روايات

رواية أشواك الورد الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم قوت القلوب

رواية أشواك الورد الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم قوت القلوب

رواية أشواك الورد البارت الخامس والعشرون

رواية أشواك الورد الجزء الخامس والعشرون

أشواك الورد
أشواك الورد

رواية أشواك الورد الحلقة الخامسة والعشرون

ناهد وحسام …
صرخات متتاليه ونيران متوهجه وأمل مفقود لكن .. لا حياة لمن تنادي ، فلم ينتبه أحد لإستغاثاتهم المستمرة وصرخاتهم العاليه حتى توقفت تلك الصرخات تماماً وإستسلم كلاهما لمصيرهما المحتوم …
بعد مرور بعض الوقت وتصاعد ألسنه النيران وبدأت تخرج لهيبها خارج النوافذ بتلك اللحظه بدأ ينتبه الماره للحريق الذى إشتعل بالشقه ليسرع أحدهم بالاتصال على الفور بالمطافئ لإخماد هذا الحريق الهائل …
حاول بعض المتطوعين إنقاذ “ناهد” و”حسام” لكن النيران كانت قويه للغايه فلم يستطيع أحدهم التمكن من الدخول إلى الشقه ….
وصلت سياره المطافئ وأخمدت الحريق بالفعل لكنهم لم يستطيعوا إنقاذ أى منهما إطلاقاً فقد قضى أمرهما …
إلتهمت النيران كل شئ وأخذت أرواحهم معها …..
____________________________________
ورد ….
غادرت “ورد” المستشفى سريعاً دون أن ينتبه لها أحد .. لم تعد تعى أى شئ يدور حولها سوف تترك كل شئ وتبتعد عن كل ذكرياتها المؤلمه فى هذا المكان …..
إتجهت نحو بيت “يوسف” حتى تلملم باقى حاجياتها وملابسها إستعداداً لهروبها الذى خططت له هروباً من أشواكها التى تحيط بها …
ربما بُعدها عن المكان ينسيها ألم وإنكسار روحها ….
دلفت إلى الشقه بخطوات متسلله وهى تتنفس الصعداء فمازالت ام “يوسف” و”دعاء” يغطان فى نوم عميق ولم يشعرا بعودتها …
توجهت نحو الغرفه بخفه وأخرجت حقيبتها لتضع ملابسها وهاتفها بالحقيبه ثم أخذت نفساً عميقا ناظره حولها وكأنها تودع هذه الكتل الأسمنتية من حولها …
فهى بالفعل ستفتقدها .. لقد شعرت بالطمأنينه والأمان فى هذا المكان لكن “يوسف” لا يستحق منها أن تظلمه أكثر من ذلك …
لكن قبل أن تغادر أخرجت ورقه وكتبت بها بعض الكلمات لـ”يوسف” ووضعتها فوق الفراش ثم خرجت من هذا البيت كما دخلته بخطواته متسلله خفيه ، خرجت كما لو كان روحها هى التى تخرج من البيت …
فكيف سكنت هذا البيت بروحها فى هذه المده القصيره .. لكن البيت لم يكن هو الأمان بل كانوا جميعاً هم سبب ذلك …
أم وأخت وحبيب ….
إستقلت إحدى سيارات الأجرة التى طلبت من سائقها إيصالها إلى الإسكندرية ….
قضت طريقها تنظر من نافذه السياره نحو السماء فهى راحله لعالم جديد خالى من الأحبه … لكنها مجبره على ذلك ….
____________________________________
يوسف …
أنهى مراسم الدفن والعزاء بجنازة والد “ورد” بحزن لفقد هذا الرجل الطيب وعاد مسرعاً نحو المستشفى للإطمئنان على “ورد” بقلب شغوف …
فتح “يوسف” باب الغرفه ليفاجئ بأنها ليست متواجده بالغرفه ، فزع للغايه لغيابها وخرج من الغرفه باحثاً عن تلك الممرضه التى أوصاها الإنتباه إليها …
بنبره قلقه للغايه وقد توجس قلبه بغير إطمئنان لا يدرى سببه …
يوسف: “ورد” فين ….؟؟
الممرضه: مش عارفه يا أستاذ “يوسف” .. بعد ما حضرتك مشيت بشويه رحت أطمن عليها و أقعد جنبها ملقتهاش موجوده …
تأكدت شكوكه بأنها تركت المستشفى ليهتف بإنفعال …
يوسف: يعنى إيه ….؟؟ راحت فين ؟!!!!!!!! .. دى لسه تعبانه من إللى حصل لوالدها …!!!!
الممرضه: مش عارفه والله يا أستاذ “يوسف” .. يمكن روحت …!!!!
دار “يوسف” يبحث بأروقه المستشفى فربما تكون قد أفاقت باحثه عن والدها ومازالت بالمستشفى لكنه لم يجد أثراً لها …
لم يتبقى له سوى العودة للمنزل فربما تكون عادت بالفعل عندما لم تجد أحد إلى جوارها بالمستشفى…
حاول عدة مرات الإتصال بها لكن دوماً هاتفها مغلق ليصاب قلبه بقلق شديد حاول التغاضى عنه …
____________________________________
شقه يوسف ….
كاد يركض قافزاً درجات السلم إلى الأعلى يريد الوصول بأقصى سرعه ، تفاجئ بـ”دعاء” تقف بباب المنزل متحضرة للذهاب …
نظرت نحوه بإستراب شديد لملامحه المذعورة …
دعاء: أنت جيت يا “يوسف” ده أنا كنت جيالكم المستشفى … أمال فين “ورد” مجتش معاك ولا إيه …؟!!
علت الصدمه ملامحه بجمود للحظه وقد فغر فاه بإندهاش وهو يتسائل …
يوسف : إيه … هى مجتش …؟؟!!!!! ده أنا كنت فاكر حلاقيها هنا ..!!!
دعاء: لا مش هنا .. وإلا كنت قعدت معاها عشان أعزيها .. مش أنزل لكم المستشفى ….!!!!
يوسف بإنفعال: أمال راحت فين بس …؟؟
سمعت ام “يوسف” صوت إبنها المنفعل لتهتف به بقلق …
ام يوسف: فيه إيه يا “يوسف” … إيه إللى حصل …؟؟
دلف “يوسف” للداخل بتخوف يتمنى أن يعود كطفل صغير ويجد حلاً لكل مشاكله عند والدته …
يوسف: “ورد” يا ماما .. سابت المستشفى ومش عارف راحت فين …؟؟
أخذت تتفكر للحظات ثم هتفت به بتخمين …
ام يوسف: يمكن جت يا إبنى وإحنا نايمين ولا حاجه !!! .. شوفها كدة يمكن دخلت أوضتكم …
بآخر أمل أسرع “يوسف” نحو الغرفه بحثاً عن “ورد” لكنه فوجئ بعدم وجودها …
نظر نحو خزانه الملابس لم يجد أى شئ من متعلقاتها نهائياً فالخزانه خاليه تماماً …
نظر حوله بفزع وكأنه يتلمسها فى أى شئ حوله محاولاً فهم ما حدث .. ترى إلى أين ذهبت ….؟؟!!!
وقعت عيناه على ورقه مطويه بعنايه فوق الفراش ، ليمد يده ممسكاً بها برفق قبل أن يجلس بطرف الفراش يقرأ ما دون بها ….
( يوسف … أنا عارفه كويس أنت عملت إيه علشانى وقد إيه إنت كنت قد المسؤوليه إللى بابا حملهالك .. لكن أنا مقدرش أظلمك معايا أكتر من كده … أنا بحلك من وعدك لبابا … عيش حياتك وحب و إتجوز .. ربنا يسعدك .. أنا حمشى ومتدورش عليا لأنك مش حتلاقينى … أنا مش ممكن أكون أنانيه وأفرض نفسى عليك أكتر من كده …. طلقنى يا “يوسف” … “ورد”….)
أنهى “يوسف” قراءته لخطاب “ورد” وتملكه إحساس بالقهر وجرح نافذ بقلبه الذى يعتصر حزناً وغضباً بذات الوقت … أراد أن يصرخ ألماً … فقد شعر بألم رهيب يجتاح صدره وإختناق لقلبه ، أدمعت عيناه بحزن لفقدها وهو يصرخ صراخاً مكتوماً …
يوسف : اااه … ليه سبتينى يا “ورد” من غير ما تفهمى ؟!!!! … يا ترى رحتى فين … ؟؟ ألاقيكى فين ….؟؟؟
أمسك بالورقه التى عقصها بكفه ثم خرج راكضاً بقوة وسط اندهاش أم “يوسف” و”دعاء” من مظهره المتألم الباكى …
ام يوسف: مالك يا “يوسف” …؟؟
يوسف بقهر: “ورد” مشيت يا ماما .. سابت البيت ومشيت ….
شهقت ام “يوسف” بصدمه ثم هتفت بحرقه كما لو أن إبنتها هى التى ضاعت وليست زوجه إبنها …
أم يوسف : مشيت … راحت فين …؟؟ بنتى فين…. ؟؟ هاتلى بنتى تانى يا “يوسف” ….
لم يتوقع حاله الإنفعال التى أصابت والدته وتفاجئ بلفظها إبنتى ليردف بتعجب …
يوسف: بنتك ….؟؟!!!!
ام يوسف: أيوه …”ورد” زى “دعاء” .. بنتى … كفايه إللى هى عاشته … كفايه أوى …لازم تلاقيها وتجيبها لى تانى …
إتسعت حدقتاه بصدمه فمنذ متى والدته تعلم بما حدث وهو لا علم له بذلك …
يوسف بصدمه: إنتى عارفه ….؟؟!!
ام يوسف: أنا عارفه كل حاجه .. هى حكت لى كل حاجه … هاتهالى يا “يوسف” …
أومئ عدة مرات بقله حيله ثم مسح وجهه بكفه بإنفعال قبل أن يخرج متجهاً للمستشفى مرة أخرى …
فربما لم يتوصل إلى مكانها لكنه يدرك أن طبيبتها النفسيه على تواصل معها وربما تعلم إلى أين ذهبت …
دلف لمكتب سماح” وعلامات الانزعاج مرتسمه على وجهه المقتضب ليسألها مباشرة …
يوسف: “ورد” فين ….؟؟
سماح بدهشه: معرفش .. من ساعه ما خرجت من هنا من غير ما نحس معرفش هى راحت فين ….؟؟
يوسف: “ورد” سابت البيت وعايزانى أطلقها ….
بإندهاش شديد من طلب “ورد” للإنفصال عن “يوسف” خاصه وهى تعلم تماماً أنها قد أحبته بالفعل ….
سماح: معقول … بعد ما حبتك الحب ده كله تسيبك كده بالسهوله دى من غير سبب ….؟؟
تهدلت ملامح “يوسف” حين أخبرته أن “ورد” تبادله نفس الشعور … هذا التصريح الذى لم يسمعه منها مطلقاً ….
إبتلع ريقه وهو يهتف بإندهاش وإحساس ممزوج بين السعاده والتعاسه معاً فوقت إدراكه لمحبتها له هو نفسه وقت فراقها له …
يوسف : حبيتنى .. !! هى قالتلك كده ….؟؟
سماح: أيوه ..
غطى وجهه بكفيه يتمالك هذا الغضب من نفسه لإدراك كل تلك الحقائق دوماً متأخراً فكيف سيصل إليها الآن ليصحح لها كل ما ظنته بالخطأ …
أين هى ليخبرها بحبه .. أين هى ليحميها ويشعرها بالأمان …!!!!
سار “يوسف” كالمجنون وسط الشوارع ماراً ببيت “ورد” ووالدها ليسأل عنها لكنه لم يجدها أيضاً حاول السؤال عنها بكل من مر من حوله …
لقد ضاعت منه وردته .. وحب حياته .. ليته لم يتأخر فى تصريحه لها بحبه .. ليته لم يتركها بالمره …
____________________________________
الإسكندريه …
وصلت “ورد” إلى الإسكندريه بعد عدة ساعات فضلت ألا تقيم بنفس الفندق الذى أقامت به مع والدها من قبل وأقامت بفندق آخر بعيد عنه حتى لا يستطيع أن يجدها أحد مطلقاً ….
بعد أن إستقرت فى إقامتها أخرجت شريحه هاتفها و ألقتها بعيداً وقامت بشراء أخرى جديده للتواصل مع “لامار” لحين إنتهاءها من الأوراق اللازمه لسفرها إلى فرنسا ، وكأنها بقسوة الأيام وصفعاتها وإمتلاء طريقها بالأشواك جعلها تولد من جديد ، لم تكن بتلك الضعيفه المستسلمه التى تنتظر من يضبط أمورها ويتصرف بدلاً منها ، شعرت بالقوة تنبع من داخلها ، نعم إكتسبت القوة لكن بقلب حزين ….
____________________________________
هل تلك سنوات التى مرت أم عقود ، لا إنها مجرد أيام لكنها مرت بهم كالسنوات المقفرة الموحشه بقلوبهم المفطوره ، فلو يدركا ما بقلب كل منهما لما كان للفراق وجود …
ورد…
جلست داخل حجره الفندق كعادتها فى الأيام السابقه فلم يعد لديها أى شغف بأى شئ على الإطلاق ….فهى حتى وإن خرجت هى حبيسه داخل نفسها وقلبها فهى من إختارت هذه الحياه بإرادتها …
كانت دوماً تفكر بـ”يوسف” وكيف تقبل فكره رحيلها …
” يا ترى زعل؟؟!! .. ولا إرتاح إنى خففت الحمل من عليه !!! ….المهم ينسانى ويرتاح بعيد عنى … أكيد أنا أخترت الإختيار الصح … لازم يعيش حياته …”
دق هاتفها بإسم “لامار” رفيقتها الوحيدة بتلك الأيام الماضية ….
لامار: بنچور (صباح الخير) “ورد”…
ورد: صباح الخير يا “لامار”… مفيش أخبار …؟؟
لامار: أبشرك يا شريكتى العزيزة … خلاص عملت لك فيزا للبيزنس حتيجى هنا إقامه عمل معايا فى الشركه … تقدرى تروحى السفاره وتخلصى الإجراءات عندك وتحجزى للسفر …
ورد: شكراً بجد يا “لامار” على كل إللى بتعمليه معايا …
لامار: ولو …. أنا مبسوطه جداً إن إنتى جايه تعيشى معايا هنا … وحتنبسطى جداً هنا فى موناكو …
ورد: إن شاء الله .. بكره حروح السفاره أخلص الفيزا و أحجز وأبلغك بالمعاد …
لامار: أكيد … منتظراكى …
____________________________________
شركه الأقصى …
لم يلبث وقت طويل منذ بدايه عملهم اليوم حتى نهض “يوسف” بتملل قائلاً …
يوسف: أنا ماشى ..
أسرع “شريف” يمنع صديقه المتهور من تلك التصرفات التى ستخسره عمله أيضاً ليعترضه بقوة ناصحاً إياه بود …
شريف: رايح فين بس ؟؟؟!!!! … كده غلط .. إنت بقيت بتغيب كتير وتستأذن كتير … أصحاب الشركه ممكن يتضايقوا كده …
يوسف بضيق: مش قادر أقعد ولا قادر أشتغل … ولا عارف أعمل أى حاجه فى حياتى !!!!! … عشر أيام …عشر أيام مش عارف عنها أى حاجه ولا عارف راحت فين ….؟؟؟
شريف: الصراحه رد فعلها طلع صعب أوى … ومش قادر أنا كمان أفكر معاك فى مكان تكون راحت له …
إرتمى “يوسف” مرة أخرى بيأس فوق مقعده وقد تملك منه الإحباط الشديد …
يوسف: أنا حتجنن خلاص … مخلتش ولا مكان ولا حد تكون تعرفه إلا ورحت وسألت عليها .. ولا حد شافها ولا حد يعرف عنها حاجه ….!!!!
شريف: ربنا يكون فى عونك … ويدلك على طريقها …. أنا مكنتش فاكر إنك بتحبها أوى كده ….
بإدراك لحقيقه مشاعره لكن متأخراً للغايه …
يوسف: ولا أنا والله يا “شريف” … ولا أنا ….
نكس رأسه بين كفيه بصمت فما عاد بيده حيله ولا حل لم يبحث به …
دق هاتف “شريف” الذى أمسك هاتفه بإرتباك ليخرج من المكتب أولاً قبل أن يجيب هذا الإتصال حرصاً ألا يجرح شعور “يوسف” بحديثه ….
شريف: حبيبتى .. وحشتينى …. أبداً والله مشغول مع صاحبى “يوسف” .. نفسيته تعبانه أوى … أدى أخرة إللى يحب ولا يطولشى … أبداً .. موضوع كبير لما أشوفك حقولهولك بالتفصيل … جهزى نفسك مش باقى على الفرح إلا شهر واحد … ماشى حبيبتى … سلام ..
____________________________________
أنهت “ورد” إجراءات سفرها بسهوله للغايه واليوم قد إستعدت للسفر هاربه من جميع أحزانها وحب “يوسف” الذى تعمق أكثر فى قلبها ، فيجب أن تبتعد أكثر وأكثر حتى لا تضعف وتعود ….
نظرت حولها فهى بالمحطه الأخيرة تودع حياتها السابقه ، هاهى تجلس بإنتظار صعودها للطائرة لكنها قررت عمل مكالمه أخيره قبل إغلاق هذا الهاتف نهائياً ….
أمسكت الهاتف بتردد وأخرجت إسمه … “يوسف” …
هل تتصل أم لا ؟؟؟!! … ظل السؤال يتردد فتره طويله فى ذهنها حتى ضغطت زر الإتصال بدون وعى منها …
سمعت رنين الهاتف ثم أجابها صوته الحنون الذى إشتاقت لسماع صوته …
يوسف: السلام عليكم …
يوسف: ألو … مين معايا ….؟؟
دقات قلبه المنفعله أكدت له أن “ورد” هى صاحبه هذا الإتصال ليهتف بنبرته العاشقه المشتاقه …
يوسف : “ورد” …. ؟؟!!
يوسف: “ورد” … إنتى فين … ؟؟ أنا …..
أسرعت بإغلاقها الهاتف تماماً بعدما إنهمرت الدموع من عينيها فقد كانت سوف تهد كل ما فعلته وينهار قلبها معلناً حبها وإشتياقها له ..
لكنها فقط إكتفت بسماع صوته لآخر مره وأغلقت الهاتف نهائياً بعدها ….
____________________________________
يوسف ….
ظل “يوسف” ممسكاً بالهاتف يتطلع به بشوق وكأنه يراها أمامه … حاول كثيراً الإتصال بنفس الرقم الذى ظن أنها تتحدث منه لكن كانت دائماً نفس النتيجه .. مغلق …
إنتبه “شريف” لإنشغال “يوسف” بالهاتف ليتسائل بفضول ….
شريف: مين يا “يوسف” ….؟؟
يوسف: مش عارف .. بس قلبى بيقولى إنها “ورد” ….
