رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم لادو غنيم
رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم لادو غنيم
رواية حواء بين سلاسل القدر البارت الخامس والعشرون
رواية حواء بين سلاسل القدر الجزء الخامس والعشرون
رواية حواء بين سلاسل القدر الحلقة الخامسة والعشرون
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺
”
مدام الدنيا زي الفل بينكم من الاولاَ يابن رضوان ترفع راسك قدام اللى فى البيت و تمم جوازك منها و لا إنتَ ناوى تقضيها أحضان و بس لحد لما بقيت سيرتك على كل لسان من ورا عمايلها”
نـفر بتنهيده جافة معا قولهِ:
إسبقينى ع الأوضه يا “ريحانه”
أومأة بموافقة و ذهبت’أما هـو فقتربَ من “معالي” ناظراً لها بـجفاء:
أدخل عليها و الا أقضيها أحضان دى حاجة تخصنى لوحدى ملكيش علاقة يا مرات عمى’!
ضيقت مقلتيهَ بـحنق:
يعنى إيه ماليش دعوه أنا فى مقام أمك’
ااه أمى طب و هى في أم بردهُ تبعت لابنها واحدة عشان تلف عليه و يتجوزها عرفى’؟
تلبكت بـقولاً:
أنتَ بتلمح لإيه’!!
فرك عُنقة ساخراً:
بلمح للوساخة اللى ملازمة حياتى أكنى صندوق زبالة اللى عنده كيس زبالة عايز يرميه بيجي يحدفه عندى’من نهى لغنوه لياسر للبارون ماشاء الله صندوق مجمع الزبالة كلها’
أدركت ما يلمح لهُ فباحت برسمية:
كدا فهمت بص بقا يابن رضوان ايوة أنا اللى بعتلك “نهى” مش عشان أنتَ هاين عليا أو عشان عايزه أوقعك فى الغلط’أنا بعتهالك عشان تخرجك من الحُزن و الهم اللى كُنت عايش، فيه’بس مكنتش أعرف أنك هتتجوزها عرفى’
و لما جاتلى بالورقة و قالتلى أنك مبسوط و كلها شوية و هتتجوزها رسمى’عشان كدا سكت و قولت
سبيه يابت يمكن حالوه يتصلح و يرجع لعقلهُ و يتجوزها بجد و ينسي معاها المزغوده رحاب’
زم فمهِ ببسمة أستهانة:
يتصلح حالوه لاء بجد براڤو عليكِ و من أمتى كان الحال بيتصلح بالحرام و غضب ربنا يا مرات عمى’؟
ضاقَ محيط مقلتيهِا بـستفهام من ذلك التغير المفاجئ:
من أمتا الكلام دا يا “جواد”دا أنتَ ماشي حياتك
غلط و بقالك شهور و أيام مبتعملش حاجة غير أنك تمشى عكس الدين’
تنهدَ بقولاً رآسى:
كل حاجة و ليها أخر’و’بدل مانتِ واقفة بتحققى معايا أرجعى تانى مرات عمى الست القوية صاحبة الحق و المبادئ’بلاش ترسملنا طرق الغلط و ترجعى تحاسبينا’و بلاش تسالى فى حاجات خاصة علاقتى بمراتِ خط أحمر مش مسموح لحد يتكلم أو يدخل فيها’عن أذنك هطلع أرتاح من تعب الشغل’
أنحنى و أمسك بعلاقة ذراعةِ و صاره إلى غرفتةِ تاركها تعيد التفكير بأفعالها الماضية’
ـــــــــــــــ”
بعد مرور ساعة تقريباً كانت تغفو “ريحانه” و بـجوارها يجلس “جواد” ينهى فحص بعض الأوراق الخاصة بـقضية “البارون” كان يضع جميع حواسهِ بتلك الأوراق ليعثر على شئ يستفاد بهِ’
و لم تمر سوا دقائق ودق هاتفهِ بـرقماً مجهولاً فـحملا الهاتف و أجاب برسمية بحته:
مين’
أنا أيه نستنى’!
رفعَ حاجبهُ بزَفير الجفاء:
عايزه إية ع المسا يا “نهى”
عاوزاك يا “جواد” أنتَ عارف إنى بحبك’
هتفَ برفضاً ذو بحه منخفضة:
أنا مش فاهم عقلك فين’أنتِ مبتفهميش قـولتلك مش عايزك اللى بنا خلاص خلص’
صرخت تهاتفهُ بـغضباً هشهش ملامحها:
كل دا عشان المسخوطه بتاعتك’و الله العظيم ما هسيبك ليها أنتَ ملكى لوحدى’و “ريحانه” هانم هاخدها منك و هخليك ترجعلي تانى ترجع لنهى يا “جواد” سامعنى هاخدها منك هحرق قلبك عليها زي ما حرقت قلبى ببعدك عنى’
أطلقت مخزون غضبها بـتهديدات كالسم الذي أنتشرَ مثل الوباء بخلاياه’فـاغلقت الهاتف لكى تتفادئ حديثهِ الذي سيكون أشد قسوه’إذا باح بهِ’
ترك “جواد” الهاتف من يدهِ ثم وضع المستندات على الكومود بجوارهِ’و’أطفاء الضوء ثمَ ترنج بجسدهِ بـجوارها يتعمق النظر بها يتاملها بعين الحارس الخائف على أمانتةِ’
ظلا يتفحصها بـخضرويتيه تزمناً معا تفكيره بكلمات “نهى” التى نبشت بعقلهِ الباطل لتتخزن بهِ’
حتى أغلقت الجفون أبوابها لتاخذهُ برحلة النوم العميق’
و بِتمام الساعه الثالثة صباحاً’داخل عقلهِ بـعالم الأحلام خاصتهِ’كانَ يرا مناماً من نوعاً خاصاً’
بـليلة مظلمه بـهطول الأمطار بـشوارعً فـارغه من البشر’كانَ يـركض بحثاً عنها مثل السباح وسط أمواج القدر’أنفاسهِ المرتفعه كانت تتصادم مع الهواء لتصدر صداها بـجميع الأرجاء’حتى توقف بمنتصف الطريق حينما دق هاتفهِ بـرقم”نهى”فـرد سريعاً ببحه متلازمه بوقاحة الخوف:
ودينى لو عملتى فيها حاجه هصفيكى وقتى’
إهتزت بقهقهَ بـحيانيه:
براحه على نفسك دأنا بردو نونو’و’بعدين البت بتاعتك طلعت ميتانه خالص تصدق بالله مخدتش فى إيد الزبون غلوه و كانت مسلمه نفسها ع الأخر لدرجة إن الواد إتكيف قوى و محتجش يعمل دماغ’
إتسعت مقلتيه بـدموع الشرف النابعه من جوف قلبهِ الذي تطعنهُ بـكلماتها السامه’فـهتفَ ببحه مائله للهدوء تحتويها جشة صوتهِ:
مراتِ فين’
مراتك عندها زبون تانى متقلقش هيخلص بسرعه و يمشي و بعدين هـبعتلك عنوانها بس بقولك ايه متقربش منها الليله دى عشان البت تعبت أوى ياقلب أمها و مش حمل راجل تالت كفايه عليها إتنين النهارده يا جوادى و الا أقولك يا خيلى زي ما بتقولك’
ورحمة أمى و أبويا اللى عمري ما حلفت بيهم باطل ابداً يوم ما إيدي تطولك هخليكى إنتِ و الأرض حته واحده’
أنا قولتلك يا “جواد” مش هسيبك لوحده غيري بس إنتَ بقى اللى ركبت دماغك و طلقتنى عشان حتة عيله متجيش دراع فيا’بس مش ده المهم خلاص اللى حصل حصل’بس إنتَ مقولتليش إن المحروسه بتاعتك كانت لسه بنت بنوت مش عيب بردو لما تبقى متجوزاك و متقربش منها دأنت حتى مفيش منك و السرير اللى جمعنا يشهدلك بـالرجوله’
بس تصدق الزبون اتبسط أوى لما لقاها لسه بختمها مانت عارف بقى مفيش أحلى من إنك تكون أول واحد يدوق بضاعه جديده’
تلك الجُمل أطاحت بـدموعهِ لتسقط أرضاً برجفة وجه كادت تمزقهِ’:
بالله مـهيطلع عليكِ شمس يوم جديد هجيبك إنتِ و الكلاب اللى نهشوا شرف مراتِ و هعرفك إزاى الشرف أغلى من الروح:
أغلق المكالمه’و’جذب خصلات شعرهِ بصرختاً معلنه عن قهر الرچال بـكلماتً زادت من نزيف قلبهِ و بكاء عيناه:
َاااااه يا بنت الـــــــــ* ليه كده يارب عملت إيه عشان تعمل فيها كده بتعاقبها على وساختى ليه’مانا عندك اهو موتنى و لا إخسف بيا الأرض سايبنى ليه و بتعذبها بدالى’
إهدا يا “جواد” اهدا يابن رضوان ماشي ورحمة أمى ما هيكفينى موتك يا زباله يا تربية الشوارع’ماشي يا نهى’بتدبحى شرفها تمام أوى كده تمام’
بتلك اللحظه دق هاتفهِ برقم اللواء’فرفع مرفقهِ وجفف دموعهِ ثمَ أخذَ نفساً عميقاً و أجاب ببحه أخفت صوت أثار بكائهِ:
أيوه يا فندم’
إحنا تتبعنا رقم”نهى”و قدرنا نوصل لمكانها
فين
مش هتصدق لو قولتلك’
بيت “البارون” بس مش دا المهم للأسف يابنى الراجل بتاعنا اللى عنده بلغنا أن “ريحانه” ماتت’
شـهقهَ شرخت القلب جعلت جفونهِ تتفتح بتساع الرهبه من ذلك الحلم البغيض’تزمناً معا جلوسهِ على التخة يلهث أنفاسهِ بـعرقاً يصب بغزاره علي جبهتهِ’بنبضات قلب تطرق أبواب صدرهِ بـتمرد الرهبه من ذلك الحلم القاسى’الذي، أستيقظ منهِ للتو’
و نظرا بجوارهِ ليتاكد أنها بجوارهِ و لم تفارقهِ’
فـوجدها تغفو بـتناغم و يدها ممسكهِ بـطرف تيشرتهِ’فـتنهدا بسترخاءً ثمَ أنحنى عليها مقبلاً جبهتها بـشده و كانهِ يلصق شفاه بها لمدا الدهر: ثمَ أنعطف لشفاههَ يـستنشق منها ماء الحياه بـعطشاً جعلهِ يرتوى منها لدقيقه متواصله أو أكثر بثوانى’ثمَ إبتعدا عنها يذاد تعمقاً بالنظر بها و كأنها كنزهُ الوحيد وصلة الرحمن لهِ لإعتناق الطهاره من جديد’
خـوفهِ عليها من أن يصيبها مكروه كان الدافع القوى الذي جعلهِ ينهض من ع الفراش مُتجهاً للحمام و بعد دقائق خرجَ متجهاً للخزانه’و أخرج سجادة صلاه بيضاء الون بنقشات بنيه’
و صارهَ بها إلى أمام الشرفه’ثمَ وضعها أتجاه القبله’
ثمَ إبصر لليمين يتمعن الحياه بـتلك النائمه فـى سلام’كانَ يدرك جيداً أنهِ يحتاج لعون الله ليرعاها’
و بعد أنقطاعهِ عن الصلاه لمدة عامين ها قد عاد الأن ليخضع بين يدان الخالق الرحمن بخطوات التوبه و الرجوع للطريق الصحيح’شعور فقدانها و الخوف عليها كانَ السبيل له للرجوع لطريق الله و العوده للصلاه’فكانَ ذلك الحلم مثل المنبه الذي إيقظ عقلهِ فقد علمَ أن الله سيكون عونهِ الوحيد للحفاظ علي زوجتهِ و مرعايتها بسلام’
فخطا أول خطوه على سجادة الصلاه و عانق ذراعهِ بشخوعاً رجفَ جسدهِ بـرهبة هذه المشاعر الناعمه بسلاسة الخشوع’
و بدأ بصلاة قيام الليل ليدعو الله بالرعاية زوجتهِ تحت غطاء سترهِ و عفاف رحابهِ:
ظلا يصلى عدة ركعات تعدت العشرون ركعه فكم كانَ يشتق قلبهِ العاصى لذلك القاء، الربانى معا صلاة الله غذئ الروح’و’حينما تشبعت أوتارهِ من الصلاه لتلك الليله قامَ بالتحيات ثمَ أنحنى برأسهِ أمام كفتيه يدعو الله ببحة أستحياء مليئه بـالتمنى:
يارب العالمين أجعل المستخبئ لها خير’أحفظها و رعاها’يا الله صونها و حفظ شرفها و عوضها خير و فرح عن كل الأيام الآسيا اللى عاشتها’
أحفظهالى من كل شر يارب العالمين’
لوح بخضرويتيه إليها خاتماً دعائهِ بقولاً أنبعثَ من جوف القلب الهائم بـها:
يالله أجعلها لى سنداً صالحًا إن إعوجت خطواتِ أقامتها’و جعلنى لها ضلعً لا يميل’
ظلا يدعو لها بالثلث الأخير من الليل لينعم الله برعايتهِ على من ملكت قلبهِ’
ـــــــــــ
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حواء بين سلاسل القدر)