رواية سرداب غوانتام الفصل العاشر 10 بقلم نور
رواية سرداب غوانتام الفصل العاشر 10 بقلم نور
رواية سرداب غوانتام البارت العاشر
رواية سرداب غوانتام الجزء العاشر
رواية سرداب غوانتام الحلقة العاشرة
: انت عاوزنى انا إلى ادوق
طالعها الجميع من لهجتها التى تغيرت نظر “فرناس” اليها من تحول وجهها وخوفها قال
: اختارى من يجب ان يتذوقه
تعلقت عيناها بت وقلبها يهدا قال : ان كنتى قلتى كلام كهذا لا شك بان هناك سبب
قال “داغر” : تشكين بأحد، المخاطرة لن تكون على حياة الملك
صمتت لتمرين انظارها على الخادمين وتدقق بهم ولا تعلم سبب تفصحهم وقد، كان مطأطين رؤسهم لا ترى اى تعبيراتهم لكن خائفه ان يكون يقينها صحيح ويتسمم شخص برىء لمجرد تذوق مكان ملك، انها تعتبرهم الاثنان بشر.. لا تريد ان تحمل اثم
اشارت على احد منهم باصبع السبابة وقالت
: انت .. تذوق ذاك الطعام
رفع وجهه من اشارتها عليه وتوجهت انظار الجميع عليه، تعجب “فرناس” من اختيارها بتلك الثقه لكن لا يعلم دقات قلبها الخائفه
قال “داغر” بجديه : لماذا تقف فى مكانك، الم تسمع
: لكننا تذوقنا الطعام جيدا
قالت “لينا” عرفنا، ابدأ من جديد
كان واقف فى مكانه متلعثم اللسنان وقال : حاشا ان تمد يدى فى طعام الملك
قال “فرناس” : تذوقه
نظرو اليه وكان يده تخلو الدماء منها قال : مولاى هذه اهانه لحضرتك ا…
قاطعه بحده وقال :الآن
ارتجف من صوته وهو ينظر إلى جميع الأوجه الذى تثقبه باعينها، تقدم ناحيه الطعام وكان “لينا” تتابع حركته وتعرق جبهته
توقف فجأه ليظهر الارتباك على وجهه
قالة “صفيه” : لماذا توقفت
لم يجاوب وكأن خرس فجأه قال: لا استطيع
بحلق الجنيع به وقد ثبتت مخاوفه، هنالك من امسكه بقوه وجعله يجس على رقبتيه من قوة قبضته على كتفه وكان “داغر” الذى قال بغضب
: للأكل رغم عنك اذن
امسك الطعام بقبضته وسرعان ما دفعه داخل فمه والخادم يحاول الفلات من قبضته فضغط على رقبته التى كادت ان تنكسر واملأ فمه بالطعام بغضب شديد ليتركه يسعل من الطعام الذى وقف فى حلقه
كان يمضغ رغما عنه بسبب قبضة “داغر” وكانت “لينا” ترى قسوته لكن تشاهد الخادم الذى ابتلع ما فى فمه ورفع وجهه لهم دون اى تعبيرات اخرى غير السلامه الجديه
التفت “داغر” الى “فرناس” من عدم حدوث شيء وكان هو ممتثل الهدوء ليلقى نظره الى “لينا” لم تفهمها لك توحى بالضيق، رغم أنها كان مصدومه ومحرجه كفايه من نظراتهم الذى تتوجهه عليها.. كانو تعلن نفسها بشده على ما فعلته من تهورها
قالت “صفيه” : مولاى، اخبرتك نحن نتأكد من سلامه طعامك جيدا
قالت “لينا” بحرج : اعتذر انا فقط لك اكن اريد ان يصيبك أذى
سمعو صوت شهيق مرتفع وكان من الخادم الذى لا يزال جالس على الارض، وجدو وجهه محمر
ونقور زرقاء تحيط جلده، كان ياخد شهيق بصوت مرتفع وزفير بصعوبه تظهر نن حركات صدره
