روايات

رواية بشرية أسرت قلبي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم آية محمد رفعت

رواية بشرية أسرت قلبي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم آية محمد رفعت

رواية بشرية أسرت قلبي البارت الثامن والعشرون

رواية بشرية أسرت قلبي الجزء الثامن والعشرون

بشرية أسرت قلبي
بشرية أسرت قلبي

رواية بشرية أسرت قلبي الحلقة الثامنة والعشرون

(لا تترك يدي!..)
ساعات ظل بها مستيقظ ولم تشرق شمس اليوم الذي يليه، بدى الأمر غامضاً لأركون، فتأكد الآن من صدق أخر ما راوده، فرفع صوته لينادي:
_”سامول” استيقظ.
فتح “سامول” عينيه، فقال الأخر مسرعاً:
_مرت ساعات طويلة ولم يأتي النهار، هناك خدعة لنظل هنا.
انتبه لما يقول، فأيقظ “إيرلا” ومن ثم حاول الخروج من الهالةٍ التي صنعها بنفسه فإرتد للخلف بحركةٍ مباغتة، وكأن هناك من يمنعه من الخروج، ردد “أركون” بتريثٍ:
_أخبرتك بأنها خدعة، الوقت بهذا الكهف يمر سريعاً عكس المملكة حتى نفشل بما أتينا لأجله.
أنصتت “إيرلا” للحديث المتبادل فيما بينهما، ثم حاولت استخدام قوتها في محاولةٍ بائسة منها بالتغلب على تلك القوة الغريبة، باءت محاولاتها بالفشل، فأشار لهما “سامول”:
_لنحاول جميعاً معاً.
كانت فكرة صائبة، فوقفوا جوار بعضهما البعض ليستخدم كلاً منهما قوته الخاصة، وبشراسةٍ وتحدٍ تحطم ذاك الحاجز الغير مرئي أمامهما، فأندفعوا للخارج ففرغت الأفواه حينما وجدوا أنفسهم بمكانٍ مختلف عن السابق، عبثت”زمرد” بحاجبيها قائلة:
_ما الذي يجري هنا؟
وأضافت “إيرلا” بتعجبٍ:
_أين اختفى الكهف؟
ضيق “سامول” عينيه بشكٍ، فإلتقط أحد الخناجر ثم ألقى بها على الحوائط الرمادية من حولهم، فارتعشت وكأنه صورة من زجاج فتمكنوا من رؤية الكهف البارد من خلفها، ابتسم “أركون” ساخراً:
_راقت لي تلك المكيدة.
جذب “سامول” الحقيبة وهو يشير إليهما:
_لن نتوقف تلك المرة سنستكمل طريقنا.
اتبعوه حتى وصلوا لفجوةٍ صغيرة بنهاية الكهف، انحنى “أركون” ليتفحص ما بداخلها ثم انتصب بوقفته، قائلاً:
_الفجوة عميقة للغاية!
تساءلت “إيرلا” بارتباكٍ:
_ماذا سنفعل الآن؟
أجابها “سامول”:
_ليس هناك خيارات أخرى.
ثم فتح الحقيبة يبحث بها عما يصلح لإستخدامه، فوجد أنبوب صغير الحجم يحوم من حوله أشعة زرقاء اللون، فما أن أخرجه من الحقيبة وقربه من الفجوةٍ حتى أمتد طوله ليتشكل على هيئة الفراغ القابع بداخلها، ضحكت”زمرد” وهي تشير بيدها بحماسٍ:
_جيد.
سلطت نظرات “أركون” على “سامول” فأسبل حدقتيه تجاه فتحة الأنبوب ثم قال:
_من بعدك.
لوى شفتيه بسخطٍ ثم دخل بفتحة الأنبوب الزجاجي، ليزحف بظهره حتى صار بالأسفل، فهبطوا من خلفه ليستقروا جوار بعضهما البعض، أضاء جسد “زمرد” المكان المعتم فتمكنوا جميعاً من رؤية المكان جيداً، فاحتلت الصدمة الوجوه مما عرض عليهم!
***********
وصل “ديكسون” و”إيمون” للفتيات، فاستكملوا طريقهم بحذرٍ، فبين كل باب والأخر مسافة كبيرة، حتى وصلوا للنهاية، جابت نظرات “إريكا” المكان بأكمله، فكان اللون الرملي يكسو الفراغات التي انتهى بهم الطريق، فلمحت بعينيها فتحة صغيرة تشابه نفس اللون لذا لم تكن واضحة لهما، أشارت عليها فصعد “ديكسون” ثم تتبعوه، كان الممر أكثر ضيق من سابق، فانحنوا بقامتهم زحفاً به حتى انتهى بهم أمام باب ضخم ولجواره كانت توجد مكينة غريبة الشكل، تحفها الأتربة من جميع الإتجاهات، لامسها “إيمون” ثم قال باستغرابٍ:
_ما هذا؟
وقفت “إريكا” لجواره، ثم قالت بتخمينٍ:
_عله المفتاح للدخول!
دنا منهما “ديكسون” وهو يتفحصه بذهولٍ، فقال “إيمون” وهو يشير له على مقدمتها:
_يوجد ثلاث خانات فارغة.. أعتقد بأنها ثلاث كلمات سرية لفتح هذا الباب اللعين!
اهتزت الصخور من حولهم بقوةٍ، وكأن زلزال ضرب أعناقها، تحولت نظرات “إيمون” تجاه الممر الذي أودى بهما لهنا فتفاجأ بعدد مهول من خنفساء «الترياميكسا كوبروليتيكا» ملأت الممرات بأعداد ضخمة، فأسرع إليهما وهو يصيح بهلعٍ:
_علينا فتحه في الحال والا سيقضى علينا بالتأكيد.
ارتجف جسدها وكأن أحداً يلامسها، فأغلقت عينيها لترى كيان الملكة “ريلام” أمامها من جديدٍ، انحنت “ألماندين” تجاه اللوح ثم أخذت تدون ما أملته عليها الملكة، ومن ثم ضغطت على الزر الذي يتوسط اللوح فإنفتح الباب من أمامهما، ولجوا للداخل سريعاً ثم أغلقوا الباب في نفس ذات اللحظة التي أوشكت بها الخنافس على إقتحامها، استدار “ديكسون” للخلف ليقف مشدوهاً مثلهما مما رآه!
*******
تجمد الخوف بداخلهما حينما وجدوا عدد من وحش(السيباكتلي Cipactli)‏ ازدردت “زمرد” ريقها الجاف وهي تتأملهما بخوفٍ شديد فكانت رأسها تشبه قليلاً لرأس التمساح وجسدها ضخم، وكانت يديه السمينة تنتهي بسيفٍ حاد، ويديه الأخرى نفورة متحركة من الأنياب التي تستخدمها كالرمح ليتوغل بقلب ضحاياها، تمسكت “إيرلا” بيد “سامول” بخوفٍ شديد، يهاجمها لأول مرة ولكن ما تراه أمامها استدعى كل ذرة خوف بداخلها، ربت “سامول” على يدها، وكأنه يمنحها الآمان وعهد بحمايتها حتى أخر أنفاسه، أما “أركون” فلمح الأسهم تظهر من خلف جسد الوحش الضخم، موضوعة بصندوقٍ زجاجي، فأبعد “زمرد” خلف ظهره وهو يشير بعينيه لسامول الذي رأى الأسهم هو الأخر، فهمس لأركون بالهجوم حينما يتلقى إشارته، تحرك السيباكتلي تجاههم فور أن شعر بهم، سحب “سامول” سيفه ثم أبعد “إيرلا” للخلف ليدنو منه، رفع السيباكتلي ذراعيه ليهوى سيفه الحاد مستهدفاً “سامول” الذي تفاده بحرافيةٍ، ومن ثم حلق عالياً في محاولةٍ لاستهدافه من الظهر، أطلق الرمح ليليه الأخر، فلف “سامول” جسده، ثم هبط أرضاً، وأخرج سيفه ثم مرره على ساقه ليمزقها أشلاء، سقط الوحش أرضاً ينازع بصوتٍ منبوذ، فلوح بذراعيه يميناً ويساراً وهو يحاول اصابته، وفي كل مرة كان يتفاداه “سامول” إلى أن تمكن منه، فمرر سيفه على رأسه ليفصلها عن جسده المقزز، فظل لثواني ينازع حتى اختفى جثمانه مخلفاً خليطاً لازج أخضر اللون، ابتعد “سامول” عنه قائلاً بغضبٍ:
_هذا مقزز حقاً.
كاد بأن ينفرد بالحديث الصريح مع ذاته، ليخرجه من أجوائه تلك نصل السكين الحاد الذي واجهه به السيباكتلي الأخر، فحلق سريعاً ثم انحنى أرضاً ليطبق درسه القاسي في القضاء عليهم، فأسقط واحداً تلو الأخر ومن ثم صاح “بأركون” المنشغل بقتاله الخاص:
_تذكر يا صاح، استهدف القدم ثم الرأس.
كاد السيف الحاد أن يصيب “أركون” فدفع جسده عالياً ومن ثم إرتمى على ظهره مستخدماً خنجره الصغير، غرسه بظهر الوحش ليتسلق به حتى وصل لعنقه فلف سيفه حوله لينهي حياته بشكلٍ مفجع، التف حولهما خمسة من وحوش السيباكتلي، فوقف “سامول” خلف “أركون” وكلاً منهما يوزع نظراته تجاه الخصم القريب منه، بدأت المعركة الحقيقية في تلك اللحظة، حارب بها “أركون” بشجاعةٍ، أما “سامول” فعلم نقاط ضعفهم، فكان يبتر القدم أولاً ثم يفصل الرقبة عن الجسد.
راقبت “زمرد” و”إيرلا”ما يحدث بينهما بهلعٍ، فتلك المغامرة ستطبع بالذاكرة بالتأكيد، انتفضت “زمرد” رعباً حينما وجدت أحداهما يقترب منها، تراجعت للخلف وهي تحاول أن تتفادى تلك الضربة المباغتة، ومن ثم انحنت ليعلق السيف بالصخور من جوارها، استقامت بوقفتها وهي توزع نظراتها الحائرة بينه وبين ذراعيه العالق، فجذبت الخنجر ثم انقضت عليه، لتمرره على عنقه وهي تردد بمرحٍ:
_سأشتاق إليك يا عزيزي.
ونهضت والإبتسامة تشق وجهها، وحينما استدارت غابت عنها حينما رأت من يقف خلفها ويحاول إصابتها من جديدٍ، فتدخلت “إيرلا” لمعاونتها، فتحكمت بالحرارةٍ التي كادت بأن تصيبه بالعمى، وحينها استهدفت “زمرد” عنقه ليلحق بالأخير، فتعاونت كلاً منهن لمساعدة الأخرى حتى قضوا عليهم جميعاً، فاقترب “سامول” من الصندوق الزجاجي وما أن استخرج السهام، حتى انفتح من أسفل الصندوق فجوة نقلتهم لخارج الكهف الذي كاد بأن يفتك حياتهم.
*********
بقعة دائرية الشكل تعلو عن الأرض التي تلامسها أقدامهم، يتوسطها صندوق زجاجي يحمل القوس المنشود، والطريق لها يتصل بتلك الصخور المعلقة بالهواء على شكل درج رفيع متصل بينها وبين الأرض الصلدة القابعة أسفل أقدامهم، ومن حوله النيران تتأجج، وكأنها تتعطش لسحق العظام ودكها، انتهت مراقبة “إيمون” للمكان جيداً، فوقف على الصخرة القريبة منه، ففور أن تلامست قدميه بها اهتزت بعنفٍ كادت بأن تسقطه بالنيران من أسفل قدميه، لولا تدخل “ديكسون” سريعاً حينما جذبه للخلف، حتى “ألماندين” حاولت الصعود على الصخرة التي تليها، فأهتزت باندفاعٍ وكأنها لا ترحب بدخولها لهذا المكان الغامض، جذبها “ديكسون” ليبعدها هي الأخرى، وقد بدأ يستوعب ماذا يحدث هنا، فوضع قدميه على الصخرة التي تليها فتحركت لتضعه على الطرف الأخر، ومن ثم تفتت الصخور ليصبح الوصول لتلك البقعة أمراً شبه محال، ابتسم “ديكسون” ساخراً وهو يشعر بوجود ذاك المخلوق المخيف فما أن لامست قدميه البقعة حتى أنفصلت الصخور عنها، لتحطيها هالة مخيفة تمنعه من الخروج من ذاك العرين المقبض، وحينها ارتعشت الأض وكأنها ضربها عواصف رعدية شديدة، ليظهر البوناكون من أمامه بجسده الذي يشبه الثور بقرونٍ مُنطوية على نفسها، وعرف من الشعر شبيه بالحصان، لونه بُنِّي مائل إلى الحُمرَة، قدميه الأمامية تنتهي بمخالبٍ تصل لمنتصف جسده الممتلىء بالشعر الكثيف، ابتسم “ديكسون” وهو يراقب عينيه المتمردة بغضبٍ فتاك، فتابعه بنظراتٍ ثابتة لا ترحب بقواعد الخوف بين طياتها، ارتجف جسد “ألماندين” وهي ترى ما يواجهه معشوقها، فجلست أرضاً وهي تردد بأنفاسٍ متثاقلة:
_سيكون بخير.. سينتصر أعلم ذلك.
لمعت حدقتي “إريكا” بالدموعٍ تأثراً لحالها، فجلست جوارها تحتضنها ثم قالت:
_تماسكِ “ألماندين”.. لن يصيبه مكروه.
هزت رأسها بجنونٍ وهي تردد بعدم إتزانٍ:
_أعلم ذلك.
حاول” إيمون” العثور على طريقة ليصل لتلك البقعة المنعزلة؛ ولكنه فشل بنهايةٍ الأمر فوقف يراقب ما يحدث بإستسلامٍ، نبش الأرض الصلدة بمخالبه وهو يطالعه بنظراتٍ شرسة، ومن ثم أسرع تجاهه ليسدد قرونه تجاه جسد “ديكسون” الذي ارتد للخلف بعنفٍ، حتى انحصر بجوار الصخور، فأمسك قرونه ليبعده عنه فاحتدت حركة رأس المخلوق الشرس وهو يحاول تحرير نفسه فزحف للخلف ليجبر “ديكسون” على الإنبطاح أرضاً، ومن ثم رفع مخالبه ليخدش صدره بعنفٍ جعله يتأوه ألماً من شدة عمق إصابته، فصرخت “ألماندين” بخوفٍ وهي تصرخ بإسمه:
_”ديكســـون”!
وكأن صوتها المنادي كالسوط القاسي الذي جلده بقوةٍ ليجعله ينهض على قدميه، بتلك اللحظة لم يفتقد لقوته التي مكنته يوماً من التغلب على أعتى المخلوقات، ولكنه أفتقد لغضبه الساحق الذي يبدد من أمامه، وقف “ديكسون” يتأمل حركة البوناكون بتركيزٍ، تتبع الأخر حركته ومن ثم أخفض رأسه ليهاجمه بقرونه مجدداً، تلك المرة حمل “ديكسون” الخنجر ليرتفع بجسده للأعلى ومن ثم مرر الخنجر ليحدث بجسد البوناكون جرحاً غائراً، فتأوه ألماً ثم تراجع ليهاجمه بشراسةٍ، فأغلق “ديكسون” عينيه بألمٍ شديد حينما اخترقت قرونه كتفيه فتأوه وهو يجاهد لإبعاده عنه، فدفعه للخلف بكل ما أوتي بقوةٍ، ثم إنبطح “ديكسون” أرضاً، ويديه تحتضن كتفيه الذي ينزف بغزارةٍ، لون دمائه الأحمر أكد له بأنه إختار أن يحاربه كبشري، تحامل على نفسه فاستند على أحد الصخور لينهض على قدميه، ليصبح مقابلهما، إستطاع أن يرى بوضوحٍ إنهيار “ألماندين” وصراخها الموجع، ومن ثم إنتبه لصراخ “إيمون” الذي صاح بفزعٍ:
_”ديكسون”..إنتبه.
استدار للخلف فعاد البوناكون ليسدد ضربة أخرى تجاه فريسته بكل قوته، فأصابته تلك المرة بكتفيه الأيمن ومن ثم دفعه بقوةٍ ليمزق كتفيه ثم تركه ليسقط “ديكسون” أرضاً غارقاً بدمائه التي أصبحت بركة من حوله، فأغلق عينيه باستسلامٍ لتلك الموجة الباردة التي تسحبه بقوةٍ تجاهها، وأخر ما استمع له صرخات “إريكا” و”ألماندين”!
*******
كانت تحلق عالياً على بعد مسافات صغيرة من مملكة “السراج الأحمر”، تتطلع لها بنظرةٍ يتصل بها الهلاك، فاليوم هو المنتظر لها منذ أعواماً، تشعر ببهجةٍ يغلفها طاقة شيطانية مخيفة، بالرغم من قبح مظهرها الا أن القوة التي تشعر بها جعلت داخلها شرار عظيم يدفعها كالعاصفة الرعدية التي لا تعرف السكينة قط، حركت أصابعها فلمسها شرار مخيف كماس الكهرباء القاتل، ومن ثم استمرت بتحريك أصابعها حتى تجمعت هالتين عظمتين بلائحة يدها، لتقذفهما”رودوليت” على المملكة بأكملها بعشوائيةٍ، فاستهدفت جزء كبير منها، لتفتته كالبارود، فأمتلكت صرخات الشعب المستغيثة المملكة بأكملها، ليتركوا مساكنهم المأوي الوحيد إليهم والذي بات غير ذلك بتلك اللحظة، هاربين للخارج بذعرٍ، تعالت ضحكات”رودوليت” وهي تشاهد ما تسبب عبثها بإتلافه، فهمست بصوتٍ يتخلاله ألف صوت يصاحبه كالأرواح الملبوسة:
_سنرى الآن كيف ستحمى مملكتك من غضبي “لوكاس”.
وضحكت بصوتٍ مخيف، ثم استكملت ما تفعله بتسليةٍ وكأنه بمثابةٍ إعلان صغير لهما ببدأ الحرب، أسرع الحارس للقصر الملكي، فأودى تحيته ومن ثم قص بخوفٍ:
_مولاي الملك.. تعرضت المملكة للهجوم.
نهض”لوكاس” عن عرشه، ثم تساءل بلهفةٍ:
_هل تأذى أحداً؟
بحزنٍ أجابه:
_الكثير مولاي، والجنود يبذلون قصارى جهدهما ولكن لا توثر بها أي من أسلحتنا، فلم نشهد قوة مثل تلك التي نحاربها بالخارج من قبل.
جذب “لوكاس” سيفه بعصبيةٍ، ليلحق به”لوثر” و”بيرت” على الفور، في تلك اللحظة تماسكت “روكسانا” قدر ما استطعت وحينما استمعت لكلام الحارس الذي إستقبله “لوكاس” بالإستعداد لخوض المعركة، هرعت من خلفه وهي تتمسك به كالطفلة الصغيرة، التفت إليها “لوكاس” فمنحها نظرة يشملها الرجاء بالا تبكي، فخرجت نبراتها الواجمة:
_حسناً سأكون قوية، ولكن عدني بأنك ستعود.
أبعد يديه الحاملة للسيف الضخم بعيداً عنها، ثم احتضن صفحة وجهها بحنانٍ رغم الحالة المخيفة التي تملكته فور سماعه بالهجومٍ:
_سأعود “روكسانا” .
ثم شدد بكلماته الأخيرة وهو يشير بيديه على “ضي” و”راوند”:
_كل ما أريده منكِ أن تختبئوا بجناحنا السري حتى نتمكن من القضاء عليها.
أخرجت “ضي” سيفها، ثم قالت بتعصبٍ شديد:
_الأميرة لا تختبئ كالجبانة “لوكاس” بل سأدافع عن مملكتي للرمق الأخير.
ومن ثم وقفت جوار “لوثر” الذي استسلم سريعاً من محاولاتٍ إقناعها، أما “راوند” فقالت بإصرارٍ:
_لا شجاعة لجيشٍ لا تقوده ملكته “لوكاس”، سأنضم لصفوف المعركة بجيش الحوريات وسنجاهد لقتل تلك الوضيعة مهما كان الثمن.
وهبطت هي الأخرى لتقف جوار زوجها، خشى” لوكاس” أن تؤثر بها قرارتهم، فوضع السيف أرضاً ثم جذب وجهها إليه، علها تستمع إليه جيداً:
_”روكسانا” أنتِ مختلفة عنا، لن تحتملي ذلك الهجوم، لا تفكري حتى بالخروج من القصر.
نهض الملك “شون” ثم إقترب منهما ليتمسك بيدها وهو يشير له بثباتٍ:
_إذهب لمساعدة شعبك بني، ولا تقلق حيالها.
أؤمأ برأسه بهدوءٍ، فمنحها نظرة أخيرة قبل أن يتبعهما للخارج، فجلست “روكسانا” على الصخرة القريبة منها لتنتحب بدموعٍ:
_أخشى أن أخسره أبي!
جلس جوارها وهو يمسد على خصلات شعرها بهدوءٍ:
_ابني ليس ضعيفاً، سينتصر بالتأكيد.
*******
بالخارج..
تأمل”لوكاس”ما الذي أصاب مملكته وشعبه بحسرةٍ، فكانوا يهرولون من أمامها بذعرٍ وحالة من الهلع تنخر عظامهما، تملكه الغضب الساخط بتلك اللحظة ثم أشار للوثر، قائلاً:
_حاول جاهداً لإبعادها عن المملكة.
أشار له “لوثر” ثم تخفى بصحبةٍ “بيرت” ليظهروا مقابلها، تعالت ضحكاتها الساخرة وهي ترى السهام تصوب بإتجاهها، فسلطت لائحة يدها بإتجاه السهام التي توقفت محلها كتوقف الزمان، ومن ثم أدرت رأسه ليعد محارباً لمن قذفه، فكاد بأن يصيب “لوثر” و”بيرت”.، أما على الجهة الأخرى فكانت تساعد “ضي” الجرحي من الشعب، ولجوارها عدد من الجواري التي يحملن عنها وصفاتها الطبية، فكانت تؤمر الحارس بنقلهما للمستقر الآمن بأمر من “لوكاس” حتى أنها صرخت بالناجين بتتبع الحارس لذلك المكان التي تحرسه هالة لن تتمكن “رودوليت” من إيجتيازه، فأشارت بيدها قائلة بحزمٍ:
_عالجوا ما استطعتم من الجرحي وارشدهم على المستقر الآمن أسفل القصر الملكي.
إنحنوا طاعة لها ثم حملوا الواصفات الطبية ليبدأوا بتنفيذ ما قالت، أما هي فعادت لأرض المعركة، لتشير بيدها لراوند التي استجابت لها، فإنضمت لصفوفها بصحبةٍ جيشها، ليلتفوا من حول “رودوليت” ليشكلوا حلقات دائرية الشكل، تعالت ضحكاتها الساخطة عليهما ومن ثم خرج الشر العظيم مصاحب لصوتها:
_أشفق عليكما حقاً، مازالت بداخلكما رغبة بالإنتصار رغم إنه لن يحدث!
ثم استطردت بحدقتيها السوداء التي أخفت عينيها تماماً:
_لن يتمكن أحداً من إيقافي اليوم.
وحركت أذراعها بحركةٍ دائرية سحبت بها الأسلحة التي يحملوها، ثم أطبقت معصمها الفارغ لتتفتت، وكأنها طبقة من البلاستك الرقيق الذي لم يحتمل حرارة الشمس، ومن ثم تجمع حول جسدها طاقة هائلة لتفتح ذراعيها فأصابتهما جميعاً، سقطت الحوريات تباعاً، تأملت “راوند” ما حدث بجيشها بنظراتٍ محتفنة، فاندفعت صارخة:
_ستدفعين الثمن غالياً “رودوليت” ، ثمن ما حدث هنا وما فعلتيه بابنتي.
ضحكت وهي تجيبها باستهزاءٍ:
_لنرى ما الذي ستقدم ملكة الحوريات الضعيفة على فعله!
اغتاظت من سماعها لتلك الكلمات، فاستجمعت طاقتها القاتلة ثم بدأت بمهاجمتها بكل ما إمتلكته من قوةٍ، أحاطت “روروليت” بقوتها الكامنة بين لائحة يدها ومن ثم دفعتها في إتجاهها لتستهدف “راوند” التي تساقطت أرضاً تنازع الإصابة التي تعرض لها جسدها، أسرعت “ضي” إليها وهي تتأمل جرحها الغائر بفزعٍ، فاستدعت “بيرت” على الفور لتصرخ به وهي تتفقد حالتها بخوفٍ شديد:
_إصابتها خطيرة للغاية “بيرت”.. عليك حملها للمختبر الآن.
لم ينتظر لسماع المزيد فحملها بين يديه ثم تخفى من خلف” ضي” ليضعها على أقرب فراش بمختبرها، لينحني اليها وهو يتفحص حالتها المقبضة، فقال بهلعٍ:
_تحملي “راوند” ستكونين على ما يرام.
سحبت أنفاسها ببطءٍ وكأن هناك من يسحب روحها، فأغلقت عينيها باستسلامٍ حينما حقنتها “ضي” بالدواء المطلوب، ثم أشارت له بلهجةٍ جاهدت لجعلها هادئة:
_لا تقلق ستكون على ما يرام، إذهب وساند البقية ودع أمرها لي.
طوفها بنظرةٍ أخيرة قبل أن يستمع لشقيقته، فتخفى ليعود للمعركة الجاسمة من جديدٍ.
*******
استمعت “رودوليت” بسماع الصراخات وإستغاثات شعب “لوكاس”، بدى الأمر وكأنه يروق لها، فكانت تدمر هنا وهناك، تشعل تارة النيران وتارة أخرى تهاجمهم بصراخها الذي صمم آذانهم، لم تترك وسيلة الا وضغطت بها عليهما لتسقط عدد هائل من القتلى والمصابين، فكانت تعلم كم هذا يستحوذ بالسوء على قلب”لوكاس” الذي رأته أمامها، يعتلي “روجان” بقوةٍ وكبرياء لم يتزعزع بعد، فهاجمها بكل ما أوتى من قوةٍ، ضحكت بسخريةٍ وهي تراه يهاجمها بسيفه الحاد، فأنحنت بقامتها الطويلة ليتوزع ضيها الذي نقل جسدها لأكثر من خمس مستنسخ يشابهها، ارتبك “لوثر” الذي إنضم له بالأعلى، فلم يعد يميز بين النسخة المستنسخة والأصلية، فصوب سهامه بعشوائية ليستهدفهم جميعاً، ومع كل سهم يكاد بأن يلامسها كان يتبخر جسمها ليصبح ضوء نفاذ، لم تسري خدعتها على “لوكاس”، فاستهدفها بشجاعةٍ وعاونه على ذلك”روجان” الذي يفهمه من إشارة عينيه، فحلق به بجدارةٍ ليصبح أمامها، فغزى سيفه جسدها، لتصرخ صرخة رجت المملكة من شدتها فكانت بإسقاط معمارها، سحب “لوكاس” سيفه وهو يحدجها بنظرةٍ قاتلة، فارتمست ابتسامة ساخطة على وجهها من وسط آهات توجعها، فتفاجأ بجرحها الغائر يلتئم بسرعةٍ الرياح، لم يفكر كثيراً بالأمر واستهدف عنقها، فسقطت أسفل ظهرها دون أن تنزف قطرة دماء واحدة ومن ثم استقامت رأسها ليلتحم من جديد وضحكاتها الصاخبة لم تتوقف، لم يتوقف “لوكاس” عن المحاولة في إسقاطها، فحتى وإن لم يقوى سيفه على ذلك، فعليه أن يشتت انتباهها عن مملكته لحماية شعبه، أغلقت “رودوليت” عينيها بعنفٍ فسرى شرخ كبير بوجهها وكأنها ستنكسر كالزجاج، ومن ثم برقت بحدقتيها السوداء لتكور بيدها بخار أسود اللون يحوم بحركةٍ دائرية الشكل ومن خلفه تتجثم طاقته الضخمة، ومن ثم همست بكلماتٍ غامضة، جعلت ذراع “لوكاس” يتلوى حتى سقط عنه سيفه ومن ثم شعر بتصلب أعضائه، فحاول التحرر من ذلك الشر العظيم بمحاولاتٍ باتت بالفشل، استجمعت “رودوليت” الطاقة المنفرة بين بيدها ومن ثم قذفتها بإتجاهه، فابتسم بترحابٍ فكم تمنى أن حينما يدركه الموت، يمت بساحة المعركة، لم يشعر “لوكاس” بأي ألم يخترق جسده، حتى تلك القوة المسيطرة عليه لم يعد لها وجود، أسبلت عينيه في صدمةٍ حينما وجد “روجان” يقف أمامه، ليتلقى هو تلك الضربة التي أفتكت به وجعلته يلتقط أنفاسه الاخيرة، ليودع قائده بدمعةٍ ذرفها بحزنٍ على فراقه، مرر “لوكاس” يديه على جسده وهو يهمس بعدم تصديق:
_ماذا فعلت “روجان”؟
أغلق جفنيه بوداعٍ أخير، فأحتضنه”لوكاس” بتأثراً شديد، جن جنون “رودوليت” فحاولت إصابته من جديدٍ، وحينها توهجت “ضي” لتحاربها بقوتها الفتاكة وقف جوارها “لوكاس” الذي تحول غضبه لقوةٍ تفتك وتدمر، استهدفوها سوياً فتقلصت حجم قواها ولكن مازالت تقف من أمامهما وتحارب بما تمتلكه من شرٍ عظيم، تركتهما واتجهت تجاه القصر لتتلذذ من الإنتقام من “روكسانا” قبل أن تدمر المملكة بأكملها بخطتها المحكمة..
*********
_عد منتصراً من أجل شعب مملكتك!
ترددت كلمة “لوكاس” بعقله مئة مرة لتمنحه ألف دافع للنهوض مجدداً، ومن خلفه ذاك الصوت الضئيل الذي يناديه بانكسارٍ ورجاء بالا يتركها، صوت “ألماندين” الذي تسلل لتلك المنطقة الحذرة التي وقع بها، بصعوبةٍ بالغة رفع “ديكسون” جفنيه الثقيل فبدت الرؤيا مشوشة له ببدء الأمر، ثم بدأت تتضح شيئاً فشيء، فرأى المخالب الحادة التي تقترب من جمجمة رأسه في محاولةٍ لنزعها عن جسده، ثقلت أنفاسه وهو يجاهد بتحريكٍ أصابعه ليجذب السيف الذي يقرب منه مسافة ليست بكبيرةٍ، وبالفعل تمكن “ديكسون” من جذبه بين أصابعه، ثم إنقلب على ظهره ليواجهه بضربةٍ اقتحمت موضع قلبه فسقط فوقه بثقل جسده الضخم، ظن “إيمون” بأن ذاك المخلوق قد تمكن منه، صرخت “ألماندين” بجنونٍ وهي تصيح بقهرٍ:
_”ديكســــــــــون”.
أمسكت “إريكا” يدها ثم أرغمتها على النهوض، مشيرة بأصابعها تجاه تلك البقعة بفرحةٍ:
_”ألماندين” إنظري.
تطلعت لما تشير إليه، فوجدت “ديكسون” يقف من أمامهما بعدما دفع المخلوق بعيداً عنه، حاول أن يسيطر على جروحه الغائرة، فتحرك بعدم إتزان تجاه الصندوق، ليستخرج منه القوس فتمددت الصخور من أمامه من جديد لتتيح له طريق العودة، حينها أسرع إليه “إيمون” ليسانده وهو يتساءل بلهفةٍ:
_أأنت بخير؟
منحه ابتسامة ساخرة، فابتسم الأخير وهو يخبره بغرورٍ:
_أخبرتك بأنك ستنتصر أليس كذلك؟
حارب “ديكسون” تلك البرودة التي تهاجم جسده، فتأوه بألمٍ حينما اندفعت “ألماندين” لأحضانه، قائلة بعتابٍ:
_كاد قلبي أن يتوقف خوفاً عليك.
طالت نظراته بالتطلع لها، فرفع يديه الغارقة بالدماء ليمررها على وجهها الناعم، وكأن بداخله هاجس مخيف يحاربه:
_سأحارب الموت لأجلك.
جحظت عينيها وهي تتأمل جروحه البالغة، فخلعت عنه ما يرتديه، فزعت “إريكا” مما رأته، فقالت:
_فقد دماء غزيرة، علينا أن نعالج جرحه سريعاً.
جذب “ديكسون” معطفه من يد “ألماندين” ثم ارتداه وهو يشير لهم بالرفض:
_ليس قبل أن نعود للمملكة.
أوقفته “ألماندين” ثم قالت بعصبيةٍ شديدة:
_ألا ترى ما أصابك!
أجابها بلا مبالة:
_لا يعنيني كثيراً.
ثم أشار لهما بصوتٍ واهن:
_هيا لنستكمل طريق العودة للمملكة.
وتحامل على ذاته محتبساً داخله ذاك الألم الذي يشتد به كلما تحرك!
********
ازدادت فرحتها حينما وجدت المكان مهيأ لها، فالمستقر الآمن لشعب المملكة ملتصق بالقصر الملكي، فكان يشبه الزجاج البلوري، فهي تعلم بأنهم يرونها ويستمعون لها جيداً، سلطت عينيها على باب المستقر بنظراتٍ ماكرة،ثم التفتت برأسها تجاه “لوكاس” الذي وقف مقابلها ليكن حائل بينها وبين الباب الفاصل، لينذرها بصرامةٍ وقد أخشونت لهجته:
_لا تفكرين بالإقتراب من هنا والا حينها لا تلومن الا نفسك.
تعالت ضحكاتها المستهزئة به، ومن ثم توقفت لتجيبه بسخطٍ:
_مازلت تتمسك بكبريائك اللعين حتى بعدما أصبحت بموضع ضعفاً.
كظم غيظه وهو يرد ببرودٍ:
_الضعيف هي تلك التي باعت لنفسها لهوسها الشيطاني.
هللت متحمسة وقد التوى ثغرها عن ابتسامةٍ مستفزة:
_لا يهمني شيئاً سوى بشريتك وعرشك.
لم يستطيع التحكم في انفعالاته التي تضاعفت نتيجة لتدفق الدماء المحتقنة غضباً في عروقه:
_أخشى أن ينهدم حلمك هذا قبل أن يتحقق.
رفعت حاجبيها بانبهارٍ بالتحد الصريح بلهجته:
_سنرى إذن!
ثم حلقت بالهواء مقابل القصر والمستقر، لترفع صوتها وهي تردد بخبثٍ:
_يبدو أن ملككم يعشق بشريته كثيراً.
واستكملت بنظرةٍ يشعلها الحقد ونيران الإنتقام:
_حسناً، سأمنحك فرصة أخيرة أمام شعبك، سلمني البشرية أقتص منها بما فعلته بشقيقاتي وحينها أعدك بأنني سأترك شعبك ومملكتك آمنة.
تغلغل الغضب بعروقه ، فقال بنبرةٍ متشنجة:
_نهايتك ستكون هنا بمملكتي “رودوليت”.
تجاهلت ما قاله، ثم عادت لترفع صوتها بعدائية شديدة:
_رأيتم بأعينكم، خيرته بين شعب مملكته وزوجته فأختارها، إختار ملكته الضعيفة التي تختبىء بالداخل كالجبناء!
ثم كورت بيدها طاقة هائلة جعلت ما حولها من صخور تتفتت لتتجمع بتلك الهالة المخيفة، بقى” لوكاس” محله بشجاعةٍ لم تهتز خشية منها، فإن كان مصيره الموت سيواجهه قبل أن يطول شعبه، خرجت “روكسانا” من القصر لتقف على قربٍ منها، ثم رفعت صوتها عالياً وعينيها تنعكس على البلور الذي يراقبها من خلفه شعب مملكة “السراج الأحمر”:
_الملكة تضحي بأي شيء في سبيل حماية مملكتها وشعبها!
لوت شفتيها بإستهزاءٍ:
_وها قد أتت البشرية اللعينة!
وقبل أن تصل إليها تخفى”لوكاس”ليحملها ثم عاد بها ليقف أمام المستقر، ليدفعها بالقوةٍ للداخل، وحينما رفضت ذلك، جذبها” لوثر”و”بيرت” عنوةٍ، اشتعل غضب “رودوليت” فارتفع جسدها بالسماء وقد أشتعل وجهها بأكمله بنيرانٍ بدت، وكأنها بداية لشر عظيم، فرفع يدها وهي تردد بصوتها المخيف:
_سينتهي كل شيء.
إحتدت عينيها بأشعة سوداء شقت الأرض من حولها ثم كادت بتسليطها على المستقر من أمامها لتتمكن من القضاء على المملكة بأكملها.
بتلك اللحظة ظهر “ديكسون”و”سامول”بعد قضاء تلك الرحلة المميتة، فتأمل ما يحدث بفزعٍ، التقطت آذنيه صوت صياح “سامول” الذي ناداه عالياً:
_”ديكسون”.
التفت إليه فألقى له السهام الثلاث، التقطتها ببراعةٍ، ثم تخفى سريعاً وقد بدأ باسترداد قواه، فألقى بذاته أمامها، ألهب الشعاع الاسود عينيه فأغلقهما وهو يضع السهام الثلاث بالقوس ثم حررهما ليستقرا بجسدها، بمنتصف قلبها الذي نبض أخر خفقة له ومن ثم انهار جسدها وتبخر ليصبح شرار أسود مقزز، حلت السعادة على وجوه المملكة بأكملها وعلى رأسهم “روكسانا”، الهتفات والفرحة كانت تسود الوجوه بعد أن تمكن”ديكسون” من القضاء على هذة القوة المخيفة، تلاشت البسمات وتبددت الفرحة حينما سقط “ديكسون” من أمامهما ليتمدد أرضاً باستسلامٍ لما فعله من عمل سيضاف له بتاريخٍ المملكة، فإنهار جسده ليسقط أرضاً مخلفاً ورائه صدمات وحزن خيم على الوجوه، وصرخات صاحبت صوت الملكة التي هرعت إليه وهي تردد بصوتٍ متقطع:
_”ديكســـــــــــــــون”!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية بشرية أسرت قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *