روايات

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) البارت الثالث والعشرون

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الجزء الثالث والعشرون

جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى)
جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى)

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الحلقة الثالثة والعشرون

الساعة ٣ إلا ربع سبيدو كان داخل الشركة عند سيف ومستغرب من نفسه جاي ليه ؟
دخل مكتبه وهو أول ما شافه ابتسم : كويس جيت في ميعادك تعال ادخل دقيقتين وهنبدأ .
دخل قعد قصاده بتوتر : مين هيكون موجود ؟
سيف حاول يطمنه : ناس عادية المهم كل المطلوب منك النهارده انك تطمن الكل ان المصنع شغال والأمور تمام وأي كمية هنقدر نوفرها حتى لو مش هنقدر علشان بس في منتج جديد عايزين نسوقله فلازم يبقى عندنا مقدرة نغطي احتياجات السوق .
سبيدو بحيرة : وده مهم ليه دلوقتي ؟ يعني احنا هنصنع فمحتاجين بس نسوق بعدها .
سيف وضح : لا يا ذكي محتاجين الشركات تشتري المنتج ، احنا مش بنتعامل مع الجمهور احنا بنتعامل مع شركات والشركات دي هي اللي بتتعامل مع الجمهور وبتوزع ، احنا التوب بندي لشركات معينة هي اللي بتنزل توزع فلازم تشتري المنتج وتدفع مقدم و بالمقدم ده احنا بنصنع ونديهم فهم بيبيعوا و بيدفعوا الباقي، احنا بنستمر في التصنيع بس طبعا لو عرفوا ان المنتج مش موجود فمش هيشتروا حاجة مالهاش وجود ، وظيفتك تقنعهم ان الحاجة دي موجودة والمصنع بالفعل شغال فيها وخلال فترة بسيطة جدا هنبدأ التوزيع مش الإنتاج
سبيدو هز دماغه باستيعاب : يعني من دقنه وافتله
سيف بضحك : أيوة بالظبط كده
سبيدو بتفكير : طيب استنى مش المفروض يكون عندك نموذج تعرضه ؟ ولا هيشتروا كلام ؟
سيف وضحله : النموذج موجود ، كريم المفروض انه شغال فيه ، والمفروض النهارده هنشوف ايه الوضع
سبيدو اتوتر : انت بجد بتدخلني اجتماع بالحجم ده بدون ما تحضرني له كويس و
قاطعه بهدوء : سبيدو اهدا النهارده الاجتماع بينا وبين بعضنا ، مجموعتنا علشان نستعد للاجتماع التاني فالنهارده انت هتفهم الدنيا أكتر علشان تستعد للمرة الجاية
سبيدو هدي نوعا ما : مين هيكون موجود؟
سيف : شلتنا ، كريم ، مؤمن ، نادر عبدالرءوف وطبعا الناس الكبيرة عز الصياد ، حسن المرشدي ، خالد عبدالرءوف
سبيدو كان مبتسم بس رجع كشر لما سمع أسماء الناس الكبار .
الباب خبط ودخلت آية بتنادي : سيف (اتصدمت بوجود سبيدو فسألته ) انت معاك حد ولا ايه ؟
شاورلها : تعالي يا آية ده سبيدو مش حد غريب ادخلي
قلبها دق بعنف بس حاولت تتكلم بنبرة عادية بعد ما دخلت : ازيك يا سبيدو
كان باصص قدامه ولما هي اتكلمت بص ناحيتها ببرود ورد بلامبالاة شديدة : أهلا
رجع بص قدامه وآية اتصدمت من أسلوبه؛ كان نفسها لو ينفع تشتمه ، سيف فوجئ بالطريقة اللي رد بها عليها واستغربها ، ليه كلمها بمنتهى البرود كده ؟ كان بيحسسه دايما متوتر وهي موجودة ليه المرة دي حاسس بكمية برود غير طبيعية ؟ معقول صاحبه يكون عادي وهو اللي بقى حساس زيادة بعد حازم وبيكبر فعلا المواضيع ؟
انتبه على آية بتكلمه : بقولك أنا ماشية محتاج مني أي حاجة للاجتماع قبل ما أمشي ؟
سيف بص لساعته : بدري يعني ، وراكي حاجة ولا رايحة البيت ؟
آية كانت رايحة البيت بس حبت تشوف رد فعل سبيدو : رايحة أتغدى مع البنات ، سارة والبنات
استنت تلمح أي رد فعل بس فضل محافظ على جموده و ماسك موبايله يقلب فيه بدون ما يدي أي رد فعل .
سيف : طيب روحي بس ما تتأخريش وعرفيني هتتغدوا فين برسالة ، خليني أبقى عارف مكانك طول الوقت
وافقت وخرجت وهي مستغربة تماما اللي حصل ، معقول سارة قدرت بزيارة واحدة بس تاخده منها ؟ طيب زعلانة ليه هو كان ليها أصلا ؟ ماهو قالها بنفسه انهم بيجاملوها علشان خاطر أخوها مش علشان سواد عينيها واهو عاملها عادي علشان تبطل تاخد قلم في نفسها .
أما سبيدو أول ما سمع اسم سارة ضغط على ايده جامد وشتمها كذا مرة في سره واستغرب هي ليه مصممة تفضل غبية دايما ؟ ليه مش بتحترس ؟ يعني يقولها ايه تاني أكتر من اللي قاله علشان تقطع علاقتها بالأشكال دي ؟ الظاهر انه غلطان في الحكم عليها ما يمكن تكون هي زي سارة وعلشان كده مش مستغربة تصرفها ، بالرغم من انه رافض التفسير ده بس كل الظروف بتقول كده ، ارتباطها بواحد زي حازم ، علاقتها بواحدة زي سارة ، حيرتها بينه هو وباسم ، كل المعطيات بتقول انها شخصية مش كويسة للأسف .
انتبه من أفكاره على دخول مريم : باشمهندس الكل وصل في غرفة الاجتماعات
سيف وقف : يلا يا سبيدو .
الكل اتجمع وسبيدو كان متوتر بس كل الوشوش اللي حواليه مألوفة فده خلاه بقى أهدا كتير .
قبل ما يبدأوا يتكلموا في أمور الشغل خالد وقفهم وبص لمؤمن وحسن المرشدي وقال بحرج : أنا حابب في الأول أستأذنكم أو آخد رأيكم في حاجة بعيدة عن الشغل
كلهم انتبهوا فكمل : دكتور نادر خطيب ملك بنتي كان عايز يكتب كتابه الجمعة ، هو متردد وعايز يأجل بسبب ( بص لمؤمن وقال) اللي حصل امبارح
سكت فمؤمن قال باعتراض: عمي ما تأجلش ، ايه فايدة التأجيل وليه ؟
حسن أكد لصاحبه : أيوة خير البر عاجله ، توكل على الله وجوزهم ، ملك تستاهل كل خير ودكتور نادر شخصية محترمة ولا ايه يا سيف ؟
سيف وضح بابتسامة: جدا فوق ما تتخيلوا ، مبروك يا عمي مقدما وربنا يتمملهم على خير ( بص لنادر أخوها ) مبروك ياباشمهندس
باركوله كلهم و بعدها بدأوا يتكلموا عن الشغل واستمر الاجتماع أكتر من ساعة لحد ما اتفقوا على كل حاجة هتتعمل ، وسبيدو كل ما حد يسأله يعمل زي ما سيف قاله ويأكد ان كل حاجة تمام والمصنع قادر يلبي كل طلباتهم .
وكريم أكد ان النموذج تمام وبيشتغل وكل حاجة هتتم في وقتها ، خلصوا الاجتماع والكل قام مشي وفضل كريم ومؤمن وسيف وسبيدو ومروان .
لحظات صمت قطعها مروان وهو باصص لكريم باستفسار : هو بجد النموذج اشتغل ؟
كريم هز دماغه بنفي ، مروان بص لسبيدو بحيرة: امال المصنع شغال ازاي والنموذج مش جاهز ؟
سبيدو مد شفايفه بجهل وبص لسيف : رد انت .
سيف بص لكريم : هو انت مش قلت النموذج هيشتغل والدنيا بمبي بمبي ؟
كريم رد ببساطة : مش عارف أشغله مش راضي يشتغل محتاج دماغ تانية معايا
سيف بص لمؤمن بغيظ: سيادتك ايه ؟
مؤمن اتنهد بتعب وإرهاق : سيادتي دماغي عطلانة تماما
سبيدو باصصلهم كلهم وفجأة بدأ يضحك عليهم ، كلهم بصوله باستغراب فرفع ايده باعتذار: آسف بس بجد هي دي بقى الاجتماعات بتاعة رجال الأعمال ؟ كان نفسي من زمان أعرف بتعملوا فيها ايه ؟ طلعتوا بتحوروا على بعض كلكم وبس ، كله بيحور على كله .
مروان سأله : ازاي بيحوروا ؟ ماهو بيزنس كل واحد معتمد على التاني
سبيدو بضحك : لا لا مش بتكلم في كده بتكلم في الحوارات ، كريم المفروض يشغل نموذج مش شغال أصلا بس أقنعهم وهيقنع الكل انه شغال ، وبناء عليه سيف هيصنع النموذج ده اللي هو مش موجود أصلا وهيبيعه للشركات وهيقنع الشركات ان النموذج موجود والمصنع شغال علشان يقبض منهم فبالتالي يقبض وبفلوسهم يروح يصنع النموذج ( ضحك جامد وكمل) اللي هو مش موجود أصلا ، يا لهوووي على كمية الكدب اللي شوفتها النهارده في الاجتماع ده! كله بيحور على كله والمصيبة ان كله فاهم ان كله بيحور على التاني ، يعني هل حسن المرشدي مش عارف ان ابنه لسه ما شغلش النموذج ؟ ولا هل عز مش عارف ان المصنع لسه ما اشتغلش ؟ يا نهار أبيض عليكم .
الكل دخل في نوبة ضحك مع سبيدو
كريم رد من بين ضحكه: على فكرة شغل البيزنس كله كده بتاخد فلوس بتصنع منتج بتوزعه
سبيدو بمرح : كله نصب يعني ؟
مؤمن : يا ابني هو احنا بناخد فلوس وبنهرب ؟ مش بنديهم منتج بيبيعوه ويكسبوا منه ؟ وبعدين احنا لينا اسم والاسم ده كفيل يخلي الناس تشتري وهي مغمضة .
سبيدو : يا لهوي عليكم .
كريم بص لسيف بجدية مصطنعة: الواد ده ما يحضرش الاجتماع التاني ، ده هيفضحنا
سيف : بفكر فعلا في الغلطة اللي ارتكبتها
سبيدو بضحك : تخيلوا أقولهم ان لسه المصنع مش شغال ومفيش أي انتاج وهم عايزين فلوسكم علشان يبدأوا شغل بها ؟
مؤمن رد بمرح : ساعتها هيبقى مباح هدر دمك
استمر الضحك والمشاكسات بينهم لحد مروان ما وقف : بقولكم ايه أنا عايز أشتري بدلة لخطوبتي ( خبط على دماغه بتذكر ) نسيت أقول للكل ان يوم الخميس خطوبتي ، مش تفكرني يا سيف ؟
سيف باستغراب : إذا كنت انت نفسك نسيت خطوبتك هفتكرهالك أنا ؟
مروان بصلهم : هشتري منين بدلة ؟
اقترحوا كذا اسم بعدها سألهم : هو أنا المفروض أجيب فستان الخطوبة ولا أعمل ايه ؟
كلهم ردوا مع بعض إلا سبيدو : طبعا
سبيدو ضحك وعلق : كلكم بقيتوا خبرة ما شاء الله .
انفض الاجتماع وكله مشي
مروان قاعد مع سيف فساله : بقولك يا سيف
سيف بصله : قول
⁃ هو ينفع تكلم همس وهي تكلم هالة وتيجوا معانا نشتري الفستان كلنا ؟ لان صعب أشتريه لوحدي ومش هعرف أصلا ، والأحسن لو هالة تنقيه بس مش هينفع لوحدها فهمس تكون معاها ايه رأيك ؟
سيف : تمام أكيد هكلم همس أقولها تبلغ هالة وتشوف رأيها استنى
اتصل بهمس اللي ردت عليه : هتيجي امتى بقى ؟
ابتسم وماجاوبش على سؤالها : بقولك علشان معايا مروان اتصلي بهالة وشوفي لو ينفع نخرج كلنا دلوقتي تشتري فستان الخطوبة
همس : مين كلنا ؟
سيف وضح : أنا وانتِ وهالة ومروان
همس بتفكير : ما أعتقدش هترضى بس هقولها
سيف قال لمروان فاقترح : قولها أنا هكلم أبوها هستأذنه وهبلغه إنكم معانا مش هنخرج لوحدنا .
همس قفلت واتصلت بهالة اللي اتوترت وخافت بس قالت هتكلم أمها تشوف هتقول ايه
خلال ساعة كانوا الأربعة في عربية واحدة راحوا اتغدوا الأول وبعدها راحوا اتيليه كبير فيه كمية فساتين كلها أحلى من بعض
همس اتصلت بأخوها : نادر هو انتم اشتريتوا الفستان ؟
نادر بإحباط : لا يا همس مالقيناش حاجة دخلت دماغنا
همس بحماس : طيب احنا في اتيليه فيه كمية فساتين تحفة بشكل غير طبيعي ومعايا هالة هتختار لخطوبتها ما تجيب ملك وتيجي واهو نبقى معاها نساعدها في الاختيار
نادر اتحمس للفكرة فقفل معاها وكلم ملك قالها فوافقت وعدى أخدها وراح لأخته على الموقع اللي بعتته ، دخلوا سلموا عليهم وهمس شدت ملك من دراعها : تعالي هالة جوا بتجرب الفساتين .
أخدتها ودخلت معاها وبدأوا رحلة لا تنتهي من تجربة الفساتين .
نادر عجبه فستان اوف وايت رقيق أكمامه شيفون طويلة ومجسم و نازل على واسع ، مسكه وبص لملك اللي قربت منه : ده عجبك ؟
هز راسه بتأكيد : جدا ، بس لو مش عاجبك نشوف غيره
ملك أخدته من ايده : هقيسه بس لو عجبني مش هوريهولك غير يوم كتب الكتاب
دخلت لبسته والبنات الاتنين انبهروا بها؛ كان شكله جميل عليها
ملك عجبها بس اترددت: بس مش هيقولوا فستان فرح ؟
همس بهدوء : أولا هو فرح فعلا وثانيا فستان الفرح بيكون منفوش وكتير مش سيمبل بالشكل ده ، الفستان جميل أوي بس لو مش عاجبك نشوف غيره
ملك ابتسمت : عاجبني خلاص هو ده .
قلعته وخرجت لنادر و أول ما شافته ابتسمت : هناخده
ابتسم : عجبك بجد ؟ طيب كنتي خليني أشوفه
ابتسمت بدلال : هتشوفه يوم الجمعة إن شاء الله .
هالة اختارت فستان أخضر تفاحي فاتح كم شيفون فيه لمعة وكم عادي بنفس قماشة الفستان
أما همس فاختارت لكتب كتاب أخوها فستان فضي ناعم بنص كم شيفون ونازل على واسع .
آية بعد ما كانت هتروح البيت بالفعل راحت لاصحابها النادي وقعدت وسطهم، فضلت باصة لسارة بتمعن ، مستنياها تقولها انها راحت عند سبيدو ، بتدرسها بصمت معقول هي ما بتعرفش تميز الناس خالص كده ؟ طيب هو العيب فيها انها بتثق في كل اللي حواليها ولا العيب في الخبث اللي مالي الناس ؟
سارة لاحظت انها بتبصلها ومركزة معاها بصمت فعلقت بمزاح : ايه ؟ معجبة بيا ولا ايه ؟
ابتسمت ابتسامة خفيفة: عادي ، سرحت بس شوية وأنا باصالك تقريبا ، كنتي بتقولي ايه بقى ؟ روحتي فين ؟
بصتلها باستغراب: ماروحتش ، وبعدين من امتى بروح أي مكان من غيركم ؟
روان ضحكت : أيوة ليل نهار لازقة فينا
آية سألتها وهي مركزة نظراتها على سارة تحاول تفهم تعبيرات وشها لما تكدب بتكون ازاي : ماروحتيش يعني عند سبيدو المعرض ؟
كلهم رددوا اسمه باستغراب وسارة اتوترت لأقل من اللحظة بعدها ابتسمت بثبات : عديت عليه أيوة ( سندت على الطاولة قدامهم وكملت بتبجح ) و بعدين مستغربة ليه ؟ مش قلتلك هصطاده وقلتيلي مش هزعل ؟ زعلانة ليه بقى ؟ أكيد مش هصطاده من وراء البحار ولا ايه ؟ سألتك عادي آخده قلتي خديه
آية اتنرفزت من وقاحتها فزعقت فيها : اه اصطاديه براحتك بس ما تجيبيش سيرتي بالكلام وتقوليله اني محتارة بينه وبين باسم .
روان ونهلة بصوا بعتاب لسارة اللي حاولت تبرر : كنت محتاجة حاجة ألفت بها انتباهه ، و بعدين انتِ أكدتيلي انك مش مهتمة به فقلت خلاص أستغل الحتة دي وأقرب منه وأعرف أتكلم معاه في تفاصيل دقيقة وأعرف أقرب منه .
بصتلهم التلاتة وحاولت تظهر بدور البريئة : أنا آسفة عارفة انه غلط بس حبيت أقرب منه وأقسم بالله لو قلتيلي يا آية انك معجبة به أو ميالة له أو حتى بتفكري فيه ماكنتش بصيت ناحيته أبدا لكن سألتك وقدامهم ، صح يا بنات ؟
آية ردت باندفاع : بس ده ما يديكيش الحق انك تغلطي فيا علشان تقربي منه ، وبعدين افرضي راح قال لسيف ها ؟ انتِ عارفة اصحابه ما بيخبوش عنه حاجة ، لو راح قاله أختك بتقول علينا كذا وكذا ما تخيلتيش رد فعله ممكن يعمل ايه ؟
سارة ببكاء مصطنع : أنا آسفة يا آية والله ماكان قصدي أبدا ولا أقدر أزعلك أصلا
فضلت تستعطف في صحباتها وفي آية لحد ما البنات سامحوها وطلبوا من آية كمان تعديلها غلطتها ، قالتلهم انها مش زعلانة بس هتروح لانها مصدعة ومحتاجة ترتاح شوية .
كل واحدة مشيت في طريقها وسارة ركبت عربيتها واتحركت و وقفت قدام المعرض بتاعه وهي مبتسمة بخبث : سبيدو بتاعي أنا وبس ، دلوقتي احلو في عينيكي يا آية يا صياد لما قربت منه ؟ بس ده بعينك اني أسيبهولك .
دخلت المعرض وهناك قابلها الموظف اللي وقف في وشها : أقدر أساعدك ازاي يا فندم اؤمريني ؟
بصتله بابتسامة مجاملة : سبيدو عايزاه لو سمحت
حاولت تتخطاه وتروح ناحية مكتبه بس وقفها : مش موجود يا فندم تحبي تستنيه ولا تسيبيله رسالة ؟
ابتسامتها اختفت واتحولت لإحباط: هيجي امتى ؟ أو هو فين ؟
رد باستغراب : معرفش أكيد يا فندم ، أبلغه بايه ؟
سارة اتضايقت انه ماردش عليها ودلوقتي مش موجود بس تتعوض، ابتسمت للموظف باصطناع : اتصل به قوله ان في زبون مهم موجود وخليه يجي
الموظف كان عايز يرد عليها بطريقة مش حلوة بس فضل محافظ على ابتسامته : آسف يا فندم أنا مش مسموحلي أعمل ده أبدا تحت أي ظرف، حضرتك تطلبيه بنفسك وتحددي ميعاد معاه .
سارة كانت هتشتمه بس تمالكت نفسها؛ لانها عارفة انه مش هيقدر يفيدها ويخسر شغله
قالت باختصار: هعدي عليه وقت تاني بس هقوله انك رفضت تتصل به
رد بثقة: دي أوامره يا فندم مش بيستثني منها أي حد مهما كان ، نورتيني حضرتك .
انسحبت وهي متغاظة وفضل الموظف متابعها بعينيه لحد ما اختفت بعربيتها بعدها راح مكتب سبيدو فتحه : مشيت يا فندم
سبيدو اتنفس بارتياح : اوووف أخيرا ، بترغي في ايه كل ده ؟ انت يادوب هتقولها مش موجود
الموظف حكاله اللي حصل فسبيدو حذره: إياك تكون تكون غلطت في الكلام قدامها ، قسما بالله
قاطعه بسرعة : لا يا فندم عيب قلتلها لو عايزة تشوفك تحدد ميعاد مع حضرتك .
هز راسه وشكره والموظف رجع لشغله ، سبيدو نفخ بضيق وغصب عنه فكر في آية ، طيب هل هي عارفة انها جاياله ؟ طيب موقفها ايه ؟ ليه راحت تتغدى معاهم ؟ ولا ماقابلتهاش سارة أصلا وجتله هنا ؟
أسئلة كتيرة بتدور في دماغه مش عارف يخرج منها .
سما راجعة من شغلها بالليل منهكة ومرهقة قابلتها أمها : حماتك كانت هنا لسه ماشية عايزين ينزلوا بكرا يشتروا الشبكة
سما بصتلها : طيب ما علي كلمني ليه ماقالش ؟ كنت أستأذنت وأنا في الشغل بالمرة
صفية : معرفش والله المهم بكرا ننزل المغرب كده ماشي؟
سما بحماس : هتصل بصاحب الصيدلية أقوله وهو مش بيعارض .
سيف في الجامعة بعد ما تم توزيع كل الطلبة على المشاريع استلم ورقة بأسماء الطلبة اللي هيكونوا معاه .
في أول محاضرة للمشروع سيف بلغ الطلبة انهم هياخدوها دايما في المعمل بتاعه ، الكل اتوجه للمعمل وعامل البوفيه فتحلهم دخلوا واستنوا وصول سيف .
دخل باشمهندس حامد اللي بيديهم السكشن لمادة سيف فالكل انتبه ، بدأ يتعرف عليهم بشكل أوضح ويفهمهم المشروع هيكون ايه ويتكلم معاهم بشكل عام لحد ما وصل سيف اللي دخوله كان مبهج للكل ، عينيه اللي مخبيها ورا نظارته دورت تلقائيا على همسته لحد ما شافها وسط اصحابها هزلها دماغه كنوع من السلام فردت بابتسامة ، سلم على حامد وبعدها بص للطلاب: حاولوا تقعدوا ما تفضلوش واقفين احنا قدامنا محاضرتين محترمين شدوا كراسي واقعدوا ، النهارده مش هناخد المحاضرتين كاملين هندردش شوية ونفهم الدنيا هتمشي ازاي فهاتوا الكراسي من قدام الأجهزة وقربوها مني .
الكل اتحرك وهو شاور لهمس تقرب منه وشد كرسي جنبه شاورلها عليه فقربت بتردد: أقعد جنبك ؟
ابتسم : أكيد طبعا ( بص لحامد ) انت عارف باشمهندسة همس يا حامد ؟
ابتسم و وضح : اه يا دكتور عارف انها أولى الدفعة ( كمل بحرج ) وزوجة حضرتك .
سيف ابتسم : تمام
الباب خبط ودخل محمود السمري سلم على حامد وسيف بعدها بص لهمس وكان هيسلم عليها بطريقته المعتادة ولسه هيتكلم : هموو… ( نظرة سيف خلته قطع الكلمة وحمحم ) باشمهندسة همس ازيك ؟
همس كانت هتضحك على شكله بس ردت بجدية مزيفة: أهلا يا باشمهندس محمود .
الكل قعد في مكانه واصحاب همس كانوا جنبها هالة وهبة ومي وأحمد ومحمد ، حامد قعد جنب سيف وجنبه قعد محمود والهدوء عم المكان فسيف بدأ يتكلم : بدايةً عايزكم تقسموا نفسكم مجموعات المجموعة ما تقلش عن خمسة وما تزيدش عن عشرة والمحاضرة الجاية كل مجموعة هتسلمني ورقة فيها أسماء الفريق ، كل فريق يختار ليدر يتكلم نيابة عن زمايله ، يعني لو في سؤال ما ألاقيش عشرة داخلين يسألوا تكتفوا بواحد تثقوا فيه ، هيكون متواجد معاكم باشمهندس حامد ومحمود بشكل دوري مش شرط نستنى لميعاد المحاضرة تعرفوا مكاتبهم وتروحولهم في أي مكان لأي استشارة وعامة هيكونوا متواجدين هنا في المعمل آخر النهار ، في أي استفسارات بشكل عام قبل ما نتكلم عن تفاصيل المشاريع نفسها ؟
طالب رفع ايده وسيف بصله فسأل : لو حد مالهوش زمايل ومش لاقي فريق ؟
سيف بهدوء: اللي مش هيلاقي فريق ينضمله هوزعه بشكل عشوائي على أي مجموعة عددها مناسب ، تمام ؟
– ولو الفريق رفضه ؟
سيف بصوله بذهول : ليه في كي جي احنا ولا ايه ؟
طالب تاني سأل : هو ممكن حد يطلب مساعدة خارجية ؟ هل ده مسموح ؟
ابتسم : قصدك مكتب هندسي يعملك المشروع ؟ نستعمل مسميات صحيحة بس
الكل ضحك والطالب برر بإحراج : مش يعمله بس يساعد
سيف بهزار : هعمل نفسي مصدقك ، ماعنديش مشكلة لو حد ساعدك بس تبقى فاهم ايه اللي بيحصل وايه اللي بيتم ، درجة المشروع في جزء كبير منها هيكون على شغلك طول السنة مع المعيدين وفي المعمل ، انت مش هتسلمني المشروع بكرا احنا هنفضل طول السنة نشتغل فيه فبالتالي شغلك وأسئلتك والمراحل اللي بتتم كلها عليها درجات ، أنا مش هاجي آخر السنة أستلم المشروع وأسألك سؤالين لا احنا التلاتة هنتابع شغلكم على مدار السنة فلو حد هيساعدك فالمساعدة دي تتلخص انه يفهمك تعمل ايه وتعمله بايدك ، أعتقد كده جاوبتك ؟
همس سألته : انت هتكون موجود كل أسبوع في محاضرات المشروع ؟
نفى بهزة من راسه : هحاول بس أكيد مش هقدر ، بس هحاول أكون موجود .
سألته : هيكون في غياب في المحاضرات ؟ ولا ممكن نعتذر ؟
سيف بفضول : انتِ ناوية تعتذري يعني ولا ايه ؟
همس بابتسامة : لا مش القصد بس أقصد لو في ظرف يعني ولا أي حاجة
سيف : ايه الظرف اللي ممكن يخليكي تعتذري يا همس ؟
استغربت سؤاله : معرفش بس أي ظرف ، تعبانة مثلا
سألها بسماجة : انتِ تعبانة دلوقتي ؟
نفت باستغراب : لا
– هتتعبي الأسبوع الجاي ؟
بصتله بصدمة : معرفش بس نفترض ، نفترض ، أي ظرف يحصل ( كملت ردا على غلاسته ) واحدة مثلا يكون جوزها متشدد فيرفض انها تتأخر برا لان الميعاد متأخر ؟
سيف بصلها باستمتاع: وهو جوزك المتشدد ده مش عارف جدولك ومواعيدك وطبيعة دراستك ؟ ولا هو افترا والسلام ؟
همس كتمت ضحكتها : اه بصراحة افترا والسلام
سيف بمرح : والله اللي متجوزة تقول لجوزها طالما جنيت على نفسك واخترت انك تتجوز طالبة يبقى تتحمل مواعيدها
همس بصتله بغيظ، فضحك ومسك ايدها، تخيلت هيسيب ايدها على طول بس فضل ماسكها وبص للطلبة : لا بجد لو في أي حد عنده أي ظرف هيبلغ المعيدين احنا مش هنعلق مشانق لحد ، بس لو اتكرر الغياب أو عدم اهتمام الطالب بالمشروع هيترفد مش عايز طلبة مستهترين .
تليفونه رن كان صامت بس مشغل خاصية الاهتزاز، طلعه يشوف مين بيكلمه ولاحظ ان همس بتبص معاه وسألته بفضول وهمست : ايه الرقم الطويل ده ؟
بصلها وهو بيقف : من خارج مصر ، بعد إذنكم
خرج برا المعمل يرد على التليفون وفضل أكتر من ربع ساعة بعدها رجع كانوا بيتكلموا كلهم مع بعض ومع المعيدين والطلبة منتشرين في المعمل ، سيف دخل عند المعيدين ولحظات وراح لمجموعة همس اللي وسعتله يقف جنبها : طبعا انتم مع بعض ، هتدخلوا حد معاكم ؟
أحمد : هو ما ينفعش احنا الستة ؟ مش كفاية ؟
سيف : حاولوا تشوفوا اتنين كمان معاكم أفضل ، اختاروهم بدل ما احنا نختارهم ليكم .
همس همست بفضول : مين كان بيكلمك من برا مصر ؟
جاوبها بهدوء: ده بيزنس يا روحي ، إيليجا .
هزت دماغها بتفهم : احنا هنقعد النهارده لآخر المحاضرتين ؟ ولا هتمشونا بدري ؟
سيف بتهكم : علشان جوزك المتشدد؟
كلهم ضحكوا وهي علقت بمرح : انت اللي طولت إنما أنا فعلا سؤالي كان عادي .
بعد شوية هالة سألت: هو التكييف ده مش بيشتغل ؟ الجو صعب أوي
سيف بصلهم باستغراب : المفروض انه يشتغل ، الجو حر فعلا .
سابهم وراح يشوف فين الريموت واستدعى المسئول عن المعمل جاب الريموت وشغل التكييف .
كان واقف على جنب لوحده بيقلب في موبايله باهتمام، همس قربت منه ووقفت وراه وهي بتقول بمشاكسة: اللي واخدك مني
التفت ناحيتها بابتسامة : محدش يقدر ياخدني منك يا حبيبي .
سند على المكتب وراه ومسك ايدها قربها منه : لحظة بس هبعت إيميل وهكون معاكي يا روحي .
بصت لموبايله ، كانت قريبة منه بصتله بتأمل في ملامحه وتفاصيله ، وقفته ، ستايله ، شياكته ، برفانه ، سيف فعلا فتى أحلام أي بنت ، بصت للبنات حواليها معظمهم عيونهم عليهم وتقريبا الكل بيتكلم عنهم وبيحسدوها على قربها منه بالشكل ده .
انتبهت عليه بيسألها : سرحانة في ايه كده ؟
ابتسمت بمرح : بعطف على البنات حوالينا
استغرب : ليه يعني ؟
اتنهدت وردت بعفوية: إذا كنت أنا مراتك وهروح معاك وهفضل في حضنك الليل كله ولما بشوفك هنا بكون هموت عليك ، معجبة بيك ، وألاقيني بفكر زي المجنونة كده ، أقول يجرى ايه لو اتهورت وبوسته مثلا ؟
ضحك بصوت عالي وبصلها بغمزة : اتهوري ولا يهمك حد
ضحكت بعدها سألته : فاكر المعمل إياه ؟
ابتسم بتذكر : وهو ده ممكن يتنسي ؟ أنا لحد الآن نفسي أعرف انتِ كنتي شاربة ايه يومها ؟ ماكنتيش طبيعية لا
ضحكت وردت ببساطة : انت لبستني البلوفر بتاعك
علق باستنكار : ولو ، يعني فيها ايه ؟ عملك دماغ البلوفر بتاعي ؟
ردت بعاطفة : طبعا ، مش ريحتك بقت غامراني كلي؟ حسيت انك حواليا ، حاضني ، بين ايديك ، عقلي بقى مغيب ومابقيتش بفكر غير اني أكون في حضنك بجد .
ابتسم بحب ومد ايده لخدها : هيجرى ايه فعلا لو الواحد اتهور ؟
ابتسمت بحب : تعال نمشي
رد بهمس : المفروض أروح الشركة ، مش هينفع أروح البيت دلوقتي .
كشرت بغيظ : وبعدين بقى ، سيف ماهو ما ينفعش تبقى جوزي وتبقى بعيد عني أغلب الوقت
بص لعينيها ومرة واحدة مسك ايدها وأخدها لبرا تحت أنظار الكل واستغرابها هي ، خرج من المعمل وشدها لمكتبه فتحه بالمفتاح ودخلوا الاتنين بعدها قفل الباب وراه وبدون ما ينور النور أو يفتح شباك شدها على الباب وباسها لأنه سبق و وعد نفسه مش هتوحشه في الكلية بالشكل ده تاني .
بعد عنها وطلع موبايله يعمل حاجة عليه فمسكت ايده بعتاب: وقته ده ؟
بصلها : لحظة أتأكد بس ان محدش حاطط أي أجهزة في مكتبي
بصت لموبايله اللي زي كأنه بيعمل اسكان للمكان بعدها ادى إشارة فسيف هنا حطه على المكتب وشالها هي رفعها وراح بها حطها على المكتب وغرقوا الاتنين سوا .
بعد شوية سألته بحب : هنرجع المعمل تاني ؟
رد ببحة: المفروض
كانت قاعدة على طرف المكتب وهو قدامها : مش قادرة أقف تاني
ابتسم : أروحك يعني ؟
حطت ايديها حوالين رقبته وباسته وهمستله بكل اللي بتتمناه
ابتسم للتخيل ورد بنبرة محمومة : مش عايز أفكر في اللي قلتيه يا همس دلوقتي ، المهم ظبطي شعرك ده ومكياجك
علقت : شنطتي في المعمل مفيش حاجة معايا هنا
فتح مكتبه طلع فرشاة ومرايا صغيرة : ظبطي شعرك مش مهم المكياج
ظبطت شعرها ومسكت منديل مسحت به أي آثار للروچ على وشها وبعدها مسحت وشه وهي بتقول بمشاكسة: آثار الروچ على شفايفك يا سيف مش عايزة تطلع .
ابتسم : هغسل وشي قبل ما أرجع المعمل .
خرجوا مع بعض وهي سبقته للمعمل خبطت ودخلت لاصحابها .
سيف دخل الحمام غسل وشه من آثار الروچ بتاعها وبعدها رجع المعمل ، كل الأنظار كانت عليه وخصوصا انه قالع چاكيت البدلة والكرافت وقميصه مفتوح منه كذا زرار .
محمود بتساؤل: حضرتك كويس؟
سيف رد باختصار : تمام ما تشغلش بالك ( بص ناحية همس ) همس يلا ولا أمشي أنا وأبعتلك السواق ؟
أخدت شنطتها بسرعة : لا همشي معاك ( قربت منه وسألته بحيرة ) مش ينفع نمشي ولا ايه ؟
سيف : اه عادي
بصت لمحمود : أخبار منى ايه ؟
محمود ابتسم : كويسة الحمدلله بخير
سيف بصله بهدوء : هاتها في أي مرة وتعال نخرج نتغدى مع بعض كلنا ايه رأيك ؟
محمود بحرج : يا خبر طبعا يا دكتور .
سيف بتأكيد : خلاص شوف أي وقت مناسب وبلغوني به بس قبلها بيوم علشان أعرف أرتب أموري .
أخد بعدها همس روحها البيت وهو راح شركته .
يوم الخميس هالة كانت متحمسة وبتعد الساعات طول الليل علشان النهار يطلع ، أول ما شافت همس جريت عليها : طبعا انتِ هتيجي معايا ؟
همس باصالها وساكتة فهالة مسكت ايدها بشك: اوعي تقوليلي جاية آخر النهار مع سيف والله أزعل منك .
همس رددت بأسف : قلت لسيف وقال مالهوش لزوم ودي خطوبة بس و
هالة كشرت وربعت ايديها بغضب بعدها لمحت سيف رايح ناحية مكتبه فسابت همس وراحتله ، همس بصت وراها شافت سيف فجريت وراها تحاول توقفها : استني يا هالة اسمعيني
هالة زقت ايدها بعصبية: اسكتي انتِ خالص
دخلت وراه المبنى كان قدام الأسانسير ودخل نادت عليه بحدة : دكتور سيف
بصلها بس الباب قفل ، استغرب ليه الطريقة اللي نادته بها دي ؟ وهمس وراها بتمنعها ، فكر ياترى في ايه؟ ينزل تاني ؟ ولا هما هيطلعوا ؟
قرر يروح مكتبه وهما أكيد هيطلعوا وبالفعل دقايق وكانوا وراه ، أول ما دخلوا سأل بتعجب: خير في ايه يا هالة ؟
هالة وقفت قصاده بغيظ وقالت باندفاع : شوف حضرتك أنا ما سيبتش همس لحظة ، هروح أقابل دكتور سيف وماله ؟ استنيني هنا وماله ؟ أي حاجة كانت بتطلبها بعملها لانها صاحبتي وأختي، فلما أجي يوم خطوبتي أطلب من أختي انها تيجي معايا يوم وحضرتك ترفض فده اسمه ايه ؟ حضرتك رد عليا
سيف سمعها بهدوء وبنظرة واحدة لوش همس عرف انها اشتغلت صاحبتها وعلشان كده كانت بتجري وراها ، رد بنبرة حازمة: أنا زوج صاحبتك الانتيم ومقدر ده بس ده ما يديكيش الحق تعلي صوتك بالشكل ده وتتكلمي بالأسلوب ده .
هالة بصتله بذهول : شوف أنا بقول ايه وحضرتك بتقول ايه ؟ ( بصت لهمس بغيظ) اتصرفي
همس بصت لسيف ببراءة : أنا حاولت أمنعها تطلع والله وقلتلها تهدا احنا هنا في الكلية وما ينفعش بس
حاولت تستعطفه بكلامها وكأنها العاقلة المغلوبة على أمرها لدرجة ان سيف منع نفسه بالعافية من الضحك على منظر همس الكيوت وهالة اللي تقريبا بتفكر حاليا تقتلها .
هالة نقلت نظراتها بينهم هما الاتنين وكل الغضب اللي جواها اتحول لإحساس رهيب بالخذلان فدموعها نزلت ولفت علشان تخرج من المكتب في صمت بس همس مسكت دراعها بسرعة : هالة حبيبتي
هالة شدت دراعها بحزن: سيبيني يا همس دلوقتي
سيف سند على ظهر المكتب وراقبهم بصمت يشوف آخر الفيلم اللي عملته همس ده ايه ؟
همس سندت ظهرها على باب المكتب تمنعها تخرج : بشتغلك يا متخلفة يعني هنزل أختار معاكي الفستان وأسيبك لوحدك في يوم زي ده ؟ انتِ هبلة ؟
هالة مسحت دموعها : انتِ قلتي دكتور سيف
قاطعتها بتوضيح : سيف من قبل حتى ما أقوله هو قالي أكون معاكي النهارده ، بجد انتِ ازاي صدقتي أصلا اني ممكن أسيبك يا غبية انتِ ؟
هالة فضلت باصالها شوية بعدم استيعاب بعدها ضربتها على كتفها جامد بغيظ : انتِ بجد رخمة ( التفتت لسيف وعاتبته) حضرتك معقول بتشارك في التخلف بتاعها ؟
سيف رد باستنكار : هو أنا نطقت حرف واحد ؟ انتِ اديتيني فرصة أتكلم ؟
( هالة بصت للأرض بخجل لانها بالفعل اندفعت )
سيف كمل : أصلا بمجرد ما ناديتي عليا تحت وشوفت همس وراكي عرفت ان في حاجة وراكم وأول ما طلعتوا هنا وبصيت لهمس عرفت انها بتشتغلك الموضوع كان واضح جدا .
هالة بصتلهم الاتنين باعتذار : معلش بقى بس النهارده الواحد متحفز أصلا ، على العموم متشكرة لكل حاجة حضرتك بتعملها معانا أنا ومروان و وقوفكم معانا بجد فرق جدا .
سيف ابتسم ببشاشة: مروان أخويا يا هالة وأكتر شوية ، ربنا يتمملكم على خير ويسعدكم .
أمنت على دعائه بعدها انسحبت وسابتهم وهمس راحت لسيف اللي فضل زي ما هو ساند على مكتبه ، كانت بتدلك في دراعها مكان خبطة هالة فلاحظ وحط ايده على كتفها باهتمام: وجعتك ؟ هي ضربتك جامد؟ كنت هتدخل بس
قاطعته : لا لا احنا هزارنا رخم كده المهم أنا هنزل المحاضرة انت هتفضل هنا ؟
هز دماغه بنفي: عندي شوية حاجات هعملها وأمشي نصر وقت ما هتكلميه هيجي يوصلكم .
همس لفت ايديها حوالين رقبته بدلال : سيف ما تخلينا نروح مواصلات، وحشني ركوب المواصلات بجد .
رفض بهدوء : لا مش هينفع وبعدين معاكم حاجات كتيرة ليه تتلبخي بها في المواصلات يعني ؟ يلا علشان ما تتأخريش تحبي أنزل معاكي ؟
ابتسمت بحب : لا يا حبيبي يلا هتوحشني لحد ما أشوفك
أخدها في حضنه بابتسامة وبعدها مشي معاها وهي خارجة وماسكة ايده لحد الباب خرجت برا بس فضلت ماسكة ايده فابتسم : أنزل معاكي ؟
ضحكت : لا خلاص باي
شاورتله ومشيت بظهرها فنبهها بابتسامة : بصي قدامك لتقعي
حدفتله بوسة في الهوا وبعدها جريت لمحاضرتها وهو فضل مبتسم شوية بعدها رجع مكتبه ، من بعيد مراقبهم دكتور حاتم اللي ابتسم بخبث : ماهي الكلية حلوة وجميلة اهيه امال بيقولوا وحشة ليه ؟
يادوب اتحرك يروح مكتبه سمع حد بينادي اسمه فالتفت وابتسم : أفندم
قربت منه بارتباك : ازي حضرتك يا دكتور أنا خلود في سنة رابعة وحضرتك كنت بتقول اللي عنده سؤال مكتبك مفتوح
حاتم ابتسم باتساع وشاور على مكتبه : مفتوح طبعا لكل الحلوين
ضحكت وضحك معاها وفتح الباب وبعد ما دخلت بص للكوريدور لقاه كله فاضي فابتسم وقفل الباب .
قعد على مكتبه وخلود قعدت قصاده طلعت الشيت بتاعها تسأله فأخد من ايدها القلم وتعمد يلمس صوابعها فابتسمت بخجل ، شرحلها المسألة بعدها خلود وقفت وقالت بامتنان : متشكرة أوي لحضرتك يا دكتور
ابتسم بمكر : هو سؤال واحد بس ؟
وضحت وهي مبتسمة بأسف : عندي محاضرة للأسف
اقترح : خلاص المرة الجاية تيجي آخر النهار أو البريك ( أضاف بمغزى ) علشان بس تسألي براحتك
خرجت من عنده مبسوطة وبتقول لنفسها : ماشي يا همس محدش أحسن من حد .
ملك في أوضتها كل شوية تبص للفستان اللي قدامها وقلبها يدق بعنف أول ما تتخيل نفسها زوجة نادر وابتسامة خجولة بتزين وشها ، الباب خبط خبطة واحدة بعدها اتفتح ودخلت نور : انتِ روحتي اجتماع الصياد ؟
ملك اتخضت من دخولها فجأة بس جاوبت : لا ماروحتش كنت مع نادر ساعتها بنحاول نجيب فستان
ردت بدون اهتمام : البسي أي فستان دولابك مليان المهم شوفتي مؤمن من بعد الطلاق ؟
ملك أخدت نفس طويل تحاول تفضل هادية وتتحمل أختها بما انها بتمر بأزمة : لا ما شفتهوش ولا مرة .
هزت دماغها ولفت علشان تخرج فلمحت الفستان بصتله بتمعن فملك علقت بابتسامة : جميل أوي صح ؟
بصتلها وهي بتفتكر فستانها واليوم اللي كتبت فيه كتابها واتغاظت أكتر لأن كريم وأمل اللي عملولها كتب الكتاب، فردت بغيرة خفية : سيمبل أوي كان المفروض جبتي حاجة مميزة أكتر من كده لو دورتي في دولابك هتلاقي حاجات أشيك من كده بكتير ، تلاقيه ذوق نادر
ملك راحت عند الباب وفتحته بعنف: اطلعي برا يا نور
نور وقفت بصدمة : ايه ؟
ملك كررت بغيظ : بقولك اطلعي برا
نور خرجت وهي بتقول بسخط : أنا غلطانة اني بنصحك أصلا
ملك قلدتها بتهكم: وفري نصايحك لنفسك انتِ في أشد الحاجة ليها
جت فايزة على صوتهم وقبل ما نور ترد هي اتدخلت : في ايه يا بنات ؟ اهدوا مش كده ، في ايه يا نور ؟
نور بصت لأمها بعدها لفت وشها بعيد ومشيت بسرعة لأوضتها وقالت وهي بتعدي من جنب مامتها : اسألي الملاك بتاعكم
دخلت أوضتها ورزعت الباب وراها ، فايزة راحت لملك اللي قعدت على سريرها بضيق من نفسها انها ردت بالشكل ده عليها ، أول ما دخلت فايزة بصتلها باعتذار : أنا آسفة اني ضايقتها بس هي
فايزة قربت بسرعة من ملك وقالت بود : حبيبتي ما تعتذريش ، نور بقت بتعصب الكل مش انتِ بس ، بس هي زعلتك في ايه كده ؟
ملك بصت لفستانها بحزن : طلبت منها تنزل معايا نجيب فستان ورفضت قالت أنزل مع خطيبي ودلوقتي بتقول الفستان وحش وذوق نادر معرفش ماله وأشوف أي حاجة من الدولاب أرحم ، بصراحة ماقدرتش أتحمل كلامها أكتر من كده فكان لازم أطلعها برا بدل ما نتخانق .
فايزة مسكت وشها بايديها الاتنين بابتسامة حنونة : الفستان جميل جدا ومتخيلاكي هتبقي زي الملاك الأبيض الجميل وهدعي أشوفك بالفستان الكبير ، ربنا يسعدك يا ملك .
قعدت معاها يتكلموا شوية وتساعدها في جمع الحاجات اللي هتاخدها معاها ، وسألتها فجأة : مش هتقولي لمامتك يا ملك ؟
نفخت بضيق لأن لو نور ضايقتها بكلمة عن الفستان فأمها مش عارفة هتعمل فيها ايه ؟
فايزة راقبت انفعالاتها فكملت بعقلانية : لازم مامتك تعرف ان بكرا كتب كتابك دي مهما كانت أم ، ما تروحيش لوحدك حواليكي ٣ رجالة اختاري أي واحد فيهم التلاتة رهن إشارتك
ملك علقت بضحك : بابا وأخويا مين التالت ؟
فايزة ضحكت : اللي هيبقى جوزك بكرا معقول ناسياه ؟
ملك بصتلها بحيرة : مش حكاية ناسياه بس بابا وأخويا عارفين ماما ويقدروا يوقفوها لو تمادت معرفش نادر بقى ايه طبعه ؟ أخاف تقوله حاجة تضايقه ، تحرجه ، لا نادر مع ماما لا أخاف
فايزة طمنتها : جوزك شريكك في كل حاجة المرة قبل الحلوة وهو لازم يكون عنده معرفة بمامتك وطباعها مش تفاجئيه بعد ما تتجوزوا يا ملك !
نفت بسرعة : هو عارف كل حاجة عنها بس المعرفة حاجة والمقابلة وجها لوجه حاجة تانية ، مش عارفة بقى .
سابتها وخرجت وهي بتردد مسكت التليفون تكلمه وترمي الموضوع عنده .
فايزة خرجت راحت لبنتها وبمجرد ما دخلت أوضتها نور قالت بتحفز: لو جاية تدافعي ولا تتكلمي فأنا….
قاطعتها فايزة بهدوء : أنا جاية لبنتي أقعد معاها شوية ، ينفع؟
نور سكتت وقعدت على طرف السرير وأمها قعدت قصادها مسكت ايدها بحنو : نور انتِ مش لوحدك يا حبيبتي كلنا معاكي ، حتى لو بنتعصب أو نزعق بس ده كله لمصلحتك .
نور بصتلها بسخط : أنا مش عيلة ولا صغيرة ، أنا عارفة مصلحتي كويس .
فايزة بهدوء: فهميني طيب ليه عايزة تفصلي مؤمن عن أهله؟ ايه مشكلتك معاهم ؟ كنتي متقبلة بيتهم وارتباطهم وعايشة ليه دلوقتي ؟
نور شدت ايديها و وقفت بجمود: حاولت بس اكتشفت اني حبيت حياتنا برا مصر لوحدنا أكتر ، كنت بحب أعيادنا لوحدنا ؛ بحب عيد ميلادي معاكي انتِ ونادر وبس ، كنت بحب وحدتنا مش حابة كل ده ، تخيلت اني مفتقدة اللمة والناس والصحاب بس اكتشفت ان الوحدة أحلى بكتير ، أنا بحب أكون لوحدي مع الناس اللي بحبهم ، عايزة أعمل عيد جوازنا أنا ومؤمن فقط ، عايزة عيد ميلادي يبقى بتاعي لوحدي هو مش شايف غيري ، عايزة عيد ميلاد ابني يبقى أبوه وأمه وبس ، الحياة بتفرق كده ، بتبقى أقوى ، كنت أنا ونادر وبس محدش يقدر يدخل بينا تعالي دلوقتي ؛ في مروة وتالا وملك وبابا وانتِ وشغله واصحابه كل الناس دي بتشاركك حبه، الأول كنت أنا بس ، جربت وماحبيتهوش ، لو هتكلم عن مؤمن فمؤمن بقى غير نادر يعني نادر معتدل شوية لكن مؤمن بيعشق ناهد وحسن وحاططهم فوق أوي و معاهم أبوه وأمه وقبلهم يجي كريم باشا المبجل وبعدها أجي أنا وابنه دول الأساسيين بس مش هنتكلم بقى عن إياد وعن سيف صاحبه ونادر وممكن أعدلك مليون شخص مؤمن بيحبه .
فايزة بتسمعها بذهول بس حاولت ترد بعقلانية : مش معنى انه بيحب ناس كتير وهم بيحبوه انه بيحبك انتِ بشكل أقل
نور بغيظ : بس أنا مش حابة ده مش عايزة قلبه متوزع لكل الناس
فايزة باستنكار : حتى لو هتخسريه خالص ؟
ردت ببساطة : حتى لو هخسره ، يا أنا لوحدي يا ما يلزمنيش ، بصي ريحي دماغك مش هتقولي حاجة ممكن تغير تفكيري ، ما تضيعيش وقتي و وقتك .
خلال ساعتين كان نادر خاطر واقف قدام البيت مستني خروج ملك علشان يروح معاها مشوارها ، فضلت طول الطريق توعيه وتقوله عن أمها وحركاتها وهو قبل ما ينزلوا مسك ايدها : ينفع تهدي وتبطلي التوتر ده ؟ أنا مامتك عارفها كويس ، اتقابلت معاها في المستشفى وسمعتها وعارف طريقتها في الكلام ، اهدي بقى
دخلوا الاتنين وملك رنت الجرس فتحتلها الشغالة دخلتهم عند مامتها اللي كانت قاعدة مستنياها وفوجئت بنادر معاها فبصتله بتمعن : أنا شوفتك فين قبل كده ؟
ملك جاوبت عنه : دكتور نادر يا ماما كان الدكتور بتاعي لما كنت تعبانة في المستشفى
هزت دماغها بتذكر : أيوة أيوة افتكرته
ملك مسكت ايده فمامتها تلقائيا بصت لايديهم باستغراب فملك وضحتلها بتردد : بكرا كتب كتابي أنا ونادر
أمها بصتلهم الاتنين بذهول تام بعدها قالت باستنكار : وانتِ جاية تقوليلي زي الغريب بالظبط ؟
ردت بضيق : حضرتك اللي بعدتي عننا واخترتي تكوني لوحدك مستغربة ليه بقى ؟
زعقت بغيظ : أنا برضه اللي اخترت ولا انتِ اللي فضلتي مرات أبوكي عن أمك ؟ الست اللي حرمتني من جوزي وحرمتك انتِ نفسك من أبوكي روحتي رميتي نفسك في حضنها و بعدين هو ده اللي هتتجوزيه بعد كل ده ؟ حتة دكتور فرحانة بالبالطو الأبيض بتاعه ولا …
نادر وقفها ببرود: أعتقد كل الكلام ده دلوقتي مالهوش أي لازمة هي جاية تبلغك وبس ان بكرا كتب الكتاب ( حط على الترابيزة قدامها دعوة وكمل ) مكتوب عليها عنوان المكان لو حابة تحضري وتكوني مع بنتك زي ما بتقولي يا أهلا بيكي عندك رأي تاني براحتك ، دلوقتي بعد إذنك وفرصة سعيدة جدا
شد ملك وأخدها برا ركبها عربيته وبعد بها : كلميني
ملك بصتله بحزن: هو أنا كده غلط معاها ؟ هي بتعمل كده ليه ؟ المفروض انها تحبني المفروض تفرحلي
نادر بتهكم : حبيبتي ما تحاوليش تفهمي ، أمي طول عمرها بتحبني واديكي شايفة تصرفاتها معايا ، الخلاصة ان بكرا يومنا وهنبقى فيه لبعض ومع بعض ، الباقي كله هنصلحه مع بعض واحدة واحدة اتفقنا ؟
ابتسمت ابتسامة خفيفة : اتفقنا يا حبيبي .
هالة وهمس سافروا مع بعض ونصر وصلهم لحد باب البيت ، استمتعوا مع بعض وآخر النهار لبسوا وجتلهم ميكاب ارتيست البيت عملتلهم الميكاب والاتنين كانوا أحلى من بعض .
سما لبست واستعدت هي ومامتها في انتظار علي اللي وصل بعربيته كان معاه أمه قاعدة جنبه وأخته ورا و دخلت سما وأمها جنبها واتحركوا .
صفية اقترحت محل متعودة تروحه بس مامت علي قالت انهم متفقين مع حد قريبهم هيجيبوا من عنده لانه بيراعيهم في المصنعية والضريبة ، وصلوا المحل ودخلوا كلهم مع بعض وبدأوا يتفرجوا
سما بصت لعلي : ما تيجي تختار معايا
ابتسم بحرج : أنا مش بفهم في الدهب أصلا يا سما ، علشان كده جبت أمي وأختي يختاروا معاكي .
ابتسمت بضيق وبصت قدامها و مفيش أي حاجة عاجباها
الأم اختارت طقم و ورته لسما : شوفي ده حلو أوي يا سما
سما بصتله وردت بلطف: جميل بس مش ذوقي يا طنط أنا عايزة حاجة سيمبل عن كده .
البايع طلع كذا طقم أرق لفتوا انتباه سما فابتسمت : دول أحلى بكتير
أم علي قربت وكشرت بعدم رضا: أيوة بس دول كلهم فصوص
استغربت : يعني ايه ؟ عادي
أم علي : يخسروا كتير لو حبينا نبيعهم
صفية استغربت : وتبيعوهم ليه يا أم علي ؟
علي اتدخل بسرعة : قصدها لما تحب تغيرهم مش نبيعهم نبيعهم يعني .
ابتسمت بضيق : اه طيب بس سما بنتي مش من النوع اللي كل يوم والتاني عايزة تغير دهبها ، هي لما بتقتنع بحاجة خلاص بتفضل معاها وبتحب تحتفظ بها مش بتغير ، تشتري جديد لكن ما بتغيرش فاطمني .
أم علي بصت لابنها بعدم اقتناع وبصت قدامها واختارت كذا طقم تاني وبرضه سما رافضة وآخر ما تعبت شدت الطقم اللي عاجبها قدام خطيبها وقالت بعناد : هو ده اللي عاجبني غيره مش عايزة ، براحتك بقى انت و والدتك ، أنا هقعد علشان تعبت .
شدها لبرا المحل و وقف قصادها بضيق : هو في ايه يا سما ؟ ايه تنشيف الدماغ ده ؟ يعني راضي أمي وما تحرجيهاش كده
سما اتعصبت : دي شبكتي أنا ، أنا اللي هلبسها مش أمك ، لما أختك تيجي تتجوز ابقى خلي أمك تلبسها على مزاجها أنا لا
علي بنرفزة : يعني ايه ؟ هو أي عناد والسلام ؟ بعدين اللي هي مختاراه أحلى أصلا من اللي انتِ اخترتيه
سما بعناد : وهو أنا اللي هلبسه ولا انت ؟ ولا أمك ؟ أنا صح ؟ طالما أنا يبقى يكون على ذوقي أنا مش بتدخل في لبسك ولا حاجتك الخاصة
علي بإصرار : بطلي عناد لو سمحتي وعديها على خير
سما ربعت ايديها بإصرار: انت عايز تشوف العناد بجد ؟ طيب مش هختار غيره واللي عندك اعمله ، هدخل آخد أمي وهمشي بعد إذنك
سابته وداخلة بس مسك دراعها منعها برجاء: لو سمحتي ما تحطينيش في الموقف ده مش عايز أزعلك ولا أزعلها أعمل ايه ؟
سما بصتله بحيرة : معرفش دي مشكلتك مش مشكلتي .
ربعت ايديها وهو واقف قصادها وشوية وخرجت صفية عندهم : ايه يا ولاد مش حلوة الوقفة دي
علي باستنجاد: مكنتش أعرف ان دماغها ناشفة كده ، بقولها
قاطعته سما بغضب : عايزني أختار اللي والدته مختاراه يا كده يا بزعلها
صفية بهدوء : يا حبيبي دي شبكتها ، بتاعتها هي وفرحتها هي محدش له يختارلها والمفروض والدتك كبيرة وعاقلة وعارفة الكلام ده .
علي بتفكير : بس اللي أمي مختاراه أغلى وأتقل و
قاطعته صفية : يا حبيبي احنا مش بنبص للفلوس ، هي عاجبها ده .
سما بصت لأمها بضيق: بقولك ايه أنا تعبت تعالي نروح ونبقى ننزل أي يوم تاني ( بصت لعلي ) مش لازم نشتري النهارده وبكده ما تزعلش والدتك ونيجي بكرا ولا بعده نشتري .
علي بحيرة: أيوة ونقول للراجل اللي بقالنا ساعة بنختار عنده ده ايه ؟ ولا أقول لأمي وأختي ايه ؟
سما اقترحت : قولهم صاحب الصيدلية عندي اتصل بيا وقالي في مشكلة ضروري ولازم أروحله وأنا هاخد تاكسي وأمشي ، سلام
مشيت من قدامهم ومارضيتش تقف تكلم والدتها ولا هو اللي نادى عليها يحاول يوقفها ، بص لأمها بعتاب: شايفة تصرفاتها ؟ عاجبك كده ؟
صفية أخدت نفس طويل بحيرة : الشبكة فرحة البنت وانت ضايقتها وضيعت فرحتها دي ، يلا ندخل .
دخلوا وأمه بصت وراه مستنية سما تدخل بس قفل الباب فعلقت باستنكار : سما فين ؟
قالها زي ما سما قالت وبعدها بص للراجل : هنيجي بكرا بإذن الله آخد اللي يعجبها ، يلا يا أمي دلوقتي
أمه بصت لصفية بتأنيب : بقى ده اسمه كلام ولا دي أصول ؟ شغل ايه وصيدلية ايه اللي أهم من شبكتها ؟
صفية بتهكم : انتم مش عايزينها تختار شبكتها يبقى خليها تشوف شغلها .
أمه بضيق : يا حبيبتي احنا بنختارلها حاجة تعيش وأقيم وأتقل تنفعها مش منظر على الفاضي ، كان المفروض أقنعتيها معايا
صفية بهدوء : هي بتعمل اللي يريحها دي شبكتها تلبس اللي يعجبها مش اللي يعجب الزمن ؛ هي مش هتشتريها خزينة لقدام .
خرجوا كلهم و علي وصّل صفية البيت وبعدها وهو مروح مع أمه أول ما اتحرك بالعربية قالتله بسخرية: مشت كلامها عليك السنيورة ؟ جتك خيبة هتركبك وتتنطط فوقك بعدها ولا هتعرف تمشي كلامك عليها بعد كده.
اعترض : يا أمي دي شبكتها وهي حرة
ردت بتبرير : ماهي بتبدأ بحاجات صغيرة زي كده بعدها خلاص ما بتعرفش توقف .
كشر بضيق : بقولك ايه هي اختارت واحد وأقل في السعر بكتير خلاص هجيبه وبعدين الراجل قالي لو بعته عنده بالفاتورة مش هيخصم الفصوص اللي فيه ، ما تعمليش فيلم بقى .
سما بعد ما أمها دخلت عندها وقعدت معاها سألتها : وبعدين ؟ لو أصر هتعملي ايه ؟
سما بضيق : انتِ عاجبك ان أمه هي اللي تختار ، ماشي حلو انه مش عايز يزعلها بس مش على قفايا
صفية بحيرة : يعني يا سما اللي مالهوش خير في أهله وخصوصا أمه مالهوش خير في حد
سما برفض : ماشي بس مش للدرجة دي على العموم هشوف بكرا هيعمل ايه ؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *