رواية طفلة اوقعتني في حبها الفصل الثاني 2 بقلم رنا تامر
رواية طفلة اوقعتني في حبها الفصل الثاني 2 بقلم رنا تامر
رواية طفلة اوقعتني في حبها البارت الثاني
رواية طفلة اوقعتني في حبها الجزء الثاني

رواية طفلة اوقعتني في حبها الحلقة الثانية
بينما كان الشباب الثلاثة يقتربون من “مي” و”مها”، تصاعدت ضربات قلبيهما، ولم تستطع أي منهما التفكير في مخرج واضح. مها حاولت الوقوف بحزم أمام مي لحمايتها، لكنها كانت خائفة. في تلك اللحظة الحرجة، ظهر صوت قوي من الخلف.
“خير يا جماعة؟! في مشكلة هنا؟”
استدار الجميع ليجدوا “آدم” واقفًا بثقة، بملامح صارمة وحادة، وعينيه تلمعان بتحدٍ واضح. كان يمسك هاتفه ويصور الموقف، مما أربك الشباب وجعلهم يتراجعون خطوة إلى الخلف.
أحد الشباب، محاولًا التظاهر بالشجاعة: “وإنت مالك يا باشا؟ متدخلش نفسك في اللي ملكش فيه.”
آدم بهدوء زاد من توترهم ” والله بقي الشرطة اللي هتقرر الكلام ده. واضح إنكم بتتحرشوا بالبنتين، وأنا موثق كل حاجة.”
الشباب ترددوا لثوانٍ، ثم قرروا الهروب سريعًا قبل أن تتطور الأمور.
مي، التي كانت واقفة في صدمة ودهشة: “إنت؟!”
آدم، بملامح جامدة “آه أنا. متوقعتش إننا نتقابل تاني، لكن واضح إنك دايمًا بتكوني في مواقف مثيرة.”
مها، وهي تحاول استيعاب الموقف: “بصراحة، شكرًا ليك جدًا. لولا وجودك، مش عارفة كان هيحصل فينا إيه.”
آدم، وهو ينظر لمها باحترام “ولا يهمك. المهم إنكم بخير. المكان هنا واضح إنه مش آمن، المفروض تكونوا حذرين أكتر.”
مي، بنبرة متوترة لكنها ما زالت تحمل بعض التحدي “وأنت، ليه بتتصرف وكأنك بطل خارق؟ إحنا كنا قادرين نتصرف لوحدنا.”
آدم رفع حاجبه بسخرية “طبعًا، واضح جدًا من اللي كان بيحصل إنك كنتِ في السيطرة الكاملة.”
مها قاطعت الحوار قبل أن يحتدم “بجد، شكرًا مرة تانية. مش هنزعجك أكتر. إحنا هنمشي دلوقتي.”
آدم “استنوا. أنا هوصلكم، مش هينفع أمشي وأسيبكم هنا بعد اللي حصل.”
مي، بصوت معارض “مش محتاجين توصيلة منك.”
مها، بحكمة “مي، خلينا نقبل. هو عنده حق، المكان مش آمن.”
اضطرت مي للموافقة على مضض، وركبوا جميعًا في سيارة آدم. طوال الطريق، كان الجو مشحونًا. مي جلست صامتة، تحدق من النافذة بتوتر. أما مها، فكانت تحاول التخفيف من الأجواء بالتحدث عن أشياء خفيفة، لكن آدم بدا وكأنه مستغرق في أفكاره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
صباااااحاااااا..
وصلت مي ومها إلى الكلية وبدأن يومهن كالمعتاد. وسط المحاضرات والدروس، أعلنت إحدى الأستاذات عن فرصة تدريب جديدة: مجموعة من الطلاب ستُرسل للتدريب في شركة كبيرة يديرها أحد أبرز رجال الأعمال الشباب.
“أخيرًا فرصة نشتغل في مكان كويس!” قالت مها بحماسة.
مي لم تكن مهتمة في البداية، لكن مها لم تعطيها مجالًا للرفض، وأصرت على أن تنضم إلى الفريق المتدرب.
“ده تدريب مهم جدًا يا مي، ممكن يكون بداية كويسة لينا.”
بعد إلحاح طويل، وافقت مي على مضض، ولم تكن تعلم أن هذه الخطوة ستغير مجرى حياتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
في شركة آدم
استقبلت الشركة وفد الطلاب المتدربين في صباح هادئ. كان آدم منشغلًا في مكتبه كعادته، يحاول التركيز على عمله رغم أن عقله ما زال يعود إلى لقاء الليلة السابقة.
دخلت السكرتيرة المكتب وقالت: “آدم بيه، وفد الطلاب وصل. عايز تقابلهم دلوقتي ولا بعدين؟”
رد آدم دون أن يرفع عينيه: “خليهم يدخلوا القاعة، وأنا هاجي بعد شويّة.”
كانت مي ومها ضمن المجموعة التي وصلت إلى القاعة. الكل كان يتحدث بحماسة عن فرص التدريب، إلا مي التي شعرت بأنها لا تنتمي لهذا المكان.
“مش مرتاحة هنا، مها. المكان مش مناسب لي.” همست مي لصديقتها.
“ما تبقيش كده. ده تدريب، مش هيبقى أسوأ من حياتك اليومية.” ردّت مها بضحكة خفيفة.
لحظات ودخل آدم القاعة. وقف الجميع لتحيته، لكنه لم يلاحظ أي شيء غريب إلى أن التقت عيناه بعيني مي.
“هي!” همس لنفسه، مذهولًا من وجودها.
مي أيضًا شعرت بالصدمة، لكنها حاولت التظاهر بأنها لا تعرفه.
بدأ آدم الاجتماع، مقدمًا لمحة عن الشركة وأهداف التدريب. كان يتحدث بثقة، لكن نظراته ظلت تتنقل بين مي وبقية الحضور.
“واضح إن الحظ مش بيتوقف عن مفاجأتي.” فكر في نفسه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
نهاية اليوم
بعد انتهاء الاجتماع، طلب آدم من المتدربين تقديم أنفسهم ومشاركة ما يطمحون إليه من التدريب. عندما جاء دور مي، تحدثت باقتضاب، محاوِلة أن تكون رسمية قدر الإمكان:
“أنا مي عبدالله، وأتمنى أن أتعلم المزيد عن الإدارة وكيفية تحقيق النجاح في بيئة العمل.”
نظر إليها آدم بتمعن ثم قال بهدوء: “أتمنى تكوني قد التوقعات، مي.”
شعرت أن كلماته تحمل شيئًا بين السخرية والتحدي، لكنها لم تجبه.
بعد انتهاء الاجتماع تمامًا، خرج الجميع من القاعة باستثناء آدم، الذي ظل ينظر إلى الأوراق أمامه دون أن يركز عليها.
“البنت دي مش عادية…” قال لنفسه وهو يبتسم بخفة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
بعد انتهاء اجتماع المتدربين، قررت مي ومها استكشاف الشركة قليلًا قبل العودة إلى الجامعة. كانت الشركة كبيرة وفخمة، مليئة بالأقسام والمكاتب الحديثة.
“الميتنج كان كويس جدًا، وأنا متحمسة أبدأ التدريب هنا!” قالت مها بابتسامة واسعة، محاولة إقناع مي التي لم تتفاعل كثيرًا.
“مها، أنا مش مرتاحة للمكان ده. كفاية اللي حصل من أول يوم.” قالت مي بقلق، وهي تتذكر نظرات آدم لها طوال الاجتماع.
“مي، حاولي تكوني إيجابية شوية! إحنا في شركة كبيرة ودي فرصة مش سهلة. تعالي نروح الكافيتيريا نشرب حاجة، يمكن تفصلي شوية.”
أومأت مي بالموافقة، رغم شعورها بالتوتر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
في طريق الكافيتيريا..
بينما كانت مي ومها تسيران باتجاه المصعد، توقفت مها فجأة.
“يا نهار أبيض! نسيت شنطتي فوق في القاعة!”
ردت مي بتململ: “يعني هنرجع تاني؟”
“لا، استني هنا وأنا هروح أجيبها وأرجعلك. أو لو مستعجلة، اركبي الاسانسير على الكافيتيريا وحصليني.”
“متأكدة؟”
“أيوة، يلا، أنا وراكِ على طول.”
ترددت مي للحظة، لكنها في النهاية وافقت وركبت المصعد وحدها. ضغطت الزر المؤدي إلى الطابق السفلي وانتظرت وصولها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
عند مي في المصعد..
في منتصف الطريق، توقفت الأنوار فجأة، واهتز المصعد بشدة قبل أن يتوقف تمامًا. شعرت مي بالذعر وهي تنظر حولها.
“إيه اللي حصل؟” قالت بصوت مرتعش، وهي تضغط على الأزرار دون جدوى.
المصعد لم يتحرك. كانت الأنوار الخافتة الوحيدة تأتي من لوحة التحكم.
بدأ قلبها ينبض بسرعة، وبدأ الخوف يتملكها. حاولت تهدئة نفسها: “هتكون مشكلة بسيطة وهتتحل.”
لكن الدقائق مرت وكأنها ساعات، ولم يتحرك المصعد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
في مكتب أدم..
في تلك اللحظة، كان آدم في مكتبه حينما دخلت السكرتيرة وقالت: “آدم بيه، فيه مشكلة في الاسانسير الرئيسي. وقف وفيه شخص محبوس جواه.”
نظر لها ادم بصدمه وتحدث قائلا: “اييييييه؟ حد بلغ الصيانة؟”
“أيوة، لكن قالوا هيحتاجوا وقت عشان يتصلح.”
قام آدم على الفور، وتوجه إلى مكان المصعد. وبينما كان يسير، فكر في الشخص العالق: “مين اللي ممكن يكون جوه؟”
عندما وصل إلى الطابق، سأل أحد الموظفين: “فيه كام شخص كانوا في الاسانسير؟”
“تقريبًا واحد بس، يا فندم.”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
مي في المصعد
داخل المصعد، كانت مي تشعر بالاختناق. دموعها بدأت تنهمر رغمًا عنها، وهي تضغط على زر الطوارئ مرات ومرات.
“ليه ركبت لوحدي؟ كان لازم أستنى مها!” قالت لنفسها بصوت مرتجف.
في الخارج، وصل آدم إلى المصعد. اقترب من الباب وقال بصوت عالٍ: “فيه حد جوا؟”
مي، التي سمعت صوته، شعرت ببعض الطمأنينة رغم خوفها: “أيوة، أنا هنا!”
“متخافيش، هنخرجك حالًا. انتي بخير؟”
“مش عارفة… أنا مش قادرة أتنفس كويس.”
شعر آدم بالتوتر: “حاولي تهدي. أنا هنا ومش هسيبك.”
بدأ آدم يتواصل مع فريق الصيانة، وحثهم على الإسراع في حل المشكلة. وفي نفس الوقت، ظل يتحدث مع مي لطمأنتها.
“اسمعيني، كل حاجة هتبقى تمام. الاسانسير هيشتغل قريب.”
مي وهي تتنفس بصعوبه”أ… ان.. انا بتخنق يا ادم.”
ادم بفزع وصوت عالي نسبيا” مييييييي.”
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية طفلة اوقعتني في حبها)