روايات

رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم لادو غنيم

رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم لادو غنيم

رواية حواء بين سلاسل القدر البارت الرابع والعشرون

رواية حواء بين سلاسل القدر الجزء الرابع والعشرون

حواء بين سلاسل القدر
حواء بين سلاسل القدر

رواية حواء بين سلاسل القدر الحلقة الرابعة والعشرون

ـــــــــ✍🏻📌
الهوى سلطان على قلوب العاشقين سيد الزمان و ملك ملوك الكيان’و’نحناُ ك الطيور المُحلقه بـجوارحِ نعاتب الزمان و نبكى على الأقدار بدموعاً ك الريح مشتعله بـحرارة شمسها’
كلما تجمعنا نبشَ القدر بمدافن الزمان لـيجعلنا نتصادم بـالأحزان و كأنهُ سيدنا و نحن الخاضعين تحت ثوبهِ المُسمى بـسلسلة القدر
ـــــــ📌
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺»

بارون الغنيمى” عندنا فى المقر و بالأخص فى مكتب “جواد” و بيزعق و بيقول إن “جواد” خاطف “ريحانه القص” مرات “ياسر” أخوه”
أطفئ شاشة الهاتف بابهامهِ بـقسوه مثل نـظرتهِ التى أعلنت عن حنقهِ’فـوجه اللواء”منذر”لهِ الحديث بـرسميه:
خلص الموضوع يا “جواد”
نـهض عازماً الأمر بـتنفيذ:
عن إذن ساعدتك’
تسارعت أقدامهِ بـخطواتاً تـحمل نيران منبعثه من جميع عروقهِ إلى مـكتبهِ’و’فـور فتحه للباب وجد الأخر يعتلى المقعد الجلد الاسود’وَاضعاً قـدم فـوق الأخرى’و’فوق شفاهِ بـسمة تحدى:
إيه رأيك فى المفاجأه الحلوه دى’
قال تزامناً مع أغلاقهِ للباب:
مفاجأه تسد النفس بصراحه’بـقولك إيه مكنش عندك تمثيليه أرخص من كده تمثلها قُدام زمايلى’؟
نـفى بحركه رأسيه إستفزازيه’فـضاق خلق الأخر’و’سار إليه واقفاً أمامهِ راكلاً قدم “البارون” بـقسوه تزامناً مع قولهِ الجش:
نـزل رجلك يا حيلة أمك مش قاعد ع البلاچ’
فـزعَ الأخر من مقعدهِ حانقاً:
إنتَ قد الحركه دى يابن رضوان’
تقدم خطواتاً إليه حتى كادَ يلتصق بهِ:
قدها و قدود و اللى عندك اعملهُ’
إبتلعَ غضبهِ و لجئ لرداً من نوعاً أخر منبعث بـالمكر:
هوريك بس مش دلوقتى أنا مش مستعجل على حاجه’بس عايزك تشبع من مرات أخويا عـشان قُريب أوى هاخدها منك’
قطب جبهتهِ بـذات النظره تصحبها قـولهِ:
أخوك “ياسر” و لا ليك أخ تالت عشان بس أبقى عارف البت فى الأخر هتبقى مع مين’
ضيق مقلتيهِ بـستخفاف:
لاء رابع’
ختمَ جملتهِ بقهقهَ غنيه بـالتقليل’ثمَ عاود الحديث بقولاً بارز الـكراهيه:
قول زى ما تـقول’مـرات أخويا هـخدها منك و هشيلها عندى لحد لما أخويا يرجع و يستلمها منىِ’
هندم لياقة سترتهِ بقولاً يحتوى ع السخريه:
طب تمام إتفضلها بس متنساش تشلها فى حته نضيفه عشان متعفنش منك’و’متنساش تسلملى
على أخوك’
ضيق مقلتيه بـستفسار:
شكلك كده بتستهون بكلامى بس هتتأكد لما أخدها منك’
إنتَ مفكرنى هسيبهالك ده الموت أقربلك منها’
هـتفَ “جواد” ببحه ملغمه بـحنقاً أمتزجَ بـغيره عارمه’فـتمايل الأخر بـوقفتهِ ببروداً قاتل:
باين إن مرات أخويا كيفتك أوى لدرجة إنك بقيت مـجنون بيها’طب مدام هـىِ جامده كد مكنتش ليه بتمتع “ياسر” و لا حضرة الظابط بيدفعلها عشان تكيفهُ’
ثـقل العبارات على صدرهِ ك ثقل الأخشاب على الحطابين’فـتسعت خضرواتيه بـحمرة قرمزيه معلنه عن دمائهِ الحارقه التى تبحر بين عروقهِ’و’إقتربَ خطوه إليه تزامناً مع حديثهِ ذو البحه الجشه الملتحمه بـهدوءً بغيض:
معلش بقى هى ملهاش فـى مُتعة النسوان اللى زيها’
قصدك إيه’
قصدى وصلك كويس’
قال”البارون” حانقاً:
إنتبه على كلامك’و’بلاش غرورك ده عشان هجيبك الأرض قريب أوى’اما “ريحانه” فـ هتجيلى بنفسها’إنتَ مفكش، حاجه عدله تخليها معاك’
“جواد” بـرسميه بحته:
لاء و إنتَ الصادق شافت فيا الراجل اللى يحميها و يصون شرفها’مش كلب نـجـ س طمعان فيها زيك’إوعى تـكون مفكر إن وجودك هنا منعنى عن قتلك و قطع لسانك اللى جاب سيرتها’توء’اللى حايشنى عنك إن لسه أوان موتك مجاش حتى الضرب خساره فيك عارف ليه لإنك زى البهايم هـتضرب و تكمل نهيئ تانى’
اما بقى للشويتين اللى عملتهُم دول مـلهومش أى لازمه يلا يا روح امك لم شيطانك و إمشى عشان شيطانى لو حضر بالله ليحرقك’و متنساش تسلملى على “غنوه” المدام ياترى في البيت و لا مطلعها أوردر نـجاسـ ـه أصل اشباه الرجاله اللى زيك بيسرحو نسوانهم مع كل راجل شويه’
هتحاسب على الكلام ده غالى أوى يابن رضوان’
قدم الفواتير و متشغلش بالك بالحساب هدفعهولك و عليه بقشيش كمان’
التف الأخر ذاهبً بـحقداً عبئ قلبهِ أكثر’بينما بصق الأخر بـتقزز:
إتفوه ع اللى جابك خلفة أنجـ اس’
ـــــــــــــــ📌
لا إله إلا أنتَ أنى كنت من الظالمين «للتذكره🌿»

بـذات الـوقت بـمكتب “هشام” بـالشركه كانَ يتحدث عـبر الهاتف مع أحد الأشخاص بنبره مشحونه بـالضيق:
أنا محولك فلوس عشان تلاقيهُم مش عشان تيجى تـقولى الموضوع صـعب’!
قال “سامى” من داخل سيارتهِ:
يا أستاذ “هشام” أنا مقولتش إنى مش لاقيهُم أنا كُل اللى بـقولهُ إن الحكايه محتاجه شـوية وقت’
ذلك الوقت الضائع من حياتهِ بـعيداً عن حبيبتهِ و صغيرهِ لم يكُن بـهين مما أثار غضبهِ أكثر بشوقاً مُخلد بـالرفض للفراق أكثر من ذلك:
مفيش حاجه إسمها وقت’إعمل أى حاجه
المُهم تلاقيهُم’
“سامى” بـجديه:
تمام
سلام’
أغلق “هشام” الهاتف’و’نظر إلى صورتهُم عبر الهاتف بـعين إتسعت ببذور الشوق:
وحشتينى يا “غنوه” وحشتينى أوى’
كم كانَ يتمنى أن يلتقى بها’لـينعم معها بـلذة اللقاء و النعيم بمشاعر عشقاً مُخلده’
ـــــــــ📌
يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لى شأنى ولا تكلنى إلى نفسي طرفة عين«للتذكره🌿»

فـى تمام الثالثه عصراً بـحجرة نـوم”فارس”كانَ يـجلس فـى شرفة حجرتهِ مع “مرعى” يتلو عليه كلماتً شائعه بـالمصلحه:
إنتَ مش هتخسر حاجه بـالعكس إنتَ هتاخد ثواب’
تسآئل الأخر بستفسار:
ثواب فـى إيه دأنت بتقولى أقرب من “نسمه” و’أعمل نفسى بحبها و أنقلك كُل حاجه بتحصل بنا’
حاول إقناعهِ بحديثاً مُنمق:
إنتَ هـتعمل كده عشان تـخليها تقبل إنها تدخل دين الإسلام هـوَ ده الثواب’و بعدين أنا مبقولكش تعمل فيها حاجه وحشه لاسمح الله أنا كُل اللى بطلبُه منك تـقرب منها تبقى معاها تـخرج معاها تحاول تحببها فى الإسلام'”نسمه”عنيده و مش هـتقبل تدخُل الإسلام بـسهوله و أنا حاولت أفهمها قبل كده إنها غلط لأنها المفروض تتولد على دين أمها و أبوها ملهاش إختيار زي ما أهل أبوها ما فهمُوها’عشان كده عايزك تبقى الوسيله اللى تخليها تـغير تفكيرها’
إنتَ محسسنى إنك إستغفر الله يعنى قاعد مع شيخ’أنا”مرعى”كنت عسكري “جواد” باشا و إنت أدرى بيه’أبقى بذمتك هقنعها إزاى و أنا كنت مبسمعش غير كلام حاجه آخر قلة أدب من الباشا يعنى مفيش منى رجاء آخر واحد ممكن ينصحها أصلاً’
هتفَ بـرسميه:
و مين قال إن الشيوخ بـس هُما اللى بيقدرو يدو نصايح’كلنا عندنا علم بدينه بـس المهم إننا نـعرفه صح مش أي حد يقول حديث أو يقرالهُ كام آيه يبقى شيخ’المهم بجد إن اللى يعلم الإنسان الدين يكون إنسان نقى القلب و مؤمن بجد برب العالمين’و’إنتَ عندك الملكه دى يا “مرعى” بلاش تستهون بنفسك’
فـى كُل الأحوال مش هتخسر حاجه كل المطلوب منك تتقرب من “نسمه” و’توجهها للصح عـشان تقتنع من نفسها إنها ماشيه فى الطريق الغلط و إنها لازم تبقى على دين أبوها و أمها’
نـفى برفضاً لتلك الفكره التى ستعود عليه بشقاء القلب:
لاء إعفينى من الموضوع أنا عارف نفسى كويس مش هقدر’و’بعدين إفرض بقى الحكايه قلبت بجد و إدبست وحبتها أعمل إيه بقى أقعد أغنى ظلموه’
يابنى إفهمنى كل المطلوب تقرب منها تبقى صديق ليها لو إحتاجت حاجه تساعدها لـو كانت مضايقه تحاول تغير مودها’تتكلم معاها عن الدين و تحببها فيه’
ماهو أنا عشان ابقى صديقها فـَ أكيد هقرب منها’و’عشان أقنعها من غير ما تاخد بالها لازم أقنعها الأول بيا و لو الإقتناع ده حصل هروح فى داهيه’
ردد بكلمات إقناع من جديد:
مرعى”مـفهاش حاجه لو حبيتُو بـعض ده مش حـرام و لا عيب’و’بلاش بقى إعتراضات ع الفاضى إنتَ لو قـدرت تقنع “نسمه” هتبقى عملت إنجاز عظيم العالم كُله هيقرأه عنه:
قطب حاجبيه متسائلاً:
مش فاهم إزاى يعنى’
“فارس” بـإفصاح عما ينوى:
إنتَ عارف إنى كاتب’ من فتره جالى خبر عن مسابقه عالميه هـتم خـلال شهور و المطلوب إن كل كاتب يقدم قـصه واقعيه عن ثنائي عايش فعلاً معانا: عشان كده عايزك إنتَ’و”نسمه” هتبقوا أبطال قصتى’هكتب كل حاجه بتحصل ما بينكم ‘ من أول بداية الحكايه لحد النهايه’و’القصه هتتقدم فـى مسابقه و لو خدت المركز الأول هتتطبع بجميع اللغات و تتباع فى العالم كلهُ’و مش، بعيد الناس الملحده و الخارجين عن دين الإسلام يحبو قصتكم و يحبو الإسلام و يعتنقوه و بكده تبقى خدت ثواب أكبر و أعظم”
تـنهد الأخر بـإدراك قائلاً:
حتى لو كلامك صح أنا بردو قلقان و مش عارف نهاية الحكايه دى إيه’و’الست “نسمه” لـو عرفت إنى بقرب منها مصلحه هتزعل و ياعالم هتعمل معايا إيه’؟
مـتقلقش مـش هيحصل مشاكل’ اسمع كلامى و كل حاجه هاتمشى زي ما أنا مخطط لها إن شاء الله’
تنهد الأخر بـقلقاً يوحى بـالموافقه:
ربنا يستر من اللى هيحصل’
إتسعَ فم الأخر ببسمة ربحاً قادم أما الأخر فلم يكن يدرك لما تملكه من الأن شعوراً بـالإنكسار الملتحم بـالرهبه فما هـو قادم إليه ليسَ بـهين’
ـــــــــــــ📌
كلمتان ثقيلتين فى الميزان خفيفتان على اللسان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم «للتذكره🌿»

بـعد دقائق بـمكتب اللواء “منذر” كانَ يـقف”جواد”أمامهِ بـوقارً شكلى و صوتى:
مـتقلقش هسيطر ع الوضع’
تراجع الأخر بجسدهِ للخلف يستريح عـلى المقعد:
الوضع بـقى خطر’اللى يـخلى “البارون” ياجى لحد هنا و يعمل الشوشره اللى عملها دى ملهاش غير معنى واحد إنُه يفهمنا إننا مش همينُه و لا خايف مننا’
“البارون” بيردلى المقابله اللى عملتهالهُ فـى بيتُه’مش هاين عليه إننا نكون سابقينهُ بـخطوه’فـجاى يردهالنا’
تنهد اللواء بـستفسار:
لو كلامه طلع صح و “ريحانه” فعلاً مرات “ياسر” فمش بعيد يكون مطلقهاش’ و بكده جوازك منها باطل لإنها على ذمة راجل غيرك’
كانت الكلمات ك النيران تـحرق أوتارهِ فـزم فمهِ ينطق بالرفض التام بـصوت جهوري:
” ريحانه”تبقى مراتِ أنا و مفيش راجل غيرى هيبقى معاها برضاهم أو غصباً عن اللى جبوهم’أما باللنسبه بقى للحوار بتاعه إنها متبقاش مـراتُه و تبقى مرات أخوه فحتى لو صح مـيلزمنيش’لأنى اتجوزتها على سنة الله ورسوله على يد مأذون و شهود و أشهرنا كمان جوازنا’و كلها شهر ونص و العقد يتوثق و تبقى مراتِ قانونى’
طرح اللواء سؤالاً إستشهادى:
أنا معاك إن جميع أركان جوازك منها شرعيه’لـكن لو مكنتش مطلقه من “ياسر” فكده كل حاجه تبقى باطله و جوازك منها كمان هايبقى باطل و الشهود و المأذون مش هيعملو حاجه و لا هيقدرو يـغيرو حاجه’
مع إعتراضى لكلام ساعدتك لكنى متأكد إن ولا “ياسر” و لا “البارون” إتجوزوها لعدة أسباب أولهُم إنهُم أغنيه و هى مجرد بت غلبانه و مرات أبوها شمال يعنى ميفرقش معاها إذا كانت تجوزها و لا تخليهُم معاها فـى الحرام’تانى حاجه البارون و أخوه مش هُبل عشان يتجوزهُا و يبقى في شهود و مأذون’أنا متأكد إن الحكايه مش كامله’جايز جداً تكون الجوازه تمت بعقد عرفى حتت ورقه مضت عليها البت و أياً كان هو مين بـقى اللى
مضى قصادها و بكده الجوازه باطله شرعاً و قانوناً’أنا أتاكدت بنفسى إنها عذراء مفيش راجل غيري لمسها’فـمش من الطبيعى إنها تكون مرات واحد فيهم لمدة سنه من غير مايمارس معاها حقوقه الشرعيه’
قطب اللواء جبهتهِ بـعتراض:
كلامك فى شبهة الإنكار لحقيقه عقلك رافض إنه يقتنع بيها’إن “ريحانه” تبقى مازالت فعلاً مـرات “ياسر” و البارون أخفى اخوه لسببً ما عشان يقدر يستحوذ على زوجته و يستخدمها للإيقاع بينا’أما موضوع إنها عذراء فده مش دليل على إنها مكنتش متجوزه واحد فيهم أو حتى مارس معاها حقوقه زي مانت ما قولت’متنساش إنهم بيلعبونا فجايز جداً يكون البارون خلاها تعمل عمليه لإرجاع غشاء البكاره مره تانيه عشان يقدر يخدعنا كويس’
و لو هفترض معاك انهم فعلاً مفيش حد منهم إتجوزها’فده ما يمنعش إن البنت دى هى وصلة الهمز اللى بينهم و بينك بختصار شديد جاسوسه عليك مش لازم أبداً تأمنلها لإنها جايز جداً تكون بتنقل أخبارك ليهُم’
أقاويلهِ المُلغمه بـالحقائق جعلت عقله يفور ويغلى ويصرخ مردداً لأقوال اللواء’لكنهُ حاول كتم تلك الصرخات حينما أنبعثت الردود من فمهِ بـرسميه ملتحمه بـعتراضً:
مظنش أنا عرفت البنت كويس جداً مش من النوع الكداب أو من النوع الخداع دى بنت بريئه زي الأطفال ملهاش فى مكر و كدب النسوان التانيه’
و لـو كلام ساعدتك صح فـمتقلقش أنا مش عيل صغير هيقدرو يضحكو عليه و ياخدو منه الكلام’و متنساش ساعدتك إننا مراقبين “البارون” من سنه و كل تحركاته كانت تحت عنين’و’هـو اللى كان بيتردد على بيت “غوايش” من الوقت للتانى لما كانت مبترحلوش البيت بتاعه’اما “ياسر” فـمظهرش غير أسبوعين و بعد كده إختفى من البلد و خلال الإسبوعين مترددش نهائى على بيت “غوايش” فـشبه مستحيل إنُه يكون جوز “ريحانه”
زم اللواء”منذر”فمهِ بشكاً ملـئ العقل:
“البارون” و”ياسر”تؤام نفس الشكل و جايز جداً يـكون اللى كان عايش فـى الصعيد و بيتردد على بيت “غوايش” طول السنه هـو “ياسر” مش أخوه’
و اللى جه لمدة إسبوعين و إختفى تانى يكون”البارون ”
تراكمت الشكوك و الأفعال بـعقولهم’فـزاد”جواد” الأمر شكاً حينما تفوه بـقولاً مليئ بـالرسميه الشائكه:
يعنى بختصار شديد إننا طول الفتره اللى فاتت بنتعامل مع “ياسر” اللى منتحل شخصية “البارون” و اللى كنا بنراقبه طول السنه اللى فاتت فـى الصعيد بردو “ياسر” اللى مداري ورا إسم و شخصية أخوه’
و لسبب ما “ياسر” أخفى “البارون” عشان يفضل عايش بـشخصيتُه’يـعنى ممكن جداً يطلع البارون ملوش علاقه نهائي بـشغل المخدرات و التهريب’
أضاء نور العقول فـلوح اللواء بسبابتهِ بتأكيدً ذو بحة الإدراك:
بـالظبط كدا و لما نقبض عليه بصفقه “بارون” هيقدر يستشهد بـالاوراق اللى تثبت إنُه فعلاً “ياسر”و هيقدر يفلت مننا و يخرج من التهمه’و’يتعايش بهويته الحقيقيه’و هيقدر يشتغل فـى المخدرات و التهريب تانى تحت نفس خدعة انهُ” البارون”
حرك الأخر رأسهِ بـالاستيعاب ثمَ باح بـرسميه:
كده فـهمت سبب تمسكُه “بريحانه” مـش عشان مرات أخوه و عايز يحافظلهُ عليها لاء عشان تبقى مراتُه هـو و خايف لأحسن ميقدرش يرجعها ليه لو كان فعلاً متجوزها و كمان لإنه عايش بصفة أخوه مش بصفته الحقيقيه’
تنهد اللواء”منذر”ثم قال بإقرار :
أحنا كدا رجعنا لنقطة الصفر تانى’عشان كدا عايزك تجمعلى كل كبيره و صغيره عن “ياسر” و أى معلومات جمعت الأخين سوا و أي مشكله أو خلاف كان بينهُم عايز ملف فيه كل حاجه تخص”ياسر الغنيمى”و أهم حاجه تحرص من البنت اللى معاك واوعى تديها الأمان و ممنوع منعاً باتاً إنك تتكلم عن أى حاجه تخص الشغل قدامها
أعطاه التحيه الميري بـوقارً:
إعتبره حصل يا معالى الباشا دى قضية و بالله ما هيهدالى بال غير لما أجبلك قرارهم و اكلبشهم لك فى كلبش واحد’عن إذن ساعدتك’
ذهبَ”جواد”من مكتب اللواء بـعقلاً دارت عجلاتهِ لـتنشر الضوء بداخلهِ جاعلةً الخيوط تتشابك من جديد’
ــــــــــــــ📌
إستغفر الله العظيم و أتوب إليه و لا حول و لا قوة الا بالله العلى العظيم «للتذكره🌿»

مرت الساعات و دقة العاشره مساءً ببـدرون القصر كانت تـقف”ريحانه”خلف الباب تناظر “غوايش” التى تحادثها بـستيهان:
خير جايه ليه يا محروسه’
هتفت بسؤالاً مستفسره عما يحدث:
لـو عملت اللى بتطلبيه منى’هـتعملى بعدها إيه تانى’؟
ضيقت مقلتيها بـستفسار:
قصدك إيه مش فاهمه’؟
يعنى لو خرجتك من هنا’و’جبتلك فـلوس من “جواد” هـتعملى إيه تانى’ايه
خفقت مقلتيها ببسمة المكر الشائكه’و’إقتربت أكثر من القضبان تبوح:
هاخده منك’!
هـو ايه اللى تاخديه منى’؟
“جواد” هاخده ليا’
إتسعَ بؤبؤها بـمياه معاديه لما تفوهت به تبوح ببحه متردده:
تاخديه ليكِ’مستحيل “جواد” جوزى أنا و مفيش حد هياخده منى’
قهقهة بـحيانيه مثل الافعى تزامناً بحديثها اللعوب:
جوزك دا بتاع نسوان يا محروسه راجل بجد بيحب الدلع و الهشتكه’و أنا فى الدلع مليش زى و متاكده انه مش هياخد فى ايدي غلوه’
تصاعدت الدماء بـعروق صغيرتاً تهوى من أعماقها رچلاً ك المهد لها’فـشنت حروباً بكلماتً ك الأسهم المشتعله بـغيرة التملك المصرح به:بوجهاً إتحدا بـِلون القرمزي الداكن’بهطول مياه العتاب المنبعثه من أعماق قلبها المذبوح بـخوف الفقدان:
جوزى مفيش واحده هتاخده منى’لا إنتى و لا عشره زيك يا مرات أبويا’إنتِ إيه شيطانه مش مكفيكى حياتى و البهدله و الذل اللى عيشتينى فيه’جايه دلوقتي و عايزه تاخدى الحاجه الوحيده الحلوه فى حياتى’حرام عليكِ إنتِ طول عمرك واخده كل حاجه منى’أبويا و أمى و رميتينى للكلب بتاعك’ياسر’ عشان ينهش لحمى خلتينى خدامه فى بيت ابويا حرمتينى من الناس و من التعليم عشت زي المسجونه’حرام عليكِ إرحمينى و سيبهولى أنا مش عايزه غيره قـولتلك بحبه حرام عليكِ و الله العظيم بحبه خلينى اخد. مره الحاجه اللى بحبها
حاربتها بـذات الأسهم الملغمه بـالكراهيه:
إوعى تكونى مفكره نفسك واحده تقدر تختار و تحب و تتحب’لاء إنتِ حياتك كلها فـى إيدى’مين قال إن ليكِ الحق عشان تحبى و تختاري’؟
فاضَ صدرهَا بـقهراً إحتوتهِ لسنوات ماضيه بـالعذاب و الإنكسار’خفقاتها الطارقه على بابها بـألم كادَ يـقتل نبضها’فثارت بصوتاً جهورى كادَ يـفجر أحبالها الصوتيه الصارخه بـكيان أنثى ترفض الخضوع بعد الآن:
أنا اللى قـولت عارفه ليه عشان أنا إنسانه يا “غوايش”إنسانه من لحم ودم بحس و بعيش و بشوف و بتوجع’أنا” الإنسانه” اللى أبوها قتل أمها قدام عنيها أنا “الإنسانه” اللى عاشت بشخصيتين جوه روح واحده’أنا “الإنسانه”اللى عاشت مسجونه طول عمرها جوه بيت بعيد عن الناس حتى الشمس كانت متحرمه عليا أنا” الإنسانه”اللى كانت بتشوف قرفك مع كل راجل شويه على فـرشة أبوها و بتسكت أنا “الإنسانه” اللى عاشت مذلوله عاشت خدامه فى بيت أبوها’أنا “الإنسانه” اللى بعتيها بـالرخيص لواحد مقرف زيك’أنا “الإنسانه” اللى عاشت طول عمرها محرومه من الحنان و العطف و الحضن الحنين’أنا”الإنسانه”اللى كانت قبل ما تنام كل يوم تدعى من قلبها إنها تموت و ميجيش نهار يوم جديد عليها’أنا “الإنسانه” اللى لما كانت بتصحى و تلاقى نفسها لسه عايشه تعيط و تزعل من ربها عشان مخليها مكمله فى دنيا مفهاش غير الظلم و الوجع و الحرمان’أنا”الإنسانه”اللى عمرها ما تمنت حاجه و خدتها’أنا “ريحانه”اللى لأول مره فى حياتها مش هتستسلم و مش هتقبل إنها تخسر الحاجه الوحيده اللى مخلياها عايشه و هـو” جواد”جوزى مش هسيبه مهما عملتِ و مهما قـولتى’لأول مره مبقاش خايفه منك سمعانى مش خايفه منك’و’جواد”مش هسيبهولك حتى لو فيها موتِ هدافع عنه بـروحى حتى لو كان التمن إنى أموت يا “مرات أبويا”
صراخاتها كانت كالنيران تحرق الآذان بـقوه بصريه ممتزوجه بحمرة البكاء التى كادت تغطى على عسليتيها’ورغم رهبة الأخرى من ذلك التحول المفاجئ بـشخصية تلك الصغيره التى سيطرت عليها لسنوات عديده’الا إنها لم تكف عن محاربتها بسموم الحديث:
إنتِ هـتفضلى “ريحانه” بنت القص ملكيش لازمه ولا قيمه’اما “جوزك” فاي
واحده هتقدر تاخده بالدلع و الحنيه و المرقعه’
و الحق يتقال إنتِ فى المرقعه مفيش زيك’
التفتت الأعين إلي من حضرَ بطلتهِ الملغمه بـهيبه تزينها الـوسامه الخاضعه للأبصار بملامح شرقيه متحده بـبراكين الحنق: و إقتربَ من “ريحانه” التى بدا عليها الربكه المختلطه بـالحزن ذات قطرات الدموع الساقطه على وجنتيها’فـقتربَ منها حتى أصبح بجوارها’ثمَ رفعَ ابهمهِ و جفف دمعتها’تزامناً مع قولهِ الهادف بـوقار المقام العالى:
أهى الدمعه دى أغلى من حياتك يا “غوايش” فـشوفى بقى”ريحانه”كلها على بعضها كده أغلى منك و من أهلك قد إيه’
تـراجعت الأخرى خطوه للوراء بـقلقاً من نظرتهِ التى باحت عما يخبئ خلف صدرهِ’
خصيصاً عندما قال لـتعزيز قيمة الأخرى:
اللى ملهاش قيمه واحده زيك كلبة شوارع مع كل كلب شويه’واحده متعرفش حاجه اسمها شرف ولا دين’إنما القيمه إتعملت على إسم “مراتِ”
ريحانه جواد رضوان الهلالى”اللى مقامها ميتوزنش بدهب الدنيا’شرفها و كرامتها هما تاجها اللى مخلينها ملكه فـى حياتها و حياة أى حد تدخلها’
الشرف و الطهاره و عزه النفس و الروح الصافيه و المقام العالى ملهمش غير إسم واحد”ريحانه”
انما إنتِ حدث ولا حرج خبيثه و فـاجـ ـره بصراحه تخشى موسوعة چينس بـعدد نـومـ ـك مع الرجاله اللى بعدد شعر راسك دإنتِ يا مره النـجـاسـ ــه مكتوبه على إسمك’
تـهاتف عيناها بـكراهيه زائده فـهتفت بـبحه معلنه عن العاصفه القادمه:
صح أنا مره نـجـســ ــه و بتاعت رجاله و عشان كده ميبقاش شعري ده على مره أن مخليتلك ربة الصون و العفاف مراتك أوسخ منى و يبقى الباشا بقى يروح يجيبها من أحضان الرجاله’
تلك العبارات السامه كانت كفيله بـاشعال ثوره رجوليه لن تخمدها إلا النيل بثار الشرف’فـحرر علاقه ذراعهِ و حذفها أرضاً ثمَ أخرج سلاحهِ الخاص’فـتسعت عين “ريحانه” بخوفاً عليه وأسرعت بـالوقوف أمامهِ بـعتراض:
“جواد” أنتَ هتعمل ايه اهدء’
إبعدى من قدامى’
لاء لما تقولى هتعمل ايه’
إسمعى الكلام مره واحده من غير مناهده طلعتى عين أهلى’
إعترضت بـحركه رأسيه فـجذبها من ذراعها لخلفهِ ثمَ نظر لـقفل الباب و أطلق طلقه هشهشت القفل’فـركلا الباب بـقدمهِ فـفتحَ على مصرعيه’و’دخلا بـخطواتاً هزت وجدان الأخرى بتراجع للخلف من هول شحوب وجههِ و العروق التى برزت بـشراسه بمعالمهِ’و قبل أن تتفوه بأى كلمه التقت بصفعتان متتاليتين على وجنتيها بـقوه طبعت آثار أصابعهِ على وجهها’تزامناً مع بحتهِ الجشه بـغضباً كسيح:
هى مين دي اللى هجيبها من أحضان الرجاله يا مره يابنت العايبه’حد قالك عليا خـــــــــ*و لا ماشي مسرحها’دأنتى هيطلع مـيتـ ـن أهلك’
صـرخت”غوايش”بـالم خصيصاً عندما زرع أصابعهِ بشعرها يـجذبها منهُ بقوه مع إكمالهِ للحديث بذات القوه الحانقه:
بـقى أنا تقوليلى الكلام ده’بالله لهشردك إنتِ و أهلك يا مره يا نـجـسـ ــه’أيوه إصرخى يا حيلة أمك مانتى مقضياها طول عمرك صريخ بس من نوع الزوانى’
إستغاثت “بريحانه”
الحقينى يا بت هيطلع شعرى فى إيدهُ’
كادت تخطو إليهم إلا أنهُ أشار لها بسبابتهِ بصوتاً جهورى غليظ مليئ بـالتحذير:
لو رجلك خطت خطوه كمان هطلع عين أهلك إخفى من وشى دلوقتى عشان العفاريت بتتنطط قدام عينى’بالله يا “ريحانه” لو فكرتى حتى إنك تنطقى بحرف هـولع فيكى يلا على أوضتك يلا’
أمام شراستهِ تبخرت قوتها مثل الدخان بـالهواء و إبتعدت خطوتان لليسار’أما الأخرى فحاولت الإفلات من يدهِ فشدد قبضتهِ أكثر عليها مع جذبها بقوه لتناظر خضرواتيه الملتحمتان بـحمرة الدماء الحر:
ما تسمعينى صوتك يا مره إتخرستى ليه دلوقتى و لا إحنا فالحين بس فى الكلام من ورا البيبان’
صاحت بـخوف إمتزج بـالكراهيه:
لاء مش خايفه’أنا عمرى ما خـوفت من حد أنا
واحده حره’
سلامات يا حره’جرى ايه يا مره دا على أساس إنى مش عارف تاريخك المشرف بـالنجاسـ ـه’و ا
لا الحريه عندك معناها الوساخه عرفينى بس عشان ابقى ماشي معاكِ ع الخط’
إنتَ عايز منى ايه ابعد ايديك دى عنى’
أبعدها عنك دا على أساس إنى بزغزغك و لا كفى الله الشر بتحرش بيكى و الست الشريفه ممانعه’فـوقى ياروح أمك يمين بالله لولا إنك واحده كنت قسمتك نصين تحت رجلى بس معلش ملحوقه خليكى هنا لحد لما تعفنى زى الخنازير’
الـقاها بقوه صدمت رأسها بـالجدار فـسقطت على الأرض بألماً’اما هـو فبصق عليها و غادر الحجره و أغلق عليها الباب بـحذراً لكى لا تستطيع الهروب’
و التفت ليذهب فـوجد “ريحانه” تقف بجوار الجدار بملامح خائفه من شراسة وجههِ’فـتنهد محاولاً الإسترخاء قليلاً’ثمَ جذبها برفقاً من يدها حتى إحتواها بعناقاً لكيانها’مـقربها من صدرهِ بخوفاً عليها من الأيام المقبله’
أخذها بين ذراعيه بعناقاً من نوع الامان’مغمض العينان يستشتق عطر عناقها مربتاً على شعرها برفقاً’يتلو عليها بصوتاً أصبح دافئ:
ماتخافيش خليكى بس فى حضنى عشان أرتاح’
ربتت على ظهرهِ برفقاً متبادل لتخفف من ثورتهِ:
خد الراحه اللى عايزاها أنا مش هخرج من حضنك أصلاً’
شقت الفرحه فم القلب الذي باحَ بنبضاتً ك الكلمات تحتويها بعناق الصمت الدافئ’ظلا بـهذا القدر من العطاء حتى إفترقَا بعد دقائق على صوت”معالى”التى اتت وقالت بـرسميه بحته:
مدام الدنيا زي الفل بينكم من الأولى يابن رضوان ترفع راسك قدام اللى فى البيت و تمم جوازك منها و لا إنتَ ناوى تقضيها أحضان و بس لحد لما بقيت سيرتك على كل لسان من ورا عمايلها’
ــــــــــــ

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حواء بين سلاسل القدر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *