رواية عيسى القائد الفصل العشرون 20 بقلم آية محمد
رواية عيسى القائد الفصل العشرون 20 بقلم آية محمد
رواية عيسى القائد البارت العشرون
رواية عيسى القائد الجزء العشرون
رواية عيسى القائد الحلقة العشرون
” دا… دا اي اللي جوا دا!! دا فستاني! “..
ابتسم عيسـى لهـا وأقتـرب يضمها بحنان:
” مبروك يا فيفي”..
صـرخت فردوس بسعـادة:
“عيسي دا تُحفـة، دا أحلي فستان شوفتـه في حيـاتي.. دا حلو أوي أوي أوي!!”…
تحـركـت زينـات وخلفها زمرد و حنة للداخل ليقـفن ثلاثتهم لدقيقـه وينظـرن بأعين مندهشـه بفستـان الزفاف الغايـة في الرقي والفخـامة والجمال…
باللون الأبيض النـاصـع مرصـع بالآلئ اللامعـه بالأعلـي بينمـا من منطـقة الخصـر للأسفل واسـع بشكـل فخـم لامع بطـريقـة راقيـه و أكمـام فراشـة و طـرحـة طويـلة من نفس تصميـم الفستان…
لم ينسي عيسى الأحذيـة و حجـابها و العـديد من أدوات التزيين الأخري لأجل عروسه الصغيـره…
” ما شاء الله… جميـل أوي “…
قالتهـا زمـرد فأومأت حنة بأعين دامعه تردف بحنان:
” فردوس هتبقي زي القمر فيه “…
باليـوم التالي، يوم الزفـاف..
لم تكـن فـردوس تبدو كعـروس عـاديـة بل كانت ملكـة متوجـة تُزف لـملكهـا الذي أخذهـا من يد أخيهـا يضمهـا بحـب وبرغم ثقـل فستانهـا رفعـها منتصـر ودار بهـا بسـرعه فأرتفـعت أصوات هتافات الأصدقاء والأقـارب..
من سبـعة أشهـر كان يظـن بأنه سيعـود للطريق المظلم من جـديد و سينتهـي بـه الأمر بالموت بطريقـة غامضه أو ربمـا منتحـرا ولكن آتت تلك الملكـة الصغيـرة لتتمسك به بقـوة تأخذ لعالمهـا المليئ بالألوان الزاهيـرة ليختلط بألوانها تلك و يعـود قلبه للحياة من جـديد…
بالزاويـة وقف خـالد يسحـب منديـلا تلـو الأخـر يُعطيـه لحنـة التي لم تتوقف عن البكـاء، كانت دمـوع الفرح تسيـل علي وجنتيهـا وهي تـري سعـادة أختها الصغيرة و سعـادة زوجها وحبه لهـا، أردف خالد بإبتسامة:
” عقبـالنا… مش كان زمانا بنتكتب كتابنا معاهـم! “..
” إزاي كنـت هبقي مشغـولة بكل دا مرة واحده!! ما نستني براحتنا كدا لسـه شوية “..
” لا مش لسه شوية، هو أخرك شهر علي ما فردوس ترجع من شهر العسل، عشان أنا مش قادر أستحمل ضوابط الخطوبة والله “..
تـركـها خالد وأتجه يقف مع الشباب فكتمـت ضحكـاتها و ذهبت لتقف مـع النسـاء..
كـانت تلك الأمسية من أجمـل لياليهـم، سعـادة منتصـر بفـردوس وكأنهـا جوهرة غالية فـاز بهـا، ما يشعـر به تجـاهها فـاق كل الحـدود…
………………………………………………
في اليوم التالي…
” قـولتيـلي الدواء تاعبلك معدتك؟ “..
” أيوا، هو من أعراضه أصلا فكنت بفكـر أخد البديل بتاعه أعراضه أقـل، لأني مش مستحمله، حضرتك شايفـة اي!! “..
” أنا شايفـة بيبي يا زمرد “..
اعتـدلت زمـرد تنـظر للشاشـه تتمسك بيد عيسي الذي جلس جـوارها وتقـدم أيضا ينتقل بعينيـه بين زوجتة و الطبيبـة و تلك الشاشـه الصغيرة التي ثبت عينيه عليهـا عندما أشارت الطبيبـة…
” شايفيـن الحاجـة الصغيـرة دي! يا بنتكـم يا إبنكم إن شاء الله.. مبـروك يا مدام زمرد أنتي حامل في شهر “…
سألها عيسـى والذي لم يستوعب الأمر بعد:
” يعني العيل في معدتها!! “..
نظـرت له الطبيبـة بتعجـب وكذلك فعـلت زمرد التي انفجـرت في الضحك تسأله بصدمه:
” اي اللي أنت بتقـولة دا!! لحظة و اي اللي أنتي بتقوليـه دا!!؟ أنا حـامل؟ أنا بس لسه مخلصتش كورس العلا…
“أنا قـولتلك إن مشكلتك بسيطـة أنتي اللي كنتي مكبـرة الموضوع ومقتنعتيش، أنتي حامل يا زمرد اتبسطي”..
نـظرت لعيسى بأعيـن دامعـه لتجده يبتسـم بإتسـاع ولازالت عيناه عالقة علي الشـاشـة، انتبـه لهـا فهربت دمعه من عينـاه فأقتـرب يضمهـا يُخبأ وجـهه بـها..
ابتسمـت الطبيبـة وتركـتهم لدقيقـة، فهمس عيسى لزمرد:
” شكـرا.. شكـرا علشان خليتيني أحس بالشعور دا، أنا أسعد واحد في الدنيا “..
” أنا مش مصدقه ، ربنـا إستجـاب لدعواتك كل ليلـة في قيام الليـل “…
” الحمد لله.. الحمد والشـكر لربنـا، بصـي بقي مفيش هـزار هتحـافظي علي نفسك و مش هتتعبي نفسك في أي حاجة، فاهمه!! “..
” حـاضر، ان شاء الله ميكونش في أي مشاكـل “..
” تـعالي نشوف الدكـتورة.. قومي علي مهلك “..
ضحكت زمرد بخفـة وهي تنهـض عن الفراش ثم تحـركت معه للخـارج ليجـلسا أمام الطبيبـة التي أردفت بهـدوء:
” دي الروشتة بتاعتـك.. عاوزة راحـة تامة، مش بقولك نامي علطـول بس عـاوزاكي مرتاحـة، خصوصا الشهرين الجـايين دول “…
أومـأت لها زمـرد بإبتسامـة واسعه و وجـه متوهـج فأكملت الطبيبـة تعليمـاتها بالكـامل ثم اصطحـب عيسى زوجـته للخـارج…
” زمـرد.. أنتي بتخـافي من الأماكن العاليـة! “..
نظـرت له بتعجـب وأجابته:
” لا عادي، بتسأل ليه!! “..
” لا مفيش… صحيح قـوليلي مين أول حد هتقوليـله الخبر الحلو دا!! “..
ابتسمت وأجابته وهي تفـكر:
” طبعا ماما زينـات و حنـة وبابا… ياريت فـردوس كانت هنا “..
” طيب حلو تعـالي نكلم فردوس بقي نقولها “..
ضـحكت زمرد واتجـهت تحتضن ذراعه بيديهـا تسأله بخفوت:
” أنت غيران عليها صح! “…
” أنا بموت “..
” بعـد الشر عنك.. دي سنـة الحياة يا عيسى، المهم إنها مبسوطة “…
” ربنا يسعـدها، هو إحنا هنروحلها إمتي! عاوز أديهم تذاكر شهر العسل “..
” صحيح يا عيسى ما تقولي بقي هما هيروحوا فين!! “..
” مش مكـان محـدد، أنا عاملهم برنامج سفـر هيلف في معظم دول أوروبـا.. حاجز الأوتيـلات و مظبطـلهم كل حاجه، ان شاء الله يتبسطـوا “..
صـاحت بحماس:
” الله دي هتبقي حـلوة أوي بجد، أكيد هيتبسطوا، فردوس هتفرح أوي “..
” قـوليلي بقي هنـروح إمتي!! “..
ضحـكت زمرد وهي تنـظر لساعة هاتفهـا:
” تعـالي هنرجع البيت نلاقي مـاما وحنة مستنيـنا علشان نتحرك، وعمر وعمار هيجوا معانا بردو وبعـدين يرجعوا طنطا بقي”..
” خـلاص تعـالي نروح إحنا علي هناك وهمـا يقابلونا، أنا هبعتلهـم عربية “…
” ماشي هبعت لفـردوس أقولهـا “…
” طيب “..
أجابهـا عيسى بإقتضـاب ثم تـحرك بسيـارته، كانت سـرعته بسيطـه، يبتسـم كل دقيقـة و الأخري وبداخله ألاف الصـور، زوجتـه التي تجلس بجواره تحمـل طفلا له بداخلهـا، كيف ستبدو بعد بضعة أشهـر، كيف سيبدو صغيـرة، هل ستكـون فتـاة و تصبح مدللته!! ماذ سيُسميهـا!!!..
وزمرد تحـتضن بطنهـا بسعادة تحمد الله بداخلهـا أن استجـاب لدعواتهـم ورزقهم وقر آعينهـم…
………………………………………….
كـانت تُحـاول فهم الطريقـة التي يعمـل بهـا جهـاز الميكـروويف الجـديد الخاص بهـا ولكنها سئمت ولم تفـهمه، أردفت بضيق:
” هسخن الأكل في الفـرن وخلاص “…
أقتـرب منتصـر يبحث عنهـا..
” فيفي تليفـونك بيـ… أووه أنتي لابسه هدومي ليه بقي ان شاء الله!! “..
” براحتي، هدوم جوزي وأنا حرة فيها “..
أخذت الهـاتف منه تنـظر لرسائلها..
” عيسى و زمـرد جايين بعـد ربـع ساعـة، يـدوب أدخل أغير هدومي ممكن تاخد بالك من الأكل اللي في الفرن دا “…
” أكل اي أنتي بتطبخي في صباحيتنا! “..
” لا دا من عشاء إمبارح، هنرميه يعني! بسخنه عشان نتغدي، ولا مش عـاوز منه!! “..
” عادي اي حا…..
رن هـاتفه فأخذه ليجـده عيسـى، ابتسـم منتصـر بخبث وأجابه:
” حبيبي أبو نسب “..
” أختي فيـن! برن عليها مبيجمعش “..
” بتسخنلي الأكل، معلشي مشغولة بتهتم بيا “..
أجابه عيسى بغيظ:
” مهـو العيـد الكبير قرب صحيح “…
ضحـك منتصـر فهـو استطـاع بسهـولة استفـزازه وبرغم ذلك كتم ضحكاته واردف بهدوء:
” إحنا مستنينكم “..
” تمام بـركن العربية وطـالع أهوه “..
بـالفعل بعـد دقـائق تحـرك منتصـر ليستقبلهـم فدلف عيسـى ينـظر حوله بتعجب:
” اي دا شقتك اتغيـرت 180 درجه! “…
اردف منتصر بإبتسامة:
” كله علي ذوق فيفي، و زمـرد بردو تعـبت هي وحنة علي ما ظبطـوا كل حاجه “…
ابتسمت زمرد وجـلست جـوار عيسى، آتت فردوس بعـد دقائق تـرحب بهـم فأجلسها عيسى جـواره يهمس لها:
” لـو ضايقك في حـاجه إديلي رنه هاجي أكسرلك دماغه، متشيليش هم “…
” ملحقش يضايقني يا عيسـى إحنا مكلملناش نص يوم جواز “…
” تحسبا فيمـا بعد يعني “…
حمحـم منتصـر وأردف بحده:
” فيفي هـاتي حاجه لعيسـى يشربها، وقومي من جمبـه قبـل ما يقنعك تروحي معاه دلوقتي “..
” بس يا خفيف، أنا بنصحها دي أختي.. أقعـدي يا فردوس أنا عاوز أقولكم حاجه… أولا دي تذاكركم لشهر العسل.. الأسبوع الأول في اسبانيـا و التاني في باريس في فرنسـا و منها هتطـلعوا عشر أيام علي سويسـرا واخر حاجـة خمس أيام في روما في إيطـاليا.. هبعـتلك التفاصيل و كـل حاجه محجـوزة ومأكدلكم الحجـز و إن شاء الله تتبسطوا “…
كانت تطـالعه بفـاه مفتوح فرفـع عيسى يـده يُغلق فمها ينـظر لها بتعجب:
” في اي!! “..
” هو أنا اللي هروح الأماكن دي!! عيسى أنا كان اقصي طموحاتي أروح دهب!! “..
ضحـك عيسـى وأقترب يهمس لها:
” ولما تخـلصوا هبقي أخدك أنتي وأخواتك نـروح كـوريا والهند لو حابة علشان بس أثبتلك إن المسلسلات العرة اللي بتتفرجي عليها دي مش حقيقه “..
” قلبي هيقف من الفرحـة “…
ضحـك عيسـى وربت علي رأسها:
” لا أستني عشان في خبر حلـو كمان.. احم أنتي هتبقي عمتو قريب ان شاء الله “..
اتسـعت ابتسامـة فردوس وضمـت عيسى وهي تصـرخ بحماس:
” يا حبيبــــــي ألف مبروك يا عيسـى! “..
اتجـهت فردوس تضـم زمرد بسعادة كبيـرة حتي أدمعت عيناها:
” مبـروك يا زمرد الحمد لله ربنـا إستجـاب لدعواتك، الحمد لله يا قلبي ربنـا يقومك بالسلامـة وتجيبيلنا أحلي نونـو في الدنيـا “..
اتجـه منتصـر يُبـارك لعيسـى سعـيدا لسعادتـه تلك، يضمـه يربت علي ظهره:
” مبـروك يا قائد “..
” الله يبـارك فيك يا منتصـر “….
………………………………………………………..
بـعد ثمانيـة أشهر…
” اسمـع كلام أبوك.. واسمـع كلام أمك “..
” أسمـع كلام عمك منتصـر ياض “..
صاح عيسـى بخبث:
” اسمع كلام حماك منتصـر يا إلياس “..
نـظر له منتصـر بضيق واتجـه يقف أمام زوجـته التي إمتـدت بطنهـا أمامهـا في شهرها السابـع وصاح بضيق:
” اللي هيقرب من بنتي مش هرحمه “..
أكمل عيسى حديثه بتحدي:
” هجـوزهاله يا منتصـر، وأما نشوف بقي يا أنا يا أنت “..
دفـعت فردوس منتصـر بتعب وأقتربت تقف جـوار عيسى الذي لف ذراعه حـولها فأبتسمت له وأردفت تؤيده:
” صح، إبن خالها أولي بيها “..
بمـرور عدة أعـوام تأكدت نـظرية عيسـى التي قالها علي سبيـل المزاح، حتي أصبح الأمر واضحـا أمام الجميـع في قصة حب جـديدة بيـن إلياس وآيـلا، الإبنة المدللة للجميـع إذ رزق الله عيسى بأربعـة ذكـور، أردات زمرد أن تحصـل علي فتاة ولكن عيسـى دائما ما حـمد الله لكونهم ذكـور فهو لن يتحمـل أن يأخذ أحد ابنته منه يوما ما، تخيل كم سيكـون متعلقا بـها!!
أما فردوس فأنجبت أيـلا و وياسيـن، و رزقت حنـة بتؤام ذكريـن..” نور و نـوح “…
صاح إليـاس غاضبا:
” أيلا!! أنا مش قـولت زفـت تغيري السكشن بتاع المعيد دا!!! “…
وقف منتصـر يتابع المشهد، ذلك الأحمق يصيح علي إبنته بحضـوره!!
” مالك يا نجم! أنت هتزعقلها وأنا واقف! مكانتش خطوبة دي اللي مقوية قلبك كدا!! اقلعي يا بت الدبلة إرميها في وشه “..
بكت أيلا و وقفت خلف أبيها:
” والله يا بابا قال اللي مش هيحضـر هيشيله المادة “..
إلتفت منتصـر يردف بضيق:
” يشيـله المادة ليه هو فاكر نفسه عميد الكلية، دا حتة معيد لسه متخرج من سنتيـن.. لحظة هو دا المعيد اللي كان متقدملك! “…
صرخ إلياس بإنفعـال:
” أيوا هو “..
تأفف منتصـر وألتفت له:
” ما تهـدي يا ابني مالك عامل زي الجـاموسه كدا ليـه! جتك نيـلة وأنت شبه مجدي كدا “..
إقتـرب عيسى الذي تابع المشهـد من بدايته ولم يتدخـل ليصيح بإنفعـال:
” أنا مش قولتلك متقولش كدا لإبني تاني! “..
دلف جميـع أبنـاءه في ذلك الوقت ليقفوا جـوار عيسـى فتراجع منتصـر يجلس علي كرسيه ساحبا إبنته جواره يتمتم بضيق:
” عاملي روبـاطية هو وعيـاله!! أنتي اي بس اللي رماكي الرمية السودا دي!! “..
همست آيلا بحزن:
” بحبه أعمل اي بس! “..
” بس بس متقوليهاش قدامي قومي اتنيلي روحي شوفي أمك بتعمل اي “..
تابعهـا إليـاس بعينيه يطالعهت بغضب وحده فصرح منتصر بغيظ:
” هخزقلك عينيك دي لو بصيتلها كدا تاني “…
اتجه إلياس يجـلس بضيق أمام منتصـر:
” يا عمي والله المعيد بيضايقها، أنا قولتلها تغير السكشن ومتروحش غير لما تعمل كدا، أنا كدا غلطـان!! أنا غلطان يا بابا! “..
ابتسم عيسى يجيبه:
” لا يا حبيبي أنت مبتغلطش “..
اتجـه إليـاس يجـلس جـوار أبيـه فلف عيسى ذراعيـه حولـه وبجـواره بقية أبناءه فأبتسم منتصـر بسخرية:
” مبسوط انت كدا!! “..
اومأ عيسى بسعـادة ينظر لأبنـاءه يهمس بحب:
” أيوا.. آل عيسـى.. آل عيسى القائد “…
تمت..
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عيسى القائد)