رواية صقر الصعيد 2 الفصل الثاني 2 بقلم نورا عبدالعزيز
رواية صقر الصعيد 2 الفصل الثاني 2 بقلم نورا عبدالعزيز
رواية صقر الصعيد 2 البارت الثاني
رواية صقر الصعيد 2 الجزء الثاني

رواية صقر الصعيد 2 الحلقة الثانية
فتح عيناه وهو يلهث بذعر من ذلك الكابوس الذي راوده، جلس على فراشه يمسح وجهه بيده وأخرج تنهيدة قوية فولجت إلى الغرفة ورأته يجلس على فراشه في الظلام، فتحت الضوء وهي تقول: –
– صباح الخير ياحبيبى، يللا عشان نلحق نروح لفريدة
لم يجيب عليها، أقتربت منه بأستغراب ثم جلست أمامه بذهول من تسمره وقالت: –
– مالك يا أيمن؟
نظر لعيناها بصمت وهو يتأمل ملامحها وكيف كانت تبكي بمنامه صارخة مُتألمة لم يشعر بنفسه سوى وهو يجذبها لصدره يعناقها بخوف شديد فأتسعت عيناها على مصراعيها بدهشة ثم أربتت على ظهره بحنان وتقول: –
– أنت كويس؟ متقلقنيش عليك..
شعرت بقبلة دافئة على كتفها ويديه تمسح على رأسها وظهرها بهلع، تبسمت بحب وأخرجت نفسها من بين ذراعيه وتملك وجهه بين كفيه قم همهمت قائلة: –
– في أيه؟
– مفيش ياحبيبتى، كابوس مُخيف بس.
قالها مُبتسماً أبتسامة مزيفة ثم وضع قبلة على جبينها بحنان، فوقفت بسعادة وهي تقول: –
– طيب يا حبيبي، قول أعوذ بالله من الشيطان الرچيم وقوم يللا عشان تفطر على ما ألبس الولاد عشان نروح لفريدة، جالان أتصلت وصقر مستنيك.
تنفس بأرتياح وقام من فراشه ثم خرج من الغرفة خلفها…
دلفت إلى الغرفة بعد أن أعدت له الفطار مُرتدية منامتها القطنية القصيرة تصل لركبتيها بقط، فتحت الضوء ثم جلست بجواره على الفراش تقظه، أردفت بصوت هادئة ونبرة ناعمة قائلة: –
– حبيبي أصحي بجي، يا نبيل جوم بجي أنا زهجت من الجاعدة لحالى
أستدار للجهة الآخري متذمراً عليها راغباً بالمزيد من النوم، أبعدت عنه الغطاء وقالت مُتذمرة عليه: -.
– يا نبيل جوم بجى، حبيبي وحياتى تصحى يللا
كان مُغمض العينين لكن أذنه مُستيقظة جيداً بمجرد سمعه لتلك الكلمة أستدار لها بسعادة قائلاً: –
– أنتى قولتى حبيبي صح أنا حبيبك
توردت وجنتيها بحياء منه ثم قالت بنبرة دافئة ناعمة تذيب قلبه العاشق: –
– اه حبيبي مش أنت حبيبي
أقترب نحوها بهيام مُتأملاً ملامحها بعد أن زادت جمالاً بأحمرار وجنتيها وقال بحب مُتغزل بها ليزيد من ربكتها: -.
– دا أنا حبيبك غصب عن أى حد، أنا أطول دا العالم كله بيحسدنى على القمر دا
قالها وهو يمسك ذقنها بيده فتقابلت عيناهم معاً في نظرة مليئة بمشاعرها وحبهم الخالد بقلوبهم فوضعت يدها فوق يده مُتشبثة بها بقلب ينبض جنوناً له وحده ثم قالت برقة ناعمة: –
– أنا بحبك جوى جوى
وضع خصلات شعرها خلف أذنها مداعباً أياها ثم قال بحب باسماً لها: –
– جوى جوى كان فين الكلام دا من زمان
ضحكت له ببراءة طفولية وقالت بعفوية ودلال: -.
– ما أنت بجيت جوزى بجي من حجى أحب فيك براحتى وأدلعك كمان
– الله على جوزى دى وهي طالعة منك ياقلب جوزك من جوا وحتة منه
قالها بشوق بينما يده تنزل إلى عنقها مداعبة له مستكشفة دفئه، بقت ساكنة بين ذراعيه تاركه يفعل ما يشاء أقترب نحوها وقبل أن يفعل شئ أستوقفه صوت جرس الباب فصاحت به منتفضة من أمامه: –
– يالهوى جالان أتصلت وجالت أنهم جايين، عجبك اكدا جعدت تحب وتدلع وملبستش..
وقف من مكانه مُتذمراً على المجهول الذي دق الجرس بهذا الوقت، خرج ليفتح الباب بينما هي وقفت تغير ملابسها بسرعة مُرتدية عباية صباحيتها البيضاء فدلف لها بوجه عابث وقال: –
– أنتى طلبتى عيش من الأمان
– اه يا حبيبي عشان الفطار
قالتها وهي تعلق حلق أذنها بها ثم أخذت منه الخبز وخرجت مُسرعة قائلة: –
– غير خلجاتك بسرعة، صجر على وصول
عض شفتيه بأغتياظ وركل المقعد بقدمه فألمته وجلس على الفراش مُتذمراً.
– يا صقر هم شوية أمال زمانهم مستنيين
قالتها بضيق وعصبية من تأخيرهم، خرج من غرفته مُرتدي بنطلون أسود وقميص رمادي يقول: –
– مش أنتى اللى معجبكيش خلجاتى ولازم أغير
أخذته من ذراعه بأستعجال للخارج هاتفة بعفوية: –
– اه يللا بقي يا صقر، تعبتنى معاك الله
– خلاص أهو أعمل أيه تانى يعنى.
خرج أيمن من غرفته فوجدها تقف تنتظره مع أطفالهم وفور خروجه صاح أطفاله قائلين: –
– وأخيراً بابي خلص
رمقه بنظرة حادة أم هي فقهقهت ضاحكة عليهم فقال بأستياء: –
– دا على أساس أن بابي هو اللى قعد ساعة يلبس مش كدة
عقدت مكة ذراعها أمامها بطريقة طفولية وقالت بضيق: –
– أنت اللى مساعدتش مامى في لبسنا..
بتر حديثها يوسف وهو يقول بغرور مصطنع طفولى: –
– هو إحنا مش ولادك زى ما إحنا ولادها ليه مبتساعدهاش.
– رجالة أخر زمن صحيح
قالتها ملك بينما تضع يدها في خصرها بكبرياء طفولية، أتسعت عيناه بذهول من تذمر أطفاله عليه ويعاقبوه كأنه مُتهم أمامهم ام هي فكانت تضحك على تعابيرهم وحركاتهم الطفولية واضعة يدها على فمها تحاول كتم ضحكاتها، أشتاط غضباً منهم فدفعهما جميعاً للخارج برفق قائلاً: –
– طب أتفضلوا قدامى يللا، أتفضلى يا ست ماما قال بيتخانقوا عشانها قال أتفضلى.
رمقوا لثلاثتهم بعينهم نظرة ماكرة تشع غضب ثم قالوا بلهجة غاضبة: –
– براحة على مامى وأختنا / أخونا
نظر لهم وقبل ان يعقب عليهم أستوقفه شجارهم المعتاد معاً على طفلها الموجود فأحشاءها فتلك الأميرتان تريدا طفلة مثلهم أم هذا الفارس يريد طفل مثله، تحول غضبه لضحكات عليهم فأصبح أتحادهم حرب بينهم…
أقترب نحوها بهدوء خافت ناظراً لعيناها فرفعت نظرها له بخجل شديدة ووجنتيها توردت باللون الأحمر وكأن دماءها تدفقت لرأسها وشعرت بحرارة جسدها ترتفع فأغمضت عيناها بأستسلام حينما وضع يده على عنقها ثم فتحتهما ببطيء شديد فتبسم لها بخفوت ثم وضع قبلة على جبينتها، شعرت بدقات قلبها تتسارع بقوة حين وضع شفتيه على جبينتها ثم أبتعد عنها وهمس لها بحنان: –
– بحبك يافريدة وهفضل أحبك العمر كله.
نظرت لعيناه بهدوء مُبتسمة له بهيام شاردة في ملامحه معاً بعالم آخر لكن لحظته لم تدوم كثير فقطعها جرس الباب مرة آخر ولم تنتظر ثانية واحدة أو الأستئذان منه بل ركضت من بين ذراعيه للخارج دون الأهتمام به فعض شفتيه بأغتياظ راغباً بقتل من دق الباب خصيصاً لو كان أخاها، ضرب الحائط بقبضته ثم أستدار راسماً بسمة مزيفة لكن ملامحه ووجه العابث واضحان، خرج من الغرفة يقول بأغتياظ ويكز على أسنانه: -.
