روايات

رواية على القلب سلطان الفصل السادس عشر 16 بقلم آية العربي

رواية على القلب سلطان الفصل السادس عشر 16 بقلم آية العربي

رواية على القلب سلطان البارت السادس عشر

رواية على القلب سلطان الجزء السادس عشر

على القلب سلطان
على القلب سلطان

رواية على القلب سلطان الحلقة السادسة عشر

دلف سلطان بهدوء شديد
ولو ان احدهم وضعه على جهاز رسم القلب لوجد نبضاته عبارة عن اسمها فقط .
كانت هى جالسة القرفصاء على الفراش وواضعة رأسها بين ارجلها تحاوط نفسها وتحتمى بذراعيها .
رق قلبه لهيأتها … اين قوتها التى كانت تظهرها ! … اين كبرياؤها المزعوم ! …اين تلك التى اهانته وحطمت قلبه امام شركتها .
لم تلاحظ وجوده فتحمحم بهدوء جعلها ترفع رأسها تنظر له بعمق … وكأنها كانت تتوقعه وتعلم انه الفاعل .
سكون تام فى الغرفة الذى اغلق هو بابها بينما النظرات فى عتاب يصيب القلوب مباشرةً .
اشتاقت له بشدة … هل ما زال حضنك بيتى كما اخبرتنى ؟ … اولم تقل انت هذا ! … عيناها متألمة ضائعة .
كان سيتحدث ولكن يبدو ان لسانه يثقل فى حضورها … عيناها تصمته لا ارادياً .
تحركت هى ببطء من على الفراش ونزلت تتجه اليه بهدوء وترقب … وقفت امامه تناظره بعمق .
بدأت تظهر غيمة دموع لعينة حاولت اخفاؤها عندما اردفت بصوت متألم حزين _ لسة كتير ! .
نظر لها بتعجب … أولم تصرخ وتثور ! … عن ماذا تتحدث هكذا بكل هدوء !… لم يفهم مقصدها فاسترسلت بقلبٍ متألمٍ محترق _ انا فكرت ان الحكاية انتهت لما عرفت الحقيقة ! … بس واضح انكوا مخططين لبعيد عن كدة … صح ؟ .
بدأ يفهم مغزى حديثها … بدأ يحترق هو الآخر … انها لم تعد تلك القوية تماماً …. بل هى هشة ضائعة مشتتة .
صمت لتكمل فاسترسلت بعدما اخذت نفساً عميقاً تحرر به صدرها المختنق _ ناوي على ايه المرة دي يا سلطان ؟
وااااه من اسمه الذى يعشق احرفه من بين شفتيها حتى برغم نبرتها المتألمة…. حتى فى تلك الحالة يظل نطق اسمه من بين احرفها مميزاً وله مذاقٍ خاص .
ابعد نظره عنها … ثم تقدم خطوتان حتى توقف خلفها لا يقوى على التحدث امام عيناها … ثم اردف بقوة وثبات حاول جاهداً الحصول عليهما _ الخطة اللى بتتكلمى عنها خلصت من وقت ما قولتى انك بتثقي فيا … وانا جايبك هنا النهاردة علشان اقول اللى عندى .
لفت تنظر لظهره مردفة بهدوء وروح متألمة _ اللى هو ايه ؟ .
لف نظره اليها يدعى الثبات مردفاً _ انا فعلاً اتفقت مع عمك انى اوقعك … واخليكي تثقي فيا … خالفت ضميري وخالف اللى زرعته امى جوايا وخالفت اللى علمهولي ابويا وقبلت بعرضه علشان كنت ضعيف اوى وقتها وسمعت شيطانى وخصوصا انه قالي ان انتى اللى اخدة حقوقهم وبتكرهيهم … ده كمان عرف انى بجهز لجوازى وكنت محتاج اي فلوس علشان اتجوز البنت اللى خاطبها بقالي سنتين وضغط عليا بالحتة دي .
تنهد يلف نظره مجدداً فالحديث امام عيناها مجهد جدااا … استعاد طاقته والتفت يكمل بصدق وصلابة _ دخلت فى الحكاية دي متردد … وحاسس انى بخالف كل حاجة جوايا بس مضطر اكمل … لما شفتك على باب الشركة اول مرة كنت عايز اهرب ومكملش لانى لقيت ان انتى البنت اللى قابلتها صدفة على النيل وكانت بتبكي على فراق اهلها … حسيت انك غير ما عمك قال عنك .
تطلع عليها بقوة يكمل بصدق _ كنت كل لحظة بأنب نفسي وعايز اتراجع بس لقيت حاجات بتربطنى بيكي اكتر … حاولت افهم الحكاية واعيد ترتيب الصورة ولقيت ان انتى ابرء واطهر من انك تاخدى حق غيرك … لقيتك محتاجة حماية وظهر قوى تستندى عليه … خصوصاً بعد سفرية شرم الشيخ اللى حسمت امرى واكدتلي ان عمك نبيل هو الواطى والحقير فى الحكاية دى كلها …
لما قولتيلي يومها انك بتثقي فيا مفرحتش بالعكس … انا استحقرت نفسي اوى … ولما طلبتى نتجوز ! … كنت عايز اهرب من الصوت اللى جوايا بس لقيت ان مسئوليتك وحمايتك فرض عليا بعد ثقتك … انا فكرت كويس وطلبت اتجوزك لأنى كنت وقتها قادر احميكي من عمك واللى حواليه …برغم خطوبتى من واحدة تانية بس اخترت ابقى معاكى انتى علشان احميكي … مضحكتش عليكي وكنت هحكيلك الحقيقة كلها بس خوفي عليكي من رد فعلك منعنى .
تنهد يكمل بثبات _ يعنى يا بنت الناس انا مديون ليكي بس بأنى خبيت عنك الخطة دي لكن غير كدة لاء لانى مكنتش ناوى لا امضيكي على اوراق ولا اخد منك مليم واحد …. الحاجة الوحيدة اللى اعتبرتها دين في رقبتى هي الفلوس اللى اخدتها من عمك وقت جوازنا .
اردف بقوة وصلابة وهو يواليها ظهره _ والدين ده سديته النهاردة … المشكلة اللى كانت عندك اتحلت … الفاكهة التالفة اتبدلت ومبقاش ليها وجود … والكلام اللى طلع على الفيس بوك اتكدب واعتبارك اتردلك …. وبكدة اكون سديت ديني ودفعت حق الذنب اللى ارتكبته .
كانت ساكنة تماماً تستمع له بعجز … كان ينتظر حديثها ولكن حين طال انتظاره لف يطالعها فوجدها تنظر له بعيون متألمة اصابت قلبه فوراً …
اردفت بعد صمت طويل وبصوت معذب ضائع تسائلت _ طب وقلبي ! .
سيسقط … ستسقط قوته ان ظل يتطلع اليها … لف نظره سريعاً قبل ان تخونه ذراعيه فيحتضنها شوقاً ويضرب بكل شئ عرض الحائط … فليسقط قانون اي شئ وكل شئ ولتبقى هى داخل ضلوعه ولكن كرامته تمنعه … كلماتها المؤلمة لم ينساها بعد .
اتجهت تقف قبالته على الناحية الاخرى مردفة وقد احتد صوتها _ دين ايه اللى انت بتتكلم عنه ! … انا حقي هيفضل متعلق فى رقبتك ليوم الدين … انت مهما عملت ومهما حاولت مش هتقدر تسدد اللى عليك … انت لعبت بمشاعري … وجعت قلبي … الحكاية كانت بالنسبالك شوية فلوس وبعدين قلبت بضمير صحى ..
نظرت لعيناه واردفت بصدق وضعف مستكملة _ بس كانت بالنسبالي قصة حب .. آمان … ثقة … حماية … كانت بالنسبالي حاجات كتير اوي… وانا مش مسامحة ولا عمرى هسامحك مهما عملت … معرفش حليت مشكلتى ازاي بس انا عندى اتسجن ولا ان واحد زيك يحاول يريح ضميره على حساب وجع قلبي ..
كان يعلم انها عنيدة ويبدو ان حديثه القوى لن يجدى معها نفعاً … لذا عليه ان يكون ليناً قليلاً دون ان يتخلى عن جديته .
