رواية نفق الجحيم الفصل السادس والعشرون 26 بقلم ريناد يوسف
رواية نفق الجحيم الفصل السادس والعشرون 26 بقلم ريناد يوسف
رواية نفق الجحيم البارت السادس والعشرون
رواية نفق الجحيم الجزء السادس والعشرون

رواية نفق الجحيم الحلقة السادسة والعشرون
خلص همام ليلته وشغله في التخديم عالناس بالبوظه والشيشه، وآخر الليل كالعاده فضل هو والسيد يشربوا البوظه الباقيه فقعر البرميل ويسكروا بالحشيش اللي مقلبينه من الناس، وبعد ماخلصوا، وتقريباً الكلام ديه كان قرب الفجر، نام السيد كيف القتيل واتكفى على بوزه، أما همام ففضل النوم مجافيه وهو عيفكر فاللي نفسه هفاه عليه من أول العشيه، وعمال يقلب في دماغه الموضع، ومع السكر الفكره شعشعت فنافوخه وعزم على تنفيذها لو هيوحصول ايه، وبناء عليه رسم خطته فإنه هيتربص بأول مره تروح تعبي ميه لحالها عالصبح البدري ويعمل اللي ناوي عليه في السريع.. وبالفعل طلع بعد مااتلتم ودارى وشه زين وطمس هويته، وراع قعد فزاوية الطريق اللي عيودي عالمجرى اللي عتملى منيها الحريم ميه كيف الديب اللي متربص بصيدته.
وبعد آذان الفجر والإقامه بشويه، شاف مبتغاه وهي جايه من بعيد فغبشة الصبح البدري، ولحسن حظه كانت هي نفس البت اللي عيشوفها معديه من قدام الغرزه كل يوم المغربيه!وفسر ديه على إنه من حسن حظه.
قام على حيله وإتلفت شمال ويمين وعدل اللثام على خاشمه ودارى بيه وشه زين مبينش غير عنيه، ولما ملقاش حد في الطريق هجم على البت كيف أسد مسعور، وعلى اثر هجمته العلاوة وقعت من فوق راسها اتكسرت، وقبل ماتصرخ كانت يد همام ملجمه خشمها وكاتمه صرختها، ومره وحده وبحيله كله كان جايبها الأرض ورامي عليها حمل جسمه كله مثبتها، لكن الصبيه عرفت تحرر يد من قيودة وبدون تفكير ضربته على عينه خلته إتألم، وقبل مايفوق من الضربه كانت ضرباه ضربه تانيه فنفس المكان، وداست على يده المكتفه خشمها بأيدها خلت لحمها جه بين سنانها وإتملكت فيها زين وعضته عضه فيده خلت روحه شاغت وشال يده قوام من فوق خشمها، وهو عيمل إكده واتحرر خشمها وطلع حسها يلعلع بالصراخ:
بووووه، الحقوني ياخاااالق، غيتوني يانااااس، غيتوني ياخللللق.
وهمام سمع صراخها وإتلبش من الخوف، لأن الناس أكيد سمعتها وفلحظه هيلاقي روحه متحاوط باللي هيطحنوا عضمه طحن لو اتلايموا عليه، وبدون تفكير قام من فوق البنيه منتور عشان يهروب، لكن البت مسكت فخلجاته ومرضتش تسيبهم وهي لساها عتصرخ، وهمام عيحاول يتخلص منها بكل قوته الخايره من السكر، لكنها كانت عامله كيف نمره عتدافع عن حياتها وجبدته ناحيتها تاني وقعته عالأرض ومسكت حجر كان جارها وضربته بيه على راسه بكل حيلها خلته نزف في الحال، وماأكتفتش بضربه وحده، دي تنتها تاني وتالت، ومع فتح غَلق أول باب من بيوت أهل البلد وسمع صرير الباب عيتفتح، همام إتنفض والحيل دب فيه تاني وقدر يتخلص من مخالب البت، وجرى مبعد عنها وعن الناس اللي إبتدت تطلع من بيوتها تشوف خبر إيه، لأنه خابر إنه لو إتمسك منهم مهيهملوهوش من اديهم غير وهو منتهي خالص.
عاود للغرزه يجري وقوام لم خلجاته وهو عيقول لسيد:
سيد.. ياد ياسيد قوم، قوم اني ماشي أهل البلد جايين ورايا، سيد قوم الناس هيموتونا.. وبعد ماخلص لم خلجاته راح علي سيد يهزه عشان يصحيه، لكن سيد من السكر كان مكفي كيف القتيل، فهمام ملقاش قدامه بُد غير إنه يسيبه وينفد هو بجلده العمر مش رِبه،
وبالفعل طلع في الشوارع يجري قاصد محطة القطر وهو غرقان فدمه ومن شدة الموقف محاسسش بجرحه، ووصل المحطه أخيراً بعد مسافه من الجرى وقعد على الرصيف ينهج، ولما شاف الناس القاعده عالمحطه مستنيه القطر عتتطلع فيه، قام خدله ساتر من عيونهم وقعد بعيد عنهم، وفضل يدعى إن القطر ياجي قوام.
أما حدا السيد
قام من نومته مهبوش وهو عيوقع عالأرض بجبده شديده من يد عفيه، وفتح عنيه لقى روحه وسط حلقة حاوي من الناس وكل واحد ماسك فيده شومه، وقبل ماينطوق من الفزع ويقول فيه إيه لقي الناس نازلين عليه بالشوم، ومن وسط الضرب سمع حد عيسأله صاحبه وين، فعرف إن همام عيمل مصيبه وهرب وهو اللي لبسها، وبرغم كل الضرب اللي كان عيتلقاها، إلا إنه كان ميت من الرعب من فكرة إن همام همله لحاله، وعيسأل روحه هو هيعمل أيه دلوك؟
وبعد مالناس إدته الطريحه التمام، وفتشوا الغرزه كلها ملقوش همام، طردوه شر طرده من الغرزه ومن البلد كلها، ونبهوا عليه لو شافوه هو ولا صاحبه في النواحي كلها هيخلصوا عليهم.
طلع من الغرزه قوام وهو مضروب ودمه سايح وبالعافيه عيمشي، وحتي من غير ماياخد جلابيه وحده من خلجاته غير اللي عليه، وبعد تفكير هيروح وين وياجي منين، قرر إنه هيعاود لبلدهم واللي يجراله يجراله، وبناء عليه راح على محطة القطر عشان يركبه ويعاود بيه.
لكن اللي حوصول غير كل مخططاته، لما وصل المحطه أخيراً وقعد على رصيفها، وفضل يتلفت يمين وشمال علي الكام واحد القاعدين عالمحطه وكلهم عيونهم عليه، ومع ظهور القطر من بعيد اللي رايح على بحري، بص عالرصيف المعاكس وإتفاجأ بهمام عيظهر من بين الناس، فأنتفض بفرحه ووقف وفضل ينادي عليه ويشاورله لغاية ماهمام إنتبهله، ومع وصول القطر ووقوفه مابينهم غاب همام عن نظر السيد، لكنه عرف إنه هيركب القطر ديه من وقوفه لحظة وصول القطر، وبناءً عليه فط السيد من على الرصيف وراح عالقطر وحاول يركبه من الناحيه التانيه، وهو يادوبك ركب سلمه حديد ولقي يد ممدوداله بص لقاها همام، فأبتسم بفرحه ومد يده ومسك فيد همام وتبت فيها كيف عيل كان تايه من أبوه ولقاه، وإتحرك بيهم القطر عالمجهول.
السيد وهو قاعد جار همام ينهج من التعب سأله:
عيملت إيه ياقزين خلى الناس عيملت فيا إكده، وقبل مني سيحوا دمك؟ وغير ديه كيف تهملني وتهروب بروحك ياواطي ياهلس؟!
همام سند دماغه لورا وإبتسم وهو عيفتكر اللي جرا ورد علي السيد وهو هيمان:
حاولت أصيد غزاله ياسيد وأكلها لحالي، بس بت الكلب طلت ديبه وعلمت عليا ومقدرتش عليها، آخ بس لولا السطله اللي كنت فيها كانت هاده حيلي كان زماني فارمها كيف عجينة الطعميه وواخد منيها اللي يريحني ويهدي نارى القايده، بس يلا خيرها فغيرها.
وعدل دماغه وبص للسيد اللي كان عيسمعع وهو فاتح خاشمه من الصدمه والمفاجأه وكمل:
بس تعرف ياد ياسيد؛ البت داي خيشت فنافوخي قوى بعد اللي عيملته ديه، ولو كنت أقدر كنت قعدت متربص بيها لغاية ماكسرتها وخدتها بالغصب وكسرت شوكة ضهرها القويه.. بس يلا مليش نصيب عاد.
رد عليه السيد بتفاجؤ:
روح ياشيخ ربنا يقندل عيشتك فوق مامتقندله ومقندل عيشتي معاك، يعني ياهمام متوبتش من أول نوبه اللي هجولتنا من بيوتنا وأهلنا ورايح تعملها نوبه تانيه!
همام رجع بص بعيد عن السيد وبص تحديداً من شباك القطر وهو عيرد عليه:
ومالها الهجوله ماادينا ماشيين فدنية ربنا نشوفوا بلاد غير البلاد ونشوفوا وشوش غير الوشوش، ونشوفوا عيشه غير العيشه.
السيد بزعل: إيوه وإنت تعمل العمله واني اللي اتحاسب عليها.
همام: صحيتك عشان تهروب معاي وإنت كنت مكفي على عينك اعملك ايه، استني لحدت مايموتوني؟
السيد: له تهملني آني ليهم يموتوني.
همام بديق: يوووه ياسيد، والله ياخي أني بديت اتدايق واتخنق منك ومبقتش حامل نقك، ياريت القطر كان جيه بدري هبابه وكنت ركبته وغورت من وشك، بس ملحوقه، المحطه الجايه ياتنزل إنت ياانزل أني، وكل واحد يشق طريقه لحاله.
السيد بخوف: له ياهمام متهملنيش، خلاص اني مش هتحدت تاني، بس أمانه عليك ياشيخ ماتعمل حاجه تاني كيف إكده وتمرمرنا، روح لبنات الهوى لو لحت عليك الحاجه ياخي.
همام بشرود: معيكيفونيييش كيف البنته البداااره، معيعدلوش مزاجي ياخي.
السيد: يلعن ابو مزاجك الزنخ ديه ياشيخ.
وكمل السيد بعد فترة سكوت.. إعمل حاسابك هلبس معاك فخلجاتك عشان خلجاتي هملتهم كلهم فالغرزه عشان انفد بجلدي.
وبص لهمام مستني منيه رد، لكن همام كان سارح فدنيا تانيه وكل باله مع القطه المخربشه اللي فلتت من بين اديه وعلمت فنافوخه.
أما فبيت المقاول
أبو دراع واقف وسط شجر المانجه يتطلع علي قناديل الطرح وعيكلم أبوه اللي قاعد جاره ينقي الحشايش من تحت الشجر:
السنادي شكل الشجر هيحمل بالطرح والمحصول هيكون زين يابوي.
مخلوف:
ربنا يزيد ويبارك فالخير لأصحابه ياولدي، وبعدين كله بالمراعيه هيطرح ويجيب، كيف ما كل حاجه في الدنيا ربنا خلقها المراعيه عتخليها تزيد أضعاف.
وعلى سيرة المراعيه ياولدي.. أني عايز أجيبلك اللي تراعيك وتراعيني، البيت محتاج حرمه ياابو دراع وإحنا التنين محتاجين وحده تشوف طلباتنا بزيادانا خدمه بروحنا لحد إهنه.
رد عليه أبو دراع بلا مبالاه:
له يابوي أني مهتجوزش دلوك، لو لازمن ولابد من مره في البيت إتجوز إنت.
مخلوف:
ماانت خابر إني مهتجوزش بعد أمك ياد إنت! داني معميلتهاش واني فعز شبابي هعملها دلوك؟ وبعدين تعالا إهنه قولي، هو إيه اللي مش هتتجوز دلوك! أمال ناوي تتجوز ميته؟ وإيه اللي يمنعك من الجيزه وإنت شاب فتىٍ ومقتدر ومناقصاكش حاجه؟
أبو دراع بإحباط:
ناقصني النفس يابوي، النفس مطالباش جواز دلوك ولا وجع راس، وبعدين أني اصلا نفسي إتسدت من الجواز بعد اللي عشوفه في البيت ديه بين المتجوزين، وشايف إن الجواز وجع قلب وبس مفيهش حاجه زينه.
مخلوف ساب اللي فيده وبص لولده وقاله:
له وإنت الصادق، دا قلبك لساه متشعبط فحبال الهوى الدايبه، إقطع العشم خلاص يابو دراع البنيه مش ليك وعمرها مكانت هتكون ليك بس إنت قلبك عنيد وعاند عقلك اللي اكيد خابر الكلام ديه زين.
ابو دراع بديق: مليهش عازه الحديت ديه يابوي أني خلاص قلبي وعقلي سلموا بإن البنيه مليهاش عيش على كتافي ولا اني ليا نصيب فيها ومش عتمنالها غير إن ربنا يسعدها ويريح بالها ويهدى سرها مع عزت الكلب.. وكل الحكايه إني والله معاوز اتجوز لحالي ومش هي السبب، حاسس إني مليش نفس للجواز وبس.
مخلوف بإهتمام:
هجمه لتكون محداكش للحريم حاجه ياواكل أمك.. صارحني ياقزين لو فيك عله نشوفولها طب ودوا ونعالجوها.
ابو دراع بعصبيه:
كلام ايه ديه يابوي اللي عتقوله عيب عليك، وبعدين أني كيف الآسد تعالج مين وتداوي مين؟
مخلوف:
ماهو مش طبيعي ياولدي زهدك في الجواز وإنت في السن ديه اللي الشباب عتعمل فيه معارك مع ناسهم عشان يجوزوهم، واللي مش عيلقاله بَصَاره هيمشي يهجم على البنته في الشوارع كيف صاحبك إكده، وتاجي إنت أقولك أجيبلك مره بالحلال تقولي ليش نفس!
أبو دراع: والله كل واحد وقوته وصبره وجلده علي روحه واني الموضوع ديه لا عفكر فيه ولا عياجي علي بالي عشان يشغلني.
مخلوف: يعني لو قولتلك دلوك هتتجوز بدور هتتجوزها ولا تقول مليش نفس للجواز برضك؟
أبو دراع بتمني: قولها بس إنت أحب على يدك قولها.
مخلوف بيأس: يوبقي كيف ماقولت فلاول لساه قلبك متشعبط.. ورجع يشيل الحشايش وكمل بقلة حيله:
طول عمرك عتروح للوجع برجليك وبدراعك وحتي بقلبك، مع إني والله ماخابر إنت حبيت فيها أيه بدور داي، دا الواحد عيشوفها مايعرفها رايحه ولا جايه ولا عيعرف وشها من قفاها جاك الطين عليك وعلى نفسك.
أبو دراع بسرحان:
اللي مشايفش بدور حلوه ياخد عيني يشوفها بيها.
مخلوف: والله لو الواحد إعمي ماياخد عينك المعفنه داي ولا يشوف بيها، داني مش بعيد أحبلي جاموسه من بتوع الزريبه واتجوزها واشوفها احلي وحده في الدنيا لو على شوف عينك.. ياد ياغشيم نضف عنيك وبص على مرت كرار وشوف الجمال عامل كيف.
أبو دراع: ولا تهز شعره مني هي ولا جمالها، وبعدين هي مش بالجمااال بس يابوي.
مخلوف: إيوه هي بالحموريه، وعشان إنت جحش وبدور حماره حبيتها وإتعلقت بيها، ياولدي داي اغبى بنتتة البيت كله، داي توله على قول ستها عديله!
ابو دراع: له هي مش توله ولا حماره ولا غبيه، هي قطه مغمضه معتعرفش حاجه ولا ليها فلؤم الحريم والبنته، ورده متداريه عن كل العيون ومحدش عيندرها ولا عينها ندرت حد خبيث عشان تلقط منه.
مخلوف بص لولده وفتح خشمه من الوصف وردد بحس واطي:
سبحانه له في شئونه حكم، والله لولا إني خابر إنها محوصلتش كنت قولت إنها ساحرالك ياولدي! خلص حديته ورجع يشيل في الحشايش وهو عيهز دماغه بقلة حيله.
أما أبو دراع فشبك اديه فبعض ورا ضهره، وراح يتمشي وسط الشجر ويتفقده وهو حاسس بنغزه فقلبه بعد ماأبوه صحى جواه الحنين لبدر بدور قلبه والحب الأول اللي قلبه دق ليه، ومهما كان الشخص اللي دقله القلب لأول مره سيئ في نظر الكل، الا إنه عيكون كل الكمال في عيون حبيبه.
وصل السيد وهمام لآخر محطه في القطر وكانت بلد إسمها إسكندريه علي حسب قول ركاب القطر، ومن أول مانزلوا فمحطتها هما التنين شافوا العجب اللي مشافوهش قبل سابق من نضافه وجمال وناس مهندمه وشوارع واسعه ومرصوفه، وكانت بالنسبالهم جنه على الأرض عمر خيالهم حتي ماكان يوصلها، دول اقصي سفريه سافروها كانت من بلد لبلد تانيه زيها، ويمكن اقل منها كمان، وكانوا عيشتغلوا فيها فمزرعة مواشي كلافين.
فضلوا ماشيين في الشوارع خطاوي تشيلهم وخطاوي تحطهم لغاية ماتعبوا وحيلهم باد عالاخر وبطونهم قرصها الجوع وهما معاهمش ولا مليم أوحمر فجيوبهم يسدوا بيه جوعهم، فقعدوا محتارين ومعارفينش يعملوا ايه فروحهم.
وبعد ساعات من الصبر والتفكير سيد ملقيش بديل عن إنه يمد أيده لأي حد معدي ويشحت منيه تمن أي وكل ياكله، وهمل همام وقام ينفذ وحده لما همام رفض الإقتراح وقاله اني لو مت مش همد يدي لحد واشحت منيه.
وبعد مالسيد مد يده بالفعل وشحت وجاب وكل وعاود حدا همام، همام مد يده عالوكل قبل منه، والسيد من غيظه قاله:
يعني تمدش يدك تشحت بس تمدها تاكل بالساهل صوح، تمدها عالسرقه عادي، إنما الشحاته كوخ مش إكده!
همام وهو عياكل في السميطه بجوع ولهفه:
كل واحد يعمل الشي اللي نفسه تراضاه ياسيد، واني كسرة العين معقبلهاش علي روحي، خليلك إنت الشحاته وخليلي اني السرقه وفي النهايه اللي هيجيبه دراع واحد فينا خشم التاني ياكل منه وهو مقفول إستبينا؟
السيد بقلة حيله:إستبينا.
وخلصوا وكل وقاموا يلفوا يشوفولهم حد يرضي يشغلهم، بس قبلها دخلوا جنينه واتشطفوا من حنفيه كانت فيها، وغيروا خلجاتهم، وشالوا عنهم اثر الضرب والدم وهندموا روحهم عشان بمنظرهم الأولاني اللي يشوفهم هيطردهم من قبل حتي مايسألوه علي شغل ولا يعرف هما عاوزينه فأيه.
وبعد لف وبحث لقوا شغل فقهوة بلدي بنومتهم وكام قرش، ورضيوا بيها مؤقتاً عشان يلاقوا موطرح يلمهم لغاية مايشوفولهم حاجه أحسن.
أما فبيت المقاول
الوضع مع شام كان كل يوم يزيد سوء عن اللى قبله، حريم البيت كلهم بلا استثناء بقوا يدوها أوامر ويكلفوها بشغل حتي لو هما المتكلفين بيه من حوريه، ولو تكاسلت أو كلت، حوريه تستلمها شتيمه من المنقي ياخيار، وعشان تتجنب الكلام كانت تعمل كل اللي ينطلب منها من سكات، وعلي آخر اليوم تدخل اوضتها هلكانه من التعب، تدخل فرشتها وتتلكلك بغطاها ومتبينش منها راس ولا رجل، ومهما سمعت حس كرار عيبرطم، ومهما حست بيه عيحوم فوق راسها مكانتش عترد ولا تبينله إنها صاحيه، وكان بعد مايزهق يدخل فرشته وينام وهو عيلعن فيها وفي الظروف اللي خلتها تقع فزوره.
وعدت الايام علي هذا المنوال ومن آخر مره قربلها فيها مقربلهاش تاني، وكل ماكانت عينه تاجي عليها كانت تشوف فيهم نظرة كره علي رغبه علي غضب تقشعر بدنها، وتفضل تقول لنفسها كل يوم إنه النهارده مهيتنازلش عن إفتراسها فآخر الليل، ويرجف بدنها من الخوف، لكن ربنا كان يسترها معاها وكانت تعدي علي خير، وكل ليله مكانش يقربلها فيها كانت توبقي عيد بالنسبالها وحياة جديده،
لغاية اليوم اللي بدأ من حداه كل الوجع والقهر اللي مكانتش حسباله حساب.
اليوم اللي قامت فيه بعد الفجر وهي حاسه بنفسها مارجه وغامه عليها ورمحت علي الحمام وإستفرغت، وعاودت وهي حاسه الدنيا عتلف بيها، وإترمت بتعب علي فرشتها مره تانيه.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نفق الجحيم)