روايات

رواية شكب 2 الفصل التاسع عشر 19 بقلم صفاء حسني

رواية شكب 2 الفصل التاسع عشر 19 بقلم صفاء حسني

رواية شكب 2 البارت التاسع عشر

رواية شكب 2 الجزء التاسع عشر

شكب 2
شكب 2

رواية شكب 2 الحلقة التاسعة عشر

فتحت عيونها شكب وبصّت حوالينها في الظلام، وما لقتش غير عمار نايم جنبها. حاولت تهدّي نفسها، بس الرعب كان مسيطر عليها.
عمار حضنها واخدها في حضنه وهو بيهدّي من خوفها.
وفي الصبح، سألها عمار:
“إيه اللي حصل يا شكب؟ كنا كويسين، إيه اللي حصل؟ خوفك كدة وخالك ، غيّبت عن الوعي؟”
شكب اعتذرت ودموعها نازلة من على وشها:
“أنا آسفة.” وبدأت تحكي عن حلمها.وعن كل حاجه عاشتها
عمار بصّ لها بحزن وقال: “متخافيش ، أنا هنا دايماً.”معاكى وهخليك تنسي كل وجع انسي الماضي وتخيل ،ان احنا لسه شكب وعمار الا اتقبلوا في الفندق زمان ثم
أطفأ النور، وغاص في عيونها اللي كانت بتعكس وهج الشمعة الصغيرة اللي أضاءت الغرفة الخافتة. عيونه كانت بتفحّص كل حتة فيها، كأنه بيكتشفها من جديد. قرب منها ببطء، وحطّ إيده على خدّها الناعم. باسّها بوسة طويلة وعميقة، حملت في طياتها كل الشوق والحنين اللي كانوا بيكتمّونه.”
“شكب نفذت فكرته وتخيلت انها فعلا الطفلة الصغيرة وحسّت كأنها بتدوب بين دراعه، وبتنسى كل الألم والمعاناة اللي مرت بيها. بس مع كل لمسة، كانت بتيجيها نغزة خفيفة في قلبها، ذكرى الماضي بتلوح في الأفق. حاولت تطرد الأفكار دي، بس كانت مصمّمة على الظهور.”
“عمار همّس في ودنها: ” حبيبي خليك معايا ركزة في كل لحظة معنا
الا كان مصدر وجعك مات يا شكب انتى دلوقتي فى امان،
شعرت شكب ببعض الراحة. كانت الحياة تبدو أكثر هدوءًا وأمانًا. ولكن، سرعان ما اكتشفت أن الراحة التي كانت تبحث عنها بعيدة المنال. استمرت الأحلام المزعجة في زياراتها الليلية، وكأن الماضي يرفض أن يتركها بسلام.
في إحدى الليالي، استيقظت فجأة وهي تصرخ. كان عمار بجانبها يحاول تهدئتها. قال لها بصوت هادئ: “أنا هنا، متخافيش “. احتضنتها شكب بقوة، وشعرت بالأمان بين ذراعيه.
في صباح اليوم التالي، اقترح عمار عليها فكرة السفر. قال لها: ” ايه رايك نسافر
ممكن تغيير الجو يساعدك على نسيان كل ما حدث”.
وافقت شكب على الفور،
فكرة حلوة
وشعرت بأنها مستعدة لبدء فصل جديد في حياتها.”
وبعد فترة من الاندمج قطع حديثهم ،دق على الباب
اذن ليها بالدخول .
اتفضلي يا ام فتحى خير.
“ردت الخادمة: “في واحدة بتسأل عن ست شكب يا بشمهندس.”
استغربت شكب: “مين دي؟”
مسك عمار إيدها: “متخافيش، هننزل ونشوف مين.” ونزل عمار وشكب.
ظهرت سيدة ملامحها مش مصرية ولهجتها كمان.
سألها عمار: “أنتِ مين حضرتِك؟”
صدمتهم السيدة: “أنا جاية أشوف أحفادي.”
استغربت شُكْب، ملامحها تحمل عبئا من الألم والقلق، عيونها البنّية العميقة تحمل بريقًا من الشكّ والحذر، حاجباها متجهمّان، وفمها مُرصّع بخطوط دقيقة تُشير إلى سنوات من المعاناة. وقالت: “أحفادك مين حضرتك؟”
وضّحت السيدة ، ملامحها تعكس ندمًا عميقًا، عيونها الزرقاء تحمل بريقًا من الدموع المُحتبسة، حاجباها منخفضان، وفمها مُرتعش قليلاً، لكنّ هناك أملًا خفيفًا يظهر في عينيها. وقالت: “أنا أكون أم زوجك السابق، شمس فريد.”
شهقت شُكْب، عيناها تتوسعان بدهشة، فمها مفتوح قليلاً في تعبير عن الصدمة. وسألتها: “أمه؟ مين؟ أنا معرفش إنّه عنده أم! إيه التّغريبة دي؟”
ابتسمت السيدة شمس، ابتسامة خفيفة تحمل الكثير من الحزن والندم. وقالت: “عندك حقّك، متصدّقيش. وأنا أُعذِر موقفك وأفهمك. أنا كنت مهاجرة.”
ابتسمت شُكْب بسخرية، عيونها تضيقان، حاجباها يرتفعان. وقالت: “مهاجرة؟ ولا رَميت ابنك وهو حتّة حمرا عشان تعيشي حياتك؟ أنتِ عارفة بسبب اللي عملتيه ده، زرعتِ جوا قلب ابنك إيه؟ الكره والحقد والغضب والمرض كَبِر وهو فاكّر إنّه مكروه من كلّ العالم. وكانت النتيجة إنّه أصبح عدوّي!”
تنهدت السيدة ام شمس بندم، عيونها تملؤها الدموع، حاجباها ينخفضان أكثر. وأكملت: “أعلم كلّ معاناتك مع ابني، لأني سمعت البثّ المباشر الخاصّ بيكي، وقتها قرّرت أجي لكِ.”
سألتها شُكْب بسخرية وخوف، ملامحها مزيج من الشكّ والخوف، عيونها تتفحص السيدة شمس بعناية. وقالت: “لو جيتي عشان فلوس ابنك، أنا متنازلة عنها كلّها. هيّ أصلاً حرام، ومبقلّش ولادي يعيشوا بيها. لكن…”
قاطعتها السيدة شمس، ملامحها تحمل إصرارًا صادقًا، عيونها تنظر إلى شُكْب بنظرة حانية. وقالت: “جِئتُ عشان أكون أمّ لكِ، لو قبلتِ. وأكون جدّة لأحفادي. ممكن أقدر أكفّر عن اللي عملته زمان. أعلم إنّ عاداتي مختلفة عن عاداتكم، وإيضاً التقاليد. وأعلم إنّ الأم هنا ليها ميزان كبير وقيمة، وإنّ الابن والابنة بيتعلّقوا بأبوهم وأمّهم حتى الموت. كنتُ لا أفهم كلّ هذا، لكن سمعتُ مثال عندكم: إنّ أعزّ من الولد ولد الولد.”
استمرّت شُكْب تتناقش معها، ملامحها تتغير بين الشكّ والتفكير، ثمّ تبدأ علامات الندم تظهر على وجه السيدة ام شمس بشكل واضح. وبعد وقت من النقاش وندم السيدة الصادق، نادَت على بنتها تسلم عليها، وقالت: “سلّمي يا نوفل على جدّتك.”
استغربت نوفل، عيونها الكبيرة تحمل بريقًا من الدهشة، حاجباها مُرتفعان، وفمها مفتوح قليلاً في تعبير عن الاستغراب. وقالت: “مش فاهمة جدّتي إزاي؟”
وضّحت شُكْب، ملامحها تحمل الحنان والتفهم، وفهمت بنتها.
وبعد التعارف، اقترح عمار، ملامحه تحمل الثقة والهدوء، عيونه السوداء تحمل بريقًا من الحكمة والرعاية. وقال: “إيه رأيك تيجي معانا؟”
استغربت السيدة ، ملامحها تحمل بعض الحيرة، لكنّها سرعان ما تتحول إلى الفرحة. وقالت: “أجي معاكم فين؟”
ردّ عمار، وقال: “أنا قرّرت أسافر في شهر عسل، عشان شُكْب تخرج من آثار وجعها والعذاب اللي ابنك كان السبب فيه. ورأيي تكون عينيكِ على أحفادك، وكمان تكوني معانا. وده اختبار لصدق مشاعرك.”
ابتسمت السيدة بفرحة، ملامحها تشرق بِسعادة، عيونها تلمع بِأمل جديد. وردّت: “أكيد أنا موافقة، ولكن المكان أنا اللي هأعزمكم فيه. جزيرة صغيرة في المحيط الهندي، هيعجبكم جدًا. حيث توجد فيه المياه صافية والشواطئ رملية بيضاء.”
في البداية، كانت شُكْب تشعر بالقلق والخوف، ملامحها تعكس ذلك بوضوح، لكن عمار كان بجانبها في كلّ خطوة، ملامحه تُشعّ بالطمأنينة والأمان. وتمنت لازم توافق عشان متحرمش ولادها من جدّتهم، وفي نفس الوقت هتكون تحت عينيها.
ردّت شُكْب، ملامحها تحمل الشكّ والحذر، عيونها تحدق في عمار. وقالت: “وإيه يضمن لي إنّها تكون بتمثل وعاوزة تنتقم مني بسبب موت ابنها؟”
ابتسم عمار، ملامحه تُشعّ بالثقة والطمأنينة، عيونه السوداء تحمل بريقًا من الحكمة. وطمّنها، وقال: “أنا معاكي، ومش أسمح لحدّ ياخد ولادك منّك. فخليكِ واثقة فيّا.”
وفعلاً اتّفقوا وسافروا. كانت السيدة مستأجرة لهم كوخًا صغيرًا على الشاطئ، وهيّ وأحفادها كوخ بجوارهم. كانت شُكْب تتابعها، وبدأ حياتهم الجديدة.
كانوا بيتمنّوا يلاقوا السكينة والهدوء اللي نفسهم فيه. في الأول، شُكْب كانت خايفة من المية العميقة، بس عمار كان جنبها على طول، بيشجّعها وبيسندها. اتعلمت السباحة بالتدريج، وكل ما كانت بتتغلب على خوفها، كانت بتحس بإحساس النصر.
في ليلة من الليالي، قعدوا على الشطّ بيتفرجوا على النجوم. شُكْب قالت لعمار: “فاكر لما كنت صغيرة، كنت بحلم أسافر جزيرة زي دي؟”
عمار ابتسم وقال: “أحلامنا بتتحقّق واحدة ورا واحدة”.
قرّروا يستأجروا مركب صغير ويستكشفوا الجزر اللي حواليهم. في رحلتهم، اكتشفوا خليج صغير مخبّي، ونصبوا فيه مخيم. قضوا ليلة روعة تحت النجوم، بيتكلموا عن أحلامهم وآمالهم للمستقبل.
صبح اليوم التاني، صحوا على صوت أمواج البحر. قرّروا يصعدوا الجبل اللي بيطل على الجزيرة. كانت رحلة تعبانة، بس المنظر من فوق كان يستاهل كل تعب. حسّوا إنهم على قمة الدنيا.
قضوا كام يوم حلوين قوي بيستكشفوا الجزيرة، وبيسبحوا في المية الدافية، وبيتمايّلوا على غروب الشمس. شُكْب اتعلمت تركب الأمواج، حاجة كانت فاكرها مستحيلة خالص! في كل مرة كانت بتتحدّى نفسها وبتنجح، كانت بتحس بإحساس النصر،
كان واضح من أولها إن شكب مش مرتاحة مع أم شمس، رغم إن الجدة كانت بتبين إنها مبسوطة معاهم وبتضحك، عيون شكب كانت بتحكي حكاية تانية خالص. وشها كان باين عليه قلق، زي القطة اللي بتشم ريحة خطر.
في يوم من الأيام، صحيت شكب وقامت رايحة على الكوخ، لقته فاضي! لا نوفل ولا الجدة موجودين، نور، الصغيرة، كانت سايباها معاهم. بدأت شكب تدق الباب جامد، قلقها بيزيد مع كل دقة، عيونها اتحولت لشرار.
الشك زرع نفسه جواها زي الشوك، و انهارت وهي تصرخ: “يا نوفل! روحتي فين يا عمري؟ ضعتي يا قلبي! كنت حاسة!” دموعها نزلت زي المطر، وشها بقى أبيض زي القطن.
عمار جه بسرعة، مسكها وراح يهزها بهدوء: “مالك يا حبيبتي؟ ردي عليا.” قلقه كان باين على وشه، عيونه كانت بتترجاها تهدى.
شكب فضلت تصرخ وتنادي على نوفل، وشها كان مُرعب، عيونها مليانة رعب: “خطفت نوفل يا عمار! كنت حاسة إن أم شمس هتنتقم مني، لكن ماكنتش متخيلة إنها هتخطف بنتي!”
عمار حضنها جامد، حاول يطمنها: “نوفل بخير يا شكب، محدش يقدر ياخد ولادك منها.” كلامه كان حازم، بس عيونه كانت بتقول إنها مش مرتاحة.
هزت شكب رأسها: “لا، نوفل مش موجودة في الكوخ، أم شمس خطفتها! بلغ الشرطة!” صوتها كان بيترعش، وشها كان شاحب.
فجأة، سمعوا صوت نوفل وهي بتجري ناحيتهم: “ماما حبيبتي! أنا هنا!” عيونها كانت بتلمع من الفرحة، وشها كان بيضحك.
شكب ضمتها جامد، رعبها بدأ يقل شوية: “هي كانت هتخطفك صح؟” عيونها كانت بتسأل سؤال صعب.
نوفل هزت رأسها: “لا يا ماما، هي طلبت مني أوصلها المطار أنا وعمو عمار، بعد ما عمو عمار كلمها.”
شكب بصت لعمار، الشك رجع تاني، عيونها كانت بتسأله أسئلة كتيرة.
عمار فهمها: “أنا لما شوفتك بتحلم بكوابيس كتير، وزادت بعد ما أم شمس ظهرت، كنت فاكر إن وجودها هيساعد في علاجك، لكن للاسف كان وجودها سلبي. كنت متابعك وخوفك منها، في الآخر اقترحت على أم شمس ترجع بلدها وتاخد فلوسها، وتزور أحفادها، لكن وجودها معاكي مش هيكون خير.”
شكب انصدمت، عاتبته: “ليه معرفتنيش؟ ليه قومت وسبتني؟” عيونها كانت بتلومه، وشها كان مُعبّر عن غضبها.
عمار ابتسم: “خير تعمل شر تلاقي. أنا كل اللي كنت عايزه توصلي لطبيعتك. متخافيش يا شكب، محدش يقدر ياخد ولادك منك.”
شكب طلبت ترجع بيتها: “عاوزة أرجع، كفاية أوي هنا.” عيونها كانت بتقول إنها تعبت.
عمار وافق، ورجعوا. وبدأت شكب فترة علاجها مع الدكتورة النفسية.
مع مرور الأيام، شُكْب بقت أحسن بكتير. كانت بتكتب يومياتها، وبتشارك عمار أفكارها ومشاعرها. اتعلمت الرسم، واكتشفت موهبة جديدة جواها.
في ليلة من الليالي، وهم قاعدين ، عمار قالها إنه بيحبها أكتر من أي حاجة في الدنيا. شُكْب قالت له: “أنا كمان بحبك”. حسّت إنها لاقت السكينة اللي كانت بتدور عليها من زمان.
في ليلة من الليالي، وهم بيتفرجوا على النجوم، شُكْب بدأت تحكي عن طفولتها. حكت عن الخوف والألم اللي عاشته. عمار سمعها باهتمام، ولما خلصت كلامها، حضنها جامد.
“أنا هنا دايماً يا شُكْب. مش هسيبك أبداً”.
شُكْب في اللحظة دي حسّت إنها لاقت السعادة الحقيقية. تجاوزت ماضيها المؤلم، وبقت مستعدة لمواجهة المستقبل بثقة.
“وبعد شهور تعبت شكب
أغمضت عينيها، بتحاول تطنش الغثيان اللي بيعتصرها. بصت على اختبار الحمل الإيجابي اللي في إيديها، وكأنها شايفة سحابة سوداء بتحجب الشمس. فرحة الأمومة اللي كانت بتتمناها بقت دلوقتي خوف ورعب بيخنق قلبها.
فتحت عينيها على ذكريات الليالي المظلمة، لما كانت حامل في بنتها الأولى. الغرفة كانت مظلمة، وصراخ مستمر، وجوع وعطش، كل الصور دي محفورة في ذهنها. جوزها السابق كان بيعذبها، معاقبها على حملها، يحرمها من الأكل والشرب، ويتركها لوحدها في الظلام. كانت بتبكي وتصرخ من الألم، تتوسل له إنه يرحمها، لكنه كان زي الحجر.
تنهدت بعمق، وحست إن قلبها بينقبض من الألم. هل هتتكرر الأحداث دي تاني؟ هل هتعيش نفس المعاناة؟ بصت لعمار، جوزها الحنون والرقيق، اللي كان بيمسح على شعرها ويهمس لها بكلمات تطمئنها.
“متخافيش يا حبيبتي، أنا معاكِ في كل خطوة.”
نظرت له بعيون مليانة دموع، وسألته بصوت خافت: “هل هتفضل تحب ولادك التانيين بنفس القدر؟ هل هتحب الطفل اللي جاي ده؟”
عمار مسك إيديها بقوة، وبص في عينيها بحب، “أنا بحبكِ إنتِ وبحب ولادنا. الطفل ده هيكون نعمة من ربنا، وهنتربيه في جو مليان حب وحنان.”
وانتهت قصة شكب

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية شكب 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *