روايات

رواية سرداب غوانتام الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم نور

رواية سرداب غوانتام الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم نور

رواية سرداب غوانتام البارت الثالث والعشرون

رواية سرداب غوانتام الجزء الثالث والعشرون

سرداب غوانتام
سرداب غوانتام

رواية سرداب غوانتام الحلقة الثالثة والعشرون

ازدادت ضربات قلبها من الكتفين العريضين والواقفه الشامخه المعتاد وقوفها، الاح نسيم الهواء خصلات شعره السوداء فاصابتها غصه قويه لرؤيته من جديد
“فرناس” انه قيد الحياه ليس ميت، انه يقف امامها الان،
كان سعيدا لرؤيتها مجددا تقف امامه الان لكنها تنظر اليها بتعببرات الصدمه لوقوفها مع حقيقه تدركها الان، حقيقه مخيفه تتقبلها رغما عنها
قال “فرناس” بتعجب : ما بك
: هل انتظرتنى بالفعل؟!
تعجب نظرت له وقالت بضيق: لماذا؟! لماذا جعلتني اعود…
طالعها مستغربا قالت بغضب : لما فكرت بى لدرجة ان كتابك عاود بالظهور..
: لا افهم شيئا
: كنت سعيده فى عالمى ومرتاحة البال، لما فكرت بى الآن لاعود هنا من جديد ، لماذا؟!!
: انتى بخير
ادمعت اعينها بغصب: كنت بخير قبل رؤياك
نظر إليها اقتربت منه مردفه : اشعر بالغضب وانا واقفه معك ، اشعر بلغضب فور عودت كتابك الاحمق ليعيدنى الىةذات السراب
: سراب!!
: اجل سراب، هنا سراب الهواء سراب انت… انت لست حقيقى انك لستةسوى شخص ميت
قالها بغضب وصاحت به : اسمعت انت ميت يا “فرناس”، انك لست موجود من الاساس
سالت دمعتها وقالت : ليتنى لم اقابلك، ليتنى لم اراك، ليت قدماي لم تدب أرضك اللعينه، ليتنى لم اهوى القراءه يوما لتقعنى فى فخك.. كل من عودة الكتاب…لماذا…لماذا ليعود الان..لماذا ليعيدنى اليك
نظرة له من سكوته طوال حديثها يستمع ويطالعها بأعين بارده ليقول اخيرا
: هل تأتين حين افكر فيك
اومات له ايجابا قال : ستعودى بلا رجعه اذا هذه المره، فانا شخص لا وجود له.. ابتعد عنى قدر الإمكان
نظرت له اكمل بجديه : لن اتطفل عليك..أعدك بهذا يا “لينا”
ابتعد عنها وذهب تاركا اياها تبخلق فيه، وضعت يدها على فمها الءى ستعلم بما لا يجب البوح به، التفت ونظرت اليه وهو واقف بعيدا عنها شاحبا مهزما، لا تدرى كيف قالت ذلك، كيف تحدثت واخبرته بحقيقته..كونه ميت.. كيف طاوعها
بصقت ثمومه فى وجهها لتفرل غضبها وهو اكثر من سيتألم بها، مهما كانت حزينه انه الشخص الخطا الذى اباحت له، زا شعورت لمعرفة حقيقته المؤلمه.. هل صدقها؟!
سارت تجاهه بندم قالت : اسفه
كلنت ملامحه خاليه من التعبير تسالت بماذا يشعر فأعادت اسفها عليه وقالت
: لم اكن اقصد قول ذلك، اردت التخفيف عن حزنى لكنى أخطأت.. سامحنى ارجوك، اسفه
: هل انا ميت حقا
اسكتها سؤاله بل شعرت بقطعة حجر تتوقف فى حلقها، نظر إليها وحين التقت اعينهم رأت ما بهم من خيبه وحزن مخفى انها فقط من تستطيع رؤيته، اثابتها وكزه قويه ومشاعر فياضه مع احمرار اعينها بتلأتلأ دموعها داخل جفونها لاتذكر تحذير العجوز
“افيقى يا لينا انه السراب”
حاولت استعاده رباط جأشها
قال “فرناس” : كيف سأموت
شعرت بحزن يعششداخل قلبها والم على بطينها الايسر، الم من ذاتها والم من نبرته المسالمه
قالت “لينا” : هل هذا يهم
: اريد معرفة اذا كان سيقبض ملك الموت روحى ام سأقتل
عادت بتذكرها الى ذلك المشهد فأغمضت اعينها منعا لتذكر، سالت دمعه من اعينها كانت دافئه متناقضه مع بروده الهواء لكن اصابتها حرارة قويه قالت بصوت يجهش بالبكاء
: احبك
طالعها من الكلمه الذى قالتها واستطاع سماعها بوضوح، اقتربت منه واصبحت قريبه منه، عانقته فتوقف متفجأ من فعلتها الذى لم يتوقعها شعر بروفة جسدها من التصاقهم، بكيت وتعالى صوت بكائها
: “لينا”
دفنت وجهها داخل صدره وهى تحترمه بقوه متشبه به باظافرها بكل ما أوتيت به من قوه، تريد أن تشق صدره وتختبأ داخله
: لا تبتعد
ارتمت على كتفه بإرهاق وانكسار كبير داخلها قالت بصوت ضعيف هامسه له
: احبك كثيرا فلا تتركنى
اخرجت كلماتها برجاء وتكتم صوتها، رفع زراعيه وطوق عليها ليبادلها متخطيا الحواجز والحدود الذى يجب مراعتها امام ذلك الحب انكسرت المعتقدات والعادات، فى لحظه خاليه الوفاض كان كل منهم مناقض المشاعر الذى خليت بهما
كان بيده القويه يربت عليها بحنان جعل دمعه تسيل منها برغم شعو. الراحه التى هى فيه الآن، انه يطمأنها من الموت الذى سيسلبه منها ام انه عناق الوداع، انها لحظه سرد القلوب مقدار خوفها من الفراق، خوف من القادم ….. القادم ، ماذا سيكون
ابتعدا كلاهم عن بعضهم ودت “لينا” ان يبقيها بين اضلعه اكثر من هذا..للمدى البعيد
رفع كلتا يداه وامسك وجهها برفق ليزيل تلك الدمعه الذى زالت لمساته كافيه بأن تجعلها تنناسي العالم اجمع امام لحظة معه
قال “فرناس” : إياك والبكاء وان كان بسببى
:اسفه على جرح مشاعرك، لقد تفوهت بالهراء
لم يرد عليها لكن تنهد وهو يسند جبهته على جبتها مخترقا عيناها بأعينه الرماديه
: هل كان مشهدا موجعا
لم تجب عليه لكن استطاع الشعور بحزنها تنهد وقال بقوه
: اخبرينى عما عرفتي تلك المره
: هل تثق فيما تطلبه منى
: لم اكن لاقوله لك ان كان لدى ذرة تردد… هيا اخبرينى
: مهمتى كانت التدوين
: اعلم ذلك
: لا تعلم، لأنها لم تكن تدوينا عاديات بل كانت قصة حياتك لتدوين مقتلك
: من اخبرك بهذا
: انه ذات العجوز، جعلني ارى واتأكد ان عالمك ليس حقيقيا… اننا فى حقبه من الماضى، ” غوانتام” الان اصبحت غابه لا يحكمها احد الدماء تملأها والجرائم تعم..أنها غير صالحه للحياه
صمت قليلا لكن استعاد رباط جأشه : ماذا رأيتى؟
طالعته من سؤاله فهل حقا يسأل ذاك السؤال
: كيف قتلت
اصابتها وكزه بحزن يتناشر فى خلاياها قالت
: رأيت ما لم أستطع تحمله لكنى أدركت كم اننى قويه
قربت يدها منه لتشابك اصابعهم،قالت
: لم اكن لاراك ثانيا، اختفى الكتاب
طالعها بشده اومأت له لتكمل
: رفضنى، بسبب ما فعلته وتغير الاحداث..لقد كنت سبب كبير فى انقلاب شعبك عليك، ستموت على انك خائن..سيجمعون على قتلك.. كان عقاب فعلته عدم رؤيتك واختفاء الكتاب
: كيف عدتى اذا
: لقد عاود بالظهور، لا اعلم كيف ولماذا.. لكنى سعيده لهذا الامر، ان كان الامر انقلب ضدك فلم يعد هناك تضحيات ولا شيء تخسره… كما استطعت تغير الاحداث سنغير هذا الأمر ايضا
نظرت له قالت : لن تموت
: هل حدثت كهذا سيتغير
: سيتغير، يجب ان يتغير لأنى لن استطيع تحمل عدم وجودك.. ساعدنى فى هذا
: كيف
: احمى نفسك، لا تدعه يقتلك
: هل مت ضعيفا لهذا الحد، الم اقاوم
: لم تفعل ذلك لانك قتلت قبلها من معرفة الفاعل
طالعها مستغربا لتردف: مهما حدث لا تسلم نفسك للموت من اجله.. عدنى بذلك
: من يكون
نظرت اليه من سؤاله ونبرة الريبه قال
: من الذى سأموت على يده واكن خاضعا له وهو يقتلنى
: اخيك
صمت دون اى ردة فعله نبعت على وجهه، تقبل الامر كنخجر ثقب قلبه وقال بذات النبره الهادئه دون اى رد فعل لصدمته
: كيف سيقتلنى
: لماذا لم تنصدم من معرفة الفاعل
: انه بلفعل القادر على قتلى،الامر مؤلم وتقبل الحقيقه واجب لمعرفة القادم
تنهد بحزن داخلى : كنت أحيا من اجله
قبصت على يده بقوه من قوة ثباته وامتلأت اعينها بدموع بدلا منه قالت
: اياك وان تتنازل عن حياتك، هناك شخصا يريدك معه.. حياتك تهمه وبشده فلا تظن ان لا فائده من وجودك، ان روحك ثمينه
كانت تتحدث عنها بصيغة المجهول اكملت
: انك لن تترك له نفسك ، لا تدعه يقتلك ارجوك
: اكان هو من يدبر لقتلى وفعل كل ذلك
: انه وراء كل شيء، الحوادث المدبره… المكائد وتسريب خبر وجودى فى قصرك، انه الفاعل فى ثورة الشعب
صمت ولم يقل شيئا قالت
: كان يجب ان تعرف ، حتى لا يعاد ما حدث.. سنغير الاحداث لن تستلم له ، وان اضطررت لقتله افعلها
نظر إليها بشده قالت بتأكيد: اقتله وأنهى الامر
: اقتل اخى
: اى اخ هذا، انه شيطان..لقد قتلك بكل وحشيه دون ان يهتم بك..رايته بأم اعينى، جعلت نفسك ضعيفا امامه وانت قادر على ان تقتص منه ، صدمتك وحزنك من خيانته تجعله قويا امام ضعفك..لا اريد عودة ما جرى
صمت دون ان يعطها ردا على كلامها وكانما كانت تتحدث مع الهواء، قالت
: ستفعل ذلك صحيح … :ماذا يعنى هذا الصمت المهيب، لن اسمح لك يا “فرناس”، لا تفعل ذلك بى وتدعه يقتلك ، ان كنت معك الان ، فانت قادر على تغير الاحداث كما تغيرت كنت ستموت ملكا ام انت الان ستموت بصفتك خائن لن يحزن عليك احد سيروه بطلا ام انت سيرونك مجرم، لن اسمح لك بفعل ذلك بى، ليس بإرادتك وكيف ما تشاء، طلبت منك الا تبتعد عنى … قولها.. عدنى انك لن تتركنى وستكون بخير.. انا لا اعلم حتى متى ساغادر ومتى سأعود لكن اود البقاء وعدم تركك، لذلك اعلمنى ان حين اعود فى المره الثانيه امى سأجدك حيا.. انت لا تقدر خوفى وزعرى بفقدانك ، هناك امل بأن تعيش كباية ثائر البشر، لما تصمت وتخيفنى منك
: ان مت فأنتى اول من سافكر به واخاف من الا اراكى ثانيا، لذلك لن يحدث لى شئ
: اذا عدنى
: الا تثقين بى
: لا ، لا اثق بحبك لاخاك لذلك عدنى
: أعدك
وهنا سكتت حينما حصلت مرادها لم تهدأ لكن تطمأنت لوعده الذى تعلم انه لن يخلفه
: مولاى
التفت فورا للصوت وجدت رجلا يرتدى ملابس المزارع ويمسك حقيبه يملأها بالثمار طالع “لينا” الذى طالعته بشده مستغربه من يكون
: هل لدي جلالتك ضيفه
قالت ” فرناس” : اجل ستكون معنا لموعد عودتها
انحنى لها الرجل قالت سريعا : لا لا، ماذا تفعل اننى عبده مثلك
: عبده
: جمعينا عباد الله
قال “فرناس” : هل هناك شيء يا “شوار”
: شممت رائحة دخيل لذلك اردت الاطمئنان.. اعتذر عن المقاطعه
غادر مستأذن لتلفت إليه فى حيره
: من يكون
قال “فرناس” : انه مزارع
: ناديك بمولاى
: اظننتى ان الجميع تحالف ضدى، لا يزال هنالك من يكنون الإخلاص لى
: هل نحن فى مزرعته اذا
: كلا انها ملكى
طالعته بدهشه اردف : لم نعمل بها لكن المحصول يتصدر للعائله الملكيه.. “شوار” انه حارس وفلاح يرعاها
: هل هو فقط من يدير تلك المتاهه
: يعمل لديه اتباع كثره لكن أعطاهم عطله واخلاها فور زيارتى بسبب تدهور المملكه فى الاوضاع الاخيره
: هل اتيت لهنا لان القصر…
سكتت تنهدت قالت : حسنا لا يهم، من معك
: اننى بمفردى، يتردد “بردله” بزياره ليخبرنى بالمستجدات لاخر ما وصلنا له
: عن ماذا
: اريد ان يعرف ان الشعب ان “رزان” لم تعد بل شخص اخر لم يرتكب اثما، اريدهم ان يعرفو الحقيقه ليس مو اجلى ولكن اجلى عائلتى..بدأو فى مقتهم بسبب الملك الذى تمرد من بعد تاريخ من رثاء
: اسفه، فأنا من تسببت فى كل هذا
: لنرى حلا فيما نحن فيه، ونعمل على تغير كافة الأمور
: كيف ستجعلهم يصدقونك، انهم يكرهونى أشد الكره مما فعلته فيهم سابقا
: هناك اتباع قمت بزرعهم بين الشعب ليهدأو ثورتهم منك، لا اعلم لكن نسبة تغير عقول المدنين منك ضئيله
: ما دمت انت حيا، فالامل موجود
تبادلا كلتا النظرات الى ان تورظت وجنتيها وقال
: اتمكث هنا بمفردك.. اين “داغر”
: يتردد عليا من وقت لاخر
: اظنه يفكر فى حلول اخرى حول تغير القتل الى إعدام، لابد انه يود ان يقلب الجيش هو الاخر عليك لانك مزلت قوى به ، لا يعلم انك لا تقوى بأحد وانك قوى بذاتك..
تنهدت واردفت : ان كان يعلم حقيقتك لفر هاربا ولم يقدر على الوقوف امامك، لعله كان سيعيد التفكر فى قتلك خوفا منك
: وهل تخافين منى
: ابدا
: لانك لم تري ما يخيفك منى بعد
: ماذا عنك، ان أظهرت “رزان” الشريره التى داخلى
: اظهرتيها
: اجل نسيت، وقتها قمت بتهديدى ان اتحكم بها والا لانقلبت علي
: لا احتاج اعاده التحذير اذا
: امازلة عند ذلك التهديد، تريد قتلى
: وقتها سأقتل “رزان”
: اللعنه انه يظل جسدى
: تتمنين بلارواح الخالده
نظرت له بضيق ثم قالت: ما علينا بردو هقول تانى.. لو اظهرتلك انا إلى يخوفك
لم يكن ليفهم لولا جملتها الاخيره اقتربت منه قالت
: ام ستقول انا لا اخاف، لقد واجهت جنى امامة
: لا علاقه للخوف بك
: لماذا، ابدو ضعيفه لهذا الحد
: الخوف ينبع من القلب وقلبى ممتلأ بحبك
ابتلعت كلامها فكانت جملته كفيله بأن تقعها على هاويه اوتار قلبها، لا تريد أن تشيح اعينها عنت فتستفيق من غفوتها، تكاد لا تصدق انه يقف امامها الآن
لكت رأت شخصا يقترب من بعيد، كانت امرأه ترتدى ملابس بسيطه وتحمل أغصان فى يدها، لم تراها منذ أن وفقت هذا يعنى أن ظهرت للتو
نظرت إليه قالت متسائله : هل يحق لاى احد التجول فى مزرعتك
نظر الى ما تقصده وقفت بقرب منه قالت
: مولاى، عرفت بحضور ضيفتك لهنا، اتيت لسؤالك هل اعد الطعام لكما؟!
نظرت اليها فكانت جميله رقيقه الملامح والوجه قالت
: هل انتى من تعدين له الطعام… ماذا تفعلين له ايضا، ترتبين غرفته… تضبين ملابسه و….
: “لينا”
قالها “فرناس” ليفيقها من اسألتها المتعددة حيث كانت المرأه تنظر اليها بريبه، قال : اذهبى الآن يا فطون
اومات له غادرت مبتعده عنهم قالت
: اتعرفها
: انها “فطون” ابنة “شوار” الذى رايته منذ قليل
: هل قريبة منك
نظر إليها من سؤالها قالت : اين “صفيه” ؟! لماذا لم ترافقك لهنا
: كلفتهم بالبحث عنها لكن لم يجدوها، اختفت معك
تذكرت ذلك اليوم وقلقت قالت : الم تعد حقا، هل يمكن انها…
: اتعلمين اى شيء
: ذلك اليوم تعرضنا للهجوم من قبل رجال، قامت بتشتتيهم عنى لاهرب لكنهم كانو خطرين.. لفد قتلو السائق امام اعيننا، هل يمكن انهم.. هل يمكن انهم اذوها
ظهر الضيق على وجهه انبت نفسها قالت : لا شك انه ” داغر” من كان يلحق بى، لا عتقد انه مسها
: ان كان قتل أخيه هل سيهتم بحياة مربيته
امسكت زراعها وكانما لا تجد ما تقوله قالت
: انا اسفه، حياة ناس كتير بتنتهي بسببى… اعتذر لك عما بدر منى
: لستى المذنبه يا “لينا”، سعيد بعودتك سالمه
: الم تندم على ظهورى يوما، يكفى كره شعبك إليك
: لقد جئتى تدونى قصتى لكن اراكى تحاربين لعدم إنهاء تلك القصه، لم اندم بل تمنيت لو انك ظهرتى باكرا لعلى اقضى وقت أكثر معك
: لست اقل من مَن يعيشون هنا لخمس مئة عام
قالتها بابتسامه وهى تنظر إليه، صدر صوت نداء مرتفع
: مولاى
كان ذلك “شوار”، قالت : ما الامر
: ابقى بالداخل
ذهبت ونفذت ما قاله اليها، ألقت أنظار عليه وجدت خيل يمتطيه شخصا يقف امامه وينزل، لقد كان “داغر”، احتضنه خافت كثيرا لكنه لم يكن سوى عناق، ظنت انه سيخرج سيفه ويطعنه به الآن
ربت عليه “فرناس” بصدر رحب قال
: لما التأخير
قال “داغر” بابتسامه : ليس بيدى، تعلم لا امانع من ترك البلاد اجمع والمكوث معك، اكن لدي مهمه من اجاك سأكملها
: ما هى تلك المهمه
: ان تعود ذاك الملك الذى يهتف شعب غوانتام باسمه
ابتسم ربت على كتفه قال : سيحدث ما دمت انت معى
مصدومه من حديثه معه وكأنه يجهل حقيقة من يقف امامه، التفت “داغر” نحوها اختبأت فورا خلف الحائط وهى تجمع قبضتها تتخيل وجهه الذى تريد أن تلكمه
قال “فرناس” : الى ما تنظر
: لاحظت شبح احد
: لا يوجد شبح غيرى هنا
نظر له من ما يعنيه اما هى فقد المها قلبها من مقصده، قال ” داغر”
: هل عادت؟!
: من تقصد
: “لينا”
: لا، لم يحن الموعد بعد
اومأ بتفهم وهو يلقى بضع نظرات على المنزل، قال “فرناس”
: اخبرنى عما يدور فى البلاد
: لم تهدأ الأوضاع حتى الان لكن اعمل على حل الخلافات
: اين “بردله” لم يأتى من اسبوعين
: لا اعلم عنه شيئا، امه يعيق مسعاي.. يعلق على خطوه واخذها وايضا الجنود.. يريد اكتسابهم بدلا منى
: انه الوزير
: وانا قائدهم، هذه مهمتى وانا اعلم مصلحة البلاد وكيف ستنتهي الكارثه هذه لتعود لعرشك كما كنت…
: هل هناك مة تفكر فيه
: اشعر وكأنه يريد أن يعمل بمفرده، لعله يريد اضمام الجيش برفقته لينقلب ضدنا، اخشي حدوث شيء كهذا
: هل ممكن ان يفعلها
: لم أعد اثق فى افعاله، اتيت لاخبرك بهذا وانى سأتكفل بامر كل شيء… حان الوقت لتعتمد على اخيك وتستريح
ابتسم ابتسامه هادئه تمتلأ بفجوه عميقه عانقه ليبادله وكانما اخر عناق له، لا يزال يحمل شك بأن ذلك العناق مزيف، ابتعد عنه ينحنى إليه باحترام امتطى حصانه وغادر بعدما ودعه، اختفى من امام ناظريه اختفت ابتسامته عالقا فى كلامه، تنهد وقال
: ما نوع الراحه التى تريدها يا ” داغر”، اهي الراحه الابديه
شعر بشخص يقف خلفه، التفت كانت “لينا” من تنظر له باعين معاتبه
قال “فرناس” : لماذا خرجتى
: تأكدت من رحيله، لما الحزن فى عينك
: هل تردينى اتقبل حقيقه كهذه
: ابقى بعيدا عنه، لا نعلم متى سيغدر بك
: لقد وعدتك
: لكن الخوف لا يزال يحلق فوقى، حين عانقته تخيلت وكأنه يقوم بقتلك… انها فرصه لتصليح القادم، لتكن معى حيا ولست ذكرى.. تمسك بتلك الفرصه ولا تتساهل لا نعلم متى سيغدر بك هذه المره
: الا يوجد عواقب لما سيحدث
تذكر كلامي العجوز عند سؤاله ” اياكى تغيرى حدث يا “لينا لانه هيعود بعواقب كبيره”
قالت وهى تنظر إليه: لا أعتقد أن هناك خسائر اكبر منك لذلك لا أهتم بحجم العواقب، موتك هو اكبر عقاب لى
ابتسم كانت تلك ابتسامه نابعه من قلبه حقا خجلت منه وتغاضت النظر إليه قالت
: لنا جميعا، لا اتحدث بصيغه شخصيه
رأته ينظر الى سقف المنزل التفت على ما ينظر قالت
: ما الامر
: لندخل
ذهب تبعته وجلست بالداخل، نظرت الى المنزل البسيط ليس براعة القصر، انه منزل ريفى لمزرعه جميله، الأجواء هنا دفيئه للغايه، رائحه الخضره.. الهواء النقى هنا يملأ المكان
كانت جالسه عند المدفأه تنظر الى النار واللعب الذى يلامس بشرتها وتستمع به، تشرد لبضع لحظات حلق لوح خشب متفحم بنار من تركيزها، وضعت يدها على اعينها سريعا وابتعدت من هناك
اقترب منها وجلس على الكرسي المقابل لها
: هل تعبثين بالنار
ابعدت اصبعين عن عيناها وراته ينظر إليها أشارت على منتصف جبهتها قالت
: تلك العين هى من تعبث لست أنا
: لا زلتى تواجهين صعوبه فى افراض سيطرتك عليها
: لا اريد السيطره فهى ليست دائمه لى، اتمنى زوالها قريبا.. أنها نذير شؤوم
قاطع جلستهم دخول “شوار” مستأذناً انحنى الى ملكه وضع مشروب ساخنا على الطاوله وهو يسير بوجهه لاحظت ذلك “لينا” من عدم القاء اعينه عليها، وقفت لتأخذ فنجان وضع يده الى أنفه فور اقترابها منه وابتعد عنها
نظرت له قال “شوار” : انستى، ابقى بعيده فرائحتك نفاذه
اتيت “فطون” اقترب منه بقلق : ابى، انت بخير
امسكت “لينا” ملابسها قالت : هل رائحتى سيئه، لما تضع يدك على انفك.. اننى اضع عطرا
قال “فرناس” : الم أخبرك انه يستشعر هالة من حوله
: لا زلت لم أفهم شيئا
قال “شوار” : هالتك القويه هى سبب نبع رائحه شاذه منك لا استطيع التنفس فى حضورك لشدة قوتها
نظرت له بدهشه قالت : هل فعلا تمتلك حاسه شم قويه
نظرت الى “فرناس” وهو يشرب شرابه قالت : ماذا عن مولاى، كيف تقترب منه وهالته اقوى منى
: مولاى لا يمتلك ذات الهاله خاصتك
نظرت له بشده قالت : اتقصد انه شخص عادى وانا غريبة الاكوار هنا
قالت “فطون” : لا شك بذلك ما دام ابى يتعامل مع جلالته باريحايه فلا ضرر منه
نظرت إليه باستغراب شديد قالت : اسفه لم اقصد ايذائك، أنا مدهوشه من تلك القوه الذى تمتلكها.. لا شك بأنك محظوظ لتهب قدره كهذه
قال ” شوار” : انها لعنه
: كيف تقول هذا، انك قادر على معرفه اى دخيل اليك، تستطيع معرفة مع من تتحدث وهالته وحجمها
: ذلك الامر يجعلنى اتقيأ احيانا، حاسه الشم القويه ليست مفيده فى كل شيء، ما يزيد عن حده ينقلب ضده.. واجهت الكثير من الضرر والارق من خلال تلك القدره، شاب شعرى ولازلت احاول التأقلم معها… ليس كل ما هو مميز جيد، ليس كل ما هو فائق مفيد
صمتت وكانما ترة فى كلامه مثالاً لمعانتها، انه يتحدث مع أكثر شخص سيفهمه
اعطتها “فطون” الفنجان قالت : سيساعدك على الاسترخاء
صورتها وأخذته منها اخذت شرفه كبحت فمها الى ان غادرو اخذت ممحاه وبصقته بها
: اى ده؟!
نظرت الى “فرناس” الذى أنهى نصفه قالت : باين انه عجبك
: لا تحبين الشاى الأخضر
: شاى أخضر، كويس انى عرفته عشان مجربش اشربه تانى
لاحظت تفكيره الزائد قالت : فيما تفكر
: فى القادم
: علينا أن نفكر لحل
: بشأن ماذا؟!
: بشأن تغير مسار قصتك والهروب من ذاك الواقع
: اخلدى للنوم اولا وغدا نفكر فى حل
: لا اريد النوم
: الراحه واجبه وان كان لتفكير السليم
: تريد البقاء بمفردك
قالتها باستنتاج وقفت قالت : سأتركك لاستيعاب حقائق اليوم، اعلم ان الامر صعب لكن.. مهما يحدث لا تشك بى، لا تكن العاقبة هى شكك وتنهى كل شيء
: لما تقولين هذا
: اعلم بكل ما يجول فى راسك، أنا الآن اقرأك كتاب مفتوح بعدما عرفت حقيقتك وحقيقة امرى حيال تدوين قصتك
نظرت حولها قالت : اين غرفتى التى سانام فيها
: اختارى اي ما يعجبك
: اى غرفتك انت؟!
نظر لها من سؤالها أشار باصبعه ذهبت إلى الغرفه التى بجانبها وفتحتها قالت
: يمكنني النوم هنا، اريد ان اكون قريبه منك
ابتسم بقلة حيله منها قال : لن اختفى
: اخشي حدوث هذا، تذكر انط من قاطعت حديثنا واخبرتنى ان اخلد للنوم ونا معرضه للسلب فى اى لحظه
: لن تعودى فعقلي لا يتوقف عن التفكير فيك
احمرت وجنتيها دخلت ودعته باعينها وقفلت الباب خلفها لتذهب الى السرير وتستلقى فوقه بتعب، نظرت الى السقف اعلاها اغمضت اعينها بسلام
على هاويه جبل مرتفع تقف تحت سماء مغيمه سوداء، ضباب كثيف يحيط بها يعدم الرؤيه من شدة كثرته
رأت نفسها محلقه بين هواء لا غير نظرت للاسفل انفزعت وعادت للخلف فورا تدحرجت حجره ووقعت تأخر وقت سقوطها من شدة الارتفاع
التفت وهى تنظر حولها لتعرف اين هى لكن لا يوجد مخرج او دليل رشاد، سارت بحذر لعلها ترى احد ما لكن لم يكن هناك غيرها، كانت ستقع حينما تعثرت بشيء ما نظرت الى الارض رأت شخص مقتول ابتعدت باعين متسعه لفرط خوفها، شعرت وكأنها دهس شيئا التفت رأت امرأه مقتوله اخرى انصدمت وابتعدت بذعر وحين انقشع الضباب رأت الارض ملطخه بالدماء من جثث كثيره محاوطه بها
شعرت بأن قلبها سيتوقف ركضت بخوف ونظرت خلفها وهى تسرع لتبتعد من ذلك الجحيم، وقعت أرضا من تعثرها بشخص ما اعتدلت بخوف وحين نظرت توقفت من تصنم خشبها واتساع بؤبؤ اعينها من الصدمه التى اعتارتها من ذلك الوجه الذى تراه امامها
كان ذلك “فرناس” الذى كان قتيلا كغيره، اقتربت سريعا منه ممسكه اياه
: فرناس، افتح عينك.. فرناس، رد عليا
لمست وجهه لترى دماء التصقت به من يدها، نظرت الى يدها بصدمه وجدتها مغترقه بدماء، رفعت اعينها إليه بشده فمن اين اتيت تلك الدماء
نظرت بجانبها لتجد ذاك النهر ظهر من العدم، وحين طلت بوجهها رأت مشهد لها فى يدها فأس يتقطر من دماء غزيره وتمسك بشخص قتيلا بين يديها لا تدب الروح فيه، طانت الصدمه وجه “فرناس” الذى أصابها بهول جعل قلبها يكاد يتوقف فزعا
فتحت اعينها حين شهقت بقوه وكانما عادت الروح لجسدها بعدما سلبت منها
:لااا
انتفضت وهى تعود للخلف وكأنه لا تزال تركض، نظرت حولها الى الغرفه لتجد نفسها فى نفس المزرعه، انها هنا.. كانت على السرير تحلم، انه كابوس، كابوس
رفعت يداها لكن لم تجدها ملطخه بالدماء كما راتها، لا يوجد فأس لة يوجد جثث محيطه بها
امسكت رأسها من ما رأته ولا تزال ترتجف سمعت صوت افزعها، رفعت رأسها لترى تلك البومه البيضاء التى تنظر اليها بكلتا اعينها شديده السواد، هل هى ذاتها الذى تراها اثناء مكوثها فى القصر، تظهر فى كل كابوس تراه، انها نذير شؤوم لها فى كل مره تسمع صوتها يكون هناك كارثه ستحدث
قالت “لينا” : امشي، انتى السبب.. جايه لى، موركيش غيرى
امسكت الوساده ودفعتها نحو النافذه لعلها ترمش او تهتز خائفه لكن لم تتزحزح مما آثار ريبتها، زحفت على يديها وجدتها تحرك رأسها معها وكانما لا ترى سواها
: انتى
: لا تستمعي اليهم، يحاولون الإيقاع بك
اتسعت اعينها حينما تحدثت لها وصرخت صرخه هزت جدران المنزل بأكملها
انتفضت فطون النائمه بنعاس ونظرت حولها خرجت لترى ابيها امامها والقلق يشوب وجهه
: ما الذى يحدث، انتى بخير يا ابنتى
: اجل ابى، الصرخة ليست منى
: هل يعقل ان ضيفة مولاى أصابها مكروه
ذهب سريعا ولحقت به بقلق، قابلو ” فرناس” فى وجههم الذى أتى سريعا نظرو إليه ذهب متاجاهلا اى احد، فتح الباب بقوه عليها وجدت على الارض فى زعر
اقترب منها سريعا لمسها انتفضت لتنظر إليه قال
اهدئى، هذا انا
: ف..فرناس
: ماذا أصابك
رفعت يدها وهى تشير نظر سريعا تفجأ من هذا الطائر الأبيض
قالت “فطون” : تبدو مخيفه، لما تقف عند النافذه هكذا
قال “شوار” : فطون ليس الان
قال “فرناس” : ما الامر يا لينا، ماذا بها..هل قمتى بالصراخ خوفا من طائر؟!
نفيت له وهى تمسك بيده بقوه وتقبل عليها لتبتلع ريقها وهى تنطق اخيرا
: لقد تحدثت
رفع احكى حاجبيه مستنكرا كلامها، بجلقز بها فى ذهول من قولها ذلك، قالت برجفه
: لقد تحدثت مثلنا، حدثتنى كباقي البشر.. تلك البومه تحدثت معى
نظر ” فرناس” إليها والتفت الى البومه التى لم تغادر، تثقبه بأعينها وهو الاخر طالعها لثواني سرعان ما فردت جناحيها وحلقت بعيدا عن المنزل بأكمله، اقفل “شوار” النافذه مغطيا ايها بالستائر، لكن اعينه ظلت على طيف تلك البومه عاد الى من تقبض على يده قال
: لينا، لم يعد هناك احد… انظرى الي
امسك وجهها التفت اليه احضرت “فطون” مياه واعطتها اياها لكنها دفعتها فوقعت ارضا نظرو اليها من ردت فعلها
: لا اريد مياه، لا اريد شيئا
قال “شوار” : هل نتركك بمفردك، الا تريدين احد بجانبك
قال “فرناس” : اهدئى يا “لينا”، عودى الى نومك
: لا اريد النوم لا أجد راحه فى نومى، كل ما هو هنا غريب.. هنا كل المعاناه، ان بقيت هنا ساجن
مسح على رأسها برفق فسكنت بين يديه قال
: سيحدث ما تريدينه، لا يوجد داعى لخوفك
: هل ابدو قا.تله
: لستى كذلك ولن تكونين
تنهدت وهى تخفض رأسها وقد همدت ثورتها، تلك الثوره التى جعلت منها شخصا فى حاله من إلا واعى، الكوابيس مؤلمه لحجم غرابتها وبحجم مصداقيتك لمخاوف حدوثها، هل هو مجرد كابوس ام نبوؤه من ما سيحدث
مع أنقشاع الليل وشروق الصباح معلنا بدأ يوم جديد، كانو يجلسون بصمت من حادثه ليل البارحه، كان “شوار” يجلس على كرسي بعيد عن “لينا” التى كانت صامته ولم تكثر فى الكلام
اتيت “فطون” وضعت لهم الشاى الأخضر قالت
: مولاى، هل اعد لك الطعام
: لا داعى لذلك
نظرت الى ابيها أشار لها فذهبت معه، خرجا من المنزل وذهبو الى أشجار تمتلأ بالثمار قال
: ساعديني على جمعها
أزمات له مطاعم قالت : هل تعمدت بقول ءاك لنتركهم
: نحن نخدم جلالته وليس لنا اتدخل بأموره، لعلها تريد التكلم وتمتنع من بقائنا
: ما اقصده اننا نستطيع مد يد العون، ما قالته البارحه بشأن اخراجه من هنا اعتقد ان اديها حلا ليعود ملكنا كما كان وتنتهى تاك الثوره
: لا أحد يعلم متى وكيف ستنتهى، نريد السلام باكرا
: لن يحدث ذلك بدون الملك “فرناس”، اقلق بشأن الغزاه ان رأو تفكك البلاد ينتهزو الفرصه
: لا تكثري الحديث يا فطون واكملى ما جئت بك لأجله
تنهدت ومدت يدها بالقفص ليضع ثمار الفاكهه الناتجه التى تتلألأ مع أشعة الشمس الساقطه عليها، ساعدته على تجميعها لينهو العمل باكرا
تحت ذلك الصمت المهيب لا تزال تخفض رأسها شارده بما يملأ افكارها ولا تستطيع انفاض ذاك التشويش، تحدثت اخيرا قالت
: هذا العالم غريب، عقلى لا يستوعب ما أراه.. لا استطيع تحمل تلك الأرض
: تريدين العوده؟!
: بكَ، لن اعود خالية الوفاض
: لا أفهم ما تعنيه
: اريد وضع خطه
رفعت اعينها اليه اردفت : كفى هربا، يجب ان تغادر من هنا
تعجب من كلامها الى ان قالت بجديه
: تغادر من غوانتام، ستغادر من هذا العالم
: هل يمكن حدوث ذلك؟!
صمتت وضاقت اعينها قالت : السؤال هنا كيف.. خطر لى ذلك الامر البارحه، ان كان الخطر عليك هنا، ان كانت دمائك وروحك ستسلب هنا، الغدر الذى يلاحقك، مصيرك المشؤوم هنا ولا نعمل كيف نعمل على تغييره، هل هى حمايتك.. لكن مِن مَن.. من قدر محتوم
: “لينا”، اخبرينى بما تريدين قوله
: كما انا اسلب من عالمى الى هنا، لا شك بأن هناك طريقه لاسلبك معى
أتى صورة الكتاب فى ذاكرتها قالت : لما الكتاب لا يأتى معى لارضك
: اخبرتينى فى القصر انك رايته الكتابه الغوانتيه قبلا
اومات ايجابا قالت : كانت داخله، لقد فتح مرة واحده داخل المكتبه ولم يفتح مجددا
: هل اسطعتى رؤيه ما مدون
: لم يكن واضحا، كانت شبيه بالاسم لا استطيع قرأتها
:تستطعين رسمها.. عليك فقط التذكر، ماذا رايتى بالتحديد
صمتت وهى تعتصر ذاكرتها استحضرت صوره امامها فور فتح الكتاب وذلك الوهيج الذى ظهر منه، من جملة مشتعله، اوقعت الشاى وبللت اصابعها قبل نسيان ما رأته وكتبت فوق وساده بتلك الأصابع المبلله، اختفت الصوره من ذاكرتها فتحت اعينها وكانما كانت لحظه استرجعه تم محلها فى لحظه
قال “فرناس” : لما توقفتى
حاولت أعادت بعضها قالت : لا أتذكر أكثر من هذا، ترجم قبل ان تجف
اخدها منها وقرأ ما كتبته، كانت غير مجيده الكتابه جيدا ولا يتفهم لكن يحاول الصاق الأحرف ببعضها :
” يد خاطيه انتزعنا سوادها وكفرت ذنبها”
عقد حاجبيه مستنكرا رأت ملامحه التى كانت مثلها قالت
: ما معنى هذا، عن اى خطيه وعن اى ذنب يقصد
: لم أفهم شيئا لكن الجمله تتحدث بصيغة نحن.. من يقصد الكتاب
لاحظت ذلك ايضا اتيت جملة العجوز فى اذنيها
“فرناس هو شخص ميت خلدنا قضته تكريما له”
قالت بتساؤل: كان العجوز يتحدث دائما بصيغة الجمع، حولك وحول القدر التى امتلكها.. لا اعلم من يقصد ولا من خلفه لحد الآن لكنه شخص مريب
: هل تثقين به يا “لينا”
: انقذنى فى الكثير من المرات لا أعتقد أنه يحمل شرٌ لى
صمت لأنه لم يستنتج شيئا زائداً قال : هل هو من ارشدك الى الكتاب
: احل انه معى بكل خطوه، هل يمكن أن يخبرنى بحلا لاعيدك معى
: ان كان يمانع من تغيير حدث موتى، هل تعتقدين انه سيخرجنى من عالمى
: الكتاب يفعلها لا نحتاج اليه
صمتت نظرو الى بعضهم قالت : الكتاب.. ان كان لا يأتى معى لكنه يرسلني إليك فهل هناك كتاب هنا ايضا يعيدنى
: ان كانت ظنونك صحيحه فأين يمكن ان يكون
: يجب ان نبحث عنه ونجده ا…
كتمت انفها بيدها وهى تلتفت حولها، استنشقت انفها رائحه بيض عفن مع راىحه حريق جعلت رئتيها لا تريد استنشاف شيء آخر
: فى ريحه وحشه اوى، هى حرقت الاكل ولا اى
وضع يده على فمها يمنعها الحديث نظرت إليه باستغراب قال
: لسنا بمفردنا، هناك من يتصنت على حديثنا
التفت بأعينها قالت : لا أرى احد هنا
سمعت صوت ضحكات مخيفه اصابها فزع وقشعر بدنها خوفا، حين كانت قريبه من اذنيها، رأت ظل كبير يظهر من خلفها وحجب جسدها باكمله من ضخامته، التفت وبحلقت فيه برعب حينما كان ذلك الجنى الذى حاول قتلها فى القصر لولا تصدى “فرناس” إليه
قال بابتسامه أظهرت انيابه الحاده : كيف الحال أيتها المدونه
كانت متصنمه من هول ما تراه وقف “فرناس” وقال
: ابقى بعيدا عنها
وضع يده على رأسها لترى مخالبه المخيفه انحنى بوجهه لترى عيناه صرخت بخوف ودفعته لكن امسك ونكزها بأصبعه فتوقفت اغمضت اعينها وارتمت ارضاً قال
: برغم ما تملكه تظل بشريه
نزلت يد قابضه عليه لكنه تجنبها فورا ليرى الاخر تحولت احدى عيناه الى اللون الاحمر القاتم وبرز جسده قال
: لا اريد خوض قتالا، لقد نومتها فقط لنتحدث
فى المزرعه كانت تحمل الاقفاص المعبئه قالت
: سأغتسلهم وأعود إليك
صدر صوت صراخ التفو سريعا الى منزل استنشق “شوار” رائحه نفاذه قال
: هناك دخيل
انتشل الفأس لحقت به وتركت ما فى يدها، دخلو الى المنزل راو “فرناس” اقترب منه بقلق لكن توقف مع اتساع اعينه بصدمه من تلك الهاله التى مزقت الصاله قبل ان يخطو خطوه اخرى مقتربا منه
وقع أرضا حين لم تحمله قدماه اقتربت ابنته قلقه بشده، رأت دماء تسيل من انفه، قالت
: ابى، ماذا بك
داخل الغرفه جلس على كرسي وهو يضع قدم فوق الاخرى قال
: ما ذنب هذا العجوز ليقتل على هالتك القويه التى فعلتها
حين مد يده نحوها انقض طيف نحوه فاختفى واصبح خلفه، لكنه كان عند “لينا” حملها ليضعها على الكرسي فى ركن الغرفه بعيدا عنهم، التفت اليه فى لحظه أصبح امامه واصدم به فى الحائط وهو يمسكه من عنقه وقبل ان يباشره فى الهجوه، رفع يداه المدببه قال
: ما الذى أتى بك
: ويحك يا رجل، لن تكون مقابله جيده ان اكملت على هذا المسار.. لم احضر للاذيه لكن ان لم تبتعد ستحل الاذيه على الجميع
قالها بتهديد ونظر الى المنزل قال : القتال هنا سيجعل المنزل كومة رماد، لنخلق حديثا بافواهنا
تركه وعادت اعينه الى طبيعتهما وكأن ذلك اعلان لموافقته قال
: قل ما عندك
: ما تخططون من اجله لن يحدث
: وهل تعلم ما نخطط إليه
: يكفى تلك الأعين التى أراها تبحلق بكم وتغفلون انتم عن رؤياها
قال متعجبا : من تقصد؟!
: لم افهم من حديثكم الكثر بشأن خطة نجاتك، لكن إعلم انها ستنتهى بكارثه
: لماذا تقول ذلك، ما سر مجيئك
: انى لست سوى رسول مرسل اليك
: هل هذا ما تريد اخبارى به
: كلا، لقد ظهرت لاخبرك انى أعلم مكان الكتاب الذى تريده
طالعه بشده قال : هل يوجد كتاب هنا
: اجل، انه قريب منك وليس منها
: اين هو

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سرداب غوانتام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *