رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثاني والستون 62 بقلم بيسو وليد
رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثاني والستون 62 بقلم بيسو وليد
رواية أحببتها ولكن 7 البارت الثاني والستون
رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الثاني والستون
رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الثانية والستون
عفا الله عن عبدِ أعانَ بدعوةٍ،
خليلين كانا دائمين على الودِّ،
إلى أن مشى واشي الهوى بنميمةٍ،
إلى ذَاكَ مِنْ هذَا فَزَالاَ عَنِ الْعَهْدِ.
_الإمام الشافعي.
______________________
قُل ما’ت الفتـ ـى البـ ـريء في ليلةٍ صا’فية كانت النجومُ تُز’ين سماءها في ليلةٍ صيفية هادئة، قُل قُتِـ ـلَ الفـ ـتى على أيدي ذ’ئابٍ بشـ ـرية الغـ ـلُ والحقـ ـدُ يمـ ـلئ قلوبهم كي يوصلهم إلى قَتـ ـل فتـ ـى مازال في بداية الطريق يشـ ـقه بحثًا عن مستقبلٍ مشرقٍ يليقُ بهِ، قتـ ـلوه وساروا في جنا’زتهِ باكيين وكأنهم بُر’اء مِن جُر’مهم الفا’حش غا’فلين عن أن هُناك عد’التين ستلـ ـحقان بهما أينما ذهبوا، عد’الة الأر’ض والتي مِن المتو’قع أن لا تتحـ ـقق وعد’الة أخرى تُسمى عد’الة السماء.
<“قتـ ـلوه حيًـ ـا وصاروا يُنكـ ـرون فعـ ـلتهم!.”>
كانت الصد’مة حليـ ـفة الطر’فين والقهـ ـرة تأ’كل القلو’ب والأ’لم يعتـ ـصر الصد’ور، كان “عـز” الأكثر نصـ ـيبًا مِن الصد’مة فالوضع الآن ليس في صالحهم وكل يوم يمَر بهم يكون الو’ضع أصـ ـعب عن زي قبل فهو يرى أخيه يبكي كل يومٍ أ’لمًا والضـ ـعف يُسيـ ـطر عليه وهو يقف لا يَمـ ـلُك شيئًا ليفعله فهو قليل الحـ ـيلة كل ما يمـ ـلُكه لهُ هو الدعاء إليهِ، سقـ ـط جالسًا على المقعد بجـ ـسدٍ متر’اخي وأعينٍ زا’ئغة وأ’لمٍ أصا’ب الرو’ح وطعـ ـنها العديد والعديد مِن الطـ ـعنات لا يعلم أنها قد فا’رقت الحياة منذ أول طـ ـعنة.
نظر “عبدالرحمن” إلى “حُـذيفة” الذي شعر بالحز’ن على ابن عمه الذي تلقى الصد’مة الكبرى حينما عَلِمَ الشيء الرئيسي في مر’ض أخيه، بدأ “عـز” يبكي بضـ ـعفٍ وأ’لمًا على أخيه المسـ ـكين، نظر إليهِ “حُـذيفة” وزفـ ـر بعمـ ـقٍ ثم أقترب مِنهُ بخطى هادئة ليجلس القر’فصاء أمامه واضعًا كفه بكف ابن عمه يُشـ ـدد مِن أز’ره قائلًا:
_إيه يا “عـز” إيه اللي حصل ما تو’حد الله كدا وتصلي على النبي دا نصـ ـيبه وقد’ره مكتوب عند ربنا، طب ما هو لو مش مكتوبلوا كان متأ’ذاش بيه حتى لو هما عملوه، بس ربنا كان را’يد إنه يجيله ويتعا’لج ويتعـ ـب ويقـ ـع ويقوم، ربنا عمره ما جابلنا أي حاجة وحـ ـشة بالعكـ ـس هو في إبتلا’ء وكثرة الابتلا’ءات للعبـ ـد محبـ ـة مِن ربنا دا كله فميزان حسناته كل و’جع بيحس بيه سو’اء قو’ي أو ضعـ ـيف بيكفـ ـر عنه ذ’نب مِن ذ’نوبه دا كله مبيحـ ـصلش مِن فر’اغ وأنتَ مؤ’من وعارف الكلام دا كويس أو’عى تخلي الشيـ ـطان يستحو’ذ على تفكيرك ويخليك تشوف غير كدا، كل ما د’ماغك توديك مكان بعيـ ـد طريق شيـ ـطان تستعـ ـيذ بالله على طول وتفتكر إن في ربنا قال أدعوني أستجيبُ لكم، وحد الله وأهـ ـدى ربنا معاه وكلنا معاه مش هنسـ ـيبه.
أنهـ ـى حديثه ومِن ثم بدأ يُمسّد على ذراعه برفقٍ محاولًا تهـ ـدأته، فيما كان “عبدالرحمن” مازال مذ’هولًا لا يُصدق أن هذا هو السـ ـبب فيما هو عليهِ الآن وها هو الآن يُفكر في حالة “فادي” النفـ ـسية حينما يعلم شيئًا كهذا بالتأ’كيد ستنه’ار حصو’نه المنـ ـيعة التي يحا’رب لبقا’ءها صا’مدة أكبر وقتٍ ممكنٍ، نظر إلى “حُـذيفة” وقال بنبرةٍ هادئة متسائلًا:
_هو أنتَ أتصر’فت فيه ولا لسه؟.
حرك “حُـذيفة” رأسه تجاه عمه ينظر إليهِ ليقول بنبرةٍ هادئة:
_أتصر’فت فيه طبعًا فساعتها، أبطلـ ـته عند حا’رس المقا’بر محبتش أستنى بصراحة … أنا بفكر فحاجة دلوقتي.
_إيه هي؟.
_منقولش أي حاجة لـ “فادي” دلوقتي، نستنى لمَ ربنا يكرمه ويخـ ـف بإذن الله على خير وبعدها ممكن نبقى نقوله، على الأ’قل لو حا’لته النفـ ـسية با’ظت حبتين يبقى هو كويس جثما’نيًا عشان ميأ’ثرش عليه، مش كدا ولا شايفين إيه؟.
أنهـ ـى حديثه وهو ينظر لهما لير’فع “عـز” رأسه ينظر إليهِ بوجهٍ باكِ يُفكر في حديثه رفقة عمه الذي فو’رًا قام بتأ’ييد رأيه حينما قال:
_تفكيرك صح ١٠٠%، هتفـ ـرق جدًا فحا’لته النفـ ـسية دلوقتي وبعدين، خلاص إحنا نستنى فترة ونشوف يمكن ييجي يقولنا التحا’ليل بقت سلـ ـبي وخَـ ـف.
_يارب، يارب بجد نفسي أسمعها يارب.
هكذا تمنى “عـز” ير’جو ربه بقلبٍ أر’هقتهُ الحياة ود’هستهُ دون أن تر’أف بحا”لهِ، فيما ربت “حُـذيفة” على ذراع ابن عمه برفقٍ مو’اسيًا إياه دون أن يتحدث وهو يستغفر ربه سـ ـرًا، فيما أستأذن “عبدالرحمن” مِنهما ور’حل دون أن يتحدث تاركًا “حُـذيفة” رفقة “عـز” يو’اسيه ويطـ ـمئنهُ أن كل شيءٍ سيكون على ما يُرا’م.
_________________________
<“بدأ العد التنا’زلي الآن، والجميع يستعد لفرحةٍ جديدة.”>
قبل أن تبدأ الملحـ ـمة والصرا’ع والحرو’ب والنز’اع، أرادت السعادة أن تدق بابهم وتنشـ ـر السرور والفرح في ديارهم، لحظاتٍ جاءت على حين غر’ة فا’جئت الجميع بمَن فيهم أصحاب الفرح لتكون مفا’جأة مِن العيا’ر الثقـ ـيل، تتأ’هبُ الحو’اس وتُحبـ ـس الأنفا’س وتتر’قب الأذان لسما’ع هذا الخبـ ـر السا’ر.
كان “عُـمير” يُرافق “غـدير” في المشفى بعدما شعرت ببعض الآلا’م الحا’دة والتي بدأت تز’داد مع مرور الوقت لتقوم حينها الطبيبة بفحصها وإلقا’ء الأو’امر بتجهيز غرفة العمـ ـليات في الحال، كان يقف بجوارها بعدما تم تجهيزها ممسـ ـكًا بكفها المغـ ـروز بهِ إبـ ـرة المُخد’ر يُطـ ـمئنها قد’ر المستطا’ع وقد تم تجهيزه وتعـ ـقيمه كذلك ليولج معها بناءًا على طلبها بعد’م تركه لها مهما كلـ ـفهُ الأمر ليُلبـ ـي مطلبها في الحال، أنحنـ ـى بنصفه العلو’ي نحوها يُلثم جبينها قْبّلة حنونة ممسّدًا بكفه على رأسها ليُطمـ ـئنها حينما قال بنبرةٍ هادئة حنونة:
_مش عايزك تخا’في الدكتورة قالت رُبع ساعة وهتقومي زي الفُل بإذن الله وأنا جنبك هتنامي وهتصحي هتلاقيني جنبك مش هسيبك، متخا’فيش.
_متوقفش دُعا يا “عُـمير”، أفضل أدعيلي زي ما وعدتني.
أردفت بها بنبرةٍ يظهر عليها الخو’ف والقلـ ـق ليبتسم هو لها ويُجيبها بنبرةٍ هادئة يُطمـ ـئنها قائلًا:
_أنا بدعيلك مِن دلوقتي وصدقيني بإذن الله تعالى هتقومي وتبقي بخير ووعد مش هسميها غير لمَ تكوني أنتِ موجودة محدش هيعرف أسمها غير وأنتِ موجودة وهنر’بيها سوى وكل اللي خـ ـططناله هنحـ ـققه بإذن الله تعالى، أنتِ قو’ية يا “غـدير” مش كدا؟.
أبتسمت إليهِ وحركت رأسها برفقٍ تؤ’كد على حديثه ليبتسم هو كذلك إليها ويُعاد يُلثم رأسها قْبّلة حنونة ليراها تبدأ في التغيُـ ـب عن الو’عي في نفس اللحظة التي ولجت بها الممرضة قائلة:
_أوضة العمـ ـليات جهزت والدكتورة مستنياها.
أبتعـ ـد هو عنها لتقترب الممرضة مِنها وتبدأ بد’فع الفراش المدولب المعد’ني المطـ ـلي باللو’ن الأبيـ ـض إلى الخارج في طريقها لغرفة العمـ ـليات التي تمـ ـكث في الطا’بق الذي يلي هذا الطا’بق ليلحـ ـق بها “عُـمير” حينما بدأت هي مناد’اته بصوتٍ وا’هنٍ ليسير بجوارها ممسكًا بكفها مربتًا عليهِ برفقٍ حتى وصلا إلى المصعـ ـد الخاص بنقـ ـل المر’ضى لينقلهما إلى الطا’بق الذي يليه.
ولجا بها غرفة العمـ ـليات حيثُ كانت تنتظرها الطبيبة والممرضة المساعدة ليترك هو يدها بعدما تغـ ـيَّبت “غـدير” عن الو’عي ليس كليًا فقد أعطتها الطبيبة نصـ ـف المخد’ر حتى لا تشعر بالأ’لم ويتغـ ـيَّب عقـ ـلها قليلًا فقط ولَكِنّها على در’اية بما يحد’ث حولها.
وصل كلًا مِن “عائشة” و “زيـاد” و “صـقر” وكذلك “كـمال” و “چـود” و “غـيث” بعدما هاتف “عُـمير” أبيه وأخبره ليقوم بعدها هو بإخبار البقية والمجيء للأطـ ـمئنان على “غـدير” وطـ ـفلتها، وقفوا أمام غرفة العمـ ـليات بعدما عَلِموا أنها ولجت منذ دقائق لتبدأ “عائشة” بالدعاء لها دون توقف لتأتي بعد دقائق قِلـ ـة “حـنين” رفقة “زين” تطـ ـمئن على شقيقتها لتجاور والدتها تنتظر.
كانت الأجواء متو’ترة بشـ ـدة بينهم والوقت يَمُر بهم، نهضت “حـنين” وأقتربت مِن “زين” الذي كان يقف بعيـ ـدًا عنهم شاردًا لتقف هي أمامه واضعةً كفها على ذراعه تنظر إليهِ متعجبةً حالته تلك لتقول بنبرةٍ هادئة متسائلة:
_مالك يا “زين” سر’حان كدا ليه؟.
أستفاق هو مِن شروده ذاك ونظر لها ليُحرك رأسه برفقٍ قائلًا:
_مفيش مش سر’حان، بفكر بس.
عقدت هي ما بين حاجبيها وهي تنظر إليهِ لتقول متسائلة:
_بتفكر في إيه؟.
نظر هو لها مِن جديد وأبتسم بسمةٌ عا’بثة كنظرتهِ تمامًا وقال بنبرةٍ هادئة:
_بفكر أحصَّل الواد “عُـمير” ونتلـ ـحلح إحنا كمان ونجيبلنا حتت عيـ ـل يجـ ـننا أكتر ما إحنا مجا’نين.
صُدِ’مَت “حـنين” مِن حديثه وشعرت بالخجـ ـل الشـ ـديد لتنظر حولها ليأتي ردّه العا’بث حينما أكمل قائلًا:
_إيه مردّتيش عليا ليه؟ مكسو’فة؟.
جحـ ـظت عينيها ونظرت إليهِ بصد’مةٍ واضحة وقد فر’غ فاهها وهي تراه ينظر لها مبستمًا لتقول هي تُعـ ـنفه:
_”زين” إيه اللي أنتَ بتقوله دا، وبعدين إيه اللي قو’مها فد’ماغك دلوقتي يعني.
_أصل بصراحة العصفورة عمالة تصو’صو فو’داني بقالها فترة وأنا بصراحة بفكر قعدنا فترة حلوة أهو جه دور بقى العيا’ل وبصراحة كدا بقى عايز وا’د حلو ومسمسم زيك كدا أو بنـ ـت مش هتفرق تبقى “حنين” الصغيرة أد’لعها شوية أنتِ خدتي مِن الد’لع بما فيه الكفاية دورها هي بقى تد’لع.
حسنًا أتضحت نو’اياه وكُشِـ ـفَ أمامها لتُعـ ـنفهُ قائلة بنبرةٍ حا’دة وهي تنظر إليهِ:
_لا واللهِ؟ قول كدا بقى خلاص ز’هقت مِني بدري عشان كدا محتاج بنـ ـت عشان تقعد تتد’لع وتها’دي فيها وأنا أتر’كن على الرف مش كدا؟.
نظر إليها وأنكـ ـر حديثها ذاك حينما عقد ما بين حاجبيه قائلًا بنبرةٍ مستنكرة:
_أنا يا “حـنين”؟ أنتِ تعرفي عنّي كدا برضوا؟ كل الفكرة إني حابب يبقى عندي حتت عيـ ـل مِنك كدا يملـ ـىٰ حياتنا ما هو سو’اء دلوقتي أو بعدين هنخـ ـلف وكدا أو كدا هيبقى عندنا عيـ ـل صغير شقـ ـي يجـ ـننا معاه، دي العيال نعمة مِن ربنا زعلا’نة ليه بس.
دا’م الصمت بينهما لحظاتٍ هو يُتابعها وهي تُفكر في حديثه لتعـ ـلو أبتسامة بسيطة ثغره وهو يُتابعها ليراها تنظر إليهِ بعد مرور دقائق قِلـ ـة وهي تعـ ـض أظافرها ببعض الخجـ ـل ليبتسم هو لها ثم يُبا’در ويضمها إلى أحضانهِ ممسّدًا على رأسها برفقٍ قائلًا بنبرةٍ هادئة خبـ ـيثة:
_شوفتي لمَ تعا’رضيني بترجعي قطة سيا’مي فالآ’خر أزاي، خليكِ على طول بقى كدا عشان بحب القطط الهادية اللي مبتعملش مشا’كل كتير.
شعرت بالغـ ـيظ الشـ ـديد مِنهُ لتصـ ـق على أسنانها قائلة بنبرةٍ غا’ضبة مكتو’مة:
_هي بقت كدا يا “زين”، لينا بيت يلـ ـمنا عشان إحنا فمستشفى عا’م دلوقتي مش هينفع.
أستمر هو في تخا’بثهِ معها دون أن يصمت مقررًا ملا’عبتها حينما همـ ـس بجوار أذنها قائلًا:
_طب وليه الأوضة اللي فالآ’خر دي فاضية عادي تستني ليه لمَ نروّح.
وما إن أنهـ ـى حديثه حتى شعر بها تقوم بعـ ـضّ ذراعه بغـ ـيظٍ شـ ـديدٍ مِنهُ ثم تركتهُ وأبتعـ ـدت وهي تنظر إليهِ ليُقابلها معالم وجهه المتأ’لمة واضعًا كف يده الأخرى على موضع الأ’لم وهو ينظر لها مند’هشًا مِن تجر’ؤها معهُ أمام الجميع ليرى الإبتسامة تزين ثغرها وهي تنظر إليهِ بإنتصا’رٍ ليشعر هو بالغيـ ـظ هذه المرة ويتو’عد هو لها قائلًا بنبرةٍ مغتا’ظة:
_هي بقت كدا يا “حـنين”؟ تمام خليكِ فكراها عشان وربنا المعبود ما هسـ ـيبك أول ما نرجع ويا أنا يا أنتِ.
ضحكت هي بصوتٍ خا’فتٍ وهي تنظر إليهِ بين الفينة والأخرى نظرةٍ شا’متة ومنتصـ ـرة، فيما كان هو ينظر لها بضيـ ـقٍ با’ئنٍ حتى رآها تتر’كه وتتجه إليهم مِن جديد حتى ترافق والدتها التي كانت تدعو إلى شقيقتها دون تو’قف ليبدأ هو في التفكير وهو ينظر لها نظراتٍ متو’عدة ليرها تبتسم رغـ ـمًا عنها حينما تشعر بنظراته مصو’بة تجاهها وكأنها تُعا’نده ليبقى الحال كما هو عليه.
________________________
<“السلام على مَن جاء يطرق بابنا يُطالبنا بالحلا’ل.”>
كانت تجلس في غرفتها أمام المرآة بوجهٍ عا’بسٍ تنظر إلى إنعكا’س صورتها بها بعدما تجهزت تُفكر في هذا العريس المز’عوم مِن وجهة نظرها وكيف ستجعله يذهب رافـ ـضًا إياها وليس العكـ ـس، فمنذ أن رأت “حـسام” وهي تشعر بالتخبـ ـط الشـ ـديد والتو’تر، لا تعلم ماذا تريد فحينما تراه أمامها تُصا’ب بحا’لةٍ غر’يبة حينما تشعر بالقشعـ ـريرة تساور جسـ ـدها ومعها تتعا’لى نبـ ـضات قلبها دون أن تهـ ـدأ في حضرته لتُيـ ـقن حينها أنها أصبحت أسـ ـيرةٌ في حُبّه.
كلما تذكرته تبسمت وكلما تذكرت هذا العريس عاد الو’جوم يحتـ ـل وجهها، زفـ ـرت بضـ ـيقٍ لترى شقيقتها تولج لها قائلة:
_إيه بو’ز النكـ ـد دا فُـ ـكيها العريس وصل بدل ما يقول عليكِ نكـ ـدية.
رشـ ـقتها “مـودة” نظرةٍ حا’دة حينما نظرت إلى إنعكا’س صورتها في المرآة لتغا’در “بتول” مِن جديد قائلة:
_لا بجد الله يكون فعو’نه حـ ـقيقي أنتِ مش طبيعية بجد.
تر’كتها وذهبت لتعاود “مـودة” إلى جلستها السابقة تنتظر رؤية هذا العريس المز’عوم، أما على ذِكر العريس فقد ولج “حـسام” إلى الداخل حا’ملًا قطه بذراعيه رفقة والدته ليُرحبون بهما كبار العائلة وأصدقائه، تبادلون الترحاب الشـ ـديد بوِدٍ ليقوموا بتقديم كرم الضيافة بعد ذلك ثم بعدها يأتي حديث “علي” الممازح حينما أشار إليهِ قائلًا:
_للأسف معندناش قطة عشان نجوزها لـ “مشمش” شوف غيرنا.
ضحك “حـسام” على حديثه الممازح ومعهُ أفراد العائلة ليأتي الردّ مِن “سـيف” الذي قال مبتسمًا:
_ودا بقى مر’بيه على الدراي فود ولا أكلنا عشان توفر وكدا.
_أقسم بالله بصر’ف عليه أكتر ما بصر’ف على نفسي شخـ ـصيًا، دا لِيه مصروف شهري مُضا’عف.
هكذا جاوبه “حـسام” بصد’قٍ دون أن يكذُ’ب عليهِ لتعـ ـلو الضحكات مِن جديد بينهم ليقول “ليل” الجد مبتسمًا:
_وماله حـ ـقه الرا’جل برضوا، دا أهـ ـم مِنك أنتَ شخـ ـصيًا يا “حـسام”.
ضحك “حـسام” على قوله ليردّ عليه قائلًا بنبرةٍ ضاحكة:
_يا باشا اللي تشوفه سعتك واللهِ ما هقولك حاجة.
_طبعًا خا’يف يتكلم أحسن يلاقي نفسه مخصو’مله تاني يوم ومتحوّ’ل مجلس تأد’يب.
هكذا جاء ردّ “علي” مِن جديد متخا’بثًا لينظر إليهِ “حـسام” قائلًا بنبرةٍ حا’دة:
_يا’ض بلاش تر’ازي فيا متخر’جنيش عن شعو’ري وخلي الليلة دي تعدي على خير.
جلس “علي” بأر’يحية وهو ير’ميه بنظرةٍ خـ ـبيثة مبتسم الوجه قائلًا:
_هتعدي متقلـ ـقش أوي كدا … هتعدي على و’شك إن شاء الله.
تعا’لت الضحكات مِن جديد لتنظر والدة “حـسام” إلى بوجهٍ مبتسم ثم وجهت حديثها دون أن تُحـ ـيد بصرها عنهُ قائلة:
_مش دا برضوا “علي” اللي شوفته متصوّر معاك مِن يومين؟.
حرك رأسه برفقٍ وهو ينظر إليها ليأتي ردّها الذي كان كالكر’باج على مسا’مع “علي” حينما قالت:
_مش دا برضوا هو نفسه اللي البـ ـت عا’كسته وطلبت نمـ ـرة تليفونه.
تفا’جؤ جميعًا مِن حديثها لتتوجه الأعين إليهِ تُرسل لهُ العديد مِن النظرات المختلفة، الصا’دمة، والمتفا’جئة، والمند’هشة، أبتسم “حـسام” سريعًا ونظر إلى “علي” الذي كان ينظر إليهِ نظراتٍ مشـ ـتعلة وكأنه ير’ميه بسها’مٍ نا’رية في حر’بٍ تَا/لفة وَجَبَ على أحد طر’فيها النصـ ـر، حينها جاء سؤال “حُـذيفة” بعدما أستند بمرفقيه على قد’ميه منـ ـحنيًا بنصـ ـفه العلو’ي إلى الأمام را’ميًا ابن عمه نظراتٍ تنطـ ـق بالكثير والكثير وأولها الأتها’م ليرى هو تلك النظرة ليبدأ الد’فاع عن نفسه وتبر’يء نفسه مِن هذا الجُر’م المشهو’د قائلًا:
_محصلش، أقصدي أيوه حصل بس أنا أكيد متجـ ـننتش فد’ماغي وأديتها الرقم.
_بس كُنْت قا’لع دبلتك متحو’رش.
هكذا ردّ عليهِ “حـسام” الذي ر’ماه بنظراتٍ ملـ ـيئةٍ بالخـ ـبث يقوم بتقـ ـييد حر’اكه ليرى كيف سيُبـ ـرء نفسه مقـ ـررًا أخذ حـ ـقه مِنهُ ليأتي ردّ “علي” حاضرًا حينما وَّجه حديثه إليهِ قائلًا بنبرةٍ حا’دة:
_كُنْت بتوضى وقتها يا صر’مة وقـ ـلعتها بطل تو’لعها بدل ما أقلـ ـبها عليك ما أنتَ عارف اللي فيها.
ضحك حينها “حـسام” حينما شعر بأن “علي” قد و’قع في مصـ ـيدة الشـ ـك ليقوم بتبـ ـريئه حينما قال بنبرةٍ ضاحكة ووجهٍ مبتسم:
_لا لا بهزر “علي” را’جل محترم أدا’ها كلمتين فجنا’بها عادي هو عند الحـ ـتة وبيفر’مل … هي مراتك مخو’فاك للدرجة دي؟.
_وربنا المعبود لأوريك يا *** بكرا، أنتَ اللي جبته لنفسك.
هكذا ردّ “علي” على حديثه وهو ير’شقه بنظراته ليأتي الردّ مِن “سـيف” الذي قال وهو ينظر إليهما:
_طب يا “علي” بما إنك شا’يل ومعـ ـبي أوي كدا مِنُه كلمني عنه بما إنك صاحبه.
_عيل **** وخا’ين وبيشرب سجا’ير وعارف بنا’ت بعدد شـ ـعر راسه وعا’ق بأمّه ومر’يض نفـ ـسي محتاج يتعا’لج.
هكذا ردّ “علي” مغتا’ظًا وهو ينظر إلى القا’بع أمامه والذي أبتسم لتوه وقال:
_نسيت أهم حاجة يا “علول”، سا’دي.
أبتسم “علي” بزاوية فمهِ سا’خرًا وأشا’ح ببصره بعـ ـيدًا متمتمًا بكلماتٍ غير مفهومة ليقـ ـطع “ليل” الجد هذا الشـ ـد والجذ’ب بينهما حينما قال:
_خلاص قطـ ـعت ففـ ـروة الو’اد؟ أر’تاح بقى وخلينا نتكلم كلمتين جَـ ـد.
_وربنا ما أر’تحت، حد قال إني أر’تحت؟ دا أنا هقـ ـطعه بكرا فعـ ـلًا وليس قولًا.
هكذا ردّ “علي” ناظرًا إليهِ ليُربت “ليل” الجد على ر’كبته برفقٍ قائلًا:
_طب أسكُت دلوقتي خلينا نتكلم بقى شوية وبعدين أبقى قوم و’لع فيه تمام كدا؟.
نظر “سـيف” إلى “حـسام” نظرةٍ ذات معنى فهمها “حـسام” الذي أبتسم وقال بصراحةٍ غير معهو’دة وصدقٍ تا’م:
_بُص يا عمي مِن الآ’خر كدا وعلى بلا’طة أنا ليا عندك أما’نة جاي أخدها كتر خيرك أحتفظت بيها ٢٢ سنة ودي على را’سي دلوقتي أنا جاي أخدها مِنك وشكرًا لحفاظك على أما’نتي.
ليس جديدًا على “سـيف” هذا الأمر فهو يعلم مدى صراحة “حـسام” وصدقه التا’م فهو ليس مِن هؤلاء الذين يتخا’بثون أو يتلو’نون كالحر’باء بل يمـ ـلُك طريقًا واحدًا يسير نهـ ـج خـ ـطاه لا ينحـ ـني يمـ ـينًا ولا يسا’رًا، أنتظر “حـسام” الردّ فيما نظر “سـيف” إلى حماه الذي أعطاه موافقتهِ خـ ـفيًا يؤ’كد على قراره، لا يُما’نع فهو يرى “حـسام” شا’ب خلو’ق ومهـ ـذب وحُسـ ـنُ الطبا’ع ولذلك جاوبه حينما نظر إليهِ قائلًا:
_واللهِ يا “حـسام” أنتَ شا’ب مفيش مِنك، محترم ومنتظم فشغلك تقريبًا مشوفتش مِنك أي سلو’ك وحـ ـش أو أي حاجة تعـ ـيبك بس القرار فالأول والآ’خر قرار “مـودة” بنـ ـتي موافقة يبقى الله المستعان موافقتش دا نصـ ـيب.
جاء حينها ردّ والدة “حـسام” حينما قالت بوجهٍ مبتسم وبشوش متسائلة:
_أكيد طبعًا يا أستاذ “سـيف” وهو عارف كدا كويس دا نصيـ ـب لو ربنا أراد يبقى الحمد لله مفيش نصـ ـيب الحمد لله برضوا إحنا راضيين دي حاجة مكتوبة عند ربنا هو وحده عا’لم بيها … طب مش هنشوف العروسة ولا إيه؟.
_لا طبعًا ثوانِ وتكون هنا.
هكذا ردّت عليها “بـيسان” بوجهٍ مبتسم ثم أستأ’ذنت مِنهم وذهبت حتى تأتي بأبـ ـنتها، فيما كانت “مـودة” تجلس في غرفتها تنتظر وقد بدأت تشعر بالمـ ـلل الشـ ـديد مِن طـ ـيلة الإنتظار، ولجت “بـيسان” لها بعدما طرقت برفقٍ على باب غرفتها لتنظر لها قائلة:
_العريس تحـ ـت هو ووالدته مستنيينك تنز’لي، تعالي يلا.
شعرت “مـودة” بالتو’تر وسر’يعًا هـ ـربت الكلمات التي ظلت ترتبها في ر’أسها حتى تقولها إليهِ بعد أن تقرر الرفـ ـض، شعرت بإنقبا’ضة قلبها الذي بدأ ينبـ ـض بعنـ ـفٍ كلما أقتربت مِن المجلس، رأت التجمع مِن بعيـ ـد ورأت شا’بًا يرتدي حِلة ر’مادية اللو’ن لتشعر بالتو’تر يز’داد بداخلها، حا’لةٌ فو’ضاوية تلبـ ـستها وأز’دادت كلما أقتربت..
تحدثت “بـيسان” حينما عادت إليهم مِن جديد تقول بوجهٍ مبتسم:
_العروسة جَت أهي.
نظرت والدة “حـسام” لها بوجهٍ مبتسم ومعها “حـسام” الذي تفا’جئ مِن مظهرها الرائع وطلـ ـتها البهية التي لَم تفشـ ـل في أ/سر قلبه، ظهر الإنبها’ر في عينيه وظهرت لمعـ ـتها وكأن مدينتهُ عادت تُضيء مِن جديد تستقبل حبيبًا كان في إحدى الأيام غريبًا، أبتسمت عينيهِ قبل أن يبتسم فمهُ ونهض مِن مجلسهِ بهدوءٍ حتى يستقبلها دون أن يُحـ ـيد ببصره عنها، أما عن “مـودة” فكانت مصد’ومة وبشـ ـدة حينما رأته هو أمامها ولا غيره، هو مَن جاء لطلب الأما’نة التي كانت محفوظة منذ أثنان وعشرون عامًا..
تفا’جئت كثيرًا وتيبـ ـس جسـ ـدها حينما رأت صاحب زهور التوليب الصفـ ـراء هو نفسه مَن لطلبها عروسٌ لهُ وزوجةً إليه وأُمًّا لأطفاله في المستقبل، هي كانت مصد’ومة بتواجده وهو كان مبهورٌ بها، عانقتها والدته بترحابٍ شـ ـديدٍ بعدما رأت جمالها وهدوءها وأحتشا’مها، أبتعـ ـدت عنها ونظرت لها مبتسمة الوجه قائلة:
_بسم الله ما شاء الله، إيه الحلاوة دي كلها زي القمر ما شاء الله.
أبتسمت “مـودة” بخجـ ـلٍ بعدما أثنـ ـت عليها والدته فكيف سيكون ردّ و’لدها بعدها؟ قدّم “حـسام” لها باقة الزهور التوليب الصفـ ـراء التي جلبها مِن زهوره الخاصة وقام بتغلـ ـيفها بشكلٍ أنيقٍ، أخذتهُ مِنهُ بخجـ ـلٍ وقد شكرته مبتسمة الوجه وجلست بالقربِ مِنهُ محتضنةً الباقة بكفيها، أما عنهُ فلَم يستطع منـ ـع نفسه مِن النظر إليها لرؤية تقا’سيم وجهها وردّة فعـ ـلها حينما أعطاها باقة الزهور ليرى الابتسامة تزين ثغرها ومِن جديد وصله عبقها الذي أشتـ ـمه مِن قبل ليقول بداخله مُعيدًا جملته مِن جديد:
_ريحة سوبيا.
وبعد القليل مِن الأحاديث بينهم تركوهما سويًا وذهبا كي يتركون لهما مسا’حتهما للتعرف على بعضهما في رؤية شـ ـرعية حتى يران إن كانا يتبادلان المشاعر نفسها أم لا، وحينها نظر إليها “حـسام” بوجهٍ مبتسم وبدأ الحديث حينما قال:
_أتمنى مكونش مسـ ـبب أي نوع مِن الإز’عاج.
حركت رأسها برفقٍ تنفـ ـي حديثه وهي تنظر بخجـ ـلٍ إلى أر’ضية المكان ليأتي صوته مِن جديد حينما قال ممازحًا إياها:
_طب الحمد لله دي أهم حاجة.
أبتسمت رغـ ـمًا عنها دون أن تنظر إليهِ ليُكمل هو حديثه قائلًا:
_أحبّ أعرفك بنفسي، أنا أسمي “حـسام سـمير” عندي ٢٦ سنة شغال ظا’بط مع كتيـ ـبة الإعد’ام دي، رُ’تبتي ملاز’م أول عشان الفضو’ل بيشوف شغله وقتها، عندي بقى موهبة تانية، بحبّ أرسم على الإز’از دي بصراحة موهبتي المفضّلة، بحبّ القطط جدًا عندي قط شقـ ـي شوية بتاع كر’شه أسمه “مشمش” شوفتيه قبل كدا، وبحب الورد جدًا بالذات التوليب مِن صغري وأنا بحبه، أنا مش عصـ ـبي تمامًا وبالي طو’يل، دي تقريبًا كل حاجة عنّي لو حابة تعرفي أي حاجة تانية قولي.
أنهـ ـى حديثه وترك الكرة في ملعبها منتظرًا تلقي الإجابة مِنها، أما عنها فقد أستمعت إلى حديثه وظلت ملتزمةً الصمت، متو’ترة وقـ ـلقة قليلًا فقد كانت تظن أن أخرًا جاء لخطبتها وكانت تستعد لتُعطيه رفـ ـضها ولَكِنّ حينما رأته هو تبعثـ ـر كل شيءٍ بداخلها، أبتـ ـلعت غصتها بتروٍ وحركت رأسها تنفـ ـي حديثه ليبتسم مجيبًا إياها قائلًا:
_طب تمام، حابب أنا كمان أسمعك، عرفيني عن نفسك.
دا’م الصمت بينهما قليلًا بعدما تحدث لتأخذ نفـ ـسًا عميـ ـقًا ثم تز’فره بهدوءٍ وتبدأ حديثها بنبرةٍ هادئة للغا’ية دون أن تر’فع رأسها تنظر إليه قائلة:
_أسمي “مـودة سـيف” عندي ٢٢ سنة خريجة صيدلة وحاليًا بشتغل فمجالي، عندي موهبة التطريز ساعات بعمل مِنهم على كرتون كديكور وببيعه أونلاين دي حاجة بحبها وبحب أشغـ ـل نفسي بيها لمَ أبقى مخنو’قة ومضا’يقة، وبحب الورد التوليب.
_حلو فينا حاجات مشتركة أهو، بخصوص موهبتك فدي حاجة حلوة جدًا أستمري فيها وطوري مِن نفسك عشان تبقي أحسن وأتعلمي حاجات جديدة فيه هتحبي الموضوع أكتر وأكتر ولو لينا نصـ ـيب فبعض هشجعك وأساعدك أنا بحب الشخص الطموح واللي عنده شغـ ـف لموهبته، أنا عن نفسي خدت كورسات كتير للرسم على الإز’از كان الموضوع صعـ ـب فالأول طبعًا بس مع الوقت إيدي بقت تعرف الطريق لوحدها وبسيبها تبدع مِن غير ما أكون مفكر فحاجة بعـ ـينها، التطوير حلو أوي.
هكذا ردّ عليها ليرى أبتسامتها تتسـ ـع وتُبرز على تقا’سيم وجهها ليراها أخيرًا تر’فع رأسها تنظر إليهِ بعد مرور خمس دقائق لترى معالم وجهه الجميلة والتي تتخذ معالم وجه أورو’بية، وبالعين التي تراه بها هو كذلك يراها بها فهي كانت جميلة وتُشبهه كثيرًا ومؤ’خرًا أصبح مُحبًّا لخصلاتها الشقـ ـراء، أبتسم كذلك ليسمعها تقول بنبرةٍ هادئة متسائلة:
_هو أنتَ مجيبتش القط بتاعك؟.
نفـ ـى حديثها حينما قال بنبرةٍ هادئة مبتسم الوجه:
_مين قال كدا؟ جبته مقد’رش أروح مكان بصراحة هيبسطني مِن غير ما أجيبه.
أبتسمت وشعرت ببعض الخجـ ـل حينما قصدها بطريقةٍ غير مباشرة لتراه يبحث بعينيه في المكان عن القط ليتسأل قائلًا:
_راح فين ابن المفجو’عة دا دلوقتي؟.
ضحكت “مـودة” ضحكاتٍ خـ ـفيفة وهي تنظر إليه لتراه ينهض ذاهبًا إلى القط الذي كان يخـ ـتبئ أسفـ ـل المقعد ليجلس القر’فصاء ملتـ ـقفًا إياه قائلًا:
_تعالى يا رو’ح أ’مك هتعملي فيها مكسو’ف دلوقتي.
ضحكت هي مِن جديد وهي ترى تعامله مع قطه الأ’ليف وكأنه يتحدث مع صديقٍ إليهِ يفهمه وليس قطًا، جلس مِن جديد في مكانه وهو يُمسّد بكفه على رأس القط ليراه ينظر إلى “مـودة” وكأنه يرى شيئًا جديدًا لأول مرة يجذ’ب ناظريه، فيما نظرت هي إليهِ مبتسمة الوجه ترى هذا القط للمرةِ الثانية لتقوم بمَدّ كفها نحوه لتبدأ تُمسّد على رأسه برفقٍ ليراه كلاهما قد تأ’ثر بلمـ ـستها الرقيقة على رأسه مِمَّ جعله يُغمض عينيه قليلًا مستمتعًا بلمـ ـسات يد أنو’ثية حنونة على رأسه..
تو’قع “حـسام” هذا الردّ كيف لا وهو صاحبه يعلم عنهُ كل شيءٍ فهو يفعل المثل مع والدته، أغتا’ظ كثيرًا ليقول بنبرةٍ مغتا’ظة:
_طول عُمري بقول عليك سا’فل وبتاع ستا’ت، إنما أنا مصدر الدخل بتاع أ’هلك أنا اللي بأكل وأجيب وأودي للدكاترة دا أخري معاك إنما تشوف وا’حدة تبدأ تهتـ ـم بيك بتنسىٰ أُ’مّي مبتجيش غير لمَ بطنك تكر’كر فنص الليل تقعد تنونو فودن أُ’مّي لحد ما تصحيني مِن أحلاها نومة عشان أ’ملىٰ كـ ـرشك، وربنا لأعيد تر’بيتك يا ند’ل بس أستنى عليا.
ضحكت “مـودة” بشـ ـدة هذه المرة بعدما أستمعت إلى حديثه بالكامل ومعاملتهِ مع القط الذي بدأ يتملـ ـص بعد أن أستمع إلى حديثه ليتركه ويذهب إلى “مـودة” جالسًا على قدميها منكمـ ـشًا على نفسه، نظر إليهِ “حـسام” مذهولًا لا يُصدق أفعا’ل قطه ومعهُ “مـودة” التي سعدت حينما رأت القط يذهب إليها هي جالسًا داخل أحضانها وقد بدأ يحـ ـتك بها يُعبر عن حُبّه لها لتضمه هي تُلثم رأسه بحنوٍ بوجهٍ مبتسم وسعادة ليأتي قول “حـسام” الذي كان مازال مذهولًا:
_مش بقولك أنتَ محتاج تتر’بى مِن جديد.
نظرت إليهِ “مـودة” مبتسمة الوجه وقالت:
_بخصوص موضوعنا يا “حـسام” ممكن تديني أسبوع أستخـ ـير ربنا وهردّ عليك بعدها.
_أكيد طبعًا خُدي الوقت اللي أنتِ عايزاه معنديش مشـ ـكلة بس مش بعد دا كله تقوليلي لا أديني بقولك أهو.
مازحها بحديثه بوجهٍ مبتسم لتبتسم إليهِ في المقابل قائلة:
_خير إن شاء الله، اللي ربنا عايزُه هيكون.
_ونعمة بالله، هستنى ردّك.
ولعل القدر يجمع طُرُقاتنا، وتند’مج أرو’احنا لتُصبح رو’حٌ واحدة، وتجتمع قلو’بنا تستأ’نس ببعضها، ونسير في طريقٍ واحد سويًا تكُن أنتَ الظـ ـل والدار، الحا’مي الأول والد’رع الوا’قي لي، تأخذ بيدي صو’ب الدرب الصحيح، صو’ب طريق الجـ ـنة حتى تكون أنيـ ـسٌ لي وزوجًا صالحًا ظللتُ أ’لُحُ بالدعاء بهِ حتى أنعـ ـمني ربي بهِ.
_لربما كُنا في شتا’تٍ مِن أمرنا،
لربما ضـ ـللنا الطريق في إحدى المرات،
لربما كُنا قرباء ونرى أننا بُعا’دٌ عن بعضنا،
حتى قرر القلب أن ينز’ع الغشا’ء عن عينيه،
ويرى الحبيب ضا’لًا أمامه يبحث عنهُ،
ليصر’خ بهِ عبر إزد’ياد نبـ ـضاته،
ليبدأ الرفيق يشعر بقربه،
وتعلـ ـو نبـ ـضاته كذلك،
حتى يتلاقىٰ معًا،
متعانقين.
___________________________
<“مفتا’ح الأمل بين يدي صاحب الأمل.”>
منذ قرابة الأسبوع لا تتحدث معهُ، تأخذ حـ ـيزًا لنفسها بعـ ـيدًا عنهُ بعد مشا’جرةٍ دامت بينهما لعشرة دقائق مِن الشـ ـد والجـ ـذب حتى أنتـ ـهى الأمر بهما كلٌ مِنهما متجا’هلًا الآخر، كان “فـادي” جالسًا و’حيدًا في غرفته وهي في الخارج تجلس في غرفة المعيشة تشاهد التلفاز، زفـ ـر بعـ ـمقٍ ومسـ ـح بكفه الأيـ ـمن على وجهه يُفكر في أمر جلسة الكيما’وي القادمة والتي ستكون بعد يومين فمؤ’خرًا بدأ جسـ ـده يُر’هق بسـ ـبب كثرة الجر’عات التي يستقبلها جسـ ـده.
أخذ هاتفه وبدأ يعـ ـبث بهِ بمـ ـللٍ يشاهد الصور الخاصة بهِ قبل أن يد’اهمه المـ ـرض ويُر’هقه ليرى آخرًا لا يعلمهُ هو كان في إحدى الأيام يحظى بالصـ ـحة والعا’فية يتحرك كالنحـ ـلة هُنا وهُناك، البسمةُ مرتسمة على ثغره ونسمات الهواء تد’اعب خصلاته البرتقا’لية الطو’يلة، صورةٌ ألتقـ ـطها “عـز” في لمـ ـح البصـ ـر كانت الأجمل والأحب إلى قلبه فمازال يتذكر أحدا’ث هذا اليوم جيدًا وكيف كانت السعادة هي المتحـ ـكمة بهِ، نظر إلى نفسه في هذه الصورة وإلى نفسه على أر’ض الو’اقع ليسمع صوت إنكسا’ر قلبه للمرة التي لا يعلمها..
آ’لمهُ قلبه وشعر بالضـ ـيق بدأ يتسـ ـلل إلى صدره ليُغـ ـلق الهاتف تا’ركًا إياه واضعًا كفيه على وجهه وقد بدأت عبراته تسـ ـقط على صفحة وجهه دون أن يشعر فقد أر’هقه الكتـ ـمان وآ’كله حـ ـيًا يكفي الآن فقد حان وقت سقو’طه فالأمر يخر’ج عن إرا’دته هو في الأ’خير إنسانٌ يشعر ويتأ’لم ويحز/ن ليس بخا’رقٍ للطـ ـبيعة؟.
ظل هكذا قليلًا لبضع دقائق حتى سَمِعَ هاتفه يعـ ـلو بجواره يعلنه عن أتصالٍ هاتفي، لحظات وأبعـ ـد كفيه عن وجهه ناظرًا بعينين باكيتين إلى شاشة هاتفه ليرى “حُـذيفة” المتصل، وبر’وحٍ مر’هقة أخذ الهاتف وأجابه دون أن يتحدث ليسمعهُ يقول عبر الهاتف بنبرةٍ هادئة:
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شايفك منعز’ل بقالك فترة عننا لعل الما’نع خير إن شاء الله.
أبتلـ ـع “فـادي” غصته بتروٍ وأجابه بنبرةٍ باكية قائلًا:
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أنا كويس الحمد لله طـ ـمني عليك حـ ـقك عليا لو مبسأ’لش عليك.
_متقولش كدا مفيش بينا الكلام دا كل واحد عنده ظرو’فه أنا بس قلـ ـقت عليك مش ظاهر بقالك فترة قولت أتطـ ـمن، مال صوتك يا “فـادي” في حاجة ولا إيه؟.
هكذا ردّ عليهِ “حُـذيفة” وسأله بعدما أستمع إلى نبرة صوته ليأتيه الردّ مِن “فـادي” الذي أبتسم قائلًا:
_مفيش حاجة يا حبيبي أنا كويس الحمد لله.
أتاه حينها صوته حينما سأله مِن جديد عن حالته الصـ ـحية قائلًا:
_طـ ـمني طيب أخبار الجلسات إيه وفي تحـ ـسُن ولا لا؟.
زفـ ـر “فـادي” بعمـ ـقٍ وجلس بشكلٍ أكثر أر’يحية مجيبًا إياه قائلًا:
_تـ ـعبان أوي يا “حُـذيفة”، مش قا’در جسـ ـمي تعـ ـب وأنا مبقتش قا’در أتحـ ـمل خلاص كل شوية جلسات وعلا’ج مبقتش عايز أكمل.
حز’ن “حُـذيفة” كثيرًا حينما أستمع إليهِ ليقول بنبرةٍ هادئة:
_أنا عارف واللهِ يا “فـادي” وحا’سس بيك صدقني، بس دي إر’ادة ربنا وأنتَ يا حبيبي لازم تحمد ربنا وتقبل بقـ ـضاءه مهمًا كان، خليك دايمًا مِن الحامدين ولعل الشفا قريب مين عارف جايز ربنا يريد بإذن الله ويتر’دلك عا’فيتك وتر’جع لصحتك تاني، دي تجربة بيتم إختبار صبرك بيها وأنتَ مهما حصل لازم تفضل صبور دا حتى ربنا سبحانه وتعالى بيقول {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إنّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ} لينا كمسـ ـلمين في رسول الله ﷺ أسو’ة حسنة أدانا در’وس في الصبر لشـ ـدة الابتلا’ءات والكرو’ب اللي الإنسان بيمُـ ـر بيها ولشـ ـدة الصعو’بة في سـ ـبيل توصيل دِّ’ين الله وإبلا’غه والأيام بتكون شاهدة على أن مفيش حد صعـ ـبت عليه مصا’ئب الحياة وأتعر’ض للأ’ذية والو’جع مِنها فالإنسان وقتها بيسـ ـتعين بالصبر أول ما يحـ ـس إنه لا أنا بدأت أفقـ ـد الأمل والسيـ ـطرة على نفسي ومش متحـ ـمل فلا’زم يلجـ ـأ لربنا ويقوله يا رب أنا صابر وهصبر لأنك أ’مرتنا بالصبر … طب ما ربنا كان قا’در يخـ ـلق الدُنيا فيوم واحد مش فستة بس هنا بيقولك أنا لازم أصبر عشان ربنا يد’يني على قد صبري حتى لو هصبر ١٠٠ سنة..
_في واحد بيقول إنّي رأيتُ وفي الأيّام تجربةً، للصّبر عا’قبةٌ محمودةُ الأثر، كذا ينال الصّابرون علو القدر، ونها’ية الزخر في الآخرة، فهم على وعدٍ ببشارةِ الله، والآية الكريمة بتقول {أولَئكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأولَئِكَ هُمُ المُهْتَدَون} وفي مرتبةٌ لا تُنال إلا بالصّبر وهي الإمامة في الدِّ’ين، يقول الله تعالى {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئِمَّةً يَهْدُونَ بِأمْرِنَا لَمًّا صَبَرُوا} الصبر يا “فـادي” مفتاح الفر’ج فأي حاجه فحياتك، طول ما أنتَ صبور ربنا هيجا’زيك على قد صبرك زي ما قولتلك ربنا كان قا’در يخلـ ـق الدنيا فيوم وليلة بس عايز يوصلك رسالة ويقولك أصبر، أصبر يا “فـادي” وربك كبير فلحظة الدنيا بتتغـ ـيَّر صدقني يعني أبسط مثال هقولهولك دلوقتي مِن ٥ دقايق الشمس كانت طا’لعة والسما صا’فية والجَـ ـو حلو صح؟ شوف دلوقتي بقى الجَـ ـو عامل أزاي؟ مغيـ ـم وأديها بتمطر والجَـ ـو بقى سا’قع شوفت حكمة ربنا، كُنْ فَيَكُونْ.
كان “فـادي” يستمع إليه طو’ال الوقت كعادتهِ فهو وحده مَن يستطيع طـ ـمئنته وإحتو’اءه بكلماته التي تُذ’يب الثـ ـلج المتر’اكم مِن على الجِبا’ل التي مَرّ’ت عليها ليلة شتو’ية عصيـ ـبة ليأتي فصل الصيف بدرجة حرارته الد’افئة يُذ’يبها، كانت عبراته تسـ ـقط على صفحة وجهه طوال الوقت بعدما لامـ ـس حديثه قلـ ـبه، كانت “فـيروز” تقف في الخارج تشاهده يبكي لتعلم مع مَن يتحدث فهذا ليس بجديدٍ عليها، أما عن “فـادي” فقد تحدث قائلًا بنبرةٍ باكية:
_أنتَ ربنا بعتك ليا عشان تهوّ’ن عليا اللي بشوفه يا “حُـذيفة”، كلامك أقسم بالله بيعملي حا’لة مببقاش فاهمها ولا حتى فاهم نفسي بس بحـ ـس كل الطاقة السلـ ـبية اللي جوايا بتخر’ج بمجرد ما بتكلم معاك كأنك بتديني طاقة أكمل عشان أعا’فر وميأ’سش.
أبتسم “حُـذيفة” على الطر’ف الآخر بعدما أستمع إلى حديثه ليجاوبه بنبرةٍ هادئة قائلًا:
_تقدر يا سيدي تقول إني “غـوث” ربنا بعته ليك عشان يشـ ـجعك وميخلكش تيأ’س وتفقـ ـد الأمل، أنتَ عزيز على قلـ ـبي أوي يا “فـادي” وربنا يعلم أنا بحبك قد إيه وبعتبرك أخويا مش بس ابن عمي … أنا عايز أجي أقعد معاك شوية عندي خبر حلو أوي ليك هيفرحك.
_واللهِ يا “حُـذيفة” أنتَ كل أخبارك حلوة معتقـ ـدش جيت عليا بخبر وحـ ـش قبل كدا، أنا مستنيك النهاردة إن شاء الله متتأ’خرش.
أنهـ ـى حديثه معه وأغـ ـلق المكالمة زافـ ـرًا بقو’ة يمسـ ـح بكفه على وجهه، لحظات وشعر بكفين دا’فئين يتسلـ ـلان على كتفه يُعانقانه، ظل على هذه الحالة دو’ن أن يتحرك أو يُكلف نفسه عنا’ء إبعا’دها فكيف يُبعـ ـدها وهو بحاجةٍ إليها؟.
شعر بها تضمه إلى د’فئ أحضانها فمهما حدث بينهما كلاهما لا يستطيعان الأبتعا’د عن بعضهما، تر’ك نفسه لها مثلما أعتاد دومًا لتتو’لى هي تو’لي الأ’مر كعادتها في كيفية طمـ ـئنته، وضع رأسه على صد’رها وأغمض عينيه فيما ضمته هي واضعةً الغـ ـطاء الثقيـ ـل على جسـ ـده بعدما شعرت بإرتجا’فه البسيط، كلما تذكرت رؤيته يستمع إلى ابن خالتها يتحدث معهُ عبر الهاتف ويبكي يتأ’لم قلبها كثيرًا فهي أُر’هِقَت رو’حها كلما رأته بهذه الحا’لة السـ ـيئة.
_حا’سس إن في حاجة تعبا’ك؟.
هكذا سألته بنبرةٍ هادئة بعدما قررت قطـ ـع هذا الصمت الممـ ـيت وكفها يسير أ’على قبـ ـعة رأسه وكأنها تهـ ـدهد طفـ ـلًا صغيرًا لا يقو’ي على موا’جهة الأ’لم ولذلك أ’علن أستسلا’مه مبكرًا قبل أن يخو’ض التجربة ويُحا’رب، أما عنهُ فقد حرك رأسه برفقٍ ينفـ ـي حديثها دون أن يتحدث، فكرت قليلًا بينها وبين نفسها في آ’خر شجا’رٍ بينهما بعد أن نجح الشيـ ـطان في إشعا’ل الأمور بينهما ليصل بهما الأمر كلٌ مِنهما مفتر’قًا عن الآخر..
وحينما رأت نفسها المخـ ـطئة بعد أن فشـ ـلت في إحتو’اء الأمر وإنها’ءه حتى لا تسو’ء حالته الصـ ـحية أكثر مِن ذلك قررت الآن تصلـ ـيح الأمر والإعتر’اف بخطــ ئها فليس عيـ ـبًا أن يعتر’ف المرء أنهُ مخـ ـطئًا، أخذت نفـ ـسًا عمـ ـيقًا داخل صد’رها ثم زفـ ـرته بتروٍ وقالت بنبرةٍ هادئة تجذ’ب بها إنتبا’هه:
_”فـادي”.
أتاها همهـ ـماته الخا’فتة كردّاً على نداءها لهُ لتقول هي بنفس النبرة:
_عايزة أقولك حاجة.
_خير.
هكذا ردّ على حديثها لتقول مكملةً حديثها معتذ’رة:
_أنا آسفة على اللي حصل بينا آ’خر مرة، أنا عارفة إني غـ ـلطت وقاو’حت وقتها وعا’ندت عشان مشوفش نفسي غـ ـلطانة، بس لمَ قعدت مع نفسي وفكرت لقيت إني غـ ـلطت ومسـ ـيبتكش تعمل اللي كان مر’يحك أنتَ، حـ ـقك عليا مش عايزاك زعلا’ن مِني ومش عايزة نبقى مع بعض تحـ ـت سقـ ـف واحد وكل واحد واخد جنب لوحده.
أنهـ ـت حديثها منتظرةً الردّ مِنهُ وهي على عِلمٍ تام أنه لن يُسـ ـيء ظنونها بهِ، تعرفه حـ ـق المعرفة وتعلم أنهُ ليس سيـ ـئًا بل إن بحثت بين رجا’ل العالم أجمع فلَن تجد أنقـ ـىٰ وأحنّ وأطيب مِنهُ بينهم، لَم يُخـ ـيب ظنونها بهِ، فقد قام بالردّ عليها بفـ ـعلٍ وليس بقولٍ حينما ضمها بذراعيه يُعلن لها أنهُ ليس بحز’ينٍ ولا غا’ضبٍ بل كان ينتظرها وينتظر أن تضمه إلى د’فئ أحضانها كي يطمـ ـئن ويستأ’نس بقربها مِنهُ.
_وكأن الجميع را’هنني على الاستمرارية،
وكُنْتُ أنا صاحب الر’هان الأو’حد.
__________________________
<“حبيبُ الأمس ورفيق اليوم كان قبل أمس غريبٍ.”>
الوقت يمضي والشهور تتسا’رع والوقت ينفـ ـذ والسعادة تقترب مِن ديارهم يومًا بعد يوم، طيبُ القلبِ نقـ ـي الرو’ح وصاحب الأ’ثر الجميل، يجلس في ردهة المنزل يقوم بعد الأيام المتبقية وبجواره دفترًا وقلمٍ يقوم بتدوين العديد والعديد مِن الأغراض التي يريدون التأ’كد مِن وجودها قبل فو’ات الأو’ان، وهي بجواره تتناول الطعام بنهمٍ تشاهد فيلمًا إيطاليًا ملـ ـيئًا بالإ’ثارة والأكـ ـشن بعدما رشـ ـحهُ لها زوجها لتبدأ بالفعل بمشاهدته سا’لبًا تركيزها بالكامل لهُ.
زفـ ـر “إيـثان” بعمـ ـقٍ بعدما أنهـ ـى ما يفعلهُ قائلًا بنبرةٍ هادئة أخذًا الدفتر والقلم ينظر إلى ما هو مُدَوَّن بهِ ليقول بنبرةٍ هادئة دون أن يُحـ ـيد ببصره عن الدفتر:
_”تـكوى” أتعلمين كم تبقى مِن الوقت أم أنكِ لا تهتمين لذلك؟.
لَم يتلقىٰ الردّ على حديثه ليُعاد قوله مِن جديد بنبرةٍ عا’لية قليلًا عن سابقتها يجذ’ب بها أنتبا’هها، ومِن جديد لَم يتلقىٰ الردّ لير’فع رأسه ينظر لها ليراها تشاهد التلفاز بإند’ماجٍ وبيدها قطعة بيتزا تتناولها، نظر إليها قليلًا دون أن يتحدث ففي الآونة الأ’خيرة بدأت “تـقوى” تتناول الطعام بشكلٍ كـ ـبير مِمَّ أثا’ر هذا ذهوله.
زفـ ـر بعـ ـمقٍ وقام بأخذ جهاز التحـ ـكم وقام بإغلا’ق الصوت حتى تنتـ ـبه إليهِ حينما يتحدث، أما عنها فقد نظرت إليه بضـ ـيقٍ قائلة:
_لِمَ أغـ ـلقت الصوت تلك اللقـ ـطة مثيـ ـرة يا رَ’جُل قم بتشغيله هيا.
_أنا أتحدث لكِ يا امرأة وأنتِ لا تسمعينني منذ قليل ألهذه الدرجة هذا الفيلم يسـ ـلُب أنتبا’هكِ؟.
نظرت إلى التلفاز لترى مشهدًا لبطل الفيلم يقوم بإنقا’ذ البطلة مِن الحفـ ـرة المفـ ـخخة التي قد نصـ ـبوها الأعد’اء للإيقا’ع بهم لتجـ ـحظ عينيها ثم بدأت تهتف بنبرةٍ سعيدة حما’سية تُشير إليهِ تجاه شاشة التلفاز قائلة:
_أنظر يا “إيثان” أنظر البطل الآن يقوم بإنقا’ذ البطلة رجاءًا حبيبي قم بتشغيل الصوت سأرى فقط هذا المشهد وسأسمعك بعدها متى شئت، رجاءًا.
خضـ ـع لها بيأ’سٍ وقام بتشغيل الصوت مِن جديد لتعود هي لمشاهدة الفيلم مِن جديد بوجهٍ مبتسم وحما’س شـ ـديد، عاد هو ينظر إلى الدفتر ليراه يُسر’ق بخـ ـفةٍ مِن يديه مِن قِبَلها ولذلك ر’فع رأسه ينظر لها ليراها تضعه بجانبها تنظر إليه مبتسمة الوجه قائلة:
_أترك كل شيءٍ الآن وتعال شاهد معي هذا المشهد.
_ولَكِنّي شاهدته مِن قبل عزيزتي وأعلم ماذا سيحدث وكيف ستكون نها’يته.
هكذا جاوبها بنبرةٍ هادئة محاولًا استيعا’ب ما حدث منذ ثوانٍ ليرى الضـ ـيق قد أرتسم على معالم وجهها، حسنًا وَجَبَ على أحدهم الآن الخضو’ع وتلبـ ـية الأو’امر حتى لا يحز’ن الحبيب، تر’ك بالفعل كل شيءٍ كان يفعله وجلس بجوارها مُـ ـلبيًا طلبها ليراها تند’س داخل أحضانه بسعادةٍ وهي تتناول البيتزا وتشاهد التلفاز ليبتسم بقـ ـلة حيـ ـلة على أفعا’لها التي باتت مجـ ـنونة عن زي قبل ويقوم بر’فع ذراعه عا’ليًا ليضمها إلى د’فئ أحضانه مبتسمًا يُلثم رأسها قْبّلة حنونة يشاركها ما تُحب بترحابٍ شـ ـديدٍ.
ر’فعت رأسها تنظر إليهِ مبتسمة الوجه لتقوم بر’فع كفها الممـ ـسك بقطـ ـعة البيتزا تجاه فمه ليقوم هو بقـ ـطم قطعة مِنها لتقوم كذلك بقـ ـطم قطعة مِنها، شاهد معها ما تبقى مِن الفيلم وكان بين الحين والآخر ينظر لها يرى تقا’سيم وجهها التي كانت تتبد’ل بين الحين والآ’خر مع تبد’ل المواقف بين بطلي الفيلم حتى رآها عا’بسة الوجه تر’مق البطل بغـ ـضبٍ وتقـ ـطم قطعة مِن البيتزا بشـ ـراسةٍ، مسّد بكفه على خصلاته يُعيـ ـدها إلى الخـ ـلف قائلًا بتساؤل:
_ولِمَ أنتِ عا’بسةٌ الآن حبيبتي ماذا حدث؟.
أجابتهُ بنبرةٍ غا’ضبة وهي تنظر إلى التلفاز قائلة:
_هذا البطل الغـ ـبي عد’يم المشاعر والإنسا’نية، كيف بعد ما فعلته كله لأجله ير’ميها هكذا وكأنه لَم يرها في بادئ الأمر عاملها وكأنها قطـ ـعة حشـ ـرة صغيرة وتم تكـ ـليفه لقتـ ـلها وبعدها سقـ ـطت في المشكلا’ت بسـ ـببه وتم إعتقا’لها وتعذ’يبها وسقـ ـطت بعدها في أيدي عصا’بة ما’فيا وحينما عَلِمَ ذهب كالمجـ ـنون وقلبه مر’تعدًا عليها والآن يُلـ ـقي على مسامعها كلماتٍ سا’مة كالأ’فعى كي تتر’كه وتذهب ألا يعلم شيئًا عن الأخلا’ق هي في النها’ية أنـ ـثى ر’قيقة تتأ’ثر … سحـ ـقًا، أتمنى أن تد’هسك سيارة يا “إيـثان”.
جحـ ـظت عيناه حينما سَمِعَ أسمه لينظر لها قائلًا بذ’هولٍ:
_”تـكوى” قومي بالتفر’قة أنتِ الآن تتمنين أن تد’هسني سيارة؟.
دقائق حاولت فيها أستيعا’ب ما قالته أسفـ ـل نظراته المتر’قبة لها فيبدو أن الأمر بدأ يخر’ج عن السـ ـيطرة مِنها ولذلك رآها تنظر إليهِ قائلة بنبرةٍ هادئة ر’قيقة:
_لا “إيـثان” أنا بالتأ’كيد لا أتمنى أن يحدث لكَ ذلك، يا رَ’جُل سأمو’ت بالتأ’كيد بدونك أنا أُحبّكَ كثيرًا كيف لي أن أمضـ ـي حياتي بدونك، أنا أقصد هذا الحـ ـقير المتخا’ذل عد’يم المرو’ءة، ولَكِنّ أنت أفضل مِنهُ بكثير حنونًا وعاطفيًا وطيب القـ ـلب وتُحبُّني مثلما أُحبُّكُ تمامًا.
حسنًا يبدو أن الفراشات تُدا’عب معدة أحدهم الآن بعد أن غد’قه حبيبه بكلماته المعسو’لة، أحتـ ـل الصـ ـفاء عينيه البُـ ـنية وأبتسم أبتسامةٌ مشر’قةٌ لها ثم لثم وجنتها قْبّلة حنونة عمـ ـيقة بعض الشيء ثم نظر لها وقال بوجهٍ مبتسم:
_يا امرأة لا أعلم حينما تضـ ـعين الصغيرة مَن سيكون رومانسيًا معي هكذا، منذ أن أصبحتي حـ ـبلة أصبحتي أكثر رومانسية، هل بإمكانكِ حبيبتي أن تظلي هكذا بعد أن تضـ ـعين الطفلة؟.
رَ’مَتْهُ نظرةٍ ذات معنى بطر’ف عينها قليلًا لتقوم بغـ ـلق جفـ ـنيها قليلًا تر’مقه نظرة شـ ـكٍ قائلة:
_هل تقصد أنني كُنْتُ لستُ رومانسية مِن قبل؟ وأوراق العنب المحـ ـشية التي كُنْتُ أُعدُها إليك؟.
نظر لها بطر’ف عينه بوجهٍ مبتسم ليرى نظرات الإتها’م مصوّ’بة نحوه ليتحدث قائلًا بنبرةٍ ضاحكة:
_حسنًا حسنًا لا تنظري لي هكذا، أنا أُحبّ أوراق العنب المحـ ـشية مِن هاتين اليدين الجميلتين، مثلما قُلتِ لي مِن قبل هذا المثل المصري الشعـ ـبي ماذا كان يقول؟ لحظة دعيني أتذكر.
أنهـ ـى حديثه وبدأ يستر’جع ذاكرته أسـ ـفل نظراتها التي كانت تتابعه تحاول ألا تضحك عليه، فيما هو ظل يحاول الاستر’جاع بذاكرته حتى تذكر فجأ’ةً لينظر إليها قائلًا بنبرةٍ حما’سية:
_تذكرتُ الآن، كان المثل يقول أقرب طريق إلى قلب الرجُل معدته، هذا المثل صحيحٌ مئة بالمئة يا امرأة أقرب طريقٍ لقلبي معدتي … أين صينية المعكرونة ذات الصوص الأبيـ ـض واللحـ ـم المفر’وم أشعر بالجوع.
ضحكت “تـقوى” عا’ليًا على حديثه ليأتيها قوله المشاكـ ـس مع نظرته العا’بثة:
_أطر’بيني يا امرأة وأغد’قي أذناي بضحكاتك الشـ ـرقية الر’نانة تلك، يبدو أن أُمّي كانت تُحبُّني كثيرًا حتى رزقني ربي بكِ يا شـ ـرقية.
نظرت إليهِ بوجهٍ مبتسم بعدما هـ ـدأت لتُلثم وجنته قْبّلة حنونة لتتلقىٰ حديثه المرح في المقابل حينما قال:
_لقد قْبّلتني الغزالة وأغد’قت أذناي بضحكاتها الر’نانة، “تـكوى”، حينما تضـ ـعين الصغيرة لا تَصُـ ـبي كامل أهتما’مك عليها حينها وتنسيني، سترين طفلٌ صغيرٌ أمامك يريد أهتمامًا.
تناولت قطعة جديدة مِن البيتزا ثم نظرت إليهِ وقالت بنبرةٍ هادئة مبتسمة الوجه:
_لا تقـ ـلق سأدللكما سويًا وفي المساء حينما تنام الصغيرة تقوم أنت حينها بتدليلي، أتفقنا؟.
_أتفقنا يا شـ ـرقية.
ضمها إلى أحضانه مِن جديد وعادا يُكملان مشاهدة الفيلم سويًا ليشاركها تناول الطعام يحظى ببعض الوقت ور’أسه صا’فية في لحظةٍ تمناها كثيرًا مِن قبل، مَرّ القليل مِن الوقت ليقوم بوضع رأسه على كتفها مغمض العينين دا’فنًا رأسه في عنقها لتتركه يحظى بالقليل مِن الرا’حة ففي المساء ينتظرهما الكثير مِن الأعما’ل الها’مة.
________________________
<“كان بداية الطريق صاحبه نـ ـمرًا.”>
لا تستهـ ـزء بالنـ ـمر فهو صيا’دٌ ماهر إن أراد أصطيـ ـاد فر’يسته سيجلبها في غضون دقائق معدودة، وإن شعر بالخـ ـطر يقترب مِن عائلته وأصدقائه يتولى أمر الد’فاع عنهم واقفًا أمام العد’و مكشـ ـرًا عن أنيا’به، وهذا نفسه حينما لجـ ـأ إليه صديقه لحل معضـ ـلته..
صدح رنين جرس المنزل عا’ليًا يُعلن صاحبه عن زائرٍ، ثوانٍ واقترب بخطى هادئة يفتـ ـح الباب ليرى صديقه أمامه ينظر إليهِ بوجهٍ مبتسم، أبتسم هو كذلك وقال مُرحبًا بهِ:
_أهلًا أهلًا يا “عليوة” عا’ش مِن شافك يا ند’ل.
ضحك “علي” وقام بمعانقته قائلًا بنبرةٍ ضاحكة:
_حبيبي يا “نـ ـمر” ليك شو’قة يا ****.
ربت “نـ ـمر” على ظهره برفقٍ ثم أبتـ ـعد عنهُ وأستقبلهُ في منزله قائلًا:
_خـ ـش يا عم البيت بيتك ما أنتَ عارف صاحبك سنجل.
_عشان فقـ ـري ابن فقـ ـرية مش وش جواز وحُبّ، دي لو خدتك هتصـ ـطبح على خِلـ ـقة عا’ر ولا كأنك بتتعا’طى يخر’بيت أ’هلك بقيت أخا’ف مِنك.
تعا’لت ضحكات “نـ ـمر” عا’ليًا على حديث صديقه الذي جلس على الأريكة ليتوجه هو إلى المطبخ الذي كان بالقرب مِنهُ قائلًا بنبرةٍ عا’لية بعض الشيء:
_واللهِ يا “عليوة” لو في حد فينا المفروض يخا’ف فهيكون أنا، يا برو أنا مصاحب ظا’بط وأنا تقدر تقول عليا شـ ـمام أنتَ مُد’رك الكا’رثة السو’دة اللي أنا فيها.
جلس “علي” بشكلٍ أكثر أر’يحية وهو ينظر حوله قائلًا:
_لا متقلـ ـقش مفيش مِنك قـ ـلق خالص أنتَ آخرك تلـ ـف ورق بَفـرة.
_ربنا ما يحر’مني مِن ثقتك العمـ ـياء دي يا قلـ ـب أخوك.
وبعد مرور دقائق قليلة جلس “نـ ـمر” رفقة صديقه في الشرفة يرتشفان الشاي السا’خن لينظر “علي” إلى “نـ ـمر” قائلًا:
_بس تعرف يا’ض مدينة نصر أتغـ ـيَّر خالص بقالي كتير منز’لتش فيها.
_مفيش حاجة بتفضل على حالها يا “عليوة” دا البني آدم نفسه بيتغـ ـيَّر.
هكذا ردّ عليه “نـ ـمر” وعاد يرتشف الشاي ليأتيه قول “عـلي” الذي قال بنبرةٍ هادئة:
_على رأيك، مش “شـهاب” أتجوز.
نظر إليهِ “نـ ـمر” مصد’ومًا ليقول بعد’م تصديق:
_بتهزر ولا بتتكلم جَد؟.
_واللهِ، أتجوز بنت عمي مِن ٣ أيام حاول يكلمك كتير أوي عشان يعزمك بس معرفش يوصلك للأسف.
أجابه “نـ ـمر” بنبرةٍ هادئة وهو ينظر إليهِ قائلًا:
_كان عندي شوية مشا’كل يا صاحبي واللهِ معقـ ـدالي الدنيا، هبقى أكلمه أباركله وكمان أسبوع كدا أروحله زيارة عشان واحشني ابن الـ***.
_كان زعلا’ن واللهِ عشان معرفش يوصلك، باقي الشلة طبعًا لو عتر’ت فيك هيعملوا مِنك بو’فتيك وأنتَ عارف ليه كويس.
هكذا أجابه “عـلي” وعاد يرتشف الشاي ليسمع “نـ ـمر” يقول بوجهٍ مبتسم:
_متقـ ـلقش هعرف أتعامل دا أنا “الـنـ ـمر” يابا صباح الفُل.
_ماشي يا “نـ ـمر”، قولي بقى عرفت مين اللي لعـ ـب فصور بنـ ـت عمي وقاعد فين؟.
هكذا سأله “عـلي” متر’قبًا بعدما فا’جئه بحديثه، ليُقابله بسمةٌ عا’بثة أرتسمت على ثغر “نـ ـمر” الذي نظر إليهِ بمـ ـكرٍ ليجاوبه بصراحةٍ معهو’دة مشيرًا بسبابته إلى الأسـ ـفل قائلًا:
_قاعد فالشقة اللي تحـ ـتنا على طول، أسمه “غالب” عنده ٢٥ سنة شغال ها’كر مهـ ـدد نص بنا’ت مصر بصورهم زي بـ ـنت عمك كدا ومتقدم فيه لحد دلوقتي ١٥٠ بلا’غ ومش عارفين يجيبوه عشان عامل إقا’مته إنه قاعد بره مصر وعنده رقم برايڤت بيخلّي البنا’ت يحولوله مبا’لغ كبيرة مقابل ميفضـ ـحهمش وينز’ل صورهم وبيما’رس طريقة زبا’لة أبتزا’زية أخرى وهي إنهم بيطلب مِن البنا’ت تروحله وطبعًا بير’فضوا يقوم هو منزل صورهم ومش عايز أقولك مستقبلهم أتد’مر خالص وشافوا سو’اد بسـ ـبب *** زي دا إحمد ربك إن عيلتك عارفة بنـ ـتهم رغم دول برضوا محتر’مين بس للأسف ملاقوش اللي يد’افع عنهم ويجيبلهم حـ ـقهم.
حسنًا أتضـ ـحت الأمور أمامه الآن، لقد أصبحت فر’يسته قريبةٌ مِنهُ وبشـ ـدة ولذلك وَجَبَ عليهِ الآن التخـ ـطيط جيدًا ود’رس خطواته كي يعلم كيف عليهِ الإمسا’ك بهِ والنَيـ ـلُ مِنهُ والآخذ بحـ ـقوق الفتيا’ت اللواتي طا’لتهن يد الأ’ذية المتسـ ـخة متعهـ ـدًا على ردّ حقو’قهن ومعا’قبته مهما كلفهُ الأ’مر.
_لا تقـ ـلق حينما يُخـ ـطط المفتر’س لفر’يستهِ،
بل تقـ ـلق حينما يها’جمك دون إنذ’ار.
_______________________________
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)