رواية طفلة اوقعتني في حبها الفصل الثالث 3 بقلم رنا تامر
رواية طفلة اوقعتني في حبها الفصل الثالث 3 بقلم رنا تامر
رواية طفلة اوقعتني في حبها البارت الثالث
رواية طفلة اوقعتني في حبها الجزء الثالث

رواية طفلة اوقعتني في حبها الحلقة الثالثة
داخل المصعد، كان الخوف يتزايد لدى مي. شعورها بالاختناق تصاعد مع إحساسها بالعجز. جلست على الأرض، تحاول تنظيم أنفاسها لكنها لم تستطع السيطرة على خوفها. في الخارج، كان آدم يقف أمام المصعد، يشعر بقلق لم يعهده من قبل.
“مي! كلميني! إنتي سامعة؟” صرخ آدم، محاولًا كسر حاجز الصمت الذي يسيطر على الأجواء.
ردت مي بصوت متقطع: “أنا… أنا بخير، بس مش قادرة أتنفس.”
آدم، محاولًا السيطرة على توتره، قال بثبات: “اسمعيني، مي. ركزي معايا. خدي نفس عميق… شهيق وزفير، ما تخليش الخوف يسيطر عليكي.”
بدأت مي تحاول اتباع كلماته رغم ارتجاف جسدها. كان صوت آدم يبعث في داخلها شعورًا بالطمأنينة الغريبة، وكأنه موجود معها في المصعد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
في هذه الأثناء، كان فريق الصيانة يحاول إصلاح العطل. آدم لم يتوقف عن الضغط عليهم: “مش عايز أعذار. أنا عايز الباب ده يفتح حالًا!”
أحد الموظفين قال: “آدم بيه، المشكلة في النظام الكهربائي للاسانسير، محتاجين وقت أكتر.”
آدم، بغضب واضح: “وقت؟ فيه إنسانة جوا الاسانسير، ووقتها مش ملككم. شوفوا حل دلوقتي!”
عاد آدم إلى المصعد وتحدث: “مي، إنتي سامعة؟ أنا مش هسيبك هنا، فاهمة؟ هطلعك مهما حصل.”
مي، بصوت منخفض: “أنا خايفة، آدم. مش قادرة أستحمل أكتر.”
آدم شد قبضته على الباب، وكأنه يحاول فتحه بيديه. لم يستطع تفسير مشاعره، لكنه كان يعلم أنه لن يهدأ حتى يرى مي بأمان.
مها تصل إلى المكان
في هذه الأثناء، وصلت مها إلى مكان الحادث بعد أن سمعت أن المصعد معطل. اقتربت بسرعة وسألت أحد الموظفين: “مين اللي جوه الاسانسير؟”
رد الموظف: “فيه بنت واحدة جوه، و…”
قاطعه آدم بصوت حازم: ” مي اللي جوا.”
مها صرخت بفزع: “مي؟! يا نهار أبيض! هي كويسة؟”
آدم التفت إليها وقال بثبات: “هنطلعها حالًا، متقلقيش.”
مها بدأت تدعو في سرها أن يتم إنقاذ صديقتها سريعًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
بعد مرور دقائق بدت وكأنها ساعات، أعلن فريق الصيانة: “آدم بيه، الباب ممكن يتفتح يدويًا دلوقتي، لكن محتاج قوة.”
آدم لم ينتظر لحظة. توجه إلى الباب وبدأ بمحاولة فتحه بمساعدة اثنين من الموظفين. كان الجهد واضحًا على وجهه، لكنه لم يستسلم.
داخل المصعد، سمعت مي أصواتًا بالخارج، مما أعطاها أملًا جديدًا. “آدم؟ إنت هناك؟”
رد آدم بصوت قوي: “أنا هنا، مي. خليكي ثابتة.”
لحظات وبدأ الباب يتحرك ببطء.
بمجرد أن انفتح الباب بالكامل، رأى آدم مي جالسة على الأرض. عيناها مغمضتان ووجهها شاحب تمامًا. حاول مناداتها بصوت قلق:
“مي؟ مي، سامعاني؟”
لكنها لم ترد. تسلل الرعب إلى قلبه للحظة، قبل أن ينزل إليها بسرعة. وضع يده على كتفها وهزها بلطف.
“مي! فوقي! أنا هنا!”
كانت أنفاسها بطيئة، لكنها لا تزال تتنفس. حملها بين ذراعيه، وكأن وزنها لا يعني شيئًا بالنسبة له، ونهض بسرعة دون أن يهتم بالجموع المتجمعة حول المصعد.
مها اقتربت بخوف وهي تسأله: “هي مالها؟!”
آدم، بنبرة حازمة: “اغمي عليها. هوديها المستشفى فورًا.”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
اندفع آدم نحو سيارته، واضعًا مي على المقعد الخلفي برفق. مها حاولت أن تلحق به، لكنها شعرت بأنه لا يريد أحدًا يعطله.
داخل السيارة، كان آدم يقود بسرعة جنونية، وعيناه لا تفارقان مرآة السيارة حيث يسترق النظر إلى مي. همس وكأنه يعدها: “استحملي، مي. مش هسيبك.”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
في المستشفى..
وصل آدم إلى المستشفى، وحمل مي مرة أخرى بين ذراعيه. دخل مسرعًا إلى قسم الطوارئ وصاح للأطباء: “عايز مساعدة فورًا! البنت دي أغمي عليها.”
أسرع الأطباء بحمل مي إلى غرفة الفحص، بينما طلبوا من آدم الانتظار خارجًا.
مها وصلت بعد دقائق، لاهثة من التعب. وقفت بجانب آدم، الذي كان يسير ذهابًا وإيابًا أمام غرفة الفحص. نظرت إليه وقالت:
“آدم… شكرًا إنك كنت معاها.”
لم يرد عليها. كان عقله مشغولًا بالكامل بمي. مرت دقائق بدت كأنها دهور، حتى خرج الطبيب أخيرًا.
آدم هرع إلى الطبيب وسأله: “هي كويسة؟”
الطبيب، بنبرة مطمئنة: “الحمد لله. حالتها مستقرة دلوقتي. كانت تعاني من نوبة هلع بسبب الخوف الشديد، وده تسبب في إنها تفقد وعيها. هتحتاج راحة شوية، لكنها هتبقى بخير.”
آدم تنفس الصعداء لأول مرة منذ ساعات. “ممكن أشوفها؟”
الطبيب: “آه، بس خليها ترتاح.”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
دخل آدم الغرفة بهدوء، حيث كانت مي مستلقية على السرير، عيناها نصف مفتوحتين. عندما رأته، حاولت أن تبتسم لكنها كانت تبدو ضعيفة.
“آدم…” همست بصوت بالكاد يُسمع.
“أنا هنا، يا مي. ارتاحي، كله تمام.” قالها بصوت هادئ، لكنه كان يحمل قلقًا واضحًا.
مي، وهي تحاول التحدث: “أنا آسفة… خوفتك…”
آدم جلس بجانبها وقال: “متأسفيش. المهم إنك بخير دلوقتي.”
نظرت إليه لثوانٍ، ثم أغمضت عينيها مرة أخرى لتنام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
بينما كان آدم يجلس بجانبها، فجأة دخل الغرفة رجل في أواخر الخمسينات، بملامح صارمة وعيون غاضبة.
“آدم! إنت هنا؟!” قال الرجل بصوت عالٍ.
آدم استدار ببطء وقال ببرود: “إيه اللي جابك هنا؟”
الرجل اقترب بخطوات ثابتة وقال: “إزاي تسيب اجتماع مجلس الإدارة وتختفي عشان… دي؟” مشيرًا إلى مي المستلقية على السرير.
آدم نهض وقال بثبات: “الموضوع ده مش وقته دلوقتي.”
لكن الرجل لم يهدأ: “إنت ناسي نفسك، آدم؟ مسؤولياتك؟ مين البنت دي أساسًا عشان تخاطر بكل حاجة عشانها؟!”
نظرت مها إلى الرجل بدهشة، ثم إلى آدم، الذي كان يقف بثبات وكأنه يستعد لرد كبير.
آدم، بنبرة صارمة: “مش هسمحلك تتكلم عنها بالشكل ده.”
الرجل حدق في آدم بدهشة وغضب، بينما مها كانت تتابع المشهد بصمت. أما مي، التي كانت نصف واعية، سمعت الحوار، لكنها لم تفهم تمامًا ما يحدث.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية طفلة اوقعتني في حبها)