اردف بنبرة اكثر هدوءاً ولكن نبرته تحمل عتاباً _ اسمعى يا بنت الناس … حقك وصل لما هنتيني قدام موظفينك وشركتك … حقك رجع لما قليتي منى قدام امى وقولتى عليها ممثلة وهى ملهاش فى الحوار ده كله .
تنهد يكمل بحنو _ انتى لسة على زمتى … يعنى انا ليا حقوق عليكي … الموضوع انتهى وعلشان يكون عندك علم مش انا اللى حليت مشكلتك … اللى حلها هو جدي … الحاج توفيق السوهاجى ..
نظرت له بصدمة مردفة بتساؤل وتجاهل لبقية حديثه _ على زمتك ازاي ! … مش انت طلقتنى !.
ابتسم ساخراً يردف _ طلقة واحدة يا سيلين هانم ورديتك تانى … يعنى انتى لسة مراتى … وانا مش ناوى اطلقك … وخطوبتى فسختها يومها … يعنى فضيت لك … علشان كدة اعقلي وابعدى فكرة الطلاق دى عن دماغك .
استعادت قوتها واتجهت تقف قباله مردفة بغضب _ يعنى ايه مش ناوى تطلقنى ! … هو بمزاجك ! … انت هتطلقنى غصب عنك .
تملكته الصلابة والطباع الرجولية مردفاً بهدوء ووعيد _ يابنتى ماتختبريش صبري .
اردفت بغضب وحدة وقوة مزعومة _ هو ايه ده ! … هو بالعافية ! … خلاص انت خدعتنى وكدبت عليا وانا وجعتك بالكلام انتهينا ..
تطلع اليها بقوة مردفاً بثبات ظاهر _ لو عليا كان الامر اتحل من يومها بس المشكلة فى جدي … علشان كدة للاسف مش هينفع نطّلق .
ضيقت عيناها مردفة بتساؤل _ نعم ! … المشكلة فى جدك !… وانا مالى بمشاكلك بقى ان شاء الله ؟
اردف باستفزاز وخبث _ مالك انك مراتى …. وانا جدى راجل كبير ومريض وماصدقت انه رضى عني … هو كان بيراقبنى وعرف انى اتجوزتك علشان كدة مش هينفع اطلقك دلوقتى …. خصوصا ان هو اللى حللك مشكلتك وبعتلك المحصول كله من اراضي السوهاجى وكل ده علشان انتى مرات حفيده … يعنى الموضوع خارج عن ارادتى .
كانت تتطلع عليه ببلاهة لا تستوعب حديثه فاسترسل _ جهزى نفسك علشان هاخدك اعرفك على جدي … وبالمرة تشكريه على وقفته معاكى .
ضحكت ساخرة لا ارادياً تردف بزهول _ لا ده جنان رسمي … انا عايزة موبايلي حالاً ولازم امشي من هنا … والمحصول بتاع جدك انا هرجعه واتسجن عادى مبقاش يهمنى .
مسح على وجه مستغفراً يردف بضجر _ استغفر الله العظيم … يابنتى قلتلك متختبريش صبري عليكي … زمان البوليس رايح يعاين المصنع ومش هتلحقي اصلاً ترجعي المحصول … يبقى تعقلي كدة وتيجي معايا على انك مراتى والامور بينا تمام … والا يا سيلين هوريكي وشي التانى اللى انتى متتمنيش تشوفيه .
هل انا سعيدة ؟ … هل اشعر ببعض الراحة التى لا أعلم مصدرها ! …. هل هذا ما أتمناه ؟ … نعم ولكن سأنكر .
اردفت بعد تفكير عميق بكبرياء انثى _ تمام … هاجى معاك لجدك … وهشكره على وقفته معايا … وهمثل انى مراتك واننا اد ايه مبسوطين سوا … بس عندى طلب .
كان يعلم انها آخر الاشخاص ليونة… اردف متسائلا بقلق وملامح ثابتة _ ايه هو ؟
تقدمت امامه مباشرةً حتى كادت تلتصق به مما جعل جسده يهتز من قربها … ذراعيه تريد التحرر من حكمه واخذها لعنده بقوة … أنفه الشامخة تريد الغوص فى منحنى رقبتها الشامخ هذا ليشتم رائحتها الرائعة التى يعشقها … يريد تجربة مشاعره معها مجدداً والاستمتاع بحلاله للمرة الثانية.
تبدلت نظرته القوية ونظر لها باشتياق فأردفت وهى تطالعه بترقب _ وقت ما اقولك طلقنى هتطلقنى فوراً من غير اي شوشرة … وتانى مرة متهددنيش بوشك التانى لانى شفته خلاص .
نظر لها بعمق مردفاً بثقة وهو يبتعد قليلاً حتى يتحكم فى صوته _ موافق … نمشي ؟
ابتعدت قليلاً تمد يدها مردفة _ موبايلي الأول .
مد يده داخل جيب جاكيته وأخرج هاتفها يناولها اياه مردفاً بهدوء _ اتفضلي .
اخذته منه بقوة ثم تخطته وفتحت الباب متجهة للخارج فقابلت فاطمة شقيقته التى اردفت بسعادة متسائلة _ ها … اتصالحتوا ؟
نظرت لها بتعجب ثم نظرت للذى خرج خلفها يبتسم ويمد ذراعه يضعها على كتفها مردفاً يغمز لها _ ايوة يا فاطمة كله تمام … انا وسيلين بقينا زى السمنة ع العسل .
اردفت فاطمة بسعادة _ كنت حاسة … باين عليها بت حلال وبتحبك ياخوي … بس متزعلهاش تانى واصل .
اتجهت تحتضنها فجأة مردفة بحنو _ كان نفسي تجعدى معايا شوي بس انى خابرة ان اخوي مش هيوافج … ده كان متوحشج جوي … يالا يا عمرى روحي وياه وانا هجيلكم الصبح اطمن عليكي .
كانت سيلين فى حالة زهول من هذه السيدة الحنونة ولكنها احبتها حقاً … اردفت سيلين بهدوء ونعومة _ انا متشكرة على ضيافتك … واتشرفت بمعرفتك .
اردفت فاطمة بأعجاب _ ياختى عسل … دانتى فى عيني وعلى راسي يا مرت الغالي … بس جوليلي … انتى كنتى عارفة انى اخت سلطان ؟
نظرت سيلين الى سلطان بحرج ثم اعادت نظرها الى فاطمة تومئ بهدوء وصمت بينما اردف سلطان وهو يشدد من احتضان رأسها الى صدره بحب مستغلاً وجود شقيقته _ اكيد عرفتك من الشبه يا فاطمة … انا وانتى فينا شبه كبير من بعض … ولا ايه يا سولي ؟
نظرت له بغيظ وحاولت التحرر من قبضته ولكنه ثبتها فأردفت تضغط على اسنانها بتوعد _ اااه طبعا .
ابتسم بخبث ونظر لشقيقته يردف مودعاً _ يالا يا فطوم نمشي احنا بقى … الوقت اتأخر .
اومأت فاطمة وهى تتجه معهما لعند الباب _ ماشي يا خوي مع الف سلامة .
خرج سلطان الذى ما زال يحتفظ بجسد سيلين واتجه لسيارته التى اشتراها مؤخراً بناءاً على تعليمات جده .
اركبها فى الامام ولف يصعد خلف طارة القيادة وبدأ يسوق متجهاً الى منزل عائلته التى تنتظره هو وزوجته .
&&&&&&&&&&&
عاد نبيل الى منزله بعدما خرج بصعوبة من الشركة .
يجلس يتحسس جبهته المجروحة وحوله ابنته بدور تردف بغضب _ يعنى ايه محدش يعرف مكانها ! … اومال هتكون راحت فين دي ؟
اردف نبيل بوعيد _ هتخرج … ملهاش حد يسندها ومش هتقدر تتحمى فى حد .
اردفت شمس بغرور وهى تضع ساق فوق الآخرى _ تستاهل كل اللى يحصلها … علشان تبقى تتنك علينا اوى …. كأننا بنشحت منها .
اردفت بدور بتهكم ساخرة _ حرام يا شمس … ابقى تعالى نزورها فى السجن وناخدلها bread and sweet ههههههه .
ضحكتا الاثنتان ونظر لهما نبيل بملل بينما رن جرس الباب فأتجهت بدور تفتح بتأفأف .
دلفت وتبعها ادم ووليد … تقدم أدم وجلس قرب والده مردفاً بترقب _ شوفت الفيديوهات اللى نازلة ع النت؟
تطلع نبيل له مردفاً بتساؤل مبتسماً _ فيديوهات ايه تانى ! … قالوا عنها حاجة تانية ؟
اردف ادم ساخراً _ لااا وانت الصادق قالوا عنك انت … فيه فيديوهات متصورة من مصنع شرم الشيخ والعمال كلهم بيشكروا فى سيلين وانها غيرتلهم الآلات وحافظت على حياتهم اللى انت مهتمش بيها … وكمان فيديوهات من بيت العامل اللى اتوفي وهما بيمدحوا فيها وأد اي هي ملاك فى وسط شياطين .
اردف وليد بشرود _ هي فعلا سيلين طيبة اوى .
نظر له نبيل بغضب واردف بحقد وكره _ انت تخرس خالص … انت واختك وبنتى حطين اديكوا فى مية باردة ولا سألين عن اي حاجة …عايشين بتاكلوا وتشربوا وتلبسوا وتركبوا احسن عربيات وتمسكوا احدث موبايلات وتسهروا فى افخم الاماكن … حيهمكوا ايه بقى من كل ده … سيلين اللى انت بتقول عليها طيبة دي ناهبة كل حاجة على ادها …
هى وامها كانوا شايفين اننا شحاتين وطمعانين فى سمير … سمير اللى كان ع الحجر وانا وابوكوا اولاد كل*** … سمير اللى مبيغلطتش واللى بيسمع الكلام …. سمير اللى اشتغل وكبر الشغل وانا وابوكوا اللى ضيعناه …. انتو متعرفوش اي حاجة يبقى تخرسوا خالص …
البت دى انا بكرهها وبكره المكان اللى بتمشي فيه … والخير اللى هي عايشة فيه ده حقي انا … حقى دفعته في مقارنة وتفضيل واحتقار من امى وابويا ليا … وانا هاخد حقي من نن عنيها ومش هسيبلها مليم واحد تعيش منه حتى .
وقف ينظر لابنه مردفاً بغضب _ شوف حل فى الفيديوهات اللى طلعت دى … احذفها كذبها ولع فيها بس شوف حل … عرفت تستعطف الناس بس هنشوف هتعمل ايه لما البوليس يروح المصنع … ده غير الاسهم اللى وقعت … سيلين وقعت ومش بسهولة كدة هتقدر تقوم .
دلف غرفته واغلق الباب بعنف اما البقية تطلعوا على بعضهم بصمت وترقب من حديث نبيل الذى ينم على كره عظيم واحداث قادمة لا تبشر بخير
&&&&&&&&&
توقفت سيارة سلطان امام منزل عائلة السوهاجى ..
نظر لها واردف بترقب قبل ان ينزل _ سيلين !.
ابتلعت لعابها بتوتر واردفت وهى تتطلع للامام مدعية الثبات _ افندم ؟
تنهد يردف بمكر وكذب _ زي ما قولتلك … جدي راجل كبير وتعبان ومش هيتحمل زعل … حاولي تعدى اليومين دول على خير وبعدها انا هقنعه انك عندك شغل ولازم تسافري … يعنى زى ما قولتلك احنا قدام الكل مافيش بينا اي حاجة … تمام ! .
نظرت له بغضب مردفة _ قولنا تمام .
ثم اندفعت تفتح باب السيارة وتقف خارجها تنتظره بينما هو نزل يستغفر ويهز رأسه بقلة حيلة منها ثم اردف وهو يشير لها بيده _ اتفضلي .
تقدمت منه وصعدا الاثنان درجات السلم القليلة ثم طرق الباب ففتح له محمود يبتسم بترحاب مردفاً _ يا اهلا وسهلا اتفضلوا … الدار نورت .
ابتسم سلطان لعمه مردفاً وهو يسحب سيلين للداخل _ بنورك يا عمى .
اردف محمود مرحباً _ يا اهلا بمرت الغالي … كلنا اهنة مستنيينك من بدرى … تعالى اتفضلي الحاج توفيق مستنيكي جوة .
ابتسمت له بهدوء وانساقت مع سلطان حيث المضيفة التى يجلس توفيق على رأسها .
دلف سلطان وهو يتمسك بكفها لعند جده ثم تركها قليلا واتجه يقبل يد جده باحترام مردفاً _ عامل ايه يا جدى .
اردف توفيق بصلابة _ زين يا ولدي طول مانت زين .
ثم نظر لسيلين التى تقف تطالعه برهبة مردفاً بوجه مبتسم _ اهلا بعروستنا … نورتى دارك يا بنتى …تعالى واجفة بعيد ليه ! … انتى خايفة منى ولا ايه ؟
اقتربت بحذر لعنده ثم فعلت مثل سلطان وتناولت كفه وقبلته مردفة باحترام وتواضع _ ازي حضرتك .
ربت على يدها مردفاً بحنو _ زين يا بنتى زين … اتفضلي .
جلست بجانبه ببعض الراحة بينما كاد سلطان ان يجلس فاعترض جده يردف معنفاً _ استنى عندك انت هتجعد حدانا ولا ايه ! … اني رايد اجعد مع سيلين لحالنا …. يالا خد عمك محمود واجعدوا برا .
توتر سلطان ونظر لسيلين بحذر بينما الآخرى ابتسمت بخبث وتجاهلته مردفة بحماس _ فعلا يا جدي انا كمان عايزة اتكلم معاك .
ابتسم توفيق كالاطفال واردف بعجلة _ يالا يا سلطان خد عمك واخرج عاد .
استسلم سلطان لامر جده وخطى للخارج هو وعمه الذى اردف ليطمأنه _ متجلجش … جدك ذكي وعارف هيجول ايه .
اومأ سلطان وجلس ينظر للغرفة بترقب بينما غادر محمود متجهاً الى غرفته ليستريح قليلاً
فى الداخل اردف توفيق بتساؤل وترقب _ جوليلي يا بنتى … انتى بتحبي حفيدي بصحيح ؟
نظرت له سيلين بعمق واردفت بعد تفكير بصدق _ بحبه اوي .
ابتسم توفيق يردف بفخر _ كنت واثج من أكدة …. تعرفي يابتى … سلطان كل طباعه لابوه … ابنى ابراهيم الله يرحمه كان جدع وشهم وحنين جوي … كان مطيع وييجي على نفسه علشانى … انى ظلمته وجبرته يتجوز بنت اخوى وهو رضي لجل خاطرى … المدة الجليلة اللى سلطان جعدها اهنة دي عرفتنى انى كنت غلطان انى حرمته من حجه واهله وناسه … انى اكتشفت انى محتاج سلطان اكتر من ماهو محتاجنى …
تنهد يسترسل _ انى عارف ان انتى ليكي حج عليه وليكي مصالحك وشركتك فى القاهرة … بس حاولى متبعديش حفيدي عنى … وكمان اوعى تبعدي عنيه واصل … لانه بيحبك جوي .
كانت تستمع له وداخلها يريد الصراخ … تتحدث داخلياً مردفة ( اااه يا جد ليتنى استطيع اخبارك ماذا فعل بي حفيدك … تخلى عن شهامته وحنانه وكسر خاطرى وقلبي وكيانى وحطم قوتى المزعومة فبت لا استطيع حتى التظاهر بها … لقد طُعنت من اقاربي واستطعت ان اعالج حرجى واتعافى ولكن طعنة حفيدك اودت بي الى الهاوية … يظننى سأسامحه ! … يظننى سأنسى ما جعلنى اعيشه بتلك المببرات التى قالها ! … مستحيييل … ولكن هذه المرة سأفعل مثله يا جدي … سأستغل ما فعله لصالحى واخرج من مأزقي هذا وبعدها سأقود مسرعة ولن التفت خلفي … نعم احبه ولن احب غيره ولكن طعنة الحبيب اقوى واقسى من طعنة العدو …نعم اعشق حتى رائحته ولكن اعشق كرامتى اكثر … ولدت سيلين كوجه القمر ولن انطفئ ما دمت اتنفس ) .
كان هذا الحديث مع نفسها بينما فى الظاهر تومئ للجد بابتسامة تدارى بها ما تنوى فعله
اما فى الخارج فعندما طال انتظار سلطان قرر الذهاب لغرفة والدته والاطمئنان عليها ..
اتجه لعندها وطرق الباب ففتحت له بعد قليل تردف بحنو _ تعالى يا حبيبي .
دلف سلطان يقبل رأس والدته ويردف بعتاب وهو يرى حالتها _ بردو ياما هتفضلي حابسة نفسك فى الاوضة هنا ومش هتخرجي ! .
اردفت منيرة بهدوء _ كدة احسن يا سلطان … منعاً للمشاكل يابنى … انا مش عايزة جدك يضايق من وجودي او اكون سبب كلام يحصل هنا …انا كدة مرتاحة يا سلطان … المهم انك رجعت لاهلك وحقك رجعلك … متشغلش دماغك بيا .
اردف معارضاً _ لاء طبعا يا ست الناس … راحتك قبل راحتى ولو انتى مش هترتاحى هنا انا هاخدك ونرجع القاهرة … وبعدين جدي اكيد شاف بنفسه وفهم مين الصادق ومين اللى خدعه طول السنين اللى فاتت دي … انا عايزك تخرجى ودايما تكونى قريبة من جدي وتحاولي تشغلي نفسك بدل قاعدتك لوحدك معظم الوقت دي … وبعدين الست بدرية مرات عمى بتحبك اوى وعايزاكى معاها علطول .
اومأت تردف بهدوء _ ربنا يسهل يابنى … ويقدم اللى فيه الخير … طمنى .. عملت ايه مع مراتك ؟
ابتسم بحب مردفاً وهو يميل على اذنها _ جبتها معايا … هى قاعدة مع جدي دلوقتى بيتكلموا .
اتسعت عين منيرة تردف بخوف _ يانى يا سلطان … لتقوله على الحكاية اياها يابنى .
اومأ مهدئاً يردف برتابة _ متقلقيش خالص ياست الناس … انا وسيلين عملنا اتفاق سوا وهى وافقت عليه … وحكاية الطلاق دي هنأجلها شوية .
اردفت منيرة بفرحة _ صحيح يا سلطان ! … كويس اوى …. ياريت يابنى تصرفوا نظر عنها خالص ….. انا كنت خايفة عليها وقلقانة من عمها ده ليأذيها … خليك جنبها يا سلطان ومتسبهاش يابنى …ده ضعيفة ووحيدة ولجأت لك … رجع ثقتها فيك يابنى وخليك راجلها وسندها بس اوعى تقبل منها مليم يا سلطان … الراجل يابنى يقوى ويكبر فى عين مراته طول ماهو مكفيها و بيحترمها واعمى عن قرشها …
حاول رأس والدته بكفيه يميل عليها يقبل جبينها مردفة بحب وفخر _ هيحصل يا ست الناس … هيحصل كل اللى قولتى عليه .
خرج الجد توفيق ومعه سيلين يردف بصلابة _سلطااااان .
خرج سلطان من غرفة والدته واتجه اليهما يردف بترقب _ نعم يا جدى !
نظر الجد الى سيلين بحنو مردفاً _ خد مرتك يا ولدي واطلع اوضتكوا يالا ارتاحوا .
اومأ سلطان يتطلع الى سيلين التى تنظر له بغموض واردف _ حاضر يا جدي … عن اذنك .
تناول كفها وسحبها معه بحنو وصعد الدرج ومنه الى غرفته ..
دلفا الغرفة واغلق سلطان بابها ثم ترك يد سيلين واردف بثبات ولا مبالاة ظاهرة _ ادخلى غيري هدومك جوة … هتلاقي هدوم تنفعك فى الدولاب .
ابتسمت ساخرة واردفت بترقب _ دانت مرتب لكل حاجة بقى .
نظر لها قليلاً ثم اردف وهو يبعد ناظره بقوة ظاهرة _ اكيد مش هسيب فرصة لحد من البيت هنا يسألوا ..
تقدمت تقف امامه حتى اصبح بينهما ممر هوائي ضيق وتتطلعت عليه تردف بغموض وتبتسم بخبث _ متقلقش … محدش هيسأل وراك … لانك ممثل بارع .
تركته واتجهت الى باب جانبي يبدو انه المرحاض واغلقت خلفها بقوة فتنهد يسحب شهيقاً طويلاً ثم اردف يعنف نفسه بصوت هادئ متعجب من حالته _ مالك يا سلطان مش على بعضك ليه ! … مش قلت هتعاقبها ؟ … مش كنت ناوى تقسى عليها وتتعامل معاها ببرود ! … ايه الحاجات اللى بتحصلك دي ؟ … فوق كدة واضبط اتجاهك عيب عليك .
اما فى الداخل فاستندت هى على الباب تفتح هاتفها الذى اغلقه سلطان ثم قامت بالاتصال على وداد التى اجابت على الفور مردفة بلهفة _ سيلين ! … عاملة ايه ؟
اردفت سيلين بهدوء متسائلة _ انا كويسة يا وداد … طمنيني حصل جديد ؟
اردفت وداد بسعادة وحماس _ ايوة يا سيلين … الموضوع يعتبر اتحل … الشرطة وفريق الصحة كانوا فى المصنع دلوقتى واستاذ ممدوح قال انهم كشفوا عن الآلات وحالة المصنع والثلاجات والمحصول وكل حاجة وكانوا مبسوطين اوى من الوضع وخصوصاً المحصول … يعنى اكيد التقرير هيطلع لصالحنا … ده غير الكلام اللى العمال قايلينه عنك واللى غير رأي الناس وبعد ما كانوا بيشتموكى بقوا دلوقتى بيشتموا عمك … هههههه ده غير اللى حصله قدام الشركة .
كانت تستمع لها بسعادة وراحة استحوذت عليها بعدما حُلت ازمتها واردفت متسائلة _ حصله ايه ؟
اردفت وداد ضاحكة _ ههههه واحد حدفه بالشوز راحت راشقة فى راسه هههههههه.
تعجبت سيلين واردفت _ معقول الامور وصلت لكدة ! …
اردفت وداد ممتنة _ بصراحة … كويس جدااا ان سلطان قدر يبعدك عن الدوشة دى كلها … وكمان عرف يتصرف وحل موضوع الفاكهة ده … بصراحة يا سيلين شكلي هغير رأيي فيه … لانه واضح انه بيحبك .
ابتسمت سيلين مردفة بحزن وقلبٍ متألم _ لاء يا وداد اطمنى … هو بس حاول يريح ضميره بسبب الخطة العظيمة اللى رسموها عليا … لكن حب وكلام من ده مستحيل ..
تابعت بألم وانكسار تردف _ انا اللى زيي يا وداد مش بيتحب … انا بينضحك عليا بس .
تنهدت تستجمع ثباتها مردفة _ بكرة ان شاء الله هتكلم مع جد سلطان واشوف هسددله حساب المحصول ده ازاي وبعدها هرجع ع القاهرة ..
اغلقت معها بعد قليل واغتسلت ثم خرجت تنظر بترقب فوجدته يفرش ارضاً وينام مربعاً ذراعيه على رأسه ..
وقفت تتطلع عليه بشرود … قلبها يحبه جدااا … عقلها مستاءاً منه جداً … صراع داخلها يهلك روحها التى تريد الاختباء فى احضانه الدافئة .
اتجهت تتمدت على الفراش ثم شرعت في فرد الغطاء على جسدها نظراً لبرودة الجو ثم فكرت ( ولكنه ينام دون غطاء ! … يمكن ان يمرض فالجو حقاً بارد … ويبدو ان لا يوجد غيره هنا ) .
انتظرت قليلاً ثم حركتها مشاعرها العاشقة الى طرف الفراش من الجهة الاخرى التى ينام هو اسفلها ثم قامت بطرح نصف الفراش عليه والنصف الاخر عليها فأصبح مشتركاً بينهما مما جعلها تشعر بالدفء وتنام بعد قليل …اما هو ففتح عينه التى كان يغلقها متظاهراً بالنوم ورفع نظره لاعلي قليلاً يتطلع الى وجهها بعشق وعذاب وجسد حاول بصعوبة التحكم فيه حتى لا يتجه لعندها ولتعلم انه بحاجتها اكثر منها بكثير .
اردف بصوت داخلى قبل ان تغلق عيناه _ بعد هذا اليوم ! … محرمٌ عليا النوم … الا امام وجهكِ … حبيبتى .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية على القلب سلطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *