روايات

رواية شاليه الساحل الفصل الثالث 3 بقلم محمد محمود

رواية شاليه الساحل الفصل الثالث 3 بقلم محمد محمود

رواية شاليه الساحل البارت الثالث

رواية شاليه الساحل الجزء الثالث

شاليه الساحل
شاليه الساحل

رواية شاليه الساحل الحلقة الثالثة

قلت ليها: “أنا عايزاك تحكيلي كل حاجة.”
قالت ليا: “اللي حصل حاجة مش ممكن حد يصدقها.”
قلت لها: “احكيها لي.”
قالت: “أنا كنت بنت عادية زي كل البنات، اتولدت في أسرة فقيرة. أبويا كان عامل، وعنده تلات بنات وتلات ولاد، وأنا كنت أكبرهم. كان بيقضي مصاريفنا بالعافية، وللأسف ما دخلش حد فينا المدرسة علشان يوفر في المصاريف. وكل واحد فينا لما يكبر شوية كان يوديه يشتغل في أي حتة علشان يساعد على المصاريف.
أنا اشتغلت كتير في مصانع هدوم، محلات بقالة، وسوبر ماركت. وساعات كنت بصرّح في السوق مع والدتي، وساعات اشتغلت خدامة. أهو ده الحال اللي كان عندنا، الغلابة زينا بيشتغلوا إيه يعني؟ مع كل ده، كنت حلوة وعلي العين، ويا مجال عرسان، بس أبويا كان بيرفضهم.
كان يقول لي: “واحدة بجمالك ما ينفعش تتجوز غير راجل معه فلوس، ييجي ينقلنا من الفقر اللي احنا فيه.” لحد ما جه الراجل اللي معه الفلوس، عثمان جوزي. كنت شغالة بخدم في العمارة اللي هو ساكن فيها، شافني وعجبته. لما سأل علي وعرف عنواني، راح لأبويا وقال له إنه عاجباه وعاوز يتجوزني، ومستعد يدفع المهر والشبكة والفلوس، وأي حاجة يطلبها أبويا.
وقال إنه مش هيخليني محتاجة أي حاجة خالص. أبويا وافق على طول، خصوصًا لما الراجل إداله فلوس كتير كمهر. أما أنا فما كانش في إيدي إني أرفض. أصلاً كنت زهقانة من حياتي وكنت عاوزة أخرج منها بأي شكل. وفقت على الجواز على طول، قلت يمكن يطلع طيب ولا حنين أو كويس، وعموماً أي حاجة أحسن من اللي أنا فيه.
هو عثمان ما كانش شكله وحش برضو. كان في التلاتينات تقريباً، وأنا كان عندي عشرين سنة، وشكله ما كانش بطال. كلامه كان حلو ودمه خفيف. الحقيقة إنّي في الكم مرة اللي جه لنا فيهم وقعد معانا، اتعلقت بيه شوية وشفت فيه الراجل اللي هينقذني من اللي أنا فيه.
اتجوزت وروحت عشت معاه في شقته في مدينة من المدن الجديدة. في البداية، عثمان كان فعلاً راجل كويس وحنين، وكان بيعاملني حلو. كان بيجيب لي كل اللي أنا عاوزاه، وما كانش بيخلف لي نفسي في حاجة. كنت مبسوطة قوي في حياتي معاه. لحد ما ابتدى يتغير.
بقى يغيب عن البيت كتير، في الأول بالأيام، وبعد كده بالأسبوع. وكل لما أقول له: “أنت بتغيب ليه؟” يقول لي: “شغل.” أنا أصلاً ما كنتش عارفة هو شغال إيه. كان بيقول إنه رجل أعمال، لكن عمري ما عرفت الأعمال دي إيه، ولا عرفت هو بيروح فين لما يغيب.
كان فيه أوضة في البيت بيدخلها هو لوحده، وما كانش يسمح لي أدخلها خالص. مفتاحها كان معاه هو لوحده، وكان يقفلها بالمفتاح لما يسافر. في مرة من المرات اللي سافر فيها، قررت إني أتصرف وأدخل الأوضة دي علشان أعرف فيها إيه وأعرف سر جوزي اللي مخبيه عني.
كنت عملت نسخة من المفتاح، ومستنية بس إنه يسافر علشان أفتحها وأشوف فيها إيه. بعد ما مشي بشوية، رحت وفتحت الأوضة. لقيت فيها مكتب ودولاب مليان كتب. ما كانش فيه حاجة تانية غريبة. فتشت فيها، ما لقيتش أي حاجة غير طبيعية. فروحت على المكتبة وتفرجت على الكتب، وتصدمت صدمة عمري.
الكتب كلها كانت عن السحر والجن والعفاريت وتحضير الشياطين. ما كنتش عارفة أعمل إيه. جوزي بيعمل إيه بالحاجات دي؟ ليه شايلها في الأوضة دي؟ وليه قافل عليها كده؟ معقول يكون بيشتغل في الدجل والشعوذة؟”
وأنا واقفة مستغربة، سمعت صوت بيقول: “أنتِ إيه اللي دخلك هنا؟”
بصيت ورايا، لقيت عثمان واقف على الباب والغضب باين في وشه. قال لي: “أنا كنت عارف إنك ناوية تعملي كده. فاكرة إني مش عارف إنك عملتِ نسخة من المفتاح ولا إيه؟ أنا كنت عايزك تعرفي الحقيقة لوحدك، وها هي الحقيقة قدامك. أيوة، أنا ساحر، أعظم ساحر فيكِ يا مصر. محدش يقدر عليا ولا على سحري. ولي أتباع وشياطين، وأي حد عاوز حاجة بييجي لي.”
كان صوته مليان ثقة وقال: “اللي عايز يسحر حد، اللي عايز يأذي حد، اللي عايز يربط حد، واللي عنده حاجة ضايعة وعايز يلاقيها، بييجي لي. واللي بيحب حد والحد التاني ما بيحبوش، أنا أخليه يحبه ويبقى تحت أمره كمان.”
قلت له بصدمة: “معقول أنت كده؟ أنت بالأخلاق دي؟ أنت ساحر؟ أنا اتجوزت ساحر؟!”
رد عليا بكل هدوء: “أيوة، اتجوزتِ ساحر. وفيها إيه يعني؟ ما هو السحر ده اللي معايشنا في العيشة دي. هو اللي مأكلنا ومشربنا.”
قلت له: “مش عايزة العيشة دي، ولا عايزة فلوسك. طلقني حالًا يا عثمان.”
ضحك بسخرية وقال: “أطلعك؟ أطلعك إزاي؟ ده أنتِ هتبقي المساعدة بتاعتي. أنا كنت محتاج حد يساعدني، ودلوقتي جه دورك.”
قلت له بعزم: “أنا مستحيل أعمل كده. مستحيل أبقى زيك. مستحيل أساعدك.”
رد عليا بغضب: “هتساعديني غصب عنك، وإلا هدوّقك من العذاب ألوان وألوان.”
رفضت وقلت له: “مستحيل أعمل كده!”
هجمني ومسكني من رقبتي وقال لي: “هتتعذبي لحد ما توافقي بقى.”
حبسني في أوضة وقفل عليا. قعدت أيام مش بيفتح لي إلا عشان يحط لي شوية أكل وشرب.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية شاليه الساحل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *