رواية صقر الصعيد الفصل السابع 7 بقلم نورا عبدالعزيز
رواية صقر الصعيد الفصل السابع 7 بقلم نورا عبدالعزيز
رواية صقر الصعيد البارت السابع
رواية صقر الصعيد الجزء السابع
رواية صقر الصعيد الحلقة السابعة
ظلت طوال الليل تفكر بما فعله وكيف وفي بوعده حين قال بأنه سيقطع يده إذا لمسها، نظرت ل قمر وهي نائمة بجوار أطفالها وأخذت حجابها بخفرت وخرجت من الغرفة بعد أرتدي حجابها ووقفت أمام باب غرفته وأذا بها تدق الباب بخفوت، فتح الباب ووجدها فقالت بهدوء وهي تنظر لعيناه: –
– ممكن أتكلم معاك شوية
– ممكن
قالها وهو يشير لها بيده لتذهب أمامه ثم خرج من باب الغرفة وأغلقه، نزلا للأسفل معا ثم إلى الحديقة وهي تقول: -.
– أنا متشكرة جدا على اللي عملته بس كان قاسي شوية
– لا جاسي ولا حاجة انا حذرته ميلمسش مرتي وإلا هجطعها وهو مسمعش مني
قالها وهو ينظر لها بجدية، فهتفت بهدوء ورقة تذيب قلبه أمام عيناها الزرقاء: –
– أنا ممكن اطلب منك طلب
أجابها وهو يضع يديه خلف ظهره متشابكين قائلاً: –
– ممكن
– قمر ينفع تشغلها عندك في الشركة، هي خريجة إدارة أعمال
قالتها بهدوء وهي تمضي قدماً بجواره، فسأل بفضول: -.
– أشمعنا، هي كانت بتشتغل ايه جبل سابج
عضت شفتيها السفلى بأحراج وهي تنظر للأرض ثم قالت بخفوت: -.
– مكنتش بتشتغل هي عايشة على معاش جوزها الله يرحمه بس يادوب على القد بيكفي مصاريف البيت، حاولت تشتغل بس مفيش شركة رضيت تقبلها من غير كورسات وتنمية مهارات وطبعا هي كأي أم متقدرش تدفع فلوس للكورسات وولادها محتاجين حاجة، وطبعاً هتقدم في المدرسة للولاد والمصاريف هتزيد عليها وبترفض تأخد مني اي مبلغ فقولت لو ينفع توفرها وظيفة تساعدها.
– ماشي هشوف الموضوع ده مع أيمن، حظها زين السكرتيرة بتاعتي أخدت إجازة مشان هتولد تيجي مكانها
قالها وهو يتوقف عن المضي للأمام، فرسمت بسمة على شفتيها بسعادة وشكرته ثم كادت آن تذهب فأوقفها بصوته وهو يقول: –
– ممكن اتحدد أنا بجي
أستدارت له بسعادة وقالت بحماس: –
– طبعاً أتفضل
أشار إليها على المقعد لتجلس فجلسا سويا ثم أردف بجدية: –
– اللي حصل الصبح، وطولت لسانك ويدك.
– أنا اسفة مقصدتش بس أنت عصبتني فيها أيه لما أقولك مين دي رد عليا وخلاص
قالتها بأسف وأحراج، فقال بهدوء شديد: –
– أنا خابر آنك مجصدكيش بس نفرض الضيوف كأنه شافوني وأنا بضرب وبتعامل زي الحرامية ممسوك من جفايا، الضيوف اللي هم موظفين عندي كآن هيبجي شكلي أيه؟
دمعت عيناها الزرقاء بندم شديد وأخفضت رأسها أرضاً ثم قالت بتلثعم: –
– أسفة مش هكررها تاني.
أشاح نظره بعيداً عنها حتى لا يضعف أمام دموعها، بكل مرة يري دموعها يتمني لو أستطاع لمسهم بأنامله وتجفيفهم بقبلاته لمنبعهم داخل عيناها الزرقاء…
هتف بدفء وهو يدير رأسه لها بغيظ من لسانه الذي أبكاها، قائلاً: –
– خلاص كفياكي بكي آنا معاوزكيش تبكي، أنا بجولك مشان تتعلمي
– ماشي عن أذنك.
قالتها وهي تقف وتخشي النظر في عيناه ثم ذهبت قبل أن يتحدث معاها، وضع يديه خلف رأسه وسافر في عالم خياله وقلبه بها حين يستيقظ في يوم ويجدها بين ذراعيه زوجته وحلاله فيضع قبلة على جبينها بحنان
– كان نفسي أعمل اكدة من أول لحظة شوفتك فيها اهنا.
قالها بدفء وهو يضع خصلات شعرها الذهبي خلف أذنها بحنان ويطوقها بذراعه الآخر، نظرت لعيناه بسعادة تشعر بنبضات قلبها وخفقاته المستمرة وهتفت برقة وصوت خافت يكاد يسمعه من هدوءها قائلة: –
– أقولك آنا كان نفسي في ايه من أول مرة شوفتك فيها
أبتسم لها بأشراق ثم سألها وهو يداعب خصلات شعرها بيديه الأثنين ناظراً لعيناها الزرقاء: –
– نفسك في ايه
طوقته بيدها الصغيرة بقوة وهي تردف بسعادة هامسة في إذنه: -.
– كان نفسي تأخدني في حضنك كدة
فطوقها بذراعيه بحنان ويمسح على ظهرها بلطف واضعاً قبلة رقيقة على عنقها…
كان في عالم من خياله الناعم ولحظاته الوردية معاها مُشتاق لها وللحظات تجمعهما معا، فاق من شروده على صوت عوض وهو يقول له: –
– الفجر ياجناب البيه
أشتاط غضباً منه ووقف بزفر منه يقول: –
– روح نام يا عوض ولا صلي
ذهب للداخل وهو ينفر من رأسه أفكاره الكثير بها وأحتلالها لعقله وقلبه…
خرج من غرفته بعد أن بدل ملابسه وتوضأ ليصلي الفجر في المسجد ثم سمع صوت خافت من الجوار ذهب لينظر فوجدها تقف هناك تعطيه ظهرها وتصلي بأطفالها الصغار مُتحدثة بصوت مرتفع قليلاً ليسمعوا صوتها ويرددوا معاها، وقف يتأملوهم مُبتسم على مظهرهم وأطفالها ينظروا عليها بأختلاس خوفاً منها معتقدين بأنها ستترك الصلاة وتعاقبهم فيضحكوا بخفوت واضعين يديهم على فمهم، أبتسم عليهم وذهب للصلاة…
كانت تُحمم طفلتيها الصغيرة في حوض الأستحمام وهم يلعبوا معاً بالماء والصابون، فدخل فقعات الصابون بعين مكة فبكت بألم مما ففزع قلب قمر عليها وهي تمسح على عيناها بحزن وألم قائلة: –
– خلاص ياملك بطلي تلعبي بالصابون دخل في عين إختك
أكملت أغتسالهم ثم خرجت بهم مُرتدين روب الأستحمام ذات اللون الوردية، فهتفت بأستغراب قائلة: –
– قاعدة كدة ليه يا جالان.
– مفيش بفكر، على فكرة أنا جبتلك وظيفة، كلمت صقر يشغلك في الشركة عنده
قالتها وهي تقف من مقعدها بملل من الجلوس في الغرفة تخشي الخروج من غرفتها ومقابلته، فصاحت بها قمر بأنفعال: –
– ازاي تعملي كدة ياجالان انتي غبية، أزاي تطلبي كدة من حد غريب
أستدارت لها جالان بذهول ثم قالت بأستغراب: –
– غريب صقر مش غريب ياقمر وبعدين آنا طلبت كدة عشان لاقيتك بدوري ومش لاقيه.
– ياحبيبتي مش غريب وخطيبك بس ميعرفش حاجة عنك غير اقل القليل افرضي فكر آنك طمعانة فيه وبدوري على الفلوس ده هيبقي جوزك مينفعش ياخد فكرة زي دي عنك
قالتها قمر وهي تلبس أطفالها، فهتفت جالان بحيرة: –
– لا طبعاً مش هيفكر كدة، صقر عقله مش كدة
ركضت ملك للخارج وخلفها مكة فذهبت خلفهم غاضبة…
– جولت إيه ياأيمن
قالها صقر وهو يقف معاهم في ساحة السراية فقال أيمن : –
– زي ما تحب، خليها تعدي عليا بكرة بالسي في وإن شاء الله خير
أجابه صقر بهدوء ثم قال: –
– تمام، وصلهم للمطار ياعوض
فودعهم وعاد للداخل، وجد الأطفال يلهو في الصالون فأبتسم عليهم وجلس في الصالون يراقبهم، فجاءت فريدة له ونظرت لبسمته وهو ينظر للأطفال ثم قالت: –
– ربنا يرزجك بزيهم ياخويا ويلعبوا حواليك كيفهم أكدة.
أقتربت منه الطفلتين وقالت مكة ببراءة: –
– حضرتك عندك بنت
فأشار إليها بلا فأعادت بسؤال أخر له: –
– طب عندك ولد
فأشار بلا لها فأردفت ملك : –
– كنا هنلعب معاهم من غير ما نضربهم، هو حضرتك مش مخلف
– لا بس لما أخلف ههملكم تلعبوا وياهم كيف ما تحبوا.
قالها وهو يمسح على رأسهم بهدوء ثم ذهب يبحث عنها بنظره خاشياً آن يسأل أخته عنها فعلم بأمر قلبه العاشق لها، كان يلتف حول ذاته باحثاً عنها في صمت لن يراها صباحاً على الفطار ولم يجدها في الحديقة تكتب مقالاتها وتعمل، بحث بشوق جنوني عنها ولم يخضع قلبه للوهلة واحدة من التوقف عن البحث يخبره عقله بأنها بغرفتها حتماً لمن قلبه مُشتاق لها بعد إحتلاله فأصبح تحت سلطتها وسيطرتها وحدها دون الخضوع لسيطرة عقله عليه…
كانت تقف في شرفة غرفتها مستندة بساعدها على سور البلكونة ماسكة بيدها مج نسكافيه شاردة في حديثه معاها ناظرة للأمام، فدلفت قمر عليها ووقفت جوارها فلم تشعر بوجودها وأبتسمت قمر عليها وهي تلعب بخصلات شعرها الذهبي المُنسدل على ظهرها، شعرت بها جالان ونظرت نحوها صامتة…
– الجميل بتاعتنا واقف في البلكونة من غير طرحة وسرحان فئ أيه.
قالتها وهي تداعب خصلات شعرها وتمسح على رأسها، فأجابتها وهي تستدير لها مُتكي يظهرها على السور: –
– فريدة قالتلي آن مفيش رجالة هنا كلهم عند البوابة
وضعت يدها على كتفها وقالت مُبتسمة: –
– وسرحانة في آيه ياست جالان
أستدارت وهي تلف للسور مجدداً وتقول بسعادة: –
– في أحلي من النيل تسحري فيه وتبصيله
نظرت على النظر الذي تطل عليه السراية من الخلف وضحكت قمر وهي تقرص وجنتها برفق قائلاً: -.
– مفيش أحلي منك ياجميل، هروح أشوف البنات وأسيبك تكملي سرحان
خرجت وتركتها تكمل شرودها واضعة يدها على وجنتها بحنان مُتكية عليها.
كان يمضي قدماً للأمام يفكر بها وما فعلته به بأختباءها عنه يوم واحد لأول مرة، فجلس على أحد المقاعد في الحديقة شارداً بها وإذا به يراها أمامه تقف في شرفتها شاردة وشعرها يتطاير مع الهواء الطليق واضعة يدها أسفل وجنتها وبيدها الآخري تمسك مجها، جلس يتأملها بقلب مُشتاق لها كان يبحث عنها والآن وجدتها كملاك واقف هناك بعيداً عنه…
رن هاتفها يقطع شرودها فأخرجته من جيبه وحدثت صديقتها، كانت تضحك بقوة في هاتفها مع صديقها وتتحرك في البلكونة ذهاباً وأياباً ومن تارة لأخري تبعد خصلات شعرها الناعم عن وجنتها رافعهم للأعلي فيبتسم هو عليها وهو يتأملها فأخرج هاتفه وجلس يلتقط بعض الصور لها وهي تضحك ومُبتسمة بأختلاس خوفاً من أن يراه أحد وهو كمراهق يراقب بنت الجيران في الخفي، كانت تضحك وهي ترفع رأسها للأعلي وأنزلتها فتسمرت مكانها حين رأته جالساً هناك وينظر عليها، أرتبك من نظرتها عليه لا يعلم أيهرب من أمامها أما يخبئ خلف المقعد الجالس عليه فأغمض عيناه يصطنع النوم، أغلقت الهاتف وهي تنظر عليه وهو لم يتحرك فدلفت للداخل لفت حجابها ثم ذهبت إلى الأسفل…
فتح عيناه بخفوت فرأها قادمة أمامه فهلع وأغمض عيناه بقوة، أقتربت منه بهدوء ورأته نائماً على المقعد فجلست على الأريكة بهدوء تأملته بصمت دون إصدار اي حركة أو صوت ثم أربتت على ذراعه بهدوء تقول: –
– صقر، صقر قوم نام فأوضتك
فتح عيناه مُتحاشي النظر لعيناه بخجل ودلف للداخل هارباً من أمامها…
– بجي صجر جطع يد حسام
قالها مجدي وهو يستمع لحديث حامد ، فأجابه بحماس: –
– ايوة ياحاج، بيجوله مد يده على مرت صجر بيه
– وكامل ايه اللي دخل في الموضوع
سأله وهو يرتشف الشاي بالنعناع، فأجابه بخفوت: –
– صجر كان مفكر آن كامل اللي عمل موضوع الصور فكان لازم كامل يثبتله انه بري، بس كيف كامل مسكه وهمله من غير ما يجتله
– يجتل حسام بطل حديدك ده وجوم من اهنا اكدة روح شيع لصجر جوله آني عاوزه أشوفه واتحدد وياك.
قالها بحزم وهو يمد له كوب الشاي، فأخذه من يده ثم ذهب إلى صقر ليبلغه رسالة جده…
جلست فريدة في غرفتها تبكي وتندب حظها وحظ قلبها الذي جعلها أسيرة حبه وواقعة في شباكه رغم عن افعاله وكيانه، تكتم صوت بكاءها خاشية آن يسمعها أحدها ويعلم بألمها وهلعت من مكانها حين سمعت صوت صراخها من الخارج…
كانت تقف في غرفة الصلاة في الأمام تصلي وطفلتيها بجوارها يصلوا مثلها مُرتدين نفس أسدال الصلاة الخاص بأمهما نفس اللون، وتنظر ملك على أختها وأمها فتشير لها مكة بأن لا تنظر عليها فتغضب أمهما وربهم الذي يعلمه عنه القليل من حديث أمهم فعادوا بنظرها إلى الإمام أرضاً وسمعوا صوت صراخها فركضوا الأطفال قبل أنتظر أمهم…
في غرفة مكتبه يباشر عمله وبجواره عوض يمسك له بعض الاوراق وهو يمضي عليها ويدون بعض الملاحظات ثم سمع صراخها وهلع من كرسيه فهو أصبح يستطيع تميز صوتها جيداً فخرج من المكتب ركضاً وخلفه عوض …
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية صقر الصعيد)