شريف: طب حاول تانى …
يوسف: بحاول .. بس التليفون إتقفل … مش عارف أوصل لها …
شريف: واحده واحده .. طالما إتصلت مره .. ممكن تتصل تانى …
يوسف بأمل: تفتكر …
ربت “شريف” على كتف “يوسف” محاولاً بث الطمأنينه به فربما بالفعل يجمعهما القدر مره أخرى ….
____________________________________
بعد عدة ساعات …
وصلت “ورد” إلى فرنسا حين قامت “لامار” بإستقبالها بالمطار بود ملحوظ ، أوصلتها بعد ذلك لأحد الشقق البسيطه التى ستقيم بها “ورد” …
حاولت “لامار” معرفه ما حدث مع “ورد” حتى تترك مصر نهائياً بهذه الصوره … فكانت دوماً إجابه “ورد” أنها لم تتفق مع زوجها وطلبت الإنفصال وقررت السفر ….
____________________________________
مر شهر بالكامل إنغمست فيه “ورد” بالعمل مع “لامار” فقط هروباً من التفكير بـ”يوسف” و أيضاً محاوله نسيان فقدها لوالدها الحنون …..
لكن خلال هذا الشهر لم تتغير مشاعر “ورد” ولا يوسف مطلقاً .. ظلت “ورد” حبيسه حبها المكتوم والتى ظنت إنها ستنساه بمجرد سفرها و إنغماسها فى العمل ….
كذلك لم ييأس “يوسف” من البحث عن “ورد” لكنه بالفعل إستنفذ كل الطرق التى يمكن أن تساعده فى إيجادها …
ومع مرور الأيام إقترب موعد زفاف “شريف” وإستعد لتحضير حفل الزفاف الذى طالما حلم به ….
____________________________________
يوم الزفاف ….
جهز “شريف” حديقه رائعه لٕاقامه حفل زفافه اليوم فهو لم يشأ إقامته فى إحدى القاعات المغلقه وفضل أن يكون حفل الزفاف فى الهواء الطلق …
إرتدى حُلته الرسميه الأنيقه ثم توجه لإحضار عروسه لإتمام مراسم الزواج …
بعد قليل أقبل العروسان بطلتهم المبهجه الرائعه على المدعويين لتقام الأجواء الإحتفاليه بهم وبليلتهم الفريده …
أصرت العروس بطبعها الأوربي أن يكون زفافهم غير تقليدي وأن هم من عليهم المرور بالمدعويين واللقاء بهم لتمتزج فرحتهما بفرحه أهلهم ….
____________________________________
يوسف…
أقبل “يوسف” نحو “شريف” وعروسه الجذابه فهذه أول مره يتقابلا معاً ليهنئهما بزواجهم السعيد ..
يوسف: مبروك …
وجدها “شريف” فرصه سانحه لتعرف عروسته بصديقه ورفيق عمله …
شريف: أهو يا ستى الأستاذ “يوسف” إللى دوشتك عنه ..
العروس: أهلاً وسهلاً …
يوسف:ربنا يسعدكم ويوفقكم فى حياتكم يا رب…
شريف: آمين يا رب .. ويفرح قلبك ويطمنك يا “يوسف” …
أومأ “يوسف” رأسه بحزن
يوسف : يا رب …
تركهم “يوسف” وقد إبتعد قليلاً ليقف مع زملائه بالشركه مع تطلع العروس بهيئته الحزينه حين تسائلت بفضول …
العروس : هو ماله حزين أوى كده ليه ….؟؟ إنت قولتلى أنه حب ولا طالشى …. يعنى إيه …؟؟!!
شريف: “يوسف” دة صاحب بجد … ونفسى يفرح بجد من قلبه لأنه فعلا يستاهل كدة .. بس مش عارف أعمل له إيه موضوعه صعب أوى … حظه وحش …!!
العروس: إزاى …؟؟ فهمنى …؟؟
شريف: حب بنت و إتجوزها لكن هى إفتكرت إنه إتجوزها عشان يرد جِميل والدها بس … فسابته ومشيت وهو من ساعتها حيتجنن ويلاقيها .. دور عليها كتير جداً بس ملهاش أثر إطلاقاً …
العروس: للدرجه دى بيحبها ؟؟!!!! .. بس طالما سابته خلاص .. يمكن هى محبتهوش ..!!!!
شريف: بالعكس .. هى كمان بتحبه .. وهو مش قادر يعيش من غيرها أنا بحسه كل يوم بيموت …
العروس: ربنا يجمعهم تانى مع بعض …
شريف: يا رب .. ده بكره يعملوا قصه حبهم فيلم زى( قيس وليلى) كده ويسموها (يوسف و ورد) …
العروس: مين …..؟؟ هى إسمها “ورد” ؟؟
شريف : أيوة .. هو أنا مقولتلكيش قبل كده ..
إنتبهت فجأه وفهمت الأحداث جميعها وظلت تردد الإسم على لسانها لبعض الوقت …
“يوسف و ورد …يوسف و ورد”
وما كانت العروس إلا “لامار” ……
مالت “لامار” تطلب بدلال من “شريف” أن ينادى “يوسف” لتتحدث معه ليبلى طلبها دون فهم …
لامار: أستاذ “يوسف” .. ممكن سؤال …؟
يوسف: إتفضلى …
لامار: هى مراتك إللى إنت بتدور عليها .. إسمها “ورد” إيه …؟؟
يوسف: “ورد العالى” …”ورد عبد المقصود العالى” … بتسألى ليه ….؟؟
لحظه إدراكها بأن “يوسف” هو زوج صديقتها وشريكتها جعلها تشهق بخفه وقد إتسعت عيناها بإندهاش قائله ….
لامار: أنا عارفه فين “ورد” ..
لم يكن يظن “يوسف” أنه سيسمع تلك العبارة أبداً ليندهش بتلهف شديد …
يوسف : بجد …!! إنتى عارفه هى فين وإختفت فين الفترة إللى فاتت …؟؟
لامار: أيوه … “ورد” شريكتى فى الشركه بتاعتى فى فرنسا .. وكانت عايشه معايا هناك
يوسف متعجباً: فرنسا …؟؟!! مش إنتى من إيطاليا ..؟؟
لامار: لأ .. أنا قابلت “شريف” صدفه فى الحفله كنت جايه إيطاليا عشان شغل .. بس أنا أصلاً عايشه فى موناكو فى فرنسا …
لم يكترث “يوسف” بكل تلك التفاصيل فما يهمه شئ واحد فقط …
يوسف: مش مهم .. مش مهم … فين “ورد” ..؟؟
لامار: هى راحت تزور قبر والدها وحتيجى هنا كمان شويه ….
لم يطيق “يوسف” الإنتظار حتى عودتها ليخرج مسرعاً من تلك الحديقه ليلحق بـ”ورد” بقلب متلهف مشتاق ….
لكن بمجرد خروخه من الحديقه وجدها قادمه من بعيد …. متألقه مبهره كعادتها بفستان ملائكى ذهبى اللون ..
كانت كأميره أحلام خياليه تقترب نحوه دون أن تنتبه له ….
دقات قلبه المنتفضه أعلنت أفراحها برؤيتها فقط شعر بسكينه أحلت بقلبه وهدأ فؤاده بالإطمئنان عليها …
إقترب منها أكثر .. ومازالت شارده غير منتبهه له فقط تنظر لموضع قدميها خوفاً من أن تسقط لخطواتها بهذا الفستان الطويل …
لم يبق بينهم سوى خطوات قليله لتشع بهائها كشمس أزاحت الغيوم وأهلت بنورها المشرق بحياته المظلمه …
همس بحالميه بنبرته الحنونه التى تدركها جيداً لتطرب آذانها بصوته ناطقاً بإسمها …
يوسف : “ورد”…
تجمدت فى مكانها فمجرد سماع همسته بإسمها عرفته على الفور من صوته دون حتى النظر إليه …
ظنت أنها تحلم لتجيبه بهمس مشتاقةكما لو تتحدث مع نفسها ..
ورد : “يوسف” …!!
رفعت رأسها لتتأكد مما سمعته لتجده أمامها مرتديا بذلته السوداء التى أظهرت وسامته الطاغيه التى أذابت قلبها …
دقات قلبها المتسارعه وتنفسها الغير منتظم كانتا أول من رد على نداءه …
ورد بإضطراب: “يوسف”…
كم اشتاقت له … ولصوته الهادئ منادياً بإسمها … كم تمنى قلبها رؤيته .. لكن كيف … بمجرد سماع إسمها من شفتيه وقد ذابت حباً وتناست ما هربت من أجله … نعم إنها فعلاً تحبه …
اكمل يوسف معاتباً بحنان ….
يوسف: سبتينى ليه …..؟؟
ورد بحزن: مكنش ينفع نكمل يا “يوسف” .. إنت …
قاطعها يوسف : اششش .. كفايه .. كل مرة بتتكلمى .. إسمعينى أنا المرة دى .. عشان مش حسيبك تضيعى من إيدى تانى …
ورد: إسمعنى إنت يا “يوسف”…
يوسف: لأ … المرة إللى فاتت قاطعتينى و إللى حصل خلانى مقدرتش أكلمك وأقولك على كل حاجه جوايا …. ومعنديش إستعداد أستحمل إنك تسيبينى وتهربى منى تانى …..
ورد بحزن: كان لازم أمشى ……
يوسف : أنتى فاهمه غلط … يمكن باباكى طلب منى الطلب ده … لكن مش ده السبب أنى إتجوزتك ..
ورد : أمال إيه ….؟؟
دنا منها “يوسف” أكثر ليتطلع بعشق فى بحور عيناها الزرقاء وأمسك بيديها بلهفه يضمهما إلى قلبه بإشتياق متيم …
يوسف: أنا بحبك … بحبك من أول يوم شفتك فيه … من أول نظره بينا .. من أول ما جت عينى فى عينك … من ساعتها وأنتى جوه قلبى …
ورد: بس أنت … ؟
يوسف مقاطعاً : فيه حاجات كتير أوى حصلت .. وناس كانت عايزة تبعدنا عن بعض …. وأنا فعلاً إتغيرت … ومش عايز من الدنيا غيرك .. “ورد” صدقينى أنا فعلاً بحبك …ومش قادر أعيش من غيرك … ولا عايز أعيش من غيرك .. إنتى مراتى وحبيبتى وحتفضلى طول عمرك مراتى وحبيبتى …
ورد بدهشه: إنت مطلقتنيش زى ما طلبت منك …؟؟
يوسف: لا طبعاً … حد يموت روحه بإيده …
إبتسمت ورد بسعاده .. فأخيراً تفتحت الورود .. أخيراً إنتهت الأشواك …
أعاد “يوسف” برقه إحدى خصلات شعرها الذهبى للخلف ناظراً فى بحور عيناها قائلاً بهمس …
يوسف: أخيراً رجعتى بيتك جوه قلبى .. ومش حسيبك أبداً تبعدى عنى تانى … كفايه تعيشى جوة الأشواك ….
ورد بحب: وأنا عمرى ما حبعد عن بيتى ده تانى … عمرى ما حبعد عن حبك تانى …
بحبك بجد يا “يوسف” …
أمسك “يوسف” بكفها الرقيق وسارا بعيداً عن كل ما يحيط بهما فقط سارا فى طريق سعادتهما التى طالما إنتظراها طويلاً …
فلتبدأ حياة الحب والأمان وتنتهى حياة الألم والأشواك …
النهايه ،،،
تمت بحمد الله وفضله ،،،

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أشواك الورد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *