روايات

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الفصل السابع عشر 17 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الفصل السابع عشر 17 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) البارت السابع عشر

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الجزء السابع عشر

جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى)
جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى)

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الحلقة السابعة عشر

خاطر مسك الموبايل منها و قرأ كل المكتوب بهدوء تام لحد ما خلص فبصلها : مش شايف فين مشكلتك برضه ؟ كله كلام قديم عن كريم المرشدي وهي كانت خطيبته وكل ده معروف مش جديد فين مشكلتك بقى ؟ معترضة على ايه ؟
فاتن جالها حالة ذهول من تفكيره، ضربت كف بكف وهي باصاله بغيظ : يا راجل مرات ابنك سيرتها على كل لسان ، كل ما حاجة هتحصل هيجيبوا سيرتها كده ، عاطل مع باطل ، أنا مش فاهمة انت جرالك ايه ؟
خاطر وقف ينهي الجدال العقيم ورد بحزم : ابنك اخترها زوجة له وقال انه من يوم ما عرفها والبنت كويسة ، كانت متجوزة قبل كده ؟ اه ، كانت وحشة في يوم من الأيام ؟ اه ، بس ده مش فارق مع ابنك ومهتم بحاضرها ولو هي دي الإنسانة اللي هتسعده فهو حر ، حياته حر فيها ، هو اللي عايش وهو اللي بيتعذب وهو اللي وحيد أنا مش بشاركه ليالي وحدته علشان أحكم مين اللي يقضي معاه لياليه ولحد هنا واقفلي الحوار ده وحاولي تتقبلي ملك في حياة ابنك علشان ما تخسريش ابنك .
فاتن ماعجبهاش الكلام وردت بتهكم : هو لسه هخسره ؟ ما خسرته خلاص ، عليه العوض ومنه العوض .
خاطر سابها وتمتم وهو داخل أوضته : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
عند هند آخر اليوم ركبت العربية جنب بدر واستنوا أنس يخرج من المدرسة
هند بصت لبدر : ماما كلمتني وطلبت مني أعدي عليها ضروري وصوتها كان متعصب مش عارفة ليه ؟ ينفع توديني عندها الأول ؟ ولا آخد تاكسي وانتم تروحوا ؟
بدر بصلها بتهكم : تاخدي تاكسي يا سلام – مسك ايدها باسها بابتسامة- يا روح قلبي من جوا انتِ بس تؤمري مش تقولي تاخدي تاكسي .
ابتسمتله بحب : ربنا ما يحرمني من حبك أبدا أبدا .
أمن على كلامها : ولا منك يا عمري كله – حط ايده على بطنها – طمنيني بندقة الصغنونة دي أخبارها ايه ؟
حطت ايدها فوق ايده بابتسامة: هو انت كل يوم باسم ؟ سمسمة ، حمصة ، فستقة، ، ايه بقى ؟
ضحك بمرح: ما أنا بسميها حسب التطور بتاعها ، هي دلوقتي بقت بندقة .
ضحكوا الاتنين وقاطعهم وصول أنس اللي ركب وقعد في نص الكنبة ورا وحط ايديه على الكراسي قدام : النهارده بجد كان يوم حلو ، غدونا برا بقى يلا انطلقوا .
بدر بسعادة لحماس ابنه : الأول تيتا طلبت هند هتروحلها وبعدها نشوف هنعمل ايه ؟
هند اقترحت : طيب روحوا انتم الاتنين اتغدوا و
قاطعوها في نفس الوقت : لا
بدر ابتسم ان ابنه مهتم ان هند تكون معاهم
أنس بإصرار : هنود مش هناكل من غيرك أكيد يعني ، انتِ و – بص لأبوه بتساؤل – اسمها ايه النهارده؟ ولا لسه معتمدين فستقة ؟
ضحك بدر وهند اللي جاوبته : لا أبوك النهارده أطلق عليها بندقة .
أنس بضحك : حلو أنا بحب البندق بس يا ترى الاسم الجاي هيكون ايه ؟
بدر بتفكير : مش عارف لسه انت ايه رأيك ؟ برتقالة مثلا ؟
كشر باعتراض : لا خليها تفاحة أحلى .
استمر الهزار لحد ما وصلوا وبدر وقف : انزلي يا هند .
هند اقترحت : طيب انزلوا معايا يلا
بدر رفض : لا يا قلبي انزلي انتِ شوفي والدتك ممكن تكون عايزاكي في حاجة خاصة واحنا هنستناكي لو هتطولي بلغيني برسالة نروح نغير هدومنا .
هند نزلت وطلعت لأمها اللي كانت مستنية على نار وأول ما دخلت وقبل ما تسلم حتى عليها قالت بغيظ: شوفتي أبوكي وأخوكي اللي هيموتوني ناقصة عمر ؟
هند بصتلها بذهول حطت شنطتها على الكنبة : بعد الشر عليكي يا ماما في ايه بس لكل ده ؟
خاطر طلع على رنة الجرس وأول ما شاف هند قال بابتسامة : ازيك يا بنتي وحشتينا .
هند راحت لأبوها تسلم عليه وبعدها سألته : ماما مالها ؟
خاطر بص ناحيتها وبص لبنته : عاملة حما على خطيبة أخوكي .
هند استغربت وبصت لأمها بعدم فهم أما فاتن فزعقت : أنا مش موافقة عليها أصلا ومش هكون حماتها ولو اتجوزها هيكون بعدم رضايا هو حر الله يسهله بقى لكن ولا أدخله بيت ولا يجيبهالي هنا .
هند قعدت جنب أمها وقالت بهدوء: في ايه بس يا ماما لكل ده ؟ انتِ تعرفي ملك علشان تعترضي عليها كل ده ؟ وبعدين لو هي وحشة أصلا لا يمكن نادر يحبها ، طالما نادر حبها تبقى إنسانة كويسة وده أنا واثقة منه تماما .
خاطر ابتسم من عقل بنته : ربنا يكملك بعقلك يا عاقلة يا غالية ده اللي غلبت أفهمه ليها ، ان ابنها مش الشاب الطايش ولا المتهور وطالما حبها تبقى تستاهل الحب ده .
فاتن بصتلهم الاتنين وفكرت تسيبهم وتقوم بس هي طلبت من بنتها تيجي يبقى تفهمها : حبيبتي أخوكي عاقل أيوة بس حنين وعلى نياته قبل كده حب بسمة المريضة اللي صعبت عليه ودلوقتي جاي يحب ملك اللي برضه صعبت عليه بظروفها و وحدتها ، أخوكي بيحب البنت الضعيفة المغلوبة على أمرها .
هند اعترضت بذهول تام : انتِ مين ضحك عليكي وقالك ان ملك ضعيفة أو مغلوبة على أمرها ؟ ماما ملك ماسكة شركة من أكبر الشركات ، انتِ شوفتي شركة سيف شركتها لا تقل عن شركة سيف وأبوها شريك المرشدي ودلوقتي بعد انضمامهم كلهم مع بعض بقوا كيان ضخم وهي مديرة في الكيان الضخم ده ، انتِ ازاي شايفاها ضعيفة ؟
فاتن بتبرير : اهو ده سبب تاني يخليني أرفضها انها من طبقة فوق أوي وأخوكي مش قدها ولا قد طلباتها ، انتِ متخيلة أخوكي يقدر يصرف عليها ؟
هند أخدت نفس طويل وردت بعقلانية: والله الموضوع ده نادر اللي يجاوبك عليه ، هل هي فعلا متطلبة وهو مش هيقدر يجاريها ولا هي بسيطة وبتحبه وهتعيش معاه في المستوى اللي يقدر يوفره ؟ بعدين نادر شغال في مستشفى خاص كبير كل عملية بفلوسها وكل نبطشية بفلوسها ده غير عيادته اللي كان فاتحها هنا كانت بتعمل قرش حلو ودلوقتي مأجرها فنادر مبسوط ماديا مش وحش .
فاتن بإصرار : يعني نادر زي سيف مثلا ؟ ولا زي كريم المرشدي ولا أبوها هي ؟ سيف اللي كانت شركته بتفلس وهتنهار كان بيصرف في الخروجة الواحدة بتاع ١٠٠ ألف وده بالنسباله عادي جدا وكان بيمر بأزمة متخيلة في وضعه الطبيعي مستواه ايه ؟ الناس دول غيرنا ، الناس دول بيتكلموا في مليارات ، يروح فين أخوكي وسطهم ؟
هند بصت لأبوها باستنجاد فرفع ايديه بقلة حيلة : أنا تعبت من الكلام معاها ما تبصيليش
فاتن بضجر : أيوة علشان انت مش عارف بتعمل ايه في ابنك وبعدين كل ده سيبنا منه ، البنت دي مطلقة وقبلها كانت مع كريم اللي سابها علشان أخلاقها يقوم ابني يتجوزها ؟
هند باعتراض : يا ماما ده كان زمان دلوقتي هي اتغيرت ، كلنا كنا متهورين وبنعقل ، هي عقلت وركزت وبقت إنسانة كويسة وبتحب نادر ونادر بيحبها .
فاتن زعقت : يعني أخرج منها صح ؟ قومي يا بت امشي على بيتك أنا غلطانة اني كلمتك ، أنا قلت انتِ عاقلة وبتفكري دايما بعقلك مش عواطفك بس .
هند قربت منها وباست كتفها : حبيبتي يا فتون ، انتِ ربيتينا كلنا كويس وعلمتينا دايما نواجه ومش بنخاف وبنخوض أي تجربة للآخر والحمدلله كلنا شخصياتنا قوية ، ثقي في عيالك واختياراتهم ، بدر حبيته ومفيش زيه في العالم وهمس حبت سيف اللي مستعد يجيب نجمة من السما علشانها ونادر اختار ملك اصبري عليه وخليه يكمل حياته مع اختياره يا ماما ، كلنا كنتي شايفانا مجانين في اختياراتنا بس الأيام أثبتتلك اننا اخترنا صح ، سيبي نادر الأيام تثبتلك انه اختار صح .
فاتن لفت وشها بعيد وهند وقفت : أنا هقوم أشوف بدر وأنس .
خاطر وقفها باستفسار: هما فين صح والله نسيت أسالك حتى
هند ابتسمت : تحت في العربية
خاطر بلوم : اخص عليكي بجد سايباهم تحت ؟ أنا هنزل أجيبهم
هند مسكت دراعه : لا يا بابا احنا هنخرج أصلا نتغدى برا .
فاتن وقفت وبصت لجوزها : أنا عاملة محشي انزل ناديهم يا خاطر يتغدوا هنا معانا وانتِ يااللي بقول عاقلة سايبة جوزك في الشارع ؟ يارب صبرني على خيبتي في عيالي
هند ضحكت وباست خدها : والله دمك شربات يا فتون بس عليكي قلبة وش
أمها زقتها : امشي يا بت قال قلبة وش قال هو أنا عارفة آخد معاكم حق ولا باطل ؟!
خاطر نزل جابهم بعد محاولات كتيرة وهند نزلت أقنعته يطلع هو وأنس يتغدوا كلهم مع بعض .
نادر خرج من العمليات بعد عملية طويلة استهلكته تماما ، راح أوضته مباشرة أخد شاور سريع وبعدها نام على السرير يحاول يفرد ظهره شوية يستريح ، فكر في حبيبته وابتسم لطيفها اللي بيمر في خياله ، قام جاب موبايله علشان يسمع صوتها ، فتح الموبايل ولقى رسايل من والدته فشافهم الأول يطمئن بس اتصدم بالصور اللي باعتاها واللينكات ورسايلها ، أخد نفس طويل بندم انه فتح الرسايل أصلا ، أمه مش هتتقبل ملك وبتدور على أي غلطة وكلمة تمسك فيها .
شاف المكتوب وقرأه كله باهتمام بس كلها فرقعة صحافة ، الصورة بتاعتها قديمة والباقي كله بيتكلم عن كريم وناريمان الغندور ، فجأة فكر في ملك نفسها يا ترى هل حد ضايقها بسبب الصور دي ؟
اتصل بها وهي أول ما شافت رقمه ردت بلهفة : الو نادر
صوتها كان فيه خوف وحزن فقال بلطف: حبيبتي عاملة ايه ؟ طمنيني عليكي
استغربت الدفء اللي في صوته، وفكرت معقول ماعرفش باللي اتكتب لسه ؟
نادى اسمها باهتمام: ملك انتِ سامعاني ؟
ابتسمت : سامعاك يا نادر أنا بخير انت كنت فين ؟ اتصلت بيك ما رديتش
⁃ لسه خارج من عملية طويلة جدا والحمدلله عدت على خير .
إجابته معناها انه لسه بالفعل ما شافش اللي اتكتب
سألته بتردد : مافتحتش موبايلك لسه ؟
فهم قصدها فطمنها: حبيبتي بطلي تسمحي للماضي يأثر على مستقبلك يا ملك ، خلينا في النهارده
ابتسمت بأمل : انت عرفت باللي
ماكملتش الجملة فكملها هو: باللي اتكتب عن كريم وحد ذكي جاب سيرتك واتكلم عنك ؟ ناس تافهة وفاضية فسيبك منهم وسيبي اللي يقول يقول خلينا في المهم .
اتنهدت بارتياح: ايه المهم ؟
حس بابتسامتها اللي خلته يبتسم هو كمان : المهم اني بحبك وبموت فيكي و وحشتيني وجعان
ضحكت على آخر كلمة : طيب ايه الفصلان اللي في آخر كلمة ده ؟ ما كنت ماشي حلو
ضحك ورد باعتراف: ما هي الكلمة الأخيرة دي هيتبعها تعالي نتغدى مع بعض
⁃ اممممم ان كان كده ماشي هنتقبل الكلمة الأخيرة .
كرر سؤاله : يلا نتغدى مع بعض ؟
وافقت وبعد ما قفلت معاه قامت تشوف أخوها اللي أول ما دخلت مكتبه وقف بسرعة قرب منها باهتمام : حبيبة قلبي طمنيني عنك اوعي تضايقي نفسك واللي اتكتب ده أنا هتعامل معاه و
قاطعته بسرعة : نادر حبيبي اهدا، اللي اتكتب موضوع قديم واتقفل وحد قاصد يشوشر على كريم معرفش ليه بس بالنسبالي الموضوع مش مهم .
سألها بترقب : وبالنسبة لنادر ؟
ابتسمت بحب وثقة في حبيبها : مش فارق معاه وكنت جاية أقولك انه عازمني على الغدا برا.
اتنهد بارتياح : طيب الحمد لله انه عاقل – انتبه فجأة – طيب أهله ؟ ايه وضعهم؟
ابتسامتها اختفت لانها بالفعل باتصاله وكلامه نسيت والدته ورفضها وأكيد مش هتعدي اللي حصل بالساهل ، بصت لأخوها بجهل: مش عارفة ما اتكلمناش عنهم
ربت على كتفها : سيبك منهم وما تخليش ابتسامتك تختفي ، المهم هو ، هو اللي هتعيشي معاه مش عيلته ، روحي ولو في أي حاجة كلميني وأنا هشوف كريم وأطمن عليه وعلى الوضع عنده .
رجعت مكتبها تستنى نادر اللي قالها نص ساعة بالكتير وهيكون عندها .
أول ما اتصل طارت عنده وأول ما قعدت جنبه في عربيته مسك ايدها باسها : واحشاني بجد يا ملك
ابتسمت بخجل من تصرفه وسحبت ايدها بهدوء وغصب عنها سألته : مامتك قالت ايه ؟ وباباك ؟
ماكانش حابب يتكلم في الموضوع ده فدور عربيته واتحرك فقالت بإصرار : قالولك ايه يا نادر ؟
بصلها بابتسامة : ماقالوش ماكلمتش حد فيهم أصلا .
اتنهدت بعدها قالت بتردد : اتصل بوالدك
بصلها بحيرة وبص قدامه فكررت طلبها : علشان خاطري اتصل به .
وقف على جنب وبصلها : أتصل ليه ولا أقوله ايه ؟
جاوبته برجاء : وضحله ان الكلام ده قديم وان
مسك ايدها وقال بثقة: مش محتاج أوضح لحد حاجة ، مش محتاج يا ملك ، وقت ما قلبي أعلن حبك وارتبطت قلوبنا ببعض أنا تقبلت ملك بعيوبها قبل مميزاتها ، بماضيها وحاضرها ، أخدت ملك كلها على بعضها ومستعد لأي حاجة تحصل ، مش محتاج أوضح لأي حد أي حاجة .
حطت ايدها التانية فوق ايده اللي ماسكة ايدها وقالت بتفهم : وضح لباباك بس أو اسمعه على الأقل وهديه لو هو متضايق أو … مش عارفة يا نادر تقوله ايه بس على الأقل كلمه .
وافقها علشان يريحها و بالفعل اتصل بأبوه اللي رد عليه بسرعة : نادر يا ابني ازيك يا حبيبي ، طمني عليك وعلى ملك
ابتسم وبصلها : احنا بخير الحمدلله ، ملك معايا هنروح نتغدى مع بعض .
خاطر ابتسم : ربنا يسعدكم يا ابني
نادر مش عارف يقول ايه فسأله : ماما أخبارها ايه ؟ كويسة ؟
خاطر فاهم ابنه وحيرته وسببها فطمنه: كويسة يا حبيبي، نادر انت عايز تقول حاجة ولا بتسأل علينا بس يا ابني ؟
وضح : اللي اتكتب عن ملك يا بابا
قاطعه بهدوء : اللي اتكتب كلام قديم لا يودي ولا يجيب ولا يفرق فلو بتكلمني علشان توضحلي حاجة يا ابني فأنا مش محتاج ، أما لو انت متضايق و
هنا نادر قاطعه بسرعة: أنا مش فارق معايا أنا بس قلت أشوفكم انتم .
خاطر حب يطمن ابنه : أنا زيك مش فارق معايا ولو بتسأل عن أمك فهي رأيها امبارح زي النهارده ما اختلفش المهم سعادتك انت يا ابني ، سلملي على ملك ويلا روحلها ما تتأخرش عليها .
قفل معاه وبصلها بابتسامة : ارتحتي كده ؟ يلا بقى ناكل قبل ما أسقط منك .
ابتسمت بس من جواها في حزن ان مامته رافضاها ورافضة تديها حتى مجرد فرصة .
سبيدو في عربيته رايح لسيف شركته ، جتله مكالمة من رقم غريب ، فتح الاسبيكر ورد : الو
وصله صوت ناعم: الو ازيك ياسبيدو
ضم حواجبه بتعجب: مين معايا ؟
البنت بدلال: معقول مش عارف صوتي؟ خمن طيب
زفر بضيق: أنا ماعنديش وقت للعب ده فياتقولي انتِ مين ياهقفل
ردت بسرعة: أنا سارة صاحبة آية
استغرب انها جابت رقمه فسألها: انتِ جبتي رقمي منين؟
سارة بخبث: هو سري ولا ايه؟
أكد بضيق: اه رقمي مش لأي حد
رده ضايقها بس حاولت تداري فقالت بدلال: وهو أنا أي حد برضه؟
استنكر أسلوبها ودلالها وكأنهم يعرفوا بعض وليها حق عليه فرد بحدة: ما أفتكرش اني أعرفك علشان تبقي مميزة
استغربت وقاحته بس ردت بسرعة: خلاص نتعرف
رد بجمود: ماعنديش وقت سلام
قفل قبل ما يديها فرصة انها ترد وزفر بضيق وهو بيفكر ازاي جابت رقمه؟ معقول تكون آية؟ بس آية نفسها مش معاها رقمه ، ممكن من نهلة ؟ اتنهد بضيق؛ ازاي دي تبقى صاحبة آية ؟! وهل اصحابها كلهم كدا وعندهم الكلام مع شباب عادي ؟! سؤال برز في عقله وخاف من إجابته: هل آية زي صاحبتها سهل عندها تتكلم مع أي حد؟ معروف ان الصاحب ساحب فيا ترى سارة سحبت آية ولا هما زي بعض من الأول ؟ نفض دماغه برفض لانه عارف ان سيف استحالة يسيب أخته تبقى بأخلاق سارة مهما يحصل ده غير انه بيفهم في البنات وآية شكلها مش بيدي انها زي صاحبتها
فضل طول الطريق مشتت وتفكيره هيجننه
سيف صحي على صوت موبايله ففتح عينيه وبص حواليه بيحاول يحدد صوت الموبايل ده فين ؟
انتبه انه جاي من على الأرض من بنطلونه فمد ايده يبعد همس بالراحة من على كتفه وجاب الموبايل ورد بنعاس: أيوة يا ماما
سلوى باستغراب ممزوج بقلق : انت نايم فين كده ؟
استغرب صوتها وقلقها : في حاجة يا ماما ولا ايه ؟ قلقتيني
تراجعت بسرعة : لا يا حبيبي بس بطمن عليك وعلى همس ؟ هي معاك صح ؟
اتنفس بارتياح : معايا أكيد هتكون فين يعني؟!
ردت بعصبية : طيب ما تعرفني يا سيف انها معاك ، يعني قلت هتخلص على ٢ وقلت أفضي نصر في التوقيت ده علشان يروح يجيبها لان انت مشغول ودلوقتي الساعة داخلة على ٥ وهي مارجعتش وما بتردش على موبايلها فاتجننت وقلقت عليها .
اعتذر منها : حقك عليا يا قلبي عندي دي معلش ، جبتها على هنا والوقت سرقنا موبايلها في شنطتها برا واحنا نمنا فمعلش .
سلوى سألته بتردد وقلق : سيف انت جاي على هنا صح ؟
فهم قلقها : اه جاي ماتقلقيش ، نصر عندك ؟ أنا ورايا مشوار مهم لازم أروحه فهشوف همس ولو كده نصر يجي ياخدها
بلغته انه موجود و بعدها قفل معاها وبص لهمسته اللي نايمة بسلام ، ماكانش هاين عليه يصحيها خصوصا انها صاحية من بدري جدا علشان تختار هدومها ، حياتها كانت بسيطة وسهلة وهو دخل دربكلها كل أمورها ، قد ايه حبيبته رقيقة وبريئة وهو بيعشقها ؟
مشى ايده على خدها بلطف وهمس باسمها فاتحركت و همهمت ، فكرر بابتسامة : همس حبيبتي أنا ورايا مشوار مهم ، تكملي نومك وأبعتلك نصر ولا هتقومي معايا ؟
فتحت عينيها بصتله لوهلة قبل ما تبتسم بين اليقظة والنوم: انت حلم ولا بجد ؟
ابتسم وهو بيداعب خدها : أنا بجد قدامك اهو فوقي كده وكلميني
فتحت عينيها فجأة باستيعاب واتعدلت بسرعة : أنا فين ؟ الوقت ايه ؟
مسك دراعها يهديها: اهدي انتِ معايا ونمتي يادوب ساعة احنا العصر لسه .
نامت تاني بارتياح وبصتله بخمول: في ايه طيب ؟ خليني نايمة شوية كمان .
رد بتعاطف: طيب ورايا مشوار هروح أعمله وأجيلك أو أبعتلك نصر ايه رأيك ؟
اتعدلت تاني وشدت الغطا عليها وسألته بتوتر : انت عايز تسيبني هنا لوحدي ؟
بصلها باستغراب وكرر : لوحدك ازاي ؟ هو انتِ متخيلة اني على طول هفضل معاكي ولا ايه بالظبط ؟ اه هسيبك لوحدك
كشرت من رده وبررت: بس أنا مش متعودة لسه على المكان فأيوة مش متخيلة تسيبني لوحدي
قام من جنبها وقال بتفهم : طيب قومي اجهزي عقبال ما آخد شاور سريع وبعدها أوصلك على الفيلا كملي نومك براحتك .
وقفته بسرعة : استنى هنا انت وراك ايه مستعجل عليه ؟ ما اليوم خلص خليك معايا ونروح نتغدى
رجعلها باس خدها ووضح: أكيد لو مش مضطر أسيبك مش هسيبك ، ورايا مشوار مهم أنا حكيتلك عن المصنع والدربكة اللي فيه ولازم أشوفله حل ، أخلص المشوار ده ولو لسه ما أكلتيش هاخدك نتغدى برا اتفقنا ؟ المهم قرري هتروحي معايا ولا أجيلك بعد ما أخلص ولا أبعتلك نصر ؟ اختاري وبسرعة
فكرت شوية بعدها بصتله : هستناك هنا
هز راسه بموافقة ودخل أخد شاور سريع وسابها ونزل على الشركة كان مروان في انتظاره ومعاه سبيدو والاتنين بصوا لساعتهم وسبيدو كان أول واحد يتكلم بتهكم : قلت أجيلك ٥ تيجيلي انت ونص وخمسة ؟ من امتى مواعيدك مضروبة ؟
مروان رد بمزاح: من يوم ما اتجوز أنا عايز أقولك انه ما دخلش الشركة من الصبح وكل مواعيده لغاها ، كنت فين يا راجل انت وسايبني مطحون أغطي عليك هنا وهنا ؟
بصلهم الاتنين ببرود : خلصتوا تريقة وهزار ولا لسه ؟
مروان بجدية : كنت فين صحيح ؟ بعد المصنع اختفيت
سيف باختصار: قابلت كريم ومؤمن
سبيدو بتذكر : اه شوفت الصور اللي انتشرت لصاحبك ؟ مين نشرهاله وليه سايبها ؟ يعني يمسح للخلق ويسيب الصور لنفسه ؟
سيف وضح : مش حابب يمسحها المهم …
مروان قاطعه : قبل المهم مؤمن اتصل بيك أصلا كان عايزك لانك مش بترد على موبايلك فانت سيبتهم وروحت فين ؟
سيف بملل: يا ربي منكم ، جبت همس من الكلية ها عندكم أسئلة تانية ؟ ده ايه الرخامة دي ؟
سبيدو بمزاح : ناس ليها همس وناس ليها – بص لمروان وكمل بسخرية- وناس ليها مروان
مروان بصله باستفزاز : مروان هيسيبك وبكرا هيتجوز وتفضل انت زي القرد لوحدك
سبيدو بغيظ : ايه الخيانة دي ؟ ما تخلي همس تشوفلي عروسة يا سيف يعني وقعت أنا من قعر القفة؟
سيف بصله لوهلة قبل ما يرد بمكر: عندها واحدة صاحبتها اسمها خلود هي اينعم محتاجة ضبط إعدادات بس تنفع
سبيدو بتفكير : أنا الاسم ده عدى عليا قبل كده ؟ هي دي من الإخوة الأعـــداء ؟ ولا بيتهيألي ؟
مروان بتوضيح : دي كانت انتيمتهم التالتة بس مرة واحدة قلبت عليهم وراحت سلمتهم تسليم أهالي لرئيس القسم وكانت هتتسبب في رفـــدهم الاتنين
سبيدو بص لسيف بذهول قبل ما يقول بتهكم : ماكنتش أعرف انك بتحبني أوي كده
سيف ضحك بعدها قال بجدية: نتكلم في المهم اقعدوا
قعدوا وسبيدو قال: قول يا سيدي ايه المهم ؟
الباب خبط وسيف رد فأخته دخلت : سيف أ..
قطعت كلامها أول ما شافت انه مش لوحده وقالت باختصار- هجيلك وقت تاني
سيف بهدوء: في ايه يا آية خير ؟ مفيش حد غريب اتكلمي
سبيدو قلبه بيدق بسرعة وبيتمنى لو ينفع يلتفت ناحيتها يشوفها بس فضل مكانه لان سيف أنظاره عليه
آية أول ما شافت ظهره عرفته واتمنت لو ينفع تدخل وتتكلم أكتر بس سيف مش هيسمحلها ، نفسها لو تفهم إحساسها ده معناه ايه كل ما تشوفه ؟ ليه نبضاتها بتزيد بالشكل ده ؟ ليه التوتر ده ؟ ليه اللخبطة دي كلها ؟
انتبهت على صوت أخوها : آية، بقولك في ايه ؟
جاوبته بتوتـــر حاولت تداريه وتظهر طبيعية: خلصت الملف اللي طلبت مني أدرسه وبعتلك ملاحظاتي كلها على إيميلك
سيف شكرها فانسحبت وقفلت وراها الباب اتنفست بصوت مسموع زي ما يكون مفيش هوا في مكتب أخوها أو اللي فيه أخدوا الهوا كله .
سبيدو حاول يكون طبيعي وما يظهرش إحباطه انها دخلت وخرجت بدون حتى ما يلمحها ولا عينيه يغرقوا في عينيها .
سيف بجدية : سبيدو انت بجد سيبت موضوع السباقات والدارك ويب والليلة دي كلها ؟
سبيدو اتوتـــر ومش عارف سر سؤاله ايه وليه : اه طبعا سيبتها بس ليه ؟
مروان ابتسم لانه شبه فهم دماغ صاحبه ، سيف بوضوح: عايزك معايا هنا .
سبيدو بصله بعدم فهم فوضحله أكتر : انت تمسك المصنع وتديره ، محتاج حد صـــارم ، قيادي ، مش سهل وله في اللف والدوران ويقدر يفهم ويسيطر على اللي حواليه وأهم حاجة أكون بثق فيه وانت بتتوفر فيك الصفات دي كلها ، فينفع انت تكون مدير المصنع ؟ بالليل هتكون في المعرض بتاعك والصبح هتكون في المصنع قلت ايه ؟
سبيدو اتصدم بعرض سيف وماعرفش بالفعل يقول ايه ؟ هل يرفض؟ هو عنده شغله الخاص به، ولا يقبل ويكون قريب من آية ويحسن صورته عندهم كلهم وياخد خطوة جدية لما يظهر انه جاد ؟ الموضوع كان محير تماما .
مروان خبطه على دراعه : يا ابني ايه ؟ ما تنطق
سبيدو بصلهم الاتنين بحيرة واضحة : مش عارف الموضوع بجد مفاجئ ليا ، طيب يا سيف اديني فرصة أقلب الموضوع كده في دماغي وبعدين أنا أفهم ايه في إدارة مصنع ؟
سيف هز دماغه بتفهم : انت بتعرف تسيطر على اللي حواليك وشخصيتك قيادية ، الإدارة هتتعلمها بسيطة ، هسيبك لبكرا فكر ورد عليا بس بجد يا سبيدو أنا محتاجك معايا فحط ده في دماغك وانت بتفكر .
قام يمشي وفكر يعدي عليها يرمي السلام مش أكتر بس تراجع ؛ خليه ياخد قرار الأول ، نزل من الشركة ولبس البرنيطة بتاعته ، راح لعربيته وقف جنبها وبص للشركة وراه بتشتت، أول مرة يحتار بالشكل ده .
آية خارجة من الشركة بعد نهار متعب وخصوصا لان أخوها غايب معظم اليوم ، قربت من عربيتها وفوجئت بحد ساند عليها لابس برنيطة على دماغه ومنزلها على وشه ، بصتله بحذر وفضول فانتبه ورفع وشه فاستغربت : سبيدو ؟ ماعرفتكش من بعيد
اتعدل بسرعة: آية ازيك
وقفت قصاده : الحمدلله ، أخبارك ايه ؟
رد بهدوء : الحمدلله بخير .
سألته بفضول : خير في حاجة ؟ سيف كان عايزك ولا انت اللي جاي ؟
استغرب فضولها وسأل نفسه هل ده مجرد فضول ولا هي حابه تعرف أي أخبار منه وعنه ؟
بصلها كتير قبل ما يرد : سيبك من سيف واللي عايزه ، قوليلي انتِ خير في حاجة ؟
ماكانتش فاهمة قصده ايه أو بيتكلم عن ايه فقالت بحيرة : في حاجة في ايه بتتكلم عن ايه ؟ انت جيت الشركة ودلوقتي واقف هنا فأنا بسألك خير يا سبيدو ؟
بصلها بعمق وماردش عليها وفجأة غير رأيه و اداها ظهره ومشي وهو بيقول بجمود: مفيش بعد إذنك .
قالت بسرعة : استنى هنا – لفت في مواجهته وقفته وسألته – فهمني في ايه ؟ جاي في ايه وماشي كده ليه ؟ فهمني قبل ما تمشي .
بصلها بتردد بس في نفس الوقت حاسس بغــيظ منها ومرة واحدة انفـــجر فيها : انتِ اللي فهميني في ايه ؟ وسارة دي عايزة مني ايه؟
بصتله باستغراب: يعني ايه عايزة منك ايه؟
رد باتهام: أنا اللي بسألك صاحبتك مالها بيا وجابت رقمي منين ولا تكوني انتِ اللي اديتيهولها؟
شهقت بصدمة: انت اتجننت هو أنا أعرف رقمك أصلا علشان أديه لحد؟ وبعدين ليه هعمل كدا ؟
رد بسخرية: والله معرفش اسألي صاحبتك انتِ أدرى بها لتكون فاكرة انها هتقدر توقعني
بصتله بعدم استيعاب: أنا ماليش دعوة بكل اللي بتقوله ده ولا أعرف انها كلمتك أصلا
سابته ومشيت خطوتين بس وقفها بتنبيه: ابعدي عن سارة يا آية نصيحة مني
لفت وشها بعيد عنه وقالت بجمود : ممكن تسيبني في حالي أنا مش عايزة أتأخر أكتر من كده .
اتنهد بضيق وقال بهدوء مفتعل : هقولك كلمتين من راجل لف وشاف بنات كتير
بصتله فكمل بجدية: صاحبتك مش محترمة وعلاقتك بها شبهة ليكي ، اللي سهل عندها تجيب رقم راجل وتكلمه وتترمي قدامه تبقى رخيصة وهتبقى حريصة انها تخلي كل البنات كدا
بصتله بذهول من كلامه وضيق من سارة انها كلمته بس ردت بمكابرة: سارة محترمة هي ممكن تكون عايزة حاجة بس مش أكتر فبلاش تتكلم عنها كدا
بصلها بمغزى: هي فعلا عايزة ، صاحبتك فاكرة اني هضعف قدام دلعها
ردت باندفاع: انت ظالمها على فكرة ، وأكيد قلت لسيف كدا علشان يمنعني أكلمها ومش بعيد تكون قدمتله تقرير عني أنا كمان
الذهول سيطر عليه وردد : أقدمله تقرير ؟ ازاي يعني ؟
بعدت وراحت لعربيتها : أرجوك يا سبيدو
وقف قصادها بينها وبين عربيتها وسألها بتصميم : قصدك ايه بالتقرير ده ؟ أنا مش بقدم لسيف تقارير ومش فاهم بتتكلمي عن ايه ؟
زعقـــت بغيظ: يعني زي ما اتصلت به وقلتله على موضوع العربية هتروح تقوله سارة كلمتك وهو يجي يتخانق معايا أنا
زعـــق بحدة: أنا مش فاهم ايه مشكلتك في اتصالي بسيف ؟ الموضوع بيزنس و
قاطعته بتهكم : بيزنس ؟ طيب البيزنس خلص وأعتقد انك قلت سلمت العربية امبارح فبعد إذنك البيزنس خلص
زقته وبتحاول تركب عربيتها وهو حاول يوقفها : آية مش قصدي المعنى اللي فهمتيه ، آية استني لو سمحتي
ماسابتلهوش فرصة وقفلت باب عربيتها في وشه واتحركت وهي رافضة تسمع حرف زيادة منه .
راقب عربيتها وهي بتبعد واستغبى نفسه لانه مش قصده أبدا ان اللي بينهم بيزنس هو قصده العربية بس لصاحبتها لكن اللي بينهم ؟ بس ايه هو اللي بينهم ؟ اتنهد بضيــق انها حتى ماسابتلهوش فرصة تسمعه .
عبدالله مع أسرته بيفكر في الصور اللي شافها والكلام المكتوب ومتضايق ، سميرة لاحظت شروده فسألته : مالك ؟
رد بضيق: تفتكري أمل هتعمل ايه في الأخبار اللي انتشرت؟
سميرة بعقلانية: أمل فاهمة الوسط بتاع جوزها عامل ازاي وانه كله إشاعات
طه بتفكير: بس كريم مش بيسلم على أي واحدة فازاي سلم عليها؟
سميرة بثقة: أكيد في مبرر، كريم احنا عارفينه كويس وإن شاء الله الموضوع يتحل
عبدالله بهدوء: ربنا يهدي سرهم ، شوية واتصلي ببنتك اطمني عليها وأنا هكلم كريم أفهم منه
أهل كريم وصلوا وهو ومؤمن استقبلوهم وكل واحد شال ابنه ، كريم قرب من أبوه بلوم: أمل ليه ماجتش معاكم ؟
حسن وضح : قالت مفيش مكان وهنتزتق مع بعض ليه ؟ انت ناسي اننا كنا رايحين معاك ودلوقتي رجعنا مع عمتك ؟
كريم بهدوء: كنتم استنيتوا أجي آخر النهار وجينا بكرا
حسن سأله بجدية : اللي اتكتب عنك ده ايه ؟ وليه ؟ ومين عايز يشوشر على حياتك بالشكل ده ؟ في حاجة بينك وبينها ؟
بص لأبوه بحــدة : انت بجد بتسألني السؤال ده ؟
حسن بنزفــزة : ما أنا لازم أسألك السؤال ده لان كلام زي ده مش هيطلع من فراغ يا إما له أساس يا حد قاصده
كريم ابنه عايز ينزل فنزله وتابعه بيجري هو وإيان بعدها بص لأبوه بعجز : معرفش مين ومعرفش ليه أو غرضه ايه .
مؤمن قرب منهم : كريم مش هتروح تستنى أمل في المحطة ؟ زمانها على وصول .
كريم بصله بتأكيد: اه هروح بعد إذنكم .
خرج ومؤمن وراه وقفه برا وقال برجاء: أبوس ايدك بطل غبـــاء واتعامل – فكر لحظة قبل ما يكمل جملته – اتعامل زي ما بتتعامل مع مشاكل اللاب ، لما بتقابلك مشكلة في اللاب بتتعامل بحذر جدا فاعتبر أمل كده واتعامل على الأساس ده .
ماردش وركب عربيته وبعد شوية وصل المحطة ودخل يقعد يستناها .
الأتوبيس وصل فوقف يتابع كل اللي نازل في انتظارها لحد ما نزلت أخيرا وأول ما نزلت بصتله مباشرة وكأن في وصلة بينهم بتعرفهم مكان بعض أو بتربطهم ، عيونهم متعلقة ببعض وفي حوار خفي بينهم .
كريم اتحرك من مكانه وراح عندها بابتسامة: حمدلله على سلامتك
ابتسمت باقتــضاب : الله يسلمك ، الجماعة وصلوا بخير ؟
طمنها عليهم بعدها سألها باهتمام: ليه ركبتي أتوبيس ؟
حاولت ترد بشكل طبيعي : عربية فيها طه ومراته وبابا وماما وعربية عمتك ركب معاهم باباك ونونا فقلت خلاص أركب الباص – كملت بنبرة حاولت تكون مرحة لكن فشلت – حنيت لأيام الجامعة والسفر .
كرر بإصرار: أمل بقولك ليه ركبتي الباص ؟
بصت لعينيه وصـــرخت جواها ( ليه حطيت ايدك في ايدها ؟)
كريم مستنيها ترد بس حاسس باللي جواها واللي مستنيها تقوله أو تعاتبه .
هـــربت من عينيه وبصت حواليها : يلا من هنا ، حاسه ان الأنظار علينا .
مسك ايدها يخرجوا برا ، ايده ضمت ايدها وخارج وهي وراه ، أمل بصت لايديهم وبصتله وحاسة بكلام كتير جواها مش عارفة ترتبه ولا عارفة تصيغه بس اللي عارفاه ان قلبها موجوع لكن مش قادرة تحط ايدها على موطن وجعها ، ايده اللي حاضنة ايدها وبيضغط عليها بالشكل ده حسستها شوية بالأمان انه معاها وليها وجنبها ولآخر العمر هو ليها .
فوجئت انه بيفتح باب عربيته واستغربت امتى خرجت برا المحطة وامتى وصلت لحد هنا؟! بصتله فابتسم بحنان: اركبي يلا .
ساعدها تقعد مكانها وقفل الباب وقعد مكانه واتحرك في صمت، ماكانش عارف يقول ايه ولا يروح فين ولا عارف حتى يفكر ، كل حاجة مشوشة .
افتكر نصيحة مؤمن وابتسم ، هيتعامل زي ما بيتعامل مع مشاكل اللاب والبرمجة .
اقترح : تعالي نتغدى برا، أنا
قاطعته بهدوء : كريم أرجوك أنا تعبانة ومحتاجة أرتاح ممكن نروح البيت ؟ أرجوك
قبل ما يرد تراجع ؛ وفكر ؛ هو مش بيهـــ.اجم اللاب بالعكس بيجرب حل ورا حل لحد ما يلاقي الحل الصح ، بيتعامل بحذر أول حل فشـــل يجرب غيره .
بصلها : طيب تمام ناكل أي حاجة في البيت ، هروحك ترتاحي حاضر .
الصمت بينهم مزعج ، قطعه بتردد: أمل شوفتي ….
قاطعته بسرعة : بلاش نتكلم ، علشان خاطري بلاش خلينا نروح ونرتاح وبعدها ربنا يسهل .
كريم اتنفس برتم معين علشان يفضل هادي ، حل تاني فشـــل هيفضل هادي وهيفكر في غيره .
أمل استغربت كريم اللي دايما ردود أفعاله عصبية وصعبة لكن المرة دي هادي ، ليه هادي ؟ هل إحساس بالذنب ؟ خــــوف ؟ احترام ؟ ايه يا ترى اللي مخليه هادي كده ؟
المهم ان طالما هو هادي فهي هتعمل زيه وهتتكلم بهدوء وبدل ما كل مرة بتاخد قرار غـــبي وبعدها تندم فالمرة دي مش هتاخد قرار ، هتستنى تشوف ايه اللي هيتم .
وصلوا البيت كان الغدا جاهز والكل قعد في جو شبه صامت كل واحد غرقان في أفكاره الخاصة .
خلص الغدا وشربوا القهوة وقعدوا كلهم يتكلموا ، أمل اعتذرت منهم تطلع ترتاح وأمها وقفت : خديني معاكي يا أمل قوليلي أرتاح فين يا بنتي
أمل أخدت مامتها للأوضة اللي هترتاح فيها وقبل ما تخرج أمها مسكت دراعها: مالك قالبة وشك ليه ومش بتكلمي جوزك ومش على طبيعتك ؟
أمل حاولت تظهر طبيعية : مفيش يا ماما بيتهيألك .
أمها ضغـــطت على دراعها : أمل حبيبتي اسمعيني ، أنا شوفت اللي اتكتب عن جوزك على النت وشوفت صور البنت دي .
أمل بصت للأرض و مش مستعدة تتكلم مع أمها اللي لاحظت ده فقالت بتفهم : أنا مش هتدخل في حاجة بس كل اللي هقولهولك ان في ألف واحدة تتمنى تكون هنا مكانك وبيحاولوا فعلا يقربوا من جوزك بس جوزك الله يحميه ويحرسه بيحبك وأخلاقه عالية يبقى أي مهاترات ما نقفش عليها ، نعدي يا أمل
ردت بضيـــق : يعني ايه ؟ وبعدين انتِ شوفتيني عملت ايه يعني ؟ أنا ما فتحتش بوقي بحرف
سميرة بنرفـــزة : صمتك بيقول كتير يا أمل ، قلبة وشك بتقول كتير ، الواحد ساعات مش بيحتاج للكلام علشان يوصل إحساسه لشريك حياته ، ثقي تماما ان إحساسك واصل لجوزك ومش محتاجة تتكلمي ، حافظي على بيتك وجوزك يا أمل مش هقول تاني .
سابتها وراحت أوضتها ، غيرت هدومها واتوضت وصلت وفضلت قاعدة مكانها تدعي ربنا يلهمها دايما للصح واللي فيه الخير ليها ولبيتها .
كريم فضل معاهم عايز يروحلها بس حماه وأخو مراته قاعدين ومحروج يسيبهم ، طه لاحظ توتره وعارف انه عايز يطلع لمراته فبص لكريم : بقولك يا كريم حور نامت على دراع مامتها خلينا نطلع نرتاح شوية ، الكل أعتقد محتاج يرتاح بعد السفر ده .
كريم وقف : تعال هطلع معاك لأوضتك .
طه أخد مراته وبنته وطلع مع كريم وكمان عبدالله طلع معاهم عند مراته .
كريم أخيرا قدر يدخل أوضته كانت أمل لسه مكانها على سجادة الصلاة ، أول ما دخل قامت من مكانها تقلع الإسدال وهو بيراقبها بصمت .
قعدت على السرير وهو دخل غير هدومه وخرجلها قعد قصادها وقال بهدوء : هتكلميني امتى ؟
بالرغم من ان جواها كتير بس قالت بإيجاز: أنا بكلمك
قرب أكتر مسك ايديها الاتنين وسألها بتردد : مش هنتكلم عن اللي انتشر النهارده ومغرق السوشيال ميديا ؟
جاوبت سؤاله بسؤال : هو احنا محتاجين نتكلم عنه يا كريم ؟ أو هنتكلم عن ايه بالظبط ؟
ماعرفش يجاوب سؤالها لانه لو قال اه فده معناه ان في حاجة محسساه بالذنب ولو قال لا فممكن يتفهم انه بيتجاهل مشاعرها وإحساسها
حاول يرد بحيادية: كنت فاكر اننا مش محتاجين نتكلم لحد ما لقيت مراتي جاية في أتوبيس مش مع أهلها بحجة ان مفيش مكان .
أمل جت تبعد بس ضغـــط على ايديها : ما تهربيش
بصتله بنرفــــزة وشدت ايديها بعنـــف و وقفت : مش بهــــرب وبطل تتهـــــمني بالهــــروب
وقف زيها وقال بجدية : هبطل أتهمك لما يكون رد فعلك الأولاني هو انك تتكلمي معايا ، اتكلمي معايا يا أمل ، مش شرط يكون الهـــــروب بانك تسيبيني أو تسيبي البيت أو تبعدي ، الهــــروب ممكن يكون بانك تاخدي باص لوحدك تحاولي ترتبي فيه أفكارك لوحدك أو حتى ممكن يكون بمجرد الصمت أو انك تبعدي وشك بعيد عني ده بالنسبالي هـــــروب .
وقفت قصاده وواجهت عينيه بعينيها بتحدي : اديني قدامك وعينيا في عينيك ومش هسكت حاضر عايز تتكلم نتكلم يا كريم اتفضل قول اللي عندك .
رد بعصـــبية طفيفة: أنا مش مرتب ولا محضر كلام أقوله علشان تقوليلي اتفضل زي ما يكون عندي مقالة ولا محاضرة هقولها .
هزت دماغها وقالت بتفكير : طيب تمام مش محضر كلام ، طيب انت بتقول اتكلم اتفضل اتكلم وأنا هرد علشان ما أبقاش بهــــــرب بصمتي ، اتفضل .
أخد نفس طويل لان الكلام بالشكل ده غير مبشر أبدا: ليه شبهتيني بالزوج الخاين اللي عامل عملة وبيداريها بسهرتنا ؟ ايه اللي عملته ادالك الانطباع ده ؟
استغربت سؤاله : ده اللي عايز تتكلم فيه ؟
أكد : أيوة ده اللي عايز أتكلم فيه ، من البداية خالص ليه التشبيه ده ؟ ليه الإحساس ده ؟
أمل لفت وشها بعيد فشدها بتصميم: عينك تفضل في عيني ما تبعديش ، هنتكلم وعيوننا في عيون بعض يا أمل
بصتله باستغراب من أسلوبه وكلامه فردت بسؤال : ليه وافقت تحضر ندوة ناريمان ؟
زعــــق بنفاد صبر : يا ربي منك يا أمل مش هنلف وندور على ندوة ناريمان ، ومش هنفضل نجاوب كل سؤال بسؤال لان أقدر أقولك ليه لا؟ ليه أرفض أتكلم في ندوة عن مجالي اللي بعشقه ؟ ليه أقول لا؟ لمجرد انها بنت ؟ هل احنا بالسطحية دي ولا عدم الثقة وصلت بينا لكده ؟
أمل بررت : الشخصية دي لا ، دي مش أي ندوة وبعدين انت مش مقطع الدنيا ندوات يعني
كريم بعقلانية: طيب نتكلم بالعقل ، شخصية معروفة زي ناريمان ليها وضعها ومكانتها عاملة سنتر أو صرح ضخم له وضعه وله اسمه وهتخصصه لأهم حاجتين في العصر بتاعنا اللغه والبرمجة وجت طلبت مني أشارك بمجالي وخبرتي وفوق كل ده انها عاملة للطلبة تخفيض مهول كمساعدة للشباب ازاي وبأي عقل تخيلتي اني ممكن أرفض أشارك في حاجة زي دي ؟ أنا أساسا لو عندي وقت كنت شاركتها بالفعل ماديا و علميا بس ماعنديش وقت وساعتها فكرت فيكي انتِ وفي حلمك انك تكوني معيدة ودي فرصة جت لحد عندي فرشحتك بدون تفكير .
أمل بتهكم : انت شايف كده ؟ اني أروح أدرّس عند ناري الغندور دي فرصة ؟
كريم نفخ بضيـــق ونفاد صبر وحاول على قد ما يقدر يفضل متفهم : السنتر ده فيه أساتذة كبار في كل المجالات وفيه شركا كتير ، أمل من امتى أفقك ضيق بالشكل ده؟ ان وسط كل ده ما شوفتيش غير واحدة ؟
أمل بعدت عنه لانها بالفعل غيرتها مسيطرة عليها ده مش هتقدر تنكره فقالت بغضب : طيب أفقي مش ضيق وهوسعه ، روحت حضرت واتكلمت وتاني يوم السوشيال ميديا كلهم بتتكلم عن قصة عشق جديدة لجوزي المفروض أوسع أفقي ازاي معلش ؟ يعني المفروض أعمل ايه انت قولي لاني بصراحة الوضع ده لأول مرة أتحط فيه
قرب منها ورد بلوم: تثقي في جوزك وحبيبك وأبو ابنك ، تثقي فيا لما أقولك ان مفيش أي حاجة بيني وبين ناريمان وما شوفتهاش من ساعة الموبايل غير لما جتلي تطلب مني أشارك .
أمل بصتله بحـــدة وغيــــظ ومسكته من هدومه : انت متخيل اني شاكة فيك يا كريم ؟ أو شاكة ان في حاجة بينك وبينها ؟
كريم بصلها وحاسس انه مابقاش فاهم حاجة فسألها بحيرة واضحة : امال رد الفعل ده ايه يا أمل ؟ اتهــامك ليا بالزوج اللي عامل عملة ده ايه ؟ حوارنا ونقاشنا وبنلف وندور حوالين بعض ده ايه يا أمل ؟ ماهي درجات كل واحدة بتسلم لواحدة ، أنا حاليا مابقيتش فاهم احنا بنتكلم في ايه وليه ؟
أمل بصت للأرض وباعتراف بخفوت : تشبيهي ليك امبارح الصبح كان من باب الغيرة مش أكتر ، مجرد غيــــظ وغيرة وبعترف بغبــــائي
قرب منها رفع وشها وردت بخفوت زيها: طيب حلو أوي كده ، ايه بقى اللي مضايقك دلوقتي ؟
عينيها اتعلقوا بعينيه وأحاسيس كتيرة جواها ملخبطاها فهمس برجاء : ايه اللي مزعلك وباعدك عن حضني فهميني علشان أتنفس في حضنك يا أمل
كلامه هزها وأنفاسها اضطربت من قربه وهمسه، حاولت تهرب بعينيها بس ماسمحلهاش فردت بصدق : صورة واحدة بس اللي ضايقتني من كل اللي اتكتب واتقال
سألها بهمس : أنهي صورة ؟ لان معظمهم متركبين وأكيد انتِ عارفة وفاهمة ده
نظراتهم اتعلقت ببعض وهو مستنيها تكمل فعاتبته : اللي ايدك في ايدها ، اديتها اللي كانت عايزاه من أول يوم دخلت فيه مكتبك ، حطيت ايدك في ايدها ليه ؟
كان عارف كويس جدا ان ده اللي هي هتتكلم فيه فرد بصدق : هي سلمت على سيف والصحافة بتصورها وبعدها مدت ايدها ليا ، رفضت ….
حكى الموقف اللي حصل كله وهي بتسمعه بغضب مشتغل من ناريمان
بعد ماخلص كمل : هي حطتني قدام الأمر الواقع وأحرجتني بالفعل واترجتني في لحظتها ما أحرجهاش وسط عالمها و وسط اصحابها والافتتاح بتاعها بس برضه رفضت وكنت مصمم لحد مالقيتها بتعمل زي ماقلتلك ، آسف يا أمل بجد بس والله ما مديت ايدي
كان صادق وهي حست بده بس رفضت تعترف وكابرت فقالت بتهكم : وهل لما الصورة اتاخدت ده منع القصص والحوارات يا كريم ؟ ولا برضه القصص والحوارات اتحبكت ؟
مسك ايديها الاتنين: ماكنتش أعرف ان القصص والحوارات بالفعل محبوكة يا أمل ومن بدري ومن قبل الندوة .
بصتله بحيرة : قصدك ايه ؟
فهمها بهدوء : قصدي ان كاميرات تتحط في مكتبي يصوروني معاكي ، مشاريع تتفشكل واتفاقات تبوظ ، صور تتحط وقصص تتحبك ، في حد بيخــــرب حياتي عمدا يا أمل ، معرفش هل ناريمان شريكة في ده ولا الموضوع مجرد صدفة وحد بيراقبني واستغل ده ، أمل بجد أنا مش فاهم أي حاجة بس اللي فاهمه اني حاليا مش حمل صـــراع معاكي انتِ، محتاجك جنبي تدعميني وتقفي معايا لحد ما أعرف مين اللي عايز يدمـــر حياتي وليه ، اللي حصل ده مالهوش أي تأثير نهائي غير عليا أنا وانتِ ، المقصود به انه يعمل دربكة بيني وبينك ، الكلام مجرد تكهنات وفرقعة إعلامية مالهاش تلاتين لازمة والصور كلها عادية ليا ولسيف ولكل المشتركين لكن المقصود كان ان انتِ تتضايقي ، ليه معرفش ؟ مين معرفش ؟ عندي مليون سؤال مالهمش إجابات ومحتاجك معايا خطوة بخطوة لاني حاسس ان دي مجرد البداية يا أمل واللي جاي هيكون أصعب بمراحل من مجرد الصور دي أو الكلام الأهبل اللي اتكتب ، اقفي جنبي ومعايا
– بصلها برجاء وكمل – ينفع تكوني شريكة حيرتي ومشاكلي زي ما انتِ شريكة حياتي ؟
حطت ايديها على صدره وهي حاسة بمدى صدقه وقالت بثقة: أنا سلمت حياتي كلها وبقيت شريكة حياتك بكل ما فيها فازاي بتسألني أكون شريكة تاني ؟ ما أنا بالفعل شريكتك يا كريم ، أنا اوريدي شريكتك يا حبيبي .
فرح بكلامها وأخدها في حضنه بلهفة و واطمئنان وابتسم انه سمع لنصايح اصحابه انه ياخد الأمور بهدوء واحتواء ويتكلم معاها ويحطوا مع بعض النقط على الحروف لحد ما يفهموا مشكلتهم ويلاقوا حل صح .
أمل فضلت في حضنه وفضلوا يتصالحوا ويتعاتبوا ، غمضت عينيها تنام من تعب الليلة اللي فاتت واللي قبلها والسفر بس قبل ما تروح في النوم موبايل كريم رن ، تجاهله أول مرة بس رن تاني فاتعدلت : رد شوف مين ليكون حد عايز حاجة مهمة .
مد ايده أخد موبايله والاتنين اتصدموا باسم ناريمان ، كريم لسه هيحط الموبايل على الكومود و يتجاهل اتصالها علشان خاطر أمل بس مسكت ايده بإصرار: رد عليها شوفها عايزة ايه ؟
رفض بهدوء : مالهوش لزوم و
قاطعته بقوة : رد عليها يا كريم مش هتهـــرب منها
بصلها باستغراب : أنا مش بهـــــرب
نظراتها بتسأله امال ده ايه لو مش هـــروب؟ اتنهد قبل ما يفتح المكالمة ويفتح الاسبيكر علشان أمل ورد على مضض : افندم
ناريمان استغربت النبرة اللي رد بها بس تجاهلتها : انت شوفت النت واللي مكتوب فيه ؟
رد بهدوء تام : مكتوب ايه فيه ؟
ناريمان اتنرفـــزت : باشمهندس كريم لو سمحت يعني حتى لو ما شوفتش أكيد اللي حواليك شافوا
كريم بنفس هدوئه : وبعدين ؟
ناريمان مافهمتش هو بيتكلم بالشكل ده والبرود ده ازاي وليه : وبعدين ايه ؟ تخيلت انك هتمسحه من الصبح ، ليه ما مسحتهوش ؟ ليه سايب الموضوع يكبر والناس ترغي فيه ؟ أنا مش عارفة بصراحة أفسر ده بايه ؟ سبق وحذفت تليفوني كله علشان صورة أخدتها ودلوقتي السوشيال ميديا مقلوبة وانت بتتكلم بالهدوء والبرود ده ؟
جاوبها بهدوء وأمل في حضنه بتسمعه باهتمام : قبل كده كانت صورة لمراتي في حضني وأنا ما أحبش ان حد يصورني وينشر صورة لمراتي لكن دلوقتي ده – سكت يحاول يلاقي الكلمة المناسبة أو يوصلها انه مش مهتم ومش فارق معاه فكمل ببرود – ده فرقعة صحف صفرا وكلام لا بيودي ولا يجيب ومفيش حد أهبل ممكن يصدقه أو يفكر ان في علاقة بيني وبينك ، فهمسح ليه ؟ الموضوع مش مهم
ناريمان اتنرفـــزت أكتر : دي صوري ودي سمعتي وتقولي مش مهم ؟
كريم اتعدل و زعــــق : وده كان احتفالك ودول الصحفيين اللي انتِ عزميتهم بنفسك واخترتيهم يغطوا الافتتاح ، دول اختيارك كلهم يا أستاذة وبصراحة مش داخل دماغي انهم يطلعوا يتكلموا عليكي بالشكل ده ، الناس دي حد زاققها تتكلم كده وبما ان الموضوع مش تبعي وما يخصنيش ومش من اختياري فهنا الكرة في ملعبك والمفروض أنا اللي أسألك ليه الناس دي كتبت بالشكل ده وأخدوا الانطباع ده منين ؟ وفوق كل ده ليه مديتي ايدك وانتِ عارفة كويس اني هحرجك ؟ وشديتي ايدي غصب كمان فليه كل ده ولا من جواكي عارفة ان ده ممكن ولو بنسبة بسيطة يضايق حد تاني ؟ واعتمدتي اني هخـــاف وأتوتر وأمسح كل حاجة وبالتالي سمعتك محفوظة ؟
ناريمان بغضب : لتاني مرة غرورك بيعميك يا كريم يا مرشدي وسمعتي محفوظة غصــــب عن أنف الكل
رد ببرود : طيب خلاص يبقى متضايقة ليه ؟
حاولت تتكلم بهدوء زيه : مابحبش حد يجيب في سيرتي بس زي ما انت قلت مش هندي الموضوع أكبر من حجمه ، المهم أعتقد دلوقتي انت هتنسحب من السنتر ومش هتبعت حد من عندك صح ؟ هتفهم ده و
اتصدمت بأمل اللي قاطعتها وقالت بثقة : اعذريني يا أستاذة لو بتدخل بس ليه افترضتي اننا هننسحب ؟ الموضوع زي ما كريم قالك مالهوش أهمية فبالتالي مش هيغير من اتفاقنا ، شوفي هتبدئي امتى وبلغيني وهبدأ على طول وبانتظام .
كريم صعـــــق من كلام أمل بس ابتسم وعرف ان كيدهن عظيم فعلا ، أمل مش بتتقبل الهزيمة أبدا .
ناريمان حاولت تداري حقدها وهي بترد بتساؤل: انتِ هتكملي ؟ متأكدة ؟
أمل بكبرياء : طبعا أنا تلميذة كريم المرشدي ومش متعودة أنسحب من حاجة بدأت فيها ، بلغيني وقت ما تبدئي ، يلا نسيبك في رعاية الله ، السلام عليكم
قفلت قبل ما تستنى منها رد وبصت بتساؤل لكريم اللي باصصلها بابتسامة: بتبصلي كده ليه ؟
ابتسم بحب : لا بس فاجئتيني يا أمل عبدالله فاجئتيني يا حتة من قلبي لا حتة ايه ده انتِ قلبي كله ودقاته.
ابتسمت ورجعت لحضنه من تاني بدون ما تعلق بس من جواها إصرار انها مش هتسمح لحد يخــــرب بيتها أو حياتها أو استقرارها .
ناريمان قفلت المكالمة ورمت الموبايل من ايدها بغيــــظ ، أمل مدتلها لسانها هي وكريم لتاني مرة ، انتبهت جنبها على صوته : أفهم من نرفــــزتك ان الفرقعة دي ولا أثرت فيه ؟
بصتله بغضــــب : ولا هزته ، مراته بتطلع لسانها ليا وبتقولي أبدأ امتى ؟ تخيل يا بابا ؟
وقف جنبها وقرب منها بهدوء : اهدي اللي جاي واللي بنحضرله مش هيعرف يعدي منه وصدقيني هتطلعيله لسانك هو ومراته ومش بس كده ده انتِ هتشاركيها كل حاجة ونبقى نشوف ساعتها الثقة دي هتروح فين ؟
ابتسمت من تفكيره وقعدت على مكتبها تحلم بالخطوات الجاية ومستنية بفارغ الصبر تضــــرب ضربتها وتجيب كريم المرشدي تحت رجليها هو ومراته .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *