوافقوا براحتهم دي حاجة ما تخصنيش مع اني أشك انهم يوافقوا لان وقت ما حطينا شرط ال ٥٠٠ مليون ده كان رأي جماعي والمجموعة كلها شافت ان ده رقم مناسب ، كلامي لحد هنا خلص وحرف زيادة هتقوليه هقولك انتِ مرفودة عندك كلام تاني ؟
تراجعت بسرعة: شكرا يا فندم أنا هتعامل خلاص .
قفل وأخد نفس طويل يحاول يرجع لطبيعته ، بص لهمسته اللي سألته بفضول : معلش بس فضولي هيقــ.تلني لو ما سألتش
ابتسم لطريقتها : بعد الشر عليكي اسألي وأنا هرضي فضولك
سألته : الراجل اللي انت اديته استمارة ٦ ده كان عايز يشارك معاكم في حاجة بمبلغ معين وانتم رفضتوا المبلغ ده كام ؟
ضحك على أسلوبها ورد بمشاكسة: انتِ يفرق معاكي في ايه ؟
همس بعفوية : أصلك بتتكلم عن ال ٥٠٠ مليون وكأنهم ٥٠٠ جنيه مثلا وحسستني ان هو فقير وماحيلتهوش فعايزة أعرف الفقير ده والمسكين عرض عليكم ايه ؟
سيف بصلها بابتسامة؛ لانها لحد دلوقتي مش مستوعبة أبدا شخصية رجل الأعمال ، هي بس نظراتها كلها فضول فوضح : عرض ٢٠٠ يا همس وقبل ما تعترضي أو تفتحي بوقك بالمنظر ده – قفلت بوقها فكمل- المشاريع اللي بنعملها ضخمة وبتكلف كتير فمش أي حد هينفع يدخل فيها تمام؟ وبعدين أمور البيزنس خليكي بعيد عنها لحد ما تتخرجي ولو عايزة بعد كده تدخلي فيها وتفهمي كل كبيرة وصغيرة ماعنديش مانع بس مش وقتها ، يلا هسيبك أنا ، عايزة حاجة مني ؟
باس خدها بتلقائية بعدها استوعب انه في الكلية بس تعامل كأن الموضوع طبيعي ومشي كام خطوة بعدها رجعلها لانه نسي يديها أي فلوس : همس ، ما أخدتيش فلوس يا حلوة
ردت بمزاح : مش قلتلك مفيش زي أبويا ؟
ابتسم وبصلها وهو بيطلع محفظته أخد منها مبلغ بدون ما يعرف قد ايه ومد ايده يديهولها فشهقت باستنكار : سيف أنا عايزة ورقة واحدة من دول أو ورقتين مش عايزة كل ده
مسك ايدها حطهم فيها وقال بتنبيه : قلتلك قبل كده ما تخرجيش من البيت من غير حاجتين فاكراهم يا همس ؟
كشرت لانه بيلمح لتوهانها في شهر العسل وبرطمت بغـ.يظ : فاكراهم بس انت ما اديتنيش
رد بحنق : تاني هتقولي كده ؟ انتِ … بقولك ايه خليهم معاكي – طلع فيزا من بتوعه واداهالها – دي كمان خليها معاكي لحد ما أطلعلك واحدة خاصة بيكي اتفضلي وما تقوليليش تاني انت ما اديتنيش دي ، الفيزا معاكي المبلغ اللي تعوزيه اسحبيه هتلاقي حوالي ١٠٠ مش كتير بس تسد الغرض دلوقتي
بصتله بمشاكسة وقالت باستفزاز : يعني انت مديني كل ده وبتديني دي فيها ١٠٠ أعمل بها ايه بقى ؟ خد يا عم الفيزا بتاعتك .
سيف ضيق عينيه بغــيظ ورد بهدوء شديد : أكيد يعني يا همس مش ١٠٠ جنيه وبديهالك ، أنا بقول أمشي قبل ما أتجلط صح؟
ضحكت بمرح : بعد الشر عليك من الجلطة باي
قال وهو ماشي : كلميني بعد ما تخلصي
مشي وهو في الطريق للشركة جاله تليفون من المصنع ان العمال مضــ.ربين ، راح المصنع بسرعة والأمن كله دخل معاه يشوف فين المشكلة ، وقف وسطهم يسمعهم والكل بيتكلم في نفس الوقت ، بص للأرض وسكت لحد ما الكل سكت ، رفع دماغه وقال بحزم: عايز أسمع واحد بس يتكلم نيابة عنكم بما ان كلكم مضـ.ربين بالشكل ده فأسمع واحد يتكلم بلسان الكل ، المرة دي ايه ؟
كذا واحد بصوا لبعض وشاوروا لواحد فيهم يتكلم وبالفعل اتكلم : احنا سمعنا ان حضرتك داخل مشاريع كبيرة وربنا يزيدك يا باشا بس احنا من حقنا زيادة في المرتب.
سيف بصله شوية قبل ما يتكلم بهدوء : احنا خارجين من أزمة كبيرة ومحتاجين لمشاريع كبيرة علشان نرجع لمكانتنا وبعدها من غير ما تطلبوا أكيد هزود الرواتب لكن دلوقتي ماأقدرش آسف
واحد من الجمع قال بمكر: حضرتك حاطط شرط المشاركة ٥٠٠ مليون اصرف مليون علينا يا باشا ولا انتم تحطوا ملايين واحنا ملاليم ؟
سيف بصله وشاف ابتسامة غامضة واستغرب ازاي عامل يعرف بالضبط الشرط المطلوب ؟
بص للعمال قدامه بعدها بص لموظفين الأمن وقال بحزم وصوت عالي مسموع للكل : افتحوا البوابات كلها واللي مش عاجبه الشغل بالمرتب بتاعه يتفضل برا ماعنديش أي مشكلة ، يلا كلكم برا المصنع مش حد عايز فيكم وخلال ٢٤ ساعة أقدر أشغل أضعافكم وبنص رواتبكم ، برا المصنع اتفضلوا .
حالة من الصمت التام سيطرت على الكل وأغلب العمال نكسوا رءوسهم للأرض لانهم ماتخليوش رد فعل سيف .
سيف سابهم شوية يستوعبوا كلامه بعدها كمل بنبرة باردة : الخمس سنين اللي فاتوا حرفيا كنا بنفلس وكنا هنقفل المصنع وكلكم كنتم هتبقوا في الشارع ، خمس سنين في قروض وديون ملايين اللي جايين بتتكلموا عنها دي أعتقد مفيش شهر عدى حد فيكم ماقبضش فيها مرتبه ، يا ترى لو الخمس سنين دي كنا خليناكم تشاركونا في خسارتنا كنتم هتفضلوا هنا ؟ ردوا كنتم هتكملوا شغل ؟ خمس سنين الحالة كانت صعبة و وصلنا لمرحلة ان البنك كان هيحجز على كل حاجة مين فيكم اتنازل عن مرتبه ولا قال نساعد علشان دلوقتي لما هنبدأ وبكرر هنبدأ مشاريع عايزين تاخدوا مكسب ؟ مش في ديون وقروض المفروض تتسدد ؟ مش في رواتب هتتدفع ؟ مش في أكتر من ألف بيت مفتوح ؟ مين فاتح البيوت كلها و بتتدفع الرواتب دي منين ؟ خلاصة الكلام احنا مرينا بأزمة وكبيرة ولسه بعالج في آثارها ، زيادة مفيش واحمدوا ربنا ان في رواتب بتتدفع ده آخر كلام عندي واللي مش عاجبه أبواب المصنع مفتوحة مش بجبر حد يفضل ، ولآخر مرة هسمح بالهبل ده يحصل سواء خنــاق أو إشا عات أو إضـراب .
بص لموظفين الأمن وأمرهم بحزم: أي خنــ.اقة تحصل تلموا اللي بيتخـــ.انقوا وتطلعوهم برا المصنع بدون نقاش ، أي إضــراب تطلعوا المضـــربين برا ، أي حد هيتسبب في أي شغــب من أي نوع يترمي برا المصنع بدون نقاش بدون تبرير بدون حتى ما تسأله بيعمل ايه مفهوم ؟
بص للعمال وقال بخشـــونة : ودلوقتي اللي هيرجع شغله يتفضل واللي هيمشي برا المصنع ماعنديش وقت أكتر من كده أضيعه .
فضل شوية ساكت ف انتظار حد يتحرك ولما محدش اتحرك زعـــق بغضــب : اتفضلوا يلا على أشغالكم يا برا المصنع .
الكل اتحرك ومفيش ولا واحد خرج برا المصنع ، سيف بص لرئيس الأمن وقال بنبرة حاسمة : زي ما قلت أي حد يبدأ أي شغـــب من أي نوع ما تتفاهمش واطــرده برا ، اللي عايز يتخـــــانق طلعهم برا يتخـــانقوا براحتهم .
رئيس الأمن : احنا محتاجين لحد يكون متواجد هنا يا باشا ، لازم يكون في مدير للمصنع.
سيف بتفكير : أكيد هيكون في ، أكيد .
ملك في مكتبها لقت الباب اتفتح ودخلت نور وهي بتقول بتهكم: شوفتي المبجل اللي طالعين به السما أخباره مالية السوشيال ميديا النهارده
ملك بصتلها بعدم فهم : مين ده ؟
نور بصتلها بذهول : بجد ما تعرفيش ؟ ما مسكتيش موبايلك النهارده؟
ملك بملل : نور ورايا شغل كتير عايزة أخلصه مين المبجل اللي تقصديه ؟
وضحت بشماتة: كريم المرشدي هو وناريمان الغندور وقصة حب جديدة تلوح بالأفق
ملك بصتلها بذهول واستغراب من طريقة كلامها وشماتتها الواضحة، استنتها تخلص تهكمها بعدها قالت بهدوء : كريم ولا حب ولا هيحب غير أمل مراته أي حاجة غير كده تبقى مجرد إشاعة لا هتودي ولا هتجيب .
نور ضحكت بسخرية: هو امتى كان كريم معصوم من الخطأ ؟
ملك نفخت بضـيق : محدش قال انه معصوم بس بيحب مراته وبيته وبعدين مش ناريمان اللي ممكن يبصلها أصلا
نور فتحت موبايلها على الصورة اللي بيسلم عليها وحطتها قدامها بتحدي : صورته بتقول غير كده
ملك علقت وهي بتشوف الصورة : صورة عادية في افتتاح مش شايفة فيها أي حاجة وحتى مش مبتسم وهو بيسلم عليها .
ملك قلبت في الصور ولفتت انتباهها صورة ليها هي وكريم وتحتها ( وما الحب إلا للحبيب الأول )
جابت المقال (( هل من الممكن أن يفاجئنا كريم المرشدي بعودته لحبيبته الأولى ملك عبدالرءوف ؟ سؤال يطرح نفسه بعد ظهور ناريمان الغندور في الصورة ، هل يحن رجل الأعمال إلى حبيبته الأولى ؟ ماذا يحدث لو ؟؟ ))
ملك بصت لنور بصدمة : انتِ كل اللي شوفتيه كريم وما شوفتيش صورتي اللي حاطينها معاه ؟ ولا شوفتي اللي مكتوب عني وعنه ؟
نور بلا مبالاة: ماهو كان خطيبك وكنتم هتتجوزوا ايه الجديد يعني ؟ مش سر حــربي
ملك باستنكار : مش سر حــربي بس انتِ عارفة نادر هيتقبل المكتوب ده ازاي ؟ بلاش نادر ، أمه هتعمل ايه لما تشوف المقال ده ؟ انتِ ازاي بالبرود ده ؟
نور نفخت بضـــيق : الصراحة مافكرتش فيكي أو في خطيبك ولا أهله وما اهتميتش أقرأ ايه المكتوب عنكم وبعدين اديكي عرفتي اهو هتعملي ايه يعني ؟
سابتها وخرجت وملك فضلت واقفة مكانها مصــدومة و مش عارفة تعمل ايه ؟ هل عادي الموضوع ولا نادر هيزعل ؟ طيب أمه هيكون رد فعلها ايه ؟
فاتن في بيتها ماسكة موبايلها بتقلب فيه وبقت عادة عندها تدخل صفحات ولادها تطمئن عليهم أو تشوف أي حاجة نشروها وهنا شافت صور كريم والمكتوب عنه ، ماكانش عندها أي رد فعل لانها عارفة عالم رجال الأعمال والأغنياء ليهم حياة خاصة مختلفة عن حياتها البسيطة ، قلبت بفتور لحد ما لقت صورة لملك وجنبها صورة كريم والكلام اللي مكتوب عنهم .
عينيها وسعوا وفضلت باصة للصورة ، وفكرت تتصل بجوزها اللي بيدافع عنها بس تراجعت؛ لما يجي أفضل ، كانت هتقفل الموبايل بس افتكرت الصور لما اتمسحت كلها فأخدت لقطة للشاشة للصورة وللمقال وقبل ما تقفل موبايلها بعتت البوست ده لابنها وكتبتله (( حبيبة القلب وحبيبها الأولاني ، أنا قلت أبعتهولك قبل ما حبيبها يمسح الصور ويمحي كل حاجة ))
قفلت الموبايل وقعدت متغــاظة من ابنها اللي بيحب واحدة سيرتها هتفضل العمر كله على لسان الناس .
مسكت الموبايل واتصلت بهند وطلبت منها تيجي بعد ما تخلص شغلها وماقالتش أي تفاصيل .
سيف مشي من المصنع وقبل مايوصل شركته غير طريقه وراح لكريم ومؤمن ، وصل عندهم راح لمؤمن يناديله علشان يقعدوا التلاتة سوا بس لقى مكتبه فاضي والسكرتيرة بلغته انه عند كريم في مكتبه ، راح عندهم وعلياء استقبلته وفتحت الباب فالاتنين بصولها فوضحت : الباشمهندس سيف الصياد
مؤمن شاورلها تدخله على طول ودخل فشافهم الاتنين قاعدين قصاد بعض بملامح متجــهمة فسألهم بحيرة : مالكم في ايه ؟
كريم بصله باستغراب : انت ما تعرفش ؟ امال جاي ليه ؟
سيف بصله بعدم فهم : معرفش ايه ؟ ايه اللي حصل عندكم هنا ؟
كريم وقف من مكانه وراح قصاد الشباك ومؤمن وضح : صور منشورة لكريم مع ناريمان وكلام مش لطيف
سيف بصلهم الاتنين بذهول وبعدها بص لكريم بتعجب : انت اتصورت معاها غير الصور اللي اتصورناها كلنا مع بعض دي وقدام الكل ؟
كريم بصله باستنكار: لا طبعا
سيف نقل نظراته بينهم باستغراب: امال ايه طيب ؟ ليه حسستوني انهم مصورينه في أوضة النوم مثلا ؟ ماهي صور عادية كلها وطبيعي المصورين بيحبوا يأفوروا في ايه ؟
مؤمن وضحله اللي حصل بصورة شاملة .
سيف سمع بهدوء الموضوع لآخره وشاف الصور اللي بالفعل كلها عادية جدا والكلام شايفه برضه عادي وكلها تكهنات مالهاش أساس من الصحة وفرقعة عناوين مش أكتر ، بص لكريم باقتراح : لو الموضوع مــأزمك انت تقدر في دقايق تمحيه
كريم زعـــق : واللي عمل القصة دي هو ده اللي عايزه بالظبط ، عايزني أمسح الصور ، عايزني أخــاف وأتوتــر ، عايز يهــــد حياتي ويدمــــر علاقتي بمراتي ، هو بيعمل شوشــرة مش أكتر ، بيرمي طوبة صغيرة كل مرة ، كل مرة بيهـــد حاجة بسيطة لحد ما هنتفاجئ ان الحاجات الصغيرة دي مابقتش صغيرة وبقت كارثيــــة.
سيف وقف قصاده بتفكير : مين بيعمل كده وليه ؟
كريم رفع ايديه بحيرة : معرفش وده اللي هيجــنني ، مين اللي بيلعب قصادي وعايز ايه؟ معرفش! هيكشف نفسه امتى معرفش!
سيف سأله : مراتك فين ؟ ورد فعلها ايه ؟
كريم أخد نفس طويل قبل ما يرد : قفلت موبايلها وأهلي راجعين من المصيف وهي مش راجعة معاهم ، قررت مع نفسها تركب أتوبيس تيجي فيه لوحدها ، فتتخيل رد فعلها هيكون ايه ؟
سيف قرب منه أكتر وقال بعقلانية : أيا كان رد فعلها المهم دلوقتي رد فعلك انت قصادها ، حضرتك مطلوب منك تحتوي مراتك أكتر من أي وقت فات ، مطلوب تاخدها في حضنك ومهما تقول تسمع وتسكت وبعدها تتكلم وتفهمها ان دي حــــرب ضدك وهي لازم تكون في صفك مش ضدك أبدا ، مراتك محتاجة تشاركك يا كريم و انت محتاج تطمئن من ناحيتها انها جنبك مهما يكون اللي حصل واللي هيحصل ودي أعتقد وظيفتك انت وبس انك تطمنها انها هي وبس ومهما يتقال ومهما يتكتب ومهما يتصور هي وبس ماقدامكش حلول تانية ، مش هتمسح الصور يبقى تقعد بمنتهى الهدوء تفهم مراتك انت ليه مش هتمسحها ، أمل محتاجة تسمع منك كتير أوي ومحتاجة تنضم لقعدة زي دي تفكر معانا .
كريم قعد على أقرب كرسي بخـــوف : ولو ماعرفتش أحتويها ولا أفهمها ولا هي رفضت تفهم ؟
سيف بحيرة : أنا للأسف معرفش أمل بشكل كفاية علشان أجاوبك
مؤمن وقف وقرب منهم بهدوء: بس أنا أعرفها كفاية وهي عاقلة وهادية ورزينة ( كريم هيعترض بس مؤمن ماسابلهوش فرصة وكمل ) اه ساعات بتكون مجنـــونة وأول حل ليها بيكون الهـــروب بس بعدها بتتراجع وبتاخد قرار صح بس المصيبـــة دايما بتكون في رد فعلك انت اللي دايما بيكون غــبي ( كريم بصله باعتراض فأكد) أيوة يا كريم بتكون غـــبي ، هي بتتراجع لكن انت لا فالمرة دي زي ما سيف قال اهدا واسمع وسيبها تعمل اللي هي عايزاه وتقول اللي عايزة تقوله وبعد ما تهدا هتلاقيها جنبك ولا يمكن هتبعد عنك وده أنا واثق فيه .
صمت سيطر عليهم التلاتة بعدها كريم حب يقطع الصمت ويغير الموضوع : انت كنت جاي ليه ؟ في ايه حصل عندك ؟
وضح بهدوء: في حد عندي في المصنع بيقلب العمال ضدي مش عارف هدفه ايه بس الوضع مش مريح .
حكالهم اللي حصل كله وكريم أكد شكوكه اللي هو رفض يفكر فيها بشكل واضح : في جاســــوس بينا
الموضوع كان واضح جدا بس كانوا رافضين يقولوها بصوت عالي .
مؤمن قطع صمتهم وعلق بمحاولة واهية في محاولة انه يبدد الشكوك دي : يا جماعة الموضوع ده مش سر أصلا علشان نقول ان في جاســـوس بينا ، في كتير عارفين شرط المشاركة
كريم وضح : أيوة كتير بس علشان الموضوع يوصل للعمال ويعترضوا ويعملوا إضـــــراب وعايزين علاوة يبقى حد مقومهم ومفهمهم الوضع ايه وهيتكلموا ازاي .
سيف كمل بتأييد: بالظبط ، العمال دي أبسط من انهم يتدخلوا في أمور زي دي ويعملوا إضـــراب وكل الحوار ده ، الناس دي حد وسطهم بيملا دماغهم ويحركهم بدليل اني بمجرد ما قلتلهم برا المصنع تراجعوا .
مؤمن : سيف انت محتاج حد يمسك المصنع ده ويكون جواه بشكل أكبر وإلا هتخـسره والأهم ان الحد ده لازم يكون ثقة جدا .
انفض اجتمــاعهم المغلق وكل واحد اتحرك في اتجاه ، كريم اتصل للمرة المليون بأمل بس موبايلها مغلق ، رمى الموبايل من ايده بضــيق على المكتب ولعــن ناريمان ولــعن غباءه اللي سمحلها تدخل حياتهم .
مؤمن دخل مكتبه موبايله رن وقلبه دق أول ما شاف اسمها على شاشته ، رد بشوق حاول يداريه : نور ازيك
ماردتش على سلامه وقالت بتهكـم : صور أخوك مالية السوشيال ميديا كلها ، والعناوين تحتها تجنن ، هو زهــق من أمل ولا ايه ؟
مؤمن كان مصــدوم من طريقة كلامها وتهكمها وقبل كل ده اتصالها به علشان تقوله الكلام ده ، كان متخيل … مش عارف كان متخيل ايه هو بس مصــدوم وكل يوم المسافة بينه وبينها بتزيد والفجوة بتكبر .
انتبه على صوتها بتقوله : ايه ما بتردش ؟ ماعندكش رد صح ؟
رد عليها بقوة : طالما ما تعرفيش لحد النهارده مين هو كريم يبقى اخــرسي يا نور وما تتكلميش عنه .
قبل ما ترد قفل المكالمة ورمى الموبايل من ايده واتنهد بإرهــاق؛ حياته الزوجية انتهت هو ليه مش عايز يصدق ده وكل ما بيفكر فيها أو يلمح اسمها قلبه يدق بالغبــاء ده ؟
سيف لقى نفسه قدام الكلية من تاني واستغرب ليه جه هنا؟! المفروض يروح المكتب ، اتصل بمريم قالها تلغي أي حاجة وراه وهو هيجي بعد ساعتين ، المفروض همس تكون خلصت دخل ركن عربيته في مكانها المعهود وقلع چاكيت بدلته والكرافتة و رماهم على الكنبة وراه ونزل من عربيته وقف يستناها ، شمر أكمامه ورفعهم لفوق شوية وفتح كام زرار من قميصه وسند على عربيته وهو ماسك موبايله بيقلب فيه وبيطمئن ان مفيش حاجة عنه هو وهمس .
همس خلصت محاضرتها وخرجت وهي بتتكلم مع اصحابها ، لمحت سيف واقف فابتسمت بسعادة وسرحت منهم ، هالة أخدت بالها فابتسمت وقربت منها : لسه بتبصيله بنفس الطريقة زي السنة اللي فاتت ، يا بنتي مش بقى جوزك ؟ مالك زي ما يكون واحشك ؟
همس بصتلها بتأكيد : تصدقي لو قلتلك انه بالفعل واحشني ، مابلحقش أشبع منه يا هالة ومن ساعة ما رجعنا من شهر العسل وهو على طول شغل وشركة ومشاكل وحوارات كتيرة المحصلة في الآخر انه واحشني طول الوقت .
انتبهوا الاتنين لحد وقف معاه ولسه همس هتروحله بس كام واحدة من اصحابها القدام في المدينة وقفوها وبيسلموا عليها .
سيف واقف وانتبه لحد قدامه وفوجئ بخلود قصاده فبصلها بدون تعابير أما هي قالت بحقـــد خفي : ليك وحشة يا دكتور
رد بضيــق : عايزة ايه يا خلود ؟
ردت بحســرة : ليه هي ؟ أنا أجمل منها وأذكى منها وأشيك منها وحاجات كتير جدا أنا أحسن منها .
سيف ابتسم بتهكم : مين ضحك عليكي انك كدا؟ عموما حتى لو كدا فبالرغم من كل اللي قلتيه ده عمرك ما عرفتي تتفوقي عليها برضه وهي ببساطتها وبراءتها وقلبها الأبيض بتاخد اللي انتِ عمرك ما هتعرفي تاخديه أصله مش بالجمال ولا بالذكاء المهم الروح النقية الجميلة ، أما بقى موضوع أحلى وأذكى وكل الرغي الكتير ده فما تعيشيش في وهم بس لأن همس فوق أوي فوق لدرجة انها ما ينفعش أصلا تتحط في مقارنة مع واحدة زيك .
خلص جملته وبص لموبايله وتجاهلها ولما لقاها فضلت واقفة رفع عينيه بصلها بجمود: انتِ حاجبة عني الهوا فلو سمحتي .
خلود كانت عايزة ترد بس هتقول ايه ؟ سابته ومشيت وهي مليانة غيــــظ وحقـــد .
هالة همست لصاحبتها : اطمني مشيت .
همس بصت ناحيته وبعدها اعتذرت من اصحابها وسألت هالة : تحبي أوصلك يا هالة ولا ايه ؟
هالة بابتسامة: روحي يا بنتي لجوزك اللي هتموتي عليه ده أنا هتمشى أصلا للمدينة انتِ عارفة انها قريبة يلا وبينا تليفون .
جريت بعدها لسيف اللي ماقدرش يقاوم انه يضمها وقال بابتسامة : حبيبتي وحشتيني الشوية دول .
ردت بشوق واضح : وانت أكتر كتير بمراحل
ابتسم للجملة الغريبة وبصلها باستفسار : أكتر كتير
ابتسمت زيه : اه زيادة تأكيد
حط الموبايل في جيبه وفضل ماسك ايديها : هتروحي ولا وراكي حاجة هنا لسه ؟
نفت بهزة من راسها : مش ورايا هتفضل معايا شوية ؟
شدها عليه شوية وهمس بمشاكسة : هخــطفــك شويتين قبل ما أروحك ينفع ؟
بصت لعينيه وقلبها بيدق بعنــف وهمست بسرعة : اخطـــفني وما تروحنيش أبدا .
قبل ما يرد انتبه لحد واقف قصادهم وكانت مايا ، مايا تخيلت انهم هيبعدوا عن بعض أو يتوتروا بس الاتنين بصولها بلامبالاة ومستنيينها تتكلم أو تمشي .
همس بصتلها بتهكم وهي ماسكة ايده وقريبة منه : عايزة ايه ولا هتفضلي واقفالنا كده كتير ؟
مايا بصت لسيف ومستنياه يتكلم أو يرد بس هو لقته مسترخي في وقفته ولما صمتها طال قال بملل: يا بنتي يا تتكلمي عايزة ايه يا تشوفي وراكي ايه ؟
مايا أخيرا نطقت بتعجب: هو حضرتك مش واخد بالك انك دكتور ؟
سيف باستغراب : مش واخد بالي !
همس باندفـــاع : انتِ مش واخدة بالك انه دكتور ؟
مايا بصتلها بحقـــد : مش بكلمك انتِ على فكرة فما توجهيش كلام ليا
همس لسه هتتحرك تتخــــانق بس سيف ضغـــط على ايدها وشدها له وساب ايدها وحط دراعه حوالين كتفها واتعدل في وقفته وقال لهمسته : حبيبتي ما تشغليش بالك بها انتِ ويلا بينا .
قبل ما يتحرك مايا قالت بغيــرة : على فكرة دي طالبة عندك اللي بتقولها حبيبتك دي .
همس بتهـــكم : لا ده انتِ لاسعة خالص .
مايا بنرفــــزة : انتِ
سيف قاطعها بحـــــدة : انتِ اللي قبل ما تقفي تتكلمي معايا أو مع مراتي ( ركز على كلمة مراتي وكمل) تتكلمي بأدب انتِ فاهمة ؟
مايا كررت ببلاهـــة : مراتك ؟ دي مراتك ؟
سيف بحــــزم : اسمها الباشمهندسة همس ما اسمهاش دي واه مراتي وبعدين لما ترجعي لصحباتك اسأليهم أنا عملت فيهم ايه لما ضــــايقـــــوها السنة اللي فاتت .
سيف سابها في صدمـــتها وأخد همس فتحلها الباب وقعدها مكانها وقفل الباب وبعدها لف ناحيته وبصلها باشمـــئزاز قبل ما يركب : ابعدي شوية علشان أعرف أخرج .
بعدت مايا وهي مذهولة ومتغــــاظة من اصحابها اللي خلوها تظهر زي الهبلــــة بالشكل ده .
سيف خرج بعربيته واتحرك وهي فضلت متابعاهم لحد ما اختفوا فرجعت لنانيس بغضـــب : انتِ ليه ماقلتيش انها مراته ؟
نانيس ضحكت : مش قلتي أنا مش أي حد ؟ والسوسة دي برضه مش أي حد دي ملكت قلبه وعقله و كيانه و اتجوزته ، اللي انتِ قلتي عليها هبلة بقت مرات سيف الصياد ، أنا مش عارفة انتِ ازاي ما تعرفيش أصلا ولا حتى لاحظتي الدبل.
مايا بتبرير : معرفش ازاي ما أخدتش بالي من دبلته وبعدين انتِ عارفة اني كنت مسافرة وعلشان كده وقعت مني السنة اللي فاتت بس ملحوقة انتِ تقعدي وتحكيلي بالتفصيل الممل البت دي خلته يحبها ازاي وهو شايف فيها ايه وايه اللي عمله فيكي بالظبط وممكن يوصل لحد فين علشانها .
سيف طول الطريق ساكت ودماغه مشغولة وهمس فضلت ترغي شوية بعدها سكتت و حضنت كتفه سندت راسها عليه فابتسم لحركتها.
وقف بالعربية : يلا وصلنا يا روحي .
بصت حواليها ما استوعبتش هما فين لانهم مش في الفيلا ، هما في جراچ ، بصتله بحيرة وهو فك حزامه ونزل ولف عندها فتح بابها : يلا انزلي
مسكت ايده ونزلت وهي بتسأله بتعجب : احنا في جراچ ايه ؟ الشركة عندك ؟ بس مش هو لا .
ابتسم لحيرتها وقفل الباب وراها وحاصرها بينه وبين العربية وايديه حواليها: يعني أقولك هخطـــفك أوديكي الشركة يا همس ؟ هخطــــفك يبقى مكان نبقى فيه لوحدنا .
لسه هيقرب يبوسها بس لمح كاميرات مراقبة فبعد عنها : يلا بينا فوق .
راحوا ناحية الأسانسير وهنا استوعبت انهم هيطلعوا شقتهم ، كان ماسك ايديها وهي حاضنة ايده بايديها الاتنين لحد ما طلعوا فوق فتح الباب ودخلوا وقفل الباب وراه ، دخلوا فتح النور والتفت ناحيتها أخد منها شنطتها رماها على الكنبة وشدها عليه قلعها الچاكيت اللي لابساه وانقــــض عليها بشغف وهي لفت ايديها حوالين رقبته ، شالها ودخل بها أوضتهم حطها على السرير ومحدش فيهم اتكلم أو نطق حرف واحد غير كلمة واحدة الاتنين قالوها لبعض ( وحشتني / وحشتيني )
كل واحد كان مشتاق للتاني ومحتاج لحضنه ولاندماجهم مع بعض وقربهم خصوصا في التوقيت ده .
بعد فترة همس في حضنه همستله: سيف هو الجو حر أوي كده ليه ؟
سيف بص للتكييف وابتسم : احنا ما شغلناش التكييف أصلا يا همس .
أخد الريموت من على الكومود جنبه وشغله بعدها لف ناحيتها وسألها باهتمام: الجو هيتعدل دلوقتي ، تحبي أروحك ؟
قربت منه أكتر استخبت في حضنه : ما تخلينا هنا يا سيف بجد ، أنا حابة هنا أكتر .
حطت ايدها على خده فمسك ايدها باسها برقة : ياريت ينفع بس مش كل يوم هقدر آخدك زي كده ، أنا المفروض أكون في الشركة بس حسيت اني عايزك في حضني وعايز أهرب من الكون كله لحضنك ده وأقعد معاكي بالشكل ده فأخدتك .
الجو بدأ يبرد فانكمشت فيه أكتر وقالت بسعادة : مبسوطة أوي انك جيتلي ، كنت عايزة أقولك مش عايزة نصر النهارده يجي ياخدني وانت تيجي بس ماحبيتش أضغط عليك بس كنت بتمنى السيناريو ده ، كذا مرة اتمنيته انك تيجي تاخدني لحضنك بعد يوم طويل في الجامعة ، أستخبى في حضنك كده وشوقي ليك أحاول أهديه شوية قبل ما تبعد عني تاني وأرجع أشتاق تاني .
باسها برقة : لحد امتى هنفضل كده مش عارفين نشبع من بعض ودايما حاجة واخدانا من بعض ؟
حركت راسها بحيرة واتنهدت وزقته ينام على ظهره علشان هي تعرف تنام على كتفه وفي حضنه : هربت ليه من الشركة ؟
ماردش عليها فاتعدلت وسندت على صدره وبصتله باستفسار : ايه اللي حصل عندك ؟
بص للسقف وحط ايده في شعرها يداعبه بلطف : ما تشغليش بالك انتِ بمشاكل الشغل والشركة .
رجعت وشه قصادها علشان يواجهها وقالت بإصرار: ينفع تحكيلي مشاكل الشغل ؟ يعني اتكلم معايا وفضفضلي
أخد نفس طويل وبدأ يحكيلها: في حد في المصنع عندي بيقوّم العمال كل شوية يتخــــانقوا أو يضـــربوا عن الشغل ومش عارف مين أو بيعمل ده ليه ؟ النهارده بعد ما سيبتك روحت المصنع لقيته متعطل ومضــــربين كلهم .
سألته بقلق : وعملت ايه معاهم ؟
شدها لحضنه ورد : قلتلهم اللي مش عايز يشتغل برا المصنع
⁃ ولو كانوا مشيوا ؟
ماجاوبهاش على طول فافتكرت انه مش هيجاوب بس لقته رد بنبرة مهمومة: أنا عايز أهــــــرب من الكون في حضنك
بصتله بتفهم؛ عايزة تتكلم عن مشاكل شغله وتخفف عنه ، بس المفروض تاخده في حضنها وبس مش تخلي عقله يفكر في كل مشاكله ، سندت على صدره باسترخاء، بعد فترة قصيرة سمعته بيقول بصوت هادي وكأنه بيكلم نفسه : أنا اه قلتلهم يمشوا والباب مفتوح بس لو بالفعل مشيوا كانوا هيخسروني ملايين يا همس ، خسارة ماكانش هينفع أتحملها في التوقيت ده ، الشركة مش حمل أي خسارة من أي نوع وأي ضــــربة دلوقتي هتدمــــر الشركة .
سألته بقلق : انت ما تقدرش تجيب عمال تانيين؟
بصلها : أقدر يا حبيبتي وبسهولة بس ده هياخد وقت قد ايه ؟ المصانع الكبيرة بتشتغل بنظام معين وما ينفعش توقفيها ، وقوفها فيه خسارة ضخمة يعني الكام ساعة اللي وقفوا فيها أنا خسرت فيها فما بالك بأيام لحد ما تعلني وتختاري عمال جداد وتعلميهم ويشتغلوا؟ الموضوع ده كان هيبقى ضربة قوية معرفش كنت هعديها ولا لا .
همس سمعته ولمست مقدار القلــق والتوتـــر اللي هو فيهم وماكانتش عارفة ممكن تقول ايه أو تعمل ايه ؟ سألته بهدوء : طيب ليه ما حاولتش تتكلم بلهجة تانية أو بهدوء معاهم أو تفهمهم الوضع ؟
⁃ علشان يا حبيبتي في اللحظة اللي هيحسوا فيها انك ضعــيفة أو التهديـــــد ممكن يجيب نتيجة هتخسري ، هتخسري احترامهم وتخسري تفانيهم وشغلهم ، كان لازم أوضحلهم انه مش فارق معايا واني بالفعل أقدر أعوضهم بسهولة بحيث يخــــافوا على لقمة عيشهم .
عجبها منطقه بس في نفس الوقت دي مخـــــاطرة فقالت: طيب ما كنت ترفع رواتبهم وتكسب ودهم
بصلها ومسك خصلة من شعرها يلفها : أولا الشركة مش حمل رفع رواتب دلوقتي وثانيا كده هتبقي برضه استسلمتي للضغـــط وكل شوية هيعملوا كده ، أنا أرفع رواتبهم بمزاجي في الوقت اللي يناسب ظروف الشركة لكن مش تحت تهديـــــد ، المهم كفاية كلام عن الشركة ، عرفتي باللي حصل صح ؟ فتحتي الفيس ؟
استغربت : لا فيه ايه الفيس ؟
حكالها اللي حصل فبصت حواليها : فين الموبايلات ؟ شنطتي فين ؟
بص جنبه : موبايلي في بنطلوني قومي هاتيه لو عايزاه وشنطتك برا في الريسبشن .
بصتله بكسل ونامت في حضنه تاني : مش دلوقتي ، دلوقتي خليني في حضنك وبس .
شوية وتمتمت بنعاس : سيف الجو برد أوي .
مسك الريموت يهدي التكييف خالص وبالرغم من انه المفروض يروح شركته بس ماعندهوش استعداد يسيب مكانه ده ويقوم لأي سبب فأخدها في حضنه ونام .
فاتن فضلت مستنية خاطر يجي وماسكة نفسها علشان ما تتصلش به بالعافية ، أخيرا رجع فوقفت استقبلته وأول ما شافها قال: استر يااللي بتستر ، ايه اللي حصل ؟ و واقفة كده ليه ؟
انفـجـــــرت فيه : في اللي كنت بقوله وانت وابنك مطنشين ، الهانم المبجلة صورها مالية الفيس هي وخطيبها الأولاني ، اتفضل بقى وريني هتعمل ايه ؟
خاطر زفر بضيــــق : يا ولية وقعتي قلبي أنا قلت حد من العيال جراله حاجة ، انتِ لحد امتى هتفضلي حاطاها في دماغك ؟ ما تسيبيها في حالها .
اتنرفزت من هدوئه وكلامه فزعقـــت : أسيبها ؟ وهو أنا كنت ماسكاها علشان أسيبها ؟ ولا يكون أنا اللي كتبت عنها الكلام ده ؟
خاطر قعد بتعب : كلام ايه اللي مكتوب عنها ؟ ولا هتوريني وتقوليلي معرفش مين حذف الصور ؟
قربت بانتصار: عاملة حسابي حتى لو مسحوا الصور .
قعدت جنبه وفتحت الموبايل على صورتهم والكلام اللي تحتها وناولتهوله.
خاطر مسك الموبايل منها و قرأ كل المكتوب

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *