روايات

رواية براءة العاشقين الفصل الثالث 3 بقلم هدى زايد

رواية براءة العاشقين الفصل الثالث 3 بقلم هدى زايد

رواية براءة العاشقين البارت الثالث

رواية براءة العاشقين الجزء الثالث

براءة العاشقين
براءة العاشقين

رواية براءة العاشقين الحلقة الثالثة

ما أن خرج من غرفته ضغطت على شفتاها بتفكير إلى أن اهتدت لأحدى الأفكار الشيطانية خرجت هي الأخرى متجهة حيث حجرتها قبض على ذراعها و قال بجنون :
– كنتي بتعملي إيه في أوضة نصار ؟
– بلاش يا حسين عشان أنا لما بتكلم مبتصدقنيش و
– بقلك كنتي بتعملي إيه ؟
قالي جوازك باطل من حسين و لو حابة تتطلقي أنا هساعدك بس ابقي تعالي بليل بعد العزا في اوضتي و أنا هشوف الموضوع دا
– يعني إيه ؟
– شوف أنت بقى يعني إيه واحد بيطلب من واحدة متجوزة تروح له اوضته بليل في المتأخر عشان يساعدها تتطلق من جوزها .
رد ” حسين” بنبرة غاضبة قائلًا:
– بس بقى كفاية كل الناس طمعانة فيكي عاملة نفسك ياما هنا وياما هناك و أنتِ حتة بت لا راحت و لا جت .
التزمت الصمت و لم ترد على حديثه الغاضب كادت أن تتجاوزه لكنه استوقفها قابضًا على ذراعها و قال:
– راحة فين ؟
– عاوز إيه يا حسين ؟
جرها حيث الفراش ثم بدأ في فك أزرار قميصه وقال:
– ناسية وعدي ليكي ولا إيه يا حلوة ؟
حاولت الفرار من بين براثنه لكن دون فائدة
كانت كلمات “نصار” تتردد على مسامعها زواجها منه باطل ما دامت رافضة هذه العلاقة و ماذا عنه هو أيضًا كان ناكرًا لها، استوقفته قائلة بتلعثم :
– قبل ماتقرب مني ولا تعمل أي حاجة قول الأول موافق على جوازك مني
سألها بسخرية :
– على أساس إن اللي حصل كل دا مكنش جواز ؟
– ياسيدي أنت هتخسر إيه قول إنك موافق الأول وخلاص .
دفعها على الفراش بقوة لتفترشه بظهرها اعتلاها وبدأ في أخذ حقوقه الشرعية، كانت كالثلج باردة تماما رغم خوفها الشديد منه مثلها كمثل الفتيات في هذه الليلة .
مر أكثر من عشر دقائق و اعتدل في جلسته أما هي كانت تستر جسدها العاري، مسح حبات العرق المتكونة على جبينه و هو يقول بتوتر ملحوظ :
– على فكرة أنا دماغي مش معاكي عشان كدا
لم ترد على حديثه وهذا ما زاد من غضبه هدر بصوته الجهوري و قال:
– ساكتة ليه ؟
ردت” وصال” قائلة بحيرة و قالت:
– هقول إيه بس يا حسين
صمت لعدة ثوانٍ ثم قالت ببراءة :
– مش يمكن أنا السبب عشان متوترة
رد بسرعة مؤكدًا حديثها مستغلًا قلة خبرتها و قال:
– ايوة ايوة أنتِ السبب ايوة
ارتدت ملابسها ثم قالت بعتذار :
– طب معلش حقك عليا ارتاح شوية و شـ…
قاطعها ” حسين” قائلًا بصوتٍ هادئ و عيناها تكاد تخرجان من محجريهما:
– و رب العزة لو ما عرفت حكايتك دلوقتي لاقتـ ـلك دلوقتي يا وصال .
ردت بذعر و قالت:
– حاضر، حاضر .
جلست على حافة الفراش إثر دفعته القوية لها
و بدأ في سرد حكايتها منذ اليوم الذي تقابلت فيه معه
-اليوم اللي أنت شوفتني في كنت راجعة من الشغل ما هو أنا شغالة في محل ملابس و برجع منه على تسعة عشرة بس اليوم دا صاحب المحل منه لله اتعمد يقعدني لحد حداشر بليل و طبعًا علي ما جيت كان الوقت متأخر إصراره مكنش مريحني خصوصًا إنه قالي أنا بس افضل معاه بس بعدها بانت نيته السودا و حاول يتهجم عليا و بهدلني و لما ضربته على دماغه طردني وقالي اني مش وش نعمة رجعت البيت و أنا هدومي متبهدلة زي ما شفت كدا بعينك لو كنت قلت لمحروس اخويا مكنش هيصدقني لاهو ولا مراته اللي منها لله دايما مسممة بدني بالكلام، لاقيتك وصلتني لحد البيت وهي قالت إن حد اتهجم عليا خفت لو قلت إن مش أنت اللي عملت فيا كدا يجوزني لحد من صبيانه الشمامين قمت لازقتها فيك !
سألها ” حسين” بدهشة و قال:
– يعني أنتِ لسه بنت بنوت ؟
إيماءة من رأسها علامة الموافقة على حديثه ثم قالت بهدوء:
– ايوة
– طب و الدكتورة اللي قالت إنك مش بنت ؟
– أنا دفعت لها فلوس
– و كل دا ليه ؟
ردت ” وصال” بحزنٍ شديد قائلة:
– أنا مليش ذنب في كل اللي حصل يا حسين
– اومال ذنب مين ؟
– ذنب اخويا اللي فاكرني بضاعة بتروح للي يدفع أكتر ذنب مراتهاللي شغلتني في بيت أبويا خدامة ذنـ..
قاطعها متسائلًا بضيقٍ شديد:
– و أنا ذنبي إيه ؟
– ذنبك إنك طلعت في وشي ساعتها
– يعني دا جزاء الخير اللي عملته معاكي جزائي إني ساعدتك توصلي لبيتك ؟ طب لو كان حد تاني مكاني كان لبس في الموضوع ؟
سكت مليًا ثم قال بتذكر:
– و اخويا و ابويا
بلعت لعابها بتوتر ملحوظ ثم قالت:
– مالهم ؟
– كانت عينهم منك بردو و لا دا من ضمن كدبك ؟
ردت بنبرة كاذبةو قالت:
– مش معنى إن كدبت في حاجة يبقى كدابة في كله اللي كدبت في قلت لك عليه يا حسين
قبض على ذراعيها بقوة شديدة بينما نظرت له و قالت:
– سيبك يا حسين من كل اللي فات احنا ولاد النهاردا أنا صارحتك بكل حاجة و لو حابب تاخدني عند أي دكتور و تتأكد إن أنا بنت بنوت يلا بينا أنـ…
قاطعها وهو يقول :
– أنتِ طالـ…
مدت كفها تكمم فمه بقوة قائلة بأعين مملؤة بالدموع :
– لا يا حسين لا ابوس ايدك أنا مليش لا مكانو لا ليا حد اعتبرني خدامة تراب رجليك مش عاوزة منك أي حاجة خلينا نبدأ من جديد خلينا نعيش حياتنا بعيد عن أهلي و أهلك .
سخر منها و قال:
– أهلي ؟! وهما فين أهلي ما خلاص كل واحد و راح لحاله و السبب أنتِ عاوزاني ازاي اكمل معاكي ؟
ردت ” وصال” بنبرة حزينة:
– مليش حتة تانية اروحها يا حسين خليني عايشة معاك بلقمتي و أنا راضية بنارك و لا جنة اخويا.
*******
بعد مرور أسبوع كامل لم يحدث فيه أي شيئًا جديد يذكر سوى سوء حالة ” حسين” نفسيًا وجسديًا بسبب محاولاته الفاشلة لاتمام زواجه من “وصال” على ما يبدو أنه يعاني من ضعف أو عجز جـ نـسي لا تعرف بالضبط لكن ما هو عليه الآن لايفسره سوى أنه مريض ليس لأن مشوش أو مضطرب كما يدعي، نهضت من فرشها وهي تلتف بالشرشف الأبيض حول جسدها متجهة حيث زوجها الجالس في ركن الغرفة على إحدى الأرائك، وضعت يدها على كتفه و قالت بنبرة متعاطفة:
– متزعلش يا حسين أنا مش مستجعلة و بعدين جايز نكون مأخدناش على بعض وكـ..
رد مقاطعًا حديثها قائلًا:
– ايوة ايوة احنا مأخدناش على بعض
سألته بإقتراح:
– طب إيه رأبك لو نعيش فترة خطوبة
سخر منها و قال:
– خطوبة و احنا متجوزين
تابع بعصبية وهو يصفعهابقوة على خدها الأيسر قائلًا:
– بتتريقي عليا يا بنت الكـ…
تحسـ ـست محل الصفعة ثم قالت بنبرة صادقة:
– الله يسامحك و الله ما كان قصدي كدا أبدًا أنا بقول بس يـ…
دفعها بعيدًا مما جعلها تفقد توازنها وتسقط على منضدة صغيرة ليتهشم زجاجها في جسدها انتشرت قطرات الدماء في أنحاء جسدها ويدها نظرت له و قالت من بين دموعها :
– أنت بتعمل معايا كدا ليه و أنا ذنبي إيه في اللي أنت في ؟ دا يا أخي بحاول اساعدك
جذبها من خصلات شعرها بقوة شديدة بعد ما ختمت حديثها تأواهت بصوتٍ عالي، هبط لمستواها و قال :
– و تساعديني ازاي و أنتِ على كلامك بنت بنوت و ملكيش خبرة في حاجة ها ؟
حاولت أن تتخلص من يده القابضة على خصلات شعرها و هي تقول بنبرة صادقة:
– و الله العظيم أنا بنت و لا حد قرب لي و لا حد بقدر يعملها أصلًا معايا، أنا يا حسين بحاول اساعدك زي ما بيقولوا لي ؟
جن جنون ” حسين” حين اعترف بأن هنتك شخصًا ما يساعدها، ظل يصفعها على وجههاو جسدها حتى دفعته بعنفه و هي تقول:
– محدش يعرف اللي أنت في و الله العظيم
تابعت بصراخ وهي تضرب بيدها على صدرها :
– جبت العيب فيا و إني مش عارفة أخليك تقرب لي جبت العيب فيا عشان أنا متربية و عارفة إن كلام زي ميطلعش مهما حصل
ابتسم بسخرية و قال:
– متربية يا بنت شافعي الزبال و أخت محروس تاجر المخدرات ؟ لا و نعم الأدب و الاخترام يا بنت الزبال .
ردت بنبرة غاضبة و هي تكفكف دموعها قائلة:
-الزبال دا أشرف منك و من اللي جابك على الاقل ما بيمدش ايده للناس ويقولوهم ادوني
لم يتحمل غلاظة لسانها نهض من مكانه و جذبها من خصلات شعرها الطيل و قام بضربها و كأنه ينتقم لنفسه، حاولت إبعاده عنها لكنها فشلت تركها بعد أن أفقدها الوعي، نظرلها و لجسدها الهزيل ثم بصق على وجهها وهو يقول:
– اشوفك بتطولي لسانك تاني وأنا اعرفك مقامك كويس يا بنت الكـ…
في عصر اليوم التالي
كانت جالسة في حديقة المنزل، حدثت نفسها وهي تكفكف دموعها قائلة:
– أنا إيه االي عملته في نفسي دا عشان اخرج من نُقرة وقعت نفسي في دحديرة ؟ طب اخرتها إيه بس !
ولج ” نصار” باحثًا والده و جده لأمرًايتعلق بالعمل وجدها شاردة و حين سألها عنهما استدارت بجسدها لتغادر الحديقة قائلة:
– معرفش باين كدا في الجامـ…
قاطعها ” نصار” قائلًا :
– مين عمل فيكي كِده؟
– وقعت على التربيزة وشي اتبهدل
– وهي التربيزة هتشلفط وشك وتورم عينكي قمان ؟
ردت ” وصال” ببكاء و هي تتوسله:
– سيبني في حالي يا نصار بيه الله يخليك كفاية اللي فيا عن إذنك .
حدثها دون أن يستدار قائلًا:
– الراچل اللي يمد يده على مرته ميبجاش راچل و هي لو سابته يعمل كٌده مرة يبجى هيعملها الف مرة والصُح تتدخل أهلها عشان يوجفوا عند حده .
عادت إليه وقالت من بين دموعها :
– و إذا كان الست ملهاش أهل وإذا كانت الست عاوزة تعيش و بتتحمل و إذ….
قاطعها قائلًا:
– لو الست فاكرة إن كِده هتعيش يبجي بتحلم على كِده كلتها يومين ونتفحوا لك تُربتك اهنى .
ردت بنبرة تملؤها الحزن و القهر :
– طب يارب يا خويا عشان اكون ارتحت من الدنيا وبلاويها
غادرت المكان و دموعها تنساب على وجهها استوقفتها زوجة ” نصار” تفاجئت بما حدث في وجهها في البداية رفضت أن تذهب معها لغرفتها لتنظف جروجها لكن بعد إصرارها ذهبت. جلست على حافة الفراش وبدأتفي تطهير الجرح و هي تقول بنبرة متعاطفة:
– اللي يمد يده على مرته ميبجاش راچل جطع يده إن شاء الله .
ردت ” وصال” بنبرة هادئة:
– معلش بكرا ربنا يهدي ويرجع زي الأول .
سألتها زوجة نصار بفضول قائلًا:
– هو ضربك ليه يا وصال ؟
ردت “وصال ” بكذب قائلة:
– عشان مرضتش اقوم اعمله شاي
– وه كل ديه عشان مرضتيش تعملي شاي !!
– معلش بكرا ربنا يهدي .
نظرت لها و قالت بهدوء:
– هو أنا ممكن اسألك سؤال يا وداد ؟
– اتفضلي يا حبيبتي
– هو لما الست جوزها بيزعل منها بتصالحه ازاي ؟
– وقمان عاوزة أنتِ اللي تصالحيه يا حزينة ؟
– هعمل إيه يعني يا وداد ما أنا عاوزة اعيش
-على كِده هنفتحلك تُربتك الچمعة الچاية
ردت بعصبية قائلة:
– هو أنا نصار تحت اطلع الاقيكي بتتكلمي زيه فوق !
ردت بتباهي قائلة:
– طبعًا مش راچلي و تاچ راسي
ابتسمت لها ثم قالت:
– بتحبيه يا وداد ؟
– احبه بس ؟ ديه أني ميهدليش بال غير و هو رايج وضحكته دي من اهنى لحد اهنى، ديه دنيتي و اللي فيها .
ردت بإبتسامة خفيفة ثم قالت:
– ربنا يخليكم لبعض ويبعد عنكم العين يارب .
تابعت بجدية قائلة:
– ها هتساعديني ولالا ؟
– وه ما أنب كنت حبيبتك من هبابة جوام لحجتي تجلبي عليّ يا حزينة ؟
ابتسمت لها ثم دغدغتها و هي تقول:
– مقدرش اقلب عليك ياجميل أنت يا جميل .
احتوتها وداد في خضنها و ربتت على ظهرها بحنانٍ بالغ وهي تقول:
– ربنا يسعد أيامك يا وصال و يهديلك چوزك جادر يا كريم
تابعت بفضول قائلة:
– الا صحيح هو حسين اتچوزك ميتا أني كل علمي إنه كان هيسافر فرنسا يشوف حاله هناك
ردت ” وصال” قائلة بفضول:
– و أنتِ عرفتي منين إنه كان هيسافر ؟
– وه ما غيث هو اللي چاب له عقد العمل
عقدت ما بين حاجيبها قائلة بفضول:
– غيث ! مين غيث دا كمان ؟ أنا اللي اعرفهم نصار جوزك و راشد اخوه الصغير بس
ردت ” وداد” باسمة و هي تعتدل في جلستها ثم قالت:
– لا في غيث و ديه داكتور بيطري كِد الدنيا توأم نصار چوزي صغير عنه بخمس دجايج بس، بس ميفرجش عنه في شئ نفس الدماغ وتحكمية الرأي ويمكن على أعفش .
ردت ” وصال” بفضول قائلة:
– طب و حسين كان هيسافر فرنسا يشتغل إيه ؟
سألتها بنبرة متعجبة قائلة:
– وه وهو مش چوزك كيف متعرفيش چوزك كان بيشتغل إيه ؟
ردت بنبرة متلعثمة و قالت:
– أصل أنا و حسين اتعرفنا على بعض من فترة صغيرة اوي و كمان اتجوزنا بسرعة يلا بقى كملي .
– چوزك كام هيبجى حداد في مصنع ولا معرفش ورشة و الله ما فاكرة بس شغلته كانت حلوة جوي غيث كان بيجولي إنه هياخد منيها فوج العشر تلاف چنيه .
ردت ” وصال” بدهشة و دهول شديدان :
– في السنة ؟
– سنة إيه يا أم سنة ديه في الشهر ؟
– في الشهر عشر تلاف جنيه ؟
– و بيجولي قمان لو عچبهم شغله هيفضل هناك و مرتبه يزيد الطاج اتنين و يمكن أكتر .
شردت ” وصال” قليلًا و هي تردد بخفوت الرقم الذي كان سيكسبه من عمله بالخارج نظرت لتلك الجالسة تلملم علبة الإسعافات الأولية و قالت:
– قولي لي يا وداد هي الشغلانة دي لسه موجودة ؟
– مخابراش متحددتش تاني في الموضوع ديه مع غيث
ردت ” وصال” بنبرة تملؤها الرجاء :
– طب ما تسأليه الله يكرمك ولو موجودة يخلي يسافر و يشتغل .
ردت وداد بنبرة ساخرة دون قصد وهي تصدر صوتًا من أنفها لتخبرها بأنها تعلم كل شئ:
– و هو هياخد چوزك يعمل بيه إيه وهو بيشم
چوزك شمام يا حبيبتي ودول ناس مهتعرفش غير الدُغري و
توقفت من تلقاء نفسها و هي تقول:
– يوه يجطعني و الله ما جصدي
– و لا قصدك ما هي دي الحقيقة بس اللي متعرفوش إني السبب في هو في دا ؟
– كيف يعني ؟
– مش مهم كيف المهم إني اصلح أي حاجة من اللي خربت دي هتساعديني ولا هتتفرجي عليا لحد ما تفتوحوا لي تربة الچمعة الچاية ؟
– بعيد الشر عنك، بس هجول لاول لنصار و اللي هيجولي عليه هعمله
– لا يا وداد مش عاوزة حد يعرف باللي هنعمل احسن حسين يطربقها فوق دماغي تاني
– لا مجدرش اخطي خطوة من أذنه
– ليه بيشك فيكي ؟
– چاكي شكة مين ديه اللي ديه يُشك فيّ ديه دايما يجولي لو سابت وسط ميت راچل و سبتك لما ارچع هلاجيهم مية وواحد يا حزينة .
تابعت بجدية:
– سيبي لي الموضوع ديه بس أني مجدرش افتحه مع غيث غير لما چوزك يخرج من اللي هو في دلوجه .
– خير إن شاء الله، يلا بقى احكي لي ازاي اصالحه و اخليه ميزعلش مني ؟
******
بعد مرور عدة أيام
محاولة جديدة من “وصال” لإعادة جزء تم تدميره بوسطتها لكنها باءت بالفشل الذريع
جميع محاولاتها تجعهل يغضب ويثور لا يعرف هل هو مصاب بشئًا ما أم هو لا يريد الإقتراب منها لذلك لا يشعر بأي شئ تجاهُ
كانت جالسة في بهو المنزل تتناول وجبة الغداء في صمتٍ تام، على عكس وداد التي كانت تتحدث مع زوجها و تشاكسه كعادتها
أما الجد وولده جالسان يتناقشان في أمرًا هام تنفست بعمق قبل أن تفجر قنـ ـبلتها الموقوتة في وجه الجميع قائلة:
– أنا عاوزة احجز حسين في مصحة عشان يتعالج من اللي هو في .
جالك كلامي ياما اهي عاوزة ترمي اخويا في مصحة
اردف ” مسعد” عبارته و هو يلج من باب منزل عائلة القصاص، وقفت عن مقعدها و قالت بتوتر ملحوظ:
– مسـ ـع مسعد ؟
– ابوة مسعد اللي اتهمتي زور يا خرابة البيوت مسعد اللي هيوريكي العذاب الوان ويعرفك إن الله حق يافاجـ..
كاد أن يصفعها لكن تتدخل “نصار” قابضًا على يده و قال بنبرة حادة:
– مافيش ست تتدخل دارنا وتنضرب واصل خليك راچل و اتحددت بلسانك و بس .
نزع ” مسعد” يده من يد بن عمه و قال بعصبية :
– و أنت بتدافع عنها ليه ؟ تعرف أنت إيه عشان تتدافع عنها، عارف ابويا مات ليه عارف اخويا كان هيقـ ـتلني ليه ؟ عـ…
رد العم و قال بهدوء و حكمة:
– ياما بيحصل في البيوت يا ولدي و بعدين البت من يوم ما چات اهنى و احنا ما شوفناش منيها غير كل خير ؟
رد ” مسعد” بغضبٍ جم قائلًا:
– لافت عليك و لا على عيل من عيالك عشان تتدفعوا عنها كدا ؟ دي فاجـ..
ردت ” وصال” مقاطعة إياه قائلة:
– اخرس قطع لسانك يشهد الله عليا من يوم ما دخلت هنا و أنا بعاملهم زي أهلي و اخوك اللي أنت محروق عليه اوي كدا كل يوم يصبحني بعلقة و يمسيني بعلقة بسبب القرف اللي بياخده وأنا حاطة جزمة في بؤقي وساكتة .
صفق ” مسعد” لها و قال بسخرية :
– برافو لا بجد برافو ينفع تشتغلي في السيما هتبقي ممثلة هايلة بس ورحمة ابويا في تربته ماهيخيل عليا عمايلك السودا دي يا بنت الزبال اللي هدومه اخدت من مصاطب الشوارع الناس رقات وهو بينضف الشوارع
لم تتحمل تلك الإهانة تحديدًا أمام الجميع لم بنفسها إلا و يدها تصفعه صفعة قوية لترد اعتبار والدها، أما ” مسعد” فـ لم يتحمل هو الآخر و قام بضربها ضربًا مبرحًا، تدخل ” نصار و راشد ” محاولين إبعاده، حتى أتى ” حسين” وشاهد ما حدث بدأ يسرد ” مسعد”
ما خدث له من زوجة أخيه لم يتحمل كلماته هرع تجاهها و قبض على خصلات شعرها و قال بغضبٍ جم وهو يجرها على سلالم الدرج
– بتغلطي في اخويا أنا يا بنت الكلاب مبقاش في غيره عاوزة تتضيعي مني هو كمان .
ركض ” نصار و راشد” خلفه لمحاولة إنقاذها
لكنهم تسمروا حين وجه فوهة سلاحًا ناريًا وقال بوعيد:
– محدش يقرب لها عشان محدش يزعل على عمره
حاول “نصار” تهدأته و من الجهة الأخرى كان ” راشد” يحاول التسلسل ليقبض على السلح الناري و بين هذا ذاك استطاعت الفرار من من بين يده وقبل أن تصل لبر الامان اطلق رصاصة توسطت كتفها الايسر من الخلف فـ سقطت بين يدي ” نصار” كانت عيناه تكاد تخرجان من مكانها ورهو يراها غارقة في دمائها ابتسمت له قبل أن تغلق عيناها
– هتفتحلي التُربة يا نصـ..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية براءة العاشقين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *