رواية سيد القصر الجنوبي الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم رحاب ابراهيم حسن
رواية سيد القصر الجنوبي الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم رحاب ابراهيم حسن
رواية سيد القصر الجنوبي البارت الخامس والثلاثون
رواية سيد القصر الجنوبي الجزء الخامس والثلاثون
رواية سيد القصر الجنوبي الحلقة الخامسة والثلاثون
اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
صلِ على النبي 3مرات
لا حول ولا قوة إلا بالله 3مرات
ودهش أمجد أنها لم تكترث لمظهرها هكذا أمام غريبا عنها !! … وضرب الأرض بعصبية بعكازه وقال بعذاب:
_ أنتي لازم تمشي وما تفضليش هنا .
وأسفا أنه بالفعل أختل توازنه وكاد أن يسقط، ولكن دعمته يدها بكل قوتها حتى لا يتأذى من شدة السقوط وجلس على سجاد الأرض بكسرة احاطت بعينيه … ونظرت له سمر بألم وجلست بجانبه في صمت وهي تنظر له … حتى طفرت عيناه دمعة لم يستطع كبتها ، فأقتربت دون أن تفكر وضمته بعاطفة شديدة وكانت تبك وتّقبل رأسه وهي تعتذر .. !! حتى ابتعد قليلا مصدوما مما تفعله وعيناه غارقة بالدموع، حتى اقتربت له واعترفت :
_ مش همشي وأسيبك .. لأني بحبك.
وبعد ذلك حدث ما لم يكن بالحسبان ولا مخطط له ..
تجمد أمجد مكانه وعيناه أضحت كأنها تائهةً بعالما آخر، وكأنه تذكر شيء ، وبالفعل التمع مشهد بالذاكرة أمام عيناه ، حتى تطاير بعض الغبار من عليه ليبدو ضبابي قليلًا، ولكن به لمحة أمل أن بيوما ما ستصبح الصورة اكثر وضوحا
كان صوتها يتردد الآن بأذنه بصدى عنيف، تناديه برعب وسط طريق مكتظ بالسيارات . .. ولكنه لا يعلم أين هو تحديدًا ، المشهد ضبابي وغير مفهوم .
ولاحظت سمر عليه ذلك الجمود والشحوب ، فسألته باهتمام وقلق :
_ أنت بخير يا أمجد ؟ … رجلك حصلها حاجة ؟
تحركت نظرة أمجد لعيناها ببطء وتيهة، ثم قال بعذاب رجل ذاكراته ضائعة :
_ كنتي معايا وبتناديني بخوف .. وسط زحمة والناس بتجري ، فجأة شوفت المشهد ده قدام عيني .
صدمت سمر للحظات مما قاله ، ولكنها ابتسمت بالتدريج وبسعادة وهي تقول بصوتً عال :
_ ذاكرتك بترجعلك يا أمجد .. الدكتور قالي أنك لو بدأت تفتكر في الفترة دي يبقى في أمل كبير أن ذاكرتك ترجعلك تاني ..
نظر لها أمجد بذات التيهة وقال بغرابة :
_ يعني اللي شوفته ده حصل بجد ؟ .. أنتي كنتي معايا ؟ . . كنا فين وليه مع بعض ؟!
مسحت سمر عينيها وقالت بحماس وقوة :
_ لأ يا أمجد مش هقولك حاجة .. هسيبك أنت تفتكر ، أنا دلوقتي مافيش اسعد مني في الدنيا .. أنت بخير وهتبقى احسن من الأول كمان بأمر الله …
وقالت وهي تبك من فرط سعادتها :
_ ربنا رحيم وعادل أوي .. ربنا وحده اللي شاهد على اللي شوفته في حياتي السنين اللي فاتت وقلبي اللي اتملى وجع …
سأل أمجد وعيناه تستغيث للهفة الإجابة :
_ أنتي من شوية قولتي أنك .. أنك..
أكدت سمر ونطقتها مجددًا وقالت بمحبة وعاطفة :
_ أني بحبك .. أيوة بحبك ، وعمري ما هندم على اعترافي ده أبدًا …
نظرت له بنظرة عشق صريحة ثم ارتمت على صدره ورددتها بتأكيد ودموع ، زلزلت كيانه وقلبه وأغمض عيناه محاولًا السيطرة بكانل قوته، ولكنها تملك قوة عليه مجهولة تجعله يبسط ذراعيه بكل عاطفة .. ضمها أمجد بقوة مرددا بخفوت دون ادرك منه اعترافه بالحب .. ابتسمت سمر بسعادة بين ذراعيه ..
بينما تنهد أمجد بعمق وابتلع ريقه بقوة ويبدو أنه أنغمس بتلك العاطفة كليًا، ولكن فجأة دفعها بعيدًا عنه بقوة وهو ينظر لجهة أخرى ويتمتم بالأستغفار وعلى وجهه علامات الاستهجان والنفور من نفسه ومنها .. تبلدت أطرافها ونظرت له بخجل وكرهت ان تبدو بنظره متحررة ودون أخلاق هكذا مثلما ترى .. فتنفست سمر بعمق وعزائها أنه يوما سيعرف كل شيء ، وتلك الخاطرة ربتت على كبريائها بلطف … فقالت بتوتر :
_ تعالى اساعدك تروح أوضتك.
تنفس أمجد بعمق ورد في عصبية:
_ روحي البسي حاجة مستورة الأول غير اللي لبساه ده، ولو سمحتي ما تلبسيش كده هنا تاني ،المفروض يعني أنك محجبة!… والمفروض كمان أنك مع راجل غريب.
عللت مظهرها وقالت :
_ أنا كنت متخيلة أنك نايم ومعرفش أنك هنا ، ولو كنت أعرف اكيد مكنتش طلعت كده ..
انتبه لنبرة حادة بصوتها فأبتلع ريقه بضيق وقال وهو لا زال يتحاشى النظر إليها :
_ معلش أسف لو زعلتك .. بس ده لمصلحتك.
نظرت له سمر نظرة طويلة حتى التفت اليها ببطء وتشابكت نظراتهما في حديث دون كلمات !
بينما كانت رؤيتها بذلك المظهر يجعله يرتبك كلما نظر إليها ، فقالت وهي تمسك معصم يده :
_ هوصلك لاوضتك الأول عشان ترتاح ، وبعدين هبدل هدومي وارجعلك اعملك قهوة .
اتكأ أمجد بقوة على عكازه حتى نهض بصعوبة دون مساعدة منها ، وقال :
_ مافيش داعي ، روحي نامي وأنا كمان هنام ، مش لازم قهوة.
فعلت ما أراده دون مجادلة لا طائل منها ودخلت غرفتها مباشرةً … ولكنها لم تنسى فرحتها بالضوء البسيط الذي أنشق بذاكرته المظلمة وأضاء له بداية الطريق.
______________________________________
تململت جيهان بفراشها في كسل تام ، وحينما فتحت عيناها ببطء ونظرت حولها بنصف عين تذكرت آخر لقاء بينهما . تنفست بعمق ثم ابتسمت بدفء وشيء من الغرابة !
كيف يستطيع ذلك الرجل أن يجعلها شتان هكذا ؟
أن تكون بلحظة واثقة بأنه مغرور نرجسي ومتعجرف ، بينما في اللحظة التالية يجعلها تقسم أنه عاشق فقط .
تنفست مرة أخرى بعمق والم نفسي عميق وهي تسأل نفسها أين ذهب ؟
وحينما تراه أي شخصية سيظهر ذلك المساء ؟!
وبعمق تفكيرها تفاجئت به يدخل الغرفة وعلى وجهه ابتسامة عريضة، ولا تعرف كيف يبدو أكثر وسامة كلما تراه !!
وقال وهو يفتح خزانة الملابس برشاقة :
_ عامل عشاء يجنن ليكي انتي والولاد ، حضري نفسك وأنزلي .. بس أستني هختارلك أنا اللبس.
دهشت جيهان وقالت باعتراض :
_ لا هلبس أنا على ذوقي .
ابتسم أكرم نصف ابتسامة وقال بسخرية ونظرة ماكرة وهو يستدير لها ويديه بجيوب بنطاله الأسود بأناقة :
_ الكلام ده هنا .. في أوضتنا…أنما في اي مكان تاني لبسك هيبقى على ذوقي وأختياري أنا .. ما تنسيش أن الولاد لو النهاردة ولاد صغيرين فبكرا هيبقوا شباب كبار..
قالت بتأكيد وحدة :
_ أنا فاهمة اللي عايز تقوله ورتبت كل شيء على الاساس ده ، أنا مش غبية يا أكرم وفاهمة حدودي ..
جلس أكرم أمامها على الفراش وقال بابتسامة وعينيه تتجولان باشتياق على قسمات وجهها الناعم :
_ وهو ده بالضبط اللي عايزه .. ماتنسيش سهرة بليل ، هاخدك لمكان خيالي .. هتحسي فيه أنك منعزلة عن العالم ومش عايزة ترجعيله تاني .. ليلة من الف ليلة وليلة ، أنا وأنتي لوحدنا .
تصبغت وجنتيها وهربت بعيناها بعيدا عنه ، حتى نهض وقال بحماس :
_ حضري نفسك بسرعة الولاد ما بطلوش سؤال عنك .
وخرج أكرم بعد ذلك من الغرفة وحررت جيهان ابتسامتها الواسعة ، سيقودها هذا الرجل للجنون حتما !
_________________________________
بدلت سمر ملابسها وعادت تبحث عنه داخل شقته السكنية … حيث وجدته يقف منفردا بتكأ على عكازه ويقف ظهره للحائط وينظر للشرفةبتيهة وشرود .
دخلت لغرفته واقتربت منه ثم قالت وهي تقف بجانبه:
_ نفذت كلامك عشان مش عايزة ازعلك وأعصبك.
أطرف أمجد عيناه ببطء ، ثم قال بأسى :
_ أسف لو زعلتك .. صدقيني أنا خايف عليكي.
نظرت له سمر بحدة وسألته بانفعال :
_ خايف عليا من ايه ومن مين ؟!
نظر امجد لعيناها بعمق ثم اجاب بصدق :
_ من كل شيء .. حتى من نفسي يا سمر ..
قالت بابتسامة عفوية :
_ بس أنت ما يتخافش منك.
ابتسم بسخرية :
_ بتهيألك .. أنا خوفت من نفسي عليكي .. وبصراحة ومن غير زعل مصمم أنك تمشي من هنا ،بس المرادي ما تاخديهاش بزعل وحساسية ، أمشي عشان تفضلي في أمان ..
اقتربت منه سمر وقالت بعناد وعصبية :
_ لأ مش ماشية وهفضل هنا جانبك وياريت ما نتكلمش في الموضوع ده تاني لو سمحت.
نظر لها أمجد بعذاب وقال :
_ لأ هتكلم انتي ماينفعش تفضلي هنا ، أنتي مش فاهمة حاجة ، الوضع ده غلط و…
نزفت عيناها دموعا وهي مقيدة عن قول الحقيقة ،ولكنها ارتمت على صدره باكية وقالت بتصميم :
_ لا مش غلط ، وجودي هنا ده أقل حقوقي ، انت اللي مش فاهم حاجة .
تنفس أمجد بعمق وتوتر وهمس بأنفاس عالية :
_ لو سمحتي يا سمر ارجعي أوضتك .
رفعت رأسها ونظرت لعيناه وقالت بعناد وبكاء :
_ مش راجعة يا أمجد ومش همشي من هنا .
تشابكت نظراتهما لبعض الوقت حتى مرت دقيقتان عليهما وهما بعالما آخر ، وبعدها ابتعد أمجد عنها وهو يتنفس بسرعة عالية وعيناه محدقة بها بشراسة ، ثم دفعها بقوة عنه وصفعها صفعة مدوية على وجهها جعلتها تصرخ الما ، وقال بغضب :
_ اطلعي برا ، المرادي مش عايزك ترجعي ومش عايز أشوف وشك هنا تاني ، لولا أني اتمالكت اعصابي كان ممكن يحصل كارثة ومصيبة … وأنتي بمنتهى السهولة مكنتيش معترضة ! … عمري ما هفسر ده غير أنه رخص !
حدقت به سمر بذهول وأنشق قلبها الما لظنه فيها ، فأن سمحت لذلك القرب البسيط منها فلأنها زوجته وهي تعرف ذلك… تحسست سمر موضع الصفعة على خديها بدموع حارقة لكرامتها وكبريائها وقالت بصراخ :
_ أنا مش رخيصة وأنضف واطهر أنسانة ممكن تكون قابلتها في حياتك ، وأن كنت سيبتك تقربلي فعشان أنا مراتك يا أمجد .. انا مراتك وأنت جوزي ودي الحقيقة اللي خوفت أقولهالك ما تتقبلهاش وتبعدني عنك .. خصوصا أن الحادثة كانت يوم فرحنا .. كل تصرفاتي معاك وقربي منك كان حقي وحلالي لأنك جوزي مش لأني رخيصة !.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سيد القصر الجنوبي)
🤍
ددلا إله إلا الله