روايات

رواية وعود الليل الفصل السابع عشر 17 بقلم نداء علي

رواية وعود الليل الفصل السابع عشر 17 بقلم نداء علي

رواية وعود الليل البارت السابع عشر

رواية وعود الليل الجزء السابع عشر

وعود الليل
وعود الليل

رواية وعود الليل الحلقة السابعة عشر

وكلما اقتربنا نبتعد وكلما تشابكت أرواحنا تقطعت أوردة الوصال وكأننا بلا حيلة، مسيرون نحو فراق حتمي.
المحامي كان بيبشره برجوع هدى للحياة لكنه كان تايه وسط أفكاره المتخبطة، جزء منه سعيد، العنف أساساً مش جزء من شخصية ثابت ولا تركيبته لكن الجزء الأكبر من تفكيره كان غاضب، هايج زي البحر الغضبان، موتها كان هيريحه، لكن رجوعها من تاني هيفكره بخيانتها له، ياترى هيقولها إيه لما يشوفها.
خرج ثابت من السجن، المحامي كان معاه في كل خطوة، اتأكد إن الموضوع هينتهي لكن كل شيء معتمد على هدى، هي اتكلمت وقالت إن ثابت بريء، قالت إنه لما ضرب النار مكنش قصده يأذيها، كل اللي حصل صدفة مش أكتر، لكنها صممت تشوفه الأول قبل ما توقع أوراق التحقيقات.
وصل ثابت لغرفتها، كانت نايمة وأول ما دخل فتحت عنيها بتعب لكنها كانت منتظرة مواجهتها معاه من أول ما فاقت، عارفة إنها غلطت بس من وجهة نظرها اخدت جزاءها، هتكلمه وتحاول تطلب منه السماح يمكن قلبه يحن ويرجعوا عيلة من تاني.
المحامي استأذن منهم وثابت فضل واقف مكانه، رافض يرفع عيونه ناحيتها، كاره يشوفها وخايف من نفسه لو شافها، اتكلمت هي بصوت ضعيف :
ثابت، لو سمحت قرب مني، عاوزة اتكلم معاك.
ثابت متحركش، لكن بصلها، نظرة كلها نفور خلتها تفقد الأمل من جديد، اتنهدت وسألته
لسه كارهني للدرجة دي ؟
ثابت : وإيه اللي اتغير، انتِ زي ما انتِ، ست خاينة و…
هدى : أرجوك بلاش الكلام ده، أنا اخدت عقابي وبزيادة ومع ذلك سامحتك، قولت إنك ملكش ذنب وطلعتك من السجن.
ثابت بسخرية : متشكر جدا، حقيقي كرم أخلاق منك.
هدى غمضت عنيها من تاني، بتحاول تجمع أفكارها وتطول بالها أد ما تقدر، حاولت تلين قلبه :
ماري فين، وحشتني أوي ونفسي أشوفها.
ثابت كان منتظر سؤالها ده من البداية، نفسه يقهرها ويشوف حسرتها لما تعرف ان مارية اتجوزت وسافرت، قرب منها ووقف قصادها وقال :
عارفه، أنا مفرحتش بولادة كاريمان أد ما فرحت بماري، يمكن لأن كاريمان اتولدت في ظروف صعبة وكنت حامل همها، حسيت إنها مسؤولية مش هكون ادها، ويمكن لأني مكنتش بحب والدتها كفاية، لكن مارية اتولدت وروحي اتعلقت بيها، ويمكن ده كان عقابي، بعد خيانتك شكيت في نسب بنتي ، اتجننت لما تخيلت مجرد تخيل إنها مش بنتي واني طول السنين دي بربي بنت مش من صلبي.
هدى اتفزعت، عيونها كانت بتصرخ برفضها لكلامه وجسمها اتشنج من الخوف، همست بصدق :
لأ يا ثابت، اقسم بالله بنتك، حتة منك ومني.
ثابت بضحكة وجع
اتأكدت بنفسي، عملت تحليل DNA.
هدي دموعها انهمرت بغزارة ،وقالت بصوت مرهق :
فين البنت يا ثابت، انت عاوز توصل لايه؟
ثابت : ولا حاجة، لما اتأكدت إنها بنتي حاولت احافظ عليها، لأن العرق دساس وممكن لو سبتها لوحدها وسط المجتمع ده تبقى زيك.
هدى كانت محتارة، هتتجنن من تلميحاته وهو كان سعيد جدا بملامح وشها، اتكلم ببرود وقالها:
جوزتها وسافرت مع جوزها، وطلبت منه يحميها ويحافظ عليها، أنا كنت مفكر إني هقضي عمري كله في السجن وانك هتموتي، لكن للأسف عمرك طويل ورجعتي من تاني.
ثابت خلص كلامه لكن غضبه ورفضه للواقع مخلصش نفسه يمحي كل خطواته الماضيه، يمحيها وينسى معاها هدى وسنين حياته معاها لكن ساعات التمنى ألم ووجع مفيش حاجة تقدر تسكنه.
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
احساسها بالملل كان مؤذي، مؤلم محير زي كل شيء في حياتها، مش قادرة تتعود على الهدوء الزائد عن حده في بيت جاسم، في البداية كان عاجبها اللعبة، شعورها إن حد محاوطها برعايته واهتمامه كان احساس جديد، أول مره تجربه وتستطعم مذاقه لكن فجأة عادت لشخصيتها، مارية القوية، اللي اتعودت تعتمد على نفسها وتهتم بنفسها.
لبست سووت رياضية ورفعت شعرها لفوق، خدت نفس عميق وطلعت من الفيلا، لبست الهاند فري وشغلت موسيقى حماسية وبدأت تجري، كانت بتجري والموسيقى وخداها بعيد عن العالم، منتبهتش لكم النظرات والدهشة المحيطة بها، بلد جاسم ريف متطور، مش من عادتهم يشوفوا بنت لبسها بالشكل ده وبتجري في مطلع النهار قدام الكل ومش هاممها حد، البعض منهم فكرها أجنبية وده زود فضولهم ناحيتها.
بتجري يمكن تتخلص من الحمل الثقيل اللي شيلاه، بتدعي البرود وهي جواها نار الفقد، كانت فين ومع مين وبقت فين ومع مين، فين أبوها وامها وحياتها، فين طموحها وتطلعاتها للمستقبل، كل حاجة بقت باهتة، رماد وبس، من غير ما تنتبه خبطت في حجر على الأرض ووقعت بقوة، صرخت من الوجع والخوف والمفاجأة ، ومع صرختها قرب منها عدد من الناس، مارية أول ما شافتهم متجمعين حواليها أصابها حالة رعب شبيه بالفوببا وقبل ما يفهموا منها هي مين وبنت مين في البلد فقدت وعيها قدامهم.
مقدروش يسيبوها، واحد منهم شالها واخذها على الوحدة الصحية علشان الدكتور يشوفها، الدكتور أول ما شافها اتأملها بدهشة، البنت جميلة، ملامحها جذابة لكن لبسها بيقول إنها غريبة، هو بقاله سنين شغال في القرية وحافظ ناسها وأهلها، كشف عليها، اطمن إنها سليمة ومحصلهاش شيء، بعد دقايق فاقت وبصت حواليها وزاد رعيها، مكان متواضع جدا رغم انه مستشفى، بصت على الدكتور وقالتله :
انت مين، حصل إيه؟
الدكتور من لهجتها ضحك بخفة :
أنا دكتور صالح، ومحصلش حاجة الحمد لله كدمة بسيطة بس واضح إنك خوافة بزيادة يا آنسة…
مارية قالتله بهدوء : ماريا، أنا ماري.
الدكتور : انتِ أجنبية، صح، اقصد يعني مش من هنا؟!
مارية كانت بتكلمه وعيونها بتتفحص المكان، شافت موبايل الدكتور علي المكتب سألته بلهفة :
ممكن استخدم موبايلك، في نت؟!
الدكتور قالها :
اكيد عاوزة تطمني اهلك، قوليلي الرقم وأنا هتصلك عليهم
مارية : لأ، أنا مش حافظة أرقام، أنا بس اعرف الفيس بتاع بابي، هكلمه عليه، أنا معرفش حد في البلد دي، جيت مع ناس قرايبي ومش عارفه ارقامهم ولا أي حاجة عنهم.
الدكتور فتحلها موبايله، فتحت الاكونت بتاعها وبعتت رسالة لصديقها اللي فرح جدا ومصدقش نفسه لما شاف رسالتها، بلغته بكل حاجة حصلت ووعدها إنه هيتصرف وينقذها من جاسم ويرجعها ألمانيا في أقرب وقت ممكن.
مارية خلصت كلامها معاه، كانت متوقعة إنها هتطير من السعادة لكنها حست بندم غريب، اتجاهلت احساسها ده وقالت للدكتور :
أنا آسفه، مفيش حد بيرد، في رقم تاني ممكن اتصل عليه
الدكتور قالها
ولا يهمك، أنا معاكي لحد ما توصلي بالسلامة.
ادتله رقم جاسم وانتظرت يروحلها علشان ياخدها وجهزت نفسها لصدام جديد بينها وبينه.
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
جاسم رجع البيت دور عليها في كل مكان زي المجنون، عقله مش قادر يستوعب إنها هربت، هتهرب ازاي وتروح فين، يمكن حد خطفها، طيب حصلها إيه؟!، طلع يسأل الحراس، واحد منهم قاله إنها خرجت الصبح بدري وطلبت منهم يسيبوها لوحدها، اتعصب عليهم وكان على وشك طردهم لكن اتصال الدكتور خلاه يجري على عربيته علشان يروحلها ويطمن عليها.
أول ما شافها التقط أنفاسه وغمض عنيه بقوة بيحاول يهدي انفعاله، لعن نفسه وضعفه قدام ثابت، ياريته ما كان وافق على طلبه، ماريا مش بس بنت مدلله لكنها ذكية ومتمردة، طول عمرها شخصيتها قوية حتى وهي طفلة، كانت بتروح الشركة مع أمها وكان بيشوفها طفلة بعقل بنت في العشرين.
استعاد ثباته وشكر الدكتور بابتسامة هادية، وقرب من ماريا اللي كانت منتظرة منه رد فعل على الموقف ككل لكنه متكلمش، خذها ومشيوا في صمت حذر.
اول ما وصلوا البيت زقها جاسم بغيظ، سألها بتعجب وسخط
ناوية على إيه يابت انتِ، أنا وعدت أبوكي أحافظ عليكي متخلنيش أنسى وعدي واستخدم معاكي أسلوب مش هيعجبك، جاسم رفع ايده وكان ناوي يضربها بالقلم لكنه تراجع في آخر لحظة.
ماريا كانت هتقع من قوة دفعه لها، لكنها قدرت تتحكم في نفسها بصعوبة، وقفت قدامه بغضب ورفض لأسلوبه الهمجي من وجهة نظرها وصرخت بحدة :
احترم نفسك يا جاسم، انت اتجننت عاوز تضربني؟
جاسم: اضربك! ده أنا هموتك يا بنت ثابت، طالعة في وسط البلد، بين الشغالين والرجالة الغريبة بالمنظر ده!
ماريا يتعجب : إيه المشكلة، ده لبس الrunning.
جاسم : الله يرحمه جدك، نقول إيه ماهو للأسف الكلام معاكي زي عدمه، الهانم فاكرة نفسها لسه في ألمانيا، احنا هنا في قرية وناسها بسيطة مش متعودين على قلة الأدب دي، لبسك مجسم كأنك مش لابسه.
مارية : أنا حرة، فاهم ولا لأ ، الزم حدودك احسنلك.
جاسم : أنا جوزك، ومن حقي تسمعي الكلام بالذوق أو بالعافية.
مارية بتحدي : بالذوق مستحيل، بالعافية ممكن نجرب، اتفضل وريني.
جاسم عجبه عنادها ورغم غضبه الشديد منها ابتسم بمكر وقرب منها بخطوات أشبه بخطوات الفهد المتربص بفريسة، خلع حزامه ولفه على ايده وقالها
شكلك مجربتيش تتمدي على رجليكي وانتِ صغيرة يا ماري، تعالي بقى وأنا هعرفك.
في لحظة واحدة هربت من قدامه بسرعة جنونية وملامحها مرعوبة، جاسم مقدرش يتمالك نفسه وفضل يضحك على شكلها وحالها المتقلب.
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
خرج ثابت من السجن، وظهرت معاه هدى في لقاء مصور لقناة كبيرة، اتكلم بثقة قدام الملايين إنه بريء، وكلامه كان حقيقي لأنه فعلاً مقتنع ببراءته ،وهدى رغم خوفها منه وحقدها عليه بسبب ماريا أكدت كلامه بصدق لأن كل مشاكلهم كانت بسببها هي وبس.
اتذاع اللقاء ووصل لمشاهدات عالمية، رجل أعمال مشهور دخل السجن ظلم وخرج بعد رجوع زوجته للحياة وكان الأمر أشبه بالمعجزة.
ثابت طول فترة وجوده في السجن كان وحيد تمامآ، مفيش حد سأل عنه من كل معارفه وشركاءه غير جاسم، الكل سقطت عن وجوههم الاقنعة، وكان لازم أول خطوة يعملها بعد خروجه إنه يعيد ترتيب حساباته وتقييمه للناس.
فكر يكلم ماريا ويطمن عليها لكنه خاف يضعف لو طلبت منه الرجوع، وكالعادة نسي أو تناسى كاريمان واقنع نفسه إنها مع سميرة وأكيد مش محتاجة وجوده ولا اتصاله، هيقولها إيه ويبدأ منين، هيعتذر! طيب اعتذاره هيفرق، مقدرش يفكر كل شيء حصل معاه الفترة الماضية أثر على تفكيره ومشاعره، اتنهد وهو على يقين إن الرجوع لمصر خطوة لا مفر منها، لازم يطلق هدي رسمي وينهي أي أعمال بينهم، ياخذ نصيبه من الشركات ويحاول يبعد، يمكن يقدر يصلح علاقته مع بناته ويبدأ من جديد.
…………………………..
شافت كاريمان اللقاء زيها زي ناس كثير لكن مشاعرها تختلف عنهم، أد إيه محتاجة لأبوها في الوقت ده احتياج صعب حد يفهمه، غصن ضعيف محتاج لجذوره وللأسف جذوره بعيده، نسيته من سنين، غمضت عنيها بضعف واستسلام وكالعادة اتصل بها أكرم في اللحظة المنتظرة؛ كأن أكرم هو الحياة والجذور والبديل لكل معاني الحب.
صوتها كان بيحكي من غير ما تتكلم وقلبه كان مقدر حزنها وضعفها، سألها بهدوء وكأنه بيسأل بنته الصغيرة.
انتِ بتبكي، حد زعلك؟
انهارت كاريمان وقالت بصوت مهزوز :
أنا محتاجة لحضنك أوي، ارجوك يا أكرم خلينا نتجوز وتفضل جنبي، بلاش تسافر.
مقدرش يجادل ولا يتناقش لأنه هيخسر قدام دموعها وصوتها المنكسر، حاول يكذب كذبة جديدة تريحه وتعيشها في أمان مؤقت،
وعدها بحب وقال:
صدقيني لما نتجوز لو قدرنا نمشي حياتنا كويس عمري ما هبعد، انتِ متخيلة إني بعد ما المسك وتبقي بين ايديا هقدر أبعد.
كاريمان : أنا بخاف لما بتبعد عني، بحس إني مطمنة معاك يا أكرم، يمكن من أول يوم شوفتك فيه حسيت معاك بالأمان اللي طول عمري مش حساه.
طالت مكالمتهم، كانت حلم ووهم لذيذ، كل حرف كان بيزيد من عشقهم ورغبتهم في القرب وانتهت المكالمة بتحديد موعد زواحهم بعد شهر.
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
وعد كانت بتتكلم قدام الكاميرا وهي مغيبة، بتحكي تجربتها مع أمجد بقهر ووجع وحنين حقيقي، ألم الناس حسته واتعاطفوا معاها بشكل جنوني، الفيديو من أول ما سجلته بريق ونزلته بقى تريند، الكل بيشير ويتكلم عن البنت البريئة اللي كل ذنبها في الحياة إنها حبت إنسان ووثقت فيه، وفي ناس ثانية حملت أهل وعد مسؤولية اللي حصلها، لو مكنش أبوها اتخلى عنها وجوزها في سن صغير يمكن حياتها كانت كلها اختلفت، وعد بعد ما صورت الفيديو انعزلت عن الكل من جديد وكأن كلامها عن علاقتها بأمجد رجعها لنقطة البداية، كان جواها نار بتزيد كل لحظة، نفسها تاخد حق وجعها لكن هتاخده إزاي ومن مين.
بريق كانت هتطير من السعادة، نظرتها من البداية كانت صح، وعد هي الحصان الرابح الفترة الجاية، بنت بتجتمع فيها كل صفات النجومية، جمال ورقة وكاريزما خاصة هتخلي الكل يتعاطف معاها، وحتى المعارضين لكلامها هيرفعوا نسبة المشاهدات وفي كل الحالات هي الكسبانة، لكن علشان تستمر وعد وتفضل طول الوقت معاها وتحت عنيها لازم تثبت لها خوفها عليها وحرصها على مصلحتها.
سألت بريق عن أمجد ومن خلال معارفها قدرت تعرف إنه اتجوز، ابتسمت بسعادة لإن الموضوع ده هيضرب عصفورين بحجر واحد، هتضمن ان وعد مستحيل ترجع لامجد وإن المشاهدات هتزيد الآيام الجاية بعد ما تقول لوعد الخبر وتشوف الناس رد الفعل على الهوا.
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
أكرم وكاريمان بيجهزوا الأشياء الاساسية لجوازهم، والدته بتساعده وسميرة بتساعدها، ومهما حاولوا الإثنين يقللوا المصروفات ويشتروا أبسط الأساسيات بتخرج الأمور عن السيطرة وتتضاعف المصاريف من غير ما يفهموا فين المشكلة ومع ذلك السعادة احتلت كيانهم، مفيش ذرة ندم على القرار ده ولا رغبة في الرجوع لكن وقت كتب الكتاب حصل مشكلة كبيرة بسبب أخوات جليلة اللي اعترضوا بمنتهى الحدة خاصة أخوها الكبير، رفض فكرة كتابة قائمة منقولات وقال لأكرم
وتكتب قايمة ليه، انت مجهز شقتك بنفسك وهي ملزمة تجيب رفايعها وطالما هتسافر يبقى القايمة لوي ذراع عالفاضي.
أكرم كان محرج من موقف خاله ومش فاهمه، من امتى بيهتم لأمره من الأساس، وفي نفس الوقت ناس كتير حذرته من القايمة، مش بس خاله، لأ زمايله وجيرانه ويمكن ده كان سبب تخبطه في اللحظة دي وسكوته، قطع الصمت ده كلام كاريمان لما قالت :
هو في ايه يا أكرم، أنا مش فاهمه إيه المشكلة!
أكرم فاق من لحظة الشرود والتردد، نظرات كاريمان وخوفها الواضح من سؤالها البريء خلوه يقف قدام الكل بثقة وثبات، ابتسم لخاله وهو بيقول
متقلقش يا خالي، إحنا متفقين على كل حاجة، كاريمان تستاهل الدنيا كلها وزيادة، والقايمة دي ولا حاجة بالنسبة ليا، مجرد شكليات.
خال أكرم : ازاي الكلام ده، دي وصل أمانة ووقت الجد…
أكرم اتخلى عن ابتسامته الهادئة والمرة دي كلم خاله بحزم
حضرتك عارف إني راجل ومسؤول عن تصرفاتي، وبعدين مفروض هما اللي يقلقوا، أنا لا عملت فرح ولا حتى جهزت شقة تليق بها، اعتقد ان الموضوع انتهى وحضرتك اطمنت، نكمل بقى كتب الكتاب.
خال أكرم قعد مكانه وسكت، لكن خالته قربت من جليلة وقالتلها بصوت هامس
ماشاء الله، العروسة مبرمجة ابنك من دلوقت ياختي، ربنا يعينك بعد كده، دي كأنها سحراله.
جليلة مهتمتش لكلام أختها، فرحتها كانت طاغية على أي شيء وكل شيء، سعادة اتحرمت منها من صغرها ولقتها أول ما اتولد أكرم، واليوم ده هو أسعد يوم في حياتها، أخيراً هتفرح بابنها، هتشوفه عريس ويكون أسرة، قامت جليلة واتحركت بخطوات خفيفة، قربت من أكرم ووقفت جنب منه وكأنها بتقوله أنا بساندك ومعاك، أول ما المأذون انتهى من عقد القرآن زغرطت جليلة بسعادة رفرفت في المكان، حتى أخواتها مشاعرهم اتحركت مع نظرات الفرحة المرسومة في عيون وحركات جليلة.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وعود الليل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *