روايات

رواية عقيق آل دورادو الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم منة ممدوح

رواية عقيق آل دورادو الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم منة ممدوح

رواية عقيق آل دورادو البارت الرابع والعشرون

رواية عقيق آل دورادو الجزء الرابع والعشرون

عقيق آل دورادو
عقيق آل دورادو

رواية عقيق آل دورادو الحلقة الرابعة والعشرون

كانت قاعدة في جناحها بتهز رجليها بارتباك، بتقاوم على قد ما تقدر دموعها المحبوسة، احساس بالقلق والخوف رهيب، مكانتش تتخيل إنها تشهد أحداث زي دي، سامعة صوت الطبول اللي بتنذر بالحرب، جلبة بتعم المكان، أصوات عالية من على بُعد، خبط سيوف وانفجارات قذائف بتهز ارجاء القصر، مكانتش قادرة تتحمل تفضل قاعدة مكانها، فقامت اتحركت في الغرفة بلا هوادة وبعشوائية، كل خوفها عليه هو ليحصله حاجة، مش هتقدر تتحمل خسارته مرة تانية!
خرجت لشرفة جناحها فشافت عدد كبير من الحراس لأول مرة في الجانب ده من القصر، كان عدد مهول كلهم متحفزين ورافعين سيوفهم في استعداد، رجعت تاني تتحرك وهي بتاكل أظافرها بارتباك، وبعدين خرجت من جناحها
مش قادرة تفضل قاعدة بالشكل ده
لازم تطمن
نزلت لتحت وأثناء مرورها شافت الحراس وهما بيتحركوا في ممرات القصر، لحد ما وقف قدامها واحد منهم وقال_يُستحسن ترجعي لجناحك يا مولاتي
الوضع هنا خطر
لو محتاجة حاجة ممكن نجيبهالك إحنا
مكانت مركزة معاه بل قالت بشرود وهي بتكمل نزول لتحت_أنا
أنا عايزة الملك
قالتها وكملت سير لتحت، شافت الملكة آريا واقفة بتبكي على بُعد بإنهيار بعد ما عرفت إن أولادها مشتركين في الحرب، وكان واقف معاها صديقة ليها من مملكتها القديمة اللي قررت تبقى معاها في المحنة دي، فاتجهت ناحيتها بتردد، من وسط بكاء الملكة آريا لمحتها، فرفعت أنظارها ليها ولكن ضي القمر اترددت تروحلها فمدتهاش أي اهتمام واتلفتت كملت بحث عن الملك
كان واقف في ساحة القصر بيتابع اللي بيحصل أول بأول من جنوده، اتجهت ضي القمر ناحيته، فاتلفت ليها بسرعة وقال_إيه اللي خرجك؟
ارجعي على جناحك
وجه نظره للحراس وقال_زودوا الحماية على جناح الأميرة ضي القمر
منضمنش إيه اللي ممكن يحصل
الأعداء كتير حوالينا
ولكن ضي القمر ما استجابتش ليه ووقفت قدامه بدموع محبوسة وقالت_متعرفش حاجة عن بدر
خايفة يحصله حاجة يا جلالة الملك
صدقني مرعوبة مش بس خايفة!
ابتسم وهو باصصلها بحنان، من الرعب اللي ظاهر عليها افتكر عقيق واللي كانت بتعمله ما يكون خارج لمعركة، الزمن بيتكرر بالفعل ولكن المرادي مع ابنه
رغم إنهم مش نفس الشخص
ولكن فيهم نفس الطباع
نفس الحب الغير محدود، الخوف ولهفة المشاعر
رفع إيده وربت على دراعها وهو بيقول_متقلقيش
هيرجعلنا بخير أنا متأكد
لحد دلوقتي الأخبار كويسة، وعرفت إن بدر قدر يصيب الملك ضرغام
جنودنا متقدمين بشكل كبير عليهم، ولو انتصروا هيتجهوا للمملكة ويغزوها، وبعدها هنسلم الحكم للملكة آريا، اللي هيكون حكمها تحت سيطرتنا، وبإدارة مملكة بريتيا
رغم محاولاته لطمأنتها إلا إنه هو نفسه كان حاسس بالخوف والقلق على ابنه، معركة زي دي طاحنة، معملوهاش بقالهم أعوام بسبب الهدنة
كل اللي قالقه يحصل لابنه حاجة!
ابتسمت ضي القمر ليه، وبعدين سابته وراحت تقف على بُعد جنب جولينهار اللي احتوت كتفها وفضلت تربت على دراعها عشان تهدي من إنهيارها…
كانت الملكة زمرد لا زالت مرمية في الزنزانة، واقفة بتلف حوالين نفسها وهي سامعة دق طبول الحرب، ولكن كل اللي مجننها إنها مش قادرة تعرف إيه اللي بيحصل برا
بتتمنى إن الملك ضرغام يقدر يكسب المعركة ووقتها هيكون الحكم تحت سيطرتها هي، نقلت بنظرها للحراس اللي واقفين على زنزانتها بضيق، كان الملك رسلان مشدد الحراسة عليها
دقايق وسمعت صوت جلبة من فوق، كإنه صوت قتال وتأوهات، اتحفز الحراس وبصوا لبعض بقلق، وبعدين طلعوا سيوفهم واتحركوا بحذر على فوق عشان يشوفوا إيه اللي بيدور
كانت هي ملاحظة اللي بيحصل، فاتقدمت واتشبثت بالقضبان وهي بتشب عشان تقدر تعرف إيه اللي بيدور
ولكن سمعت صوت عراك وضرب من فوق، وبعدين شافت واحد من الحراس بيتحرك ناحيتها بخطوات غير متزنة، وفلحظات اترمى على الأرض فشافت خنجر مطعون في ضهره
اتراجعت لورا برعب وهي بتبلع ريقها، دخل ملثم في الوقت ده، اتلفت حواليه تحت انظارها، وبعدين قرب منها وفتح الزنزانة بمفتاح خده من الحراس، واتقدم ناحيتها طلع خنجر ومد إيده ليها بيه وهو بيقول_الملك ضرغام بيبلغك تحياته
اشرقت ملامحها ببهجة، خدت منه الخنجر بسرعة، فسابها الملثم وطلع لفوق، أما هي فكرت قبل ما تهرب تنتقم، ابتسمت بشر واظلمت ملامحها وهي بتنقل الخنجر بين إيديها
طلعت لفوق وهي بتتسلل بقلق، شافت الحراس متجهين للزنزانة بعد ما شافوا الحراس مرميين مقتولين، ولكن قبل ما يشوفوها جريت ولفت من الناحية التانية، بالفعل اتقلب المكان جلبة، وابتدى الحراس يدوروا على الفاعل اللي شافوه من وسط الأشجار فجريوا وراه وكانوا بالفعل شكلهم يوحي بإنهم هيقدروا يمسكوه
واللي زود من تحفزهم أنهم عرفوا بهروب الملكة زمرد من زنزانتها
انتفض الملك رسلان بصدمة من الاخبار اللي وصلتله، فاتجه ناحية ضي القمر وهتف_خدي الحراس واطلعي لجناحك بسرعة
اترددت وهي بتقول_بس….
_يــلا!
صرخ بيها بعنف وبنبرة متحملش أي معالم للنقاش، واتلفت وسابها وهو مطلع سيفه وبيتلفت حواليه وهو بيكلم الحراس اللي سابوه واتحركوا عشان ينفذوا أوامره، أما هي اتحركت بالفعل عشان تطلع لفوق ولكن لمحت من على بُعد الملكة زمرد اللي قربت من ضهر الملك رسلان، فصرخت بدورها برعب_ملك رسلان
لاااااا!
اتلفت ليها بتعجب وقبل ما يستوعب كانت زمرد طعنته بقوة في صدره وهي بتقول بشر_من البداية كان لازم نهايتك تبقى على إيدي يا رسلان
وأهي جت اللحظة اللي استنتها..
شخصت أبصار ضي القمر بهلع من المنظر اللي قدامها، أما الملك رسلان فاتشبث بإيدين زمرد اللي حركت الخنجر ودخلته لجوا أكتر فاتأوه بألم وبعدها وقع على الأرض، جريت ضي القمر واتحرك عدد الحراس الباقيين اللي شافوا المشهد اللي قدامهم، ولكن قبل ما يقربوا من زمرد كانت مسكت ضي القمر بعنف ووجهت الخنجر على رقبتها وهي بتهدد الحراس_لو قربتوا مني هقتل ملكتكم المنتظرة
اتشبثت ضي القمر بإيديها بتحاول تبعدها عنها، ولكن زمرد كانت بتزود من خنقها وهي مقربة الخنجر من رقبتها، نقلت ضي القمر عينيها على الملك رسلان الملقى على الأرض وهو بيكح دماء وبيتحرك بضعف وهتفت_ملك رسلان
ملك رسلان استحمل بالله عليك..
لكزتها زمرد بعنف وهي بتقول من بين أسنانها_اخرسي وبطلي حركة!
كل اللي حصل ده بسببك يا ضي القمر
بسبب وجودك قامت حرب في المملكة، واتقتل الملك رسلان، بسبب وجودك هتنهار ممكلة إل دواردو
أنتِ وعقيق اكبر لعنة حلت على المملكة
وجودكم كان غلط من البداية
هزت راسها بعنف وهي بتبكي بإنهيار ومثبتة عينيها على الملك رسلان، أما الحراس فكانوا موجهين اسلحتهم عليها ولكن مش قادرين يتصرفوا من الخوف على الأميرة والملك رسلان الملقى أرضًا واللي شاورلهم إنهم ميقربوش منها عشان ضي القمر متتئذيش
اتراجعت زمرد وهي ما زالت متمسكة بضي القمر لورا قاصدة الهروب وسط مقاومة ضي القمر المستميتة وصراخها فيها، ولكن لوهلة صدرت ضربة عنيفة على دماغ زمرد من ورا، فصرخت متألمة وضعفت قبضتها، فاستغلت ضي القمر الوضع وضربتها بكوعها في بطنها بقوة فبعدت عنها زمرد وهي بتسب وتلعن، ولكن كانت الضاربة جاية من عصاية سلطان الخشبية اللي قال_ما اكتفيتيش بكل اللي عملتيه يا ساحرة!
صرخت ضي القمر في الوقت ده للحراس_الحقوا الملك بسرعة!
بالفعل جريوا الحراس على الملك، أما زمرد فدارت معركة بينها وبين سلطان اللي كان بيتحرك فخفة وبيضربها بعصايته الخشبية، استغلت ضي القمر انشغالها وسحبت السيف من واحد من الحراس وجريت ناحية زمرد، وقبل ما تطعنها حست بيها واتلفتت فجت الطعنة في دراعها اللي اتجرح بشكل كبير
برقت بغضب رهيب وضربت ضي برجليها بقوة في إيديها فاترمى السيف منها على الأرض، وطت عشان تجيبه ولكنها ضربتها بقوة في وشها لدرجة إن اتنطر دماء من فوقها..
ولكن ضربها سلطان بقوة بعصايته، واتدخل الحراس في الاشتباك اللي داير بينهم وحاولوا يسيطروا على زمرد اللي كانت ليها قوة قتالية جبارة بسبب سحرها اللي مستخدماه
قدرت توقع عدد كبير من الحراس، أما ضي القمر فكانت مرمية على الأرض بتتأوه بألم وهي حاسة بخدل في جميع أنحاء جسدها من الألم وبتزحف للوراء عشان تبعد عنها.
كانت زمرد قدرت تسيطر على الكاهن سلطان اللي حس بالتعب من كتر العراك بحكم سنة وقدرت توقعه على الأرض، فقربت منه زمرد وعلى عينيها كل معالم الشر وقالت_آه سلطان العجوز الأخرق
زهقت منك ومن استعراضاتك اللي ملهاش أي فايدة
حانت نهايتك دلوقتي
وقبل ما تطعنه كانت لمحت ضي القمر ضفدعة سلطان اللي كانت على الأرض، فجريت بسرعة وبعصاية سلطان استخدمتها في إنها تطير الضفدعة اللي لزقت في وش زمرد بقوة
حاولت زمرد تشيلها وهي بتتلوى بعنف، ولكن لوهلة ابتدى جسمها يرتجف بعنف، واطرافها تتحول للون الأزرق، وظهرت بقع حمراء كبيرة على جميع انحاء جسدها المكشوف، وفي لحظات سقطت على الأرض وهي بتنتفض بشدة جراء تأثير سم ضفدعة الكاهن سلطان لحد ما خرت سريعة بأبشع طريقة لدرجة إن جسدها ساح وعظتمها ظهرت من قوة السم اللي كان يشبه تأثير المواد الكاوية
اتعدلت ضي القمر وهي بتنفس بسرعة وبتنهج من المجهود والرعب، اتحاملت على نفسها ووقفت، فقام سلطان في الوقت ده وقف وفضل باصص شوية لزمرد وبعدين قال لضي القمر من غير ما يتلفت_الضفدعة عمرها ما هتسامحك على اللي عملتيه فيها ده
صدر صوت معترض من الضفدعة وكإنها بتوبخ ضي القمر اللي وقفت باصة برهبة لحالة زمرد اللي ملامحها تقريبًا مكانتش باينة، سرعان ما هزت راسها وهي حاطة إيديها على وشها من سلطان اللي مبياخدش أي موقف بجدية أبدًا
افتكرت حالة الملك رسلان، فاتلفتت تدور عليه بعيونها وشافت الحراس أخدوه على جنب وكانت الملكة آريا واقفة بتبصله بصدمة، جريت ضي القمر بسرعة ناحيتها وبعدت الحراس عنه وقعدت على ركبتها بصدمة من حالته اللي شافته فيها، كان تقريبًا شحب تمامًا وهو حاطت إيديه مكان الجرح، فمالت رفعت راسه على رجليها وهي بتقول بلهفة_ملك رسلان
ملك رسلان أرجوك استحمل
بصت للطبيبة اللي كانت واقفة ناكسة راسها بحزن وصرخت فيها_أنتِ واقفـة بتعملـي إيـه؟!
تعالي بسرعة عالجي الملك!!
ولكنها فضلت واقفة مكانها وهي باصة بحزن على الملك، حست ضي القمر بالجنون في الوقت ده وصرخت_أنتـوا واقفيـن كلكـوا ساكتـين لـيه
مـش شايفيـن الملـك تعبـان؟!
اتلفتت على لمسة ضعيفة من الملك رسلان، فبصتله بدموع ورعب واضح، كان مبتسم وهو باصصلها بعيون شبه مقفولة بضعف وحرك شفايفه بصعوبة وهو بيقول_أنتِ بطلة يا ضي القمر
دلوقتي بس عرفت إن مملكة إل دورادو هتحكمها ملكة حكيمة وقوية
ارجوكي يا ضي القمر
خليكي جنب بدر، ومتسيبيهوش…
شهقت بعنف من بين دموعها اللي بتنزل بغذارة وقالت_متقولش كده ارجوك يا ملك رسلان، اتحمل بالله عليك
المملكة هتقع من غيرك!
كح وهو بيتأوه بألم، وبعدين رفع عيونه ليها وقالت_قوليلي يا ضي القمر
عقيق فين؟!
ارجوكي ريحيني في آخر لحظاتي..
دمعت عيونها واهتز جسدها من قسوة اللحظة، واتكلمت بشفايف مرتعشة_عقيق ماتت يا جلالة الملك
ماتت من وقت كبير…
سكت شوية وبعدين قال_دلوقتي عرفت إن الحياة ملهاش معنى
وفلحظة كح بعنف دماء غزيرة، وبعدها غمض عيونه ووقعت إيده اللي الأرض اللي سقط منها الحجر اللي بيحمل رسالة عقيق كإنه متشبث بيها حتى في آخر لحظاته، اتصدمت ضي القمر لما شافت حالته وهزته بعنف وهي بتقول_ملك رسلان
ملك رسلان لأ
متموتش بالله عليك
بالله عليك قوم
ملـك رسـلان!
صرخت بجملتها الأخيرة بإنهيار وهي بتبكي بعنف، مكانتش متخيلة إن ده يحصل، قدرت زمرد تنتقم
حتى قبل ما تموت انتصرت
سندت جبهتها على جبهة الملك اللي بين إيديها وهي بتبكي وبتنتفض وبتشهق بقوة
أما الحراس فوقفوا وهما ناكسين راسهم وضامين خوذاتهم لصدرهم في حالة حداد وهما مغمضين عينيهم بألم، أما جميع العمال اللي كانوا في القصر، فكانوا بيبكوا بصمت
ملكهم العظيم انتهى
انتهى حتى قبل ما يشهد الانتصار
وقد كانت أكبر فاجعة مرت على مملكة إل دورادو العظمى
بعد ما اتقتل الملك رسلان اللي حكمها لأعوام طويلة….
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جري رئبال على اخته ودفعها بعنف على الأرض وهو بيقرب من جثة والده بصدمة وبيصرخ فيها_أنتِ عملتـي إيـه؟!
عملتـي إيـه؟!
سندت بإيديها وهي واقعة على ضهرها وباصة لجثة أبوها بصدمة، مش مستوعبة إنها قدرت تعمل فيه كده
لوهلة عماها الانتقام بعد ما عرفت بعلاقته بزمرد
ولكن متوقعتش إنها ممكن توصل لإنها تقتل ملك مملكة ازتلان بنفسها!
شافت رئبال وهو بيصرخ بقهر وبيرفع جثة ابوه يضمها ليه، أما داريا فكانت على مكانها مبتتحرش، وبمجرد ما الجنود شافوا إن ملكهم مات، هبطت عزيمتهم وحسوا بالضعف، خاصةً بعد ما اتقتل عدد كبير منهم بالفعل بعد معركة دامية اثبتت فيها مملكة إل دورادو إنها المملكة العظمى بالفعل، في الوقت ده قدر يرفع جنود إل دورادو سيوفهم في وش العدو اللي المتبقيين منهم انبطحوا على الأرض باستسلام تام
قرب منهم بدر ببطء شديد، ووقف قدام رئبال اللي رافع جثة أبوه على رجله، فشاف رئبال اقدام قدامه، رفع عيونه اللي مليانة دموع ليه، كانت ملامح بدر جامدة ومفيهاش روح، سكت شوية وبعدين قال_أظن الأمر محسوم دلوقتي يا سمو الأمير
رفع راسه بقوة للجنود، هتف بشموخ ميليقش إلا بأمير زيه_زي ما أنتوا شايفين، سقط ملك مملكة ازتلان على يد بنته
وده معناه إن المملكة سقطت
أنا الأمير بدر رسلان، بعلن سيطرة مملكة إل دورادو الكاملة على مملكة ازتلان
اتجه الجنود بتوع بدر وقبضوا على رئبال وداريا اللي كانوا مستسلمين تمامًا، ولكن رئبال كان بيوجه نظرات قاتلة ووحشية لأخته اللي كانت متجمدة ومبتصدرش أي رد فعل
وجه بدر كلامه لقائد الحرس وقال_اتوجه بالمسيرة لمملكة ازتلان، لازم يعرفوا إن المملكة أصبحت ولاية تابعة لمملكة إل دورادو العظمى
أدى قائد الحرس تحيته العسكرية، وبالفعل اخد عدد كبير جدًا من الجنود واتجهوا في طريقهم لفتح مملكة ازتلان واعلان السيطرة الكاملة عليها، أما بدر فشاور براسه للجنود إنهم ياخدو رئبال وداريا للسجن
وارتفع هنا هتاف الجنود بأغاني الحرب وهما بيدقوا على دروعهم وبسيوفهم وبيغنوا بصوت عالي، وبدر واقف مبتسم وهو رافع راسه بفخر
انتصار جديد بيتضاف لمملكة إل دورادو على إيديه
وآخيرًا أعدائهم سقطوا..
وقفت ضي القمر في انتظار بدر بملامح متجهمة على بوابة القصر الملكي، قرروا ميعلنوش وفاة الملك عشان عزيمة الجنود متقلش، كانت حاسة بموت روحها، مش قادرة تاخد أي رد فعل، سامعة صوت دقات طبول النصر وهتاف الشعب اللي كان بيستقبل جنوده الباسلين باحتفالات وهتاف
كلهم كانت الفرحة عارمة بالنسبالهم
دخل بدر وجنوده من جوا المملكة بأحصنتهم الاسطورية وهما بيحيوا الشعب اللي كانوا بيغنوا بصوت عالي وبيهللوا فرحين
وصل القصر الملكي، شافته ضي ولكنها فضلت جامدة مكانها بملامح شاحبة وعيون وارمة من كتر الدموع
وقعت عيون بدر عليها، فابتسملها بفرحة ولمعت عيونه بحماس، نزل من على بجاسوس بخفة، وقرب منها وقف قدامها وهو بيتأمل ملامحها بعشق جارف، فضلت بصاله هي شوية، وبعدين اترمت عليه وضمته وهي لفة إيديها حوالين رقبته وبتبكي بقوة مهماش الدماء اللي مالية ملابسه ووشه، ولا جروحه اللي بتنزف، كل اللي كان هاممها هو إنه رجعلها بخير ومخسرتهوش هو كمان، وبرضه مش عارفة إزاي هتقوله الفاجعة دي في وشه، ضمها هو وفضل يملس على شعرها وهو دافن وشه في تجويف رقبتها وبيستنشق ريحتها بولة، بيهمسلها بحنان إنها تهدى بسبب انتفاضات جسدها من شدة شهقاتها، كإنها كانت الترياق اللي هتحسسه بإنتصاره فعلًا
بعدت عنه في الوقت ده، وبصتله بعيون حمراء منتفخة وشفايف مرتعشة، من نظرتها قدر يعرف إن فيه حاجة مش طبيعية حصلت
حالتها مش خوفًا عليه بس
عقد حواجبه بتساؤل وقلق، فاهتزت وهي بتقول بصوت متقطع_أأ أنـا آسـفة
وبعدها انهارت تمامًا في البكاء، فأدرك بدر إن خسارته المرة دي مش أي خسارة، وانما فاجعة هتغير حياته كلها..
اتحرك بخطوات بطيئة مترجفة، بأكتاف متهدلة، ملامحه مصدومة، كإنه قادر يحافظ على توازنه بصعوبة، دخل للجناح ووراه ضي القمر اللي كانت بتبكي وبتنتفض بحزن من حالته، لوهلة اتجمد تمامًا لما شاف والده نايم على فراشه بلا روح، كان عنده أمل إن اللي اتقال كدب، وإنه هيرجع يلاقيه بخير ومنتظره عشان يفرحه بإنتصاره، لكن بمجرد ما شاف وضعه ده حس بخدل في أنحاء جسده، رجله بقت زي الهلام مش قادر يقف عليها، وبلا مقدمات نزل على ركبته وهو باصص لوالده بإنهيار وعيون شديدة الاحمرار، قربت منه ضي القمر بسرعة وضمته من كتفه، أما هو فصرخ بقهر لدرجة هزت جدران القصر وهي مكانها بتحاول تحتويه على قد ما تقدر
أدركت وقتها إن بدر اتبدل تمامًا
وإنه أصبح بلا روح…..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عقيق آل دورادو)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *