رواية وشم على حواف القلب الفصل الخامس 5 بقلم ميمي عوالي
رواية وشم على حواف القلب الفصل الخامس 5 بقلم ميمي عوالي
رواية وشم على حواف القلب البارت الخامس
رواية وشم على حواف القلب الجزء الخامس
رواية وشم على حواف القلب الحلقة الخامسة
لا احلل نشر او نقل الرواية باى مكان اخر دون اذن كتابى منى شخصيا و من يفعل دون ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية
كان شيخون ما زال يقص على حكم ما دار بينه و بين جابر
فلاش باك
كان جابر بالكاد يستطيع الوقوف و هو يستند على الجدار ، و ما ان رأى شيخون امامه بعد ان فتح الباب .. قال : بقى الكفر كلاته ياجى يطل عليا ، و انت الوحيد اللى ماتجينيش .. فيك ايه منعك عنى يا شيخون
شيخون بحقد و غضب : انت ليك عين تاجى لحد هنا بعد عملتك السودة اللى عملتها يا واكل ناسك
جابر بذهول : عملتى انى .. ليه .. عملت ايه انى
شيخون : هتعمل ايه اكتر من اللى عملته ، بعد عشرة العمر دى كلاتها ماطلعتش راجل يا جابر ، و من الساعة دى مش عاوز اعرفك تانى ، و تنسى خالص ان كان لك صاحب فى يوم من الايام اسمه شيخون .. شيخون اللى كان فاكرك راجل و كان هيأمنك على اخته ، ياللا امشى من هنا ، و اياك تفكر تعاود هنا نوبة تانية
كان جابر ينظر بصدمة لشيخون طوال حديثه و هو يتلفت يمنة و يسرة لعله يرى احدا اخر مقصودا بالحديث غيره ، و لكنه عندما تيقن من ان الحديث له وحده .. نظر لشيخون نظرة تملؤها خيبة الامل و استدار منصرفا الى لا مكان دون ان يلتفت وراءه
عودة من الفلاش باك
حكم : طب و نجاة .. عملت ايه
شيخون : اللى انى مستغربله لحد يومنا ده ، هو موقف نحاة
حكم : مش فاهم .. ازاى يعنى
شيخون : نجاة من الاساس ماكانتش موافقة على جابر ، لولا انى غصبت عليها
حكم بصدمة : ماكانتش موافقة
شيخون : ايوة
حكم بفضول : طب و ماكانتش موافقة ليه
شيخون : مش هكدب عليك ، ماحاولتش اشغل بالى
حكم بذهول : يعنى كنت غاصبها على جوازها منيه يا شيخون .. ده كلام ده ، اشحال ان ماكنتش راجل متعلم و جامعى
شيخون : مانت عارف ان العلام حدانا .. مالوش علاقة بالحديت ده
حكم : طب و عملت معاها ايه يعنى عشان تسمع كلامك
شيخون : ماعملتش حاجة ، سيبتها لابويا الله يرحمه يتكلم وياها ، و بعد كده عرفت انها وافقت ، نجاة طول عمرها ماكانتش بتحب ابدا تزعل ابويا و امى الله يرحمهم
حكم بابتسامة : ايوة .. عارف ، طب هى عملت ايه لما فسخت خطبتها من جابر
شيخون : ما اعترضتش وقتها على فسخ الخطوبة ، لكن اعترصت على السبب ، بس دافعت عن جابر اوى ، لدرجة انها قالتلى جملة ايامها فضلت ترن فى ودانى مدة كبيرة
حكم : جملة ايه دى
شيخون : قالتلى ما ظنيش ان انت و حكم طول عمركم ده و انتو مصاحبينه كيف الاخوات ، و فجأة كده يتقلب شيطان رچيم ، ماهو يا اما انتو التلاتة شياطين ، يا اما فى شيطان تانى لعب فى عقلك
حكم باعجاب : وجهة نظرها صح برضك يا شيخون
شيخون : كل اللى حصل وقتها كان بيقول ان سميحة صادقة فى كل اللى قالته
حكم : معنى حديتك ده ان جد جديد خلاك تشكك فى حديت سميحة من تانى
ليتنهد شيخون و ينظر لحكم بتمعن ثم يقول بتساؤل و حيرة : تفتكر بعد اللى حكيتهولك ده .. ممكن جابر يتجوز سميحة
حكم باستغراب : تقصد انه يتقدم لها يعنى ، ممكن .. عادى
شيخون : طب و برضيك عادى انها توافق
حكم : لاا .. دى بقى مش عادى ، الست الحرة اللى بصح عمرها ماتوافق ابدا على راجل حاول انه يتعرض لها فى يوم من الايام
شيخون : ماهو ماكانش فى وعيه
حكم بسخرية : ده ادعى انها ترفض يا شيخون ، طريق الكيف ده كله بلاوى و مصايب
شيخون : عنديك حق
حكم بفضول : انما انت تقصد ان جابر اتقدم لسميحة
شيخون بتهكم : سميحة اللى بتحارب عشان تتجوز جابر
حكم : انى مش فاهم حاجة
شيخون : هحكيلك
ليبدأ شيخون فى قص كل ما عرفه من نجاة و كل ما علمه ايضا من حسنة .. على حكم
اما بمنزل آخر عبارة عن منزل واسع يتكون من طابقين بخلاف الطابق الارضى ، و كان منزل بكر و زوجتيه
كانت زوجته الاولى .. لبيبة .. سيدة تبدو عليها الطيبة ، ليس لها فى الحياة غير زوجها و بناتها الاربعة اللاتى كن كالزهور .. بدور و نرجس و عائشة و فاطمة
و كانت تسكن الدور الاول بصحبة فتياتها
اما بدر و هى زوجته الثانية فكانت سيدة ذات بأس و قوة و كان لها من الابناء ثلاث من الذكور.. زين و على و عبد القادر ، و كانت تفخر بهم و تكيد بهم ضرتها على الدوام ، و كانت تقطن الدور العلوى
اما الطابق الارضى فكان لمعيشتهم و تجمعهم الاعتيادى لامور حياتهم اليومية ، و لا يتفرقوا جميعا الا وقت النوم فقط
و كان بكر جالسا يدخن الارجيلة فى الشرفة.. بينما كانت لبيبة كالعادة تعد طعام الغداء و بصحبتها نرجس و بدور يساعدنها
فكانت لبيبة هى المسئولة الوحيدة عن اعداد الطعام و كانت سيدة منزل بلا غبار ، و قد استطاعت ان تعلم فتياتها اصول عمل كل شئ الى جوار تعليمهن حتى فاطمة التى لم تكمل العاشرة بعد
و لكنها نجحت فى تأهيليهن جميعا لتولى مسئولية بيوتهن وقت ان يحين النصيب
اما بدر .. فكانت تجلس وسط ابنائها تتحدث معهم فى امور حياتهم و تعليمهم ، و كانت فاطمة تجلس بالقرب منهم و هى تقوم بعمل واجباتها المدرسية
ليسمع الجميع صوت عائشة و التى كانت تساعد شقيقتيها فى جلب الطعام ووضعه على الطاولة : امى بتقول لكم الاكل جهز
بدر لابنائها : ياللا يا عيال عشان تاكلوا زمانكم جوعتوا
ثم قالت بصوت عالى : ياللا يا بكر الغدا .. اخيرا الست لبيبة خلصت الاكل
فاطمة و التى كانت دائما لا ترضى عن افعال زوجة ابيها و لا تمرر لها كيدها رغم صغر سنها .. نظرت لبدر و قالت بسخرية : الا نفسى مرة ندوق اكلك يا خالة بدر و نشوف شطارتك كده و انتى بتغدينا بدرى
بدر بغيظ : انى اللى نفسى لسانك اللى اطول منك ده يتحشر فى زورك مرة و تفطسى قبل ما تناقريني كلمة بكلمة
عائشة و هى تدافع عن شقيقتها : بعد الشر عنها يا خالتى
بدر بتهكم : شر ايه اللى يبعد ده ، ده هى الشر ذات نفسيه
و قبل ان ترد عليها احدى الفتاتين سمعوا صوت لبيبة و هى تقول : ياللا يابنات .. اندهوا لابوكم و تعالوا اقعدوا و بلاش غلبة و دوشة على الفاضى
كان بكر يجلس شارد الفكر و هو يفكر بنجاة و رفضها الزواج منه بسبب زيجاته السابقة ، و ما ان انتبه على الاصوات العالية من خلفه ، الا و نهض غاضبا قائلا بصوت جهورى : هو انى مافيش مرة اقعد وسطيكم من غير ما اسمع دوشتكم دى ، فى ايه المرة دى كمان
لبيبة : مافيش يا اخويا سلامتك ، ده احنا بس بننده عليك عشان الغدا
بكر : يبقى بالراحة ، ماحناش قاعدين فى سفر العفاريت ، مانى جاركم اهوه
لبيبة : معلش امسحها فيا انى .. حقك على راسى
ليتجه بكر الى طاولة الطعام ليترأسها و من حوله ابنائه و بدر ، و لبيبة تحاول تقسيم الاطعمة على الجميع بما فيهم ضرتها و ابنائها برتابة اعتادت عليها ، لتقول بدور : اقعدى بقى يا امة عشان تاكلى انتى كمان ، انتى ماكلتيش حاجة من الصبح
بدر بتهكم : ياختى اللى يبص بجد يلاقيها مابطلتش لغ طول ماهى جوة
نرجس بتجاهل تام لزوجة ابيها : حاقه يا امة ، انتى مابقيتيش تاكلى كويس خالص بقالك مدة ، نفسى تريحى حالك شوية ، انتى بتتعبى اوى و مابتقعديش طول النهار
لبيبة : هقعد و هاكل اهو .. اتطمن بس ان كل واحد خد منابه
زين : المحشى حلو اوى يا خالتى تسلم ايديكى
لبيبة بفرحة و حب : الهى ينزل على قلبك بالف هنا يا زين يابنى يارب يا ابو لسان حلو انت
بدر بامتعاض : مانت يا نضرى ماشفتش غيره هتعرف منين الحلو من الوحش
فاطمة : ماقلتلك يا خالتى تدوقينا يوم اكده من عمايلك الحلوة عشان حتى امة تتعلم منك
بدر بغيظ و هى تنظر لها بغضب : هو انى مش قلتلك مية مرة لسانك ده يتقص شوية
لينتفض الجميع على يد بكر و هى تضر.ب الطاولة بعنف و هو يصيح قائلا : هو انى مش هعرف اكل اللقمة فى هدوء شوية ، مش عاوز اسمع نفس حد فيكم .. انتو فاهمين
لينظر الجميع كل فى صحنه ليستمروا على حالة من الصمت الشديد حتى اتم بكر غدائه و نهض متوجها الى الاعلى ، و ما ان اطمأنت بدر الى مغادرته بعيدا حتى نظرت الى فاطمة مرة اخرى بغضب و قالت بفحيح : عارفة يا بت انتى لو تانى مرة اتدخلتى فى كلامى مع اى حد هعمل فيكى ايه ، هخلى ابوكى النوبة الجاية يمدك على رجليكى .. عشان الظاهر ودانك نحست و مابقيتيش تحسى من كتر ما ابوكى بيملصهم لك
لتنظر اليها فاطمة باشمئزاز حتى انهت حديثها .. ثم التفتت الى امها قائلة : انما المحشى النهاردة يا امة زى العسل .. هو انتى حاطة فيه سكر ، لينخرط اخوتها جميعا ضاحكين لتتركهم بدر و هى تتوعد لهم جميعا و اتجهت هى الاخرى الى الاعلى لاحقة بزوجها
لتدخل شقتها باحثة عنه فهو يومها ، و تعلم انها ستجده بغرفتهم ، و عندما توجهت الى غرفة نومهم وجدته يجلس بشرفة غرفتهم و هو يدخن بشرود واضح على محياه ، فعادت من فورها قبل ان يلاحظ وجودها ، و ذهبت لتتهيأ له قبل الذهاب اليه ، ثم عادت إليه و هى بكامل زينتها مع فنجان من القهوة كما يحبها بعد الغداء ، فوجدته على نفس حاله و جلسته و ايضا شروده ، لتضع امامه قهوته و هى تقول بدلال : مالك سرحان كده يا بكر ، مش عادتك
لينفخ بكر اوداجه و يقول : ابااااااى … هو الواحد مايعرفش يقعد لحاله هبابة يا خلق من غير ما يلاقى الزن و الدوى فوق دماغه
لتنتفض بدر من مكانها قائلة بدهشة : بسم الله الرحمن الرحيم .. جرى لك ايه با بكر النهاردة اللاا ، ده انى جايبالك القهوة
لينهض بكر متجها الى الداخل ملتفحا بعبائته ليتجه مرة اخرى الى الخارج و هو يقول : ادينى فايتهالكم خالص عشان ترتاحوا اياكش تتخمدوا قبل ما ارجع ، ثم التفت اليها مرة اخرى قائلا بحزم .. مش عاوز الاقى خلقة حد قدامى اما ارجع ، و لو لقيت مش عاوز اسمع نفس .. مفهوم
ثم استدار مرة اخرى و اتجه الى الخارج دون ان يزيد حرفا او ينتظر اجابة
لتقف بدر و هى تنظر فى اثره بذهول و هى تتمتم قائلة : الراجل ده ايه حكايته النهاردة ، شكله اكده وراه موال مش سهل ابدا
اما نجاة فكانت فى استقبال عبد الله و عبد الرحمن اثناء عودتهم من مدرستهم ، و قامت بتعريفهم على ياسمين و ورد و قالت لهم : ياللا يا عبدالله انت و اخوك اطلعوا غيروا هدومكم و اتشطفوا زين و تعالوا عشان نتغدا كلنا سوا
عبد الرحمن : انى شفت خالى شيخون قاعد فى فراندة الملحق مع احمد و معاهم واحد تانى ما اعرفهوش
ياسمين : ده دادى
عبد الرحمن ضاحكا : الحق يا عبد الله .. دى بتقول دادى زى الانجليزى اللى بناخده فى المدرسة
نجاة بابتسامة هادية : دادى و مامى كمان ياسى عبد الرحمن ، ياسمين و ورد مولودين و متربيين فى بلاد برة ، و دى اول مرة ياجوا فيها مصر
عبدالله باستغراب : اومال ازاى بيعرفوا يتكلموا عربى زينا يا امة
و قبل ان تجيبه نجاة .. قالت ياسمين : عشان دادى و مامى كانوا بيكلمونا عربى ، لكن احنا بنتكلم المانى
عبدالله بانبهار : يا دين النبى .. المانى مرة واحدة
نجاة : ياللا بقى يا اولاد .. اطلعوا اعملوا زى ماقلتلكم و انزلوا بسرعة عشان نتغدى ، الناس زمانهم جاعوا
عبد الله و هو ينطلق الى الاعلى : انى كمان يا امة جعان اوى ، حضرى ياللا و احنا هناجى بسرعة
لتنادى نجاة على ام سعيد و تقول لها : ياللا يا ام سعيد .. قوليلهم يشهلوا نفسهم ، و تعالى ياللا حضرى السفرة عشان نحط الاكل
ام سعيد بفضول : هو احنا مش هنوديلهم الغدا هناك زى الفطار اكده
نجاة : لاا .. هنتغدا كلاتنا سوا .. ياللا اشهلى
اما لدى حكم و شيخون ، فكان شيخون قد قص على حكم كل ما سمعه من نجاة بالليلة الماضية ، و كان حكم ينصت باهتمام حتى انتهى شيخون من حديثه ، فقال حكم باستغراب : فى حلقة مفقودة فى الحكاية دى يا شيخون
شيخون بتاكيد : عارف ، بس مش عارف الاقيها فين و لا عند مين
حكم : عند جابر اكيد
شيخون برفض : لا طبعا ، انى لا يمكن اروح اسأله على حاجة بعد كل السنين دى ، ثم … لو جابر برئ فعلا زى ما نجاة قالتلى ، ليه مادافعش عن حاله قدامى لما جانى بعد ما خرج من الوحدة
حكم بتفكير : عنديك حق ، بس برضك .. فى حاجة غلط
شيخون بتنهيدة : و الله مانى عارف يا حكم ، انى من امبارح و انى عامل زى اللى واخد نبوت على دماغه و فلقها نصين ، نص مع جابر ، و نص مع سميحة
حكم : انت متوكد انك الليلة إياها دى اما روحتله الغيط انه كان متعاطى حاجة
شيخون : ريحة الحشيش كانت مالية الدنيا ، و التعميرة كانت لسه فى الشيشة قدام الخص بتاعه
حكم باستغراب : لحد ما انى سافرت و سيبتكم ، ما افتكرش ابدا ان جابر كان له فى الشيشة من اصله
شيخون بتهكم : فسد على كبر
حكم : تؤ .. انى برضك مش مقتنع
شيخون : تقتنع بقى و اللا ماتقتنعش ، اهو ده كل اللى حصل
حكم : طب انى برضك مافهمتش لحد دلوك ، ازاى عمى مصيلحى اتقدم لنجاة
شيخون : بعد حكاية جابر دى بكام يوم ، لقيته بعتلى انى و ابويا الله يرحمه انه عاوزنا فى كلمتين
روحناله ، و ساعتها قال لنا انه سمع اننا فسخنا خطوبة نجاة من جابر و انه عاوز يتقدم لها
وقتها من كتر غضبى من جابر .. و لانى كنت عارف هو رايد نجاة اد ايه ، كان كل اللى فارق معايا انى اقهره ، فوافقت ، و اقنعت ابوبا ان المصيلحى هيقدر يستتها و يسعدها اكتر من جابر الف مرة ، و انت عارف ان ابويا كان طيب و كان بيثق فيا و فى كلامى فوافق ، و نجاة اما لقت ابويا موافق ، ماقدرتش تتكلم و لا تعترض ، فوافقنا
حكم : على حساب اختك يا حكم .. فرق السن اللى بينها و بين عمى ، مافكرتش انها ممكن تعيش تعيسة بقية عمرها
شيخون و هو ينكس رأسه : العند وحش اوى يا حكم
حكم بنبرة يشوبها الغضب : و لما فكرت انك تكررها من تانى و تجوزها بكر برضيك غصب .. كان برضيك عند يا شيخون
شيخون بدفاع : لاا .. بس تقدر تقول انى كنت حاسبها غلط ، ربنا يكفيك شر الدوى على الودان
حكم و هو يحاول السيطرة على غضبه : بس اللى فهمته من حديتك .. انك مرجح الحديت اللى نجاة قالته لك عن موضوع سميحة و عمى
شيخون : انى بس اللى نفسى اعرفه .. جابر اتعرض لها كيف و ليه
حكم : و مش يمكن ما اتعرضلهاش من اصله
شيخون : بقولك وقت ما روحت له الارض و ضر.بته ريحة الحشيش كانت مالية الدنيا يا حكم ، و هو ده نفس الكلام اللى قالته سميحة يوميها ، قالتلى انه كان بيتطوح و لولا اكده ماكانتش فلتت من يده ، بس برضيك ايه اللى يخليها تروح للمصيلحى و تطلب منه يتجوز نجاة
حكم بتفكير : يمكن عشان تقفل السكة على جابر مثلا انه ممكن بعد ده كلاته يتجوز نجاة برضك فى الاخر
شيخون بتنهيدة قنوط : مابقيتش فاهم حاجة .. دماغى هتنفجر ، و يمكن ربنا بعتك ليا النهاردة بالذات عشان الاقى حد اتكلم معاه و يفهمنى صح
حكم : طب انت ناوى على ايه دلوك
شيخون و هو ينظر الى احمد الذى كان يجلس معهم و هو يضع سماعات الاذن و يستذكر على جهازه اللوحى : ناوى ابعت احمد لعمته يسألها على الغدا .. احسن انى قلبى وقع من كتر الكلام
ثم التفت مرة اخرى لحكم و قال بابتسامة تملأ وجهه : تصدق ان دى اول مرة احس فيها بالجوع بالشكل ده من يوم ما اتفرقنا ، الواحد كان بيقعد ياكل وقت ما الاكل ينحط و خلاص ، انما النهاردة فعلا جعان لدرجة ان لو قدامى خروف هاكله كله لوحدى
حكم ضاحكا : انت بس الروايح اللى عمالين نشمها دى هى اللى فتحت نفسك و جوعتك ، ده انى ياللى اصلا مش متعود افطر ، و فطرت النهاردة فطار مافطرتوش من يوم ما سيبت الكفر و سافرت المانيا ، الا ان الروايح اللى عمال اشم فيها دى خلتنى هموت من الجوع
شيخون : لا و انى شامم ريحة محشى و طواجن
حكم بضحك : خلاص يا شيخون احسن انى استويت
و قبل ان يعلق شيخون مرة اخرى .. أتت اليهم ام سعيد لتدعوهم الى تناول الطعام بالدوار
و عند دخولهم الى الدوار و معالم الحرج ترتسم على وجه حكم .. يجد ابنتيه تهرعان إليه بترحيب و مرح فى حين قالت ورد بحبور: دادى .. ياللا احنا مستنيينك من بدرى عشان ناكل كلنا سوا ، خالتى عاملة اكل حلو اوى
حكم باستغراب : خالتى
لتشير ورد على نجاة التى كانت تعد الطاولة و تقول : ايوة .. خالتى نجاة
ليضحك حكم قائلا لشيخون : قال و انى اللى كنت خايف مايفهموش بعض ، العيال خدوا الجنسية من ساعتين
شيخون : لا هو عيالك مابيعرفوش يتكلموا عربى خالص و اللا ايه
حكم : لا بيعرفوا طبعا ، بس عمرهم ماقالوا خالتى دى و لا عرفوها
ياسمين : خالتى نجاة هى اللى قالت لنا نقول لها كده
احمد ضاحكا : طب و الله يا عمى حكم كلمة خالتى طالعة من بقهم زى العسل و خصوصا ورد
حكم بابتسامة حزينة : اهى ورد دى بالذات هى اللى خلتنى خدت قرار رجوعى لمصر .. اتحرمت من امها بدرى اوى
شيخون : هى و اختها يا حكم صغيرين ، مش هى لوحدها
حكم : ايوة .. بس يمكن ياسمين تقدر تفضل فاكرة امها يا شيخون لما تكبر ، ممكن ذاكرتها تفضل شايلة ذكريات ليهم سوا ، لكن ورد ، ورد هتفتكر ايه ، و وقت امها ما ماتت ، كانت يادوب مكملة اربع سنين مابقالهاش كام شهر ، و خفت ذكريات طفولتها كلها تتكون على عادات مش عاداتنا و عقيدة مس عقيدتنا
ليربت شيخون على كتف حكم بتفهم و يقول : عندك حق يا صاحبى ، يا زين ما فكرت و عملت ، و ماتقلقش على بناتك .. انت رجعتهم لمكانهم الصح
لتأتيهم نجاة قائلة : ماتيللا يا شيخون الاكل هيبرد .. و اللا ماجعتوش
شيخون و هو يشد على اكتاف حكم : ماجعناش ده ايه .. ده احنا جعانين من ساعة ما روايح الاكل ابتدت تفحفح و هى لسه فى الفرن
نجاة : طب ياللا بالف هنا على قلوبكم
ليلمح حكم الصغيرين عبدالله و عبد الرحمن و هما واقفان باعتداد الى جوار المائدة ، و عندما لمحا خالهما تقدما اليه بترحاب هادئ وهما يلقيان التحية ، ثم وقفا امام حكم و قال عبدالله : حمد الله على السلامة يا عمى .. انى عبد الله
ليحييه حكم بابتسامة واسعة قائلا : اهلا يا عبدالله ، الحقيقة كان نفسى اشوفك انت و اخوك من زمان
ليقول عبد الرحمن : و احنا كمان .. ابويا الله يرحمه كان بيحكيلنا كتير عنيك
حكم بفضول : و ياترى كان بيحكيلكم ايه بقى
نجاة : خلوا الحكاوى دى لبعدين و ياللا عشان العيال كلاتهم جعانين
احمد و هو يتقدم باتجاه المائدة و يسحب مقعدا استعدادا للجلوس : و الله يا عمة صدقتى .. انى مش عارف النهاردة بالذات جعان ليه اكده
نجاة : ياللا يا شيخون انت و صاحبك اتفضلوا .. مش محتاجين عزومة ، ثم تستدير و هى تشير للصغار : ياللا يا عيال كل واحد يقعد مطرحه و سموا الله و ابتدوا اكل ياللا
لتولى نجاة جل اهتمامها بالصغيرتين الى جوار ضيوفها تحت مراقبة حكم الذى لاحظ انها لم تبدأ طعامها بعد فقال بحمحمة : انتى ماكلتيش يا نجاة
لترفع عينيها اليه بذهول صامت فقد كانت تشعر باشتياق لان تسمع حروف اسمها من بين شفتيه ، لكنها وجدته ينظر لشيخون و هو يقول ببساطة شديدة : هو الاكل بسم الله ما شاءالله يا شيخون .. الصراحة يعنى يجنن ، بس مش معنى اكده ان اختك تفضل طول اليوم على رجلها و كمان وقت الاكل ما تاكلش
شيخون و هو مستمر فى تناول الطعام : هى نجاة اكده .. مش هتعرف تحط لقمة فى بقها غير لما تتطمن ان الكل اكل و اخد نايبه وبزيادة كمان
ليلتفت حكم الى نجاة مرة اخرى و يقول و هو يضع بصحنها بعض الطعام : احنا كلاتنا اخدنا نايبنا و بزيادة اهو .. خدى انتى كمان ياللا نايبك و اقعدى كلى انتى كمان ☺️☺️☺️😉
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وشم على حواف القلب)