تعجب “فرناس” كثيرا ويرى محاولته على الثبات لكن تحوله يظهر امام الحميع .. يضع يده على عنقه ويشق ملابسه وشها بقوه وهو يرتعش جسديا، انصدم الجميع ونظر ال الطعام بشده من وجود خطب ما به
كانت “لينا” تتراجع للوراء وتشعر بالحزن لا السعاده انهة كانت محقه، ليتها لم تطلب ذلك منه.. هناك رجل يمو.ت من ورائهت.. يتعذب وهى تشاهد.. لقد قتلته بدون ذنب فقط لانه يؤدى وظيفته.. انها ظالمه ظالمه بشده بل قاتله
قالت “صفيه” بصدمه : الحكيم
قال “داغر” : كلا
نظرت له ليرمقها نظرة امر فخفضت راسها بطاعه
كان الخادم يصارع الموت وقف “فرناس” أمامه وقال
: ان كان لك يد تحدث
: انقذنى يمولاى
: ساحضر لك الحكيمه ان قلت الحقيقه
كان ينتفض وهو يعافر والاخر بارد وهو ينظر اليه من معافرته غير مباليا به
: من
:انا برىء، برىء صدقنى
لم يرد عليه ابتعد عنه طالعته “لينا” من عدم اهتمامه به قالت : يجب ان ننقذه
رفع الخادم وجهه اليها يأخذ انفاسه بصعوبه لكن عينه كانت مليئه بالغضب
: ايتها اللعينه
سريعا ما انقض عليها واوقعها ارضا وهو يطبق بيده على عنقها بقوه واعينه حمراء ينطلق الشر منها
: انك السبب ايتها الحقيره، كان سيموت بصمت
ضغط بقوه وقال : ساقتلك … سوف أخذك معى
شعرت بلاختناق ركض الحارسان يبعدوه عنها لكنه مشبث برقبتها وكأنه متعهد على قتلها حتما، هناك من امسك اصابعه وقام بثنيها فصرخ من كسر اصابعه
كان “فرناس” الذى دفعه بقوه بعيده عنها بكل سهوله ورفعه بيده واحده معلق على قبضته وقدماه محلقه فى الهواء، كان يختنق من عنقه ومن الثم الذى انتشر فى دمائه وأصبح لونه غريب كالمعتاد
قال “فرناس” : اشفق عليك، لذلك سانهى عذابك
وفى لحظه اخرج خنجر من تحت قميصه الفضفاض وقام بغرزه فى ايسر صدره، ارتعش جسده بقوه وكانت اخر رعشه قبل ان يلفظ أنفاسه الاخير
قال ببرود : خائن
كانت اعينها متسرعه بشده وتنظر إلى الخادم بصدمه وإلى “فرناس” بالتحديد، تركه من بين يديه ليقع ارضا الدماء تسيل منه وهناك لعاب لماده بيضاء اللون تملأ فجوه فمه اثر التسمم
تقدم ” داغر” من “فرناس” وقال : هل اكلت شيئا
: لا
: جيد، سوف ارسل الحكيم الملكى للاطمئنان عليك
: انا بخير يا “داغر”
قالها “فرناس”وكانه يطمأنه عليه اوما له بتفهم أشار للحارسان وقال : خذو هذا الخائن من هنا
حملو ذلك الجسد الذى لا تدب الروح فيه وغادرو فورا، كانت “صفيه” تحنى رأسها وقالت
: مولاى اعتذر، انه جزء من عملى ولقد قصرت فيه
قال “داغر” : ان كان الملك من تسمم هل تقصيرك كان سيعيده
: اقبل بأى عقاب من حضرتكم
قال “فرناس” : المكان تفوح منه القذاره
نظرت له اعطاها اشاره بعينه فاطمان قلبها وقالت سريعا : سأرسل الخدم فورا لتنظيف المكان
نظرت الى “لينا” التى كانت واقفه فى مكانها : هيا
قال “فرناس” : دعيها
نظرت “لينا” اليه قال بتفسير : اريدها
: امرك
غادرت الجناح وبقى “داغر” نظر إلى الطعام وقال : الخادم لم يكن سوى وسيله توصيل
: اعلم هذا
نظر إلى “لينا” ولم تفهم نظرته قال: هناك من دفعه تجاهك، ويعرف جيدا ان اكلت كنت ستكون مكانه
قال “لينا” : هل تشير الي
: لا يوجد غير ثلاثتنا
كادت ان تتحدث لكن “فرناس” نظر لها فسكتت بضيق عاد بنظره إلى “داغر” وقال
: تحقق من الامر، ارسل استعداء الى “بردله”
: هل تشك فى أحد
: ساعرف الفاعل ان كان شك ام يقين
اومأ له بتفهم وقال : انتبه على نفسك ياخى
ربت على كتفه لينحنى اليه احتراما لمكانته وأنه الملك برغم انهم اخوه لكن يظل عذا بينهم، غادر الجناح ولم يبقى سواهم ليرى نظراتها التى تثقبه قالت
: لماذا فعلت هذا، لماذا قتلته
: كان رحمة له من هذا العذاب
: وهل طعنه ليس عذاب، كان سيموت فى الحالتين
: لو رايتى عينه وهو يرجونى بعيناه على فعل هذا لما سألتى، سيظل يتعذب إلى أن يموت.. كان ذلك رحمة منى برغم خيانته
صمتت وهى تتذكر شكله، انقض عليها بعدما اشفقت عليه ليثبت انه كان له يدا فى الامر
: كيف كان لديك علم بما سيحدث
قاطعها وهو يقول ذلط لتنظر اليه والكلام يقف فى حلقها، رفع اعينه اليه وقال
: كيف تعرفين
تلعثمت فى كلامها وقالت : لم اكن اعرف
اعادت وهى تقول : اقصد انى كنت اعرف، سمعت من احك وجئت لاخبارى
تنهد تنهيده عميقه قال : اخبرتك ان الكذب يكلف المرء الكثير يا “لينا”
ارتبكت من معرفته، تقدم منها وقال : من مَن سمعتى
: اشخاص لا اعرفهم
: ان جعلتك ترين كل من يتنفس داخل هذا القصر، ولم تخرجى لى احد منهم ستتعاقبين
انه يعرف بالفعل انها لن ترمى بتهمة على احد ظلما لتخلص نفسها، نظرت اليه من اعينه التى تباشر عيناها وقال
: ام انك من وراء ما حدث وتحاولين كسب ثقتى
شعرت بالضيق منه قالت : هذا تفكيرك بى، انك تظلمني للمره الثانيه…
اردفت بسخريه قائله : بربك هل هكذا تشكرني على انقاذك
تقدم منها ليصبح بضع بصات بينهم وقال : امرك يوحى بالشك
ابتسمت وقالت : ماذا، هل تظننى جاسوسه
: الظنون جميعها تتجمع نحوك.. من اين عرفت. بأمر الطعام، اجيبى
: لن اخبرك لانك تسخر منى
: لينفعك الصمت لاحقا
: هل تهددنى
: اريد معرفة من تكونين يا “لينا” بالضبط
: اخبرتك ولم اكذب عليك لحد الآن، ان…
لم تكمل كلامها واستوقفها وخزه فى القلب، مالت عليه لتجد يد تمتد نحوها وتمسك بها، اغمضت عيناها لتشعر بألم فى راسها قوي ودقات القلب تتسارع، ظهرت اطياف امامها للجناح التى تقف فيه الآن، كان الخادمان والذى قتل يقف بجانب “فرناس” وينظر اليه بتمعن وهو يأكل، ما الذى يحدث.. ما هذا المشهد.. رأته يأكل لتنصدم، هل اكل من هذا الطعام، انفتح الباب بقوه ليصرخ رجل ذو عضلات كثيره وشعر كثيف وحاد الوجهه
: مولاى لا تأكل من هذا الأكل
فتحت عيناها على مصراعيها وهى رأت كابوسا للتو، كان صدرها يعلو ويهبط نظرت إليه وهى تستند اليه اعدلها وهو يبتعد عنها
: انتى بخير
كانت فى صدمه غير مستوعبه لما راته، هذا الرجل وما هذا المشهد الغريب قالت
: هل اكلت من هذا الطعام
توقف حين قالت ذلك وهى تبحلق به فى صدمه قالت : كيف تقف لحد الان على قدميك، كيف انت لا تزال حيا
نظر لها فدق قلبها وقالت : من تكون
: تريدين ان تعرفى
اومات له ايجابا قال : لست بشريا
نظرت له بشده قالت : الست بشريا بحق
: ماذا أبدو فى رايك
صمتت وهى تنظر إليه وإلى عينه قالت : معاك حق جمالك غير طبيعى
ال
نظرت له وقالت : ما تسخرش منى وقول، هل اكلت ام لا
: ان كنت حيا فكيف لأكون اكلت
سكتت وهى تاومأ بتفهم لعلها، صدر صوت ألم منها، وضعت يدها على قلبهى فإذا بالألم يزداد وتشعر بأن قلبها يغرز به سكاكين حاميه وتمزقه شيئا فشيئا
: ماذا بك
كانت تتالم، لتجس ارضا من ألم رأسها قوى تريد الضرب عليها لتتوقف،وكأن بعوضه تأكل فى جمجمتها كما فى قصه الملك النمرود
: ألم …. ألم شديد يخترقنى
امسكها فتشبثت فى يده وهى تضغط عليها قال
: لتجلسي
لم تستطع الرد او التعليق كان تركيزها على ألام الذى لا يتوقف… يا الله ما هذا… لا احتمل ذاك الألم اوقفه ارجوك
توقف الألم وهو يقل تدريجيا، شيئا فشيئا وهى فى مكانها بلا حراك وما ان اختفى الألم بدأت تتنهد بعمق مرتاحه لتفتح عيناها وقالت
: هقولك انا عرفت ان الاكل مسموم ازاى
تنهدت وهى تنظر له وتكمل : ظهرت لى نبوؤه هنا
أشارت على عقلها تعجب لكنه يهتمبما تقوله
: لقد رأيت مشهد يوحى بذلك والكعام متوجهه اليك، أدركت ان هنالك خطر عليك ويجب أن انقذك
: هل كنتى تركضين هاربت بسبب ذلك
اومات له قال بتساؤل : وكيف عرفتى أن ذلك الخادم على علاقت بلامر
: لا اعلم
تعجب قالت : صدقنى لا اعلم، رأيت تعبيراته وكنت خائفه ان اكون قد ظلمته
: كيف يحدث لكى هذا
: للانر علاقة بك، كما اخبرتك سابقا هناك عجائب كثيره تحدث لى هنا
: من يتعجب انا
: الازلت لا تص،قنى، تكتشف كذبت عليك لماذا لا تكتشف ان صادقه فى كلامى ايضا
: لكنى لم اكذبك قبلاً
نظرت إليه بشده وقالت : امال مين الى قالى انى سخريه ومجرد نكته عشان تضحكك
رفع حاجبه من لكنتها لتضم حاجبيها وقالت
: متبصليش كده بعينك الحلوين دول، لماذا قلت لى ذلك فى هذا اليوم وجرجتنى بكلامك، اتعلم انى شعرت بانكسار فى كبريائى لدرجه انى كدت ان ابكى
: لاحظت ذلك
طالعته بصيق قبل ان ينظر لها قائلا : تعمدت هذا
احمر وجهها بضيق وقالت : لماذا، تستمع بكسرى
: اردت اغضابك، اردت رؤية السيء منك وما خلف هذا القناع ان كان زائف
نظر لها وأشار على ايسر صدرها وقال : انكى نقية القلب وهذا ما جعلني ان انفى اى شى ضدك
زال فضبها منها من كلامه ودقات قلبها فقط من تسمعها وكأنها فرحت بما يقوله عنها قالت
: اتعنى انك لم تقصد مة قلته، تصدقني
: لو لم اصدقك لما كنتى واقفه امامى
: ماذا تعنى
افترب منها وهو يقف امامها وقال : اشكرك
تعلقت عيناها به، قاطعهم فتح الباب ليدخل الحارس منحى الراس وقال
: مولاى، حضرت الوزير فى الخارج ينتظر أمرا للدخول
: ادخله
قالها لياوما اليه وجهه انظاره إليها وقال : غادرى الآن
: بس
صمتت وذهبت وكأنها تأجل حديثهم لاحقا لخلق مقابله ثانيا، خرجت من عنده لتج، من يدخل خلفها التفتت اليه لترى هاذان الكتفان الاشعه بكتفي غوريلا والشعر الكثيف، لكن فور ان التف وهو يتحدث مع “فرناس” اتصدمت صدمه كبيره من رؤيه وجهه
شعرت بسخونه قويه تنبعث منها وسريان دمائها بسرعه كبيره وكأنها تغلى، لم تعد تشعر بجسدا والرؤيه تتلاشي لتختفى فورا
اتيت “صفيه” ومعها الخدم قالت للحارس : اين هى
أشار لها وهى يلتفت لكن توقف باسنغراب وقال : كانت هنا، للتو قد خرجت
: ماذا تعنى
سمعت صوت من داخل الجناح فأشارة للخدم ودخلت لتنحنى إلى “فرناس” والاخر الذى يقف معه قالت
: هل تسمح لهم بتنظيف هذه الفوضى
اوما اليها ونظر إلى الوزير وقال : تعال يا “بردله”
: امرك
ذهب معه وقفو فى الشرفه الكبيره، استند “برناس” على السور وقال
: هناك دخيل
نظر له واردف بجديه : اريد أعين متيقظه، ان كانو استطاعو الوصول الي فسوف يصلون إلى من فى القصر
: انك اكبر هدف للأعداء، لا تقلق على الحاشيه انك المقصود، لكن…
صمت “بردله” قليلا ثم نظر له وقال : هل تشك بأحد
: ماذا تقصد
: من فعل عذا شخص داخل القصر، سلط الخادم وسيسلط غيره
: ان كان ذلك صحيح فهو سينكشف قريبا
التفت وهو يقول : لا اريد ما حدثان يتكرر
: لن يحدث، أعدك ان امسك الفاعل واجعله يندم أشد الندم، كان هذا تقصير منى، اعتذر اتيت ركضا فور ان عرفت لكن يبدو انى اتيت متأخرا، سعدت انك بخير
: ماذا تقصد انك تعرف
: مخزون الغذاء أثناء تداوله رأيت قنينه صغيره تقع من احد العاملين سألته عنها اخبرنى عنه دواء وصفه له طبيب، حين تفحصت القطره التى سالت منه، طلبت الطيب لفصحها اخبرنى انه ثم لينكشف امره امامى، لكن حين اخذت منه القنينه كانت نصفها فارغ وهناك من استخدمها، ضغطت عليه بقوه فأفشي ما فى جعبته
: ماذا قال لك
: انه لم يكن سوى رسول إلى أحد طباخين القصر، خشيت علي حضرتك وكان شكى فى محله
: اين هو
: امرت بسجنه
قاطعهم صوت طرقات وكان “داغر” الذى اتى واستأذن بالدخول أشار له “فرناس” تقدم منه وقال
: اخى، أراك تتساهل فيما حدث
: ماذا تقصد
: كدت تقتل، لم نحصل على اجابه لنعرف من تجرأ على فعل هذا
: ماذا تريد ان تقول
: تلك الفتاه
وكان يقصد “لينا” اردف : امرها يثير الشكوك
قال “فرناس” : ليست هى
تعجب منه لكن تدخل “بردله” وقال : سمعت ان فتاة تدخلت ومنعت ما يحدث، لكن من اين عرفت بهذا
قال ” داغر” : لم نستجوبها بعد
نظر “بردله” الى “فرناس” قليلا ثم قال: هل تسمح لى بطرح بعض الاساله عليها
نظر اليهما من اصرارهم نادى “صفيه” الذى اتيت فورا واستدعاها فى الحال وحين عاد اليه وملامحها يملأها القلق، نظر “فرناس” اليها وقال
: اين هى
: لا اعلم
قال “داغر” : كيف لا تعلمين
: لم اجدها، اخبرتنى الصفوتان خاصتها انها لم تعد بل لم يراها احد فى ممر واحد حتى منذ ركضها
قال “بردله” : كيف هذا، هل انشقت الارض وابتعلتها.. لنرسل جنود للبحث عنها
كان “فرناس” صامت غير مندهش مثلهم قال
: لقد عادت إذن
فهو تلقى خبر اختفائها لمرتين وتلك الثالثه، قال “داغر”
: هربت، كان يجب يا اخى الا تدعها تذهب نها موضع اتهام كبير
قال “فرناس” : اخبرتك، ليست هى
تعجب اكثر منه وقال : لما كل تلك الثقه بها، انها اول مره اراها واعلم انها ضيفتك لا تختص بالجوارى حتى بل لها غرفه خاصه
قال “بردله” : مولاى، هل تعرفها
: ليس جيدا
: اعذرني لكن هل تعرف شي لا نعرفه نحن، اوافق حضرت الامير “داغر” على ما يقوله.. اختفائها يعنى انها هربت، اى لها يد بلامر، بل هى سبب كبير بما حدث
قال “داغر” : اخى، حياتك ثمينه للغايه، ان تهاونا معها سيلحق بك الاذى
ربت على كتفه اخيرا ويطمانه بعيناه وقال : لا تخف على اخيك، لا اموت قبل مماتك
صمت وقد اثار عاطفته وضع يده فوق يداه، عاد “فرناس” بانظاره إلى “بردله” وقال
: انها لم تفعل ذلك، وحين اقول انها لم تفعل فهذا بصيغة التأكيد، لذلك
نظر اليهم واكمل : دعكو منها وركزو على العدو الحقيقى
اوما إليه “بردله” وقال : لطالما كانت ثقتك هى الصواب، انت تعلم اكثر منا لذلك.. امرك ينفذ
قال ذلك وهو ينحى ليغادر، عقد زراعيه خلف ظهره ليلتفت الى السماء التى بدأت فى الانشقاق بنور الصباح ويتذكر كلامها التى قالته قبل مغادرتها من جناحه
“انا متعلقه بك، انت السبب فى وجودى هنا وخلف عودتى فى كل مره”
: “لينا” انكى الموسومه
داخل الغرفه جالسه على سريرها وهى تستوعب عودتها بعد، وقعت عيناها على ذلك الكتاب الملقى على الارض، انها داخل غرفتها وها هو الكتاب المشعوذ ذلك
التقطته وهى تقلب فيه وكانما تحاول تقرأ ما كتب على غلافه لكن دون جدوى، تلك اللغه ليست كاللغه الذى تتحدث بها هناك حتى، انها حروف خاصه
فتح الباب وكان “حسام” الذى طل من راسه فور رؤيتها اقترب من وقال
: انتى كويسه، حد اذاكى هناك
لقد كان قلق عليها لكنها قالت : المره دى كانت افضل من اى مره روحت فيها، متقلقش محصليش حاجه زى كل مره
نظر الى ملابسهابشده وذلك الفستان قال: اى الى انتى لبساه ده
ضحكت قالت: اى رايك، شبه الامير زى ما كانت تيته تقولى
: اى الى حصل معاكى، وعملوا اى فى الحكم
: مكنش فى حكم اصلا، الملك محكمش عليا بلاعدام بسبب الجندى كنت خايفه مش اكتر
: ورجعتى ازاى
: مش عارفه، معأن فى الوقت ده كنا بنتكلم وبحاول افهم إلى حصلى، ممكن الحدث أنى انقذته
طالعها باستغراب قالت : كانو هيغتالو ونا منعت ده يحصل، متسالنيش ازاى عشان معرفش حاجه
: اى الى بيحصلك يا “لينا”
: مفيش فايده، كل شويه لما اكتشف حاجه يظهر الاغرب منها
تذكرت رؤياها التى راودتها قبل رجوعها قالت: بقيت اشوف المستقبل ولا ايه
: استغفر الله
: مقصدش بس ده إلى حصلى، أنا مستغربه جدا، حتى شوفت شخص فى عقلى وقبل اما ارجع بظبط كان داخل الجناح عنده… أما كعدتش فاهمه حاجه ولا إلى شوفته ده اى بس الى فهمته
نظرت إلى الكتاب وقالت : انا هناك بسبب “فرناس”
: الملك
اومات له إيجابا، قاطعهم رنين جرس الباب تعجبت ونظرت الى اخيها الذى قال
: انتى بيتى بره عند صحبتك ولسا جايه، لو ماما او بابا سالوكى
: انت فهمتهم كده، اكيد اضايقو لانك عارف بابا مش بيحبنى ابات عند حد
: كنت مضطر
ذهب اوقفته لتساله كم غابت هى وحين اجابها تعجبت كثيرا لقد أخبرها (منذ البارحه).. ليوم واحد فقط كانت غائبه عن هنا، كيف.. لقد عاشت هناك اسبوع كاملا يأكلها الملل، تتذكر ذلك جيدا.. كيف الوقت هنا سريع هكذا، بل كيف هناك بطئ لدرجة انه لا يحتسب
خلعت الفستان وضتتت فى خزينتها لتخرج فى استقبال والدتها وقد كانت عائده من التسوق حملت معها الأغراض قالت
: موحشتكيش يماما
قالت “هاجر” : كنتى فين
: كنت بايته عند صحبتى، عندنا برزنتيشن للجامعه وكنا بنعمله سوى
: المفروض كنتى تدى خبر لوالدك قبلها
: معلش منا قولت ل”حسام” يعرفكو
لم ترد عليها لكن رمقتها نظره لم تفهم معناها وكأنها لا تصدقها ولا تصدق اخاها، ذهبت وتركتها لتنظر الى “حسام” الذى رفع كتفيه وقال
: نفس ردها لما قولتلها، أنا همشي عشان اتاخرت على شغلى
: استنى، وصلنى الجامعه
: هتروحى النهارده؟!
: بسرعه عشان متأخرش اكتر من كده، أعمال السنه بتروح عليا
أشار إليها كى تسرع، حقت به سريعا ليوصلها بسيارته إلى باب اسمعه مودعا اياها وقال
: لو فى حاجه اتصالى بيا
: حاضر
ذهبت وحين رأت “يوسف” امتغض وجهها بشده وكانما تريد أن تضربه بقوه من تذكر قفل المدرج عليها، نظر إليها بحنق متبادله لتراهم يضحكون، مهلا هل يسخرون منها
طالعتها “يارا” بقرف تضايقت اكثر، معقول هل يقول عليها شيئا سيئا
: لا كده كتير
كانت ستذهب متوجهه إليهم وجدت يد تمسكها وتسحبها بقوه وكان “معتز” الذى قال
: بطلى تسرعك إلى هيخليكى تتفصلى قريب
: انت مش شايف تصرفاتهم
: مم امتى وانتى بتتضايقى كده، اتعودت اشوفك مبتهمتيش
: دول بيزيدو فيها، أنا كنت بحاول امشي امورى بس باين انها مبقتش “يارا” بس…
قالتها وهى تنظر إلى “يوسف” بكره سحبها نظرت له بشده قالت
: انت سحبنى على فين
فلتت ايدها وقالت: ممكن تفهمنى فى ايه
: عايزه تندمى “يوسف” على قفل المدرج عليكو
اتسعت عيناها وقالت : انت كنت عارف
صمت اقتربت منه بضيق وقالت : كنت عارف وسيبنى جوه،ثانيه انت إلى فتحت
: قولتلك مش انا، ومش يوم لما اكدب اكدب عشانك يا “لينا”، انا راجعت الكاميرات لما سألتك ومقولتليش وكنت عارف انك بتخبى، شوف يوسف وهو بيدخل ويقفل المدرج
: رضيت فضولك وعرفت انا مضايقه لى
: اه
اضايقت منه قالت : تمام، شوفت مين الى فتح الباب..لو مش انت كان مين
صمت قليلا ولم تفهم صمته حيث تنهد وقال
: مكنش فى حد
قالت باستغراب : ازاى
: الباب يأما اتفتح من جوه او… محدش فتحه اصلا
نظر إليها وقال : مكنش فى حد يا لينا عند الباب، مكنش فى غيركو
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سرداب غوانتام)