رواية طلاق بائن الفصل الثامن عشر 18 بقلم ديانا ماريا
رواية طلاق بائن الفصل الثامن عشر 18 بقلم ديانا ماريا
رواية طلاق بائن البات الثامن عشر
رواية طلاق بائن الجزء الثامن عشر
رواية طلاق بائن الحلقة الثامنة عشر
كانت حلا ساكنة تماماً بينما عم الهرج المكان سقطت يديها بجانبها وعيناها تنظر أمامها ولكن في نفس الوقت كانت لا ترى شيء مما يحدث وكأنها في عالم آخر فلم ترى الشرطة تقتحم ويمسكون ببسام أو فهمي الذي دخل ووقف بجانبها ينظر لها بصدمة.
كانت تتسائل هل ماحدث حقيقي؟ ربما لم يطلق بسام النار؟ فهي لا تشعر بأي ألم.
انخفضت عيونها بتمهل حين شعرت بشيء يسيل من كتفها فنظرت له لتجد أنها تنزف دماً، ابتلعت ريقها برعب وبدأت الرؤية تتشوش أمامها وأنفاسها تثقل فعلمت أنها ستفقد الوعي، كانت أذنيها صماء عن كل ما حولها إلا من صرخة باسمها سمعتها من خلفها
كانت على وشك الوقوع حين التقطتها ذراعين بقوة، رفعت عيونها وقد وجدت نفسها تنظر لعيون مالك الذي يحدق لإصابتها برعب، حينها استسلمت كلياً للظلام الذي أحاط بها، أغمضت عيونها ورأسها يقع للوراء فاقدةً للوعي.
كانت نائمة باسترخاء كأنها لم تنم من زمن طويلة وهذا هو ما تشعر به أنها كانت ترتاح بعد عناء طويل وخروج بسام وعشيقته من حياتها.
عقدت حاجبيها عند ذكر تلك النقطة بسام! إن آخر ما تتذكره هو القبض عليه ثم الذهاب لمركز الشرطة و….. وإطلاقه النار عليها!
فتحت عيونها وهي تنظر حولها بهلع، تحول شعورها للاستغراب حين أدركت أنها في غرفة مستشفى، نظرت لكتفها لتجده مضمد في حمالة للذراع.
ابتلعت ريقها الجاف بصعوبة لم يكن هناك أحد في الغرفة، حاولت النداء بصوت ضعيف على أي أحد حتى فُتح الباب فجأة ودخلت الممرضة لتتفاجئ بها مستيقظة.
ابتسمت لها: إيه ده أخيرا صحيتِ.
سألتها حلا بتعب: هو إيه اللي حصل؟
أجابت الممرضة بينما تفحصها بشكل سريع: اتصابتِ برصاصة في كتفك بس الحمدلله جت سليمة المشكلة أنه مكناش لايقين فصيلة دمك خالص لأنك نزفتِ كتير بس الأستاذ اللي معاكِ كتر خيره فضل يدور ويلف على المستشفيات لحد ما لقاها.
قطبت حلا بتعجب: أستاذ؟ أستاذ مين؟
أشارت الممرضة لمكان خارج الغرفة: الأستاذ اللي نايم برة.
رفعت حلا رأسها ودهشت حين رأت مالك ممدد على كراسي الانتظار أمام الغرفة ويضع يده تحت رأسه ويبدو عليه التعب.
نظرت لها الممرضة بابتسامة بينما تتفحص كتفها: أنا معرفش هو خطيبك ولا جوزك بس عايزة أقولك أنك محظوظة وربنا بيحبك ده كان قلقان عليكِ جدا وفضل يدور على دم كتير أوي وكمان اتحايل على الدكتور يسمح له يبات معاكِ ورفض يروح بعد ما بقية أهلك مشيوا وكل شوية يسألني على صحتك.
كانت حلا تستمع لحديث الممرضة بصمت فيما تحدق لمالك النائم وتذكرت حين أُصيبت وكانت على وشك الوقوع ومالك هو من أمسك بها قبل أن تسقط وتفقد الوعي.
أبعدت نظراتها وهي تسأل الممرضة: لو سمحتِ هو الدكتور هيجي امتى؟
أمعنت الممرضة النظر بها: فيه حاجة بتوجعك؟
كأن في تلك اللحظة قرر كتفها التعاون حتى لا تضطر للكذب فتجعد وجهها بألم حقيقي: أيوا بيوجعني أوي.
أسرعت الممرضة وقامت بتعبئة إبرة: الإبرة دي هتريحك وتخليكي تنامي للصبح لحد ما الدكتور يجي بإذن الله.
أراحت حلا رأسها على الوسادة وبينما يتسلل إليها النوم ذهبت عيناها بشكل تلقائي إلى مالك وكان آخر مشهد رأته قبل أن تغط في نوم عميق.
استيقظت في اليوم التالي لتجد الطبيب في الغرفة فحصها وتحدث معها بلطف وأخبرها أن في خلال أسبوع ستتمكن من الخروج من المستشفى.
قبل أن يخرج قال فجأة كمن تنبه لأمر: صحيح الشاب اللي برة بات هنا وكان قلقان عليكِ جدا أنا معرفش صلة القرابة لكن أعتقد هو حابب يشوفك يقدر يدخل؟
ترددت حلا للحظة وهي تحدق أمامها لكن لم يبدو من العدل أن بعد كل ما قدمه لها ترفض مقابلته خصوصاً وهي تريد أن تشكره على ما فعله من أجلها.
عدلت من جلستها وهي تنتظر حتى دخل مالك وهو يرمقها بنظرات كم يتأكد إن كانت بخير حقا أم لا، تقدم حتى وقف أمام السرير وقال بابتسامة باهتة: حمدا لله على السلامة.
أجابت حلا بهدوء: الله يسلمك.
نظر حوله بتوتر ثم عاد يحدق إليها: شكلك أحسن الحمدلله حاسة بأيه؟
أومأت حلا: الحمد لله بخير.
أخذت نفساً عميقاً ثم قالت وهي ترمقه بامتنان: أنا مش عارفة أشكرك إزاي على اللي عملته معايا بجد شكرا ليك الممرضة قالتلي أنت تعبت أد إيه على ما لقيت الدم.
ابتسم ابتسامة جذابة وقال بصوت عميق: مفيش شكر أبدا أنا عملت واجبي.
أظلم وجهه وتابع بنبرة حادة: أصلا كل اللي حصلك ده بسببي.
نظرت له بدهشة فتابع وهو يوجه اللوم لذاته: بسام عمل معاكِ كل ده علشان ينتقم مني وعرفك عن طريقي لولا كدة مكنش حاجة من دي حصلت أنا آسف بجد.
لم تعرف كيف ترد في البداية وفكرت هل معنى هذا أنه فعل ما فعله البارحة بسبب شعوره بالذنب؟ لا تدري لما لم تلق لديها هذه الفكرة أي ترحيب.
رفعت وجهها له وقالت برقة: مفيش داعي للكلام ده أبدا كل اللي حصل كان قدر والحمدلله عدى على خير وبعدين أنت ساعدتني كتير أوي ولولاك بعد ربنا مكنتش هعرف أرجع حقي ولا أعمل حاجة لوحدي.
خف العبوس من وجه وعاد ليبتسم فبادلته ابتسامته، في تلك اللحظة دخلت والدتها التي كانت تبكي وأسرعت إليها لتضمها قائلة بقلق: مالك يا بنتي؟ إيه اللي حصلك أنا لسة معرفش حاجة إلا دلوقتي.
دلف ورائها إسراء وشادي فقالت إسراء: إحنا مكناس عايزين نقلقها لحد ما نطمن عليكِ علشان كدة مقولناش حاجة امبارح ودي كانت نصيحة مالك.
نظرت حلا لمالك بامتنان فأومأ بتفهم ثم انسحب بهدوء حتى يتركهم على راحتهم فقالت حلا بهدوء تطمئن والدتها: أنا كويسة الحمدلله يا ماما متقلقيش.
نظرت لها والدتها بحسرة: بخير إزاي يا بنتي وأنتِ في حالتك دي إزاي تخبي عليا كل ده ومتحكيش؟ كنتِ قوليلي على الأقل أشاركك همك.
أغمضت حلا عينيها بقوة وقالت بتعب: بالله عليكِ يا ماما بلاش السيرة دي أنا مش عايزة أتكلم دلوقتي.
نظرت لها والدتها بقلق: مالك فيكِ حاجة أنادي الدكتورة؟
هزت رأسها: لا بس مرهقة شوية.
تقدمت إسراء منها وعانقتها بحنان: حمدا لله على سلامتك يا حبيبتي كنا هنتجنن عليكِ.
قال شادي بمرح: تخيلي مقعداني جنبها طول الليل ومش راضية تخليني أنام طب أنا مالي!
نظرت له إسراء بتوبيخ وكانت على وشك أن تضربه فتراجع بخوف لتضحك حلا بخفة ثم تنهدت أخيرا ارتاحت من حِمل ثقيل.
دق الباب فذهبت إسراء لتفتح، ذُهل الجميع فقد كان فهمي وزوجته أي والدة بسام هم من يقفوا هناك.
قالت والدة حلا بغضب: جايين هناك تعملوا إيه مش كفاية اللي هي فيه؟ بقى يرضيك اللي عمله ابن أخوك يا حاج؟ هي دي الأمانة اللي سيباها عندكم!
وضعت حلا يدها على ذراع والدتها: ماما مفيش داعي الكلام ده دلوقتي.
تقدم فهمي وقال بهدوء: عندك كل الحق يا أم بس دلوقتي أنا جاي اطمن على صحة حلا وبس.
دخلت ورائه والدة بسام بصمت ولمحت حلا من طرف عينها مالك ينظر لهم بريبة قبل أن تغلق إسراء الباب.
قال فهمي لحلا باهتمام: عاملة إيه يا بنتي؟
أجابت حلا بخفوت: الحمد لله يا عمي.
كانت والدة بسام تقف قربه صامتة فنظرت لها حلا بتوتر: عاملة إيه يا ماما؟
رمقتها والدة بسام بنظرات غريبة وقالت باستهجان: بتسأليني عاملة إيه؟ هكون عاملة إيه بعد كل اللي عملتيه في ابني!
هدر فهمي بحنق: أنتِ بتقولي إيه! اسكتي!
انفلتت أعصاب والدة بسام فارتفع صوتها: بقول الحقيقة هي السبب في كل حاجة حصلت لابني ودلوقتي اترمى في السجن وعمره هيضيع جوا بسببها!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية طلاق بائن)