– نورتنا والله وشرفتونا
أقترب أيمن منه ضاحكاً وقال: –
– مبروك ياعريس صباحية مباركة
ثم عناقه وهمس بأذنيه يشاكسه ويثير غضبه: –
– شكلنا جينا في وقت مش مناسب وقطعنا عليك
أبعده عنه بضيق وقال: –
– نورت يا صقر والله
رمقه بنظره وفهم سبب غضبه فأبتسم له، أشاح نظره عنه فرأها تعانق جالان بأشتياق كطفلة صغيرة وكأنها تركتهم منذ زمن وليس ليلة واحدة فقط ضاحكة ثم أخذتها هي و قمر للداخل معاها وجلس هم معاً في الصالون…
في مكان آخر كان يجلس رجلاً في الخمسينات من عمره بغرفة مكتبه. يتحدث في الهاتف بعصبية شديدة ووجهه يشع غضب وشىر فصاح به بأغتياظ مُنفعلاً: –
– عملت أيه؟
– مش عارف أوصلها، مبتخرجش من البيت أبداً وجوزها ملازمها في كل خروجة
هكذا أجابه الطرف الثانى على الخط فضرب مكتبه بقبضته وقال بعصبية شديدة: –
– أتصرف مفيش حاجة هتكسر صقر غير مرأته، لازم تكون عندى بأى طريقة فاهم حتى لو هتدخل تجيبها من بيتها واضح.
تنحنح بهدوء وقلق من ما أمر به وقال بطاعة ناهية: –
– حاضر، حاضر…
وقف أمام المرآة يرتدي بدلته ويصفف شعره للذهاب إلى العمل، ألتف لكى يخرج فوقع نظره عليها وهي نائمة على الفراش وأقترب منها بهدوء حتى لا تستيقظ ثم وضع قبلة على جبينها وخرج من الغرفة..
شعرت بحركته بالغرفة منذ أن أستيقظ لكن آلم بطنها المنتفخة منعتها من القيام من الفراش ففتحت عيناها بتعب فحدثت طفلها بأستياء: –
– مش كفاية ضرب في مامى بقي، ماهو أكيد مش عاوز تخرج لسه بدرى، خلينا حبايب مع بعض ياواد متبقاش شقي وعنيد زى أبوك.
وقفت جالان من مكانها ثم خرجت إلى المرحاض تأخذ حمام دافئ على أمل أن تخف ألمها قليلاً فهى مازالت بمنتصف شهرها السابع وزال هناك وقت للولادة…
جلس بغرفة الأجتماعات مع مديرين شركته ومعه أيمن وهاتفه يدق كثير على مكتبه على وضع الصامت، أنهى أجتماعه وذهب إلى المكتب وخلفه أيمن
– بس أنا من رأي بقي نشوف شريك تانى غير الشركة دى
– متجلجش يا أيمن محدش هيأخد غير اللى إحنا عاوزين نديهوله وكدا كدا..
بتر حديثه رنين هاتفه فوجد أكتر من عشرين مكالمة منها فأستغرب وأجاب على المكالمة فصاحت به: –
– أنت فين يا صجر.
أندهش حين سمع صوت أخته العروس من هاتف زوجته فسألها بقلق: –
– فريدة؟، أنتى فين؟
– في المستشفي مرتك بتولد والداكتور بيجول وضعها خطر
قالتها بأستياء وغضب من تأخيره في الرد، وقعت كلماتها على مسمعه كالجمرة النارية فصاح بخوفوعليها وهو يقف من مكانه: –
– أنتى في مستشفي أيه؟ أنا جاي حالا.
خرج من مكتبه كالمجنون وخلفه أيمن كان خائفاً من حديث أخته فكيف وضعها خطر؟ وكيف تلد بشهرها السابع فمازال مبكراً على موعدها؟ وصل للمستشفي وركض كالمجنون أو سهم برق لم يشعر به أحد من سرعته وهو يلهث وحبيبات العرق تنبع من جبينه وظهرت عروقه من القلق حتى وصل لغرفة العمليات وظل أمامها ما يقرب لساعة حتى خرج الطبيب فركض نحوه يسأله عن محبوبته وزوجته: –
– خير يا داكتور طمنى؟
هتف الطبيب بوجه عابث دب القلق على قلبه من ملامحه الحزينة قائلاً: –
– مبارك جالك ولد يتربي في عزك
تنهد بأرتياح قليلاً فلما أخبروه بأن وضعها خطر وحمد ربه ثم سأله عنها ببسمة رسمت على وجهه: –
– الحمد لله ومرتى كيفها؟
صمت الطبيب لوهلة ناظراً للأسفل بحزن مُستحوذ على وجهه وقال بأسف: –
– رحمها الله…
وضع الهاتف على أذنه ثم قال مُبتسماً: –
– مبروك يا باشا تقدر تدعي لها بالرحمة وترتاح لأنتقامك المدام قابلت وجه كريم…
رواية صقر الصعيد الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني
– رحمها الله…
هكذا قال الطبيب له، لم يشعر بنفسه سوي وهو يمسك الطبيب من ملابسه بقوة ودفعه في الحائط بأهتياج وقال بقوة: –
– هي مين اللي رحمها الله؟، مرتى أنا؟!
أزدرد الطبيب لعابه بخوف منه ومن نظرات عيناه وقال بأرتباك وهلع منه: –
– يافندم دا قدر ربنا أنا ذنبي…
بتر حديثه حين وضع يده على فمه يكبت حديثه بداخل فمه قبل أن يقتله، كان يعتصر فك وجهه بين قبضته…
خرجت الممرضة بسعادة تحمل طفل رضيع وأسرعت إلى فريدة وقالت: –
– مبروك جالك ولد زى القمر شبه أمه ما شاء الله ربنا يقومهالكم بالسلامة
نظرت فريدة لها بحزن من حديث الطبيب ثم سألتها بأستغراب: –
– دا ولدها
– اه وهي في الأفاق ربع ساعة وتخرج لكم، فين حلاوتى بقي
قالتها بسعادة، ذهبت فريدة بانفعال لأخيها وقالت بحدة: –
– مش تبجي تتوكد الأول جبل ما تجول الدبش دا، تعال ياصجر مرتك بخير.
تركه بأغتياظ وذهب يحمل طفلهم بين كفيه بمجرد رؤيته له تحولت ملامحه من الغضب إلى ملامح السعادة ورسمت بسمة على وجهه، ظل يتأمله بحنان ويداعب أنامله بأصبعه السبابه وكأنه عاد لطفولته مع هذا الطفل فوضع قبله على جبينه برفق شديد ليسمع صوت طفله يبكي بعد أن داعبته لحية والده الخفيفة فضحك عليه بأرتياح أنتظر أيام وليالى كثيرة على أحر من الجمر فقط ليسمت صوته بأذنيه ويلمسه كما كان يشتاقه كلما كبرت بطنها أمامه فكان يشعر وكأنه يكبر أمام عيناه وليس بداخلها، أعطاه لأخته وذهب إلى غرفتها بسرعة جنونية ليطمئن عليها بعد أن شعر بالخوف عليها بحديث هذا الطبيب الوغد فكيف تجرأ على أخبره بأنه فقدها..
دلف إلى غرفتها بلهفة مُشتاق لها وكأنها تركته لعدة أيام وشهور وأخيراً سيلتقي بها، وجدها على فراشها مُنهكة من الولادة وبجوارها ممرضة تضع لها المحلول يعوض لها ما فقدته من دماء أقترب لها بسعادة كطفل صغير مُتناسي لوقاره وهيبته وفور أقتربه رحلت الممرضة بهدوء، أنحنى لها بسعادة واضعاً قبلة على جبينها فقالت بصوت مبحوح من البنج الذيةأصابها بالأحتقام: –
– صقر، شوفت ابننا عاوزة أشوفه..
– شوفته كيف الجمر زيكى، واحشتنى جوى
قالها وهو يمسح على رأسها بحنان، فهتفت بسعادة رغم تعبها الملحوظ قائلة: –
– مش مهم قمر ولا لا أنا عاوزة اشوفه ياحبيبى أستنيته كتير، هاتهولى عشان أربيه أزاى يضرب مامى الضرب دا كله.
قهقه من الضحك عليها فأى أم هذه تخرج من العلميات عابثة من طفلها وحركته بداخل أحشاءها كباقي الأطفال، تأملت وجهه الشاحب وسألته بخول عليه: –
– مالك ياصقر؟ أنت تعبان…
– لا ياحبيبتى دا الدكتور الله يخربيته قاله مراتك رحمها الله
أتاها صوت قمر وهي تدلف للغرفة حاملة طفلها الرضيع بين ذراعيها، نظرت لها بسعادة مُشتاقة لرؤية طفلها ضاحكة على زوجها العاشق، قالت قمر وهي تعطيها الطفل: -.
– ضربه وكأن على وشك قتله بس الممرضة لحقته، سمي ياحبيبتى
– بسم الله الرحمن الرحيم
قالتها وهي تضع قبلة على جبين طفلها، وضعته قمر بين ذراعيه في حضنها ولفت لها حجاب بسيط قائلة: –
– الناس عايزة تدخل ومعاهم أيمن ونبيل
دلف الجميع وهي في عالم آخر مع طفلها الباكي تداعب أنامله بسعادة فسألت فريدة بلهفة: –
– هتسميه أيه؟!
– مروان
هكذا نطقت وهي تنظر لوجهه فهتف نبيل قائلاً: –
– حلو مروان مبروك يابو مروان.
ثم أنحنى على أذنه زوجته وقال هامساً حتى لا يسمعه غيرها: –
– أنا عاوزة فريدة الصغننة
أحمرت وجنتيها من الخجل ونكزته في صدره دون أن تنظر له فصاح بها: –
– الله
وضعت يديها على فمه بهلع فغمز لها ثم قال بمرح وهو يقف ويمسك يدها: –
– حمدالله على سلامة المدام ياصقر، نستأذن بقي أنت طبعا عاذرنى عريس جديد بقي وكدة.
ضحكوا جميعاً عليه أم هي زادت حمرتها، رحلا أثنتهم وظل أيمن و قمر معاها طوال اليوم ثم أخبرتهم قمر بأنها ستبقي معاها الليلة فرحل أزواجهم…
صفعه صفعة قوية أسقطته أرضاً فحين أنه صاح بوجهه غاضباً: –
– ماتت ها وتدعيلها مش كدة، غبي ضيعت فرصة متتعوضش..
– ياباشا أنا كنت هخلص واللى منعنى أن الدكتور قال أنها ماتت أزاى عايشة بقي معرفش
قالها وهو على الأرض، فضربه بقدمه بأغتياظ وقال: –
– عشان متخلف وغبي، أعمل أيه أعمل أيه، معتمد على شوية أغبياء…
ظل يفكر بصمت ولم يجد شيء أمامه سوى حل واحد فأقترب منه وقال: -.
– دى آخر فرصة ليك ولو منفذتش تحضر كفنك…
وضع يده على عنقه وقال بحماس: –
– رقبتى ياباشا، قولى أعمل أيه وهجبلك خبرها المرة دى
رمقه بنظر شر وقال بمكر خبيث: –
– لا مش عاوز خبرها لوحدها أنا عاوز خبرها هي وابنها، تعمل اللى أقولك عليه بالحرف الواحد…
كان يمشي في ممر المستشفي مُتخفي في زى ممرض ناظراً حوله بأختلاس ثم ركب المصعد…
دخل المستشفي حاملاً بيديه عشاء لزوجته الضعيفة من الولادة و قمر معاها وبعض مستلزمات الطفل من شقتهم..
خرج من المصعد باحثاً عن رقم غرفتها حتى وصلها لها فنظر حوله بهدوء ثم فتح الباب ودلف للداخل وجد الغرفة مظلمة وهي على فراشها نائمة بتعب وطفلها بفراشه الصغير أقترب خطوات هادئة حتى لا تشعر به وتستيقظ وأخرج مسدس به كاتم للصوت وقطعه رؤية وسادة على الأريكة فأخذها ووضع مسدسه في جيبه وأقترب منها تأمل ملامحها بهدوء يتأكد بأنها زوجة هذا الصقر ثم وضع الوسادة على رأسها يكتم نفسها حتى تختنق فأستيقظت من قوته تحاول الصراخ وأبعده عنها بيديها وتحاول التخلص من يده مُلتقطة أنفاسها بصعوبة فأسقطت المحلول من مكانه…
كانت قمر بالمرحاض تتوضيء لكي تصلى ركعتين قبل النوم فسمعت صوت أرتطام شئ بالخارج فأخذت المنشفة بسرعة تعتقد بأن جالان أستيقظت وتريد شيء فلم تستطيع فعله وبطنها مفتوحة بعد ولادتها القيصرية…
حاولت مراراً وتكراراً التخلص من الوسادة أو قبضته بقدر الإمكان لكنها لم تستطيع فأستسلمت لألتقاط آخر نفسه يدخل لرئتيها وسقطت يدها تاركة يده بجوارها، أبعد يديه عنها بعد أن تأكد بموتها وأستدار ليأخذ طفلها ويتمم مهمته وبتلك اللحظة خرجت قمر من المرحاض على عكس ما توقعه، أتسعت عيناها بصدمة من رؤيته ذلك الغريب وهو يحمل مروان بين ذراعيه وعلى وجه جالان الوسادة كما هي لتجمت شتت نفسها وصرخت بقوتها فركض هارباً للخارج ليصطدم بذلك الصقر ويسقط طفله من بين يديه على يد والده…
أتسعت عيناه بغضب من رؤيته ولم يفهم شيء لكنه أفاق على صوت صراخ قمر وهي تحاول أفاقتها مُجدداً مطالبة بطبيب ليفحصها، أعطي طفله للممرضة وقبل أن يقبض عليه فر هارباً، ولج للغرفة فوجدها جثة هادمة و قمر تصرخ بحالة يرثي بها، دلف الطبيب مسرعاً لها فأحقنها حقنة وأنعش قلبها بجهاز صدمات القلب الكهربائية محاولاً أعاد النبض له ولم يعود، حاول مرة آخرى ولم يعود..
كان ينظر لها بصدمة مُحتضن طفله بين ذراعيه وهو يصرخ باكياً كأنه يعلم بأن والدته رحلت وتركته…
أستدار الطبيب له بوجه عابث يخشي أن ينطقها مرة آخري فيقتله تلك المرة وقبل أن يفعل أنقذه صوت جهاز القلب يتوقف عن صفارته ويعود برسم خط معوج يدل على عودة نبضها وعودتها للحياة، أستدار لها بلهفة واضعها على جهاز الأكسچين..
ضم طفله بأرتياح وحمد ربه في حين أن قمر توقفت عن البكاء وظلت تحمد ربها وتشكره…
قهقه ضاحكاً وهو يرتشف كأس من الخمر ثم قال بسعادة: –
– مش مهم الواد نعوضها المهم أنها ماتت وصقر أتكسر، خد روش نفسك وأختفي عن الأنظار لن صقر مش هيسيبك وهيدور عليك
قالها وهو يلقي له الكثير من الأموال فأبتسم له وهو يأخذهما…
ظل طوال الليل معاها ويجري الكثير من الأتصالات حتى دلف صباحاً عليهم وقال بجدية: –
– خلصتوا
– أنا لبستها هي ومروان بس هي مش هتعرف تتحرك وتمشي بطنها مفتوحة والجرح لسه ملتوح ملمش
قالتها قمر بهدوء وهي تنظر له فدهشت حين أقترب منها بوجه حاد وحملها على ذراعيه ثم خرج بها من الغرفة، رمقته بنظرة تعب ثم قالت بضعف: –
– صقر…
بتر حديثها بحنان وهو يضغط بيديه عليها بمعنى لن يستطيع أحد الأقتراب منكِ مُجدداً فوضعت رأسها على كتفه بتعب مُنهكة وخلفه قمر تحمل حقيبتها وطفلهم..
وصل إلى شقته بها فوجدت عوض ورجاله أمام باب شقتها فعلمت بأنه أحضرهم لحمايتها، دلف بها إلى غرفتها ووضعها على الفراش وكاد أن يذهب فمسكت يده بحنان وأردفت بلهجة واهنة: –
– صقر، أنا كويسة الحمد لله.
نظر نحوها بوجه عابث فصاح بأغتياظ: –
– بس كنتى…
توقف عن حديثه فقالت بدفء تطمئن قلبه: –
– ياحبيبي خلاص متفكرش كتير في اللى حصل أنا معاك أهو الحمد لله خلي فرحتنا بمروان متبوظش.
جلس أمامها بحنان وجذبها لصدره بحنان يمسح على راسها وقال مُحدثاً نفسه: –
– أوعدك أجبلك حجك، مستحيل أسمح لحد أنه يأذيكى طول مانا عايش وبتنفس، أنا عارف هو مين ومهرحموش هو اللى طلب الجحيم لنفسه…
وضع قبله على جبينها بحنان ثم تركها وخرج ومعه عوض يتهامسا سراً.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية صقر الصعيد 2)